كما رواه الشيخ الطوسي رحمه اللّه و غيره بأسانيد معتبرة عن الامام الرضا (عليه السلام) انّه: ... قالت أسماء: فلمّا ولدت فاطمة الحسين (عليهما السّلام) نفستها به فجاءني النبي (صلى الله عليه واله)فقال: هلمّ ابني يا أسماء، فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن ، قالت: و بكى رسول اللّه (صلى الله عليه واله)ثم قال: انّه سيكون لك حديث، اللهم العن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك.
فقالت اسماء: فلمّا كان في يوم سابعه جاءني النبي (صلى الله عليه واله)فقال: هلمّي ابني فأتيته به، فعقّ عنه كبشا أملح و أعطى القابلة الورك و رجلا، و حلق رأسه و تصدّق بوزن شعره ورقا (فضة)، و خلّق رأسه بالخلوق ، ثم وضعه في حجره، ثم قال:
يا أبا عبد اللّه عزيز عليّ (مقتلك)، ثم بكى، فقلت: بأبي أنت و أمي فعلت في هذا اليوم و في اليوم الاول فما هو؟
قال: أبكي على ابني تقتله فئة باغية كافرة من بني أميّة لعنهم اللّه لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين، و يكفر باللّه العظيم.
ثم قال: اللهم انّي أسألك فيهما (الحسن و الحسين عليهما السّلام) ما سألك ابراهيم في ذريته، اللهم أحبهما و أحبّ من يحبّهما و العن من يبغضهما ملء السماء و الارض .
و روى الشيخ الصدوق و ابن قولويه و غيرهما عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: انّ الحسين بن عليّ عليهما السّلام لمّا ولد أمر اللّه عز و جل جبرائيل أن يهبط في الف من الملائكة فيهنئ رسول اللّه (صلى الله عليه واله)من اللّه و من جبرئيل.
قال: فهبط جبرائيل فمرّ على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له فطرس كان من الحملة (حملة العرش) بعثه اللّه عز و جل في شيء فأبطأ عليه فكسر جناحه و ألقاه في تلك الجزيرة فعبد اللّه تبارك و تعالى فيها سبعمائة عام، حتى ولد الحسين بن عليّ عليهما السّلام .
فقال الملك لجبرائيل: يا جبرائيل أين تريد؟ قال: انّ اللّه عز و جل أنعم على محمد بنعمة فبعثت أهنّئه من اللّه و منّي.
فقال: يا جبرائيل احملني معك لعل محمد (صلى الله عليه واله)يدعو لي.
قال: فحمله، فلمّا دخل جبرائيل على النبي (صلى الله عليه واله)هنّاه من اللّه و منه و أخبره بحال فطرس.
فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): قل له تمسّح بهذا المولود وعد الى مكانك، فمسح فطرس (جناحه) بالحسين بن عليّ عليهما السّلام و ارتفع فقال يا رسول اللّه أما انّ امتك ستقتله و له عليّ مكافأة الّا يزوره زائر الّا أبلغته عنه، و لا يسلم عليه مسلّم الّا أبلغته سلامه، و لا يصلّي عليه مصلّ الّا أبلغته صلاته، ثم ارتفع .
و في رواية: و عرج الى موضعه و هو يقول: من مثلي و أنا عتاقة الحسين بن عليّ و فاطمة، و جدّه أحمد الحاشر .
و روى ابن شهرآشوب انّه: «اعتلت فاطمة (عليها السلام)لما ولدت الحسين و جف لبنها، فطلب رسول اللّه (صلى الله عليه واله)مرضعا فلم يجد فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصّها و يجعل اللّه له في ابهام رسول اللّه (صلى الله عليه واله)رزقا يغذوه و يقال: بل كان رسول اللّه يدخل لسانه في فيه فيغرّه كما يغرّ الطير فرخه فيجعل اللّه في ذلك رزقا، ففعل ذلك اربعين يوما و ليلة فنبت لحمه من لحم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله» و الروايات بهذا المضمون كثيرة.
و روي في علل الشرائع انّه: مضى الحسين (عليه السلام) على تلك الحال حتى نبت لحمه من لحم رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و لم يرضع الحسين من فاطمة (عليها السلام)و لا من غيرها.
و روى الكليني في الكافي عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: لم يرضع الحسين من فاطمة (عليها السلام)و لا من أنثى، كان يأتى به النبي (صلى الله عليه واله)فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يكفيها اليومين و ثلاثة فنبت لحم الحسين (عليه السلام) من لحم رسول اللّه و دمه صلّى اللّه عليه و آله، و لم يولد لستة أشهر الّا عيسى بن مريم (عليه السلام) و الحسين بن عليّ (عليه السلام) .
و جاء في بعض الروايات بدل عيسى، يحيى.
قال السيد بحر العلوم:
للّه مرتضع لم يرتضع أبدا من ثدي أنثى و من طه مراضعه