قائدا Ø§Ù„ÙØ¦ØªÙŠÙ†
لا خلا٠بين اثنين من المسلمين على الإطلاق بأنّ مواجهة ضارية ودموية قد ØØ¯Ø«Øª بين ÙØ¦ØªÙŠÙ† من «Ø§Ù„مسلمين» ÙÙŠ كربلاء :
Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الأولى : وتتأل٠من آل Ù…ØÙ…ّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , وذوي قرباه الذين لا تجوز صلاة المسلم بغير الصلاة عليهم(1) ØŒ والذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً(2) ØŒ ÙˆØ§ÙØªØ±Ø¶ مودتهم ÙˆÙ…ØØ¨ØªÙ‡Ù… على كلّ٠مسلم(3) ØŒ ومن اÙولئك الذين نصروهم ووقÙوا معهم ØØªÙ‘Ù‰ نهاية المجابهة(4) .
Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الثانية : وتتأل٠من أركان دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإسلاميّة وجيشها الجرار الذي اشترك ÙØ¹Ù„ياً بالقتال , وصنع بسيوÙÙ‡ وسهامه وسنابك خيله Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء بصورتها المأساوية الدامية .
قائدا Ø§Ù„ÙØ¦ØªÙŠÙ†
قائد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الأولى : الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) .
قائد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الثانية : « Ø®Ù„ÙŠÙØ© المسلمين » يزيد بن معاوية بن أبي سÙيان .
قائد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الاÙولى
الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي كالشمس المتألقة ÙÙŠ رابعة السماء ØŒ يعرÙÙ‡ أهل الأرض وأهل السماء ØŒ وهو ابن رسول الله بالØÙƒÙ… الشرعي Ø› Ùقد أعلن الرسول (صلّى الله عليه وآله) بأمر من ربه بأنه لن تكون له ذرّية من صلبه ØŒ وأن ذرّيته ستكون من صلب ابن عمه وزوج ابنته البتول علي بن أبي طالب (عليه السّلام)(5) .
وأعلن بالمقام Ù†ÙØ³Ù‡ أن كلّ بني اÙنثى ينتمون إلى عصبتهم إلاّ ولد ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ùهو أبوهم وهو عصبتهم (6) , وأعلن الرسول (صلّى الله عليه وآله) بنشوة عارمة مرات ومرات أمام المسلمين أنّ هذا ابني Ø§Ù„ØØ³Ù† ØŒ أو هذا ابني Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† , أو هذان ابناي . لقد صارت Ø§ÙØ¨ÙˆØ© النبي Ù„Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من المسلمات العامة التي لا يختل٠Ùيها اثنان .
وأعلن الرسول بأمر من ربه أن Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† سبطا هذه الاÙمّة(7) , وأنهما سيّدا شباب أهل الجنّة(8) , وأنهما Ø±ÙŠØØ§Ù†ØªØ§Ù‡ من هذه الاÙمّة(9) . ولطالما قال Ù„ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء (عليها السّلام) : (( ادعي ابنيَّ )) . Ùيشمّهما ويضمّهما(10) .
ثمَّ أعلن النبي (صلّى الله عليه وآله) بأنهما عضوان من أعضائه(11) ØŒ وأنهما Ø£ØØ¨ أهل بيته إليه(12) , وأنّه ØØ±Ø¨ لمن ØØ§Ø±Ø¨ÙˆØ§ , وسلم لمن سالموا(13) .
لقد كانت هذه الإعلانات النبوية معلومة بالضرورة من كل سكّان الجزيرة العربية أو رعايا دولة النبي (صلّى الله عليه وآله) Ø› المسلم ØŒ واليهودي ØŒ والنصراني على السواء Ø› Ùقد سمع الجميع بواقعة المباهلة(14) ØŒ وبواقعة التطهير(15) ØŒ وبواقعة المودة ÙÙŠ القربى(16) ØŒ وبواقعة جعل الصلاة على آل Ù…ØÙ…ّد جزءاً من الصلاة Ø§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆØ¶Ø© على العباد(17) .
ثمَّ إنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† هو الإمام الشرعي , Ùلم ينتقل الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى جوار ربه إلاّ بعد أن ترك الاÙمة على Ø§Ù„Ù…ØØ¬Ø© البيضاء ØŒ وبيّن لها الأئمة الشرعيين الذين اختارهم الله ليتعاقبوا تباعاً على قيادة الاÙمة من بعده , ÙˆØØ¯Ù‘دهم باثني عشر إماماً Ø› أوّلهم علي ØŒ وثانيهم Ø§Ù„ØØ³Ù† ØŒ وثالثهم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وتسعة من ولد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† سمّاهم الرسول بأسمائهم قبل أن يولدوا Ø› كدليل على صدقه بتبليغ ما اÙÙˆØÙŠ Ø¥Ù„ÙŠÙ‡ من ربّه(18) .
أبوه علي بن أبي طالب (عليه السّلام)
ووالد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† هو الإمام علي بن أبي طالب ØŒ شمس المشارق والمغارب ØŒ يعرÙÙ‡ الثقلان ØŒ ولا يخÙÙ‰ على مبصر من أهل الأرض وأهل السماء . ابن عم النبي الشقيق ØŒ وأخوه ØŒ ووالد سبطيه ØŒ وعضده ØŒ ÙˆÙØ§Ø±Ø³ الإسلام Ø§Ù„Ø£ÙˆØØ¯ ØŒ ÙˆØØ§Ù…ÙŠ ØÙ…اه . أعلنه الرسول (صلّى الله عليه وآله) بأمر من ربه سيداً للعرب ØŒ وسيداً Ù„ÙƒØ§ÙØ© المسلمين(19) , ووليا للمؤمنين (20) ØŒ وهو ØµØ§ØØ¨ التاريخ الشخصي Ø§Ù„ØØ§ÙÙ„ بالأمجاد التي لا تضاهيها أمجاد ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ التي تتضائل دونها كلّ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ إلا ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ النبيين والرسل .
لقد كان جمعاً بذاته ØŒ وجيشاً Ø¨Ù…ÙØ±Ø¯Ù‡ ØŒ وينبوع علم لدنّي بمكنونه .
وقد أعلن النبي (صلّى الله عليه وآله) أمام الأكثرية الساØÙ‚Ø© من المسلمين التي اشتركت ÙÙŠ غزوة تبوك مكانة علي المميزة التي لا تدانيها مكانة ØŒ Ùقال له أمام ذلك الجمع Ø§Ù„ØØ§Ø´Ø¯ : (( أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي )) .
لقد خصّه الله تعالى Ø¨ÙƒØ§ÙØ© المنازل التي كانت لهارون , ولم يستثن من تلك المنازل والاختصاصات إلاّ منزلة النبوة . وقد أجمعت الاÙمّة على ØµØØ© هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ØŒ وعلى ØµØØ© صدوره من النبي (صلّى الله عليه وآله)(21) .
أبو طالب جد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لأبيه
وأبو طالب هو والد الإمام علي (عليه السّلام) ØŒ وهو عمّ النبي الشقيق لأبيه عبد الله Ø› ÙØ¹Ø¨Ø¯ الله والد الرسول (صلّى الله عليه وآله) , وأبو طالب والد علي (عليه السّلام) إخوة أشقاء ØŒ Ùهو أقرب الناس لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
ولمّا مات جد الرسول عبد المطلب ÙƒÙله عمه أبو طالب وكان عمر الرسول آنذاك 8 سنوات ØŒ وبقي الرسول ÙÙŠ بيت عمه مدة 17 عاماً يأكل مما يأكل منه أولاد أبي طالب ØŒ ويشرب مما يشربون , ويلبس مما يلبسون , بل إنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) كان Ø£ØØ¨ إلى عمّه أبي طالب وإلى زوجة عمّه من أبنائهما . وكان Ù…ÙØ¶Ù„اً عندهما على كل الأبناء .
ويوم ماتت ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت أسد وص٠النبي الكريم طبيعة علاقته بتلك الاÙÙ… Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© Ùقال : (( اليوم ماتت اÙمي ØŒ إنها كانت اÙمي ØŒ وإنها كانت لتجيع صبيانها وتشبعني ØŒ وتشعثهم وتدهنني ØŒ وكانت اÙمي ))(22) .
وبقي الرسول (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ بيت عمّه Ù…ØØ§Ø·Ø§Ù‹ بأنبل العواط٠من عمه وزوجته وأبناء عمّه ØØªÙ‘Ù‰ بلغ الخامسة والعشرين ØŒ عندئذ خطب له عمه خديجة بنت خويلد ÙØªØ²ÙˆØ¬Ù‡Ø§ , واستقل الرسول (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ بيت خاص به .
ولما شرّ٠الله نبيه بالرسالة كان لأبي طالب الدور البارز ÙÙŠ قيادة جبهة الإيمان Ø› Ùهو الذي أرسى قواعد Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠بين بني هاشم وبني المطلب ØŒ وكوّن من البطنين جبهة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ÙˆÙ‚ÙØª برجولة أمام بطون قريش الـ 23 التي Ø§ØªØØ¯Øª ضد Ù…ØÙ…ّد ودعوته.
وهو الذي رعى أوّل اجتماع للبطنين Ø§Ù„Ù…ØªØØ§Ù„Ùين , وتصدّى لخصوم Ù…ØÙ…ّد ÙÙŠ ذلك الاجتماع ولجمهم(23) , وهو الذي أعلن أمام بطون قريش بأنها إذا قتلت Ù…ØÙ…ّداً ÙØ¥Ù† الهاشميّÙين والمطّلبين سيقاتلونها ØØªÙ‘Ù‰ الÙناء التام(24) , وهو Ù†ÙØ³Ù‡ الذي طالما خاطب النبي (صلّى الله عليه وآله) أمام بطون قريش : يابن أخي , إذا أردت أن تدعو إلى ربك ÙØ£Ø¹Ù„منا ØØªÙ‘Ù‰ نخرج معك بالسلاØ(25) .
وهو Ù†ÙØ³Ù‡ الذي كان يستقبل ÙˆÙود بطون قريش ويسمع لمطالبها ØŒ وينقل رد النبي عليها(26) , وهو الذي شجّع بنيه على التضØÙŠØ© بأرواØÙ‡Ù… Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن ابن عمّهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)(27) , وهو الناطق الرسمي باسم النبي (صلّى الله عليه وآله) عندما أكلت دابة الأرض صØÙŠÙØ© المقاطعة التي تعاقدت عليها بطون قريش , وهو الذي قاد عملية رجوع الهاشميّÙين والمطّلبيين إلى مكّة بعد ثلاث سنين من ØØµØ§Ø± بطون قريش لهم(28) , وهو شاعر النبي (صلّى الله عليه وآله) ÙˆØØ§Ù…ÙŠ ØÙ…اه(29) .
ومن هنا Ù†Ùهم معنى قول الرسول (صلّى الله عليه وآله) عندما مات أبو طالب : (( ما نالت منّي قريش ØØªÙ‘Ù‰ مات أبو طالب ))(30) Ø› ولهذا سمى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) العام الذي توÙÙŠ Ùيه أبو طالب وماتت Ùيه زوجته بـ ( عام Ø§Ù„ØØ²Ù† ) ØŒ وعد موت الاثنين مصيبتين ØŒ وعبّر الرسول عن ذلك بقوله : (( اجتمعت مع هذه الاÙمّة ÙÙŠ هذه الأيام مصيبتان , لا أدري بأيهما أنا أشد جزعاً ! ))(31) .
والخلاصة : إنّ أبا طالب كان Ø£ØØ¯ أركان جبهة الإيمان ØŒ وقد استغل مكانته الاجتماعية Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø±Ø³ÙˆÙ„ (صلّى الله عليه وآله) ÙˆÙ„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù… ØŒ وكان ساعد النبي الأيمن طوال ØÙŠØ§ØªÙ‡ المباركة . ويوم مات أبو طالب لخّص النبي (صلّى الله عليه وآله) هذه المواق٠النبيلة بقوله : (( يا عمّ , ربّيت صغيراً ØŒ وكÙلت يتيماً ØŒ ونصرت كبيراً ØŒ ÙØ¬Ø²Ø§Ùƒ الله عنّي خيراً ))(32) .
ومن المثير للدهشة ØÙ‚اً أنّ أعداء أهل بيت النبوة الذين استولوا على مقاليد الاÙمور بالقوة , وسيطروا على مناهج التربية والتعليم عندما لم يقووا على إنكار هذه المواق٠أشاعوا بأن أبا طالب مات على الشرك ØŒ Ùهو ÙÙŠ Ø¶ØØ¶Ø§Ø من النار على ØØ¯ تعبير المغيرة بن شعبة المشهور بØÙ‚ده على بني هاشم كما يقول علامة المعتزلة ابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ ÙÙŠ Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة عند مناقشته لإسلام أبي طالب .
قائد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الثانية
القائد Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ÙŠ لجيش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الجرار ÙÙŠ كربلاء هو يزيد بن معاوية بن صخر المكنّى بأبي سÙيان Ø› Ùهو المهندس Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ÙŠ لمجزرة كربلاء وصانعها ØŒ وما كان عبيد الله بن زياد ØŒ ولا عمر بن سعد بن أبي وقاص ØŒ ولا بقية أركان القتل والإجرام ÙÙŠ كربلاء إلاّ مجرد جلاوزة أو عبيد يأتمرون بأمر سيدهم يزيد بن معاوية , وينÙّذون توجيهاته العسكرية بدقة كاملة , أو مجرد أدوات أو دمى ÙŠØØ±Ù‘كها ØÙŠØ«Ù…ا يشاء ØŒ وكيÙما يشاء ØŒ ومتى يشاء .
ولÙÙ… لا ØŸ! Ùهو « أمير المؤمنين , ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØ© رسول الله على المسلمين ! » بيده Ù…ÙØ§ØªÙŠØ خزائن الدولة « الإسلاميّة » , ÙˆØªØØª إمرته تعمل ÙƒØ§ÙØ© جيوشها الجرارة . والأكثرية الساØÙ‚Ø© من رعايا دولته تصÙÙ‚ له رغبة أو رهبة , متأملة باستمرار وصول « الأرزاق » إليها من Ø®Ù„ÙŠÙØªÙ‡Ø§ ØŒ ووجلها من أن يغضب Ùيقطع عنها « الأرزاق » ÙØªÙ…وت جوعاً !
ضرورات Ø§Ù„Ø¨ØØ« العلمي
قبل قليل عرّÙنا القارئ الكريم بشخصية الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السّلام) الذي قاد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الأولى ÙÙŠ كربلاء ØŒ وبشخصية أبيه علي (عليه السّلام) ØŒ وجدّه عبد منا٠بن عبد المطلب المكنى بأبي طالب Ø› ونزولاً عند ضرورات Ø§Ù„Ø¨ØØ« العلمي سنعر٠القارئ بشخصية يزيد بن معاوية بن صخر المكنى بأبي سÙيان Ø› Ø¨ÙˆØµÙØ© قائد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الثانية ÙÙŠ كربلاء .
ÙÙ…ÙŽÙ† هو يزيد ØŸ
هو يزيد بن معاوية بن صخر المكنى بأبي سÙيان ØŒ جدته لأبيه هند التي لاكت كبد ØÙ…زة عم النبي (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ معركة Ø§ÙØØ¯ . نشأ نشأة Ù…ØªØ±ÙØ© ÙÙŠ بيت أبيه معاوية الذي تربّع على ولاية الشام قرابة عشرين عاماً , وعاش ØÙŠØ§Ø© الملوك المترÙين .
وهيّأ معاوية لابنه كل أسباب التعليم للمعار٠المشهورة ÙÙŠ عصره Ø› لأن معاوية كان يعدّ العدة للانقضاض على منصب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ ويهيّئ الأسباب لتمويل Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© إلى ملك ÙŠÙ†ØØµØ± ÙÙŠ ذرّية أبي سÙيان أو البيت الاÙموي ØŒ وكان يرجو أن يكون ابنه يزيد هو الملك الثاني بعد أبيه !
إلاّ أنّ الولد يزيد نشأ Ø¬Ø§Ù†ØØ§Ù‹ ميّالاً للعبث واللهو ØŒ مستهتراً وخليعاً ØŒ مدمناً على الصيد وشرب الخمر ØŒ مولعاً بالكلاب والقرود ØŒ Ù…Ù„ØØ¯Ø§Ù‹ ÙÙŠ قرارة Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ØØ§Ù‚داً على النبي Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) وعلى آله وأهل بيته (عليهم السّلام) خاصة , وعلى الهاشميّÙين عامة بعد أن عر٠طبيعة الصراع الدامي الذي جرى بين رسول الله وآله والهاشميّÙين من جهة وبين أبيه وجده وآل أبي سÙيان والبيت الأموي من جهة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ .
وبعد أن عر٠أن علياً ÙˆØÙ…زة والهاشميّÙين قتلوا أعمامه وأجداده وأقاربه ØŒ ولكن يزيد كان من الذكاء بØÙŠØ« إنه قد عر٠بأن النبوة قد صارت طريقاً للملك ØŒ وأن الدين قد صار وسيلة لاستقرار هذا الملك Ø› ÙØ¬Ø§Ù‡Ø± بعصيانه وعبثه واستهتاره وادعائه بأنه مسلم ØŒ وكتم Ø¥Ù„ØØ§Ø¯Ù‡ ÙˆÙƒÙØ±Ù‡ ØŒ ثمَّ Ø§Ù†ÙƒØ´ÙØª ØÙ‚يقته من زلات لسانه لما شاهد الرؤوس ØªÙØÙ…Ù„ إليه ØŒ قال :
نعب الغراب٠Ùقلت قل أو لا تقلْ Ùقد اقتضيت من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ديوني
ومن هنا Ùقد ØÙƒÙ… ابن الجوزي ØŒ والقاضي أبو يعلى ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªÙØªØ§Ø²Ø§Ù†ÙŠ ØŒ وجلال الدين السيوطي Ø¨ÙƒÙØ±Ù‡ ولعنه(33) , وقد قال ابنه معاوية عندما مات والده ÙˆØ§ØµÙØ§Ù‹ إيّاه بقوله : ... ومن أعظم الاÙمور علينا علمنا بسوء مصرعه ØŒ وبؤس منقلبه وقد قتل عترة الرسول ØŒ ÙˆØ£Ø¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø®Ù…Ø± وخرب الكعبة ...(34) .
ثمَّ إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد لعن يزيد باسمه Ùقال : (( يزيد ! لا بارك الله بيزيد ØŒ Ù†ÙØ¹ÙŠ Ø¥Ù„ÙŠÙ‘ÙŽ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ واÙوتيت بتربته ØŒ ÙˆØ§ÙØ®Ø¨Ø±Øª بقاتله ... وآها Ù„ÙØ±Ø§Ø® آل Ù…ØÙ…ّد من Ø®Ù„ÙŠÙØ© مستخل٠متر٠، يقتل خلÙÙŠ وخل٠الخل٠))(35) .
ولعنه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالوص٠، Ùقال : (( سبعة لعنتهم , وكلّ٠نبي مجاب الدعوة ... والمستØÙ„ من عترتي ما ØØ±Ù‘Ù… الله ))(36) .
وأخرج الواقدي عن عبد الله بن ØÙ†Ø¸Ù„Ø© الغسيل ØŒ قال : والله , ما خرجنا على يزيد ØØªÙ‘Ù‰ Ø®Ùنا أن Ù†ÙØ±Ù…Ù‰ Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© من السماء Ø› إنه رجل ÙŠÙ†ÙƒØ Ø§Ùمهات الأولاد , والبنات , والأخوات ØŒ ويشرب الخمر ØŒ ويدع الصلاة . تجد ذلك ÙÙŠ الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© لابن ØØ¬Ø± / 137 .
وقال الذهبي : ولما ÙØ¹Ù„ يزيد ما ÙØ¹Ù„ بأهل المدينة مع شربه الخمر ØŒ وإتيانه المنكرات , اشتد عليه الناس . وجاء ÙÙŠ المستدرك على الصØÙŠØÙŠÙ† Ù„Ù„ØØ§ÙƒÙ… إنّ يزيد رجل يشرب الخمر ØŒ ويزني Ø¨Ø§Ù„ØØ±Ù… . راجع ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ الخمسة 3 / 390 .
هذه طبيعة يزيد الذي قاد جيش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ كربلاء ØŒ وصنع مجزرتها الرهيبة Ø› ÙØ°Ø¨Ø آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيته ومَن والاهم , وأخذ بنات النبي (صلّى الله عليه وآله) سبايا بعد أن مثّل Ø¨Ø¶ØØ§ÙŠØ§Ù‡ شر تمثيل .
وقد ولي الØÙƒÙ… ثلاث سنوات Ø› ÙÙÙŠ السنة الأولى من ØÙƒÙ…Ù‡ قتل أولاد النبي وأØÙاده , وبني عمومته ومَن والاهم Ø¨Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء ØŒ ÙˆÙÙŠ السنة الثانية Ø§Ø³ØªØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¯ÙŠÙ†Ø© ØŒ ÙˆÙØ¶Ù‘ جيشه أل٠عذراء , وقتل عشرة آلا٠مسلم بيوم ÙˆØ§ØØ¯ وهو « يوم Ø§Ù„ØØ±Ø© » , ختم أعناق Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© , وأخذ البيعة على أنهم خول وعبيد « لأمير المؤمنين » يتصر٠بهم تصر٠السيد بعبيده .
أمّا ÙÙŠ السنة الثالثة Ùقد هدم الكعبة ÙˆØ£ØØ±Ù‚ها . وهذه اÙمور قد أجمعت الأمة على ØµØØ© وقوعها وتوثيقها .
مَن هو والد يزيد وجدّه ؟
معاوية هو والد يزيد , وصخر بن اÙمية المكنى بأبي سÙيان هو جد يزيد , وكلاهما طليق ØŒ ومن Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ© قلوبهم ØŒ وكلاهما من أئمة Ø§Ù„ÙƒÙØ± بإجماع الأمة Ø› ÙØ§Ù„ثابت بالإجماع أن الاثنين قد استسلما يوم ÙØªØ مكة ØŒ ÙØ£Ø¹Ù„نا إسلامهما بعد أن أغلقت أمامهما كل الأبواب .
والثابت كذلك أن الرجلين قد قاوما رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ودينه بكل أساليب المقاومة ØŒ ÙˆØØ§Ø±Ø¨Ø§Ù‡ بكل Ùنون Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ØŒ وكاداه بكل طرق الكيد طوال ÙØªØ±Ø© 21 عاماً , وهي المدة الممتدة بين إعلان النبوة ÙˆÙØªØ مكة .
وهذه ØÙ‚ائق لا ينكرها إلاّ تاÙÙ‡ مريض Ø› ÙØ£Ø¨Ùˆ سÙيان من أكابر تجّار مكة ØŒ وهو الوارث لمنصب قيادة البطون . وبعد موت أبي جهل صار أبو سÙيان زعيم جبهة الشرك بلا منازع ØŒ Ùهل يعقل أن ØªØªÙ‘ØØ¯ بطون قريش الـ 23 ضد Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) ودينه , وضد بني هاشم دون علمه وعلم أولاده ØÙ†Ø¸Ù„Ø© ويزيد ومعاوية وهم سادات مجتمع Ø§Ù„ÙƒÙØ± ØŸ!
وهل يعقل أن تجري عمليات تعذيب المستضعÙين قبل الهجرة دون علم ومواÙقة أبي سÙيان وبنيه ØŸ!
وهل يعقل أن تهدد بطون قريش بقتل Ù…ØÙ…ّد دون علم أبي سÙيان ومواÙقته ØŸ!
ومَن يصدق بأن بطون قريش الـ 23 Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© قد أجمعت على ØØµØ§Ø± النبي وبني هاشم ومقاطعتهم ثلاث سنين ÙÙŠ شعب أبي طالب دون علم قائدها أبي سÙيان ومواÙقته ØŸ!
وهل يعقل بأن تجري البطون اتصالات مع زعماء الطائ٠ليردوا النبي رداً مؤلماً دون علم أبي سÙيان ومباركته ØŸ! ومن يصدّق بأن بطون قريش قد أرسلت ÙˆÙØ¯Ø§Ù‹ إلى النجاشي ليرد المهاجرين دون علم أبي سÙيان وبنيه ومواÙقتهم ØŸ! وهل يعقل أن تتآمر بطون قريش الـ 23 على قتل النبي (صلّى الله عليه وآله) ليلة هجرته , وأن تختار منها مئة رجل ليضربوا النبي (صلّى الله عليه وآله) ضربة رجل ÙˆØ§ØØ¯ دون علم أبي سÙيان ومباركته ØŸ!
ألم يخرج أولاد أبي سÙيان لقتال النبي ÙÙŠ بدر ØŸ ألم ÙŠÙقتل بكره ØÙ†Ø¸Ù„Ø© هنالك ØŸ أليس هو قائد المشركين ÙÙŠ Ø£ØØ¯ ØŸ ألم تخرج عائلة أبي سÙيان كلها مع جيش المشركين ÙÙŠ Ø£ØØ¯ ØŸ أليست زوجته هند هي التي بقرت بطن ØÙ…زة عم النبي (صلّى الله عليه وآله) وأخرجت كبده لتأكله من كيدها ÙˆØÙ‚دها ØŸ أليس أبو سÙيان هو الذي جمع Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ وقادها ØŒ ÙˆØ£Ù†Ø³ØØ¨ بها بعد الهزيمة ØŸ وأين كان بنوه ØŸ
لقد أعلن أبو سÙيان ÙÙŠ داخل الكعبة كما يروي الواقدي ØŒ وهو الذي قال Ù„ÙˆÙØ¯ اليهود : إنّ Ø£ØØ¨ الناس إلينا Ù…ÙŽÙ† أعاننا على عداوة Ù…ØÙ…ّد(37) ! هذه عقيدة أبي سÙيان وعقيدة بنيه Ø› كره بلا ØØ¯ÙˆØ¯ ØŒ ÙˆØÙ‚د بلا ØØ¯ÙˆØ¯ ØŒ ÙˆØØ³Ø¯ بلا ØØ¯ÙˆØ¯ .
كانت Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ أبي سÙيان وبنيه وبني عمومته ÙˆØ§Ø¶ØØ© ÙÙŠ أذهان الجميع من سكان الجزيرة Ø› المسلم والمشرك ØŒ واليهودي والنصراني ØŒ كانت جرائم أبي سÙيان وبنيه Ø¬Ø±Ø§ØØ§Øª دامية ÙÙŠ قلب النبي وآله وبني هاشم , ÙˆÙÙŠ قلوب الذين آمنوا ØŒ Ùمن الطبيعي أن يلعنهم الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأن يدعوا عليهم لكش٠ØÙ‚يقتهم للأمة .
Ùلعنه الرسول (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ سبعة مواطن(38) , ولعنه رسول الله ÙÙŠ الركعة الثانية من صلاة الصبØ(39) .
وقال السيوطي : وأخرج Ø£ØÙ…د ØŒ والبخاري ØŒ والترمذي ØŒ والنسائي ØŒ وابن جرير ØŒ والبيهقي أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد قال يوم Ø£ØØ¯ : (( اللّهمَّ إلعن أبا سÙيان ... ))(40) .
ويروي نصر بن مزاØÙ… عن البراء بن عازب ØŒ قال : أقبل أبو سÙيان ومعه معاوية , Ùقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( اللّهمَّ العن التابع والمتبوع , اللّهمَّ عليك بالأقيعس )) . Ùقال البراء لأبيه : Ù…ÙŽÙ† الأقيعس ØŸ قال : معاوية(41) .
وأخرج نصر بن مزاØÙ… ØŒ قال : نظر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى أبي سÙيان وهو راكب , ومعاوية وأخوه Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا قائد والآخر سائق , Ùلما نظر رسول الله إليهم قال : (( اللّهمَّ العن القائد والسائق والراكب )) .
قلنا : أنت سمعت رسول الله ؟
قال : نعم ØŒ وإلاّ ÙØµÙ…ّتا Ø§ÙØ°Ù†Ø§ÙŠ ÙƒÙ…Ø§ عميتا عيناي(42) .
وشاعت ØÙ‚يقة أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد لعن أبا سÙيان وبنيه ØŒ قال الإمام علي (عليه السّلام) ÙÙŠ خطبة له يوم صÙّين : (( ... طليق وابن طليق , ÙˆØØ²Ø¨ من Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ ØŒ لم يزل لله ولرسوله عدواً هو وأبوه ØØªÙ‘Ù‰ دخلا ÙÙŠ الإسلام مكرَهَين ))(43) .
وقال مرة : (( سيروا إلى بقية Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ ØŒ قتلة المهاجرين والأنصار .. )) . وقال مرة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ : (( إنّما تقاتلون الطلقاء وأبناء الطلقاء , ومَن أسلم كرهاً ØŒ وكان لرسول الله ØØ±Ø¨Ø§Ù‹ ))(44) .
وخاطب الإمام علي (عليه السّلام) معاوية قائلاً : (( وأنت ابن ØØ²Ø¨ من Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ , وابن أعدى قريش لله ولرسوله ))(45) .
قال أيوب الأنصاري لعلي (عليه السّلام) : يا أمير المؤمنين , إن معاوية كه٠المناÙقين ...
وكتب قيس بن سعد بن عبادة أمير الخزرج مخاطبا معاوية : ÙØ¥Ù†Ù…ا أنت وثن وابن وثن , دخلت الإسلام كرهاً ØŒ وخرجت منه طوعاً , لم يقدم إيمانك ØŒ ولم ÙŠØØ¯Ø« Ù†ÙØ§Ù‚Ùƒ(46) .
وكتب له الإمام السبط (عليه السّلام) : (( وأنت ابن ØØ²Ø¨ من Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ ØŒ وابن أعدى قريش لرسول الله ولكتابه ))(47) .
وكتب Ù…ØÙ…ّد بن أبي بكر إلى معاوية : وأنت اللعين ابن اللعين ØŒ ثمَّ لم تزل أنت وأبوك تبغيان الغوائل لدين الله ØŒ وتجهدان على Ø¥Ø·ÙØ§Ø¡ نور الله ØŒ وتجمعان على ذلك الجموع ØŒ وتبذلان Ùيه المال ØŒ ÙˆØªØØ§Ù„ÙØ§Ù† Ùيه القبائل ØŒ على ذلك مات أبوك ØŒ وعلى ذلك Ø®Ù„ÙØªÙ‡ . والشاهد على ذلك من يأوي إليك من بقية Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ ØŒ ورؤوس Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ والشقاق لرسول الله(48) .
ومع أن أبا سÙيان وأولاده قد أسلموا مكرهين بعد أن اضطروا للاستسلام بعد ØØ±Ø¨ دامت بينهم وبين رسول الله وآله 23 عاماً ØŒ إلاّ أنّ إسلامهم لم يغير ØÙ‚يقة مشاعرهم Ù†ØÙˆ آل النبي على الأقل Ø› Ùهم ÙŠØÙ‚دون على آل Ù…ØÙ…ّد (عليهم السّلام) , وقد بينت هند اÙÙ… معاوية طبيعة هذا الØÙ‚د عندما ØØ§ÙˆÙ„ت أكل كبد ØÙ…زة عم النبي (صلّى الله عليه وآله) .
ولمّا آلت الاÙمور إلى عثمان دخل أبو سÙيان عليه يوماً بعدما ذهب بصره ØŒ Ùقال : أها هنا Ø£ØØ¯ ØŸ Ùقالوا : لا . Ùقال أبو سÙيان : اللّهمَّ اجعل الأمر أمر جاهليّة ØŒ والملك ملك غاصبيّه ØŒ واجعل أوتاد الأرض لبني اÙميّة(49) .
ورأى أبو سÙيان الناس يوماً ÙŠØªÙ‡Ø§ÙØªÙˆÙ† على النبي (صلّى الله عليه وآله) ØŒ Ùقال ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ : لو عاودت الجمع لهذا الرجل . Ùكش٠الله لرسوله ما ØØ§Ùƒ أبو سÙيان ÙÙŠ صدره , عندئذ ضرب الرسول ÙÙŠ صدر أبي سÙيان وقال له : (( إذن يخزيك الله ))(50) .
وعلى الرغم من أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد بسط سلطانه على العرب إلاّ أن أبا سÙيان لم ييأس من النيل من رسول الله Ø› Ùقد كمن لرسول الله ومعه Ø£ØØ¯ عشر ÙØ±Ø¯Ø§Ù‹ بعد عودته من غزوة تبوك Ù„ÙŠÙ†ÙØ±ÙˆØ§ ناقة الرسول Ùيسقط عنها بالعقبة ويموت كما يروي علامة المعتزلة ابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ ÙÙŠ شرØÙ‡ لنهج البلاغة(51) .
لقد وصلتنا مثل هذه الأنباء عن سيرة الرجلين على الرغم من أنّ الاÙمويّÙين قد ØÙƒÙ…وا أل٠شهر ØŒ سيطروا خلالها على وسائل الإعلام ومناهج التربية والتعليم ØŒ Ùلو لم تكن ØÙ‚يقة الرجل من الشيوع والعموم لما وصلتنا مثل هذه الأنباء .
صØÙŠØ أن سلطان الدولة التاريخيّة على المناهج التربوية والتعليمية ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆÙ„Ù‡ بصمات . خذ على سبيل المثال صØÙŠØ البخاري ØŒ ÙØ£Ù‡Ù„ السنة بعتبرونه بعد القرآن Ø¨Ø§Ù„ØµØØ© , ومع هذا يروي ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡(52) أنّ الرسول كان يقول إذا Ø±ÙØ¹ رأسه من الركعة الأخيرة : (( اللّهمَّ العن Ùلاناً ÙˆÙلاناً ÙˆÙلاناً بعدما يقول : سمع الله لمَن ØÙ…ده )) .
من المؤكد أن الرسول الكريم سمّى الÙلانات الثلاثة بأسمائها الملعونة , ومن المؤكد أن البخاري يعر٠أسماء الÙلانات الثلاثة ØŒ لكنه استعاض عن كل اسم بكلمة Ùلان ØŒ Ùلو ذكر البخاري أسماء الÙلانات الثلاثة لما صار لصØÙŠØÙ‡ أية قيمة ØŒ ولهاجت الغوغاء وماجت ØŒ ولَجنّ جنون الجموع المسلمة التي Ø§ÙØ´Ø±Ø¨Øª Ø«Ù‚Ø§ÙØ© التاريخ والمناهج التربوية والتعليمية لدولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© التاريخية .
إلى أي بطن ينتمي يزيد ؟
ينتمي يزيد وأبوه معاوية وجدّه صخر إلى البطن الأموي المشهور بØÙ‚ده ÙˆØØ³Ø¯Ù‡ وكراهيته لبني هاشم عامة , ولآل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) خاصة . ÙÙÙŠ معركة بدر قتل أهل بيت النبوة Ø£ØØ¯ عشر رجلاً من بني اÙميّة Ø¯ÙØ¹Ø© ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØŒ منهم : ØÙ†Ø¸Ù„Ø© بن أبي سÙيان شقيق معاوية وعم يزيد ØŒ وعتبة بن ربيعة جد معاوية ØŒ والوليد بن عتبة خال معاوية ØŒ وشيبة بن عتبة شقيق جد معاوية وعم اÙمّه ØŒ والعاص بن سعيد ØŒ وعقبة بن معيط وهم القرابة القريبة لعثمان بن Ø¹ÙØ§Ù† بن أبي العاص بن اÙميّة بن عبد شمس(53) Ø›
لهذا كله امتزج الكره ÙˆØ§Ù„ØØ³Ø¯ والØÙ‚د ÙÙŠ قلوب الاÙمويّÙين ونÙوسهم ÙØ§Ù†ØØ±Ùوا Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùاً مهلكاً .
وقد نبه النبي (صلّى الله عليه وآله) الأمة إلى ØÙ‚يقة المشاعر الأمويّة ØŒ Ùقال : (( إنّ أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً ØŒ وإنّ أشد قومنا لنا بغضاً بنو اÙميّة ØŒ وبنو المغيرة ØŒ وبنو مخزوم ))(54) .
وعندما بيّن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) آية (أَلَمْ تَرَى Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الَّذÙينَ بَدَّلÙوا Ù†ÙØ¹Ù’مَةَ اللَّه٠كÙÙْراً) , قال : (( هما Ø§Ù„Ø£ÙØ¬Ø±Ø§Ù† من قريش Ø› بنو اÙميّة وبنو المغيرة Ø› ÙØ£Ù…ّا بنو المغيرة Ùقطع الله دابرهم يوم بدر ØŒ وأمّا بنو اÙميّة Ùمتعوا إلى ØÙŠÙ† ))(55) .
لقد عبّرت جويرية بنت أبي جهل عن الوضع Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ø¨Ø·ÙˆÙ† قريش ØŒ ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا صعد بلال على ظهر الكعبة وأذّن وسمعت الأذان ØŒ قالت بعÙوية : قد لعمري Ø±ÙØ¹ لك ذكرك Ø› أمّا الصلاة ÙØ³Ù†ØµÙ„ÙŠ . والله لا Ù†ØØ¨ Ù…ÙŽÙ† قتل Ø§Ù„Ø£ØØ¨Ø© أبداً(56) .
لقد عاش البطن الأموي رهينا لسلسلة من العقد Ø› لماذا يكون النبي من بني هاشم ØŸ كي٠يثأرون من الهاشميّÙين وبالذات آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيته لقتلاهم ÙÙŠ بدر ØŸ كي٠يستعيدون ØÙ‚هم بقيادة بطون قريش ØŸ وكي٠يوÙقون بين الإسلام وبين هذه العقد المميتة ØŸ
قلنا : إنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) كان هو القائد الأعلى لمنتسبي Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الأولى التي تجمعت ÙˆØ§Ù„ØªÙØª ØÙˆÙ„Ù‡ ØŒ وقاتلت معه ببسالة خارقة ØØªÙ‘Ù‰ Ø§ÙØ¨ÙŠØ¯Øª وقتلت عن بكرة أبيها ÙÙŠ كربلاء .
وقلنا أيضاً : إنّ « Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© » يزيد بن معاوية بن أبي سÙيان كان أيضاً هو القائد الأعلى لمنتسبي Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الثانية « جيش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© » , وأركان دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الذين Ù†Ùّذوا أوامره بدقة ØŒ Ùقتلوا آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيته وذوي قرباه ببرودة ØŒ صانعين Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء ØŒ تلك Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© البشعة التي ÙŠØªØ±ÙØ¹ همج ما قبل التاريخ وعبدة الشيطان عن تلويث أيديهم بكلّياتها ÙˆØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها المخزية والمخجلة ØÙ‚اً .
ما معنى أركان القيادتين ؟
يقصد بأركان القيادتين تلك العناصر البشرية المهمة أو البارزة التي شاركت القيادتين بالتخطيط والتدبير والتنÙيذ Ø› ÙÙ†Ùّذت الأولى أوامر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø¨Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ المشروع عن الدين ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ³ ØŒ ونÙّذت الثانية أوامر يزيد بن معاوية ØŒ ÙØ£Ø´Ø¨Ø¹Øª رغبته بالعن٠والتنكيل بخصومه ØŒ وقتلهم وتعذيبهم Ø£ØÙŠØ§Ø¡ وميّتين استجابة لأهوائه .
أركان قيادة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)
1 ـ الهاشميّون من ذرّية أبي طالب
لا خلا٠بأن ذرّية أبي طالب قد خرجت مع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وهم شباب آل Ù…ØÙ…ّد ØŒ وزهرة أهل بيت النبوة ØŒ وذوو قربى النبي ØŒ تخرجوا من مدرسة النبوة Ùكانوا ÙØ±Ø§Ù‚د متألقة ØŒ ونماذج بشرية لن تتكرر ØŒ ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ ÙØªÙŠØ© على وجه الأرض ØŒ وشوقهم Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ù‚ للجنة ØŒ وطلبهم Ø§Ù„ØØ«ÙŠØ« للموت ØŒ وسعيهم الدؤوب له ØŒ وصبرهم العجيب على مكاره Ø§Ù„Ø³ÙØ± .
واستماتتهم Ø¨Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن شيخ آل Ù…ØÙ…ّد يعكس طبيعة ÙˆÙØ§Ø¡ اÙولئك Ø§Ù„ÙØªÙŠØ© ØŒ ونوعية إيمانهم ØŒ ومعدن أصالتهم .
لقد كانوا نماذج بشرية تÙوق كل مجالات ÙˆØ¢ÙØ§Ù‚ التصور والتصديق Ø› Ùكان اÙولئك Ø§Ù„ÙØªÙŠØ© هم أبرز أركان قيادة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وضعهم بالصورة الكاملة قبل خروجه من المدينة المنورة ØŒ وواÙقوه على كل ما ÙØ¹Ù„ خطوة خطوة ØŒ ونÙّذوا أوامره برضا خاطر Ø› Ùما من Ø£ØØ¯ منهم إلاّ وقد قال Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : ائذن لي يابن رسول الله Ù„Ø£Ø¯Ø§ÙØ¹ عنك ØŒ واÙقتل بين يديك .
وما من Ø£ØØ¯ منهم إلاّ وأثلج خاطر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) صولة وجولة ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ إذا ما قضي Ù†ØØ¨Ù‡ صار Ø¬Ø±ØØ§Ù‹ غائراً ÙÙŠ قلب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وانهدم ركنٌ عصي من أركان قيادته Ø› ÙÙØªÙŠØ© آل Ù…ØÙ…ّد كانوا هم ناصية أركان قيادة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
Ùلمّا وقعت الواقعة تقدّموا وقاتلوا بين يديه , وسقطوا ÙØ±Ù‚داً إثر ÙØ±Ù‚د ØØªÙ‘Ù‰ خلت السماء تماماً من ÙØ±Ø§Ù‚دها ØŒ عندئذ كسر ظهر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وأمتلأ قلبه Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø²ÙØ© ØŒ واضطر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أن ÙŠØÙ…Ù„ قلبه المثخن Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙˆØ£Ù† يقاتل جيش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ بعد أن تهدّمت أركان قيادته .
إنّ الكواكب التي انتثرت وتساقطت تباعاً من سماء كربلاء أمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لهي ظاهرة قيادية كونية نادرة ØŒ وإن تعجب لأراك الدهر عجباً ØŒ ÙØ§Ø¹Ø¬Ø¨ كي٠بقي Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† قلب ! وكي٠انصر٠ليقاتل ÙˆØØ¯Ù‡ جيشاً يزيد٠على عشرين أل٠مقاتل بعد أن Ùقد أركان قيادته !
واعجب Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ هذا الجيش المرتزق الذي أصرّ على قتال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ , وبعد ØÙ…لات هذا الجيش وصولاته على الإمام الوØÙŠØ¯ قتلوه ØŒ ولم يكتÙوا بقتل الإمام (عليه السّلام) إنّما مثّلوا به أشنع تمثيل ØŒ وبعد أن أكملوا Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© ذهبوا وصلّوا , وقالوا ÙÙŠ صلاتهم كما أمرهم الله : « اللّهمَّ صلّ٠على Ù…ØÙ…ّد وعلى آل Ù…ØÙ…ّد » , وهم قبل قليل آبادوا آل Ù…ØÙ…ّد وذبØÙˆØ§ شيخهم كما ØªÙØ°Ø¨Ø® الأضاØÙŠ !
2 Ù€ أركان قيادة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من غير بني هاشم
الذين أتبعوا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من غير بني هاشم هم نخبة الاÙمة الإسلاميّة ØŒ ولقد وصÙهم Ø£ØØ¯ قادة الجيش الاÙموي بقوله للجيش : أتدرون من تقاتلون ØŸ! إنما تقاتلون ÙØ±Ø³Ø§Ù† العصر ØŒ وأهل البصائر ØŒ وقوماً مستميتين(57) .
وقال عنهم الإمام علي (عليه السّلام) : (( ليس مثلهم إلاّ شهداء بدر ))(58) .
ÙØ§Ù„ذين اتّبعوا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من غير بني هاشم واستشهدوا بين يديه ÙÙŠ كربلاء كانوا على علم بما يجري ØŒ ÙˆØ¨Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ الذاتية لقادة ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ المواجهة Ø› Ùهم يعرÙون طبيعة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ وطبيعة نظام دولته , وطبيعة أركان هذه الدولة ØŒ وطبيعة الجيش « الإسلامي » الجرّار الذي يأتمر بأمر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ وطبيعة Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© التي آلت إليها Ù†ÙØ³ÙŠØ© الأمة .
Ùمن غير Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…Ù„ على الإطلاق أن يخاطر أي ÙØ±Ø¯ من أغلبية الرعية بقطع « الأرزاق » أو Ø§Ù„Ø§ÙØ¹Ø·ÙŠØ§Øª الشهرية التي يقدمها Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© لعبيده ØŒ أو يجاهر بعصيانه ليخسر دنياه ØŒ ويخسر ØÙŠØ§ØªÙ‡ , ويهدم داره .
ÙØ§Ù„ذين اتّبعوا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ونالوا شر٠الشهادة بين يديه نماذج بشرية عجيبة ØÙ‚اً ØŒ ØÙ„ّلت واقعها تØÙ„يلاً دقيقاً ØŒ وأصغت لنبيّÙها وهو يأمرها بنصرة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙØ§Ø®ØªØ§Ø±Øª ما اختارت بقلوب راضية مطمئنة ØŒ وبأعصاب هادئة ØŒ وبرضا تام ØŒ وساروا إلى الموت بخطى ثابتة , كلما ÙØ±Ù‘ الموت من أمامهم لاØÙ‚وه بلا كلل ولا ملل .
لقد صار الموت مطلبهم وغايتهم ونشوتهم العظمى , ولم لا ØŸ! Ùهم أنصار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مقتنع قناعة نهائية لا تقبل المراجعة أن الموت خير من الØÙŠØ§Ø© ØªØØª ØÙƒÙ… الظالمين ØŒ بل إنه كان يرى الموت سعادة والØÙŠØ§Ø© مع الظالمين برماً .
إنّ أنصار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† على خطه تماماً ØŒ راÙقوه وتداولوا الأمر معه ØŒ ثمَّ Ù†Ùّذوه بدقة ÙˆØªÙØ§Ù† . Ùلما وقعت الواقعة Ø§ÙØªØ¯ÙˆÙ‡ ØŒ ÙˆØ§ÙØªØ¯ÙˆØ§ أهل بيت النبوة الكرام ØŒ وقاتلوا بين يديه ØØªÙ‘Ù‰ قتلوا . لقد كانوا جبالاً ØÙ‚يقية اندكت تباعاً بين يدَي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
أركان قيادة يزيد ÙÙŠ كربلاء
قهر معاوية الاÙمّة ØŒ وتملّك أمرها بالقوة والتغلب ØŒ ودانت له البلاد والعباد رغبة بما ÙÙŠ يديه من مال ونÙوذ ØŒ أو رهبة من بطشه وجبروته . ولكن معاوية بدهائه مدرك أن الجمر ÙÙŠ كثير من المواقع ما زالت ØªØØª الرماد . لقد ØØµØ± معاوية الخطر على ملكه بمصدرين ØŒ Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا : آل Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) ØŒ وأهل بيت النبوة الذين لا ينÙكون عن القول بأنهم Ø£ØµØØ§Ø¨ الØÙ‚ الشرعيين بقيادة الاÙمّة ØŒ وأنّ معاوية
وأمثاله غاصبون لهذا الØÙ‚ .
وثاني هذين الخطرين : أهل المدينة المجمعون على أن معاوية طليق وابن طليق لا تØÙ„Ù‘ له Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ وأنّه غاصب لها . ولكن أهل المدينة منقسمون إلى شيع , تبع كل شيعة Ø£ØØ¯ غراس عمر بن الخطاب « Ø£ØµØØ§Ø¨ الشورى » ØŒ أو تبع ابنه ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© ÙˆÙØ§Ø© أبيه .
خطة معاوية
لقد أغرق معاوية أهل المدينة بالأموال والعطايا , وسلّط كل شيعة على Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ØŒ ÙØ§Ø³ØªÙ‚امت له اÙمور جميع الشيع إلى ØÙŠÙ† , وهكذا ØÙŠØ¯ معاوية هذا الخطر Ø¨Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø§Ù„ .
ÙˆØªÙØ±Øº بكل قوة الدولة لمواجهة مصدر الخطر الآخر المتمثل بآل Ù…ØÙ…ّد ØŒ أهل بيت النبوة ومَن والاهم Ø› ÙÙØ±Ø¶ على كل المسلمين أن يسبّوا علياً وأهل بيت النبوة ÙÙŠ كلّ٠صلاة , وبالعشي والإبكار , وأصدر سلسلة من مراسيمه الملكية تقضي بأن ÙŠÙÙ…ØØ§ من ديوان العطاء كلّ٠من يوالي علياً وأهل بيته ØŒ ثمَّ تÙهدم داره ØŒ ثمَّ ÙŠÙقتل(59) .
ثمَّ ولى زياداً ابن أبيه على العراق لأنه كان يعر٠شيعة أهل البيت Ø› ÙÙØªÙƒ بهم ÙØªÙƒØ§Ù‹ ذريعاً , وصÙّاهم من دون رØÙ…Ø©(60) .
وبكلّ٠قوة الدولة قاد معاوية ØÙ…لة اختلاق Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) Ø› لتمييع النصوص الشرعية المتعلقة Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) , وخلط الأوراق(61) , وتوّج خطته بدس السم إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) وقتله(62) .
وهكذا هيّأ معاوية كل الظرو٠لتØÙˆÙŠÙ„ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© رسمياً إلى ملك ØŒ ÙˆÙ„ØØµØ± هذا الملك ÙÙŠ ذرّيته ÙˆÙÙŠ البيت الاÙموي ØŒ أشد البيوت عداء لله ولرسوله(63) .
وهكذا Ù†Ø¬Ø Ù…Ø¹Ø§ÙˆÙŠØ© بتØÙˆÙŠÙ„ الدين رسمياً إلى مجرد طريق للملك ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ùظة عليه ØŒ ÙˆÙ†Ø¬Ø Ø¨ØªÙØ±ÙŠØº الإسلام سياسياً من Ù…ØØªÙˆØ§Ù‡ ØŒ وصار Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ÙØ¹Ù„ياً مجرد رجل « ميكاÙيلي » لا همّ له إلاّ البقاء ÙÙŠ ملكه ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على هذا الملك بأي وسيلة كانت شرعية أو غيرها .
يزيد بن معاوية : وعملاً بنظام الملك والوراثة ورث يزيد بن معاوية عن أبيه مملكة مترامية الأطرا٠كانت بمثابة ضيعة كبرى لأبيه ØŒ وورث مع الأقاليم قيادة اÙمّة هرمت شبابها وذلّت ÙØ§Ø³ØªØ°Ù„ت ØØªÙ‘Ù‰ صارت الأغلبية الساØÙ‚Ø© من جماعاتها ÙˆØ£ÙØ±Ø§Ø¯Ù‡Ø§ بمثابة عبيد أو أقنان لمعاوية وورثته .
يزيد يكمل خطة والده
بعد أن ØÙ…Ù„ ولاة الأقاليم البيعة ليزيد ØŒ وبعد أن انتهت مراسيم تتويج الملك الجديد Ø§ÙØÙŠØ· الملك يزيد علماً بنقطتين هامتين :
أولاهما : إنّ شيخ آل Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) ØŒ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ØŒ لم يبايع , وأنه قد خرج وأهل بيت النبوة من المدينة إلى مكّة تهرّباً من إعطاء البيعة ØŒ ومن المؤكد أنه سيلجأ إلى العراق وإلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بالذات عاصمة دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ عهد أبيه علي (عليه السّلام) .
وثانيهما : إنّ أهل المدينة وشيعها السياسية Ù…ØªÙ„ÙƒÙ‘ÙØ¦ÙˆÙ† بإعطاء البيعة , ويتأهبون للشغب .
عزم يزيد وإصراره
يزيد بطبيعته رجل جنس ولهو ØŒ ورجال الجنس واللهو بالضرورة يعشقون العن٠. لقد قرر أن يضرب خصومه وبمنتهى Ø§Ù„ÙˆØØ´ÙŠØ© والقسوة ØŒ وأن يقطع دابر معارضيه وإلى الأبد Ø› ÙØ¨Ø¯Ø£ من ØÙŠØ« انتهى أبوه ØŒ ÙˆØ§Ø³ØªÙØ§Ø¯ من خبرة أبيه بالقمع والإرهاب ØŒ ومن اÙولئك الذين Ù†ÙØ°ÙˆØ§ سياسة أبيه بهذين المجالين .
(أَلَمْ تَرَى Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الَّذÙينَ بَدَّلÙوا Ù†ÙØ¹Ù’مَةَ اللَّه٠كÙÙْراً) .
Ù…ÙŽÙ† ينÙّذ المهمتين ØŸ
Ù…ÙŽÙ† يبيد آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيت النبوة , ومَن يقتل شيخهم ØŸ Ù…ÙŽÙ† يضع ØØ¯Ø§Ù‹ نهائياً لتمرد أهل المدينة ويقصم ظهورهم إلى الأبد ØŸ هذا ما كان يشغل ذهن يزيد بن معاوية .
سرجون ومعاوية
استشار يزيد سرجون مولاه وكاتبه ØŒ ونديمه وأنيسه . وسرجون هذا نصراني دخل ÙÙŠ خدمة معاوية(64) , Ùقال سرجون ليزيد : عليك بعبيد الله بن زياد . قال يزيد : لا خير Ùيه . Ùقال سرجون : لو كان معاوية ØÙŠÙ‘اً وأشار عليك به أكنت توليه ØŸ قال يزيد : نعم . Ùقال سرجون : هذا عهد معاوية إليه بخاتمه ØŒ ولم يمنعني أن Ø§ÙØ¹Ù„مك به إلاّ Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙŠ Ø¨Ø¨ØºØ¶Ùƒ له(65) .
عندئذ قرّر يزيد اختيار عبيد الله بن زياد لإنجاز النقطة أو المهمة الأولى المتمثلة بقتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيته (عليهم السّلام) ØŒ وبوصية من أبيه كما يقول الدينوري ÙÙŠ « الإمامة والسياسة » .
قرر يزيد اختيار مسلم بن عقبة لإنجاز النقطة أو المهمة الثانية المتمثلة بوضع ØØ¯ نهائي لتمرد أهل المدينة . وما يعنينا هو المهمة الأولى التي أوكل تنÙيذها لعبيد الله بن زياد .
لقد استجاب يزيد Ù„Ù†ØµÙŠØØ© سرجون ØŒ ونÙّذ العهد الذي كتبه معاوية ØØ§Ù„ ØÙŠØ§ØªÙ‡ ØŒ ÙØ¹Ø²Ù„ بشير بن النعمان وعيّن بدلاً منه عبيد الله بن زياد ليتولى تنÙيذ المهمة القذرة . مرسوم التعيين
كتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد قائلاً : أمّا بعد ØŒ ÙØ¥Ù† Ø§Ù„Ù…Ù…Ø¯ÙˆØ Ù…Ø³Ø¨ÙˆØ¨ يوماً ØŒ وإن المسبوب يوماً Ù…Ù…Ø¯ÙˆØ ØŒ وقد سÙمي بك إلى غاية أنت Ùيها كما قال الأوّل :
رÙÙØ¹ØªÙŽ ÙˆØ¬Ø§ÙˆØ²Øª Ø§Ù„Ø³ØØ§Ø¨ ÙˆÙوقَه Ùما لك إلاّ مرقب٠الشمس مقعدÙ
وأمره بالاستعجال على الشخوص إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ليطلب ابن عقيل مندوب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ùيوثقه أو يقتله أو ينÙيه(66) .
ÙˆØªÙ„Ø§ØØ¸ أن يزيد قد بيّن لعبيد الله بأنه بالذات هو ÙˆØØ¯Ù‡ المؤهّل للقيام بهذه المهمة ØŒ وأن يزيد قد أطلق يد قائده عبيد الله وأعطاه ÙƒØ§ÙØ© الصلاØÙŠØ§Øª للتعامل مع مندوب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مسلم بن عقيل .
وتشير المصادر إلى أن يزيد قد كتب لعبيد الله بن زياد رسالة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ قال Ùيها : إنه قد بلغني أن ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ قد سار إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان ØŒ وبلدك من بين البلدان ØŒ وابتليت به أنت من بين العمال ØŒ وعندها ØªÙØ¹ØªÙ‚ ØŒ أو تعود عبداً كما تعتبد العبيد(67) .
ÙØ£Ù†Øª ØªÙ„Ø§ØØ¸ أن هذه الرسالة مليئة Ø¨Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ¶ والتهديد ØŒ والتذكير بنعمة آل أبي سÙيان على عبيد الله وأبيه زياد Ø› Ùقد كان زياد عبداً من أبوين عبدين , وهما : عبيد وسمية ØŒ Ùمنَّ عليه معاوية وألØÙ‚Ù‡ بالاÙمويّÙين Ø› زاعماً أن أبا سÙيان قد زنى بسمية سراً ØŒ وأنها ØÙ…لت زياداً من تلك الزنية ØŒ وأن أبا سÙيان هو الوالد الØÙ‚يقي لزياد وليس عبيداً كما كان شائعاً ÙÙŠ المجتمع .
وعلاوة على « شر٠» Ø§Ù„Ø¥Ù„ØØ§Ù‚ ولاّه معاوية العراقين يتصر٠Ùيهما تصر٠السيد مع عبيده ØŒ وها هو يزيد يتمّ نعمته على ØÙيد سمية Ùيوليه العراقين أيضاً . بمعنى أن عبيد الله إن لم ÙŠÙ†Ø¬Ø Ø¨Ø§Ù„ØªØµØ¯ÙŠ لشيخ آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيت النبوة سيعود عبداً بلا ØØ³Ø¨ ولا نسب ولا مكانة .
وما يعنينا هو أن عبيد الله بن زياد عÙيّن رئيساً لهيئة الأركان Ø§Ù„Ù…ÙƒÙ„Ù‘ÙØ© بأخذ البيعة من شيخ آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيت النبوة وهم صاغرون , أو قتلهم والتمثيل بهم لوضع ØØ¯ لخطرهم .
عمر بن سعد
لما جاء مسلم بن عقيل مندوب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ورأى عمر بن سعد بن أبي وقاص إقبال الناس عليه Ø£ØØ±Ù‚ Ø§Ù„ØØ³Ø¯ والكره قلبه ØŒ Ùكتب سراً إلى يزيد بن معاوية بذلك .
Ùمن الطبيعي أن يسر ذلك يزيد(68) ØŒ ومن الطبيعي أن يطلب من عبيد الله تعيين عمر بن سعد بن أبي وقاص قائداً للقوات العسكرية Ø§Ù„Ù…ÙƒÙ„Ù‘ÙØ© بقتل شيخ آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) ØŒ ومن الطبيعي أيضاً أن يعده Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وعبيد الله بن زياد بولاية الري إن هو Ù†Ø¬Ø Ø¨Ø§Ù„Ù…Ù‡Ù…Ø© الموكولة إليه .
وهكذا كان , إذ عÙين عمر بن سعد قائداً عاماً للقوات العسكرية Ø§Ù„Ù…ÙƒÙ„ÙØ© بقتال أهل بيت النبوة وقتلهم والتمثيل بهم ØŒ أمّا لماذا اختار عمر بن سعد بن أبي وقاص ليقود المرتزقة ÙÙŠ كربلاء ØŸ ÙØ¥Ù†Ù†Ø§ لا نعلم على وجه Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ , ربما لأنّ عمر كتب له بقدوم مسلم وإقبال الناس عليه , وربما لأنه يعر٠أن عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكارهين لآل Ù…ØÙ…ّد ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù‚دين عليهم , وربما لإشعار الناس بأن أولاد سعد بن أبي وقاص معه Ø› استغلالاً لسمعة سعد ÙƒØ£ØØ¯ الذين رشّØÙ‡Ù… عمر بن الخطاب Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , وربما لضرب بطون قريش ببعضها ØØªÙ‘Ù‰ يكون هو الØÙƒÙ… .
شمر بن ذي الجوشن
ومن أركان قيادة يزيد بن معاوية شمر بن ذي الجوشن ØŒ ويبدو أنه كان يتمتّع بمكانة خاصة عند عبيد الله ØŒ ÙˆÙÙŠ قلوب Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ عشيرته ØŒ وأنه كان وجيه هذه العشيرة ØŒ وقائد Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ù‡Ø§ ÙÙŠ كربلاء ØŒ بدليل أن أكثر المؤرّخين يجمعون عند ذكر قطع رؤوس الشهداء بأن هوازن جاءت بكذا رأس من رؤوس الشهداء مع ØµØ§ØØ¨Ù‡Ù… شمر بن ذي الجوشن(69) , ومن المؤكد أن ابن ذي الجوشن هذا كان قائداً للقوات الراجلة ØªØØª إمرة سعد , ومن المؤكد أيضاً أن ابن ذي الجوشن هذا كان نائباً لعمر بن سعد بن أبي وقاص ØŒ ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا كان عمر ÙŠÙØ§ÙˆØ¶ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كانت أوامر عبيد الله بن زياد أن قاتل أو سلّم الإمارة لشمر بن ذي الجوشن(70) .
ويبدو ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ للعيان أن شمر بن ذي الجوشن لا يكره Ù…ØÙ…داً وآل Ù…ØÙ…ّد ÙØØ³Ø¨ ØŒ بل ÙŠØÙ‚د عليهم ØÙ‚داً ØŒ وعملاً بالمبدأ السائد « صارت النبوة طريقاً للملك » , Ùمن المؤكد أن شمراً هذا قد قرأ التاريخ ÙˆÙهم ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ معركة ØÙنين , والمواجهة بين قبيلته هوازن وبين النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله)(71) , ÙØ§Ù…تلأت Ù†ÙØ³Ù‡ بالكره والØÙ‚د على Ù…ØÙ…ّد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) Ø› ولأنه لا يستطيع أن يجهر بØÙ‚ده على النبي (صلّى الله عليه وآله) Ùقد جهر بكراهيته ÙˆØÙ‚ده على آل النبي (عليهم السّلام) , ولقد تجلى هذا الØÙ‚د بأبشع صوره ÙÙŠ معركة الطÙÙ‘Ù .
وما يعنينا هو أنه كان الرجل الثالث ÙÙŠ تلك القيادة المجرمة .
أركان القيادة الأقزام
وساعد الثلاثة ÙÙŠ القيادة مجموعة من أركان القيادة الأقزام الذين لم تكن لهم مكانة الثلاثة الاÙول , إلاّ أنهم لعبوا دوراً بارزاً ÙÙŠ قيادة الجند الذين اشتركوا Ø¨Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء , نذكر منهم على سبيل المثال لا Ø§Ù„ØØµØ± : Ø§Ù„ØØµÙŠÙ† بن نمير التميمي ØŒ وشبث بن ربعي ØŒ وكعب بن Ø·Ù„ØØ© ØŒ ÙˆØØ¬Ø§Ø± بن أبجر ØŒ ونصر بن ØØ±Ø´Ø© ØŒ ومضاير بن رهينة(72) .
ومن الذين قادوا قبائلهم : قيس بن الأشعث ، وهلال بن الأعور ، وغيهمة بن أبي زهير ، والوليد بن عمرو ...(73) .
القبائل التي اشتركت Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ©
نذكر منها على سبيل المثال :
1 ـ كندة
2 ـ هوازن
3 ـ تميم
4 ـ بنو أسد
5 Ù€ Ù…Ø°ØØ¬(74)
6 ـ الأزد
7 Ù€ ثقيÙ(75)
عدد Ø§Ù„ÙØ¦ØªÙŠÙ†
عدد ÙØ¦Ø© الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)
لا Ù†Ø¹Ø±Ù Ø¨Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ وعلى وجه الدقة واليقين عدد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الأولى التي كان يقودها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ كربلاء Ø› لأن هذه Ø§Ù„ÙØ¦Ø© مرّت بسلسلة من الظرو٠والأØÙˆØ§Ù„ أثّرت على عددها زيادة ونقصاناً ØØªÙ‘Ù‰ استقرت نهائياً ÙÙŠ العشر الأوائل من شهر Ù…ØØ±Ù… .
ولكن بالاستقراء العلمي للمصادر التاريخيّة ØŒ والمقاتل ØŒ وكتب الزيارات ØŒ وروايات الذين توثقت علاقاتهم بآل Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) وكانوا لهم شيعة ØŒ ÙˆØ¨ØØµØ± الذين نجوا من Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء ØŒ وبإعمال مناهج الاستقراء والاستدلال , والاستنباط والمقارنة , بهذا كله يمكن أن نق٠على ØÙ‚يقة العدد اليقيني .
عدد الناجين من Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ©
تجمع ÙƒØ§ÙØ© المصادر التي أشرنا إليها على أن ÙƒØ§ÙØ© الذكور الذين تتكون منهم Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الأولى التي قادها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ كربلاء قد قتلوا عن بكرة أبيهم ØŒ ولم ينج٠منهم غير ستة Ø› ثلاثة من بني هاشم وهم :
1 Ù€ الإمام علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† , زين العابدين (عليه السّلام) ØŒ Ùقد كان Ø·Ø±ÙŠØ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø´ ولا يقوى على Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© .
2 Ù€ Ø§Ù„ØØ³Ù† بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي بن أبي طالب .
3 Ù€ عمر بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي بن أبي طالب , Ùقد كانا(76) Ø·Ùلين(77) .
ونجا من Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© ثلاثة من أنصار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من غير الهاشميّÙين , وهم :
1 Ù€ Ø§Ù„Ø¶ØØ§Ùƒ بن عبد الله المشرقي ØŒ عاهد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بالقتال معه ما كان القتال
Ù†Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ ØŒ ÙØ¥Ù† لم يجد مقاتلاً معه كان ÙÙŠ ØÙ„ّ٠من العهد . وقد Ø§Ù†Ø³ØØ¨ هذا الرجل عندما لم يعد قتاله مجدياً .
2 Ù€ عقبة بن سمعان مولى الرباب زوجة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الذي قال لعمر بن سعد عندما وقع بين يديه : أنا عبدٌ مملوك . ÙØªØ±ÙƒÙ‡ .
3 Ù€ Ø§Ù„Ù…Ø±ÙØ¹ بن ثمامة الأسدي ØŒ جاء وقومه بالمراØÙ„ الأخيرة من القتال , وهو يقاتل عندما لم يك القتال مجدياً , ÙØ£Ø¹Ø·ÙˆÙ‡ الأمان وأخذوه معهم(78) .
وقد أجمعت ÙƒØ§ÙØ© المصادر على أنه عندما Ù‚ÙØªÙ„ ÙƒØ§ÙØ© أنصار الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من غير بني هاشم ØŒ وبعد أن Ù‚ÙØªÙ„ ذكور آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيت النبوة ØŒ ركب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) جواده , وامتشق ØØ³Ø§Ù…Ù‡ ØŒ وأخذ يقاتل جيش Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ ØŒ ولمّا عقروا جواده قاتل جيش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© راجلاً , واستمر بالقتال ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ ØØªÙ‘Ù‰ أثخنته Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ .
وبقتله ØŒ وبقطع رؤوس الشهداء ØŒ وبالدوس على جثثهم بسنابك الخيل ØŒ وأخذ ملابسهم التي كانوا يرتدونها غنائم للقتلة ØŒ وبالتمكن من بنات النبي (صلّى الله عليه وآله) وأخذهن سبايا أخذت Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء صورتها النهائية , بمعنى أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عملياً كان يدير القتال والعمليات العسكرية , ولم يقاتل قتالاً ÙØ¹Ù„ياً إلاّ بعدما Ø§ÙØ¨ÙŠØ¯Øª ÙØ¦ØªÙ‡ ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ أمام جيش القتلة .
رؤوس الشهداء (عليهم السّلام)
يمكن أن نستدل على عدد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© التي كان يقودها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بعدد رؤوس شهداء هذه Ø§Ù„ÙØ¦Ø© التي ØØ²Ù‘ها وقطعها القتلة بعد قتل الشهداء Ø› لينالوا بهذه الرؤوس Ø§Ù„ØØ¸ÙˆØ© عند Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ ويثبتوا رجولتهم وشجاعتهم لعل Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© يرضى منهم ويأمر لهم ببعض المال .
ويبدو أن هنالك Ø£ØªÙØ§Ù‚اً على عدد رؤوس الشهداء ØŒ قال الطبري بروايته عن شاهد عيان من جيش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© : « Ùقط٠رؤوس الباقين , ÙØ³Ø±Ù‘Ø Ø¨Ø§Ø«Ù†ÙŠÙ† وسبعين رأساً »(79) .
وقال الدينوري : « ÙˆØÙ…لت الرؤوس على Ø£Ø·Ø±Ø§Ù Ø§Ù„Ø±Ù…Ø§Ø , وكانت اثنين وسبعين رأساً »(80) .
وقال الشيخ المÙيد : « ÙˆØ³Ø±Ù‘Ø Ø¹Ù…Ø± بن سعد ... برأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وأمر برؤوس الباقين من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأهل بيته ÙÙ‚ÙØ·Ø¹Øª , وكانوا اثنين وسبعين رأساً »(81) .
وقال المجلسي ÙÙŠ Ø¨ØØ§Ø± الأنوار : « إنّ رؤوس Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيته كانت ثمانية وسبعين رأساً »(82) .
عدد الشهداء (عليهم السّلام)
يبدو أن عدداً من الشهداء لم تÙقطع رؤوسهم Ø› ومتابعة لاستقصائنا عن عدد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الأولى التي كان يقودها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) نذكر Ø·Ø§Ø¦ÙØ© من الروايات التي ØªØØ¯Ø«Øª عن عدد القتلى من ÙØ¦Ø© الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
قال المسعودي : « وكان جميع من قتل مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ يوم عاشوراء بكربلاء سبعة وثمانين , منهم ابنه علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† »(83) .
وقال الطبري ÙÙŠ رواية له : « Ùقتل من Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† 72 رجلاً »(84) .
وقال الطبري ÙÙŠ رواية Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ : « أقبل Ø²ØØ± بن قيس ØØªÙ‘Ù‰ دخل على يزيد بن معاوية ØŒ Ùقال : ما وراءك , وما عندك ØŸ Ùقال : أبشر يا أمير المؤمنين Ø¨ÙØªØ الله ونصره Ø› ورد علينا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي ÙÙŠ ثمانية عشر من أهل بيته ØŒ وستين من شيعته ØŒ ÙØ£ØØ·Ù†Ø§ بهم ØØªÙ‘Ù‰ أتينا على آخرهم »(85) .
عدد Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الأولى
قال الطبري ÙÙŠ رواية له عن أبي Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…ّد بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ الإمام الباقر (عليه السّلام) .... : (( Ùلمّا رأى ذلك عدل إلى كربلاء ØŒ Ùنزل وضرب ابنيته ØŒ وكان Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ خمسة وأربعين ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ ومئة راجلاً ))(86) .
ÙˆÙÙŠ رواية ثانية للطبري : « وإنهم لقريب من مئة رجل ØŒ Ùيهم لصلب علي بن أبي طالب خمسة ØŒ ومن بني هاشم ستة عشر ... »(87) .
وروى الطبري أيضاً : « وعبأ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ , وصلّى بهم الغداة ØŒ وكان معه اثنان وثلاثون ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ وأربعون راجلاً »(88) .
قال الدينوري : « وعبأ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أيضاً Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ , وكانوا اثنين وثلاثين ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ وأربعين راجلاً »(89) .
وقال اليعقوبي : « وكان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ اثنين وستين أو اثنين وسبعين رجلاً من أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ »(90) .
وقال الخوارزمي : « ولما Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عبأ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ وكان معه اثنان وثلاثون ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ وأربعون راجلاً »(91) .
القول Ø§Ù„ÙØµÙ„
قال الشيخ Ù…ØÙ…ّد مهدي شمس الدين ÙÙŠ كتابه « أنصار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† » ØŒ والذي اعتمدنا عليه ÙÙŠ هذه الناØÙŠØ© : « Ù†Ù„Ø§ØØ¸ قبل أن نذكر تقديرنا الخاص ÙÙŠ المسألة أن عدد Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لم يكن ثابتاً ÙÙŠ جميع المراØÙ„ , منذ الخروج من مكة إلى ما بعد ظهر اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… ÙÙŠ كربلاء ØŒ وإنما كان العدد متقلّبا عند الخروج من مكة بالعدد الذي ذكره الخوارزمي « 82 » , ثمَّ ازداد العدد كثيراً ÙÙŠ الطريق ØŒ ثمَّ تقلّص ØØªÙ‘Ù‰ عاد إلى العدد الأوّل « 82 » رجلاً .
وربما يكون قد نقص عنه قليلاً أو ازداد بنسبة صغيرة قبل المعركة Ø› نتيجة لقدوم بعض الأنصار ØŒ وتØÙˆÙ„ بعض جنود الجيش الاÙموي إلى معسكر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† .
وتقديرنا الخاص نتيجة لما انتهى إليه Ø§Ù„Ø¨ØØ« هو أن Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الذين نقدّر أنهم استشهدوا معه ÙÙŠ كربلاء من العرب والموالي يقاربون مئة رجل أو يبلغونها ØŒ وربما زادوا قليلاً عن المئة . ولا نستطيع أن نعيّن عدداً بعينه Ø› لأنه لا بدّ من Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶ نسبة من الخطأ تنشأ عن تصØÙŠÙ الأسماء ØŒ ومن عدم دقة الرواة الذين نقلوا Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ØŒ وأسماء رجالها ØŒ ول