ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

الهدف : تعريف الحضور بقيمة الصبر وموقعه في النهضة الحسينية في مختلف محطاتها وكيفية ترجمته في مواقف حياتنا اليومية.
تصدير الموضوع : عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: "الجنَّة محفوفة بالمكاره والصّبر، فمن صبر على المكاره في الدّنيا، دخل الجنّة ، وجهنّم محفوفة باللّذات والشّهوات ، فمن أعطى نفسه لذّتها وشهواتها ، دخل النّار"(1).
محاور الموضوع :
1- الصبر درجات
- الدرجة الأولى : الصبر على البلايا
_ {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال : 46]
- الدرجة الثانية : الصبر على الطاعة
{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا } [الكهف : 66 - 69]
- الدرجة الثالثة : الصبر عن المعصية
{الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد : 21، 22]
2- {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [البقرة : 155، 156]
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد : 31]
3- شجاعة الصبر لا تقل عن شجاعة القتال
- عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : "الجنَّة محفوفة بالمكاره والصّبر، فمن صبر على المكاره في الدّنيا، دخل الجنّة ، وجهنّم محفوفة باللّذات والشّهوات ، فمن أعطى نفسه لذّتها وشهواتها، دخل النّار"(2)
- عن أحد الصادقين عليهم السلام قالَ : "ما من عبدٍ مسلم ابتلاهُ الله بمكروهٍ وصبرَ، إلاّ كتب له اجر ألف شهيد"(3).
4- فوائد الصبر
1- الله مع الصابرين
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة : 153]
2- مقام الهداية والإمامة

{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة : 24]
3- حمل الأمانة الإلهية

{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [فصلت : 35]
4- عدم تأثير الأعداء على المؤمنين

{ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران : 120]
5- القدرة والقوة للذين صبروا
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} [الأنفال : 65]
6- الإمداد الغيبي للذين صبروا
{بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران : 125]
5- صبر أصحاب الحسين عليه السلام كانوا اصبر الناس بتحملهم : العطش ، الجوع، القتال ، القتل ، الجرح، السبي ، الإهانات ولذلك استحقوا أن يكونوا قدوة عبر التاريخ.
- عن أبي جعفر الثاني عن آبائه عليهم السلام قال : "قال علي بن الحسين عليه السلام : لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم وكان الحسين عليه السلام وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم وتهدأ جوارحهم وتسكن نفوسهم فقال بعضهم لبعض انظروا لا يبالي بالموت فقال لهم الحسين عليه السلام : صبرا بني الكرام فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب إن أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذبت ولا كذبت"(4)
________________
1- بحار الأنوار ، ج71، ص72 ، الحديث4.
2- بحار الأنوار ، ج71، ص72 ، الحديث4.
3- بحار الأنوار ، ج71، ص97 ، الحديث65.
4- بحار الأنوار ، ج 44.