قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) : «إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا»(1)
هلّ المحرم
هلّ المحرم فاستهل مكبرا و انثر به درر الدموع على الثرى
و انظر بغرته الهلال إذا انجلى مسترجعا متفجعا متفكرا
و اخلع شعار الصبر منك و زرّ من خلع السقام عليك ثوبا أصفرا
فثياب ذي الأشجان ألقيها به ما كان من حمر الثياب مزررا
شهر بحكم الدهر فيه تحكمت شر الكلاب السود في أسد الشرى
للّه أي مصيبة نزلت به بكت السماء له نجيعا أحمرا
خطب دهى الإسلام عند وقوعه لبست عليه حدادها (أم القرى)
أو ما ترى الحرم الشريف تكاد من زفراته الجمرات أن تتسعرا
(و أبا قبيس) في حشاه تصاعدت قبسات وجد حرها يصلي (حرا)
علم (الحطيم) به فحطمه الأسى و درى (الصفا) بمصابه فتكدرا
و استشعرت منه المشاعر بالبلا و عفا (محسرها) جوى و تحسرا
قتل الحسين فيا لها من نكبة أضحى لها الإسلام منهدم الذرى «2»
شهر المحرم
محرم فيه الهنا محرم و الحزن فرض و البكاء محتم
شهر به الإيمان ثل عرشه و الكفر بالإسلام بان بطشه
هلاله قوس رمى قلب الهدى و الدين في سهم الحتوف و الردى
قد كان عند الكفر و الإسلام فيه القتال أعظم الآثام
و آل حرب حاربوا رب السما فيه و حللوا الدم المحرما
و انتهكوا حرمة سادات الحرم و ارتكبوا ما أمطر السماء دم
يا آل حرب لا لقيتم سلما و لا وقيتم من لسان ذما
لعنتم في الأرض و السماء على لسان جملة الأحياء
بشراكم بالويل و الثبور و بالعذاب يوم نفخ الصور
كم حرة للمصطفى هتكتم و كم دم لولده سفكتم
يا أمة الخذلان و الكفران و عصبة الضلال و الشيطان
بأي عين تبصرون جده و قد فعلتم ما فعلتم بعده
جزرتم جزر الأضاحي نسله و سقتم سوق الاماء أهله
نسيتم احسان يوم الفتح نسيتم فيه جميل الصفح
قد كنتم لو لا بدور هاشم سرا يضيع في ضلوع كاتم
بهم تسنمتم ذرى المنابر كما علوتم صهوة المفاخر .
_____________________
(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 217.
(2) ديوان معتوق بن شهاب الموسوي ط مصر سنة 1330 ه.