اوّل من تقدم للقتال من جيش عمر بن سعد يسار مولى زيد بن ابيه و سالم مولى ابن زياد، فخرج إليهما من أصحاب الحسين (عليه السلام) عبد اللّه بن عمير الكلبي، فقالا له:
من أنت؟ قال: أنا عبد اللّه بن عمير، قالا: لسنا نعرفك اذهب فليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر.
و كان يسار متقدم على سالم فقال له عبد اللّه: يا ابن الفاعلة و بك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، ثم شدّ عليه فضربه بسيفه حتى برد و انّه لمشتغل بضربه اذ شدّ عليه سالم فصاح به
ج1، ص: 647
أصحابه: قد رهقك العبد فلم يشعر به حتى غشيه فبدره بضربة اتقاها ابن عمير بيده اليسرى فطارت أصابع كفه ثم شدّ عليه فضربه حتى قتله و أقبل و قد قتلهما جميعا و هو يرتجز و يقول:
ان تنكروني فأنا ابن كلب حسبي ببيتي في عليم حسبي
انّي امرؤ ذو مرّة و عصب و لست بالخوّار عند النّكب
ثم حمل عمرو بن الحجاج على ميمنة أصحاب الحسين (عليه السلام) فيمن كان معه من أهل الكوفة فلما دنا من اصحاب الحسين (عليه السلام) جثوا له على الركب و اشرعوا بالرماح نحوهم، فلم تقدم خيلهم على الرماح فذهبت الخيل لترجع فرشقهم أصحاب الحسين (عليه السلام) بالنبل فصرعوا منهم رجالا و جرحوا منهم آخرين.
و جاء رجل من بني تميم يقال له عبد اللّه بن حوزة فاقدم على عسكر الحسين (عليه السلام) فوقف و قال: يا حسين يا حسين، قال الامام (عليه السلام): ما تريد؟ قال: أبشر بالنار، فقال: كلّا انّي أقدم على رب رحيم و شفيع مطاع، فقال الحسين (عليه السلام) لأصحابه: من هذا؟ قيل: هذا ابن حوزة التميمي، فقال (عليه السلام): اللهم حزه الى النار، فاضطرب به فرسه في جدول فوقع و تعلقت رجله اليسرى بالركاب و ارتفعت اليمنى فشدّ عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمنى و عدا به فرسه يضرب رأسه بكل حجر و مدر حتى مات و عجل اللّه بروحه الى النار، و نشب القتال فقتل من الجميع جماعة .