ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

روى ابن شهرآشوب انّه وجد على ظهر الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) يوم الطف أثر، فسألوا الامام زين العابدين (عليه السلام) عن ذلك فقال: هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره الى منازل الأرامل و اليتامى و المساكين‏ .
و في زهده و عبادته ما روي انّه (عليه السلام) (حجّ خمسا و عشرين حجة ماشيا و انّ النجائب لتقاد معه) و قيل له يوما: ما اعظم خوفك من ربّك؟ قال: لا يأمن يوم القيامة الّا من خاف اللّه في الدنيا .
و روى ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد: انّه قيل لعليّ بن الحسين (عليه السلام): ما أقلّ ولد ابيك؟ قال: العجب كيف ولدت له كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرغ للنساء؟
و روي السيد الشريف الزاهد أبو عبد اللّه محمد بن عليّ بن الحسن ابن عبد الرحمن العلوي الحسيني في كتابه التعازي عن أبي حازم الأعرج، انّ الحسن (عليه السلام) كان يعظم أخاه الحسين (عليه السلام) كأنّه أكبر منه.
و روى عن ابن عباس انّه قال: سألت سبب ذلك؟ فقال: انّي أهاب الحسين كما أهاب امير المؤمنين (عليه السلام)، و قال ابن عباس: كنّا جلوسا مع الحسن (عليه السلام) في مجلس فلمّا أتى الحسين غيّر الحسن حالة جلوسه احتراما له.
و كان الحسين بن عليّ (عليه السلام) زاهدا في الدنيا في صغره و في كبره، يأكل مع امير المؤمنين من طعامه المخصوص (و هو الخبر اليابس جدا أو اللبن الحامض) و يشاركه في العسر و الضيق و الصبر، و صلاته كصلاته و قد جعل اللّه تعالى الحسن و الحسين عليهما السّلام قدوة للناس و أسوة لكنّ فرّق في ارادتهما كي يقتدي الناس بأيّهما شاءوا و لو كانا على طريقة واحدة لعسر على الناس اتباعهما.
و روي عن مسروق انّه قال: دخلت يوم عرفة على الحسين بن عليّ (عليه السلام) فرأيت أقداح السويق امامه و امام اصحابه و الى جنبهم القرائين و كانوا صائمين منتظرين الافطار، فسألت الامام مسائل فأجابني عليها ثم خرجت فدخلت على الحسن (عليه السلام) فرأيت كثرة وفود الناس عليه و هم يأتون و يأكلون انواع الطعام عنده و يأخذون معهم.
فتغيّرت و أطرقت افكر، فانتبه الامام الحسن (عليه السلام) إليّ و سأل عن سبب تغيّري و عدم أكلي الطعام، فقلت: أعوذ باللّه من وقوع الاختلاف بينكما، دخلت على الحسين (عليه السلام) فرأيته صائما منتظر الافطار و جئت إليك فرأيت هذا المنظر.
فلمّا تمّ كلامي ضمّني الامام الحسن (عليه السلام) الى صدره و قال: يا ابن الاشرس ا ما تعلم انّ اللّه تعالى جعلنا مقتديا هذه الامة جعلني مقتدى المفطرين و جعل أخي مقتدى الصائمين كي تكونوا في سعة.
و روي انّ الحسين (عليه السلام) كان أشبه الناس برسول اللّه (صلى الله عليه واله)سيرة و صورة و يقعد في المكان‏ المظلم فيهتدى إليه ببياض جبينه و نحره‏ .
و روي في مناقب ابن شهرآشوب و غيره: انّ فاطمة (عليها السلام)أتت بابنيها الحسن و الحسين الى رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و قالت: انحل ابني هذين يا رسول اللّه، فقال:
اما الحسن فله هيبتي و سؤددي و امّا الحسين فله جرأتي و جودي.
فقالت: رضيت يا رسول اللّه‏ .
و في رواية انّ النبي (صلى الله عليه واله)قال: انّ الحسن فانحله الهيبة و الحلم و امّا الحسين فانحله الجود و الرحمة ، و روى ابن طاوس عن حذيفة انّه قال:
سمعت الحسين بن عليّ يقول: و اللّه ليجتمعنّ على قتلي طغاة بني اميّة و يقدمهم عمر بن سعد، و ذلك في حياة النبي (صلى الله عليه واله)فقلت له: أنبأك بهذا رسول اللّه؟ فقال: لا، فأتيت النبي فأخبرته، فقال: علمي علمه و علمه علمي لانّا نعلم بالكائن قبل كينونته‏ .
و روى ابن شهرآشوب عن عليّ بن الحسين (عليه السلام) انّه قال: خرجنا مع الحسين فما نزل منزلا و لا ارتحل عنه الّا و ذكر يحيى بن زكريّا و قال يوما: من هوان الدنيا على اللّه انّ رأس يحيى أهدي الى بغي من بغايا بني اسرائيل‏ .
و روى في احاديث كثيرة بطرق الخاصة و العامة انّه، طالما كانت تنام فاطمة الزهراء (عليها السلام)فاذا بكى الحسين في المهد، يأتي جبرئيل (عليه السلام) و يحرّك مهده و يتكلّم معه حتى يسكت من البكاء، و لما كانت تفيق من النوم، ترى المهد يتحرّك و تسمع الكلام لكن لا ترى أحدا، فلمّا سألت رسول اللّه (صلى الله عليه واله)عن ذلك قال لها: انّه جبرائيل‏ .