الشعائر الحسينيه
الزيارة و فضلها

كان السند الأول المنقول في كتاب مصباح المتهجد للشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) بهذا الشكل : صالح بن عقبة وسيف بن عميرة قال : علقمة بن محمّد الحضرمي وقد درسنا في البحث السابق سند صالح بن عقبة عن علقمة بن محمد الحضرمي وأما في هذا البحث فسندرس السند سيف بن عميرة عن علقمة بن محمد الحضرمي.
سيف بن عميرة
قال النجاشي : سيف بن عميرة النخعي عربي كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأبي الحسن (عليه السلام) له كتاب يرويه جماعات من أصحابنا .
ويواصل الشيخ النجاشي كلامه حتى يذكر سنده إلى كتاب سيف بن عميرة فيقول : ... أخبرني الحسين بن عبيدالله عن أبي غالب الزُراريّ عن جدّه وخال أبيه محمّد بن جعفر عن محمّد بن خالد الطيالسيّ عن سيف بكتابه .
ويقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في حق سيف بن عميرة : سيف بن عميرة ثقة كوفي نخعي عربي . ثم يكر سنده إلى كتاب سيف بن عميرة : له كتاب أخبرنا به عدّة من أصحابنا عن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه عن أبيه ومحمّد بن الحسن عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمّد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة .
وقد عدّ الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في كتاب الرجال ـ عدّ سيف بن عميرة من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وقال : سيف بن عميرة النخعى الكوفى .
وعدّه في موضع آخر من كتابه الرجالي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) وقال : سيف بن عميرة له كتاب روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) .
ولم يُذكر ذم في حق سيف بن عميرة في الكتب الرجالية المعتمدة وخصوصا الأصول الرجالية الثمانية بل ورد في بعضها تصريح بوثاقته.
وقد صرّح الشهيد الثاني (قدس سره الشريف) بصحة ما يرويه سيف بن عميرة .
وقال السيد بحر العلوم (قدس سره الشريف) في حق سيف بن عميرة : أدرك الطبقة الثالثة والرابعة وروى عن الصادق والكاظم وهو أحد الثقات المكثرين والعلماء المصنّفين له كتاب روى عنه مشاهير الثقات وجماهير الرواة .
وقد نقل كثير من كبار الرواة عن سيف بن عميرة نذكر منهم : إبراهيم بن هاشم إسماعيل بن مهران أيوب بن نوح الحسن بن محبوب والحسن بن على بن أبي حمزة والحسن بن على بن يوسف بن البقّاح وولده حسين بن سيف وحماد بن عثمان وعلى بن النعمان وفضالة بن ايوب ومحمد بن أبي عمير ومحمد بن خالد الطيالسي ومحمد بن عبد الجبار ومحمد بن عبد الحميد وموسى بن قاسم ويونس بن عبدالرحمن وغيرهم .
وللرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (أعلى الله مقامه الشريف) قاعدة كلية يرى فيها (قدس سره الشريف) أن أجلاء الرواة إذا نقلوا عن شخص ما ثم لم يرد قدح في حق ذلك الشخص دلّ ذلك على جلالة هذا الشخص وعظم منزلته وكان الميرزا (قدس سره الشريف) يعتمد على الرواة الذين هم من هذا النوع .
قال السيد محسن الأمين (قدس سره الشريف) في حق سيف بن عميرة : وَثَّقَهُ الشيخ ; والعلامة ; بل والنجاشي .
ويقول المحقق البهبهاني ; : قال جدّي : لم تر من أصحاب الرجال وغيرهم ما يدلّ على وقفه وكأنّه وقع عنه سهواً.
وأما القول بأنه كان واقفيا فهو قول عارٍ عن الصحة إذ لم يذكر أحد أنه أدرك الإمام الرضا (عليه السلام) .
وحتى لو فرضنا كون سيف بن عميرة واقفيا فإن ذلك لا يضر بوثاقته؛ لأن بطلان مذهب الراوي لا يقتضي عدم الأخذ برواياته إذا كان أميناً وثقة في نقله للأحاديث .
وقد نظم سيف بن عميرة قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) جاء في بدايتها :
جل المصاب بمن أصبنا فاعذري ياهذه وعن الملامة فاقصري
أفما علمت بأنّ ما قد نالنا رزء عظيم مثله لم يذكر
رزء عظيم لا يقاس بمثله رزء فلم تسمع به أو تبصر
رزء به عرش الإله مصابه والشمس كاسفة ولمّا تزهر
رزء النبي المصطفى ومصيب جلت لدى الملك الجليل الأكبر
رزء الحسين الطهر أكرم من برا باري الورى من سوقة ومؤمر
من جده الهادي النبي المصطفى وأبوه حيدرة عظيم المفخر
والبضعة الزهراء فاطم أمّه حوراء طاهرة وبنت الأطهر
وأخوه سبط المصطفى وحبيبه هذا الشبير وصنو ذاك الشبر
فاحق أن يرثى وأن يبكى له بتفجع وتوجع وتحسر
وأحق من إلف نأى أو دمنة درست معالمها بسطح المحجر
هذا الحسين ملقى بشاطئ كربلاء ظمآن دامي الخدّ ثمّ المنحر
عار بلا كفن ولا غسل سوى مور الرياح ثلاثة لم يقبر
مقطوع رأس هشمت أضلاعه وكسير ظهر كسره لم يجبر
ومباعد عن داره وحماته ومنازل بحجونها والمشعر
ويضام مضطهداً غريباً نازحاً نائي المزار بذلة لم ينصر
ومعاني هذه القصيدة تشير إلى أن الرجل كان محبا لأهل البيت : ومعتقدا بولايتهم.
يقول ابن النديم في فهرسته : سيف بن عميرة من فقهاء الشيعة نقل الفقه عن الإمام (عليه السلام) .
وتجدر الإشارة إلى أن كلمة ثقة وردت في حق سيف بن عميرة في بعض النسخ الخطية لكتاب النجاشي منها نسخة ابن داود والسيد التفرشي وعناية الله القهباني ولكن بعض النسخ الأخرى لم يرد فيها لفظ التوثيق والظاهر أنه سقط من النسّاخ.
والخلاصة أن سيف بن عميرة شخص صرّح بوثاقته أجلاء الرجاليين وهم : الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في (الفهرست) والنجاشي ; في رجاله والعلامة الحلي (قدس سره الشريف) في (الخلاصة) وابن شهر آشوب في (معالم العلماء).