ولد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علىّ(عليهما السلام) ÙÙŠ بيت كان Ù…ØØ·Ù‘ الملائكة ومهبط التنزيل، ÙÙŠ بقعة طاهرة تتصل بالسماء طوال يومها بلا انقطاع، وتتناغم مع Ø£Ù†ÙØ§Ø³Ù‡ آيات القرآن التي تتلى آناء الليل والنهار، وترعرع بين شخصيّات مقدّسة تجلّلت بآيات الله، ونهل من نمير الرسالة عذب الارتباط مع الخالق، وصاغ لبنات شخصيته نبي الرØÙ…Ø© (صلَّى الله عليه وآله) بÙيض مكارم أخلاقه وعظمة روØÙ‡. Ùكان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) صورة لمØÙ…ّد(صلَّى الله عليه وآله) ÙÙŠ أمته، ÙŠØªØØ±Ù‘Ùƒ Ùيها على هدى القرآن، ÙˆÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« بÙكر الرسالة، ويسير على خطى جدّه العظيم ليبيّن مكارم الأخلاق، ويرعى للأمة شؤونها، ولا يغÙÙ„ عن هدايتها ونصØÙ‡Ø§ ونصرتها، جاعلاً من Ù†ÙØ³Ù‡ المقدسة أنموذجاً ØÙŠÙ‘اً لما أرادته الرسالة والرسول، Ùكان(عليه السلام) نور هدىً للضالّين وسلسبيلاً عذباً للراغبين وعماداً يستند إليه المؤمنون ÙˆØØ¬Ù‘Ø© يركن إليها الصالØÙˆÙ† ØŒ ÙˆÙيصل ØÙ‚Ù‘ إذ يتخاصم المسلمون وسي٠عدل يغضب لله ويثور من أجل الله. ÙˆØÙŠÙ† نهض كان بيده مشعل الرسالة الذي ØÙ…له جدّه النبي(صلَّى الله عليه وآله) ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ عن دينه ورسالته العظيمة.
ومن الإمعان ÙÙŠ شخصيّة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ø§Ù„ÙØ°Ù‘Ø© نتلمّس المظاهر التالية :
1ـ تواضعه (عليه السلام):
Ø¬ÙØ¨Ù„ أبو عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) على التواضع ÙˆÙ…Ø¬Ø§ÙØ§Ø© الأنانية، وهو ØµØ§ØØ¨ النسب الرÙيع والشر٠العالي والمنزلة الخصيصة لدى الرسول(صلَّى الله عليه وآله) Ùكان(عليه السلام) يعيش ÙÙŠ الأمة لا يأن٠من Ùقيرها ولا يترÙّع على ضعيÙها ولا يتكبّر على Ø£ØØ¯ Ùيها، يقتدي بجدّه العظيم المبعوث رØÙ…ةً للعالمين، يبتغي بذلك رضا الله وتربية الأمة، وقد Ù†Ùقلت عنه(عليه السلام) مواق٠كثيرة تعامل Ùيها مع سائر المسلمين بكلّ تواضع مظهراً Ø³Ù…Ø§ØØ© الرسالة ولط٠شخصيّته الكريمة، ومن ذلك :
إنّه(عليه السلام) قد مرّ بمساكين وهم يأكلون كسراً (خبزاً يابساً) على كساء ØŒ ÙØ³Ù„ّم عليهم ÙØ¯Ø¹ÙˆÙ‡ إلى طعامهم ÙØ¬Ù„س معهم وقال : لولا أنّه صدقة لأكلت معكم. ثمّ قال : قوموا إلى منزلي، ÙØ£Ø·Ø¹Ù…هم وكساهم وأمر لهم بدراهم.
وروي : أنّه (عليه السلام) مرّ بمساكين يأكلون ÙÙŠ الصّÙÙÙŽØ© ØŒ Ùقالوا : الغداء ØŒ Ùقال (عليه السلام): إنّ الله لا ÙŠØØ¨ المتكبّرين ØŒ ÙØ¬Ù„س وتغدّى معهم ثم قال لهم : قد أجبتكم ÙØ£Ø¬ÙŠØ¨ÙˆÙ†ÙŠ ØŒ قالوا: نعم ØŒ Ùمضى بهم إلى منزله وقال لزوجته : أخرجي ما كنت تدّخرين
2Ù€ ØÙ„مه وعÙوه(عليه السلام):
تأدّب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† السبط (عليه السلام) بآداب النبوّة ØŒ ÙˆØÙ…Ù„ Ø±ÙˆØ Ø¬Ø¯Ù‘Ù‡ الرسول الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) يوم عÙÙ‰ عمّن ØØ§Ø±Ø¨Ù‡ ووق٠ضد الرسالة الإسلامية ØŒ لقد كان قلبه يتّسع لكلّ الناس ØŒ وكان ØØ±ÙŠØµØ§Ù‹ على هدايتهم متغاضياً ÙÙŠ هذا السبيل عن إساءة جاهلهم ÙŠØØ¯ÙˆÙ‡ رضا الله تعالى ØŒ يقرّب المذنبين ويطمئنهم ويزرع Ùيهم الأمل برØÙ…Ø© الله ØŒ Ùكان لا يردّ على مسيء إساءة ØŒ بل ÙŠØÙ†Ùˆ عليه ويرشده إلى طريق الØÙ‚Ù‘ وينقذه من الضلال.
Ùقد روي عنه (عليه السلام) أنّه قال : (لو شتمني رجل ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ø£ÙØ°Ù† Ù€ وأومأ إلى اليمنى Ù€ واعتذر لي ÙÙŠ اليسرى لقبلت ذلك منه ØŒ وذلك أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ØØ¯Ù‘ثني أنّه سمع جدّي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول : لا يرد الØÙˆØ¶ Ù…ÙŽÙ† لم يقبل العذر من Ù…ØÙ‚ أو مبطل.
كما روي أنّ غلاماً له جنى جنايةً كانت توجب العقاب ØŒ ÙØ£Ù…ر بتأديبه ÙØ§Ù†Ø¨Ø±Ù‰ العبد قائلاً : يا مولاي والكاظمين الغيظ ØŒ Ùقال(عليه السلام): خلّوا عنه ØŒ Ùقال : يا مولاي والعاÙين عن الناس ØŒ Ùقال(عليه السلام): قد عÙوت عنك ØŒ قال : يا مولاي والله ÙŠØØ¨ Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù†ÙŠÙ† ØŒ Ùقال (عليه السلام): أنت ØØ±Ù‘ لوجه الله ولك ضع٠ما كنت أعطك.
3 ـ جوده وكرمه (عليه السلام) :
ÙˆØ¨Ù†ÙØ³ كبيرة كان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي(عليهما السلام) يعين الÙقراء ÙˆØ§Ù„Ù…ØØªØ§Ø¬ÙŠÙ†ØŒ ويØÙ†Ùˆ على الأرامل والأيتام، ويثلج قلوب Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯ÙŠÙ† عليه، ويقضي ØÙˆØ§Ø¦Ø¬ السائلين من دون أن يجعلهم يشعرون بذلّ المسألة، ويصل رØÙ…Ù‡ دون انقطاع، ولم يصله مال إلاّ ÙØ±Ù‘قه وأنÙقه وهذه سجية الجواد وشنشنة الكريم وسمة ذي Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ©.
Ùكان ÙŠØÙ…Ù„ ÙÙŠ دجى الليل البهيم جراباً مملوءً طعاماً ونقوداً إلى منازل الأرامل واليتامى ØØªÙ‘Ù‰ شهد له بهذا الكرم معاوية بن أبي سÙيان، وذلك ØÙŠÙ† بعث لعدّة شخصيات بهدايا، Ùقال متنبّئاً: أمّا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùيبدأ بأيتام من قتل مع أبيه بصÙّين، ÙØ¥Ù† بقي شيء Ù†ØØ± به الجزور وسقى به اللبن.
ÙˆÙÙŠ Ù…ÙˆÙ‚Ù Ù…ÙØ¹Ù… باللط٠والإنسانية والØÙ†Ø§Ù† جعل العتق رداً للتØÙŠØ©ØŒ Ùقد روى عن أنس أنّه قال : كنت عند Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ¯Ø®Ù„ت عليه جارية بيدها طاقة Ø±ÙŠØØ§Ù† ÙØÙŠÙ‘ØªÙ‡ بها، Ùقال لها: أنت ØØ±Ù‘Ø© لوجه الله تعالى. وانبهر أنس وقال: جارية تجيئك بطاقة Ø±ÙŠØØ§Ù† ÙØªØ¹ØªÙ‚ها؟! Ùقال (عليه السلام): كذا أدّبنا الله، قال تبارك وتعالى : ({ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ ØÙيّÙيتÙمْ Ø¨ÙØªÙŽØÙيَّة٠ÙÙŽØÙŽÙŠÙ‘Ùوا Ø¨ÙØ£ÙŽØÙ’Ø³ÙŽÙ†ÙŽ Ù…Ùنْهَا أَوْ Ø±ÙØ¯Ù‘Ùوهَا Ø¥Ùنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى ÙƒÙلّ٠شَيْء٠ØÙŽØ³Ùيبًا} [النساء : 86] ØŒ وكان Ø£ØØ³Ù† منها عتقها.
ومن كرمه وعÙوه أنّه وقÙ(عليه السلام) ليقضي دين أسامة بن زيد ÙˆÙ„ÙŠÙØ±Ù‘ج عن همّه الذي كان قد اعتراه وهو ÙÙŠ مرضه رغم أنّ أسامة كان قد وق٠ÙÙŠ الصÙÙ‘ المناوئ لأبيه أمير المؤمنين(عليه السلام).
ووق٠ذات مرّة سائل على باب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وأنشد قائلاً:
لم يخب الآن من رجاك = ØØ±Ù‘Ùƒ من دون بابك الØÙ„قة
أنت جواد أنت معتمد = أبوك قد كان قاتل Ø§Ù„ÙØ³Ù‚Ø©
ÙØ£Ø³Ø±Ø¹ إليه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وما أن وجد أثر Ø§Ù„ÙØ§Ù‚Ø© عليه ØØªÙ‘Ù‰ نادى بقنبر وقال متسائلاً: ما تبقّى من Ù†Ùقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني Ø¨ØªÙØ±Ù‚تها ÙÙŠ أهل بيتك، Ùقال(عليه السلام): هاتها Ùقد أتى Ù…ÙŽÙ† هو Ø£ØÙ‚Ù‘ بها منهم، ÙØ£Ø®Ø°Ù‡Ø§ ÙˆØ¯ÙØ¹Ù‡Ø§ إلى السائل معتذراً منه وأنشد قائلاً :
خذها ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ إليك معتذر = واعلم بأنّي عليك ذو Ø´Ùقة
لو كان ÙÙŠ سيرنا الغداة عصاً = أمست سمانا عليك مندÙقة
لكنّ ريب الزمان ذو غÙير = والكÙÙ‘ منّي قليلة النÙقة
ÙØ£Ø®Ø°Ù‡Ø§ الأعرابي شاكراً وهو يدعو له(عليه السلام) بالخير، وأنشد Ù…Ø§Ø¯ØØ§Ù‹:
مطهَّرون نقيات جيوبهم = تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
وأنتم أنتم الأعلون عندكم٠= علم الكتاب وما جاءت به السورÙ
من لم يكن علويّاً ØÙŠÙ† تنسبه = Ùما له ÙÙŠ جميع الناس Ù…ÙØªØ®Ø±
4 ـ شجاعته (عليه السلام) :
إنّ المرء ليعجز عن الوص٠والقول ØÙŠÙ† يطالع ØµÙØØ© الشجاعة من شخصية الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ; ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ ورثها عن آبائه وتربّى عليها ونشأ Ùيها، Ùهو من معدنها وأصلها ØŒ وهو الشجاع ÙÙŠ قول الØÙ‚Ù‘ والمستبسل Ù„Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عنه ØŒ Ùقد ورث ذلك عن جدّه العظيم Ù…ØÙ…ّد (صلَّى الله عليه وآله) الذي وق٠أمام أعتى قوّة مشركة ØØªÙ‘Ù‰ انتصر عليها بالعقيدة والإيمان والجهاد ÙÙŠ سبيل الله تعالى.
ووق٠مع أبيه Ù€ أمير المؤمنين(عليه السلام) Ù€ يعيد الإسلام ØØ§ÙƒÙ…اً ØŒ وينهض بالأمة ÙÙŠ طريق دعوتها الخالصة ØŒ يصارع قوى الضلال ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù بالقول ÙˆØ§Ù„ÙØ¹Ù„ وقوة Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ù„ÙŠØ¹ÙŠØ¯ الØÙ‚Ù‘ إلى نصّابه.
ووق٠مع أخيه الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) موق٠الأبطال المضØÙ‘ين من أجل سلامة الأمة ونجاة الصÙوة المؤمنة المتمسّكة بنهج الرسالة الإسلامية.
ووق٠صامداً ØÙŠÙ† تقاعست جماهير المسلمين عن نصرة دينها أمام جبروت معاوية وضلاله وأزلامه والتيار الذي قاده لتشويه الدين القويم.
ولم يخش كلّ التهديدات ولا ما كان ÙŠÙ„ÙˆØ ÙÙŠ الأÙÙ‚ من نهاية مأساوية نتيجة الخروج لطلب Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ¥ØÙŠØ§Ø¡ رسالة جدّه النبي (صلَّى الله عليه وآله) والوقو٠ÙÙŠ وجه الظلم ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙØ®Ø±Ø¬ وهو مسلّم لأمر الله وساع لابتغاء مرضاته ØŒ وها هو(عليه السلام) يردّ٠على Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بن يزيد الرياØÙŠ ØÙŠÙ† قال له : Ø£Ø°ÙƒÙ‘ÙØ±Ùƒ الله ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ùƒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ØŒ ولئن قوتلت لتهلكنّ ØŒ Ùقال له الإمام أبو عبد الله (عليه السلام) : أبالموت تخوّÙني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك؟ ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه :
سأمضي وما بالموت عارٌ على Ø§Ù„ÙØªÙ‰ = إذا ما نوى خيراً وجاهد مسلما
وواسى رجالاً صالØÙŠÙ† Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ = وخال٠مثبوراً ÙˆÙØ§Ø±Ù‚ مجرما
ÙØ¥Ù† عشت لم أندم وإن متّ لم اÙÙ„ÙŽÙ… = ÙƒÙÙ‰ بك ذلاً أن تعيش ÙˆØªÙØ±ØºÙ…ا
ووقÙ(عليه السلام) يوم الطÙÙ‘ Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ ØÙŠÙ‘ر به الألباب وأذهل به العقول، Ùلم ينكسر أمام جليل المصاب ØØªÙ‘Ù‰ عندما بقي ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ØŒ Ùقد كان طوداً شامخاً لا يدنو منه العدوّ هيبةً ÙˆØ®ÙˆÙØ§Ù‹ رغم Ø¬Ø±Ø§ØØ§ØªÙ‡ الكثيرة ØØªÙ‰ شهد له عدوّه بذلك، Ùقد قال ØÙ…يد بن مسلم: ÙÙˆ الله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه، إن كانت الرجّالة لتشدّ عليه Ùيشد عليها بسيÙÙ‡ ÙيكشÙهم عن يمينه وشماله انكشا٠المعزى إذا اشتد عليها الذئب .
5 ـ إباؤه (عليه السلام) :
لقد تجلّت صورة الثائر المسلم بأبهى صورها وأكملها ÙÙŠ إباء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙˆØ±ÙØ¶Ù‡ للصبر على الØÙŠÙ والسكوت على الظلم، ÙØ³Ù†Ù‘ بذلك للأجيال اللاØÙ‚Ø© سنّة الإباء والتضØÙŠØ© من أجل العقيدة ÙˆÙÙŠ سبيلها، ØÙŠÙ† وق٠ذلك الموق٠الرسالي العظيم يهزّ الأمة ويشجّعها أن لا تموت هواناً وذلاًّ، Ø±Ø§ÙØ¶Ø§Ù‹ بيعة الطليق ابن الطليق يزيد بن معاوية قائلاً: (إنّ مثلي لا يبايع مثله).
وها هو ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ù„Ø£Ø®ÙŠÙ‡ Ù…ØÙ…د بن الØÙ†Ùية مجسّداً ذلك الإباء بقوله(عليه السلام): (يا أخي! والله لو لم يكن ÙÙŠ الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية)
ورغم أنّ الشيطان كان قد استØÙƒÙ… على ضمائر الناس ÙØ£Ù…اتها ØØªÙ‘Ù‰ رضيت بالهوان، لكن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وق٠صارخاً بوجه Ø¬ØØ§ÙÙ„ الشرّ والظلم من جيوش الردّة الأÙموية قائلاً: (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد، (Ø¥ÙنّÙÙŠ Ø¹ÙØ°Ù’ØªÙ Ø¨ÙØ±ÙŽØ¨Ù‘ÙÙŠ وَرَبّÙÙƒÙمْ أَنْ تَرْجÙÙ…ÙونÙ))
لقد كانت كلمات الإمام أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) تعبّر عن أسمى Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù Ø£ØµØØ§Ø¨ المبادئ والقيم ÙˆØÙ…لة الرسالات، كما تنمّ عن عزته واعتداده Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ³ØŒ Ùقد قال(عليه السلام): (ألا وإنّ الدعيَّ ابن الدعيَّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلة، يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، ÙˆØØ¬ÙˆØ± طابت وطهرت، وأنو٠ØÙ…يّة، ونÙوس أبيّة من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)
وهكذا علّم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) البشرية كي٠يكون الإباء ÙÙŠ المواق٠وكي٠تكون التضØÙŠØ© من أجل الرسالة.
6Ù€ Ø§Ù„ØµØ±Ø§ØØ© والجرأة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¥ØµØØ§Ø± بالØÙ‚Ù‘ :
لقد كانت نهضة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وثورته بركاناً ØªÙØ¬Ù‘ر ÙÙŠ تأريخ الرسالة الإسلامية وزلزالاً صاخباً أيقظ ضمير المتقاعسين عن نصرة الØÙ‚Ù‘ØŒ والكلمة الطيبة التي دعت كلّ الثائرين والمخلصين للعقيدة والرسالة الإسلامية إلى مواصلة المسيرة ÙÙŠ بناء المجتمع Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆÙÙ‚ ما أراده الله تعالى ورسوله(صلَّى الله عليه وآله).
وقد نهج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) منهج Ø§Ù„ØµØ±Ø§ØØ© ÙˆØ§Ù„Ù…ÙƒØ§Ø´ÙØ© Ù…ÙˆØ¶Ù‘ØØ§Ù‹ للأمة الخلل والزيغ والطريق الصØÙŠØØŒ Ùها هو بكل جرأة يق٠أمام الطاغية ÙŠØØ°Ù‘ره ويمنعه عن التمادي ÙÙŠ الغيّ ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯... Ùهذه كتبه(عليه السلام) إلى معاوية ÙˆØ§Ø¶ØØ© لا لبس Ùيها ينذره ÙˆÙŠØØ°Ù‘ر من الاستمرار ÙÙŠ ظلمه ويكش٠للأمة مدى ضلالته ÙˆÙØ³Ø§Ø¯Ù‡.
وبكلّ ØµØ±Ø§ØØ© وقوّة Ø±ÙØ¶ البيعة ليزيد بن معاوية، وقال Ù…ÙˆØ¶Ù‘ØØ§Ù‹ للوليد ابن عتبة ØÙŠÙ† كان والياً ليزيد : (إنّا أهل بيت النبوة ØŒ ومعدن الرسالة ØŒ ومختل٠الملائكة ومØÙ„ الرØÙ…Ø© ØŒ بنا ÙØªØ الله وبنا ختم ØŒ ويزيد ÙØ§Ø³Ù‚ ÙØ§Ø¬Ø±ØŒ شارب للخمر، قاتل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ù…ØØªØ±Ù…Ø© ØŒ معلن Ø¨Ø§Ù„ÙØ³Ù‚ ÙˆØ§Ù„ÙØ¬ÙˆØ±ØŒ ومثلي لا يبايع مثله)
وكانت ØµØ±Ø§ØØªÙ‡ ساطعة مع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ومن أعلن عن نصرته، ÙÙÙŠ أثناء المسير باتّجاه Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وصله نبأ استشهاد مسلم بن عقيل وخذلان الناس له ØŒ Ùقال (عليه السلام) للذين اتّبعوه طلباً للعاÙية: ( قد خذلنا شيعتنا Ùمن Ø£ØØ¨Ù‘ منكم الانصرا٠Ùلينصر٠غير ØØ±Ø¬ ليس عليه ذمام)
ÙØªÙرّق عنه ذوو الأطماع وضعا٠اليقين، وبقيت معه الصÙوة الخيّرة من أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ ولم يخادع ولم يداهن ÙÙŠ الوقت الذي كان يعزّ Ùيه الناصر.
وقبل وقوع المعركة أذن لكل Ù…ÙŽÙ† كان قد تبعه من المخلصين ÙÙŠ الانصرا٠عنه قائلاً: (إنّي لا أعلم Ø£ØµØØ§Ø¨Ø§Ù‹ أصØÙ‘ منكم ولا أعدل ولا Ø£ÙØ¶Ù„ أهل بيت ØŒ ÙØ¬Ø²Ø§ÙƒÙ… الله عنّي خيراً Ùهذا الليل قد أقبل Ùقوموا واتّخذوه جملاً ØŒ وليأخذ كلّ رجل منكم بيد ØµØ§ØØ¨Ù‡ أو رجل من إخوتي ÙˆØªÙØ±Ù‘قوا ÙÙŠ سواد هذا الليل ØŒ وذروني وهؤلاء القوم ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘هم لا يطلبون غيري ولو أصابوني وقدروا على قتلي لما طلبوكم)
والØÙ‚Ù‘ أنّ من يطالع كلّ ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ نهضة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) سيجد الصدق ÙˆØ§Ù„ØµØ±Ø§ØØ© والجرأة ÙÙŠ كلّ قول ÙˆÙØ¹Ù„ ÙÙŠ جميع خطوات نهضته المباركة.
7ـ عبادته وتقواه (عليه السلام) :
ما انقطع أبو عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عن الاتّصال بربّه ÙÙŠ كلّ Ù„ØØ¸Ø§ØªÙ‡ وسكناته Ùقد بقي يجسّد اتّصاله هذا بصيغة العبادة لله ØŒ ويوثّق العرى مع الخالق جلّت قدرته ويشدّ التضØÙŠØ© بالطاعة الإلهية Ù…ØªÙØ§Ù†ÙŠØ§Ù‹ ÙÙŠ ذات الله ومن أجله ØŒ وقد كانت عبادته ثمرة Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ الØÙ‚يقية بالله تعالى.
وإنّ نظرة ÙˆØ§ØØ¯Ø© إلى دعائه (عليه السلام) ÙÙŠ يوم Ø¹Ø±ÙØ© تبرهن على عمق هذه Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© وشدّة العلاقة مع الله تعالى ØŒ وننقل مقطعاً من هذا الدعاء العظيم: قال(عليه السلام): ( ÙƒÙŠÙ ÙŠÙØ³ØªØ¯Ù„ عليك بما هو ÙÙŠ وجوده Ù…ÙØªÙ‚ر إليك؟! أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك ØØªÙ‘Ù‰ يكون هو Ø§Ù„Ù…Ø¸Ù‡ÙØ± لك؟! متى غبت ØØªÙ‰ ØªØØªØ§Ø¬ إلى دليل يدلّ عليك؟! ومتى بعدت ØØªÙ‰ تكون الآثار هي التي توصل إليك؟! عميت عين لا تراك عليها رقيباً ØŒ وخسرت صÙقة عبد لم تجعل له من ØØ¨Ù‘Ùƒ نصيباً ... إلهي هذا ذÙلّي ظاهر بين يديك ØŒ وهذا ØØ§Ù„ÙŠ لا يخÙÙ‰ عليك. منك أطلب الوصول إليك ØŒ وبك استدلّ عليك، ÙØ§Ù‡Ø¯Ù†ÙŠ Ø¨Ù†ÙˆØ±Ùƒ إليك وأقمني بصدق العبودية بين يديك ... أنت الذي أشرقت الأنوار ÙÙŠ قلوب أوليائك ØØªÙ‘Ù‰ عرÙوك ووØÙ‘دوك وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب Ø£ØØ¨Ù‘ائك ØØªÙ‘Ù‰ لم ÙŠØØ¨Ù‘وا سواك ولم يلجأوا إلى غيرك ØŒ أنت المؤنس لهم ØÙŠØ« Ø£ÙˆØØ´ØªÙ‡Ù… العوالم ... ماذا وَجدَ Ù…ÙŽÙ† Ùقدك؟! وما الذي Ùقد من وجدك؟! لقد خاب من رضي دونك بَدلاً , ولقد خسر من بغى عنك Ù…ÙØªØÙˆÙ‘لا ... يا Ù…ÙŽÙ† أذاق Ø£ØØ¨Ù‘اءه ØÙ„اوة المؤانسة Ùقاموا بين يديه متملّقين ØŒ ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته Ùقاموا بين يديه Ù…Ø³ØªØºÙØ±ÙŠÙ†...)
ولقد بدا عليه عظيم خوÙÙ‡ من الله وشدّة مراقبته له ØØªÙ‘Ù‰ قيل له : ما أعظم خوÙÙƒ من ربّك! Ùقال(عليه السلام) : (لا يأمن يوم القيامة إلاّ من خا٠من الله ÙÙŠ الدنيا)
صور من عبادته (عليه السلام) :
إنّ العبادة لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) هي وجود ÙˆØÙŠØ§Ø© ØŒ Ùقد كانت لذّتهم ÙÙŠ مناجاتهم لله تعالى ØŒ وكانت عبادتهم له متّصلة ÙÙŠ الليل والنهار ÙˆÙÙŠ السرّ والعلن ØŒ والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ù€ وهو Ø£ØØ¯ أعمدة هذا البيت الطاهر Ù€ كان يقوم بين يدي الجبّار مقام العار٠المتيقّن والعالم العابد ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ توضّأ تغيّر لونه وارتعدت Ù…ÙØ§ØµÙ„Ù‡ ØŒ Ùقيل له ÙÙŠ ذلك Ùقال(عليه السلام): ( ØÙ‚Ù‘ لمن وق٠بين يدي الجبّار أن ÙŠØµÙØ±Ù‘ لونه وترتعد Ù…ÙØ§ØµÙ„Ù‡).
ÙˆØØ±Øµ(عليه السلام) على أداء الصلاة ÙÙŠ Ø£ØØ±Ø¬ المواق٠، ØØªÙ‰ وق٠يؤدّي صلاة الظهر ÙÙŠ قمّة الملØÙ…Ø© ÙÙŠ اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… وجيوش الضلالة تØÙŠØ· به من كل جانب وترميه من كل صوب.
وكان (عليه السلام) يخرج متذلّلاً لله ساعياً إلى بيته Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… يؤدّي مناسك Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ بخشوع وتواضع ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ ØØ¬Ù‘ خمساً وعشرين ØØ¬Ù‘Ø© ماشياً على قدميه.
وقد اشتهرت بين Ù…ØØ¯Ù‘ثي الشيعة ومختل٠طبقاتهم مواقÙÙ‡ الخاشعة ÙÙŠ Ø¹Ø±ÙØ§Øª أيّام موسم Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ ØŒ ومناجاته الطويلة لربّه وهو واق٠على قدميه ÙÙŠ ميسرة الجبل والناس ØÙˆÙ„Ù‡.
لقد كان(عليه السلام) كثير البرّ والصدقة ØŒ Ùقد روي أنّه ورث أرضاً وأشياء ÙØªØµØ¯Ù‘Ù‚ بها قبل أن يقبضها ØŒ وكان ÙŠØÙ…Ù„ الطعام ÙÙŠ غلس الليل إلى مساكين أهل المدينة لم يبتغ بذلك إلاّ الأجر من الله والتقرب إليه.