تلك الليلة كانت الليلة الأخيرة Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ من الذين استشهدوا بين يديه، وكانت الليلة الأخيرة للأخرين من أهل البيت (عليهم السلام) من النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ الذين صاروا سبايا يسقن من بلد٠إلى بلد ØØ§Ø³Ø±Ø§Øª الشعر ومهتوكات الستر.
ÙØ§Ù„جميع مشغولون ÙÙŠ تلك الليلة، والكل ينتظر انبلاج ضوء Ø§Ù„ØµØ¨ØØŒ بعضهم ليÙكتب ÙÙŠ سجل الخالدين ممن نصروا مسيرة التوØÙŠØ¯ عبر التاريخ الطويل للإنسانية وبعضهم الاخر ليÙكتب ÙÙŠ سجل الظالمين ممن سÙكوا دماء أولياء الله وعاندوا الØÙ‚ وأهله.
هي ليلة كانت ثقيلة على الجيش الأموي المقدم على الجريمة النكراء، ليلة استغلَّها ذلك الجيش الظالم ÙÙŠ إعداد العدَّة لسÙÙƒ الدماء التي يغضب الله لقتلها ÙˆÙŠÙØ±Ø الشامتون والمناÙقون بإزهاقها لأن ÙÙŠ ذلك إرواءً لظمأ Ø£ØÙ‚ادهم وتشÙياً لثاراتهم التي ÙŠØÙ…لونها ضد الإسلام والمسلمين عموماً، وضد أهل البيت ( عليهم السلام ) خصوصاً.
هي الليلة التي استأذن Ùيها الإمام ( عليه السلام ) من ذلك الجيش واستمهلهم إياها، لكي ÙŠØªÙØ±Ù‘غ Ùيها لعبادة ربه والتوجّÙÙ‡ إليه وخاطب أخاه العباس ( عليه السلام ) ÙÙŠ ذلك قائلاً له: " ارجع إليهم واستمهلهم هذه العشية إلى غد لعلَّنا نصلّي لربنا الليلة وندعوه ÙˆÙ†Ø³ØªØºÙØ±Ù‡ Ùهو يعلم أني Ø£ØØ¨ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØºÙØ§Ø± ".
لقد ØÙلت تلك الليلة ÙÙŠ معسكر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) بالكثير من الأجواء الايمانية الراقية ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© من الخشوع والخضوع والعبودية التامة لله والتسليم المطلق له والرضا بقضائه.
هي الليلة التي امتØÙ† الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) قلوب Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ لينظر ما هم عليه، ÙØ¥Ø°Ø§ به لا يرى إلاَّ رجالاً كالجبال لا تزلزلهم الأهواء ولا تقتلعهم Ø§Ù„Ø¹ÙˆØ§ØµÙØŒ وكل ÙˆØ§ØØ¯ منهم يعبّر عن Ø§Ù„ØØ¨ والولاء والاستعداد للقتل بين يديه ÙØ¯Ø§Ø¡Ù‹ له ولدينه، ÙˆÙÙŠ تلك الليلة انصهرت Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ÙÙŠ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) Ù„ØªØ±ÙØ¹ إلى الله صلاتها ودعاءها وابتهالها ÙˆØªØ¶Ø±Ù‘ÙØ¹Ù‡Ø§ وبكاءها ÙÙŠ جو٠ذلك الليل، Ùلقد انشغل الجميع بين قائم وقاعد وراكع وساجد، ÙØªØÙˆÙ‘ÙŽÙ„ بذلك سواد الليل إلى أنوار إلهية مشرقة ÙÙŠ تلك النÙوس المطمئنة المؤمنة.
وكي٠لا يكون الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ÙÙŠ تلك الليلة كذلك؟ وهل خرج من بيته إلاَّ من أجل ذلك؟ ألم يخرج لقتال يزيد بذلك الشعار الذي أطلقه " ألا وإني لم أخرج بطراً ولا أشراً ولا ظالماً ولا Ù…ÙØ³Ø¯Ø§Ù‹ØŒ وإنما خرجت لطلب Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أريد أن امر بالمعرو٠وأنهى عن المنكر "ØŸ وهل كان Ø±ÙØ¶Ù‡ لبيعة يزيد قبل خروجه من المدينة إلاَّ من أجل أن ÙŠØØ§Ùظ على الصلاة كما يريدها الله عزَّ وجل ÙˆØØªÙ‰ لا تتØÙˆÙ‘ÙŽÙ„ العبادة إلى كلام ÙØ§Ø±Øº من المضمون ÙˆØØ±ÙƒØ§Øª Ø¬ÙˆÙØ§Ø¡ لا تثير ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ شعور الخضوع والخشوع والتذلّÙÙ„ لرب العالمين؟ ألم يخرج من أجل أن تكون ØÙŠØ§Ø© الأمة الإسلامية كلها ÙÙŠ أجواء Ø§Ù„ØµÙØ§Ø¡ والنقاء عبر توÙير الأوضاع التي ØªØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بإØÙŠØ§Ø¡ لياليهم كما Ø£ØÙŠØ§ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ليلة العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘َم؟ , لقد أراد الإمام ( عليه السلام ) أن تكون تلك الليلة ليلة الوداع من هذه الدنيا، Ùهو يعلم أنه مقتول ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ù„Ø§ØÙ‚ بها، لذا يريد Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‘ÙØº لعبادة ربّه لا يشغله عن ذلك شيء لأنه يريد الخروج من هذه الدنيا على أكمل هيئة يخرج بها أولياء الله من هذه الدنيا وهم الذين يعيشون الإيمان كله ويعرÙون الØÙŠØ§Ø© كلها ويؤدّÙون ØÙ‚ الله تعالى على الوجه الأكمل.
إن ذلك Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø´Ø¨Ø¹ بجو الخشوع والخلوص لله عزَّ وجل ليلة العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… هو الذي استلهمه كل الذين سلكوا سبيل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) بعده من المجاهدين والشهداء الذين كانت تهديهم تلك الليلة بأجوائها العطرة والعابقة بشذى الإيمان وعطره الأخَّاذ.
إن Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ليلة العاشر أعطى كربلاء أبعادها الإيمانية والروØÙŠØ© التي امتزجت بالجهاد والعطاء والشهادة ÙÙŠ اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ…ØŒ ليتشكّل من ليلة عاشوراء ويومها خط السير النهائي Ù„ØØ±ÙƒØ© كل السائرين ÙÙŠ خط الثورة من أجل دين الله عزَّ وجلَّ.
لقد صار ذلك الموق٠الرسالي الخالد مدرسة يتعلَّم منها كل المجاهدين الذين ÙŠØÙ…لون معهم ليلة العاشر بكل ما كانت تØÙˆÙŠÙ‡ من ØµÙØ§Ø¡ الإيمان ونقاء الارتباط بالله، ويجعلونها اخر أعمالهم قبل البدء بمواجهة أعداء الله والإنسانية ليلاقوا الله من موقع الجهاد وهم ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© من الخشوع والعبادة والدعاء والابتهال إلى الله، ÙØªØ±Ø§Ù‡Ù… ÙÙŠ عتمة الليل Ø§Ù„Ø¹ÙØ¨Ù‘َاد الزهَّاد الذين يشعرون بلذة طعم مناجاة الله ØŒ ويذرÙون الدموع السخيَّة Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من الله وطمعاً برØÙ…ته ÙˆÙ…ØºÙØ±ØªÙ‡ØŒ وليقولوا من خلال ذلك Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) " Ù†ØÙ† أتباعك ÙˆÙ…ØØ¨ÙˆÙƒ ومريدوك والسائرون على نهجك، ونØÙ† الذين نريد أن نخرج من الدنيا على طريقتك لنكون معك وبين يديك إلى جوار نعيم الله وظلّه الذي لا ظلّ بعده ".
ÙØ¥Ø°Ø§ كان تأثير ذلك الموق٠من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ليلة العاشر هو ذلك، Ùكي٠كان تأثير تلك الليلة على من كانوا معه من أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŸ وكي٠كان عشق أولئك المراÙقين له ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ تلك الليلة العظيمة؟ ولهذا لن نستغرب موق٠أولئك الأهل والأنصار عندما يجيبون طلب الإمام ( عليه السلام ) لهم Ø¨Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‘ÙÙ‚ ÙÙŠ جو٠ذاك الليل واتخاذه جملاً للنجاة Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من القتل بأنهم لن يجدوا لذة العيش بعده، بل لا معنى للØÙŠØ§Ø© من دونه كما عبَّروا، بل إن البعض منهم قال وهو زهير بن القين: " وددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت ØØªÙ‰ Ø£Ùقتل كذا أل٠مرة وان الله ÙŠØ¯ÙØ¹ بذلك القتل عن Ù†ÙØ³Ùƒ وعن Ø£Ù†ÙØ³ هؤلاء Ø§Ù„ÙØªÙŠØ§Ù† من أهل بيتك " وقال مسلم بن عوسجة: " أنØÙ† نخلي عنك وبماذا نعتذر إلى الله ÙÙŠ أداء ØÙ‚ك؟ أما والله لا Ø£ÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ ØØªÙ‰ أطعن ÙÙŠ صدورهم برمØÙŠ ÙˆØ£Ø¶Ø±Ø¨ بسيÙÙŠ " وقال العباس عليه السلام: " Ù„ÙÙ…ÙŽ Ù†ÙØ¹Ù„ ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبد ".
وهكذا سو٠يبقى Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ليلة العاشر الموق٠الذي يهز الضمائر ÙˆÙŠØØ±Ù‘Ùƒ الوجدان ويثير ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ عوامل القوة والثبات، وستبقى ليلة العاشر الليلة المضيئة التي تزوّد المجاهدين بالروØÙŠØ© العالية وتشع ÙÙŠ قلوبهم أنوار الإيمان وتقوي الارتباط والعلاقة بالله عزَّ وجلَّ ØŒ ولتكون عربوناً ونموذجاً عن الشكر لله على التوÙيق Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ والتسديد لطاعته ØŒ ولتكون اخر عمل يخرج به المجاهدون الكربلائيون ممزوجاً Ø¨ØØ±ÙƒØ© الجهاد ÙˆØ§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹Ø© العطاء ÙˆØÙŠÙˆÙŠØ© الدم المسÙÙˆØ ÙÙŠ سبيل الله.