انصاره عليهم السلام
اهل بيته عليهم السلام

و لخمس خلون من شوال دخل الكوفة «1» فنزل دال المختار بن أبي عبيد الثقفي‏ «2» و كان شريفا في قومه كريما عالي الهمة مقداما مجربا قوي النفس شديدا على أعداء أهل البيت عليهم السّلام له عقل وافر و رأي مصيب خصوصا بقواعد الحرب و الغلبة على العدو كأنه مارس التجارب فحنكته، أو لابس الخطوب فهذبته ، انقطع إلى آل الرسول الأقدس فاستفاد منهم أدبا جما و أخلاقا فاضلة و ناصح لهم في السر و العلانية.
البيعة
و وافت الشيعة مسلما في دار المختار بالترحيب و أظهروا له من الطاعة و الانقياد ما زاد في سروره و ابتهاجه فعندما قرأ عليهم كتاب الحسين قام عابس بن شبيب الشاكري و قال: إني لا أخبرك عن الناس و لا أعلم ما في نفوسهم و لا أغرك‏ بهم و اللّه إني أحدثك عما أنا موطن عليه نفسي و اللّه لأجيبنكم إذا دعوتم و لأقاتلن معكم عدوكم و لأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى اللّه لا أريد بذلك إلا ما عند اللّه.
و قال حبيب بن مظاهر: قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك و أنا و اللّه الذي لا إله إلا هو على مثل ما أنت عليه.
و قال سعيد بن عبد اللّه الحنفي مثل قولهما «3».
و أقبلت الشيعة يبايعونه حتى احصى ديوانه ثمانية عشر ألفا «4» و قيل بلغ خمسا و عشرين ألفا «5» و في حديث الشعبي بلغ من بايعه أربعين ألفا «6» فكتب مسلم إلى الحسين مع عابس بن شبيب الشاكري يخبره باجتماع أهل الكوفة على طاعته و انتظارهم لقدومه و فيه يقول: الرائد لا يكذب أهله و قد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فعجل الاقبال حين يأتيك كتابي‏ «7».
و كان ذلك قبل مقتل مسلم بسبع و عشرين ليلة «8» و انضم إليه كتاب أهل الكوفة و فيه: عجل القدوم يا ابن رسول اللّه فإن لك بالكوفة مائة ألف سيف فلا تتأخر «9».
فساء هذا جماعة ممن لهم هوى في بني أمية منهم عمر بن سعد بن أبي وقاص و عبد اللّه بن مسلم بن ربيعة الحضرمي و عمارة بن عقبة بن أبي معيط فكتبوا إلى يزيد يخبرونه بقدوم مسلم بن عقيل و اقبال أهل الكوفة عليه و أن النعمان بن بشير لا طاقة له على المقاومة «10».
فأرسل يزيد على «سرجون» «11» مولاه يستشيره و كان كاتبه و أنيسه فقال سرجون عليك بعبيد اللّه بن زياد قال إنه لا خير عنده فقال سرجون لو كان معاوية حيا و أشار عليك به أكنت توليه؟ قال: نعم، فقال: هذا عهد معاوية إليه بخاتمه و لم يمنعني أن أعلمك به إلا معرفتي ببغضك له فأنفذه إليه، و عزل النعمان بن بشير و كتب إليه: أما بعد فإن الممدوح مسبوب يوما و إن المسبوب يوما ممدوح و قد سمي بك إلى غاية أنت فيها كما قال الأول:
رفعت و جاوزت السحاب و فوقه‏ فما لك إلا مرقب الشمس مقعد «12»

و أمره بالاستعجال على الشخوص إلى الكوفة ليطلب ابن عقيل فيوثقه أو يقتله أو ينفيه‏ «13».
فتعجل ابن زياد المسير إلى الكوفة مع مسلم بن عمرو الباهلي و المنذر بن الجارود و شريك الحارثي و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل في خمسمائة رجل انتخبهم من أهل البصرة فجد في السير و كان لا يلوي على أحد يسقط من أصحابه حتى إن شريك بن الأعور سقط أثناء الطريق و سقط عبد اللّه بن الحارث رجاء أن يتأخر ابن زياد من أجلهم فلم يلتفت ابن زياد إليهم مخافة أن يسبقه الحسين إلى الكوفة و لما ورد «القادسية» سقط مولاه «مهران» فقال له ابن زياد إن امسكت على هذا الحال فتنظر القصر فلك مائة ألف قال و اللّه لا أستطيع فتركه عبيد اللّه و لبس ثيابا يمانية و عمامة سوداء و انحدر وحده و كلما مر (بالمحارس) ظنوا أنه الحسين عليه السّلام فقالوا مرحبا بابن رسول اللّه و هو ساكت فدخل الكوفة مما يلي النجف‏ «14».
و استقبله الناس بهتاف واحد: مرحبا بابن رسول اللّه! فساءه هذا الحال و انتهى إلى «قصر الإمارة» فلم يفتح النعمان باب القصر و أشرف عليه من أعلى القصر يقول: ما أنا بمؤد إليك أمانتي يابن رسول اللّه فقال له ابن زياد «15» افتح فقد طال ليلك! فسمعها رجل و عرفه فقال للناس إنه ابن زياد و رب الكعبة «16».
فتفرقوا إلى منازلهم و عند الصباح جمع ابن زياد الناس في الجامع الأعظم و خطبهم و حذرهم و مناهم العطية و قال: أيما عريف وجد عنده أحد من بغية أمير المؤمنين و لم يرفعه إلينا صلب على باب داره‏ «17».
موقف مسلم‏
و لما بلغ مسلم بن عقيل خطبة ابن زياد و وعيده و ظهر له حال الناس خاف أن يؤخذ غيلة فخرج من دار المختار بعد العتمة إلى دار هاني بن عروة المذحجي‏ و كان شديد التشيع‏ «18» و من اشراف الكوفة «19» و قرائها «20» و شيخ مراد و زعيمها يركب في أربعة آلاف دارع و ثمانية آلاف راجل فإذا تلاها أحلافها من كندة ركب في ثلاثين ألفا «21» و كان من خواص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‏ «22» حضر حروبه الثلاثة «23» و أدرك النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و تشرف بصحبته و كان له يوم قتله بضع و تسعون سنة «24».
و نزل مع مسلم بن عقيل شريك‏ «25» بن عبد اللّه‏ «26» الأعور الحارثي الهمداني‏ البصري و كان من كبار شيعة أمير المؤمنين عليه السّلام بالبصرة جليل القدر في أصحابنا «27» شهد صفين و قاتل مع عمار بن ياسر «28» و لشرفه و جاهه ولاه عبيد اللّه بن زياد من قبل معاوية كرمان‏ «29» و كانت له مواصلة و صحبة مع هاني بن عروة فمرض مرضا شديدا عاده فيه ابن زياد و قبل مجيئه قال شريك لمسلم عليه السّلام: إن غايتك و غاية شيعتك هلاكه فأقم في الخزانة حتى إذا اطمأن عندي اخرج إليه و اقتله و أنا اكفيك أمره بالكوفة مع العافية «30».
و بينا هم على هذا إذ قيل الأمير على الباب فدخل مسلم الخزانة و دخل عبيد اللّه على شريك و لما استبطأ شريك خروج مسلم جعل يأخذ عمامته من على رأسه و يضعها على الأرض ثم يضعها على رأسه فعل ذلك مرارا و نادى بصوت عال يسمع مسلما:
ما تنظرون بسلمى لا تحيوها حيوا سليمى و حيوا من يحييها
هل شربة عذبة أسقى على ظمأ و لو تلفت و كانت منيتي فيها
و إن تخشيت من سلمى مراقبة فلست تأمن يوما من دواهيها

و لم يزل يكرره و عينه رامقة إلى الخزانة ثم صاح بصوت رفيع يسمع مسلما:
اسقونيها و لو كان فيها حتفي‏ «31».
فالتفت عبيد اللّه إلى هاني و قال: ابن عمك يخلط في علته فقال هاني إن شريكا يهجر منذ وقع في علته و إنه ليتكلم بما لا يعلم‏ «32».
فقال شريك لمسلم ما منعك منه قال خلتان:
الأولى: حديث علي عليه السّلام عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إن الإيمان قيد الفتك فلا يفتك مؤمن‏ «33».
و الثانية: امرأة هاني فإنها تعلقت بي و اقسمت علي باللّه أن لا أفعل هذا في دارها و بكت في وجهي فقال هاني : يا ويلها قتلتني و قتلت نفسها و الذي فرت منه وقعت فيه‏ «34».
و لبث شريك بعد ذلك ثلاثة أيام و مات فصلى عليه ابن زياد «35» و دفن «بالثوية» و لما وضح لابن زياد أن شريكا كان يحرض على قتله قال: و اللّه لا أصلي على جنازة عراقي أبدا و لو لا أن قبر زياد فيهم لنبشت شريكا «36».
و أخذت الشيعة تختلف إلى مسلم بن عقيل في دار هاني على تستر و استخفاء من ابن زياد و تواصوا بالكتمان فخفي على ابن زياد موضع مسلم فدعا «معقلا» مولاه و أعطاه ثلاثة آلاف و أمره أن يلقى الشيعة و يعرفهم أنه من أهل الشام مولى لذي الكلاع و قد أنعم اللّه عليه بحب أهل بيت رسوله و بلغه قدوم رجل منهم إلى هذا المصر داعية للحسين و عنده مال يريد أن يلقاه و يوصله إليه، فدخل «معقل» الجامع الأعظم و رأى مسلم بن عوسجة الأسدي يصلي، فلما فرغ دنا منه وقص عليه حاله فدعا له مسلم بالخير و التوفيق و ادخله على ابن عقيل فدفع إليه المال و بايعه‏ «37» و سلمه إلى أبي ثمامة الصائدي و كان بصيرا شجاعا و من وجوه الشيعة عينه مسلم لقبض ما يرد عليه من الأموال ليشتري به سلاحا.
فكان ذلك الرجل يختلف إلى مسلم كل يوم فلا يحجب عنه و يتعرف الأخبار و يرفعها إلى ابن زياد عند المساء «38».
موقف هاني‏
و لما وضح الأمر لابن زياد و عرف أن مسلما مختبى‏ء في دار هاني بن عروة دعا أسماء بن خارجة و محمد بن الأشعث و عمرو بن الحجاج و سألهم عن انقطاع هاني عنه قالوا: الشكوى تمنعه، فلم يقتنع ابن زياد بعد أن أخبرته العيون بجلوسه على باب داره كل عشية، فركب هؤلاء الجماعة إليه و سألوه المسير إلى السلطان فإن الجفاء لا يحتمله و ألحوا عليه فركب بغلته و لما طلع عليه قال ابن زياد: «أتتك‏ بخائن رجلاه» «39» و التفت إلى شريح القاضي و قال‏ «40»:
أريد حباءه و يريد قتلي‏ عذيرك من خليلك من مراد

ثم التفت إلى هاني و قال: أتيت بابن عقيل إلى دارك و جمعت له السلاح فأنكر عليه هاني و إذ كثر الجدال دعا ابن زياد معقلا، ففهم هاني أن الخبر أتاه من جهته فقال لابن زياد: إنّ لأبيك عندي بلاء حسنا و أنا أحب مكافاته فهل لك في خير تمضي أنت و أهل بيتك إلى الشام سالمين بأموالكم فإنه جاء من هو أحق بالأمر منك و من صاحبك‏ «41» فقال ابن زياد «و تحت الرغوة اللبن الصريح».
فقال ابن زياد: و اللّه لا تفارقني حتى تأتيني به قال: و اللّه لو كان تحت قدميّ ما رفعتهما عنه، فأغلظ له ابن زياد و هدده بالقتل فقال هاني إذا تكثر البارقة حولك و هو يظن أن «مرادا» تمنعه فأخذ ابن زياد بظفيرته و قنع وجهه بالسيف حتى كسر أنفه و نثر لحم خديه و جبينه على لحيته و حبسه عنده‏.
و بلغ عمرو بن الحجاج أن هانيا قتل و كانت أخته روعة تحت هاني و هي أم يحيى بن هاني فأقبل في جمع من مذحج و احاط بالقصر فلما علم به ابن زياد أمر شريح القاضي‏ أن يدخل على هاني و يعلمهم بحياته، قال شريح لما رآني هاني صاح بصوت رفيع: يا للمسلمين إن دخل علي عشرة انقذوني فلو لم يكن معي حميد بن أبي بكر الأحمري و هو شرطي لأبلغت أصحابه مقالته و لكن قلت إنه حي فحمد اللّه عمرو بن الحجاج و انصرف بقومه‏.
________________
(1) مروج الذهب ج 2 ص 86.
(2) الطبري ج 6 ص 199.
(3) الطبري ج 6 ص 199.
(4) تذكرة الخواص، ص 138 و تاريخ الطبري ج 6 ص 211.
(5) ابن شهراشوب ج 2 ص 310.
(6) ابن نما ص 11.
(7) الطبري ج 6 ص 210.
(8) الطبري ج 6 ص 224.
(9) البحار ج 10 ص 185.
(10) تاريخ الطبري ج 6 ص 99 إلى ص 201.
(11) في الإسلام و الحضارة العربية ج 2 ص 158 لمحمد كرد علي كان سرجون بن منصور من نصارى الشام استخدمه معاوية في مصالح الدولة و كان أبوه منصور على المال في الشام من عهد هرقل قبل الفتح ساعد المسلمين على قتال الروم و منصور بن سرجون بن منصور كانت له خدمة في الدولة كأبيه و كان عمر بن الخطاب يمنع من خدمة النصارى إلا إذا اسلموا.
(12) انساب الأشراف للبلاذري ج 4 ص 82.
(13) الطبري ج 6 ص 199.
(14) مثير الأحزان لابن نما الحلي.
(15) لم ينص المؤرخون على ولادة ابن زياد على التحقيق. و ما ذكروه منه لا يصح و منه يصح على وجه التقريب و الظن. فالأول ما يحكيه ابن كثير في البداية 8/ 283 عن ابن عساكر عن أحمد بن يونس الضبي أن مولد عبيد اللّه بن زياد سنة تسع و ثلاثين، فيكون له يوم الطف أواخر سنة ستين للهجرة إحدى و عشرون سنة، و له يوم موت أبيه زياد الواقع سنة (53 ه) أربع عشرة سنة ... و هذا لا يتفق مع ما ذكره ابن جرير في التاريخ 6/ 166 أن معاوية ولّى عبيد اللّه بن زياد خراسان سنة 53 ه فإنه يبعد أن يتولى ابن أربع عشرة سنة بلدا كبيرا مثل خراسان و ما ذكره ابن جرير يكون له وجه على الظن فإنه في 6/ 166 من تاريخه يقول في سنة 53 ه ولى معاوية عبيد اللّه بن زياد خراسان و له خمس و عشرون سنة و عليه تكون ولادته سنة 28 و له يوم الطف اثنتان و ثلاثون سنة (32 سنة) و ما ذكره يتفق مع ما حكاه ابن كثير في البداية 8/ 283 عن الفضل بن ركين أن لعبيد اللّه بن زياد يوم قتل الحسين 28 سنة و عليه تكون ولادته سن 32 ه و يوم موت زياد الواقع في سنة 53 ه له إحدى و عشرون سنة.
و ذكر ابن حجر في تعجيل المنفعة ص 271 طبع حيدر آباد أن عبيد اللّه بن زياد ولد سنة 32 أو سنة 33 فيكون له يوم الطف الواقع أول عام 61 ه سبع و عشرون سنة أو ثمان و عشرون سنة.
و على كل كانت أمه مرجانة مجوسية و عند ابن كثير في البداية ج 8 ص 383 و عند العيني في عمدة القاري شرح البخاري ج 7 ص 656 كتاب الفضائل في مناقب الحسنين أنها سبية من أصفهان و قيل مجوسية.
و في تاريخ الطبري ج 7 ص 6 قالت مرجانة لما قتل الحسين لعبيد اللّه ويلك ماذا صنعت؟
و ماذا ركبت؟ و في كامل ابن الأثير ج 4 ص 103 في مقتل ابن زياد قالت مرجانة لعبيد اللّه يا خبيث قتلت ابن رسول اللّه و اللّه لا ترى الجنة أبدا و في سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 359 قالت له أمه مرجانة: قتلت ابن رسول اللّه لا ترى الجنة، و نحو هذا، و يذكر بعض المؤرخين أنها قالت له وددت أنك حيضة و لم تأت إلى الحسين ما أتيت و في تاريخ الطبري ج 6 ص 268 و كامل ابن الأثير ج 4 ص 34 عليه مروج الذهب قال له أخوه عثمان وددت أن في أنف كل رجل من بني زياد خزامة إلى يوم القيامة و أن الحسين لم يقتل، فلم يرد عليه عبيد اللّه! و كيف يرد عليه و قد شاهد حيطان قصر الامارة تسيل دما حينما ادخل الرأس المقدس عليه! كما في الصواعق المحرقة ص 116 و تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339.- - و في أنساب الأشراف للبلاذري ج 4 ص 77 كان عبيد اللّه بن زياد جميلا ارقطا و في ص 81 كان مملوء شرا و هو أول من وضع المثالب ليعارض بها الناس بمثل ما يقولون فيه و في ص 86 كان اكولا لا يشبع يأكل في اليوم أكثر من خمسين أكلة و في المعارف لابن قتيبة ص 256 كان طويلا جدا لا يرى ماشيا إلا ظنوه راكبا و في البيان و التبيين للجاحظ ج 1 ص 75 الطبعة الثانية كان ألكن يقلب الحاء هاء قال لهارون بن قبيصة «أهروري» يريد «أحروري» و يقلب القاف كافا يقول «كلت له» يريد «قلت له» و فيه ج 2 ص 167 جاءته اللكنة من الأساورة فإن زيادا تزوج «مرجانة» من شيرويه الأسواري و كان عبيد اللّه معها فنشأ بين الأساورة و تغلبت عليه لغتهم و في أنساب الأشراف ج 5 ص 84 كان ابن زياد إذا غضب على أحد ألقاه من فوق قصر الامارة و اطمار كل مرتفع و في ص 82 تزوج عبيد اللّه هندا بنت أسماء بن خارجة فعاب عليه محمد بن عمير بن عطارد و محمد بن الأشعث و عمرو بن حريث فتزوج عبيد اللّه أم النعمان بنت محمد بن الأشعث و زوج أخاه عثمان ابنة عمير بن عطارد و زوج أخاه عبد اللّه ابنة عمرو بن حريث. و في النقود القديمة الإسلامية للتبريزي ص 50 ضمن مجموعة النقود العربية جمع انستاس الكرملي أن أول من غش الدراهم و ضربها زيوفا عبيد اللّه بن زياد حين فر من البصرة سنة 64 ه ثم فشت بالامصار. و مثله جاء في اغاثة الأمة بكشف الغمة للمقريزي ص 61 و النقود الإسلامية القديمة للمقريزي ص 50 و في مآثر الأناقة للقلقشندي ج 1 ص 185 في خلافة المهدي أنه رد نسب زياد بن أبيه إلى عبيد اللّه الرومي.
(16) كامل ابن الأثير ج 4 ص 10.
(17) الأخبار الطوال ص 235.
(18) الأغاني ج 14 ص 95.
(19) مروج الذهب ج 2 ص 89.
(20) الاصابة ج 3 ص 616 قسم 3.
(21) ذخيرة الدارين ص 278 و في كامل ابن الأثير ج 4 ص 10 حارب في صفين مع عمار بن ياسر.
(22) الإصابة ج 3 ص 616 قسم 3.
(23) المصدر نفسه.
(24) مقتل الخوارزمي ج 1 ص 201 لقد اشتبه الأمر على الحجة السيد الأمين في التعريف عن شريك (بالهمداني) و الذي اوقعه في الاشتباه كل من الخوارزمي في مقتل الحسين و ابن نما في مثير الأحزان ما ذكره ابن جرير في الذيل على تاريخه الملحق بالجزء الثاني عشر من تاريخ الأمم و الملوك فإن سلسلة النسب المذكورة لشريك هي للحارث بن الأعور صاحب أمير المؤمنين و منشأ الاشتباه قول المؤرخين (شريك بن الأعور الحارثي) و ذهب عليهم أن شريكا مذحجي و الحارث الأعور همداني، و ممن نص على مذحجية شريك ابن دريد في الاشتقاق ص 401 فإنه قال من رجال عبد المدان بن الحارث شريك بن الأعور الذي خاطب معاوية فقال:
أيشتمني معاوية بن حرب‏ و سيفي صارم و معي لساني‏
و في ص 397 و ما بعدها رجال سعد العشيرة يسمون مذحجا و هو مالك بن أدد و من رجالهم عبد المدان و بيت عبد المدان أحد بيوتات العرب الثلاثة، بيت زرارة بن عدس في بني تميم و بيت حذيفة بن بدر في فزراة و بيت عبد المدان في بني الحارث و من رجالهم شريك بن الأعور الذي خاطب معاوية و له معه حديث و المحاورة التي جرت بين معاوية و شريك ذكرها الهمداني في الاكليل ج 2 ص 229 طبع مصر سنة 1386 ه و ذكر فيها أربعة أبيات لشريك و ذكرها الابشيهي في المستظرف ج 1 ص 55 الباب الثامن في-- الأجوبة المسكتة و ذكر ثلاثة أبيات و ذكرها ابن حجة في ثمرات الأوراق على هامش المستظرف ج 1 ص 45 و ذكر الأجوبة الهاشمية و لم يذكر الشعر و ذكر ستة أبيات فقط في الحماسة البصرية ج 1 ص 70 و في مادة (عوى) من تاج العروس الإشارة إلى هذه المحاورة و في ربيع الأبرار للزمخشري باب الأجوبة المسكتة ذكر المحاورة و أبياتا أربعة و مما يستأنس لمذحجيته نزوله بالكوفة في هاني بن عروة فإنه من عشيرته و لحمته، و لو كان ابن الحارث همدانيا لنزل في بيت والده مات الحارث الهمداني سنة 65 ه.
(25) ابن نما ص 14.
(26) الطبري ج 6 ص 203.
(27) النجوم الزاهرة ج 1 ص 153 و كامل ابن الأثير ج 3 ص 206 و الأغاني ج 17 ص 60/ 64/ 70 طبعة ساسي.
(28) ابن نما ص 14.
(29) رياض المصائب ص 60 و في تاريخ الطبري ج 6 ص 204 كان شريك يقول ما تنظرون بسلمى لا تحيوها اسقونيها و لو كان فيها حتفي.
(30) ابن نما ص 14.
(31) ابن الأثير ج 4 ص 11 و تاريخ الطبري ج 6 ص 240 و قد تكرر ذكر الحديث في الجوامع، ففي مسند أحمد ج 1 ص 166 و منتخب كنز العمال بهامشه ج 1 ص 57، و الجامع الصغير للسيوطي ج 4 ص 123 و كنوز الحقائق بهامشه ج 1 ص 95، و مستدرك الحاكم ج 4 ص 352 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 202 فصل 10، و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 318، و البحار ج 11 في معاجز الصادق عليه السّلام، و وقائع الأيام عن الشهاب في الحكم و الآداب.
(32) ابن نما ص 14، و هذه الكلمة من عالم أهل البيت و خليفة سيد الشهداء في الأمور الدينية و المدنية تفيد الملأ الديني المقتفي آثارهم فقها بشريعة الرسول الأقدس المانعة من الغدر، و أن النفوس الطاهرة تأبى للضيف أن يدخل بمن استضافهم ما يكرهون و هذه تعاليم مقدسة للأمة لو كانوا يفقهون.
و هناك سر دقيق و مغزى آخر نظر إليه «شهيد القصر» لمسناه جوهرة فريدة من قول عمه أمير المؤمنين في جواب من قال له : ألا تقتل ابن ملجم؟ فقال عليه السّلام اذن فمن يقتلني؟
و من قول الحسين لأم سلمة : إذا لم امض إلى كربلا فمن يقتلني! و من ذا يكون ساكن حفرتي! و بما ذا يختبرون؟! فإن مفاد ذلك عدم قدرة أحد على تغيير المقادير الالهية المحتمة و قد أجرى اللّه القضاء بشهادة أمير المؤمنين و الحسين على يد ابن ملجم و يزيد.
و إذا كان من الجائز أن يطلع أمير المؤمنين الخواص من أصحابه كميثم و حبيب و رشيد و كميل على كيفية قتلهم و على يد من يكون فمن القريب جدا أن يوقف سيد الشهداء عليه السّلام مسلم بن عقيل على ما يجري عليه حرفا حرفا لأن ابن عقيل في السنام الأعلى من اليقين و البصيرة النافذة و لكن الظرف لم يساعده على اظهار هذه الأسرار، فإن سر آل محمد مستصعب فأخذ يجمل في البيان، و عليك بمراجعة كتابنا «الشهيد-- مسلم» ص 134 فقد تبسطنا في إيضاح ذلك تحت عنوان «مسلم لا يغدر».
(33) مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 202 فصل 10 و تاريخ الطبري ج 6 ص 202.
(34) تاريخ الطبري ج 6 ص 202.
(35) الأخبار الطوال ص 237.
(36) الارشاد للمفيد.
(37) في مجمع الأمثال للميداني ج 1 ص 19 قاله الحارث بن جبلة الغساني لما ظفر بالحرث بن عفيف العبدي حين هجاه.
(38) في الاصابة ج 2 ص 274 بترجمة قيس بن المكشوح أن البيت لعمرو بن معد يكرب من أبيات قالها في ابن أخته و كانا متباعدين و في الأغاني ج 14 ص 32: أن أمير المؤمنين عليه السّلام تمثل به لما دخل عليه ابن ملجم المرادي يبايعه. و في تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 97 المطبعة الحيدرية بالنجف أن أبا العباس السفاح بلغه تحرك محمد بن عبد اللّه بالمدينة فكتب إلى أبيه عبد اللّه بذلك و كتب في الكتاب:
أريد حباءه و يريد قتلي‏ عذيرك من خليلك من مراد
فكتب إليه عبد اللّه:
و كيف يريد ذاك و أنت منه‏ بمنزلة النياط من الفؤاد
و كيف يريد ذاك و أنت منه‏ و زندك حين يقدح من زنادي‏
و كيف يريد ذاك و أنت منه‏ و أنت لهاشم رأس و هاد
(39) مروج الذهب ج 2 ص 88.
(40) المستقصى للزمخشري ج 1 ص 15 حيدر آباد.
(41) مثير الأحزان لابن نما.