ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

قيل كان بينه و بين الحسن (عليه السلام) كلام فقيل للحسين (عليه السلام) ادخل على أخيك فهو أكبر منك فقال إني سمعت جدي (صلى الله عليه واله) يقول أيما اثنين جرى بينهما كلام فطلب أحدهما رضى الآخر كان سابقه إلى الجنة و أنا أكره أن أسبق أخي الأكبر فبلغ قوله الحسن (عليه السلام) فأتاه عاجلا.
وأنت أيدك الله متى أردت أن تعرف مناقب هؤلاء القوم و مزاياهم و خلالهم الشريفة و سجاياهم وتقف على حقيقة فضلهم الجزيل و تطلع من أحوالهم على الجملة و التفصيل و تعلم ما لهم من المكانة بالبرهان و الدليل فتدبر كلامهم في مواعظهم و خطبهم و أنحائهم و مقاصدهم و كتبهم تجده مشتملا على المفاخر التي جمعوها و غوارب الشرف التي افترعوها و غرائب المحاسن التي سنوها وشرعوها فإن أفعالهم تناسب أقوالهم و كلها تشبه أحوالهم فالإناء ينضح بما فيه و الولد بضعة من أبيه و ليس من يضله الله كمن يهديه و لا من أذهب عنه الرجس و طهره كمن حار في ليل الباطل فهو أبدا فيه و الكريم يحذو حذو الكريم و الشرف الحادث دليل على الشرف القديم و الأصول لا تخيب و النجيب ابن النجيب و ما أشد الفرق بين البعيد و القريب و الأجنبي والنسيب.
فالواحد منهم (عليه السلام)يجمع خلال الجميع و يدل على أهل بيته دلالة الزهر على الربيع و لو اقتصرت على ذكر مناقب أحدهم (عليه السلام) لم أك في حق الباقين مقصرا و لناداني لسان الحال اكتف بما ذكرت فدليل على الذي لا تراه الذي ترى نفعني الله بحبهم و قد فعل و ألحقني بتربة أوليائهم ومحبيهم الأول و أوزعني أن أشكر فضله و إن عظم عن الشكر و جل.