الشعائر الحسينيه
الزيارة و فضلها

روى محمّد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن مالك الجهني عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) ....
1 ـ محمد بن إسماعيل
تقدم الكلام حوله.
2 ـ صالح بن عقبة
تقدم الكلام حوله.
3 ـ مالك بن أعين (الجُهني)
ذكره الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في رجاله وعدّه من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) وقال : مالك بن أعين الجهني وعدّه كذلك من أصحاب الإمام الصادق قال : مالك بن أعين الجهني الكوفي مات في حياة أبي عبدالله (عليه السلام) .
وعدّه البرقي كذلك من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) وقال : مالك بن أعين الجهني وذكر اسمه أيضاً في أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وقال : مالك بن أعين الجهني عربي كوفي .
وإن كان مالك الجهني ممن لم يوثقه احد ولكن بعض القرائن قد تلمح إلى وثاقته لذوي الفطنة.
روى محمّد بن يعقوب عن على بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن يحيى الحلبي عن مالك الجهني قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : يا مالك أنتم شيعتنا ألا ترى أنّك تفرط في أمرنا؟ إنّه لا يقدر على صفة الله فكما لا يقدر على صفة الله كذلك لا يقدر على صفتنا وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن إنّ المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحاتّ الورق عن الشجر حتّى يفترقا فكيف يقدر على صفة من هو كذلك .
وروى بإسناده الصحيح عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السلام) : يا مالك أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفّوا وتدخلوا الجنّة؟ يا مالك إنّه ليس من قوم ائتموا بإمام في الدنيا إلاّ جاء يوم القيمة يلعنهم ويلعنونه إلاّ وأنتم ومن كان على مثل حالكم يا مالك إنّ الميّت والله منكم على هذا الأمر لشهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله .
وروى الأربلي عن مالك الجهني قال : كنت قاعداً عند أبي جعفر (عليه السلام) فنظرت إليه وجعلت أفكّر في نفسي وأقول : لقد عظمك الله وكرمك وجعلك حجّة على خلقه فالتفت إلي وقال : يا مالك الأمر أعظم ممّا تذهب إليه .
وروى أيضاً عن مالك الجهني قال : إنّى يوماً عند أبي عبدالله (عليه السلام) جالس وأنا أحدّث نفسي بفضل الأئمّة من أهل البيت إذ أقبل عليّ أبو عبدالله (عليه السلام) فقال : يا مالك أنتم والله شيعتنا حقّاً لا ترى أنّك أفرطت في القول في فضلنا يا مالك إنه ليس يقدر على صفة الله وكنه قدرته وعظمته ولله المثل الأعلى وكذلك لا يقدر أحد أن يصف حقّ المؤمن ويقوم به كما أوجب الله له على أخيه المؤمن يا مالك إنّ المؤمنين ليلتقيان فيصافح كلّ واحد منهما صاحبه فلا يزال الله ينظر إليهما بالمحبّة والمغفرة وإن الذنوب لتتحات عن وجوههما حتى يفترقا فمن يقدر على صفة من هو هكذا عند الله تعالى .
وروى أيضاً عن مالك الجهني قال : كنّا بالمدينة حين أجلبت الشيعة وصاروا فرقاً فتنحّينا عن المدينة ناحية ثمّ خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة إلى أن خطر ببالنا الربوبيّة فما شعرنا بشيء إذا نحن بأبي عبدالله (عليه السلام) واقفاً على حمار فلم ندر من أين جاء فقال : يا مالك ويا خالد متى أحدّثتما الكلام في الربوبية؟ فقلنا : ما خطر ببالنا إلاّ الساعة فقال : إعلما أنّ لنا ربّاً يكلؤنا بالليل والنهار نعبده يا مالك ويا خالد قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين فكرّرها علينا مراراً وهو واقف على حماره .
وخطاب الإمام (عليه السلام) لمالك الجهني له احتمالان : فإما أن يكون من باب إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة حتى يلتفت له الآخرون.
وإما أن يكون الإمام (عليه السلام) خاطب مالكا هكذا لغلوّه المفرط.
ويستفاد من الرواية الثانية إن مقصود الإمام (عليه السلام) هو من باب : إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة .
وكما رأينا في سلسلة السند فإن من نقلوا عن مالك الجهني هم على بن ابراهيم القمى ومحمد بن عيسى بن عبيد ويونس بن عبد الرحمن ويحيى الحلبى ورواية هؤلاء الأجلاء عنه تشير إلى وثاقته بناءا على مبنى الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (أعلى الله مقامه الشريف) فهو (قدس سره الشريف) يرى أن الراوي الذي نقل عنه أجلاء الرواة ولم يرد في حقه قدح فهو ثقة لذلك . هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإن مالك الجهني أظهر محبته لأهل البيت : في وقت لم يكن من السهل اظهار مودتهم ومحبتهم :
إذا طلب الناس علم القرآن كانت قريش عليه عيالا
وإن قيل أين ابن بنت النبـي نلت بذاك فروعاً طوالاً
نجوم تهلّل للمدلجين جبال تورث علماً جبالاً
قال الشيخ المفيد (قدس سره الشريف) في كتاب (الإرشاد) : إن الإمام الباقر (عليه السلام) مدح مالك بن أعين الجهني .
وقال السيد الخوئي (قدس سره الشريف) : إنّ مالك بن أعين الجهني لا ينبغي الشك في كونه شيعياً إمامياً حسن العقيدة .
وخلاصة الكلام : إن نقل الأجلاء عن مالك بن أعين الجهني وعدم ورود قدح في حقه كاشف على مكانته وجلالته ويمكن إحراز وثاقته من هذا الطريق كما يرى الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (أعلى الله مقامه الشريف).
بحث حول الدعاء المأثور بعد زيارة عاشوراء
(حديث صفوان)
حديث صفوان هو حديث نقلته عدة من المصادر بعد زيارة عاشوراء ومن هذه المصادر : مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ; ومصباح الزائر للسيد ابن طاووس ; والمزار للشهيد الأول ; وبحار الأنوار وتحفة الزائر للعلامة المجلسي ; والحديث هو هذا : وروى محمّد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة قال : خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال وعندنا جماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما خرج أبو عبدالله (عليه السلام) فسرنا من الحيرة إلى المدينة فلمّا فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) فقال لنا : تزورون الحسين (عليه السلام) من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) من هيهنا أومأ إليه أبو عبدالله الصادق (عليه السلام) وأنا معه قال : فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمّد الحضرمي عن أبي جعفر (عليه السلام) في يوم عاشوراء ....
وكان فيما دعا في دبرها :
يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ يا كاشِفَ كُرَبِ المَكْرُوبِينَ يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ يا صَرِيخَ المُستَصْرِخِينَ وَيا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ إلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ وَيا مَن يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَيا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الأَعْلى وَبِالأُفُقِ المُبِينِ وَيا مَن هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوى وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ وَيا مَن لا تَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ يا مَنْ لا تَشْتَبهُ عَلَيهِ الأَصْواتُ وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ ... .
سند هذا الدعاء
محمّد بن خالد طيالسي عن سيف بن عميرة :
وطريق الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) إلى كتاب محمد بن خالد الطيالسي تقدم سابقا وبيّنا هناك صحة هذا الطريق فراجع.
محمد بن خالد الطيالسي
تقدم الكلام حوله.
وبشكل مختصر نقول : لم يرد أيّ ذم في حق محمد بن خالد الطيالسي ونقل عنه الثقات كذلك ووثقه العلامة النوري ; ووصفه بأنه من أجلاء الرواة وعبّر عنه بأنه ثقة ونقل عنه الأعاظم من الرواة.
فمحمد بن مسلم الذي هو شخص ثقة وجليل القدر نقل كثيرا من الأصول عن محمد بن خالد الطيالسي . وممن عبّر عنه بأنه ثقة : الشهيد الثاني ; والسماهيجي ; والمحقق الأردبيلي ; والمحقق الداماد ; والشيخ بهاء الدين العاملي ; والشيخ حسن صاحب المنتقى ; كما عبّر عنه العلامة المامقاني ; بـ (حسن) .
وكما أوضحنا سابقا فإن الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (أعلى الله مقامه الشريف) يرى أن نقل الأجلاء من الرواة عن شخص ما وعدم ورود قدح في حقه دال على وثاقة ذلك الشخص وعليه فإن محمد بن خالد الطيالسي من الثقات .
سيف بن عميرة
تقدم الكلام فيه فراجع.
وثقه النجاشي والطوسي (رحمهما الله).
قال النجاشي ; فيه : سيف بن عميرة عربي كوفي ثقة ... .
وقال الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في حقه : سيف بن عميرة ثقة كوفي نخعي عربي .
إذن فقد اتضح لنا أن سند زيارة عاشوراء الوارد في (حديث صفوان) هو سند صحيح لا غبار عليه.