الدروس المستخلصة منها
الاسباب و الاهداف

الذي يدرس الملامح العامة لعصر الإمام (عليه السلام) التي تحدثنا عن بعضها يخرج بنتيجة منطقية وهي ضرورة النهضة الحسينية باعتبار أن الأمة الإسلامية في زمن الحكم الأموي عانت من مرض خطير وهو فقدان الإرادة مع وضوح الحق التي لخصها الفرزدق بقوله للإمام (عليه السلام) :

"قلوبهم معك وسيوفهم عليك"(1).

وهذه الهزيمة النفسية قد تجلت في مواقف كثيرة منها :

1- أجمعت كلمة العقلاء المسلمين على تخويفه من رفض بيعة يزيد.
2 - عدم استجابة زعماء البصرة الموالين للإمام علي (عليه السلام) لنداء الإمام الحسين (عليه السلام).
3 - عدم نصرة عشيرة بني أسد بعد أن ذهب حبيب بن مظاهر (رض) إليهم.
4- استطاع ابن زياد خلال أسبوعين تجنيد الألوف ممن كان بعضهم مع الإمام علي عليه السلام وغير ذلك من المواقف التي نستطيع أن نفهم منها هذه الهزيمة النفسية.
وكان أمام الإمام (عليه السلام) عدة مواقف :
الأول : أن يبايع يزيد.
الثاني : أن يرفض البيعة ويبقى في مكة أو المدينة.
الثالث : أن يرفض ويذهب إلى بلد من بلاد العالم الإسلامي كاليمن.
الرابع : أن يرفض ويلبي نداء الرسائل الموجهة إليه ويستشهد في كربلاء.
وكان اختيار الموقف الرابع مبني على إدراك طبيعة الظروف الموضوعية المحيطة بالأمة ومن خلاله استطاع أن يعالج هذا المرض الذي دب في جسد الأمة وكاد أن يقضي عليها.
فاستطاع أن يهزّ ضمير الأمة من ناحية ، ويشعرها بأهمية الإسلام وكرامة هذا الدين من ناحية ثانية ، ويعيد للأمة إرادة المواجهة من ناحية ثالثة ، وأن يوضح لكل المسلمين أن مفهوم الصلح عند الإمام الحسن (عليه السلام) لم يكن موقفاً امضائياً وإنما كان أسلوباً تمهيدياً لموقف الإمام الحسين (عليه السلام) .
____________

1- الطبري ، محمد بن جرير، دلائل الإمامة ، ص182.