ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

الهدف : تعريف الحضور بالبعد الأخلاقي لشخصية الإمام الحسين عليه السلام وضرورة الإقتداء به والتمثل بشمائله الكريمة وكون شخصيته تجلياً واضحاً لشخصية النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.
تصدير الموضوع :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن قضيب غرسه ربي بيده فليتول علياً والأوصياء من بعده وليسلم لفضلهم فإنهم الهداة المرضيون أعطاهم الله فهمي وعلمي وهم عترتي من لحمي ودمي إلى الله أشكو عدوهم من أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي والله ليقتلن ابني لا نالتهم شفاعتي" (1)
محاور الموضوع :
1- النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم القدوة والاسوة
- رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو القدوة والأسوة التي أمرنا باتباعها- الإقتداء بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يفرض علينا الاهتمام الدائم بالتحلي بمكارم الأخلاق المحمدية.
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب : 21]
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]
{وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم : 3، 4]
2- عاشوراء ومكارم الأخلاق المحمدية
- لا يمكن الفصل بين عاشوراء ودروس كربلاء ، وبين الأخلاق الفاضلة، فالربط بينهما محوري.
- الوصول إلى رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم مرهون بالوقوف بباب الحسين عليه السلام
- الحسين عليه السلام هو تجلٍ للخلق المحمدي العظيم.
- "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً"(2).
3- كيفية التحلي بالأخلاق المحمدية
- يتوقف ذلك على إدراكنا :
- لأهمية بذل الجهد للتحلي بمكارم الأخلاق عبر الإقتداء

بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. فقيمة الإنسان بحسن خلقه.
- للترابط القائم بين الجهاد والشهادة ، ـ وبين حسن الخلق فمن لا يوفق للنصر على النفس الأمارة والشيطان في التخلص من الكذب والغيبة والنميمة
ـ لن يكون الطريق مفتوحاً أمامه لتقديم الروح نصرة لدين الله تعالى الذي هو في جوهره: الخلق العظيم.
ـ للخطر في الرضا عن النفس، ـ وعدم بذل الجهد لتحسين الأخلاق.
- لضرورة التنبه الدائم إلى أن انتماءنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يعني أننا ننتمي إلى صاحب الخلق العظيم كما وصفه الله تعالى.
- لكون الانتماء إلى المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم يفرض علينا أن نتعاهد أخلاقنا بالرعاية دائماً.
- عن الصادق عليه السلام قال : " إن الصبر ، والصدق ، والحلم ، وحسن الخلق ، من أخلاق الأنبياء عليهم السلام"(3).
- كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثير الضراعة والابتهال إلى الله تعالى دائم السؤال من الله تعالى أن يزينه بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق، فكان يقول في دعائه : "اللهم حسن خلقي" ويقول : "اللهم جنبني منكرات الأخلاق"(4).
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن جبرئيل الروح الأمين نزل عليّ من عند رب العالمين فقال : يا محمد عليك بحسن الخلق ، فإن سوء الخلق يذهب بخير الدنيا والآخرة. ألا وإن أشبهكم بي أحسنكم خلقا"(5)
- عن الحسين بن زيد قال : قلت لجعفر بن محمد (عليهما السلام) : "جعلت فداك هل كانت في النبيا مداعبة؟ فقال : وصفه الله بخلق عظيم ، وإن الله ".." بعث محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم بالرأفة والرحمة ، وكان من رأفتها لأمته مداعبته لهم لكي لا يبلغ بأحد منهم التعظيم حتى لا ينظر إليه. ثم قال : حدثني أبي محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي عليهم السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليسر الرجل من أصحابه إذا رآه مغموما بالمداعبة. وكانا يقول : إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه"(6).
- وفي المكارم : عن زيد بن ثابت قال : كنا إذا جلسنا إليها إن أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا(7)
4- الشهداء ومكارم الأخلاق
- يجب أن لا نفصل بين دروس كربلاء وبين حسن الخلق.
- لا مجال للوصول إلى سيد الشهداء عليه السلام لنكون معه كما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا إذا تنبهنا إلى الخطر الكبير الذي ينتج عن الفصل بين التدين وبين حسن الخلق.
- ليست الشهادة إلا ثمرة مسلكية خاصة ومناقبية متميزة ، ويكشف التأمل في سيرة الشهداء أنهم السباقون في ميدان جهاد النفس وحسن الخلق.
- لأن الشهداء كانوا السباقين في ميدان جهاد النفس وحسن الخلق ، كانوا السباقين في ميدان الجهاد والشهادة.

- من أعظم مكارم الأخلاق الإيثار، ومن أعظم مراتب الإيثار، أن يقدم الشخص كل ما يملك حتى الروح، فداءً لعزيز.
- شهداء المقاومة الإسلامية هم أهل مكارم الأخلاق وحسن الخلق.
- "وَإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَإِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ"(8)
- ميدانكم الأول أنفسكم فإن عجزتم عنها كنتم عن غيرها أعجز(9)
______________
1- بحار الأنوار ، ج44 ، ص 303 ، عن كامل الزيارات.
2- مسند أحمد بن حنبل ج4 ص172.
3- الإرشاد للديلمي.
4- المحجة البيضاء.
5- المجالس للصدوق.
6- كشف الريبة للشهيد الثاني.
7- سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، السيد الطباطبائي ، 125.
8- نهج البلاغة ، قصار الحكم.
9- صحيفة النور، الإمام الخميني "قدس سره".