دراسات حول المنبر
بحوث و مناظرات

آراء العلماء في إقامة مجالس العزاء على أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) وجّهت أسئلة مختلفة إلى المراجع بشأن إقامة مجالس العزاء على سيّد الشهداء (عليه السّلام) ، وكانت الأجوبة على الصور التالية :
آية الله العظمى السيّد أبو القاسم الخوئي (قدّس سرّه)
باسمه تعالى : إنّ منع إقامة الشعائر المذهبيّة ، من جملتها مجالس العزاء لأهل البيت الطاهرين ، فضلاً على أنّه لا أساس له ؛ فإنّه مخالف لصريح الروايات ، وليس هناك منافاة بين ترويج هدف سيّد الشهداء وسائر الأئمّة (عليهم السّلام) ، وبين ذكر مصابهم ، بل ذكر مصابهم وإظهار التأثّر والحزن لها يؤكّد هدفهم(1) .
آية الله العظمى السيّد عبد الأعلى السبزواري (قدّس سرّه)
باسمه تعالى : إنّ من أهم وسائل النجاة وأقواها سبباً ، التوسّل بإقامة الشعائر الحسينيّة ، وبتعظيمها ؛ لأنّ هذا النحو من الأعمال هو من الشعائر الإلهيّة(2) .
آية الله العظمى السيّد محسن الحكيم (قدّس سرّه)
في سؤال وجه إليه حول إقامة مجالس العزاء في بلاد الهند وباكستان ، وما يظهر فيها من الضرب على الصدور ، والضرب على الرأس بالسيف وغيرها من الاُمور . فهل هذا جائز ؟
الجواب :
باسمه تعالى : لا مانع من ذلك إذا لم يكن فيه ضرر ، وكان بعنوان حفظ العزاء ، ولم يكن سبباً لإيجاد العداء(3) .
آية الله العظمى السيّد الإمام الخميني (قدّس سرّه)
باسمه تعالى : إقامة مجالس العزاء على سيّد الشهداء ، ومجالس الدعاء ، وبيان المسائل هي من الشعائر الدينيّة التي لا تختصّ بزمان معين(4) .
آية الله العظمى السيّد محمد الشاهرودي (حفظه الله)
سؤال طرح عليه : ما هو رأي جنابكم الشريف في الشعار الحسيني إن استوجب الإضرار بالنفس ، كما في حالة اللطم العنيف ، أو البكاء الشديد ؟
أجاب :
إقامة الشعائر الحسينيّة أمر محبوب ومستحسن ، ومرغوب لله تعالى ، بل هو من شعائر الله {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } [الحج : 32] .
ولا نظن إنّ البكاء الشديد واللطم يكون مضرّاً بالنفس ، وإن كان موجباً للإدماء والخدش ، ولا دليل على حرمة الإضرار بالبدن ما لم يودِّ إلى قتل النفس ، أو نقص العضو ، أو فقدان بعض الحواس(5) .
آية الله العظمى الشيخ حسين وحيد الخراساني(حفظه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
إقامة مجالس العزاء على سيّد الشهداء (عليه السّلام) ، والأئمّة المعصومين (عليهم السّلام) ، وذكر مناقبهم ومصائبهم هو إحياء لأمر آل محمد (صلّى الله عليه وآله) ، واستحبابه مستفاد من الروايات المتواترة(6) .
آية الله الشيخ جعفر السبحاني (دام ظله)
إنَّ إقامة مجالس العزاء لسيّد الشهداء (عليه السّلام) هي إحدى السنن الإسلاميّة التي أكدّ عليها أئمتنا قولاً وفعلاً ، فقد وطَّن المسلمون ، وخاصة الشيعة أنفسهم مع أهل البيت (عليهم السّلام) أيّام العزاء في عهود المحن التي مرّت عليهم في عهدي الدولة الأمويّة ، والعباسيّة ، وغيرهما .
إنَّ نهضة وثورة الإمام الحسين تتجدّد بإقامة مجالس العزاء ، وبتنظيم الشعائر والمراثي ؛ لقد بكى يعقوب (عليه السّلام) على فراق ولده يوسف (عليه السّلام) سنوات طويلة ، والقرآن اعتبر عمله هذا عملاً إنسانيّاً عاطفياً .
فعلى أتباع الإمام الحسين (عليه السّلام) أن تجري من عيونهم دموع لفراق شهداء الطفّ قروناً طويلة ، ولتكن تلك الدموع معبّرة عن رسالة وهدف الإمام .
ويجب أن تقام تلك المراسم بأفضل صورة وأشرفها ، ويجب الامتناع عن إقامة الأعمال التي لا تتناسب مع شأن الإمام وثورته(7) .
آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (دام ظلّه)
مراسم العزاء لإمام الأحرار وسيّد الشهداء (عليه السّلام) وأصحابه الذين ضحّوا بكلّ شيء في سبيل الله , في كربلاء ، في ساحة الصراع بين الحقّ والباطل ، والذين اختاروا الشهادة والموت الأحمر على الحياة السوداء والعار ، تعتبر من الوظائف القطعيّة لجميع المسلمين .
فكلّ نوع من المراسم التي تبيّن الأهداف المقدّسة للإمام الحسين (عليه السّلام) وأصحابه ، كما إنّ تعظيم تلك الشعائر الإسلاميّة التي تُقام بنحو صحيح هو من جهة الشرع أمر محبوب ، وفي بعض الأحيان يكون واجباً البكاء والإبكاء ، لبس السواد ، الإطعام , وغير ذلك .
وخلاصة الكلام : كلّ عمل يُحيي تلك الذكرى يكون سبباً لبقاء ودوام نهضة الإمام وثورته ، ويكون سبباً لمواجهة أعدائها هو مطلوب ومحبوب ، ولكن يجب الامتناع والتحذير من الأعمال التي تصدر من بعض الأفراد الجهلاء ، والتي يخلعون عليها اسم العزاء ، هذه الأعمال التي تُقلّل من شأن ومنزلة هذه الثورة والنهضة .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أتباع مذهب مصلح الإنسانيّة , آمين ربّ العالمين(8).
آراء العلماء والمجتهدين في الخطابة الحسينيّة ووصاياهم للخطيب
يقول فضيلة الشيخ أحمد الرحماني الهمداني : كان آية الله الآخوند ملاّ علي الهمداني (رحمه الله) يعقد مجلس العزاء في مدرسته الدينيّة ، لمدّة ثلاثة أيّام بمناسبة وفاة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، وفي هذا المجلس كان يصعد المنبر وعّاظ من المدرسة ومن خارجها .
أتذكّر جيّداً في اليوم الثالث من هذه المجالس ، صعد المنبر المرحوم الحاج الشيخ محمود مفتّح وقرأ مقاطع من خطبة الزهراء (عليها السلام) ، وبعد وفقت أنا لقراءة قسم من مقدّمة هذه الخطبة حول مجيء السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مع النسوة المؤمنات إلى المسجد ؛ إذ أمرتهنَّ بضرب ستار بينهنَّ وبين الرجال في المسجد ، وكيف أبكت السيّدة ببكائها الحاضرين في المسجد .
كنت أقرأ الخطبة بصوت عال ولحن حزين ، ومن دون ترجمة , حتّى ضجَّ الناس بالبكاء . وفي ذلك اليوم بكى آية الله الهمداني ، والعلماء الكرام بكاءً شديداً على مصيبة فاطمة المظلومة بنت النبيّ محمد (عليها وعلى أبيها آلاف التحية والسّلام) .
وبعد اختتام المجلس دخل آية الله الهمداني مكتبة المدرسة ودخلنا خلفه ، فأطرى عليَّ كثيراً ، وكنت مبتدئاً في القراءة المنبريّة حينذاك ، ثمّ سألني سماحته : أتريد أن تصبح منبريّاً ؟
قلت : يجتمع الإخوة ليالي الخميس ويصعدون المنبر ، كناية إنّي معهم .
فقال : إذا أردت أن تصبح خطيباً لا تنسى شيئين :
الأول : اصعد المنبر بنفس القصد والنيّة التي تصلّي بها ركعتي صلاة لله تعالى .
الثاني : اعلم أنّ الناس الجالسين تحت المنبر قد وضعوا أشرف أجزائهم تحت اختيارك ؛ وهو العقل ، فانظر ماذا تصنع في عقولهم(9) .
آية الله العظمى الگلبايگاني (قدّس سرّه)
كان آية الله الگلبايگاني شديد الحبّ والولاء للإمام الحسين (عليه السّلام) ، فكان يجمع أهله وعياله ليلة عاشوراء في بيته ويقوم بنفسه فيقرأ لهم مقتل الحسين (عليه السّلام) ، وما جرى عليه وعلى أهل بيته وأنصاره من المصائب في كربلاء ، وكان يقول : أريد بهذا أن يسجّلني ربّي واحداً من أحبّاء الحسين ، والخطباء الذاكرين لمصيبته(10) .
آية الله العظمى السيّد محمد مفتي الشيعة
الأمر الأول :
كان السيّد البروجردي (رحمه الله) يوصي الخطباء والمبلغين بالالتزام بتعاليم الشريعة ، ويوصيهم بالتقوى والاستقامة ؛ لأنّ الناس إنّما يعرفون دينهم بواسطة العلماء ، فإذا صلح العلماء صلحت الناس واستقامت ، أمّا إذا لم يؤدِّ العلماء الوظيفة الملقاة على عاتقهم فإنّه لا يمكن حينئذ لوم الناس وذمّهم .
فالخطيب أو المبلغ يجب أن يكون عاملاً بعلمه ، مؤدّياً وظيفته الشرعيّة ؛ لتتّخذه الناس قدوة ، وليكن بتقواه حجّة عليهم .
الأمر الثاني :
الخطابة ليست وظيفة ولا عملاً يرتجى منها جمع المال ، والتكسّب بها ، إنّما هي وظيفة إلهية قصدها حثّ الناس على الالتزام بالدين ، والعمل على طبق دستور الشريعة .
فعلى الخطيب أن يترفّع عن مستوى النزول بها إلى المعاملة والمتاجرة ؛ فإنّ التجربة خير شاهد على فشل وعدم توفيق اُولئك الذين اتّخذوا منها وسيلة إلى مطامعهم الشخصيّة ، والتجربة شاهد على قلّة احترام الناس لمَنْ يظهر لهم بلون المتاجرة .
فائدة : تجربة خطيب
كان السيّد حسن الأصفهاني خطيباً يقرأ في الصحن الحيدري ، نُقل أنّ أخاه السيّد رضا الأصفهاني تحدّث عنه بشأن موقفه اتّجاه عطاء الناس مقابل خطابته ، فذكر أنّه لم يأخذ من الناس أجرة إلاّ في مرّتين ندم عليهما كثيراً .
الموقف الثاني : كان يقرأ في الصحن الحيدري ، فجاءه رجل بعد انتهاء المجلس ، وألحّ عليه بقبول شيء من المال فلم يقبل , وبعد إصرار الرجل قبل السيّد ، ومدّ يده إليه فوضع فيها (10 فلوس) ، أخذها السيّد وأدخلها في جيبه ، فرأى في المنام مولاتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وهي تقول له : (( أمددت يدك إلى غيرنا ؟! )) . وكانت هذه خاتمة لأخذ العطاء من الناس .
آية الله الشيخ محمد هادي آل راضي
إنّ الخطابة التي كان لكم الشرف القيام بها ، وأداء واجباتها ليست شيئاً منفصلاً عن أهم الواجبات الشرعيّة الإلهية التي حثّ عليها الشارع المقدّس ، وهي عبارة عن التبليغ ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وعلى كل واحد منكم أن يتبنّى هذا الشيء .
إنّ كلّ الدراسات الحوزويّة التي نمارسها في هذه الحوزة المباركة بمختلف مرحلها تعتبر مقدّمات للعمل الذي تقومون به ، كلّها مقدّمات للتبليغ ، مقدّمات لنشر الأحكام الإلهية .
فالاُمور التي أحبّ أن أذكرها ، وهي نافعة للمسيرة الخطابيّة هي :
1 ـ الاهتمام بالدراسة الحوزويّة بشكلها الجدّي دون السطحي ؛ فإنّ البعض من الخطباء أهمل ذلك ، أو تغافل عنه .
فالدراسة الحوزويّة تفتح آفاقاً واسعة لم تنفتح لغيرها ، وتساعد الخطيب على البحث والتدقيق ، وتمدّه بالقدرة على التمييز بين الغث والسمين ممّا وصل إلينا من النصوص والروايات وغير ذلك .
الخطيب الذي لا يتعمّق في الدراسة الحوزويّة لا يخرج عن كونه ناقلاً لآراء الآخرين ، ومقلّداً لهم ، في حين ينبغي عليه أن يكون له رأي خاص به .
2 ـ حفظ النصوص على ظهر القلب ـ الروايات والنصوص التأريخيّة ـ وإلقاؤها كما هي ، والاجتناب عن أدائها بالمعنى ؛ فإنّ نقله كما هو يكون له وقع في النفوس أكثر من وقعة لو نقل بمعناه .
3 ـ مراعاة مقولة ( لكلّ مقام مقال ) .
الملاحظ على بعض الخطباء إنّه يهيّئ محاضرة ويلقيها ، بغض النظر عن مستويات الجالسين .
الخطيب فنان يؤثر في السامعين ، ويتأثّر به السامعون ، فالأمر ليس سهلاً ؛ فعلى الخطيب مراعاة الكم من الحضور ، والكيف ، والوقت ، والمناسبة التي ارتقى من أجلها المنبر .
نقل لي أحد الخطباء المعروفين في النجف الأشرف ما وقع معه ، فقال : كان عندي في إحدى السنوات الماضية في أيّام محرّم مجلس في مدينة البصرة ، وفي نفس هذه الأيّام علمت بقدوم المجتهد الخطيب السيّد صالح الحلّي إلى البصرة ، فاغتنمت الفرصة في وقت ، وذهبت للحضور في مجلس سيّد صالح .
فكان المجلس بسيطاً في موضوعه ، ممّا بعث في نفسي أن ألوم السيّد على ذلك ، وحينما كشفت له ذلك أجابني : يدركك الموت ولن تكون خطيباً .
ففوجئت بكلامه ولم أعرف معناه ، وبعد فترة طويلة حضرتُ مجلس سيّد صالح في بيت صاحب الكفاية ، وحضر المجلس علماء ومجتهدون وأفاضل ، ولم أكن أتوقع أن يكون المجلس على هذه الصورة . لم أفهم من كلام السيّد شيئاً ؛ لعلو المعنى ، ودقّة العبارات ، فحينها فهمت معنى ما قاله لي في البصرة ؛ فقد راعى السيّد في المجلسين المستوى العلمي والثقافي للجالسين ، وقد أحسن صنعاً في عمله هذا .
اختلف المقام فاختلف المقال .
4 ـ أن لا يدخل الخطيب في مواضيع لم تكن ناضجة عنده من الناحية العلميّة .
5 ـ أن لا تطرح الشبهات والأسئلة من دون أجوبة واضحة وشافية لها ، كما أن لا يطرح الخطيب شبهات ثمّ يؤجل الجواب إلى وقت آخر .
6 ـ أن يتحدّث الخطيب باُسلوب العصر .
7 ـ يكثر من مطالعاته العلميّة والأدبيّة .
8 ـ الإخلاص لله تعالى بأن يجعل هدفه الوحيد من خطابته وجه الله وحده لا شريك له ، وأن يمنع الشوائب التي تفسد إخلاصه من الولوج إلى قلبه(11) .
آية الله الشيخ باقر الإيرواني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على أشرف خلقه محمد وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين .
إذا كان مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) قد أُرسيت قواعده على يد الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته ، وجهود أصحابه النجباء ، أمناء الله على حلاله وحرامه ، الذين لولاهم لاندرست آثار النبوّة ؛ فإنّ بقاءه إلى يومنا هذا كان بفعل عاملين :
1 ـ الحوزات العلميّة
2 ـ المنبر الحسيني
فلولا الحوزات العلميّة لكان المذهب في طريقه إلى الفناء ؛ ولذا نلحظ أهل المناطق التي يضعف فيها التواجد الحوزوي هم على غير المذهب سلوكاً وعملاً ، وإن كانوا يتوافقون معه قلباً . ولولا المنبر الحسيني المنادي بصوت المذهب ومظلوميّة أهل البيت (عليهم السّلام) لما كان الحقّ والواقع واصلين إلى كثير من الآذان .
ونحن كما نحسّ بضرورة التواجد الحوزوي نحسّ بنفس الدرجة بضرورة وإجراء بعض التعديلات عليه ؛ تبعاً لحاجة الزمن ، كذاك نحسّ بضرورة تقوية المنبر الحسيني وإجراء بعض التعديلات عليه .
وإذا كان من الضروري لرجل الحوزة الإلمام بالحقول المختلفة للعلوم القديمة والحديثة ؛ تجاوباً مع متطلبات العصر ، فنفس الضرورة نحسّ بها في المنبر الحسيني ، ولا أظنّ أنّ الجهود التي يحتاج إلى بذلها رجل المنبر بأقل ممّا يحتاج إلى بذلها رجل الحوزة .
وتبقى المسؤولية على عاتقنا معاً لتكريس جهود متفاعلة لتخريج أكبر عدد صالح وناجح في قضايا المنبر . نسأله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحبّ ويرضى ، إنّه هو السميع المجيب .
________
(1) كلجيني از كتاب ( الدعاة الحسينيّة ) / 191 .
(2) المصدر نفسه / 198 .
(3) المصدر نفسه / 167 .
(4) المصدر نفسه / 185 .
(5) أجوبة المسائل الاعتقاديّة / 75 .
(6) كلجيني از كتاب ( الدعاة الحسينيّة ) / 232 .
(7) المصدر نفسه / 228 .
(8) المصدر نفسه / 227 .
(9) قصص وخواطر / 336 .
(10) قصص وخواطر / 327 .
(11) في حديث له ألقاه سماحته في معهد الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للخطابة بتاريخ 18 / جمادى الأول / 1419 ﻫ .