بعدما أيقن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ØŒ أنَّ أعداءه لا يَتناهون عن Ù…Ùنكر ÙÙŠ سبيل النَّكال والنّÙكاية به ØŒ استعدَّ Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ الطوارئ عن أهله ØŒ ورØÙ„Ù‡ وانتظار قتله ØŒ لكنَّما وجد Ù…ÙØ¹Ø³ÙƒØ±Ù‡ ÙÙŠ أجرد البÙقاع عن مَزايا Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ ØŒ وكان مع Ø§Ù„Ø¹Ø¯ÙˆÙ‘Ù Ø±ÙØ¬Ø§Ù„Ø© سوء Ù…ÙÙ† أسقاط Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ تَبعوا Ø´Ùمراً الضبابي Ø› لطمعهم ÙÙŠ الجوائز Ø§Ù„Ù…ÙØ´Ø§Ø¹Ø© ØŒ وجَشعهم على بقايا موائد الرؤساء ØŒ وشَوقاً إلى غَنيمة٠باردة٠، ولا Ø³Ù„Ø§Ø Ù„Ø¯Ù‰ هؤلاء ØŒ سÙوى الØÙجارة والجَسارة Ø› Ùكان يَخشى منهم على Ù…ÙØ¹Ø³ÙƒØ± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù…ÙÙ† كلّ٠الوجوه ØŒ سيَّما وإنَّ هؤلاء الأذناب ØŒ لا يلتزمون بما تلتزم به رؤساء القبائل ØŒ Ù…ÙÙ† آداب العرب Ø› ÙØ®Ø±Ø¬ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) Ù…ÙÙ† Ù…ÙØ¹Ø³ÙƒØ±Ù‡ ØŒ يَتخيَّر مَوضعاً Ù…Ùناسباً Ù„Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ .
وبعدما سَبَر غَور الوهّاد والأنجاد ØŒ أشر٠على سÙÙ„Ø³Ù„Ø©Ù Ù‡ÙØ¶Ø§Ø¨ ØŒ وروابي تÙليق ØØ³Ø¨ مزاياها الطبيعيّة ØŒ أنْ ØªÙØªÙ‘َخذ Ù„Ù„ØØ±Ù… والخÙÙŠÙŽÙ… ØŒ وهذه الروابي والتّÙلال Ù…ÙØªØ¯Ø§Ù†ÙŠØ© على شاكلة الهلال ØŒ وهو Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù…Ù‘ÙŽÙ‰ بـ ( الØÙير ) أو ( Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± ) ØŒ لكنَّ هذا الØÙصن ØŒ إنَّما ÙŠÙÙيد Ù…ÙŽÙ† استغنى عن الخروج لطلب ماء ØŒ أو ذخيرة ØŒ أو عتاد ØŒ وأمَّا Ù…ÙŽÙ† لا يَجد القَدر الكاÙÙŠ منها ØŒ ÙƒØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ ØªÙŽØØµÙ‘ÙÙ† ÙÙŠ Ù…ÙØ«Ù„ الموضع ØŒ Ùكأنَّه يَبغي Ø§Ù„Ø§Ù†ØªØØ§Ø± ØŒ أو إلقاء أهله ÙÙŠ التَّهلÙكة Ø› لأنَّ عدوَّه يَتمكَّن Ù…ÙÙ† ØØµØ§Ø±Ù‡ Ù…ÙÙ† ÙÙØ±Ø¬ÙŽØ© الجÙهة الشرقيَّة بكميَّة قليلة ØŒ وإهلاك Ø§Ù„Ù…ÙŽØØµÙˆØ± جوعاً وعَطشاً ÙÙŠ زمن قصير .
لكنَّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ØŒ رأى بجنب هذه وجنوبها رابيةً Ù…ÙØ³ØªØ·ÙŠÙ„Ø© ØŒ Ø£ØµÙ„Ø Ù…ÙÙ† Ø£ÙØ®ØªÙ‡Ø§ Ù„Ù„ØªØØµÙŠÙ† Ø› لأنَّ Ø§Ù„Ù…ÙØØªÙ…ÙŠ بÙÙنائها يَكتنÙÙ‡ Ù…ÙÙ† الشمال والغرب ربوات ØŒ تَقي Ù…ÙÙ† عاديات العدوّ٠، برÙماة قليلين Ù…ÙÙ† ØµÙŽØØ¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ØŒ إذا اختبأوا ÙÙŠ الروابي ØŒ وتَبقى Ù…ÙÙ† سَمتي الشرق والجنوب ØŒ جوانب واسعة تØÙ…يها Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ورجاله ØŒ ومنها يخرجون إلى لقاء العَدوّ٠، أو تَلقّÙÙŠ الرّÙكبان Ø› Ùنقل إلى هذا الموضع ØØ±Ù…Ù‡ ومعسكره ØŒ ويعر٠الآن ( بخيمكاه ) ØŒ ( أي المخيم ) Ø› ÙØµØ§Ø±Øª Ù…ÙØÙˆÙ‘ÙŽØ·Ø© الØÙير خير ÙØ§ØµÙ„Ø© بينهم وبين Ù…ÙØ¹Ø³ÙƒØ± الأعداء ØŒ وأمر Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ أنْ ÙŠÙÙ‚Ø±Ù‘ÙØ¨ÙˆØ§ البيوت بعضها Ù…ÙÙ† بعض ØŒ ÙˆÙŠÙØ¯Ø®Ù„وا الأطناب بعضها Ù…ÙÙ† بعض ØŒ وأنْ ÙŠÙØ¶Ø±Ùموا النار ÙÙŠ قَصب ÙˆØØ·Ø¨ ØŒ كانا Ù…ÙÙ† وراء الخÙيم ÙÙŠ خَندق ØÙروه Ù…ÙÙ† Ø´ÙØ¯Ù‘ÙŽØ© Ø§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø· ØŒ وأوجد ÙÙŠ Ù…ÙØ®ÙŠÙ‘َمه مزايا Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ المÙمكÙنة ØŒ وهو ينتظر Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ كلَّما ضاق المَخرج .
لا ÙŠÙŽØ¨Ø±Ø Ø§Ù„Ø¨Ø´Ø± ØŒ Ù…ÙÙ† Ø§ØØªØ±Ø§Ù… بعض الآداب ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙØØ§Ø±Ø¨Ø§Øª ØŒ مَهْما كان Ø§Ù„Ù…ÙØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ† ÙˆØÙˆØ´Ø§Ù‹ ÙˆÙƒÙŽÙØ±Ø© ØŒ كاجتنابهم قتل النساء والأبرياء ØŒ ومنع الماء والطعام عنهم ØŒ ÙˆØ£ØµØ¨ØØª ØÙƒÙˆÙ…ات اليوم ØªÙØ±Ø§Ø¹ÙŠ Ù‡Ø°Ù‡ Ø§Ù„Ø£ÙØµÙˆÙ„ بعَين Ø§Ù„Ø§ØØªØ±Ø§Ù… ØŒ ÙˆØªÙØ¹ÙŽØ¯Ù‘٠ارتكاب هذه المظالم Ù…ÙÙ† Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø¦Ù… ØŒ وقد نهى شرع الإسلام كبقيَّة الشرائع السماويَّة عن : ØØµØ§Ø± الأبرياء ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªØ¹Ø±Ù‘ÙØ¶ بالنساء ØŒ ومَنع الماء والطعام عنهم ØŒ أو عن المرضى والأسرى ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ Ø› لأنّهم Ø¨ÙØ±Ø§Ø¡ÙŒ Ù…Ùمَّا قامت به رجالهم Ø§Ù„Ù…ÙØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ† ØŒ وقد مَنعت الشريعة ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© أيضاً Ø°Ø¨Ø Ø§Ù„ØÙŠÙˆØ§Ù† عَطشاناً .
أمَّا Ø§Ù„ØØ²Ø¨ السّÙÙياني ØŒ Ùقد ارتكب كلَّ هذه المَظالم والجرائم Ø› ØÙŽÙ†Ù‚اً على ØØ³ÙŠÙ† Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© وآله.
ولا نَنسى ما ØÙŽØ¯Ø« يوم الدار ØŒ يوم ثار المÙهاجرون والأنصار Ø› ÙØØ§ØµØ±ÙˆØ§ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© عثمان بن عÙَّان ØŒ وطالبوه أنْ ÙŠÙØ³Ù„Ù‘ÙÙ… إليهم ابن عمّÙÙ‡ ( مروان ) ØŒ ÙØ§Ø³ØªØºØ§Ø« بعليّ٠( عليه السلام ) ØŒ وشكا إليه العَطش Ù€ وعليٌّ يومئذ٠مÙلتزم الØÙياد التامَّ Ù€ Ø› ÙØ£Ø±Ø³Ù„ إليه مع ذلك ØŒ وَلديه Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليهما السلام ) ÙŠÙŽØÙ…لان له الماء ØŒ وهو Ù…ÙŽØØµÙˆØ± ØŒ ÙˆÙŠÙŽØØ§Ù…يان عنه وعن بيته الجمهور ØŒ وتَØÙ…َّلا ÙÙŠ سبيله Ø§Ù„Ø¬Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø§ÙŠØ¬ ØŒ غير إنَّ Ù…ØÙ…د بن أبي بكر ( رضي الله عنه ) ØŒ تَسوَّر هو ومَن معه Ù…ÙÙ† وراء البيت ØŒ وكان منهم ما كان .
أمَّا معاوية الدَّهاء ØŒ Ùقد شَيَّع الأمر ÙÙŠ أهل الشام بالعكس ØŒ Ù…Ùمَّا كان بغرض بعثهم إلى ØØ±Ø¨ أمير المؤمنين Ø› Ùنشر بينهم أنَّ عثماناً Ù‚ÙØªÙÙ„ عَطشان ØŒ وأنَّ عليَّاً منع الماء عنه Ø› لذلك سَبَق عليَّاً ÙÙŠ صÙÙÙ‘Ùين إلى استملاك المَشرعة ØŒ ومنع أهل العراق Ù…ÙÙ† ورودها .
أمَّا علي ( عليه السلام ) ØŒ ÙØ£Ø±Ø³Ù„ Ù…ÙÙ† أبطال العراق Ù…ÙŽÙ† ÙØªØÙˆÙ‡ ØŒ ثمَّ تركها Ù…ÙØ¨Ø§ØØ©Ù‹ للجانبين ØŒ ÙØ£Ø¨Øª Ù†ÙØ³Ù‡ الكريمة أنْ ÙŠÙقاتلهم بالسوء ØŒ وقال : ( كلاَّ ØŒ لست٠أمنع عنهم ماءً Ø£ØÙ„Ù‘ÙŽÙ‡ الله لهم).
ÙØ¬Ø¯Ù‘َد ابن زياد هذه Ø§Ù„Ø¨ÙØ¯Ø¹Ø© ØŒ وأمر بمنع الماء عن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ومَن معه ØŒ وروَّج أكذوبته Ø› Ùكتب إلى ابن سعد : ( ØÙلْ بين Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وبين الماء ØŒ Ùلا يذوقوا Ù…Ùنه قَطرة ØŒ كما ÙÙØ¹ÙÙ„ بالتقيّ٠الزكيّ٠عثمان ... ) إلى آخره .
مع أنَّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ هو الذي ØÙ…Ù„ الماء إلى عثمان يوم الدار ØŒ وعانى ÙÙŠ سبيله المَشاقَّ ØŒ ÙˆØØ§Ø´Ø§ ØØ³ÙŠÙ† Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ØŒ وعليَّ Ø§Ù„ÙØªÙˆÙ‘ÙŽØ© أنْ ÙŠØ±ØªÙƒÙØ¨Ø§ منع الماء على ذي Ù†ÙØ³ ØŒ ولو ÙØ±Ø¶ الأمر كذلك ØŒ Ùهل تؤخَذ عشرات النساء ولÙÙŠÙÙŒ Ù…ÙÙ† Ø§Ù„ØµÙ‘ÙØ¨ÙŠÙŽØ© ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ والمرضى بذلك ØŸ! ÙÙŠÙØØ±ÙŽÙ…ÙˆÙ† Ù…ÙÙ† الماء Ø§Ù„Ù…ÙØ¨Ø§Ø !! كلاّ !! ÙØ§Ù„إسلاميَّة بريئة ØŒ والإنسانيَّة ناقÙمة Ù…ÙÙ† هذه المَظلمة Ø§Ù„ÙØ§ØØ´Ø© .
ØªÙØ±ÙÙƒ ابن ساقي الكوثر ØŒ مَمنوعاً Ù…ÙÙ† الماء Ø§Ù„Ù…ÙØ¨Ø§Ø ثلاثة أيَّام ØŒ هو ÙˆØµØØ¨Ù‡ وآله ØŒ وعشرات Ù…ÙÙ† نسوة ÙˆØµÙØ¨ÙŠÙŽØ© ØŒ ÙŠÙØ¹Ø§Ù†ÙˆÙ† هم وخيلهم العَطش ÙÙŠ شهر آب اللَّهاب بعراء ØŒ لا ماء Ùيه ولا كَلاء ØŒ والخيل تصهل طالبة الماء ØŒ والنسوة ØªÙŽØ¹Ø¬Ù‘Ù Ù„ØØ§Ø¬ØªÙ‡Ø§ إلى الماء ØŒ ÙˆØ§Ù„ØµÙØ¨ÙŠÙŽØ© تَضجّ٠وتنتظر الماء ØŒ والرضيع يَصرخ Ø› إذ جÙَّت مَراضعه ØŒ والماء ÙŠÙŽÙ„Ù…Ø Ø¬Ø§Ø±ÙŠØ§Ù‹ بأعينهم ØŒ والمانعون ينتØÙ„ون الإسلام ØŒ وكلّ٠هاتيك المَظالم القاسية ØŒ Ù…ÙÙ† أجل أنَّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ØŒ لم يَضع يده ÙÙŠ أيدي الظالمين ØŒ ÙŠÙØ¨Ø§ÙŠØ¹Ù‡Ù… على Ù…ÙŽØÙˆ كتاب الله ØŒ وسÙنَّة نبيه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ØŒ وقد كان لسان Ø§Ù„ØØ§Ù„ Ù…ÙÙ† ØØ³ÙŠÙ† العÙلا يقول : ( إنَّ ÙÙŠ ÙˆÙØ³Ø¹ÙƒÙ… أيّÙها الأعداء ØŒ ØªÙØ¶ÙŠÙ‘Ùقوا ØØ¯ÙˆØ¯ مبدئي العالي ØŒ ومقصدي العامّ ØŒ وكذا ÙÙŠ وسعكم أنْ تقضوا على ØÙŠØ§ØªÙŠ ØŒ وعلى ØµÙŽØØ¨ÙŠ ÙˆØ¹Ù„ÙŠ ØµÙØ¨ÙŠÙŽØªÙŠ ØŒ ولكنْ ليس ÙÙŠ وسعكم قَطّ ØŒ أنْ تقضوا على قَضيَّتي ØŒ ولا على دعوتي ØŒ ولا على ÙÙكرتي ما دÙمت ØÙŠÙ‘َاً ØŒ وما دام المسلمون Ø£ØÙŠØ§Ø¡ ) .