الطريق إلى الموت
يوم امتنع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن مبايعة يزيد كان موقناً أنه قد سلك الطريق إلى الموت ØŒ وأن يزيد وجنوده سيقتلونه ØŒ وسيقتلون أهل بيت النبوة عاجلاً أم آجلاً ØŒ وأن مسألة قتلهم مسألة وقت ليس إلاّ .
وقد خصصنا Ø¨ØØ«Ø§Ù‹ ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ السابقة بعنوان «ÙŠÙ‚ين الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†» أثبتنا Ùيه أن الإمام (عليه السّلام) كان يعر٠أين ÙŠÙقتل ØŒ وكي٠يÙقتل ØŒ ومَن ÙŠÙقتل معه ØŒ ومتى ÙŠÙقتل ØŒ ومَن هم القتلة .
كان موقناً أن المنايا يرصدنه ليبقى دائماً على طريق الموت لا ÙŠØÙŠØ¯ عنها قيد أنملة , وكان الإمام دقيقاً إلى درجة التصوير الÙني عندما تمثّل بقول يزيد بن Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ù‘ع الØÙ…يري وهو يدخل لوداع جده العظيم :
يوم Ø§ÙØ¹Ø·Ù‰ Ù…Ø®Ø§ÙØ© الموت ضيماً والمنايا ترصدنني أن Ø£ØÙŠØ¯Ø§ (1)
ومع يقين الإمام (عليه السّلام) أنه يسلك هو وأهل بيته الطاهرين ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الصادقين الطريق إلى الموت ØŒ وأن Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده سيطاردونهم ØØªÙ‘Ù‰ ÙŠØ¸ÙØ±ÙˆØ§ بهم ØŒ وأنهم سيقتلونهم أشنع قتلة ØŒ إلاّ أن الإمام قد صمم بأن يكون موته وموت أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الصادقين موتاً من نوع خاص يليق بعظمة الإمام وطهر أهل بيت النبوة ØŒ وجلال وشموخ الصادقين من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ø› موتاً ينالون به أعظم درجات الشهادة عند الله تعالى ØŒ وهكذا وصّاه الجد العظيم يوم جاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لوداعه(2) .
يريده الإمام موتاً Ø¨ØØ¬Ù… عظمة المهمة والأهدا٠التي خرج لتØÙ‚يقها ØŒ موتاً يكش٠ØÙ‚يقة Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده .
استغلال ÙØªØ±Ø© المطاردة
مثلما صمّم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على أن يكون موته وأهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ من نوع خاص , كذلك صمم الإمام على استغلال ÙØªØ±Ø© مطاردة الاÙمويّÙين له ØŒ وما تبقّى له من ØÙŠØ§Ø© Ø£ØØ³Ù† استغلال Ø› لتسمع الاÙمّة كلها بخروجه ØŒ ولإقامة Ø§Ù„ØØ¬Ø© عليها ØŒ وليكش٠الاÙمويّÙين على ØÙ‚يقتهم البشعة ØŒ ÙˆÙ„ÙØ¶Ø يزيد ونظامه ØŒ وليعلن باسم الله ورسوله وباسم الاسلام الذي يمثّله بطلانَ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ وعدم شرعيتها ØŒ وبطلان ÙƒØ§ÙØ© Ø§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ Ø§Ù„ÙØ§Ø±ØºØ© التي كانت تضÙÙŠ هالة من القداسة Ø§Ù„Ø²Ø§Ø¦ÙØ© على Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الجبّار المتغلب ØŒ ÙˆØªÙØØ±Ù‘Ù… معصيته والخروج عليه .
وليظهر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© المتغلب بصورته الØÙ‚يقية كغاصب ما ليس له ØŒ وجالس بالقهر بالمكان الذي خصصه الله لغيره(3) , وكمدّع لما ليس له(4) , وكمطيع للشيطان , وتارك للرØÙ…Ù† ØŒ ومبطل Ù„Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ ØŒ وشارب للخمور ØŒ ومستأثر بأموال المسلمين(5) , ÙˆÙƒÙ…ÙØ³Ø¯ كبير ÙÙŠ ثوب Ù…ØµÙ„Ø ØŒ وكقائد Ù„ØØ²Ø¨ الشيطان(6) , وكإمام ÙØ§Ø³Ù‚ ÙŠØÙƒÙ… بالجور والعدوان(7) .
والإمام يريد من الاÙمّة ومن العالم كله أن يتساءل : كي٠يمكن التوÙيق بأن ادّعاء Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© أنه «Ø®Ù„ÙŠÙØ© رسول رب العالمين» , وبين أعماله الإجراميّة المنبثقة عن سلوكه الشخصي القذر ØŒ ومسيرته الإرهابيّة ÙƒØØ§ÙƒÙ… مستهتر بالأموال ÙˆØ§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ØŒ وبأØÙƒØ§Ù… الدين ØŒ وطويته Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© التي تضمر الØÙ‚د والبغض للبقية من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله)(8) ØŸ!
والإمام (عليه السّلام) يريد من الاÙمّة أن تستÙيق من غÙلتها ومن نومها العميق , ومن تطرّÙها ÙˆØØ¨Ù‡Ø§ للØÙŠØ§Ø© مع الذل Ø› ÙØ§Ù„عيش كالمرعى الوبيل هو خسة Ø› ÙØ§Ù„ØÙ‚ لا ÙŠÙØ¹Ù…Ù„ به ØŒ والباطل لا ÙŠÙØªÙ†Ø§Ù‡Ù‰ عنه ØŒ والموت للخلاص من هذه الØÙŠØ§Ø© ما هو إلاّ شهادة ØŒ والØÙŠØ§Ø© مع الظالمين ليست إلاّ برماً(9) .
ويريد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من الاÙمّة أن ترجع لدينها وتعر٠مَن هم الذين اختارهم الله ولاة لأمرها ÙØªÙ„تÙÙ‘ ØÙˆÙ„هم ØŒ وتتخلّى عن طاعة بني اÙميّة Ø› ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ إن ÙØ¹Ù„ت ذلك ÙØ¥Ù† يزيد سيسقط تلقائياً .
لقد تمكّن الإمام خلال ÙØªØ±Ø© المطاردة ØŒ وبوسائل Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© ØŒ ومن خلال ØªØµØ±ÙŠØØ§ØªÙ‡ وخطبه ومقابلاته التي كانت تÙيض بالصدق واليقين ØŒ وأنبل المشاعر Ù†ØÙˆ الدين والاÙمّة من أن يوصل ما أراد إيصاله للاÙمّة ØŒ ومن إقامة Ø§Ù„ØØ¬Ø© عليها وعلى الاÙمويّÙين معاً .
وتمكّن خلال Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© المتبقّية له من الØÙŠØ§Ø© من أن يضرب المثل الأعلى بالشجاعة والتضØÙŠØ© والإقدام ØŒ والإقبال على الموت Ø¨Ù†ÙØ³ مطمئنة راضية ÙÙŠ سبيل نصرة الØÙ‚ ØŒ ولا يخÙÙ‰ ما لذلك من أثر ÙÙŠ بعث الØÙŠØ§Ø© باÙمّة أذلها الاÙمويّÙون ÙØ°Ù„ّت٠، وما لذلك من أثر ÙÙŠ ØªØØ¬ÙŠÙ… بني اÙميّة وجنودها كعصاة وكأعداء لله ولرسوله ØŒ وكقتلة مجرمين لا همّ لهم إلاّ مصالØÙ‡Ù… الأنانية الضيّقة .
والأهم أنه مزّق وبمنتهى القوة ÙƒØ§ÙØ© البراقع والمظاهر Ø§Ù„Ø²Ø§Ø¦ÙØ© التي كانوا يتسترون بها ØŒ وعرّاهم وكشÙهم للاÙمّة وللعالم كله ØÙ‚يقتهم البشعة .
الØÙˆØ§Ø± بين لغة الدين والمنطق , ولغة المخالب والأنياب
لقد ترك الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) جوار جدّه العظيم وهو كاره ØŒ وخرج وهو كاره , وتمنّى لو Ø§ÙØªÙŠØØª له Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© ليبقى ÙÙŠ المدينة ØŒ ويتنقل ÙÙŠ بلاد الإسلام ØŒ ويدخل مع يزيد وجنوده ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø± بلغة الدين والمنطق ØŒ ويقنعهم أنه الأولى بسلطان النبي وميراثه ØŒ والأØÙ‚ ØŒ وأنه الإمام الشرعي المؤهل إلهياً لهذا المنصب ØŒ وأنه الأولى بمبايعتهم لهم ØŒ وأن يزيد الذي يصر على أخذ البيعة من الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أو أن يضرب عنقه ليس مؤهلاّ Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© والقيادة Ø› لا ÙÙŠ سلوكه ØŒ ولا ÙÙŠ سيرته ØŒ ولا ÙÙŠ علمه ØŒ ولا ÙÙŠ تاريخ أبيه وجده الدموي المتميز بعداوة صارخة لله ولرسوله Ø› ÙØµØ¯ÙˆØ± يزيد وجنوده أضيق من أن تتسع بذلك ØŒ وأسماعهم أضع٠من أن تطيق سماع ذلك .
لقد اتّسع ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر على جبروته بموسى وهارون ØŒ ÙˆØ£ØªØ§Ø Ù„Ù‡Ù…Ø§ Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© ليدليا بما عندهما ØŒ وسمع منهما ØØ¬ØªÙ‡Ù…ا كاملة ØŒ بل ÙˆØ£ØªØ§Ø Ù„Ù‡Ù…Ø§ Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© ليثبتا ØµØØ© هذه Ø§Ù„ØØ¬Ø© على مرأى ومسمع من الشعب المصري كله .
وكان موسى آمناً خلال ÙØªØ±Ø© طرØÙ‡ لما جاء به ØŒ ولم يتعرض له ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† بسوء , وعندما التقى موسى Ø¨Ø§Ù„Ø³ØØ±Ø© على مشهد من الناس ليثبت ØµØØ© ما جاء به ØŒ كان موسى آمناً لم يتعرض له ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† ولا جنوده بالسوء ØŒ وعندما Ù†Ø¬Ø Ù…ÙˆØ³Ù‰ بهزيمة Ø§Ù„Ø³ØØ±Ø© أمام الناس لم يتعرض له ØŒ ولم يقتله , بل اتهمه ÙˆØ§Ù„Ø³ØØ±Ø© بالمكر , وتركهم Ø£ØÙŠØ§Ø¡ ØŒ وتركهم طلقاء .
ليت ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† Ù€ يزيد Ù€ المسلمين قد تخلّق بأخلاق ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر ÙˆØ£ØªØ§Ø Ù„Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ما أتاØÙ‡ ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر لموسى ! ليته Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© التي منØÙ‡Ø§ ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر لموسى ! ليته سمع ØØ¬Ø© الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كاملة ÙˆØ£ØªØ§Ø Ù„Ù‡ Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© ليثبت ØµØØ© ما جاء به ØŒ وما عنده ØŒ وأعطاه Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© والأمن إلى ØÙŠÙ† على الأقل لما كان هنالك داع للخروج ØŒ ولما كانت هنالك ضرورة لنثر شمل أهل بيت النبوة وتشتيتهم ÙÙŠ البلاد ØŒ ومطاردتهم بهذه الهمجية ÙˆØ§Ù„ÙˆØØ´ÙŠØ© التي لم يعر٠لها التاريخ مثيلاً !
إنّ ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر لم يطلب من موسى أن يبايعه ØŒ ولم يطلب منه أن يعتر٠بشرعيّة ØÙƒÙ…Ù‡ Ø› لأنه يدرك بأن طلبه غير معقول وغير منطقي .
إنّ ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر لم يخيّر موسى بين الاعترا٠بشرعيّة ØÙƒÙ…Ù‡ أو بالموت كما ÙØ¹Ù„ يزيد عندما أمر واليه على المدينة أن يأخذ البيعة من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وإن أبى أن يضرب عنقه(10) , أو أن يأخذه أخذاً شديداً ليست Ùيه رØÙ…Ø© ØØªÙ‘Ù‰ يبايع(11) .
Ùيزيد ابن معاوية يسوم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عمداً وبغضاً ØŒ ويعامله معاملة السوقة , ويتصر٠بالمغصوب تصر٠المالك ØŒ ويريد من ØµØ§ØØ¨ الØÙ‚ أن ينسى ØÙ‚Ù‡ ØŒ وأن يبارك للغاصب ما غصب .
يريد من ابن النبي وأهل بيت الطهارة أن يصÙقوا للماجن على مجونه ØŒ وللخليع على خلاعته ØŒ ÙˆÙ„Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ على ÙØ³Ù‚Ù‡ , وإن لم ÙŠÙØ¹Ù„وا ذلك Ùلا داعي لأن يسمع Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© كلامهم Ø› Ùيزيد أقل وأذل من أن يرتقي إلى مستوى ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر ليعطي الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيته من Ø§Ù„ÙØ±Øµ والأمان ما أعطاه ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† لموسى .
ÙØ§Ù„طاغية لا يجد ولا يعر٠أصلاً لغة الØÙˆØ§Ø± بالدين والمنطق , إنه وجنوده يعرÙون ويجيدون لغة المخالب والأنياب والإرهاب , والبطش والقسوة ØŒ Ùلو Ø¸ÙØ± وجنوده بالإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة لقطعوهم إرباً إرباً وبمنتهى Ø§Ù„ÙˆØØ´ÙŠØ© والهمجية ØŒ ولما سمع بمقالتهم ÙˆØØ¬ØªÙ‡Ù… Ø£ØØ¯ ØŒ ولأشاعت وسائل إعلام دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أن الإمام وأهل بيت النبوة قد Ø§Ù†ØªØØ±ÙˆØ§ ØŒ أو أكلوا طعاماً مسموماً Ùماتوا .
وليس من المستبعد ان يتظاهر الاÙمويّÙين Ø¨Ø§Ù„ØØ²Ù† على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيته , وأن يتظاهروا بالبراءة , ويلبسون Ø§Ù„Ù‚ÙØ§Ø²Ø§Øª البيض وأيديهم ملطخة بدماء الجريمة ØŒ وكل هذا ÙŠÙØ±Ø¶ على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيت النبوة أن يخرجوا ÙÙŠ Ø¬Ù†Ø Ù…Ù† الليل ØŒ وأن لا يمكنوا جيش الطاغية من إلقاء القبض عليهم .
طبيعة رØÙ„Ø© الشهادة
عندما امتنع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن بيعة يزيد بن معاوية كان موقناً أن المواجهة قد بدأت بينه وبين يزيد تماماً كما بدأت بين موسى ÙˆÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر . وعندما خرج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من المدينة المنورة كان لديه Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ العميق بأنه ÙŠÙØ± من يزيد وجنوده تماماً كما ÙØ± موسى من ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر وجنوده .
كان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) موقناً أنه وأهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ غرباء تماماً ØŒ يسيرون ÙÙŠ مملكة بني اÙميّة بلا ناصر ولا معين ØŒ بين قوم قلوبهم غل٠لا يعون ولا يرØÙ…ون .
وقد أثبتت الوقائع Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ÙÙŠ ما بعد Ø› لأن ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر وجنوده كانوا بمنتهى الرØÙ…Ø© والخلق إذا ما قيست Ø£ÙØ¹Ø§Ù„هم Ø¨Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ جيش الاÙمويّÙين ØŒ ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا غادر الإمام المدينة المنورة تلا قوله تعالى : {Ùَخَرَجَ Ù…Ùنْهَا خَائÙÙًا يَتَرَقَّب٠قَالَ رَبّ٠نَجّÙÙ†ÙÙŠ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْقَوْم٠الظَّالÙÙ…Ùينَ} [القصص : 21](12) , وهو عين ما قاله موسى عندما ÙØ±Ù‘ من ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† مصر وجنوده .
والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الذي اختاره الله إماماً ØŒ وأعدّه وأهّله لا يلقي الكلام على هوانه ØŒ إنما يبرز بكلامه ومقارنته أدق المخÙيات بصيغة ÙŠÙهمها المكلÙون Ùهماً كاملاً Ø› لتقوم Ø§Ù„ØØ¬Ø© عليهم ÙˆÙÙ‚ موازين الØÙ‚ ومعاييره .
ولمّا وصل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى مكّة تلا قوله تعالى : {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تÙلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبّÙÙŠ أَنْ يَهْدÙÙŠÙŽÙ†ÙÙŠ سَوَاءَ السَّبÙيلÙ} [القصص : 22](13) , وهو عين ما قاله موسى عندما ابتعد نسبياً عن الخطر , وعندما أشر٠على مدين .
ÙØ§Ù„تمثّل بقول موسى ÙÙŠ مكانين مختلÙين ØŒ ÙˆÙÙŠ ÙØªØ±ØªÙŠÙ† زمنيتين متباعدتين يعكس Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ÙˆØØ¯Ø© المØÙ†Ø© بين النبي موسى والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) ØŒ ÙˆÙˆØØ¯Ø© الجو Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¨ÙŠÙ†Ù‡Ù…Ø§ ØŒ والتشابه Ø¨Ø§Ù„ØØ§Ù„تين ØŒ والتطابق ÙÙŠ طبيعة الخصمين ØŒ ÙˆÙˆØØ¯Ø© المعاناة Ø› وإبرازاً لهذا ÙØ¥Ù† الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يستعين بإعجاز القرآن ليضع الاÙمّة معه ÙÙŠ موقÙÙ‡ وطبيعة معاناته ØŒ وليستصرخ لا شعورها لنصرته .
الخارطة الجغراÙية والإعلاميّة لرØÙ„Ø© الشهادة
من المدينة إلى مكّة
قبل أن يخرج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من المدينة إلى مكّة بادئاً رØÙ„Ø© الشهادة كتب الرسالة التي وجهها إلى بني هاشم ØŒ والتي ØªØØ¯Ø«Øª عن اÙمور غيبية لم ØªØØ¯Ø« بيقين قاطع أثارت ÙØ¶ÙˆÙ„ أهل المدينة ØŒ وعرÙوا مضمونها , وجاء Ùيها : (( بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… , من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم . أمّا بعد , ÙØ¥Ù†ÙŽ Ù…ÙŽÙ† Ù„ØÙ‚ بي منكم استشهد ØŒ ومَن تخلّ٠لم يبلغ Ø§Ù„ÙØªØ . والسّلام ))(14) .
ثمّ إنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد اجتمع مع نساء بني هاشم عندما اجتمعن Ù„Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© والبكاء لمّا سمعن بعزم الإمام على الخروج ØŒ وتكلّمت النسوة مع عمته اÙمّ هانيء ØŒ واجتمع معها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) . ومن خلال المعلومات التي وصلت إلينا يبدو ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد استشر٠أمامهن رØÙ„Ø© الشهادة , ÙˆØ£ØØ§Ø·Ù‡Ù† علماً بمآل هذه الرØÙ„Ø© ØŒ واÙمّ هانيء التي روت للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ الهات٠الذي سمعته(15) .
ومن الطبيعي أن يكون ØØ¯ÙŠØ« الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مع الهاشميات قد انتشر بين نساء المدينة خلال يومين أو ثلاثة من اجتماع الإمام بهن . ثمَّ هل يعقل أن تجتمع الهاشميات Ù„Ù„Ù†ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø¨ÙƒØ§Ø¡ ØŒ وينØÙ† ويبكين ØŒ ولا تسأل نساء المدينة عن السبب ØŸ!
وقد Ø£ÙØ¶Ù‰ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø¨ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª أمام ابن الزبير(16) , والمسور بن مخرمة(17) , وأبي بكر بن عبد الرØÙ…Ù† بن Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø« بن هشام(18) , وعبد الله العدوي(19) .
ثمَّ إنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كتب لأخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة كتاباً سمّاه «Ø§Ù„وصية» بيّن Ùيه الغاية من خروجه , جاء Ùيه : (( وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً , ولا Ù…ÙØ³Ø¯Ø§Ù‹ ولا ظالماً ØŒ وإنما خرجت لطلب Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ اÙمّة جدي Ø› Ø§ÙØ±ÙŠØ¯ أن آمر بالمعرو٠وأنهى عن المنكر ØŒ وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب , Ùمن قبلني بقبول الØÙ‚ ÙØ§Ù„له أولى بالØÙ‚ ØŒ ومَن ردّ عليَّ هذا أصبر ØØªÙ‘Ù‰ يقضي الله بيني وبين القوم بالØÙ‚ وهو خير Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين ... ))(20) .
ثمّ إنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد أجرى ØÙˆØ§Ø±Ø§Ù‹ موسّعاً مع أخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة ØŒ وأذن له بالبقاء ÙÙŠ المدينة ØŒ وشاع بين سكان أهل المدينة أن الإمام قد كتب وصيته وسلّمها لمØÙ…د بن الØÙ†Ùيّة ØŒ Ùمن الطبيعي أن يسأل أهل المدينة ابن الØÙ†Ùيّة عمّا جرى , وعن مضمون الوصية , بل ومن الطبيعي أن يسأله أمير المدينة وأركان إمارته أن يبعثوا ليزيد بن معاوية بكل ما سمعوه من أخبار الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
ولم يخرج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من المدينة إلاّ بعدما أقام Ø§Ù„ØØ¬Ø© كاملة على أهلها ØŒ وبعدما يئس من نصرتهم له . ولو كان عند الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أي أمل بنصرة أهل المدينة ÙˆØÙ…ايتهم له ولأهل بيته لما خرج منها .
ولقد عبّر الإمام (عليه السّلام) عن شعوره بالمرارة وخيبة الأمل Ùيهم ØŒ وعن غضبه منهم بأكثر من مناسبة Ø› Ùقد شكا أمام قبر جده (صلّى الله عليه وآله) قائلاً : (( أنا ÙØ±Ø®Ùƒ ÙˆØ§Ø¨Ù†Ù ÙØ±Ø®ØªÙƒ ØŒ وسبطك ÙÙŠ الخل٠الذي Ø®Ù„ÙØª على اÙمّتك ØŒ ÙØ§Ø´Ù‡Ø¯ عليهم يا نبي الله أنهم قد خذلوني وضيّعوني ØŒ وأنهم لم ÙŠØÙظوني ØŒ وهذه شكواي إليك ØØªÙ‘Ù‰ ألقاك ))(21) .
ومثل قول الإمام (عليه السّلام) : (( ... وقد سمعت رسول الله يقول : Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ù…ØØ±Ù‘مة على آل أبي سÙيان , وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ رأيتم معاوية على منبري ÙØ§Ø¨Ù‚روا بطنه . Ùوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدي Ùلم ÙŠÙØ¹Ù„وا ما أمروا به ØŒ ÙØ§Ø¨ØªÙ„اهم الله بابنه يزيد زاده الله ÙÙŠ النار عذاباً ))(22) .
ومثل قول الإمام (عليه السّلام) مناجياً رسول الله أمام قبره الشري٠: (( لقد خرجت من جوارك كرهاً ØŒ ÙˆÙØ±Ù‘Ù‚ بيني وبينك ØÙŠØ« إني لم Ø§ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ ليزيد بن معاوية شارب الخمور ØŒ وراكب Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ± ØŒ وها أنا خارج من جوارك على الكراهة , ÙØ¹Ù„يك مني السلام ))(23) .
وغاية الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من الخروج منصبّة على Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن مأوى آمن يأوي إليه وأهل بيته ØŒ Ùلو كان الإمام واثقاً أن المدينة هي المأوى الآمن ØŒ وأن أهلها سيمنعونه ويØÙ…ونه لما كانت هنالك ضرورة لرØÙ„Ø© الشهادة Ø› ÙØ£Ù‡Ù„ المدينة أعر٠بالإمام وبمكانته من غيرهم , ويعرÙون أنه المظلوم ÙˆØµØ§ØØ¨ الØÙ‚ الشرعي مثلما يعرÙون تاريخ يزيد ومعاوية وأبي سÙيان , وهو تاريخ أسود .
ومع هذا , ومع سبق الترصد والإصرار خذل أهل المدينة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) خذلاناً تاماً ØŒ وتجاهلوا خروج الإمام (عليه السّلام) ØŒ وتجاهلوا العهد والموثق الذي قطعوه على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… أمام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بأن ÙŠØÙ…وه ويØÙ…وا أهله كما ÙŠØÙ…ون Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… وذراريهم .
والخلاصة : إنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لم يغادر المدينة إلاّ بعدما كان موقناً بأن أهلها خاذلوه لا Ù…ØØ§Ù„Ø© ØŒ ومع هذا لم يغادر المدينة إلاّ بعدما أسمع ØØ¬ØªÙ‡ لرجالها ونسائها ØŒ ولشيوخها وشبابها ØŒ وبعدما أقام Ø§Ù„ØØ¬Ø© كاملة عليهم ØŒ وعلى أركان دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ المدينة المنورة . ولما تيقّن الإمام (عليه السّلام) أنه قد ÙØ¹Ù„ ذلك كله غادر المدينة متوجّها إلى مكّة , وكان ذلك ÙÙŠ ليلة Ø§Ù„Ø£ØØ¯ ليومين بقيا من رجب من سنة ستّين للهجرة .
خرج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ببنيه وإخوته وجلّ أهل بيت النبوة إلاّ Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة(24) من المدينة نهائياً إلى مكّة المكرمة , وهو يتلو قوله تعالى : {Ùَخَرَجَ Ù…Ùنْهَا خَائÙÙًا يَتَرَقَّب٠قَالَ رَبّ٠نَجّÙÙ†ÙÙŠ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْقَوْم٠الظَّالÙÙ…Ùينَ} [القصص : 21] (25).
ÙˆÙÙŠ رواية ثانية أن الإمام (عليه السّلام) قد خرج من المدينة يريد مكّة بجميع أهله , وذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان ÙÙŠ سنة ستّين للهجرة , وهو يتلو الآية ...(26) .
وأثناء مسيرته إلى مكّة لزم الطريق الأعظم ØŒ وأبى أن ÙŠØÙŠØ¯ عنها ØŒ وقال لمسلم بن عقيل الذي أشار عليه بالعدول عن الطريق : (( والله يابن عمي , لا ÙØ§Ø±Ù‚ت هذا الطريق أبداً أو أنظر إلى أبيات مكّة , أو يقضي الله ÙÙŠ ذلك ما ÙŠØØ¨ ويرضى ))(27) .
ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لا يخÙÙ‰ خروجه على Ø£ØØ¯ Ø› Ùهو يسلك الطريق العام علناً , بل هو يجهد Ù†ÙØ³Ù‡ ليعلم كل المسلمين بخروجه ØŒ ولتكون أسباب الخروج Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© عند كل مسلم ومسلمة بمن Ùيهم يزيد وأركان دولته Ø› لأن الإمام (عليه السّلام) لا يطلب ملكاً كابن الزبير ØŒ ولا يتلبّد لملك كابن عمر ØŒ إنما هو ØµØ§ØØ¨ ØÙ‚ ØŒ ÙˆØµØ§ØØ¨ رسالة معني من كل الوجوه بإبلاغ مضامين تلك الرسالة إلى ÙƒØ§ÙØ© المكلّÙين من ØØ§ÙƒÙ…ين ومØÙƒÙˆÙ…ين على السواء .
ÙÙŠ مكّة المكرمة
لو أخذنا بالرواية الاÙولى التي تقول : إن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد خرج من المدينة المنورة متوجهاً إلى مكّة المكرمة ÙÙŠ اليوم الثالث من شهر شعبان , لقدّرنا أن الإمام قد وصل إلى مكّة المكرمة ÙÙŠ منتص٠شهر شعبان .
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الإمام أدّى العمرة وخرج من مكّة قبل إتمام Ø§Ù„ØØ¬ Ø› كراهية منه أن ØªØ³ØªØ¨Ø§Ø Ø¨Ù‡ ØØ±Ù…Ø© البيت Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…(28) , Ùمعنى هذا أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد بقي ÙÙŠ مكّة قرابة أربعة أشهر تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً .
هذه المدة الكاÙية Ø£ØªØ§ØØª له ÙØ±ØµØ© للاجتماع مع أهل مكّة ØŒ ومع ÙˆÙود Ø§Ù„ØØ¬ÙŠØ¬ التي جاءت من مختل٠البلاد الإسلاميّة , ومن الطبيعي أن يطلعهم الإمام (عليه السّلام) على خروجه وعلى أسباب هذا الخروج ØŒ وأن يبيّن لهم ØØ§Ø¬ØªÙ‡ إلى مأوى آمن يأوي إليه ØŒ وإلى قوم يمنعونه وأهل بيته بطريقة مهذّبة لا تخدش كبرياء الØÙ‚ الذي يمثله.
ومن الطبيعي أن ÙŠØªÙˆØ§ÙØ¯ المسلمون عليه للإسلام ØŒ وتقديم Ø§Ù„Ø§ØØªØ±Ø§Ù… لابن النبي الوØÙŠØ¯ المتبقي على وجه الأرض ØŒ وطمعاً بالبركة ØŒ وتقرباً للنبي (صلّى الله عليه وآله) .
ومن المؤكد أنهم أصغوا إليه , وأنه قد ملكهم Ø¨ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ المميز Ø› Ùقد أسر ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ ØØªÙ‘Ù‰ خصومه ØŒ وأخالهم قد استمعوا إليه بشغ٠بالغ ØŒ وعزّ عليهم ما يعانيه الإمام وأهل بيت النبوة ÙÙŠ Ù…ØÙ†ØªÙ‡Ù… تلك ØŒ وأخالهم قد ودّعوه وقبّلوا يده وعيونهم تÙيض بالدمع , وألسنتهم ترجوه الدعاء لهم , ثمَّ اختÙوا ليمارسوا عادات العبادات .
وهكذا أقام عليهم Ø§Ù„ØØ¬Ø© كاملة غير منقوصة ØŒ وشهدوا على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من ØÙŠØ« لا يشعرون بأن ابن النبي وأهل بيت النبوة قد استنصروا Ùلم ÙŠÙنصَروا , وطلبوا
الدعم Ùلم ÙŠÙØ¯Ø¹Ù…وا ØŒ واستØÙ…وا Ùلم ÙŠØÙ…هم Ø£ØØ¯ ØŒ وبيّنوا الØÙ‚ وطلبوا من المسلمين اتباعه ÙØ£Ø¹Ø±Ø¶ المسلمون عنهم , وهذا قمة ما هو مطلوب من الإمام Ø› ÙØ§Ù„إمام ملزم ببذل عناية لا بتØÙ‚يق غاية ØŒ مكل٠بأن يبيّن الØÙ‚ ويقيم Ø§Ù„ØØ¬Ø© على الناس ØŒ لكنه ليس Ù…ÙƒÙ„ÙØ§Ù‹ بأن يجبر الناس إجباراً على اتّباع الØÙ‚ .
ويبدو مؤكداً أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد اجتمع ÙÙŠ مكّة مع عبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب(29) , وقد ØØ¨Ø¨Ø§ إليه البقاء والعودة معهما إلى المدينة , ÙˆØ®ÙˆÙ‘ÙØ§Ù‡ من سي٠يزيد بن معاوية وجنده ØŒ وقال له ابن عمر : ارجع إلى المدينة , وإن لم ØªØØ¨ أن تبايع Ùلا تبايع أبداً .
Ùقال له الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( هيهات يابن عمر ! إنّ القوم لا يتركوني إن أصابوني ØŒ وإن لم يصيبوني Ùلا يزالون ØØªÙ‘Ù‰ Ø§ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ وأنا كاره أو يقتلوني )) . وقال له الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أيضاً : (( اتق٠الله يا ابا عبد الرØÙ…Ù† ولا تدعنّ نصرتي )) .
ثمّ أقبل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على عبد الله بن العباس Ùقال : (( يابن عباس , إنك ابن عمّ٠والدي ... ÙØ¥Ù†ÙŠ Ù…Ø³ØªÙˆØ·Ù† بهذا Ø§Ù„ØØ±Ù… ومقيم Ùيه أبداً ما رأيت أهله ÙŠØØ¨Ù‘وني وينصروني , ÙØ¥Ø°Ø§ هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم ... واستعصمت بالكلمة التي قالها ابراهيم (عليه السّلام) يوم اÙلقي ÙÙŠ النار : ØØ³Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ù„Ù‡ ونعم الوكيل )) .
ÙØ¨ÙƒÙ‰ ابن عمر وابن عباس بكاءً شديداً , ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يبكي معهما ساعة , ثمَّ ودّعهما وعاد ابن عمر وابن عباس إلى المدينة(30) .
ويبدو ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ أن الإمام (عليه السّلام) قد قابل عبد الله بن الزبير ØŒ ويبدو ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ أن ابن الزبير قد شجّع الإمام على الخروج من مكّة إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ومن المؤكد أن الإمام يعر٠ابن الزبير ومطامعه بدليل قول الإمام (عليه السّلام) : (( ها إنّ هذا ليس شيئاً يؤتاه من الدنيا Ø£ØØ¨ إليه من أن أخرج من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² إلى العراق ØŒ وقد علم أنه ليس له من الأمر معي شيء ØŒ وأن الناس لا يعدلوه بي ØŒ Ùَودّ أني خرجت منها لتخلو له ))(31) . هذه نماذج من مقابلة الإمام لبعض ملأ القوم ÙÙŠ مكّة .
ويبدو ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ أنّ عبد الله بن عباس مشÙÙ‚ ÙˆÙ†Ø§ØµØ ØŒ وصادق Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© Ù†ØÙˆ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ ولكن شيخوخته وطعنه ÙÙŠ السن إلى جانب مرضه ÙˆÙقدانه لبصره قد منعاه من الخروج معه .
أمّا عبد الله بن عمر Ùهو يطمع Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ذات يوم ØŒ ولم لا ØŸ Ùهو ابن عمر الذي قاد بطون قريش الـ 23 ØŒ وواجه النبي Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ وعيّن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الذي أراد ØŒ ثمَّ ورث دولة مستقرة بعد موت Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل ØŒ وبقدرة قادر صار ØØ¨ÙŠØ¨ الجماهير ÙˆÙØ§ØªÙ†Ù‡Ø§ .
لقد ورث ابن عمر تاريخاً ØŒ لكنه لا يريد أن يخرج كما خرج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ Ùلو خرج مع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لكان خروجه Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© غيره , ولدخل ÙÙŠ مقامرة قد ØªÙ†Ø¬Ø ÙˆÙŠØ£Ø®Ø° ثمرتها غيره ØŒ أو لا ØªÙ†Ø¬Ø ÙÙŠØ¯ÙØ¹ ضريبة هو ÙÙŠ غنى عنها ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ له أن ÙŠØµØ§ÙØ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته ØŒ وأن يجاملهم , بل ويساعدهم ويشجّع الناس على بيعتهم ØªØØª شعار الدخول ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙ„Ø ÙˆÙˆØØ¯Ø© المسلمين , Ùيتجنب شر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته , وينال نصيباً ÙˆØ§ÙØ±Ø§Ù‹ مما ÙÙŠ أيديهم ØŒ Ùيبقى هو العلم بوصÙÙ‡ ابن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ وهو الرقم الصØÙŠØ من رعية كلّÙها Ø£ØµÙØ§Ø± أو كسور Ø› لذلك اختار ابن عمر أن يكون دائماً مع الغالب !
وهو ØµØ§ØØ¨ النظرية الشهيرة التي صارت ÙÙŠ ما بعد مبدأً دستورياً من مبادئ دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© «Ù†ØÙ† مع Ù…ÙŽÙ† غلب»(32) , ومع هذا ÙØ¥Ù† ابن عمر لم يقطع صلته بالمعارضة Ø› Ùهو يبكي أمام الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ ويوØÙŠ Ù„Ù‡ بأنه متعاط٠معه ومشÙÙ‚ عليه ØŒ ويرى ما لم يره الإمام ØŒ ويتمنى على الإمام أن يدخل ÙÙŠ ØµÙ„Ø ÙŠØ²ÙŠØ¯ وأن يبايع يزيد ØŒ وأن يعود إلى المدينة Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ø·ÙŠØ¹Ø§Ù‹ كرعية يزيد !
من الطبيعي أنّ يزيد وأركان دولته سيسمعون بكلّ٠ما قاله عبد الله بن عمر , وسيرتاØÙˆÙ† لموقÙÙ‡ ØŒ ويغدقون عليه الصلات والعطايا باعتباره ØÙƒÙŠÙ…اً من ØÙƒÙ…اء دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ وهكذا يقنع عبد الله بن عمر Ù†ÙØ³Ù‡ بأنّه مع الجميع ØŒ وأنه ØØ¨ÙŠØ¨ الجميع ØŒ وليس من المستبعد أن يعهد له Ø£ØØ¯ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ ÙÙŠ ما بعد Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© .
ÙˆØØªÙ‘Ù‰ تأتي تلك Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø§Øª السعيدة يعيش ابن عمر آمناً مرÙّهاً ونجماً متألّقاً , وعالماً مشهوراً من علماء دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ø› ÙŠÙØªÙŠ Ø¨Ø¶Ø±ÙˆØ±Ø© البيعة ØŒ ÙˆÙŠÙØªÙŠ Ø¨Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø© خل٠كلّ٠بر ÙˆÙØ§Ø¬Ø± ØŒ وتقديم الطاعة لمَن غلب كائناً Ù…ÙŽÙ† كان ... إلخ .
أمّا عبد الله بن الزبير ØŒ Ùقد صدق عمر بن الخطاب عندما وضع الزبير بوزن الإمام علي (عليه السّلام) ØŒ ووضع أبناء Ø£ØµØØ§Ø¨ الشورى بوزن أبناء الرسول (صلّى الله عليه وآله) ØŒ Ùهو ÙÙŠ قرارة Ù†ÙØ³Ù‡ يعتقد أنّ أباه أولى Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من علي (عليه السّلام) ØŒ وأنه أولى Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من أولاد علي (عليه السّلام) , ولكن ØØ¬Ù…Ù‡ ووزنه يقصران به عن Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø© الإمام (عليه السّلام) .
لكنه يتمنى كبقية أبناء الخمسة الذين اختارهم عمر Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø© الإمام علي (عليه السّلام) ØŒ واختار ابناءهم Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø© أبناء الإمام علي (عليه السّلام) . نعم ØŒ يتمنّى أن تبتلع الأرض ذرّية الرسول ليخلو له وجه Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ وليتألق ÙÙŠ غيابهم كما ÙŠØÙ„Ùˆ له .
Ùلو أن الثلاثة وقÙوا مع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ونصروه ØŒ لخلقوا تياراً هائلاً من التأييد للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ المدينة ØŒ ولوق٠مَن تبقّى من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© وأبناء Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙˆÙ‚ÙØ© ÙˆØ§ØØ¯Ø© خل٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ولكان عسيراً على يزيد وأركان دولته أن ÙŠÙØ¹Ù„وا ما ÙØ¹Ù„وا بعباد الله ØŒ لكن لكل ÙˆØ§ØØ¯ من الثلاثة مل٠خاص ØŒ ÙˆØØ³Ø§Ø¨Ù‡ الخاص به .
قصة الأمان والرغبة بإدانة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)
ØªØªØØ¯Ø« بعض الروايات أن عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± قد كتب إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كتاباً جاء Ùيه : أمّا بعد , ÙØ¥Ù†ÙŠ Ø£Ø³Ø£Ù„Ùƒ بالله لما Ø§Ù†ØµØ±ÙØª ØÙŠÙ† تنظر ÙÙŠ كتابي Ø› ÙØ¥Ù†ÙŠ Ù…Ø´ÙÙ‚ عليك ... وإن هلكت اليوم Ø·ÙØ¦ نور الأرض Ø› ÙØ¥Ù†Ùƒ علم المهتدين ØŒ ورجاء المؤمنين ...
وأنّه قد طلب من عمرو بن سعيد بن العاص عامل يزيد على مكّة أن يكتب أماناً Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وأن يمنّيه البر والصلة , ويبعثه إليه ... ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ كتب عمرو بن سعيد بن العاص الأمان Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , إلاّ أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد Ø±ÙØ¶ هذا الأمان(33) .
ونصØÙ‡ الØÙƒÙ…اء كعبد الله بن عمر(34) , وعبد الله بن العباس(35) , وعبد الله العدوي(36) , والواقدي , وزرارة(37) , ÙˆØØªÙ‘Ù‰ الØÙƒÙŠÙ…ات المسلمات كعمرة بنت عبد الرØÙ…Ù† كتبن إليه يعظمن ما يريد الإمام أن يصنعه ØŒ ويأمرنه بالطاعة ولزوم الجماعة ØŒ ويخبرنه أنه يساق إلى مصرعه(38) .
ويروي الرواة أنّ ابن عمر كان يقول : غلبنا ØØ³ÙŠÙ† بن علي بالخروج ØŒ ولعمري لقد رأى ÙÙŠ أبيه وأخيه عبرة ØŒ ورأى من Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا ÙŠØªØØ±Ùƒ ما عاش ØŒ وأن يدخل ÙÙŠ ØµØ§Ù„Ø Ù…Ø§ دخل Ùيه الناس Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الجماعة خير(39) .
ويروي بعض المؤرّخين أنّ عبد الله بن عمر قال للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : لا تخرج Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ رسول الله خيّره الله بين الدنيا والآخرة ÙØ§Ø®ØªØ§Ø± الآخرة ØŒ وإنّك بضعة منه , Ùلا تعاطها Ù€ يعني الدنيا Ù€ ... ÙØ§Ø¹ØªÙ†Ù‚Ù‡ وودّعه ...(40) .
ÙˆØØªÙ‘Ù‰ مروان بن الØÙƒÙ… بن العاص الملعون ابن الملعون على لسان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ÙŠÙ†ØµØ Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قائلاً : يا أبا عبد الله , إنّي Ù†Ø§ØµØ ÙØ£Ø·Ø¹Ù†ÙŠ ØªÙØ±Ø´Ø¯ ÙˆØªÙØ³Ø¯Ø¯ .
Ùقال له الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( وما ذلك ØŸ قل ØØªÙ‘Ù‰ أسمع )) .
Ùيقول له مروان : إني آمرك ببيعة أمير المؤمنين يزيد Ø› ÙØ¥Ù†Ù‡ خير لك ÙÙŠ دينك ودنياك(41) !
ويذهب بعض من المؤرّخين إلى أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد خرج من المدينة متوجّهاً إلى العراق ...
ÙØ·Ø§Ø¹Ø© Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ÙˆÙÙ‚ هذه Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© ÙØ±Ø¶ على كلّ٠مسلم ومسلمة Ø› لأنه قد Ø®Ùلق Ù„ÙŠÙØ·Ø§Ø¹ والقبول Ø¨Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© واجب على كلّ٠مسلم ومسلمة ØŒ ومعصية Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© جرم بØÙ‚ الله وبØÙ‚ رسوله قبل أن يكون جرماً بØÙ‚Ù‘Ù Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ والخارج على Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© هو شاق لعصا الطاعة ØŒ وخارج على الجماعة قبل أن يكون خارجاً على Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ وبالتالي ÙØ¥Ù†Ù‘ الخروج على Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØØ±Ø§Ù… (بإجماع المسلمين) , وجريمة من جرائم الخيانة العظمى بغض النظر عن شخصية الخارج Ø› لأنّ الخروج على Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© مهما كان دينه أو خلقه أو Ø£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ ØØ±Ø§Ù… بإجماع أهل القبلة !
تلك هي Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© لدولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بالنسبة لقواميس هذه Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© خارج على الطاعة ØŒ Ù…ÙØ§Ø±Ù‚ للجماعة ØŒ ومتولّ٠لغير ما تولّى المؤمنون , ولكن نظراً لمكانة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وقربه من رسول الله يتمايل إعلام دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© وعلماء Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ , ويسلكون الطرق الملتوية لإÙهام العامة بذلك , وبطرق غير مباشرة .
هم لا يقولون Ø¨ØµØ±Ø§ØØ© ذلك عن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ ولكنهم يصرØÙˆÙ† بذلك عبر أساليب ملتوية , وبطرق غير مباشرة . قال يزيد بن معاوية لعلي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بعد Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء : أبوك Ù€ يعني الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù€ الذي قطع رØÙ…ÙŠ ØŒ وجهل ØÙ‚ÙŠ ØŒ ونازعني سلطاني ØŒ ÙØµÙ†Ø¹ الله به ما قد رأيت . (كما قال الطبري ذلك ÙÙŠ تاريخه) .
Ùيزيد موقن ÙˆÙÙ‚ Ø«Ù‚Ø§ÙØ© دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد جهل ØÙ‚Ù‘ يزيد بالطاعة , ونازعه سلطانه الذي أعطاه الله له ØŒ وبالتالي ÙØ¥Ù†Ù‘ العقوبة من جنس العمل ÙˆØØ¬Ù…Ù‡ .
ÙØ§Ù„مؤرّخون يتبنّون النظرية الرسميّة لدولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , ÙˆØ§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ الرسميّة لعلماء دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© المتعلقة بقضية الخروج ØŒ ولكنهم يتمايلون لإيصال مضامين هذه النظرية بطرق غير مباشرة . ومن وسائلهم الاختلاق وخلط الأوراق ØŒ وخلط المتناقضات خلطاً يتعذر معه الوقو٠على الØÙ‚ائق الموضوعية المجردة .
ثمّ كي٠يبرّر علماء دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ومؤرّخوها خذلان «ØÙƒÙ…اء القوم» ومَن تبقّى من المهاجرين والأنصار للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وسماØÙ‡Ù… Ø¨ØØ¯ÙˆØ« Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© وبالصورة البشعة التي ØØ¯Ø«Øª بها ØŸ! بل وكي٠تتÙÙ‚ واقعة Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© مع ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ نظرية عدالة ÙƒÙ„Ù‘Ù Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© التي اخترعها معاوية وأركان دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŸ!
لقد رأوا أنه من الأنسب تخطئة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) على تخطئة ØÙƒÙ…اء القوم وأبناء المهاجرين والأنصار . وليضÙوا على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… رداء الØÙŠØ§Ø¯ والموضوعية أطالوا الطريق ØŒ والتÙّوا ØÙˆÙ„ الØÙ‚ائق Ø› طمعاً بطمسها وتزويرها أو التشكيك بها .
ثمّ هل يعقل أن ØªØ³Ù…Ø Ø¯ÙˆÙ„Ø© Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© للمؤرّخين والعلماء بتأريخ أو Ø¨ÙØªØ§ÙˆÙ‰ تدينها ØŸ! ÙØ§Ù„دولة ÙÙŠ كل عصر هي الرقيب الصارم على المطبوعات والنشر ÙˆØ§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ ØŒ ÙˆØµØ§ØØ¨Ø© السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام .
ثمَّ كي٠تبرّر دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© وأشياعها عملاً ببشاعة Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء أمام الاÙمم Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ØŒ ومعتنقي الرسالات Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ØŸ! ÙØ±Ø£Øª أنّ التضØÙŠØ© بالإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وبأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) أولى من التضØÙŠØ© Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته وطواقم مؤيديه Ø› لهذا كلّه دسّوا من الروايات ما اعتقدوا بأنها تدين الإمام (عليه السّلام) وتشوه نهضته المباركة .
ولست أدري بأي منطق صارت Ù†ØµØ§Ø¦Ø «ØÙƒÙ…اء القوم» , ÙˆÙØªØ§ÙˆÙ‰ علماء دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ وخزعبلات أعلامها صواباً ØŒ وصارت ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆÙØªØ§ÙˆÙŠÙ‡ خطأً ØŸ!
ومَن الذي شهد لهم بذلك ØŸ Ùلماذا لا يكون الإمام مصيباً وهم مخطئون مثلاً ØŸ ثمَّ Ù…ÙŽÙ† هو الأولى بالاتّباع Ø› الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ أم ØÙƒÙ…اء القوم وعلماء دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŸ!
Ùهل ØÙƒÙ…اء القوم وعلماء دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© هم الثقل الأصغر ØŸ! وهل هم أهل بيت النبوة المشهودة لهم بالطهارة ØŸ! وهل هم آل Ù…ØÙ…ّد ØŒ أو ذوو القربى ØŸ! بل هل هم الأعلم ØŸ! Ùكل علم يدعونه ينتهي إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) ØŒ ÙØ£ÙŠÙ‘هما أولى بعلم الرسول وصوابه Ø› ابنه المقيم وإيّاه ØªØØª Ø³Ù‚Ù ÙˆØ§ØØ¯ , ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ¹Ø¯Ù‘ للإمامة إلهيّاً ØŒ أم اÙولئك الذين لم يروا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلاّ لماماً ØŸ!
Ùهل يعقل أن يعلم «ØÙƒÙ…اء القوم وعلماء دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©» , ويجهل إمام أهل بيت النبوة ØŸ! هذا أمر لا يكون Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ .
وهل المطلوب ØØªÙ‘Ù‰ يكون الإمام (عليه السّلام) مصيباً أن يسلّم عنقه ليزيد ØØªÙ‘Ù‰ يبايع أو ÙŠÙقتل ØŸ!
إنّ أوامره ÙˆØ§Ø¶ØØ© : «Ø®Ø° البيعة من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† , وإن أبى ÙØ§Ø¶Ø±Ø¨ عنقه»(42) , أو «Ø®Ø°Ù‡ أخذاً شديداً ليست Ùيه رخصة ØØªÙ‘Ù‰ يبايع»(43) .
ÙØ¥Ø°Ø§ كنّا لا نرى استهجاناً ÙÙŠ ØÙƒÙ…اء القوم وعلماء دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ليزيد بن معاوية , أو لغيره من أئمة الجور ومن ÙØ±Ø§Ø¹Ù†Ø© الاÙمّة ØŒ Ùلا يمكن لعاقل أن يصدّق أنّ رجلاً بعظمة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , وبيقينه من ربه ØŒ ÙˆÙØ¦Ø© بعظمة أهل بيت النبوة يمكنها أن تبايع رجلاً Ù…Ù†ØØ±Ùاً ÙØ§Ø³Ø¯Ø§Ù‹ كيزيد بن معاوية . Ùلا أنا ولا أنت ولا أي إنسان لديه Ø¥ØØ³Ø§Ø³ بالكرامة وبالانتماء لدين الإسلام يقبل ذلك .
وقد جرت العادة ÙÙŠ عالم الإجرام أن يتنصّل المجرمون من جرائمهم , ÙÙŠØÙ…ّلون الضØÙŠØ© وزر الجريمة ØŒ أو يطمسون الأدلة التي تثبت الجريمة ØŒ أو يقلبون الØÙ‚ائق أو يزوّرونها ÙÙŠ غياب الضØÙŠØ© ØŒ لكن القتلة الذين Ù†Ùّذوا ÙØµÙˆÙ„ الجريمة ÙØµÙ„اً ÙØµÙ„اً يعرÙون وقائعها ØŒ ويعيشون ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… ملاØÙ‚ين Ø¨Ø§Ù„Ø£Ø´Ø¨Ø§Ø ØŒ غارقين بالدمويّة .
أمان عمرو بن سعيد بن العاص
قال الواقدي ÙÙŠ مغازيه : إنّ عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاص : إنّي لأراك معرضاً , تظن أنّي قتلت٠أباك , والله ما قتلته(44) .
ÙØ¹Ù…ر بن الخطاب بهذه الطريقة الذكية يريد أن يذكّر سعيد بن العاص بأنّ علي بن أبي طالب (عليه السّلام) هو قاتل أبيه ØŒ وعمرو هذا هو ابن سعيد . ومعنى ذلك أن والد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد قتل جد عمرو بن سعيد ØŒ وقتل أعمام عمرو , Ùكي٠ينسى عمرو قاتل جدّه وأعمامه ØŒ وكي٠يتجاهل ذلك وهو الموتور ابن الموتور , وكي٠يتØÙˆÙ„ من ØØ§Ù‚د على علي بن أبي طالب وذرّيته إلى Ù…ØØ¨Ù‘٠ومشÙÙ‚ عليهم ØŒ يتبرع بإعطاء صكوك الأمان لهم ØŸ!
عندما Ù‚ÙØªÙ„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أرسل ابن زياد عبدَ الملك بن Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø« السلمي ØŒ Ùقال له : انطلق ØØªÙ‘Ù‰ تقدم المدينة على عمرو بن سعيد بن العاص ÙØ¨Ø´Ù‘ره بمقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† . وإنّ عمرو هذا أمير المدينة يومئذ .
قال عبد الملك : ÙØ¯Ø®Ù„ت على عمرو بن سعيد ØŒ Ùقال : ما وراءك ØŸ
Ùقلت : ما سرّ الأمير Ø› Ù‚ÙØªÙ„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي .
Ùقال : ناد٠بقتله .
Ùناديت ØŒ Ùلم أسمع والله واعية قط مثل واعية نساء بني هاشم ÙÙŠ دورهن على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ Ùقال عمرو بن سعيد ضاØÙƒØ§Ù‹ :
عجّت نساء٠بني زياد٠عجةً كعجيج نسوتÙنا غداةَ الأرنبÙ
ثمَّ قال : هذه واعية بواعية عثمان بن Ø¹ÙØ§Ù† . هذا ما رواه الطبري ÙÙŠ تاريخه عن عوانة بن الØÙƒÙ… .
وقال أبو Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ الأصÙهاني ÙÙŠ «Ø§Ù„أغاني» : بعد خروج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أمر عمرو بن سعيد بن العاص ØµØ§ØØ¨ شرطته على المدينة أن يهدم دور بني هاشم , ÙÙØ¹Ù„ , وبلغ منهم كل مبلغ(45) .
لست أدري , كي٠نوÙّق بين Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ عمرو بن سعيد ÙˆØÙ‚ده وبين إشاعة إعطائه الأمان للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ ÙˆØ±ÙØ¶ الإمام لهذا الأمان ØŸ! إلاّ إذا اعتبرنا أن عمرو بن سعيد قد أعطى كتاب الأمان كخدعة ليلقي القبض على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وعمرو هذا مؤهل لذلك ØŒ والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أهل لأن يكش٠مثل هذه الخدع .
ثمَّ إنّ يزيد بن معاوية وهو رأس الدولة ÙˆÙØ±Ø¹ÙˆÙ†Ù‡Ø§ يأمر واليه على المدينة بأن يأخذ البيعة من الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , وإن أبى أن يضرب عنقه , Ùهل يملك عمرو بن سعيد أن يتجاهل أوامر الذي عيّنه أميراً وأن يعطي الأمان Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŸ!
يبدو أن أركان Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© لا يتقنون الكذب ! ثمَّ إنّ أولاد عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± خرجوا مع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø¨Ù…ØØ¶ اختيارهم , ومباركة أبيهم وعلمه , واستشهدوا معه .
ويروي الطبري ÙÙŠ تاريخه أنه لما بلغ عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± مقتل ابنيه مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) دخل عليه بعض مواليه والناس يعزونه ØŒ Ùقال : هذا ما لقينا ودخل علينا من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ! ÙØØ°ÙÙ‡ عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± بنعله , ثمَّ قال : يابن اللخناء ! Ø£Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† تقول هذا ! والله لو شهدته Ù„Ø£ØØ¨Ø¨Øª أن لا اÙÙØ§Ø±Ù‚Ù‡ ØØªÙ‘Ù‰ اÙقتل معه . والله إنه لما يسخي Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¹Ù†Ù‡Ù…Ø§ ØŒ ويهوّن عليّ المصاب بهما أنهما Ø§ÙØµÙŠØ¨Ø§ مع أخي وابن عمي , مواسين له , صابرين معه .
ثمَّ أقبل على جلسائه Ùقال : الØÙ…د لله , عزّ عليّ بمصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أن لا يكن آست ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ يدي Ùقد آساه ولَدَي .
هذه طبيعة عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± ØŒ وطبيعة Ù…ØØ¨ØªÙ‡ للإمام , Ùهل يمكن لمثل هذا الرجل أن يقع ÙÙŠ ألاعيب عمرو بن سعيد بن العاص , وأن يغÙÙ„ عن مكر يزيد وبني اÙميّة ثانية ØŸ! يبدو أن أركان دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© لا يتقنون ØØªÙ‘Ù‰ صنع الكذب وإØÙƒØ§Ù…Ù‡ Ø› ÙØºØ§ÙŠØªÙ‡Ù… إدانة الضØÙŠØ© ØŒ ووضع أكاليل الغار على المجرم ØŒ وتتويجه بالزور والبهتان ÙØ§ØªØØ§Ù‹ مع الماجدين .
الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ مكّة , والعراق ÙÙŠ مخاض
لأن العراق كان مركز Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ عهد الإمام علي (عليه السّلام) ØŒ Ùقد صار Ù…ØØ·Ø© لمن هبّ ودب من الناس . كان أهل العراق مع الإمام علي (عليه السّلام) ØŒ وكان أهل الشام مع معاوية ØŒ وانتهت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ عملياً بهزيمة معسكر الإمام وانتصار معسكر معاوية .
ومع أن أهل العراق قد عجلوا بهزيمة معسكرهم ØŒ وساعدوا معاوية طمعاً بأمواله , إلاّ أن معاوية عاملهم معاملة المهزومين ØŒ وتصرّ٠معهم ØªØµØ±Ù Ø§Ù„ÙØ§ØªØ Ø› Ùقتل أخيارهم ØŒ وأبقى شرارهم ØŒ وهدم دورهم ØŒ وأذلهم أيّما إذلال . وقارنوا بين ØÙƒÙ… الإمام (عليه السّلام) ÙˆØÙƒÙ… معاوية , ونظام الإمام (عليه السّلام) ونظام معاوية , وولاة الإمام (عليه السّلام) وولاة معاوية ØŒ وعرÙوا Ø§Ù„ÙØ±ÙˆÙ‚ النوعية بين الرجلين وبين النظامين ØŒ Ùندموا ولات ØÙŠÙ† مندم .
وكان معاوية قد ملكهم Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ , وملك أموالهم وذرّياتهم , ÙˆØÙƒÙ…هم ØÙƒÙ…اً جبرياً ØŒ وأدركوا أنه لا يقوى Ø£ØØ¯ على معاوية إلاّ الله ØŒ وأنه لا خلاص منه إلاّ بانتهاء أجله . Ùلما مات معاوية رقصت قلوب العراقيّين ÙØ±ØØ§Ù‹ ØŒ ولكن على استØÙŠØ§Ø¡ وبخÙية Ø› لأن معاوية ألقى الرعب ÙÙŠ قلوبهم Ø› Ùهم يخاÙونه بØÙŠØ§ØªÙ‡ ØŒ وبموته يخاÙون صورته ØŒ ويخاÙون شبØÙ‡ ØŒ ومع هذا لمّا هلك معاوية غالب العراقيون خوÙهم وكتبوا إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مجموعة من الكتب .
كتب الشيعة
اجتمعت الشيعة ÙÙŠ منزل سليمان بن صرد الخزاعي ØŒ ÙØ®Ø·Ø¨Ù‡Ù… قائلاً : إنّ معاوية قد هلك ØŒ وإنّ ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ قد تقبّض على القوم ببيعته , وقد خرج إلى مكّة ØŒ وأنتم شيعته وشيعة أبيه Ø› ÙØ¥Ù† كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه ÙØ§ÙƒØªØ¨ÙˆØ§ إليه , وإن Ø®ÙØªÙ… الوهل ÙˆØ§Ù„ÙØ´Ù„ Ùلا تضرّوا الرجل من Ù†ÙØ³Ù‡ .
Ùقالوا : لا بل نقاتل عدوه , ونقتل Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ دونه .
قال : ÙØ§ÙƒØªØ¨ÙˆØ§ إليه .
Ùكتبوا إليه الرسالة التالية : بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… , Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي , من سليمان بن صرد ØŒ والمسيب ابن نجبة , ÙˆØ±ÙØ§Ø¹Ø© بن شداد ØŒ ÙˆØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر , وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , سلام عليك . أمّا بعد , ÙØ§Ù„ØÙ…د لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الاÙمّة ÙØ§Ø¨ØªØ²Ù‡Ø§ , وغصبها Ùيأها ØŒ وتأمّر عليها بغير رضاً منها ØŒ ثمَّ قتل خيارها ØŒ واستبقى شرارها ØŒ وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها ØŒ ÙØ¨Ø¹Ø¯Ø§Ù‹ له كما بعدت ثمود ! إنه ليس علينا إمام ØŒ ÙØ£Ù‚بل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الØÙ‚ .
وأرسلوا الكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني ØŒ وعبد الله بن وأل التميمي ØŒ ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ سلّما الكتاب للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ العاشر من شهر رمضان ØŒ وبعد يومين أرسلوا قيس بن مسهر الصيداوي ØŒ وعبد الرØÙ…Ù† بن عبد الله بن الكدن Ø§Ù„Ø£Ø±ØØ¨ÙŠ ØŒ وعمارة بن عبيدة السلولي ÙØÙ…Ù„ÙˆØ§ معهم قرابة 150 صØÙŠÙØ© من الرجل والاثنين والأربعة , وبعد يومين آخرين أرسلوا هاني بن هاني السبيعي , وسعيد بن عبد الله الØÙ†ÙÙŠ , وكتبوا : أمّا بعد , ÙØÙŠ هلا ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ الناس ينتظرونك ØŒ ولا رأي لهم ÙÙŠ غيرك ØŒ ÙØ§Ù„عجل العجل .
وكتب شبث بن ربعي , ÙˆØØ¬Ø§Ø± بن أبجر ØŒ ويزيد بن Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø« بن يزيد ØŒ وعزرة بن قيس ØŒ وعمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ الزبيدي ØŒ ومØÙ…د بن عمر التميمي : أمّا بعد , Ùقد أخضرّ الجنان ØŒ وأينعت الثمار ØŒ وطم الجمام ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ شئت ÙØ§Ù‚دم على جند لك مجندة(46) .
ÙØ¬Ù…ع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) رسل أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وقال لهم : (( إنّ رسول الله أمرني بأمر وأنا ماض٠له ... ))(47) .
وكتب رسالة إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين ... إلى أن قال : (( وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل , وأمرته أن يكتب إليّ Ø¨ØØ§Ù„كم ... ÙØ¥Ù† كنتم على ما قدمت به رسلكم وقرأت ÙÙŠ كتبكم , Ùقوموا مع ابن عمي وبايعوه وانصروه , ولا تخذلوه ... ))(48) .
وكتب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى رؤوس الأخماس بالبصرة ØŒ وإلى أشراÙها Ø› مالك بن مسمع البكري ØŒ والأØÙ†Ù بن قيس ØŒ والمنذر بن الجارود ØŒ ومسعود بن عمرو , وقيس بن الهيثم ØŒ وعمرو بن عبيد الله بن معمر كتاباً جاء Ùيه : (( أمّا بعد , ÙØ¥Ù† الله اصطÙÙ‰ Ù…ØÙ…داً على خلقه , وأكرمه بنبوته ØŒ واختاره لرسالته , ثمَّ قبضه إليه ... وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه , وورثته وأØÙ‚ الناس بمقامه ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ£Ø«Ø± علينا قومنا بذلك , ونØÙ† نعلم أنا Ø£ØÙ‚ بذلك الØÙ‚ المستØÙ‚ علينا ممن تولاه ... وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب , وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيّه Ø› ÙØ¥Ù† السنة قد اÙميتت ØŒ وإن البدعة قد Ø§ÙØÙŠÙŠØª ØŒ وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد ))(49) .
النتائج
أقبلت الشيعة على مسلم بن عقيل يبايعونه ØØªÙ‘Ù‰ Ø£ØØµÙ‰ ديوانه 18 Ø£Ù„ÙØ§Ù‹(50) , وقيل : 25 Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ , وكتب مسلم بن عقيل إلى الإمام (عليه السّلام) : أمّا بعد , ÙØ¥Ù† الرائد لا يكذب أهله :
1 Ù€ وقد بايعني من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ثمانية عشر Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ , ÙØ¹Ø¬Ù‘Ù„ الإقبال ØÙŠÙ† يأتيك كتابي Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الناس كلهم معك ليس لهم ÙÙŠ آل معاوية رأي ولا هوى . والسّلام(51) .
2 Ù€ جمع يزيد بن مسعود بني تميم ØŒ وبني ØÙ†Ø¸Ù„Ø© , وبني سعد وقال لهم : إنّ معاوية مات ØŒ ÙØ£Ù‡ÙˆÙ† به والله هالكاً ومÙقوداً ØŒ ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم ØŒ وتضعضعت أركان الظلم ... إلى أن قال : وقد قام ابنه يزيد شارب الخمور ØŒ ورأس Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ± , يدّعي Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© على المسلمين ØŒ ويتأمّر عليهم بغير رضاً منهم Ø› قصر ØÙ„Ù… ØŒ وقلة علم ØŒ ولا يعر٠من الØÙ‚ موطئ قدمه , ÙØ§Ùقسم بالله
قسماً مبروراً لَجهاده على الدين Ø£ÙØ¶Ù„ من جهاد المشركين .
وهذا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي ابن بنت رسول الله ØŒ ذو الشر٠الأصيل , والرأي الأثيل ØŒ له ÙØ¶Ù„ لا ÙŠÙوص٠، وعلم لا ينز٠، وهو أولى بهذا الأمر Ø› لسابقته وسنّه , وقدمه وقرابته Ø› يعط٠على الصغير ØŒ ويØÙ†Ùˆ على الكبير ØŒ ÙØ£ÙƒØ±Ù… به راعي رعية ØŒ وإمام قومه ØŒ وجبت لله به Ø§Ù„ØØ¬Ø© ØŒ وبلغت به الموعظة , Ùلا تعشوا عن نور الØÙ‚ ØŒ ولا تسكعوا ÙÙŠ وهدة الباطل Ø› Ùقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل ÙØ§ØºØ³Ù„وها بخروجكم إلى ابن بنت رسول الله ونصرته .
وكتب إلى إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كتاباً جاء Ùيه : بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… , أمّا بعد , Ùقد وصل إليَّ كتابك ØŒ ÙˆÙهمت ما ندبتني إليه , ودعوتني له من الأخذ بخطي من طاعتك ØŒ والÙوز بنصيبي من نصرتك , وإنّ الله لم ÙŠÙØ®Ù„٠الأرض قط من عامل عليها بخير , أو دليل على سبيل نجاة ØŒ وأنتم ØØ¬Ø© الله على خلقه ØŒ ووديعته ÙÙŠ أرضه Ø› ØªÙØ±Ø¹ØªÙ… من زيتونة Ø£ØÙ…دية هو أصلها وأنتم ÙØ±Ø¹Ù‡Ø§ .
ÙØ§Ù‚دم سعدت بأسعد طائر Ø› Ùقد ذلّت لك أعناق بني تميم ØŒ وتركتهم أشد تتابعاً ÙÙŠ طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها وكظها ØŒ وقد ذلّت لك رقاب بني سعد ØŒ وغسلت درن صدورهم بماء Ø³ØØ§Ø¨Ø© مزن ØÙŠÙ† استهل برقها Ùلمع(52) .
Ùلما قرأ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الكتاب Ø³ÙØ±Ù‘ سروراً عظيماً , وقال : (( آمنك الله يوم الخو٠، وأعزّك وأرواك يوم العطش )) .
أمّا المنذر بن جارود ÙØ¥Ù†Ù‡ جاء بالكتاب وبالرسول إلى عبيد الله بن زياد Ø› لأن المنذر خشي أن يكون الكتاب دسيساً من عبيد الله .
تصميم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على الخروج إلى العراق
لما وصلت كتب أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© مع رسلهم , وكتاب يزيد بن مسعود من البصرة ØŒ أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل لأخذ البيعة من القوم ØŒ Ùلما جاءه كتاب مسلم صمّم الإمام (عليه السّلام) على المسير إلى العراق Ø› لأنه كان قد وعد أهل العراق بالقدوم
إليهم إن هم بايعوا رسوله مسلم بن عقيل ØŒ وما الذي يمنع من مسيرته طالما أنّ أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© قد أعطوه البيعة ØŒ وطالما أنّ له Ø·Ø§Ø¦ÙØ© كبيرة من الأنصار والمؤيدين ÙÙŠ البصرة Ø› ÙØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والبصرة عملياً هما العراق ÙÙŠ تلك الأيام .
من مكّة إلى العراق
مكث الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ مكّة أربعة أشهر استطاع خلالها أن يبسط قضيته العادلة أمام الخاصة والعامة من سكان مكّة ومن ØÙˆÙ„ها ØŒ وأن يقيم Ø§Ù„ØØ¬Ø© عليهم ØŒ وشهد أهل مكّة ومَن ØÙˆÙ„ها على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من ØÙŠØ« لا يشعرون ØŒ وخلال هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© التقى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مع زوار بيت الله Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… من معتمرين ÙˆØØ¬Ø§Ø¬ ØŒ ÙØ£ØØ§Ø·Ù‡Ù… علماً بواقعه ÙˆØ·Ù…ÙˆØØ§ØªÙ‡ الشرعيّة ÙˆØØ§Ø¬ØªÙ‡ منهم .
واستجاب الإمام (عليه السّلام) لمنطق الاÙمور Ø› ÙØ·Ø§Ù وسعى ØŒ وأØÙ„ Ø¥ØØ±Ø§Ù…Ù‡ وجعل ØØ¬Ù‡ عمرة Ø› لأنه لم يتمكّن من إتمام Ø§Ù„ØØ¬ Ù…Ø®Ø§ÙØ© أن ÙŠÙقبض عليه(53) .
وبعد ذلك جمع الإمام أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ , وخطب Ùيهم قائلاً : (( الØÙ…د لله , ما شاء الله ØŒ ولا قوة إلاّ بالله ØŒ وصلّى الله على رسوله . Ø®ÙØ·Ù‘ الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد Ø§Ù„ÙØªØ§Ø© ØŒ ما أولهني إلى أسلاÙÙŠ اشتياق يعقوب إلى يوس٠، وخÙيّر لي مصرع أنا لاقيه ØŒ كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الÙلوات ... لا Ù…ØÙŠØµ عن يوم Ø®ÙØ· بالقلم ØŒ رضا الله رضانا أهل البيت ØŒ نصبر على بلائه ويوÙّينا أجر الصابرين ... ))(54) .
وبعد ذلك أمر أهله ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ بالاستعداد للمسير إلى العراق ØØ³Ø¨ القراءة الموضوعية Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الإمام (عليه السّلام) سيقدم على جند مجندة له ØŒ وإنّ أكثريّة أهل العراق معه ØŒ ÙˆØØ³Ø¨ هذا الظاهر Ùما كان ينبغي للإمام أن يكون بهذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© من التشاؤم Ø› Ùهو يركز تركيزاً عجيباً على Ùكرة الموت ØŒ ÙˆØØªÙ…ية الموت ØŒ وأنه قدرٌ Ø®ÙØ· بالقلم .
ويبدي آلام ØÙ†ÙŠÙ†Ù‡ وأشواقه إلى لقاء الخالدين من أسلاÙÙ‡ ØŒ بل وأبعد من ذلك ÙØ¥Ù†Ù‡ يضع لقطة Ùنّية أمام مستمعيه , Ùيصوّر Ù†ÙØ³Ù‡ مقتولاً ØŒ ويتصور الذئاب تتسابق إلى جثمانه الطاهر ÙØªÙ‚طّعه لتطعم صغارها والجياع من عائلتها .
ويتبرم الإمام من الØÙŠØ§Ø© , ويخرج بقناعة ويقين أنّ الموت خير من الØÙŠØ§Ø© Ø› ÙØ§Ù„إمام يتعامل مع خطين :
1 Ù€ خط الظاهر الذي يعرÙÙ‡ الناس كلهم . ÙÙÙŠ هذا الخط خطة من العناية والسعي ØŒ وكأنه الخط الوØÙŠØ¯ .
2 Ù€ وخط الØÙ‚يقة والباطن , ويمثّل مآلات الاÙمور ØŒ ومنتهيات ØØ±ÙƒØ§Øª المخلوقات , إنه يرى بعين البصر والبصيرة ØŒ وينبئ بوقوع الØÙˆØ§Ø¯Ø« قبل وقوعها ØŒ ÙØªØ£ØªÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø§Øª ÙÙŠ ما بعد بالصورة والكيÙية التي أخبر بها الإمام (عليه السّلام) .
إنه ÙŠØªØØ¯Ø« عن اÙمور لم تقع أو ستقع بعد سنين بالثقة واليقين الذي ÙŠØªØØ¯Ø« به عن اÙمور وقعت قبل دقيقة , إنه Ø¨ÙØ¶Ù„ الله ومنّته سابق Ù„ØØ±ÙƒØ© الموجودات ØŒ ومØÙŠØ· بمآلاتها تماماً Ø› ÙØ¨Ø§Ù„وقت الذي كان Ùيه Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ سعداء برسل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وكتبها , وبأخبار بني تميم وبني سعد وبني مرة ÙÙŠ البصرة ØŒ أثار مسألة الموت ØŒ وصوّر أدق اÙمور