رئيس ديوان الوقف الشيعيّ: من يدّعي الإصلاح والتجديد يُمكن لنا أن نقيس صحّة دعواه بالإخلاص والتفاني للهدف وترك الاعتبارات الشخصية..
2016/03/25
ضمن منهاج حفل افتتاح المؤتمر الدولي حول التجديد في فكر الشيخ محمد رضا المظفّر -رحمه الله- الذي تُقيمه العتبةُ العبّاسية المقدّسة على قاعة مؤسّسة بحر العلوم الخيريّة بالتعاون معها تحت شعار: (الحَوْزَةُ العِلْمِيَّةُ رَائِدَةُ التَّجْدِيدِ) كانت هناك كلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعيّ سماحة السيد علاء الموسوي، وكان ممّا جاء فيها:
"أمران ملفتان في سيرة هذا العلم الكبير، الأمر الأوّل: الدرجة العالية من الإخلاص الذي كان يتحلّى به في عمله ومشروعه التجديدي الإصلاحيّ، فإنّ المصلح المجدّد إذا كان له هدف محدّد وأراد أن يصل إلى ذلك الهدف لابُدّ أن يضع وراء ظهره كثيراً من الاعتبارات الشخصية والاجتماعية ليصل إلى هدفه".
وأضاف: "إنّ هذا ليس بالسهل خصوصاً في النجف التي لها منزلةٌ في العلم وتاريخ في الكفاءات المختلفة، علم وأدب وشخصيّات كبيرة ومرجعيّات شاخصة، كلّ هذا محكوم بأعراف علميّة واجتماعية يعرفها الجميع، فليس من السهل أن يترك الإنسان كثيراً من الاعتبارات الشخصية والنوعية وراء ظهره لينطلق إلى هدفه مؤمناً بذلك الهدف مضحّياً بكلّ ما سواه".
وتابع السيد الموسوي: "إنّ الشيخ المظفّر كان في الطبقة الأولى والطراز الأوّل من العلماء في النجف فقهاً وأصولاً ومنطقاً وعلوماً أخرى، كان كفاءةً متميّزةً بين أقرانه وأبناء جيله ولا يقلّ عن الآخرين ممّن قد يكون في مرتبة التصدّي للمرجعية العامة في وقتٍ من الأوقات، إلّا إنّه سلك مسلك التجديد والإصلاح وترك كثيراً من الاعتبارات التي تحكم ذلك الجوّ العلميّ والاجتماعي، وما يُحكى وكتب عنه على يد تلاميذه ومحبّيه يدلّ على ذلك، وإنّ الشيخ المظفّر كان متميّزاً في إخلاصه ونتيجة الإخلاص جيل كبير من المفكّرين والكتّاب تخرّج من هذه الحركة الإصلاحيّة التي قادها".
وأوضح: "إنّ الأمر الثاني الملفت في آثاره وحياته تلك المبدئيةُ الواضحة في أعماله وإنتاجه التي اقترنت بالإصلاح والتجديد، فالتجديد قد يُفهم أنّه هدفٌ بحدّ ذاته ولابُدّ من الوصول اليه بأيّ ثمنٍ وهذا من سطحيّة الفهم للتجديد، فهو ليس إلّا وسيلةً من وسائل الإصلاح والتقديم الأفضل للناس والوصول إلى الحقائق، هكذا وجدنا في آثاره فهو رائد التجديد والإصلاح، فقد كان يبني العقيدة والفكر على القرآن الواضح، دون أن يتأثّر بالأجواء التي تطلب منه المزيد فهو مجدّد مصلح ومبدئيّ في نفس الوقت، وعلميّ مهنيّ لا يتبنّى فكرة، ولا يدع أخرى إلّا على أساس البرهان والدليل".
وبيّن: "إنّ التيّارات الفكرية المتعدّدة دخلت إلى العراق والعالم الإسلاميّ بقوّة، وكان لابُدّ من مواجهتها ببراعة وبيان قويّ وبراهين قويّة، وأن لا يخضع الإنسان لتلك الأجواء والهجمات التي تستهدف المبادئ"، مشيراً إلى أنّه: "يُمكن أن يتمثّل ذلك الزمان بما يجري في هذا الزمان من ضغوطٍ من دُعاة التجديد والإصلاح للتنازل عن الدليل والبرهان للإرضاء".
وشدّد الموسوي: "من يدّعي الإصلاح والتجديد يُمكن لنا أن نقيس صحّة دعواه بالإخلاص والتفاني للهدف وترك الاعتبارات الشخصية"، لافتاً إلى أنّ: "الشباب بدأ يفقد ذاكرته ومعرفة رموزه الحقيقية رموز الإصلاح الحقيقيّ والتغيير والتجديد الحقيقي، واتّجهت أنظاره إلى ما يطرحه الإعلام الذي يُعَدُّ الكثير منه مزيّفاً، لدينا شخصيّات غطّى عليها الإعلام وغطّتها الأغراض السياسية وغير السياسية"، مؤكّداً: "لابُدّ من إظهار تلك الرموز إلى الشباب كروّادٍ للفكر الصحيح والإصلاح وهذا العلّامة الكبير الشيخ المظفّر هو أحد روّاد تلك المدرسة النجفيّة الأصيلة".