هناك تساؤلات تتعلّق بثورة الإمام الحسين (عليه السَّلام) يتوقّف وضوح دوافعها على الإجابة عليها وهي:
1. لو لم يضغط يزيد على الحسين (عليه السَّلام) لأخذ البيعة منه، فهل كان سيعارض سلطته؟
2. ولو لم يدعو أهل الكوفة الإمام إلى العراق، فهل كانت ستحدث هذه الثورة؟
3. وهل كانت هذه الثورة ثورة عفوية غير مدروسة وانتفاضة متفجّرة من تلك الانتفاضات الاجتماعية الثائرة التي يعرضها الماديون اليوم؟ أم هي ثورة واعية مدروسة؟
ولكي تتضح الإجابة على هذه التساؤلات نشير ابتداء إلى أنّه على عكس الظواهر الطبيعية التي عادة ما تكون أحادية الطبيعة والحقيقة، فإنّ الظواهر الاجتماعية قد تكون ذات جوانب وطبائع متنوعة، فالفلز لا يمكن أن يكون ذا طبيعة ذهبية وطبيعة نحاسية في آن واحد، بينما يمكن أن يكون للظواهر الاجتماعية جوانب متعددة في نفس الوقت وأن يؤثر فيها عدة أسباب، مثلاً قد تكون الثورة ردة فعل أي تكون رداً لحدث فقط وفي الوقت ذاته تكون ذات طبيعة هجومية، وعندما تكون الثورة ردّاً لفعل ما قد تعدّ سلبية بالنسبة إلى حدث وإيجابية إلى آخر، كانت ثورة الحسين من هذا القبيل وقد أثّر فيها جميع ما تقدم.