لأن حاضرة النجف الاشرف كانت ولازالت مشعل هداية، ومَعلَم تنوير في الحقب الحالكة التي ضربت فيها الامية والجهل والتخلف معظم الطبقات والفئات لأغلب ارجاء المعمورة، وخاصة في القرون المنصرمة، اذ تعاقبت عليها اجيال تسلم الواحد للآخر هذا المشعل والمَعلَم، لتستمر شجرة العطاء وينبوع العلم بالتدفق والجريان، وحتى لا تندرس معالم الدين واصول الشريعة.. فقد اخذت العتبة العباسية المقدسة ومؤسسة بحر العلوم الخيرية على عاتقهما أطلاق مشروعاَ تحت عنوان "الحوزة العلمية رائدة التجديد" الغرض منه التعريف بالفكر الاسلامي التجديدي والتعريف برواده من العلماء في الحوزة العلمية في النجف الاشرف وتسليط الضوء على دورهم الفعال الذي قاموا به للحفاظ عليه وتجديده بما يحفظ ثوابته، واحتوائه للمستجدات على الساحة بشتى المجالات، وتهذيبه من الانحرافات.
وكباكورة لأعمال هذا المشروع الإسلامي التجديدي يستمر العمل لعقد مؤتمر تحت عنوان "المؤتمر العالمي حول التجديد في فكر الشيخ المظفرـ ره" يسلط فيه الضوء على شخصية إسلامية مجددة، كان لها أثرا علميا وفكريا على الساحة الإسلامية، وتم اختيار الشيخ المظفر-ره كموضوع وعنوان لهذا المؤتمر إشادة بالدور الفعال للشيخ المظفر في خلق جيل اخذ على عاتقه حمل راية التجديد وشموليته فكان منهم العالم والفقيه والمفكر والشاعر والاديب والسياسي والفيلسوف وكان كل من هؤلاء مبدعاَ في الدور الذي ألقي على عاتقه… إن اقامة هذا المؤتمر العلمي يأتي لتسليط الضوء على الارث الذي تركه الشيخ المظفر رحمه الله من انجازات علمية وفكرية جعلت منه رائدا بحق من رواد التجديد في الحوزة العلمية في النجف الاشرف.