ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

[في أن الحسن و الحسين عليهما السلام كانا يقولان لرسول اللّه صلى اللّه عليه آله و سلم: يا أبة، و كان الحسن يقول لأبيه: «يا أبا الحسين» و كان الحسين يقول له «يا أبا الحسن»
فلما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم كانا يقولان لأبيهما: يا أبة.
و أبيات العباس بن عبد المطلب في مدح عليّ عليه السلام و تأسفه من عدول الناس عنه، و أن بيعتهم لأبي بكر كانت من أول الفتن‏].
- أنبأني الشيخ الإمام العدل الثقة أبو طالب عليّ بن أنجب الخازن رحمه اللّه، قال: أنبأنا الإمام الثقة برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرّزي إجازة [قال‏]:
أنبأنا العلامة أخطب خوارزم أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي ثم الخوارزمي‏ قال:
أنبأنا الإمام الحافظ زين الدين أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان، أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد، أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن‏ عبد اللّه الأصفهاني، قال: أخبرت عن الحسين بن الحكم الحبري، حدثنا حسن ابن الحسين العرتي، حدثنا عيسى بن عبد اللّه بن عمر بن عليّ عن أبيه [عن جدّه‏] : عن عليّ عليه السلام قال‏ : ما سمّاني الحسن و الحسين يا أبة حتى توفي رسول اللّه (صلى الله عليه واله)، كانا يقولان لرسول اللّه- (صلى الله عليه واله)-: يا أبة، و كان الحسن يقول لي: يا أبا حسين، و كان الحسين يقول: يا أبا حسن‏ .
[و] قال العباس بن عبد المطّلب يمدح عليا حين بويع لأبي بكر:
ما كنت أحسب أن الأمر منحرف‏ عن هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن‏
أ ليس أوّل من صلّى لقبلتكم‏ و أعلم الناس بالآثار و السنن‏
و أقرب الناس عهدا بالنبيّ و من‏ جبريل عون له في الغسل و الكفن‏
من فيه ما في جميع الناس كلّهم‏ و ليس في الناس ما فيه من الحسن‏
ما ذا الذي ردّكم عنه فنعرفه‏ ها إنّ بيعتكم من أوّل الفتن‏
[مجي‏ء فاطمة باكية إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و إخبارها إيّاه بفقد الحسن و الحسين و تسلية رسول اللّه إيّاها ثم رفعه يديه و دعائه لهما، ثم نزول جبرئيل عليه السلام و إخباره النبيّ بأنهما نائمان في حضيرة بني النجار و توجه رسول اللّه إليهما ثم أخذهما معه إلى المسجد، ثم صعوده المنبر و إعلامه الناس بأنهما خير الناس جدّا و جدة و أما و أبا و عما و عمة و خالا و خالة و أنهم أجمعون و من أحبهما في الجنة، و أن من أبغضهم في النار].
- أخبرني السيد الشريف بهاء الدين أبو محمد الحسن ابن الشريف مودود ابن الحسن بن يحيى الحسني العلوي التبريزي رحمه اللّه‏ كتابة منها [إليّ‏] في شهور سنة أربع و ستين و ست مائة، و الشيخ محيي الدين أبو البركات عبد الرحمن- و يدعى عبد المحيي- بن أحمد بن أبي البركات الحربي إجازة قالا: أنبأنا الإمام مجد الدين يحيى بن الربيع بن سلمان بن جرار الواسطي إجازة، قالا: أنبأنا أبو الحسن‏ جامع بن أبي نصر [بن‏] عبد الرحمن [أنبأنا] أبي إسحاق [بن‏] إبراهيم ابن أبي نصر السقاء.
حيلولة: و أخبرنا الإمام وحيد الدين محمد بن محمد بن أبي بكر ابن أبي يزيد الفزعتري‏ الجويني رحمه اللّه بقراءتي عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث و ستين و ستّ مائة، قال: أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي رحمه اللّه، قال: أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح ابن أبي عبد اللّه محمد بن عمر بن يعقوب رحمهم اللّه، قال: أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن عليّ بن الفضل الفاريابي‏ قال: أنبأنا شيخ الإسلام أبو عليّ‏ الفضل بن محمد الفاريدي رضي اللّه عنه، قال: حدثنا الإمام أبو عثمان ابن الإمام أبي نصر عبد الرحمن المقتول ظلما، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن الحاكم، أنبأنا أبو بكر ابن أبي بكر، حدثنا محمد ابن يحيى بن احمد الفقيه البارع صاحب أبي العباس ابن شريح بهمدان، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان المعدل بالبصرة، أنبأنا إسحاق بن سليمان الهاشمي [قال‏]:
سمعت أبي يوما يحدّث أنّهم كانوا عند الرشيد فجرى ذكر عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال الرشيد: يتوهّم العوام أني أبغض عليا و ولده، و اللّه ما ذلك كما يظنون!!! و إنّ اللّه يعلم شدّة حبّي لعليّ و للحسن و الحسين رضوان اللّه عليهم.
و اللّه لقد حدثني أمير المؤمنين المهدي، عن أمير المؤمنين المنصور، أنّه حدثه عن أبيه عن جده، عن عبد اللّه بن عباس أنه قال‏ : كنّا ذات يوم مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) إذ أقبلت فاطمة عليها السلام [تبكي‏] فقال لها [رسول اللّه‏]: فداك أبوك ما يبكيك؟ قالت: إن الحسن و الحسين خرجا فما أدري أين باتا هما؟ فقال لها: لا تبكين يا بنيّة [فإن‏] الذي خلقهما ألطف بهما منّي و منك.
ثمّ رفع النبيّ (صلى الله عليه واله) يديه فقال: اللهمّ إن كانا أخذا برّا [أ] و بحرا فاحفظهما و سلّمهما.
فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد لا تغتم [ظ] و لا تهتمّ و هما فاضلان في الدنيا و الآخرة و أبوهما خير منهما هما في حظيرة بني النجار نائمين و قد وكّل اللّه بهما ملكا يحفظهما.
فقام رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و أصحابه حتى أتوا الحظيرة فإذا الحسن معانق الحسين و إذا الملك الموكل بهما أحد جناحيه تحتهما و الآخر فوقهما قد أظلّهما فانكبّ النبيّ (صلى الله عليه واله) [عليهما] يقبّلهما حتى انتبها، فجعل الحسن على عاتقه اليمنى و الحسين على عاتقه اليسرى و جبريل معه حتى خرجا من الحظيرة، و النبيّ (صلى الله عليه واله) يقول: لأشرّفنّكما كما شرّفكما اللّه تعالى. فتلقّاه أبو بكر الصدّيق رضي اللّه عنه فقال: يا رسول اللّه ناولني أحد الصبيين حتى أحمله عنك.
فقال النبيّ (صلى الله عليه واله): نعم المطيّ مطيّهما و نعم الراكبان هما.
[فسار] حتى أتى المسجد فأمر بلالا فنادى بالناس فاجتمعوا في المسجد فقام رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و هما على عاتقه فقال: يا معشر المسلمين أ لا أدلّكم على خير الناس جدّا و جدّة؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. فقال: الحسن و الحسين جدّهما رسول اللّه (صلى الله عليه واله) سيّد المرسلين و جدّتهما خديجة سيّدة نساء العالمين.
أ لا أدلكم علي خير الناس أبا و أمّا؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: الحسن و الحسين أبوهما عليّ بن أبي طالب و أمّهما فاطمة بنت خديجة سيّدة نساء العالمين.
أ لا أدلكم على خير الناس عمّا و عمّة؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: الحسن و الحسين عليهما السلام عمّهما جعفر بن أبي طالب و عمّتهما أم هانئ بنت أبي طالب.
أيّها الناس أ لا أخبركم بخير الناس خالا و خالة؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال:
الحسن و الحسين خالهما [إبراهيم‏] ابن رسول اللّه و خالتهما زينب بنت رسول اللّه.
ثمّ قال: اللّهمّ إنّك تعلم أن الحسن و الحسين في الجنّة و أبوهما في الجنة و أمّهما في الجنة و عمهما في الجنة و عمّتهما في الجنة و خالهما في الجنة و خالتهما في الجنّة، و من أحبّهما في الجنّة و من أبغضهما في النار .
قال سليمان: و كان هارون الرشيد يحدّثنا و عيناه تدمعان و تخنقه العبرة.
قال الإمام أبو عثمان [المعدّل‏]: هذا خبر غريب عجيب.
الباب العشرون فضيلة لامعة البروق‏ و منقبة باسقة العروق‏
[في أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ابنيه الحسن و الحسين في الليل الدامس بالانصراف إلى أمهما و أمر اللّه تعالى السماء بالبرق لإضاءة طريق سبطي رسول اللّه ثم ذهابهما إلى أمهما في ضوء البرق المتبسّط و رسول اللّه ينظر إليهما حتى دخلا على أمّهما. و قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم: الحمد للّه الذي أكرمنا أهل البيت‏].
- أخبرنا الشيخ شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري إجازة قال: أخبرنا شيخ شيوخ الإسلام ركن الدين أبو سعد محمد بن أحمد ابن أبي سعد عبد الصمد بن حمويه الجويني رحمهم اللّه إجازة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام صدر المشايخ معين الدين أبو بكر ابن أبي الحسن ابن محمد بن حمويه الجويني إجازة قال: أخبرنا عبد الوهاب‏ ابن إسماعيل بن عمر الصيرفي قال:
أخبرنا الشيخان عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي.
حيلولة: و أخبرنا الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل [أحمد بن‏] هبة اللّه بن أحمد [بن محمد بن الحسن‏] ابن عساكر الدمشقي الشافعي بسماعي عليه بدمشق‏
قال: أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الشعري‏ قالت: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد حافد العباس بن حمزة سنة سبع و ثلاثين و ثلاث مائة، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي [قال‏]: حدثني أبي سنة ستين و مأتين، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا سنة أربع و أربعين و مائة، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن عليّ، حدثني أبي عليّ بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن عليّ، حدثني أبي عليّ بن أبي طالب- سلام اللّه عليهم أجمعين- [قال‏]:
إنّ الحسن و الحسين كانا يلعبان عند النبيّ (صلى الله عليه واله) حتى مضى عامّة الليل، ثمّ قال لهما: انصرفا إلى أمّكما. فبرقت برقة فما زالت تضي‏ء لهما حتى دخلا على فاطمة و النبيّ (صلى الله عليه واله) ينظر إلى البرقة، فقال: الحمد للّه الذي أكرمنا أهل البيت‏ .
[في تبيين رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فخامة مقام ابنيه الحسن و الحسين عند اللّه تعالى و قوله في شأنهما: من أحبهما أحبه اللّه و أدخله جنات النعيم، و من أبغضهما أو بغى عليهما أبغضه اللّه و أدخله نار جهنم‏].
- أخبرني الشيخ كمال الدين أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن عليّ الشيذقاني الجويني كتابة في ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين و ستّ مائة، قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن بندار بن جعفر الطبري.
و أخبرني جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد- يعرف بمذكويه- إجازة بروايته عن إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن أبي الفضل القزويني إجازة قال: أنبأنا السيد نقيب النقباء شرف الدين محمد بن المطهّر بن يعلى بن عوض الفاطمي الهروي إجازة بجميع مسموعاته و مجازاته و ما يجوز له روايته- في ذي الحجّة سنة ثلاث و ستّين و خمس مائة- قالا: أخبرنا أبو الفتح حمزة بن محمد بن عليّ الملقّب علي بحسول‏ الهمداني- قال الطبري: سماعا. [و] قال الفاطمي: إجازة إن لم يكن [سماعا] و كذا جميع مسموعاته- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عليّ القارئ بهرات‏ قال: أخبرنا القاضي أبو المظفّر منصور بن إسماعيل‏
الحنفي إملاء، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد اللّه السيّاري قال: أخبرنا أحمد بن نجدة القرشي قال: حدّثنا يحيى الحمّاني قال: حدّثنا قيس، عن محمد ابن رستم، عن زياد :
عن سلمان قال: قال النبيّ (صلى الله عليه واله) للحسن و الحسين: من أحبّهما أحببته، و من أحببته أحبّه اللّه، و من أحبّه اللّه أدخله جنات النعيم، و من أبغضهما- أو بغي عليهما- أبغضته، و من أبغضته أبغضه اللّه و أدخله نار جهنّم و له عذاب مقيم.
[قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم: «الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة» برواية عبد اللّه بن عباس‏].
- أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان بقراءتي عليه بنابلس، قال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد الأنصاري الحرستاني إجازة قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي، قال: أخبرنا الحاكم الحافظ أبو عبد اللّه محمد ابن عبد اللّه البيّع النيسابوري قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن عقبة القاضي الحنفي المروزي قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمود البغدادي قال: حدّثنا محمد بن عبيد الهمداني قال: حدثنا يوسف بن محمد قال: حدثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير:
عن ابن عباس: أن النبيّ (صلى الله عليه واله) قال: الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.
[و] رواه الإمام محمد بن يزيد بن ماجة القزويني رحمه اللّه بزيادة فيه في مسنده‏ .
[في تقريض النبي سبطيه و قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم لهما: «الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنّة» برواية عبد اللّه بن عمر].
- أخبرنا الشيخ العدل الصالح محمد بن أبي القاسم بن عمر المقرئ بقراءتي عليه بمدينة السلام بغداد، قال: أخبرنا الشيخ عبد اللطيف ابن القبيطي- إجازة إن لم يكن سماعا- و الشيخ الإمام شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي رضي اللّه عنه إجازة، بروايتهما عن أبي زرعة طاهر بن محمد بن عليّ المقدسي قال:
أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقوّمي- إجازة إن لم يكن سماعا، و كان الشيخ أبو زرعة محقّق سماعه فقرئ عليه كذلك احتياطا- قال: أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، قال: أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أبي تميم بن سلمة، قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجة القزويني رحمه اللّه‏ قال: حدّثنا محمد بن موسى الواسطي [حدثنا] المعلّى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن نافع: عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، و أبوهما خير منهما.
[في حشر الأنبياء راكبا، و حشر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم على البراق و بعث صالح النبيّ على ناقته، و بعث الحسن و الحسين عليهما السلام على ناقة رسول اللّه، و بعث بلال على ناقة من نوق الجنّة].
- أخبرنا الشيخ الإمام البارع إمام الدين أبو الخير عبد اللّه ابن أبي الفتوح داوود بن معمر القرشي إجازة- في شهر رجب سنة خمس و ستين و ست مائة- قال:
أخبرنا والدي موفّق الدين أبو الفتوح، و عمّي مخلص الدين أبو عبد اللّه محمد بن أبي أحمد [ابن‏] معمر، قالا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه بن أحمد الجوزدانية، قالت: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن ريذة الأصبهاني، قال:
أخبرنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مطير اللخمي الطبراني رحمه اللّه‏ قال: حدّثنا هاشم بن يونس القصّار المصري، قال: حدّثنا أبو صالح [عبد اللّه‏] ابن عبد اللّه بن صالح، حدّثنا يحيى بن أيوب، عن ابن جريج‏ عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا من قبورهم المحشر و يبعث صالح عليه السلام على ناقته و يبعث ابناي الحسن و الحسين على ناقتي العضباء، و أبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها، و يبعث بلال على ناقة من نوق الجنّة فينادي بالأذن محضا، و بالشهادة حقا حقا، حتى إذا قال: أشهد أن محمدا رسول اللّه. شهد له المؤمنون. من الأوّلين و الآخرين، فقبلت ممّن قبلت و ردّت على من ردّت‏ .
الباب الثالث و العشرون [في حديث أسماء بنت عميس في مجي‏ء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إلى بيت فاطمة عند ما ولدت الحسن و الحسين‏
و أذانه في أذنيهما، و سؤاله عن عليّ: بم سمّيت ابني هذا؟ و جواب عليّ: ما كنت لأسبقك يا رسول اللّه. و نزول جبرئيل من قبل اللّه تعالى بأن يسميا حسنا و حسينا. و بكاؤه صلى اللّه عليه و آله و سلم لما وضع الحسين في حجره و قوله لأسماء: تقتله الفئة الباغية، يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولادته‏].
- أخبرني المشايخ الإمام قطب الدين عبد المنعم بن يحيي بن إبراهيم القرشي الزهري الشافعي الخطيب بالبيت المقدّس الشريف، و عزّ الدين عبد العزيز ابن عبد المنعم بن عليّ الحرّاني الأصل البغدادي المصري الدار كتابة، و أبو الفضل [أحمد] بن هبة اللّه الشافعي بسماعي عليه، بروايتهم عن أمّ المؤيّد زينب بنت أبي القاسم [عبد الرحمن بن الحسن الأشعري‏] الشعرية، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازة قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب‏ قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد حافد العباس بن حمزة- سنة سبع و ثلاثين و ثلاث مائة- قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، حدّثني أبي في سنة ستين و مأتين،
قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا سنة أربع و أربعين و مائة، قال: حدثني أبي موسى ابن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن عليّ [قال‏]: حدثني أبي عليّ بن الحسين قال:
حدّثتني أسماء بنت عميس قالت: قبلت جدتك فاطمة بالحسن و الحسين، فلمّا ولد الحسن جاءني النبيّ (صلى الله عليه واله) فقال: يا أسماء هلمّي بابني. فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبيّ (صلى الله عليه واله)، فقال: يا أسماء أ لم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء؟ [قالت: فأخذته منه‏] فلففته‏ في خرقة بيضاء و دفعته إلى النبيّ (صلى الله عليه واله) فأذّن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى.
فقال لعليّ: أيّ شي‏ء سميت ابني؟ فقال عليّ: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه، و قد أحبّ أن أسميه حربا. فقال النبيّ (صلى الله عليه واله): و لا أنا أسبق باسمه ربيّ عزّ و جلّ.
ثم هبط جبرئيل عليه السلام و قال: السلام عليك يا محمد العليّ الأعلى يقرئك السلام و يقول: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى و لا نبيّ بعدك، سمّ ابنك هذا باسم ابن هارون. قال النبيّ (صلى الله عليه واله): و ما اسم ابن هارون يا جبرئيل؟
قال: شبر. قال النبيّ (صلى الله عليه واله): لساني عربيّ. قال: سمّه الحسن.
قالت أسماء: فسمّاه الحسن‏ فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه النبيّ (صلى الله عليه واله) بكبشين أملحين و أعطى القابلة فخذا و حلق رأسه و تصدّق بوزن الشعر ورقا و طلا رأسه بالخلوق، ثمّ قال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية.
قالت أسماء: فلمّا كانت بعد حول من مولد الحسن ولد الحسين، فجاءني النبيّ (صلى الله عليه واله) فقال‏ : يا أسماء هلمّي بابني. فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى و وضعه في حجره و بكى!!!.
قالت أسماء: قلت: فداك أبي و أمي [ممّ‏] بكاؤك؟ قال: على ابني هذا. قلت:
ولد الساعة [و تبكيه‏]!؟ قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم اللّه شفاعتي.
ثم قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولاده‏ ثم قال لعليّ: أيّ شي‏ء سمّيت ابني؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه، و قد كنت أحبّ أن أسمّيه حربا!!! قال النبيّ (صلى الله عليه واله): و لا أنا أسبق باسمه ربيّ.
ثم هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام و يقول: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى و لا نبيّ بعدك فسمّ ابنك هذا باسم ابن هارون. قال النبيّ (صلى الله عليه واله): و ما اسم ابن هارون؟ قال: شبير. قال: لساني عربيّ يا جبرئيل. قال: سمّه الحسين.
قالت أسماء: فسمّاه الحسين، فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه النبيّ (صلى الله عليه واله) بكبشين أملحين، و أعطى القابلة فخذا و حلّق رأسه و تصدّق بوزن الشعر ورقا، و طلا رأسه بالخلوق، ثم قال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية.
[في ذكر المعنى المتقدم في الحديث السالف باختصار على وجه غير سديد]
- أنبأني العلامة علاء الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر ابن محمد الطاوسي رحمه اللّه فيما كتب إليّ من مدينة قزوين، قال: أنبأنا الإمام السعيد تقيّ الدين محمد ابن محمود بن إبراهيم الحمامي رحمه اللّه بقراءتي عليه مسند أحمد بن حنبل رضي اللّه عنه، قال: أنبأنا به الإمام أبو محمد عبد الغنيّ بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني و الشيخ أبو علي ابن إسحاق بن أبي الفرج، قالا: أخبرنا به أبو القاسم هبة اللّه بن الحصين، قال: أخبرنا به أبو عليّ ابن المذهب، قال: أخبرنا به أبو بكر القطيعي قال: أخبرنا به الإمام أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال:
حدّثني أبي‏ قال: حدثنا الحجّاج، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ:
عن عليّ [عليه السلام‏] قال: لمّا ولد الحسن عليه السلام جاء النبيّ (صلى الله عليه واله) فقال: أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت: سمّيته حربا. قال: بل هو حسن.
فلمّا ولد الحسين عليه السلام قال: أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت: سمّيته حربا.
فقال: بل هو حسين.
فلما ولد الثالث جاء النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم فقال: أروني ابني ما سمّيتموه؟
قلت: حربا. قال: هو محسن. ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبرا و شبيرا و مشبرا.
[صلاة النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم، و وثوب سبطيه الحسن و الحسين في حال سجوده على كتفه، و منع الناس إيّاهما عن ذلك، و إشارة رسول اللّه إليهم: أن دعوهما. ثم بعد فراغه من الصلاة وضعه إيّاهما في حجره و قوله: من أحبّني فليحبّ هذين‏].
- أخبرني الشيخ الإمام الواعظ الحافظ نور الدين عثمان بن محمد بن أبي بكر الدستجردي الطوسي رحمه اللّه فيما كتب إليّ منها، أخبرنا الإمام علاء الدين أبو بكر عبد اللّه بن عبد اللّه‏ الهاشمي الطوسي قال: أخبرنا الإمام شرف الدين محمود بن أحمد بن عبد الرشيد المعروف بشرفشاه، قال: أخبرنا الإمام شيخ الإسلام أبو المحاسن عليّ بن الفضل الفارمذي.
و أخبرنا الإمام محمد بن وحيد الدين محمد بن محمد بن‏ أبي بكر ابن أبي يزيد بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الإمام محمد بن أبي الفتوح سماعا، قال: أخبرني والدي الإمام أبو الفتوح ابن محمد بن عمر بن يعقوب، قال: أخبرني الشيخ الإمام محمد ابن عليّ بن الفضل الفارسا قالا: أنبأنا شيخ الإسلام أبو علي الفضل بن محمد الفارمدي قال: أخبرنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني إملاء في مدرسته بنيسابور، قال: أخبرنا أبو طاهر ابن خزيمة، قال: أخبرنا جدّي، قال:
أخبرنا محمد بن ربعي القيسي‏ ، قال: حدثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: حدثنا عليّ بن صالح، عن عاصم عن زرّ: عن عبد اللّه قال: كان النبيّ (صلى الله عليه واله) يصلّي فإذا سجد وثب الحسن و الحسين على ظهره، فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهم، فلمّا قضى الصلاة وضعهما في حجره فقال: من أحبّني فليحبّ هذين.
[حديث ابن عمر: «أهل العراق يسألونني عن قتل الذباب و قد قتلوا ابنيّ النبيّ (صلى الله عليه واله)، و قد قال: هما ريحانتيّ من الدنيا].
- أقول- و أنا أفقر عباد اللّه تعالى إلى رحمته أبو محمد ابن محمد - أنبأنا محمد و محمد قالا: أنبأنا محمد، قال: أنبأنا محمد، قال: أخبرنا محمد و محمد، قالا: أخبرنا محمد، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن محمد، قال: سمعت ابن أبي نعم يقول:
سمعت عبد اللّه بن عمر يقول: و سأله رجل عن المحرم- قال شعبة: أحسبه [قال:]- يقتل الذباب؟ فقال: أهل العراق يسألونني عن قتل الذباب و قد قتلوا ابني النبيّ‏ (صلى الله عليه واله) و قد قال: هما ريحانتاي من الدنيا.
[قال المؤلّف‏] المحمّدان اللذان أروي عنهما فهما علاء الدين [أبو حامد] محمد ابن أبي بكر [الخليلي‏] الطاوسي‏ و بدر الدين محمد بن عبد الرزاق بن أبي بكر القزويني‏ و هما رويا عن محمد الثالث و هو عزّ الدين محمد بن عبد الرحمن بن المعالي الواريني.
و أمّا محمد الرابع فهو الإمام فقيه الحرم كمال الدين أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي.

أمّا محمد الخامس فهو الإمام أبو عبد اللّه محمد بن عليّ بن الحسن الجنابذي المقرئ الجرجاني شيخ القراءة في عصره بنيسابور.
و أمّا محمد السادس فهو الشيخ أبو سهل محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن حفص‏ الحفصي المروزي قدم بنيسابور و نزل المدرسة النظامية و قرئ عليه صحيح البخاري ثم رجع إلى مولده بمرو، و توفي هناك.
و أمّا محمد السابع فهو الشيخ الثقة أبو الهيثم محمد بن مكّي بن زراع الكشميهني المروزي الأديب.
و أمّا محمد الثامن فهو أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفريري.
و أمّا محمد التاسع فهو الإمام أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري‏ .
و أما محمد العاشر فهو أبو بكر ابن بشّار بن عثمان بن داوود العبدي البصري [و] يقال له: بندار.
و أما محمد الحادي عشر فهو محمد بن جعفر الهذلي صاحب الكرابيسي الملقّب بغندر.
و أمّا محمد الثاني عشر الذي يروي عنه شعبة فهو أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه ابن أبي يعقوب البصري [الضبي‏] و هو ابن أخي هيثم.
و ابن أبي نعم هو عبد الرحمن ابن أبي بكر شيخه فروي عنه شعبة [كذا].
[تعويذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم سبطيه الحسن و الحسين عليهما السلام‏]
- كتب إليّ الإمام إمام الدين أبو الخير عبد اللّه بن الإمام موفّق الدين أبي الفتوح داوود بن معمر القرشي الأصفهاني منها- في منتصف شهر رجب سنة خمس و ستين و ستّ مائة- [قال‏]: أنبأنا والدي موفّق الدين أبو الفتوح داوود، و عمّي مخلص الدين أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن معمر، قالا؛ أخبرتنا الشيخة فاطمة بنت عبد اللّه [بن‏] أحمد بن عقيل الجوزدانية، عن أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة عن الإمام أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني‏ حدثنا عمرو ابن ثور الجذامي‏ حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان [الثوري‏]، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عباس أن النبيّ (صلى الله عليه واله) كان يعوّذ الحسن و الحسين و يقول:
أعيذ كما بكلمات اللّه التامّة، من شرّ [كل‏] شيطان و هامّة، و من كل عين لامّة.
[قال الطبراني‏] لم يروه عن سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال إلّا الفريابي.
[و] الهامّة كلّ ذات سمّ، و الجمع: الهوامّ: فأمّا ما يسمّ و لا يقتل فهو السامّة كالعقرب و الزنبور، و قد يقع [و يطلق‏] الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان و إن لم يقتل كالحشرات.
و قوله: «عين لامّة» أي ذات لمم و هو طرف من الجنون يلمّ بالإنسان أي يقرب منه و يعتريه و لذلك لم يقل «ملمة» و أصلها من ألممت بالشي‏ء ليزاوج قوله: هامّة.
[في أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و وجده مغتمّا من أجل إصابة العين لسبطيه الحسن و الحسين فقال له: أ فلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات ..]
- أخبرني الإمام بدر الدين محمد بن الإمام عماد الدين محمد بن أسعد البخاري إجازة بروايته عن والده إجازة قال: أنبأنا الشيخ الإمام العالم علاء الدين أبو المعالي طاهر بن محمود بن أحمد البخاري ببخارى- يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثمان عشرة و ستّ مائة- قال: أنبأنا الشيخ الإمام الواعظ أبو عمرو عثمان بن عليّ ابن أبي القاسم البيكندي، أنبأنا الشيخ الإمام أبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري الوركي قراءة عليه بها، حدثنا الشيخ الإمام أبو محمد إسماعيل ابن الحسن الزاهد البخاري إملاء، قال: حدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا محمد بن محمد بن عبد اللّه، قال: حدثنا عبيد بن محمد الصنعاني، حدثنا عبد ربّه بن عبد اللّه، عن أبي رجاء، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الحارث:
عن عليّ عليه السلام أن جبرئيل عليه السلام أتى النبيّ (صلى الله عليه واله) فواقفه مغتمّا، فقال: يا محمد ما هذا الغمّ الذي أراه في وجهك؟ قال [إن‏] الحسن و الحسين أصابتهما العين. قال: يا محمد فإن العين حقّ أ فلا عوّذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال:
و ما هنّ يا جبرئيل؟ قال: قل: اللّهمّ ذا السلطان العظيم [و] ذا المنّ القديم [و] ذا الوجه الكريم، وليّ الكلمات التامات، و الدعوات المستجابات، عاف الحسن و الحسين من أعين الجنّ و أعين الإنس.
فقالها النبيّ (صلى الله عليه واله). [ثم قال‏]: عوّذوا أنفسكم و نساءكم و أولادكم بهذا التعويذ فإنّه لم يتعوّذ المتعوّذون بمثله‏ .
[في تقريض النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم سبطيه و قوله في عظمة شأنهما: حسين منّي و أنا منه، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا، الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة].
- أنبأني الشيخ فخر الدين أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي بروايته عن أبي بكر محمد بن حامد بن محمد بن أبي نصر المقرئ الضرير إجازة، و محي الدين عمر بن محمد بن عبد اللّه ابن أبي عصرون، بروايته عن ستّ الكتبة نعمة بنت عليّ بن يحيى بن عليّ بن الطراح إجازة، قالا: أخبرنا زاهر بن طاهر بن محمد ابن أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن الصابوني، و أبو بكر محمد بن عبد العزيز الخيري و أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، قالوا: أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد ابن عبد اللّه البيع سماعا عليه رحمه اللّه، قال: أخبرني خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا أبو عمران موسى بن أفلح البخاري، قال: حدثنا سعيد بن مسلم بن قتيبة بن مسلم، حدثني جعفر بن الأزهر بن قريظ بن‏ معد بن رفاعة- و معد هو أبو رمثة صاحب رسول اللّه (صلى الله عليه واله)‏ - قال: سمعت أبا الأزهر أبي لاهز بن قريط [قال:] أخبرني قريط، عن أبيه أبي رمثة، [قال‏]: إن النبيّ (صلى الله عليه واله) قال: حسين مني و أنا منه، و [هو] سبط من الأسباط، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا، إن الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.
الباب الثلاثون فضيلة [و حصيصة] فضفاضة المحاسد، و منقبة عذبة الموارد. [في كشف النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم عن عظمة ابنه الحسين و فخامة أمره و أنّه كبضعة منه بقوله: حسين منّي و أنا من حسين أحبّ اللّه من أحبّ حسينا حسين سبط من الأسباط].
- أخبرني الإمام علاء الدين عبد اللطيف بن عبد الرشيد بن محمد بن عبد الرشيد الأصبهاني كتابة إليّ منها، قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني سماعا في سنة سبع و تسعين و خمس مائة.
و أخبرني العدل عماد الدين عبد الغني بن عبد الرحمن بن مكّي البغدادي إجازة بروايتهم عن الإمام موفّق الدين أبي الفتوح داوود بن معمر القرشي، حدثنا أحمد قال: حدثنا عفّان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد اللّه بن عثمان بن خيثم‏ عن سعيد بن أبي راشد:
عن يعلى [بن مرة] العامري أنّه خرج مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) إلى طعام دعوا له، قال: فاستمثل‏ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أمام القوم و حسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أن يأخذه فطفق الصبيّ يفرّ هاهنا مرة و هاهنا مرة، فجعل النبيّ (صلى الله عليه واله) يضاحكه حتى أخذه، قال:
فوضع النبيّ (صلى الله عليه واله) إحدى يديه تحت قفاه و الأخرى تحت ذقنه و وضع فاه على فيه فقبّله و قال: حسين منّي و أنا من حسين، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا حسين سبط من الأسباط.
قوله: سبط من الأسباط أي أمّة من الأمم في الخير، يوضحه قوله تعالى: {أَسْبَاطًا أُمَمًا} [الأعراف: 160] ترجم عن الأسباط بالأمم.