ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

[أخرج الترمذي رحمه الله] في صحيحة بسنده عن سلمى الأنصارية قالت دخلت على أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه واله) و هي تبكي فقلت ما يبكيك قالت رأيت الآن النبي (صلى الله عليه واله) في المنام و على رأسه و لحيته التراب فقلت ما لك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا.
ومنه ما أخرجه البخاري و الترمذي في صحيحيهما كل منهما بسنده عن أنس قال أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين (عليه السلام) فجعل في طست فجعل ينكته فقال في حسنه شيئا قال أنس فقلت و الله إنه كان أشبههم برسول الله (صلى الله عليه واله) و كان مخضوبا بالوسمة.
وفي رواية الترمذي فجعل يضرب بقضيب في أنفه.
ولقد وفق الترمذي فإنه لما روى هذا الحديث و ذكر فعل ابن زياد زاده الله عذابا نقل ما فيه اعتبار و استبصار فإنه روى في صحيحه بسنده عن عمار بن عمير قال لما قتل عبيد الله بن زياد و جي ء برأسه و رؤوس أصحابه و نضدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم و الناس يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى جاءت فدخلت في منخر عبيد الله بن زياد فمكث هنيئة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا قد جاءت ففعلت ذلك مرارا.
قال علي بن عيسى عفا الله عنه بكرمه و وفقه لتأدية شكر إحسانه و نعمه لا ريب أن هذه موعظة لأولى الأبصار و عجيبة من عجائب هذه الدار و صغيرة بالنسبة إلى ما أعد الله لهؤلاء الظلمة من عذاب النار فإنهم ركبوا من قتل الحسين و أهله و سبي حريمه ما لا يركب مثله مردة الكفار و لا يقدم عليه إلا من خلع ربقة الدين و جاهر الله بالعداوة فحسبه جهنم و بئس القرار.
قلت وقد ذكره عز الدين بن الأثير الجزري رحمه الله في تاريخه.
وروى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة مرفوعا إلى عائشة قالت كانت لنا مشربة فكان النبي (صلى الله عليه واله) إذا أراد لقاء جبرئيل (عليه السلام) لقيه فيها فلقيه رسول الله (صلى الله عليه واله) مرة من ذلك فيها و أمر عائشة أن لا يصعد إليه أحد و دخل حسين بن علي و لم تعلم حتى غشيهما فقال له جبرئيل من هذا فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ابني فأخذه النبي (صلى الله عليه واله) فجعله على فخذه فقال أما إنه سيقتل فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) و من يقتله قال أمتك فقال النبي (صلى الله عليه واله) أمتي تقتله قال نعم و إن شئت أخبرتك بالأرض التي تقتل فيها فأشار جبرئيل إلى الطف بالعراق و أخذ تربة حمراء فأراه إياها و قال هذه من تربة مصرعه.
ومن الكتاب المذكور عن الأصبغ بن نباته عن علي (عليه السلام) قال أتينا معه موضع قبر الحسين فقال علي (عليه السلام) هاهنا مناخ ركابهم و موضع رحالهم و هاهنا مهراق دمائهم فتية من آل محمد (صلى الله عليه واله) يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء و الأرض.
ومنه يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال بينما نحن جلوس عند النبي (صلى الله عليه واله) إذ دخل فتية من قريش فتغير لونه فقلنا يا رسول الله لا نزال نرى في وجهك الشيء نكرهه فقال أنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا و إن أهل بيتي سيلقون بعدي تطريدا و تشريدا.
ومن كتابه مرفوعا إلى العوام بن حوشب قال بلغني أن رسول الله (صلى الله عليه واله) نظر إلى شباب من قريش كأن وجوههم سيوف مصقولة ثم رئي في وجهه كابة حتى عرفوا ذلك فقالوا يا رسول الله ما شأنك قال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا و أني ذكرت ما يلقى أهل بيتي من بعدي من أمتي من قتل و تطريد و تشريد.