الدروس المستخلصة منها
الاسباب و الاهداف

الهدف : تعريف الحضور بقيمة الشهادة في الفكر الإسلامي وكمقوم رئيسي في النهضة الحسينية.
تصدير الموضوع : بعثَ الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أخيه محمد بن الحنفية رسالة موجزة ، يستقدم إليه من خفّ من بني هاشم ، ونصها : "بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قِبله من بني هاشم.
أما بعدُ : فإنّ من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح والسلام" (1)
محاور الموضوع :
1- حتمية الشهادة
- الإمام الحسين (عليه السلام) كان متيقنا من المصير الذي ينتظره في حركته ضد النظام الأموي.
- الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن يريد لأحد ممن تبعه أن يشارك في نهضته دون تبصر بالنتيجة التي قد تؤول إليها.
- الشهادة بهذا المعنى هي أداء التكليف الإلهي بغض النظر عن النتائج الفعلية.
- خطبة الحسين (عليه السلام) الأولى : "الحمد لله ، ما شاء الله ، ولا قوة إلا بالله وصلّى الله على رسوله ، خُطّ الموت على ولد ادم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخِيرَ لي مصرع أنا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأن مني أكرشاً جوفاً وأجربة سغباً ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحمته ، وهي مجموعة في حظيرة القدس ، تقربهم عينه ، وينجز بهم وعده ، من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى" (2)
- عند خروج الإمام الحسين (عليه السلام) من مكة ، جاء إليه أخوه محمد بن الحنفية وأخذ بزمام ناقته ، قائلاً له : "يا أخي ، ألم تعدني النظر فيما سألتك؟! فأجابه الإمام عليه السلام : "بلى" قال محمد : فما حداك على الخروج عاجلاً؟ فقال الإمام عليه السلام : "أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدما فارقتك ، فقال : يا حسين ، أخرج فإن الله شاء أن يراك قتيلا! "
فقال محمد بن الحنفية : "إنا لله وإنا إليه راجعون , فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنتَ تخرج على مثل هذه الحال؟ فقال الإمام عليه السلام : قد قال لي : إن الله شاء أن يراهن سبايا"(3).
2- حتمية الفتح
- يستشرف الإمام (عليه السلام) من خلال رؤيته الثاقبة لمسار الأحداث إرهاصات النصر الذي سوف يتحقق ببركة دمائه ودماء أصحابه عليهم السلام.
- الفتح في القرآن الكريم ليس الغلبة المادية العسكرية
- الفتح هو بلوغ الغاية بحفظ الدين وتقويم الانحراف فيه وهذا ما تحقق ببركة الدماء الشهيدة.
- الحسين وأصحابه عليهم السلام هم رواد الفتح في النهضة الحسينية.
{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد : 35]
3- العلاقة بين الشهادة والفتح
- لا يمكن الفصل بين مفهومي الشهادة والفتح في المنظور الإسلامي والقرآني.
- حقيقة الفتح هي تمكين الحق من القلوب.
- يقابل فعل الفتح فعل الصد عن سبيل الله وحرف القلوب عن منهاج الحق.
- فعل الصد هو غاية ومنهاج أئمة الكفر.
- فعل الفتح هو مهمة الرسل والأنبياء والأولياء.
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح : 1، 2]
{اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ } [إبراهيم : 2، 3]
{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف : 13]
4- عدم تكرر الواقعة الكربلائية ثانية
- ما تحقق من فتح على يدي الامام الحسين (عليه السلام) لن يتكرر مجدداً على مر العصور.
- أبطال النهضة الحسينية هم أشخاص استثنائيون في التاريخ تعجز البشرية عن إنتاج مثيل لهم.
- أما بعد: "فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيتٍ أبر ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عني جميعاً خيرا" (4)
- الواقعة الكربلائية بأبطالها ومشاهدها هي نموذج تاريخي أوحد له امتداداته في معركة الإسلام الوجودية في بدر.
5- بركات وآثار شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) :
- باستشهاد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) أصبح للحق على الباطل ثأر زلزل السموات والأرضين..
- كشفت شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) مكامن عظمته في قربه من الله تعالى وزادته تألّقاً وقرباً..
- مزّقت شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) كل حجب التزييف التي يتستر بها الباطل حتى لَيُخيَّل للجاهل أنه الحق.
- أوضحت غربة الحسين (عليه السلام) للأجيال غربة الإسلام العزيز..
- أوضحت قلة أنصار الحسين (عليه السلام) للأجيال قلة الصامدين حين البأس وفي الشدائد..
- فسّرت لنا شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) آيات كتاب الله تعالى.
- شرحت لنا شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) سنة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ووضعتنا وجهاً لوجه أمام حقيقة التنزيل وظلمات التأويل فإذا بنا قادرون أن ندرك بوضوح أن ما يميّز بين الإسلام الأصيل والمحرَّف.
- أوضحت لنا شهادة الإمام هذه الحقائق وتركتنا نختار في أي المعسكَرين نريد أن نقف.. مع القلة رغم الأخطار أو مع الكثرة بحثاً عن السلامة والدعة؟
6- أهل الفتح والشهادة في هذا العصر
- شهداء المقاومة الإسلامية هم بدريو وحسينيو العصر.
- في أداء التكليف الإلهي بمجاهدة أعداء الحق والعدل ليس الهدف دائماً هو النصر وإنما أداء التكليف بغض النظر عن النتائج.
- تمثل المجاهدين لحقائق نهضة الحسين هو الذي أوصل المقاومة لتحقيق هذه المنجزات العظيمة.
-"كل ما عندنا من عاشوراء"
_______________
1- رحلة الشهادة ، ص 32.
2- رحلة الشهادة ، ص 34.
3- رحلة الشهادة ، ص 37.
4- رحلة الشهادة ، ص73.