قد يتساءل مستغرب : ما العلاقة٠بين المواعظ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© والأخلاق ØŸ! أليست المواعظ٠والØÙÙƒÙŽÙ…Ù ØªÙØ¯Ø±Ø¬Ù ÙÙŠ ØÙ‚Ù„ العلوم والمعار٠؟
الجواب : نعم , هي كذلك ØªÙØ¯Ø±ÙŽØ¬Ù ÙÙŠ العلوم والمعار٠, ولكنْ نتساءل Ù†ØÙ†Ù ÙÙŠ المقابل : أليست٠السّÙنَّة٠النبويّة٠المطهّرة قد امتدّتْ بأمر الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى ÙˆØÙƒÙ…ته ومشيئته ÙÙŠ سÙنَّة٠أهل٠بيته (عليهم٠السّلام) ØŸ
أليستْ السنّة٠النبويّة على ثلاث صور :
1 Ù€ ÙØ¹Ù„ النبيّ (صلّى الله عليه وآله)
2 ـ قوله
3 ـ تقريره ؟
ألَمْ يكنْ للنبيّ (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡Ù) ÙÙŠ هذه الصور الثلاث توجيهاتٌ أخلاقيّةٌ للاÙمّة ØŸ ØÙŠØ« صدرتْ منه Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ÙŒ ÙÙŠ مكارم الأخلاق , وأقوالٌ ÙÙŠ Ù…ØØ§Ø³Ù† الأخلاق , وإقرارٌ وتبريكٌ وتشجيع لمَنْ صدرَ منه خلÙÙ‚ÙŒ طيّب , أو بانتْ منه ØµÙØ©ÙŒ أخلاقيّةٌ ØÙ…يدة .
ÙØ§Ù„مصطÙÙ‰ الأكرم (صلّى الله عليه٠وآلهÙ) كان كريماً , وكان يدعو إلى الكرم ويشوّق إليه , مبيّناً ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ÙŽÙ‡ , ورذائلَ البخل . ويوم جيء Ø¨Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ø§Ø±Ù‰ إليه أمر (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) عليّاً (عليه السّلام) بضرب أعناقهم Ø› إذْ كانوا قد ØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ‡ وقتلوا المؤمنين , ثمّ أمره Ø¨Ø¥ÙØ±Ø§Ø¯Ù ÙˆØ§ØØ¯Ù من الأسرى المشركين لا يقتله , Ùقال الرجل : Ù„ÙÙ…ÙŽ Ø£ÙØ±Ø¯ØªÙ†ÙŠ Ù…Ù† Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø¬Ù†Ø§ÙŠØ©Ù ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØŸ!
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) قائلاً : (( إنَّ الله تبارك وتعالى أوØÙ‰ إليَّ أنّك سخيّÙ
قومÙÙƒ , ولا أقتلك )) .
Ùقال الرجل : ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ أشهد٠أنْ لا إلهَ إلاّ الله , وأنّك رسول٠الله .
قال : Ùقاده سخاؤه إلى الجنّة (1) .
* وجاء عن الإمام Ù…ØÙ…ّد الباقر (عليه السّلام) أنّه Ø§ÙØªÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙŠÙ‘ (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) بأسارى , ÙØ£Ù…ر بقتلهم وخلّى رجلاً من بينهم , Ùقال الرجل : كي٠أطلقتَ عنّي من بينهم ØŸ!
Ùقال : (( أخبرني جَبرئيل٠عن٠الله (جلَّ جلالÙÙ‡) أنَّ Ùيك خمسَ Ø®ØµØ§Ù„Ù ÙŠÙØØ¨Ù‘Ùها الله ورسولÙÙ‡ Ø› الغَيرة٠الشديدة٠على ØØ±Ù…ÙÙƒ , والسخاء , ÙˆØÙسْن٠الخلÙÙ‚ , وصدق٠اللسان , والشجاعة )) .
Ùلمّا سمعها الرجل٠أسلمَ ÙˆØØ³ÙÙ†ÙŽ إسلامÙÙ‡ , وقاتل مع رسول٠الله (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) قتالاً شديداً ØØªÙ‘Ù‰ Ø§Ø³ØªÙØ´Ù‡Ø¯(2) .
* ورأى النبيّ (صلّى الله عليه٠وآلهÙ) أبا أيّوب الأنصاريّ (رضوان٠الله عليه) ÙŠÙ„ØªÙ‚Ø·Ù Ù†ÙØ«Ø§Ø±Ø©ÙŽ Ø§Ù„Ù…Ø§Ø¦Ø¯Ø© , Ùقال (صلّى الله عليه٠وآلهÙ) : (( بÙورÙÙƒÙŽ لك , وبÙوركَ عليك , وبÙورك Ùيك ))(3) . ÙØ¯Ø¹Ø§ له (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) Ø› لأنّه عمÙÙ„ مستØÙŽØ¨Ù‘اً , وكان منه Ø§Ù„ØªÙˆØ§Ø¶Ø¹Ù ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù…٠نعمة٠الله (عزَّ وجلَّ) .
وأهل٠البيت (سلام٠الله عليهم) كانوا يباركون Ù„Ùمَنْ ØªØµØ¯ÙØ±Ù’ منه بادرةٌ أخلاقيّة إيمانيّة Ùيومَ عاشوراء Ø§Ù„ØªÙØªÙŽ Ø£Ø¨Ùˆ ثمامةَ الصائدي إلى الشمس قد زالتْ Ù€ أي ØÙŽÙ„Ù‘ وقت٠الظهر Ùقال Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„ÙƒÙŽ Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ ! إنّي أرى هؤلاء٠قد اقتربوا منك لا والله لا تÙÙ‚ØªÙŽÙ„Ù ØØªÙ‘Ù‰ اÙقتلَ دونك , ÙˆØ§ÙØØ¨Ù‘ أنْ ألقى الله وقد صلّيت٠هذه الصلاةَ التي دنا وقتÙها .
ÙØ±Ùع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) رأسَه إلى السماء٠وقال : (( ذكرتَ الصلاة , جعَلَكَ الله Ù…ÙÙ†ÙŽ المصلّينَ الذَّاكرين . نعم هذا أوّل٠وقتها , سَلÙوهم أن يكÙÙ‘Ùوا عنّا ØØªÙ‘Ù‰ Ù†ÙØµÙ„ّي ))(4) .
ÙØ¯Ø¹Ø§ (عليه السّلام) له Ø› لأنّه ذكر الصلاةَ ÙÙŠ أوّل٠وقتها Ø› اعتناءً بها , واهتماماً بطاعة٠الله (عزَّ وجلَّ) كما ÙŠÙØØ¨Ù‘ , وممّا ÙŠÙØØ¨Ù‘Ù‡ Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ الصلاة٠ÙÙŠ أوّل وقتها . ÙØ§Ù„تشجيع٠على الواجبات ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¨Ù‘ات ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ هو من الأخلاق الØÙ…يدة Ø› لأنّه سببٌ لأنْ تسودَ Ø§Ù„Ø³Ù†Ù†Ù Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© والأخلاق٠الكريمة .
ولا ÙŠÙوتنا أن نقول : إنَّ الإمامةَ هي الامتداد٠الإلهيّ٠والشرعيّ٠للنبوّة , وبما أنَّ السّÙنَّةَ النبويّةَ سÙنَّةٌ مطهَّرةٌ معصومة , كذلك سÙنّة٠الأئمّة٠الأطياب . ÙØ§Ù„أخلاق٠عندهم تظهر٠مَرَّةً ÙÙŠ ØµÙˆØ±Ø©Ù ÙØ¹Ù„ , ومرّةً Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ÙÙŠ صورة٠وعظ٠وإرشاد , ومرّةً ثالثة ÙÙŠ صورة٠تقرير .
ثمّ لا ينبغي أنْ ÙŠÙوتَنا أنَّ الوعظَ هو قول , والقول٠هو من العمل , Ùكما يكون الاعتداء٠على المؤمن٠البريء Ø¨Ø§Ù„Ø¶Ø±Ø¨Ù ØØ±Ø§Ù…اً , كذلك شتمÙÙ‡ بالقول ØØ±Ø§Ù… , وكما يكون٠الدرهم٠والدينار٠صدقةً , كذلك الكلمة٠الطيّبة٠صدقة , وكما تكون الغلاّت٠والأموال٠زكاةً , كذلك العÙÙˆ Ø› Ùقد جاء عن الإمام عليّ٠(عليه السّلام) أنّه قال : (( العÙو٠زكاة٠القدرة ))(5) .
وقد قال رسول٠الله (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) يوماً Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ : (( Ø£ÙŠØ¹Ø¬Ø²Ù Ø£ØØ¯Ùكم أن يكونَ كأبي ضمضم ØŸ )) .
قيل : يا رسولَ الله , وما أبو ضمضم ؟
قال : (( رجلٌ ممّنْ قبلكم , كان إذا Ø£ØµØ¨Ø ÙŠÙ‚ÙˆÙ„ : اللهمَّ إنّي ØªØµØ¯Ù‘Ù‚ØªÙ Ø¨ÙØ¹Ø±Ø¶ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ الناس عامّة ))(6) . Ùيكون عÙوه عن إساءات الناس صدقةً له عليهم .
ومن هنا Ù†Ùهم أنَّ القولَ هو من Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ , وإلاّ لَمَا ØØ±Ù‘Ù…ÙŽ الله تعالى الغيبةَ والنميمة , والكذبَ والبذاء ... وهي أقوال , ولَما قال النبيّ٠الهادي (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) : (( إنَّ مَنْ ØÙŽØ³Ùبَ كلامَه Ù…ÙÙ† عمله قلَّ كلامÙÙ‡ إلاّ Ùيما يَعنيه ))(7) , ولَما قال أيضاً : (( Ù…ÙŽÙ† لم ÙŠØØ³Ø¨ كلامَه Ù…ÙÙ† عملÙÙ‡ ÙƒØ«ÙØ±ØªÙ’ خطاياه , ÙˆØØ¶Ø± عذابÙÙ‡ ))(8) .
إذَاً ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ الكرمَ والغَيرةَ والعÙÙˆÙŽ من الأخلاق Ø› إذ هي Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ ومواق٠, والدعوة٠إليها باللسان والتشويق٠لها والتشجيع٠عليها كذلك من الأخلاق .
ومن هنا رأينا أهلَ البيت (سلام الله عليهم) لم يكتÙوا بدعوة٠الاÙمّة إلى الأخلاق Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„Ø© من خلال Ø£ÙØ¹Ø§Ù„هم وسيرتهم , إنَّما واصلوا ذلك من خلال وصاياهم ÙˆØÙƒÙ…Ùهم وإرشاداتهم , وتوجيهاتهم ومواعظهم , وهذا أيضاً من الأخلاق Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„Ø© Ø› لأنَّ الدعوةَ إلى الأخلاق هي من الأخلاق , بل هي كرم Ø› لقول الإمام عليّ (عليه السّلام) ÙÙŠ غرر الØÙƒÙ… : (( Ø§Ù„Ù†ØµÙŠØØ© من أخلاق الكرام )) .
ÙØ§Ù„قول ÙƒØ§Ù„ÙØ¹Ù„ تترتّب٠عليه الآثار Ø› طيّبةً ØÙ…يدة , أو سيّئةً مذمومة Ø› كالسرقة والكذب كلاهÙما مخرّبان٠للمجتمع وإن كانت٠السرقة٠عملاً والكذب٠قولاً , وكالصدقة٠والسّلام كلاهما ÙŠÙ†Ø´Ø±Ø§Ù†Ù Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ù‘Ø© ÙÙŠ المجتمع وإن كانت٠الصدقة٠ÙÙØ¹Ù’لاً والسلام٠كلاماً .
وهنا نسأل : أليستْ Ù…ÙˆØ§Ø¹Ø¸Ù Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) تنمّ عن Ø´Ùقة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات٠الله عليه) على الاÙمّة , ÙˆØ±Ø£ÙØªÙÙ‡ بالمؤمنين٠, ورØÙ…تÙÙ‡ بالناس , ÙˆØØ±ØµÙÙ‡ عليهم أن يسلكوا سبيلَ الهداية٠والخير , ÙˆØ§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„ة٠والسّلام , ويتجنّبوا خطÙوات٠الشيطان Ø§Ù„Ù…ÙØ¤Ø¯Ù‘ية٠إلى الضلال٠والشرّ , والباطل ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ØŸ
أليستْ تدلّ٠مواعظ٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على اهتمامه الغيور بأن يوÙÙ‘ÙŽÙ‚ الناس٠جميعاً إلى الÙوز بالسعادتين Ø› الدنيويّة ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØ®Ø±ÙˆÙŠÙ‘Ø© ØŸ
إذَاً كانت مواعظÙÙ‡ أخلاقاً Ø› ØÙŠØ« عبّرتْ عن ØØ§Ù„ات٠أخلاقيّة Ù…Ùلْؤها الطيبة٠والإنسانيّة٠ÙÙŠ أرقى Ø¢ÙØ§Ù‚ها Ø› Ùقد نوى خيراً , وعمÙÙ„ÙŽ خيراً Ø› إذ Ù†ÙØ¹ الناس أجيالاً متتابعةً متعاقبة , Ùكان خيرَ الناس , لا سيّما وقد Ø®Ù„ÙØµØªÙ’ نيّتÙÙ‡ لله (عزَّ وجلَّ) , ÙˆØ¨Ø±ÙØ¦ØªÙ’ من كلّ شائبة وخاطرة , شاردة أو واردة تبتعد عن طلب مرضاة٠الله , أو تقصد٠غيرَ وجه الله .
ولكي نتعرّ٠على أخلاق الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه Ø£ÙØ¶Ù„٠الصلاة والسّلام) من خلال مواعظه , ÙˆØÙƒÙ…ÙÙ‡ وبياناته , تعالوا نطالعْ بعقل٠متبصّر , وقلب٠نيّر , وروØÙ Ù…ØªÙØªÙ‘ØØ© هذه الروايات Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© , وتلك الجÙÙ…ÙŽÙ„ÙŽ المÙÙ†ÙÙŠÙØ© التي ØªÙØ®Ø¨ÙرÙنا عن مواقÙÙŽ متعالية٠سامقة ÙÙŠ دنيا الأخلاق , Ù…Ø¹Ø¨Ù‘ÙØ±Ø© عن طيبة٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , Ø¥Ø¶Ø§ÙØ©Ù‹ إلى تعبيرها عن علمÙÙ‡ الجمّ ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ النورانيّة .
وهنا Ù€ وقبل عرض الأخلاق Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© Ù€ ÙŠØØ³ÙÙ† بنا أن نعر٠:
أوّلاً : أنَّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كان سلوكÙÙ‡ كلّÙÙ‡ أخلاقاً قويمةً طيّبة , Ø´ÙŽÙ‡ÙØ¯ÙŽ Ø¨Ø°Ù„Ùƒ العدوّ٠والصديق , ØØªÙ‘ÙŽÙ‰ إنَّ Ù…ÙØ¨ØºØ¶ÙŠÙ‡ لم يستطيعوا أن ÙŠØ¸ÙØ±ÙˆØ§ بشيء٠يعاب٠Ùيه , بل لم يملكوا إلاّ أن يمدØÙˆÙ‡ ÙˆÙŠÙØ«Ù†ÙˆØ§ عليه Ù€ ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ù„٠ما Ø´Ù‡ÙØ¯ØªÙ’ به الأعداء٠ـ , وما كان منهم إلاّ التعبير عن ØØ³Ø¯Ùهم له , ÙˆØØ³Ø¯Ùهم دالٌّ على ÙØ¶Ù„ه٠عليهم .
وهذا التاريخ , رغم تسليطه لأضوائه على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) باعتباره شخصيّةً كبيرة لم يدوّنْ عليه إلاّ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ÙŽ والمناقب والمكارم Ø› ÙØ§Ù„أخلاق٠الإلهيّة٠تجسّدتْ Ùيه ÙØ¹Ø¨Ù‘ر عنها بشخصه الشري٠قبل منطقÙÙ‡ الØÙƒÙŠÙ… Ø› لذا جاءت مواعظÙÙ‡ Ù†Ø§ÙØ¹Ø©Ù‹ أبلغَ Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ , مؤثّرةً أبلغَ التأثير , ليس ÙÙŠ زمانه ÙØØ³Ø¨ , بل تعدّتْ ØØ¯ÙˆØ¯ القرون والعصور , ثمَّ إنَّها جاءت Ù…ÙØµØØ©Ù‹ عن مطاليب الشريعة الإسلاميّة وغاياتها.
ثانياً : اتّسمت أخلاق٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) بالØÙƒÙ…Ø© ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ±Ø§Ø¹Ø§Ø© , Ùكانت موزونةً أدقَّ وزن Ø› ØªÙØ±Ø§Ø¹ÙŠ Ø§Ù„Ø¸Ø±ÙˆÙÙŽ الموضوعيّة , وتراعي ØØ§Ù„ةَ السامع والناظر من ØÙŠØ« مستواه وطبيعته , ومدى استعداده وتقبّله Ø› لذا نجدÙها أساليبَ Ù…Ùيدةً ÙÙŠ التربية والتوجيه , والإرشاد٠والتعليم .
لنتأمّلْ مَثَلاً ÙÙŠ هذه الرواية :
* عن الرّÙويانيّ أنَّ Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŽ ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) مَرَّا على شيخ٠يتوضّأ ولا ÙŠÙØØ³Ù† , ÙØ£Ø®Ø°Ø§ ÙÙŠ التنازع Ø› يقول ÙƒÙ„Ù‘Ù ÙˆØ§ØØ¯Ù منهما : (( أنت لا ØªÙØØ³Ù† الوضوء )) , Ùقالا : (( أيّÙها الشيخ , ÙƒÙÙ† ØÙŽÙƒÙŽÙ…اً بيننا , يتوضّأ ÙƒÙ„Ù‘Ù ÙˆØ§ØØ¯Ù منّا )) . ÙØªÙˆØ¶Ù‘Ø£ ثمّ قالا : (( أيّÙنا ÙŠÙØØ³ÙÙ† ØŸ )) .
قال : كلاكÙما ØªÙØØ³Ù†Ø§Ù†Ù Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ¡ , ولكنَّ هذا الشيخَ الجاهلَ هو الذي لم يكن ÙŠÙØØ³Ù† , وقد تعلّمَ الآنَ منكما , وتابَ على يديكما ببركتكما وشÙقتكما على اÙمّة٠جدّÙكما(9) .
أيّ٠أخلاق٠هي ! وهما صغيران لم ÙŠÙØØ±ÙØ¬Ø§ شيخاً يتوضّأ ولا يعر٠كي٠ينبغي أن يتوضّأ , ÙØ¹Ù„ّماه دونَ أن يخدشا شعوره !
يقول العالÙÙ… Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ الشيخ Ø¬Ø¹ÙØ± Ø§Ù„ØªÙ‘ÙØ³ØªÙŽØ±ÙŠÙ‘ (أعلا الله مَقامه) : رأى رجلاً لا ÙŠÙØØ³Ù† الوضوء , ÙØ£Ø±Ø§Ø¯ أن ÙŠÙØ¹Ù„ّمَه , ÙØ§Ø³ØªØÙ‰ من ذÙلّÙÙ‡ ØÙŠÙ† يتعلّم , Ùقال لأخيه : (( Ù†ØÙ† نتوضّأ Ù‚ÙØ¯Ù‘امَه , ثمّ نسألÙÙ‡ Ø£ÙŠÙ‘Ù Ø§Ù„ÙˆÙØ¶ÙˆØ¡ÙŠÙ†Ù Ø£ØØ³Ù† )) . ÙÙØ¹Ù„ا ذلك , Ùقال الأعرابيّ : ÙƒÙلاكÙما ØªÙØØ³Ù†Ø§Ù†Ù Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ¡ , وأنا الجاهل٠الذي لا أعرÙ(10) .
وكأنّه (عليه السّلام) رأى الناسَ يملّون النثر , ويأنسون بالشعر , ويستعذبون الكلامَ المقÙّى الموزون ØØªÙ‘Ù‰ ليبقى ÙÙŠ ذاكرتهم عقوداً من الزمن , ÙØ¬Ø§Ø±Ø§Ù‡Ù… وجاء لهم بالØÙƒÙ… والمواعظ ÙÙŠ صيغ٠شعريّة Ø¬Ù…ÙŠÙ„Ø©Ù ÙˆÙˆØ§Ø¶ØØ© .
ÙÙŽÙ…Ùمَّا Ù†ÙØ³Ø¨ إليه ودوّنه التأريخ , قولÙÙ‡ (سلام الله عليه) :
إذا جادت٠الدنيا عليكَ ÙÙŽØ¬ÙØ¯Ù’ بها على Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³Ù Ø·Ù‘ÙØ±Ù‘َاً قبلَ أن تتÙلَّتÙ
Ùلا الجÙود٠يÙÙنيها إذا هي أقبلتْ ولا Ø§Ù„Ø¨ÙØ®Ù„٠يبقيها إذا ما تولَّتÙ(11)
هذا ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ«Ù‘٠على الجود٠, أمَّا ÙÙŠ الاستغناء٠بالله تعالى عن الناس , Ùقد قال (عليه السّلام) :
اغْنَ Ø¹ÙŽÙ†Ù Ø§Ù„Ù…Ø®Ù„ÙˆÙ‚Ù Ø¨Ø§Ù„Ø®Ø§Ù„Ù‚Ù ØªÙØºÙ’Ù†ÙŽ عن٠الكاذب٠والصادقÙ
واسترزق٠الرØÙ…Ù†ÙŽ Ù…ÙÙ† ÙØ¶Ù„ÙÙ‡Ù Ùليس غير٠الله من رازقÙ
مَنْ ظنَّ أنَّ الناسَ ÙŠÙØºÙ†ÙˆÙ†ÙŽÙ‡Ù Ùليس بالرØÙ…ن٠بالواثقÙ
أو ظنَّ أنَّ المالَ Ù…ÙÙ† كسبÙه٠زلَّتْ به النعلان٠من ØØ§Ù„Ù‚Ù(12)
وقال (عليه السّلام) ÙÙŠ اللجوء٠إلى الله تعالى :
إذا ما عضّكَ الدَّهر٠Ùلا تجنØÙ’ إلى الخَلْقÙ
ولا تسألْ سوىْ الله٠تعالى قاسم٠الرزقÙ
Ùلو عشتَ ÙˆØ·ÙˆÙ‘ÙØªÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽÙŽ الغرب٠إلى الشرقÙ
لما ØµØ§Ø¯ÙØªÙŽ Ù…ÙŽÙ† يقْد٠ر٠أن ÙŠÙØ³Ø¹Ùدَ أو ÙŠÙØ´Ù‚ÙŠ(13)
ولمّا زار مقابرَ الشهداء بالبقيع قال (عليه السّلام) :
ناديت٠سكّانَ Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙˆØ±Ù ÙØ§ÙØ³ÙƒÙØªÙوا ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù†ÙŠ Ø¹Ù† صمتÙهمْ Ù†Ø¯Ù’Ø¨Ù Ø§Ù„ØØ´Ø§
قالتْ أتدري ما صنعت٠بساكني مزّقْت٠جثماناً ÙˆØ®Ø±Ù‘Ù‚Ù’ØªÙ Ø§Ù„ÙƒÙØ³Ø§
ÙˆØÙŽØ´ÙŽÙˆÙ’ت٠أعينَهم تراباً بعد ما كانتْ تَأذّى باليسير Ù…ÙÙ†ÙŽ القذا
أمّا Ø§Ù„Ø¹Ø¸Ø§Ù…Ù ÙØ¥Ù†Ù‘ني مزّقْتÙها ØØªÙ‘Ù‰ ØªØ¨Ø§ÙŠÙ†ØªÙ Ø§Ù„Ù…ÙØ§ØµÙ„٠والشَّوىْ
قطّعت٠ذا Ù…ÙÙ† ذا ومÙÙ† هذا كذا ÙØªØ±ÙƒØªÙها ممّا يطول٠بها البÙلى(14)
كلماتٌ رشيقة , وعباراتٌ عذبة , ومعان٠عالية ÙÙŠ ØµÙˆØ±Ù Ù…ÙØ¤Ù†Ø³Ø© أثمرتْ عن Ø£Ø¨ÙŠØ§ØªÙ ÙˆØ§Ø¶ØØ©Ù سهْلة٠الØÙظ , من شأنها أن تبقى ÙÙŠ خاطر السامع تتردّد على ذاكرته ØØªÙ‘Ù‰ ترسخ قيمÙها الأخلاقيّة والعقائديّة ÙØªÙ†Ø¹ÙƒØ³ سلوكاً صØÙŠØØ§Ù‹ , ÙˆÙ…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ Ù…ÙØÙ‚Ù‘Ø§Ù‹ .
والآن نذهب إلى المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘ الواعظ , ØÙŠØ« نستمع٠إلى ما يجود٠به علينا من كلمات٠راشدة , ÙˆØÙكَم٠باصرة , ووصايا ذات٠عبر ...
خطب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يوماً Ùقال : (( يا أيّÙها الناس , Ù†Ø§ÙØ³Ùوا ÙÙŠ المكارم , وسارعوا ÙÙŠ المغانم ... واعلموا أنَّ ØÙˆØ§Ø¦Ø¬ÙŽ Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³Ù Ø¥Ù„ÙŠÙƒÙ… من Ù†ÙØ¹ÙŽÙ…٠الله عليكم , Ùلا تملّوا Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ¹ÙŽÙ…ÙŽ ÙØªØÙˆØ± Ù†Ùقَماً . واعلموا أنَّ المعروÙÙŽ Ù…ÙÙƒÙ’Ø³ÙØ¨ÙŒ ØÙ…ْداً , ومعقبٌ أجراً , Ùلو رأيتÙم٠المعروÙÙŽ رجلاً رأيتمÙوه ØØ³ÙŽÙ†Ø§Ù‹ جميلاً يسرّ٠الناظرين , ولو رأيتÙÙ…Ù Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙØ¤Ù…ÙŽ رأيتمÙوه٠سمجاً(15) مشوَّهاً , ØªÙ†ÙØ±Ù منه القلوب , وتغضّ دونه الأبصار .
أيّÙها الناس , Ù…ÙŽÙ† جادَ سادَ , ومَن بَخÙÙ„ÙŽ رذل . وإنَّ أجودَ الناس٠مَن أعطى Ù…ÙŽÙ† لا يرجوه , وإنَّ أعÙÙ‰ الناس Ù…ÙŽÙ† Ø¹ÙØ§ عن Ù‚ÙØ¯Ø±Ø© , وإنَّ أوصلَ الناس٠مَن وصلَ Ù…ÙŽÙ† قطعَه .
ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØµÙˆÙ„٠على مغارسها Ø¨ÙØ±ÙˆØ¹Ù‡Ø§ تسمو Ø› ÙÙ…ÙŽÙ† تعجّل لأخيه خيراً وجدَه إذا قدÙÙ… عليه غداً , ومَن أرادَ الله تبارك وتعالى بالصنيعة٠إلى أخيه ÙƒØ§ÙØ§Ù‡ بها ÙÙŠ ÙˆÙ‚ØªÙ ØØ§Ø¬ØªÙ‡ , وصرÙÙŽ عنه من بلاء٠الدنيا ما هو أكثر٠منه , ومَن Ù†Ùّسَ ÙƒÙØ±Ø¨Ø©ÙŽ Ù…Ø¤Ù…Ù†Ù ÙØ±Ù‘ج الله عنه ÙƒÙØ±ÙŽØ¨ÙŽ Ø§Ù„Ø¯Ù†ÙŠØ§ والآخرة , ومَن Ø£ØØ³Ù†ÙŽ Ø£ØØ³Ù†ÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‡ إليه , والله ÙŠÙØØ¨Ù‘Ù Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù†ÙŠÙ† ))(16) .
قال الإربليّ : هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„٠من كلامه وإن كان دالاّ على ÙØµØ§ØØªÙ‡ , ÙˆÙ…ÙØ¨Ùيناً عن بلاغته , ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ دالٌّ على كرمÙÙ‡ ÙˆØ³Ù…Ø§ØØªÙÙ‡ وجÙودÙÙ‡ , Ù…ÙØ®Ù’Ø¨ÙØ±ÙŒ عن شرÙ٠أخلاقÙÙ‡ وسيرته , ÙˆØÙسن٠نيّتÙÙ‡ وسريرتÙÙ‡ , شاهدٌ بعÙوه ÙˆØÙ„ْمÙÙ‡ وطريقته Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ÙŽ قد جمع مكارمَ الأخلاق , لكلّ ØµÙØ©Ù من ØµÙØ§ØªÙ الخير Ùيها نصيب , واشتمل على مناقبَ عجيبة٠, وما اجتماعÙها ÙÙŠ مثْلÙÙ‡ بعجيب .
وجاء ÙÙŠ قصار الجمل هذه الØÙكَم٠الجميلة :
Ù€ (( الصدق٠عزٌّ , والكذب٠عجز , والسرّ٠أمانة , والجوار٠قرابة , والمعونة٠صدقة , والعمل٠تجربة , والخÙÙ„Ù‚Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŽÙ†Ù عبادة , والصمت٠زين , ÙˆØ§Ù„Ø´Ù‘ÙØÙ‘Ù Ùَقْر , والسخاء٠غÙنى , والرÙÙ’Ù‚Ù Ù„ÙØ¨Ù‘ ))(17) .
Ù€ (( شرّ٠خصال٠الملوك Ø§Ù„Ø¬ÙØ¨Ù†Ù Ù…ÙÙ†ÙŽ الأعداء , والقسوة٠على Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙØ§Ø¡ , والبخل٠عند الإعطاء ))(18) .
Ù€ وقال (عليه السّلام) لرجل٠اغتابَ عنده رجلاً : (( يا هذا , ÙƒÙÙÙ‘ÙŽ عن٠الغيبة Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘َها أدام٠كلاب٠النار ))(19) .
Ù€ (( إيّاك وما تعتذر٠منه Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ المؤمنَ لا ÙŠÙØ³ÙŠØ¡ ولا يعتذر , والمناÙق٠كلَّ ÙŠÙˆÙ…Ù ÙŠÙØ³ÙŠØ¡Ù ويعتذر ))(20) .
Ù€ وقال لابنه عليّ بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) : (( أيْ بÙنيّ , إيّاكَ وظÙلْمَ مَنْ لا يجد٠عليكَ ناصراً إلاّ الله (جَلَّ وعزَّ) ))(21) .
Ù€ وقال له رجلٌ ابتداءً : كيÙÙŽ أنتَ Ø¹Ø§ÙØ§ÙƒÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‡ ØŸ
Ùقال (عليه السّلام) له : (( السّلام قبل الكلام Ø¹Ø§ÙØ§Ùƒ الله )) .
ثمّ قال (عليه السّلام) : (( لا تأذنوا Ù„Ø£ØØ¯Ù ØØªÙ‘Ù‰ ÙŠÙØ³Ù„Ù‘ÙÙ… ))(22) .
وقال (سلام الله عليه) : (( البخيل مَنْ بخÙÙ„ÙŽ بالسّلام ))(23) .
وقال رجلٌ عنده : إنَّ المعروÙÙŽ إذا Ø§ÙØ³Ø¯ÙŠÙŽ Ø¥Ù„Ù‰ غير٠أهله ضاع .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( ليس كذلك , ولكنْ تكون٠الصنيعة٠مثْلَ وابل٠المطر , ØªÙØµÙŠØ¨Ù البرَّ ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± ))(24) .
وقال (سلام الله عليه) : (( Ù…ÙŽÙ† قبÙÙ„ÙŽ عطاءَك Ùقد أعانَك على الكرم ))(25) .
وقال (صلوات٠الله عليه) : (( ØµØ§ØØ¨Ù Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø©Ù لم ÙŠÙكرمْ وجهَه عن سؤالك , ÙØ£ÙƒØ±Ùمْ وجهَكَ عن رَدّÙÙ‡ ))(26) .
كلمات تنسجم تمامَ الانسجام مع Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø©Ù الإنسانيّة٠السليمة , وتقع على القلب موقعَ الماء٠البارد ÙÙŠ ØØ±Ù‘٠الظماء , وعلى العين موقع النور ÙÙŠ الليلة الظلماء , وعلى Ø§Ù„Ø§ÙØ°Ù† موقعَ صوت٠الأب الØÙ†ÙˆÙ† ينادي ولدَه التائه , أو الاÙمّ الرؤوم تلاط٠ابنتَها المنكسرة .
كلمات هي للضّالÙÙ‘ هدايةٌ Ù…ÙØ·ÙŽÙ…ْئÙنة , ÙˆÙ„Ù„ØØ§Ø¦Ø±Ù سبيلٌ سهلة , ÙˆÙ„Ù‚Ø¯Ù Ø§Ù†ØªÙØ¹ Ù…ÙŽÙ† أسلمَ قلبه , واعتبرَ Ù…ÙŽÙ† صدق عقلÙÙ‡ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ«Ù عن العبرة , واهتدى من Ø±ØºÙØ¨ÙŽ ØÙ‚ّاً ÙÙŠ الخير٠وطلب٠الØÙ‚يقة .
* ولقد أوصى ÙØ§Ù…تزج العلم Ø¨Ø§Ù„Ø§ÙØ¨ÙˆÙ‘Ø©Ù Ø§Ù„ØØ§Ù†ÙŠØ© , Ùكان أن قال : (( لا تتكلّÙÙ’ ما لا ØªÙØ·ÙŠÙ‚ , ولا تتعرّض ما لا ØªÙØ¯Ø±Ùƒ , ولا ØªÙŽØ¹ÙØ¯Ù’ بما لا تقْدر٠عليه , ولا تÙÙ†Ùقْ إلاّ بقدْر٠ما تستÙيد , ولا تطلبْ من الجزاء٠إلاّ بقدر٠ما صنعت , ولا ØªÙØ±ØÙ’ إلاّ بما نلتَ Ù…ÙÙ† طاعة٠الله , ولا تتناولْ إلاّ ما رأيتَ Ù†ÙØ³ÙŽÙƒÙŽ Ù„Ù‡ أهلاً ))(27) .
وقال (صلوات٠الله عليه) : (( اÙوصيكم بتقوى الله Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ الله قد ضَمÙÙ† Ù„Ùمَن٠اتّقاه٠أن ÙŠÙØÙˆÙ‘Ù„ÙŽÙ‡ عمّا يكره إلى ما ÙŠÙØØ¨Ù‘ , ويرزقَه Ù…ÙÙ† ØÙŠØ« لا ÙŠØØªØ³Ø¨ , ÙØ¥ÙŠÙ‘اكَ أن تكونَ ممّن يخا٠على العباد Ù…ÙÙ† ذنوبهم ويأمن٠العقوبةَ Ù…ÙÙ† ذنبه٠؛ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ الله تباركَ وتعالى لا ÙŠÙØ®Ø¯ÙŽØ¹ عن جنّتÙÙ‡ , ولا ÙŠÙنال ما عنده إلاّ بطاعته إن شاءَ الله ))(28) .
لقد ÙØ§ØØªÙ’ تلك الكلمات عن Ø§ÙØ¨ÙˆÙ‘ÙŽØ©Ù ØØ§Ù†ÙŠØ© , وقلب٠رØÙŠÙ… , ÙˆÙØ§Ø¶ØªÙ’ عن صدر٠مÙلْؤه الإيمان٠والتقوى , ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙˆØØ¨Ù‘٠الخير , وصدرتْ عن Ùم٠طاهر٠زاك٠طالما قبّلَه رسول٠الله (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) , ولكنَّ أعداءَ الله لم يتورّعوا ÙÙŠ Ù‡ØªÙƒÙ ØØ±Ùمات٠النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ أهل بيته (عليهم السّلام) Ø› Ùقد جاء سنان٠بن٠أنس ÙØ±Ø£Ù‰ الإمامَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù…Ø·Ø±ÙˆØØ§Ù‹ على رمال٠كربلاء , يشخب٠دماً ممّا أصابه من السهام ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ¬Ø§Ø± والسيو٠, ÙØ·Ø¹Ù†Ù‡ ÙÙŠ بواني صدره الشريÙ(29) !
ودعا عمر٠بن٠سعد٠: ألاَ Ù…ÙŽÙ† ينتدب إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠÙوطئ الخيلَ صدرَه وظهرَه ØŸ Ùقام عشرة(30) ... ÙØ¯Ø§Ø³ÙˆØ§ بخيولهم جسَدَ Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© الرسول (صلّى الله عليه وآله) !
ÙˆÙ‚ÙØ·Ø¹ الرأس٠الشري٠قبل ذلك , ولم ØªÙØ±Ø¹ÙŽ Ù„Ù„Ù†Ø¨ÙŠÙ‘ (صلّى الله عليه٠وآلهÙ) ØØ±Ù…Ø© .
أروØÙÙƒÙŽ أم روØÙ النبيّ٠تَصَعَّد٠من Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¶Ù Ù„Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³Ù والØÙÙˆØ±Ù Ø³ÙØ¬Ù‘َدÙ
ورأسÙÙƒÙŽ أم رأس٠الرسول٠على القَنا بآية٠(أهل الكهÙ) Ø±Ø§Ø ÙŠÙØ±ÙŽØ¯Ù‘ÙØ¯Ù
وصدرÙÙƒÙŽ أم مستودع٠العلم٠والØÙجى Ù„ØªØØ·ÙŠÙ…ÙÙ‡ جيشٌ من الجهل٠يَعمدÙ
وأيّ٠شهيد٠أصلَت٠الشمس٠جسمَه ومشهدÙها Ù…ÙÙ† أصلÙÙ‡ Ù…ØªÙˆÙ„Ù‘ÙØ¯Ù
وأيّ٠ذبيØÙ داست٠الخيل٠صدرَه ÙˆÙØ±Ø³Ø§Ù†Ùها Ù…ÙÙ† ذكرÙÙ‡ تتجمّدÙ
Ùلو علمتْ تلك الخيول٠كأهلها بأنَّ الذي ØªØØª السنابك٠أØÙ…دÙ
لثارتْ على ÙØ±Ø³Ø§Ù†Ù‡Ø§ وتمرّدتْ عليهم كما ثاروا بها وتمرّدوا(31)
ÙˆÙÙŠ الشام دعا يزيد برأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ووضعه أمامه ÙÙŠ طست٠من ذهب(32) , ثمّ أخذ القضيب وجعل ينكث٠ثغرَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)(33) ويقول :
يومٌ بيوم٠بدرÙ(34) . وكان أبو برزةَ الأسلميّ ÙˆØ§Ù‚ÙØ§Ù‹ , Ùقال : أشهد٠لك رأيت٠النبيَّ يرش٠ثناياه وثنايا أخيه Ø§Ù„ØØ³Ù† , ويقول : (( أنتما سيّدا شباب أهل٠الجنّة , قتلَ الله قاتلَكما , ولعنه , وأعدَّ له جهنَّمَ وساءتْ مصيراً ))) . ÙØºØ¶Ø¨ÙŽ ÙŠØ²ÙŠØ¯Ù Ù…Ù†Ù‡ وأمرَ به ÙØ§ÙØ®Ø±ÙØ¬ÙŽ Ø³ÙŽØÙ’باً(35) .
وكان من أخلاق الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عطÙÙÙ‡ على التائهين , وشÙقتÙÙ‡ على Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø±ÙŠÙ† Ø› لذا أكثرَ من وصاياه ومواعظه , ÙˆØÙÙƒÙŽÙ…ÙÙ‡ ÙˆØ¹ÙØ¨ÙŽØ±ÙÙ‡ Ø› رجاءَ أن يتّجهÙوا إلى الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ بالإخلاص , وإلى الناس بالأخلاق الطيّبة , Ùقال (سلام الله عليه) كلمات٠امتزجتْ Ùيها المعارÙ٠الØÙ‚ّة٠بالروØÙ الأبويّة Ø§Ù„ØØ§Ù†ÙŠØ© .
* قال (عليه السّلام) : (( Ù…ÙÙ† دلائل٠علامات٠القبول الجلوس٠إلى أهل العقول ))(36) .
* وقال (سلام الله عليه) : (( إنَّ قوماً عبدوا الله رغبة ÙØªÙ„Ùƒ عبادة٠التجّار , وإنَّ قوماً عبدوا الله رهبةً ÙØªÙ„Ùƒ عبادة٠العبيد , وإنَّ قوماً عبدوا الله شكراً ÙØªÙ„ÙƒÙŽ Ø¹Ø¨Ø§Ø¯Ø©Ù Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø±Ù وأهل Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ))(37) .
* وكتب إليه رجل : Ø¹ÙØ¸Ù’ني Ø¨ØØ±Ùين . Ùكتب (عليه السّلام) إليه : (( Ù…ÙŽÙ† ØØ§ÙˆÙ„
أمراً بمعصية الله كان Ø£Ùوتَ لما يرجو , وأسرعَ لما ÙŠØØ°Ø± ))(38) .
* وسأله Ø£ØØ¯Ùهم : Ù„ÙÙ…ÙŽ Ø§ÙØªØ±Ø¶ الله على عبيده الصوم ØŸ Ùقال (عليه السّلام) له : (( ليجدَ الغنيّ٠مَسَّ الجوع Ùيعودَ Ø¨Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ على المساكين ))(39) .
* وكتبَ إليه رجلٌ من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© : يا سيّدي , Ø£Ø®Ø¨ÙØ±Ù’ني بخير٠الدنيا والآخرة . Ùكتب Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… , أمّا بعد , ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ Ù…ÙŽÙ† طَلَبَ رضا الله بسخط٠الناس ÙƒÙØ§Ù‡ الله اÙمورَ الناس , ومَن طلبَ رضا الناس بسخَط٠الله وكَلَه الله إلى الناس . والسّلام ))(40) .
وسأله Ù†Ø§ÙØ¹Ù بن٠الأزرق , وهو من رؤساء الخوارج , قال له : صÙÙÙ’ لي إلهكَ الذي تعبد .
Ùقال الإمام٠(عليه السّلام) : (( يا Ù†Ø§ÙØ¹ , إنَّ Ù…ÙŽÙ† وضعَ دينَه على القياس لم يَزَل٠الدهرَ ÙÙŠ الارتماس , مائلاً عن المنهاج , ظاعناً ÙÙŠ الاعوجاج , ضالاّ عن٠السبيل , قائلاً غيرَ الجميل .
يابنَ الأزرق , أصÙÙ٠إلهي بما وصÙÙŽ به Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ , ÙˆØ§ÙØ¹Ø±Ù‘ÙÙÙ‡ بما عرّÙÙŽ به Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ Ø› لا ÙŠÙØ¯Ø±ÙŽÙƒ بالØÙˆØ§Ø³Ù‘ , ولا ÙŠÙقاس٠بالناس , قريبٌ غير٠ملتصق , وبعيدٌ غير٠متقصّ٠, ÙŠÙÙˆØÙ‘َد ولا ÙŠÙØ¨Ø¹Ù‘ض , معروÙÙŒ بالآيات , موصوÙ٠بالعلامات , لا إله إلاّ هو الكبير٠المتعال )) .
ÙØ¨ÙƒÙ‰ ابن الأزرق وقال : ما Ø£ØØ³Ù†ÙŽ ÙƒÙ„Ø§Ù…ÙŽÙƒÙŽ(41) !
وتمضي وصايا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ومواعظÙÙ‡ ÙˆØÙكمÙÙ‡ عبراً خالدة ÙÙŠ ضمير التأريخ , عليه أن يردّدَها على مسامع الأجيال Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ Ùيها هدايتَها ونجاتها , ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ©ÙŽ Ø§Ù„Ø³Ø¨ÙŠÙ„ إلى سعادتها وبيان اÙمورها .
* قال Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ (الشاعر) : Ù„ÙŽÙ‚Ùيَني Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) ÙÙŠ منصرÙÙŠ من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , Ùقال : (( ما وراءَكَ يا أبا ÙØ±Ø§Ø³ ØŸ )) .
قلت : أَصْدÙقكَ ØŸ
قال : (( الصدق Ø§ÙØ±ÙŠØ¯ )) .
قلت٠: أمّا القلوب٠Ùمعَك , وأمّا السيوÙÙ Ùمعَ بني اÙميّة , والنصر٠من عند الله .
قال : (( ما أراكَ إلاّ صدقت Ø› الناس٠عبيد٠المال , والدين٠لغْوٌ(42) على ألسنتهم , ÙŠÙŽØÙوطونه ما درّتْ به معايشÙهم , ÙØ¥Ø°Ø§ Ù…ÙØÙ‘ÙØµÙوا للابتلاء قلَّ الديّانون ))(43) .
وهذه علامةٌ تنذرÙنا بالخطر على ديننا , ÙØ¥Ù† كنّا من عبّاد٠الدنيا ÙØ¥Ù†Ù‘نا عمّا قريب Ù€ إذا كان الابتلاء Ù€ سنكتش٠أنَّ دينَنا مستعار أو Ù…ÙØ¹Ø§Ø± , Ùلا بدَّ لنا من الاستعداد Ù„Ù„Ø§Ù…ØªØØ§Ù† , وخلع ØØ¨Ù‘٠الدنيا من قلوبنا Ø› لننجوَ بديننا .
ويبلغ٠الخلÙÙ‚ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘ مراقيه٠التي شاءَ الله له أن يبلغها Ø› Ùقد ØµØ§Ø±Ø Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŽÙ‡ أكثرَ من مرّة أنّه سيÙقتل , وأنَّ كربلاءَ الطاهرةَ هي المثوى Ø› لكيلا يقولَ Ø£ØØ¯ÙŒ Ø®ÙØ¯Ø¹ØªÙ وكنت٠أظنّÙÙ‡ النصر Ù†Ùقْبل عليه . ثمَّ قدَّم لهم Ø§Ù„ÙØ±ØµÙŽ Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ±Ø© , وعاملهم Ø¨Ø§Ù„ØµØ±Ø§ØØ©Ù الطيّبة ØØªÙ‘Ù‰ يكونوا على بيّنة٠من أمرهم مختارين Ø› إمّا أن يرجعوا إلى أهليهم وديارهم , وإمَّا أن يتشرّÙوا بالشهادة٠بين يدَيْ ولي الله , سيّد٠شباب أهل الجنّة (عليه السّلام) .
لقد تعامل Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مع الناس بالصدق ÙˆØ§Ù„ØµØ±Ø§ØØ© والرÙÙ‚ , وأدلى بنصØÙ‡ وموعظته ودعوته على وجه٠البساطة ÙˆØ§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ . ÙØÙŠÙ†Ù…Ø§ أراد أن يخرج إلى كربلاء وق٠ÙÙŠ مكّة وخطب الناسَ قائلاً : (( ... Ø®ÙØ·Ù‘ÙŽ الموت٠على ÙˆÙلْد٠آدمَ مخطَّ القلادة٠على جÙÙŠØ¯Ù Ø§Ù„ÙØªØ§Ø© , وما أولَهني إلى أسلاÙÙŠ اشتياقَ يعقوبَ إلى ÙŠÙوسÙÙ . وخÙÙŠÙ‘ÙØ± لي مصرعٌ أنا لاقيه , كأنّي بأوصالي تÙقطّعها Ø¹ÙØ³Ù„ان٠الÙَلَوات بين النواويس٠وكربلاء , Ùيملأْنَ منّي أكراشاً جÙÙˆÙØ§ , وأجربةً سَغْبا , لا Ù…ÙŽØÙŠØµÙŽ Ø¹Ù† ÙŠÙˆÙ…Ù Ø®ÙØ·Ù‘ÙŽ بالقلم ... ألاَ ومَن كان Ùينا باذلاً مهجتَه , Ù…Ùوَطّناً على لقاء٠الله Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ , ÙلْيرØÙ„Ù’ معنا Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ راØÙ„ÙŒ Ù…ØµØ¨ÙØØ§Ù‹ إن شاءَ الله ))(44) .
ومن قبل ذلك كانت له (عليه السّلام) جواباتٌ ØµØ±ÙŠØØ© مع Ù…ÙŽÙ† خشيَ عليه القتل , ÙØÙŠÙ†ÙŽ رجتْه اÙمّ٠المؤمنين اÙمّ٠سلمة (رضوان٠الله عليها) أن يَدَع Ø§Ù„Ø³ÙØ± قائلةً له : لا ØªÙØØ²Ù†Ù‘ÙŠ بخروجك إلى العراق .
أجابها (سلام الله عليه) قائلاً : (( يا اÙمَّاه , وأنا أعلم أنّي مقتولٌ مذبوØÙŒ ظÙلماً ÙˆØ¹ÙØ¯ÙˆØ§Ù†Ø§Ù‹ , وقد شاء الله (عزَّ وجلَّ) أن يرى ØØ±ÙŽÙ…ÙŠ ورهطي مشرَّدÙين , ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„ÙŠ مذبوØÙŠÙ† مأسورينَ Ù…Ùقيّدين , وهم يستغيثونَ Ùلا يجدونَ ناصراً ))(45) .
وكذلك أجاب أخاه Ù…ØÙ…ّدَ بن الØÙ†Ùيّة بقوله : (( شاءَ الله أن يراني قتيلاً , وأن يرى النساءَ سبايا ))(46) .
ÙˆÙÙŠ بطن العقبة قال لمَن معه : (( ما أراني إلاّ مقتولاً Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ رأيت ÙÙŠ
المنام كلاباً تنهشÙني , وأشدّÙها عَلَيَّ كلبٌ أبقع ))(47) .
ولمّا أشار عليه عمرو بن٠لوذان بالانصرا٠عن Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إلى أن ينظرَ ما يكون عليه ØØ§Ù„ الناس , قال (عليه السّلام) : (( ليس يخÙÙ‰ عَلَيَّ الرأي , ولكن لا ÙŠÙØºÙ„ب على أمر٠الله , وإنّهم لا يدَعوني ØØªÙ‘Ù‰ يستخرجوا هذه العَلَقةَ من جوÙÙŠ ))(48) .
وكتب إلى بني هاشم : (( Ù…ÙŽÙ† Ù„ÙŽØÙÙ‚ÙŽ بنا Ù…Ù†ÙƒÙ…Ù Ø§Ø³ØªÙØ´Ù‡Ø¯ , ومَن تخلّ٠لم ÙŠØ¨Ù„ØºÙ Ø§Ù„ÙØªØ ))(49) .
ÙˆÙÙŠ الطريق إلى العراق , وإلى كربلاء خيّر Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ بين الاستمرار أو الرجوع , Ùقال Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ الإبل ØÙŠÙ†Ù…ا مرَّ بـ (التنعيم)(50) : (( Ù…ÙŽÙ† Ø£ØØ¨Ù‘ÙŽ منكم أن ينصر٠معنا إلى العراق أوÙينا كراءَه , ÙˆØ£ØØ³Ù†Ù‘ا ØµÙØØ¨ØªÙŽÙ‡ , ومَن Ø£ØØ¨Ù‘ÙŽ Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø±Ù‚ةَ أعطيناه من الكراء على ما قطع من الأرض )) .
ÙÙØ§Ø±Ù‚Ù‡ بعضÙهم , ومضى Ù…ÙŽÙ† Ø£ØØ¨Ù‘ÙŽ ØµØØ¨ØªÙŽÙ‡(51) .
وعندما جاءَه خبر٠شهادة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وهو ÙÙŠ زَرود , أخرج كتاباً وقرأ على الناس : (( بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… , أمّا بعد , ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ قد أتانا خبرٌ ÙØ¸ÙŠØ¹ÙŒ Ø› قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر , وقد خذلنا شيعتÙنا , ÙÙ…ÙŽÙ† Ø£ØØ¨Ù‘ÙŽ منكم٠الانصراÙÙŽ ÙلينصرÙÙ’ ÙÙŠ ØºÙŠØ±Ù ØØ±ÙŽØ¬Ù , وليس عليه ذمام ))(52) .
ÙˆÙÙŠ خبر٠آخر أنّه (عليه السّلام) قال : (( ÙÙ…ÙŽÙ† كان منكم يصبر على ضرب السيو٠وطعن٠الأسنّة Ùليقم معنا , وإلاّ ÙلْينصرÙÙ’ عنّا )) . ÙØ¬Ø¹Ù„ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ…Ù ÙŠØªÙØ±Ù‘قون ولم يبقَ معه إلاّ الذين خرجوا Ù…ÙÙ† مكّة .
* ÙˆØµØ§Ø±Ø (عليه السّلام) ابنَ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ÙÙŠ قصر بني مقاتل قائلاً له : (( يابنَ Ø§Ù„ØØ±Ù‘Ù , إنَّ أهلَ مصرÙكم كتبوا إليَّ أنّهم مجتمعونَ على Ù†ÙØµØ±ØªÙŠ , وسألوني القدوم عليهم , وليس الأمر٠على ما زعموا(53) , وإنَّ عليكَ ذنوباً كثيرة , Ùهل لكَ من توبة٠تمØÙˆ بها ذنوبَك ØŸ )) .
قال : وما هي يابن رسول الله ؟
Ùقال : (( تنصر٠ابنَ بنت نبيّك وتقاتل معه ))(54) .
وقرب المساء , قبلَ مقتله (عليه السّلام) بليلة , جمعَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡(55) Ùقال : (( Ø§ÙØ«Ù†ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ الله Ø£ØØ³Ù†ÙŽ Ø§Ù„Ø«Ù†Ø§Ø¡ , وأَØÙ…َدÙÙ‡ على السرّاء٠والضرَّاء , اللهمَّ إنّي Ø£ØÙ…دÙÙƒ على أن أكرمتَنا بالنبوّة , وعلّمتَنا القرآن , ÙˆÙقّهتَنا ÙÙŠ الدين , وجعلتَ لنا أسماعاً وأبصاراً ÙˆØ£ÙØ¦Ø¯Ø©Ù‹ ولم تجعلْنا من المشركين . أمّا بعد , ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ لا Ø£Ø¹Ù„Ù…Ù Ø£ØµØØ§Ø¨Ø§Ù‹ أوÙÙ‰ ولا خيراً من Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ , ولا أهلَ بيت٠أبَرَّ ولا أوصلَ من أهل٠بيتي , ÙØ¬Ø²Ø§ÙƒÙ…٠الله عنّي جميعاً(56) . وقد أخبرني جدّي رسول٠الله (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) بأنّي Ø³Ø§ÙØ³Ø§Ù‚ إلى العراق , ÙØ£Ù†Ø²Ù„ أرضاً ÙŠÙقال لها : عَمÙورا وكربلاء , ÙˆÙيها Ø§ÙØ³ØªÙŽØ´Ù’هَد , وقد Ù‚Ø±ÙØ¨ الموعد(57) .
ألاَ وإنّي أظنّ٠يومَنا من هؤلاء٠الأعداء غداً , وإنّي قد أذÙنْت٠لكم ÙØ§Ù†Ø·Ù„Ù‚Ùوا جميعاً ÙÙŠ ØÙلّ٠ليس عليكم منّي ذمام . وهذا الليل٠قد غشÙيَكم ÙØ§ØªÙ‘ÙŽØ®ÙØ°Ùوه جَمَلاً , ولْيأخذْ كلّ٠رجل٠منكم بيد٠رجل٠من أهل٠بيتي , ÙØ¬Ø²Ø§ÙƒÙ…٠الله جميعاً خيراً , ÙˆØªÙØ±Ù‘Ù‚Ùوا ÙÙŠ سوادÙكم ومدائنكم Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ القومَ إنَّما يطلبونني , ولو أصابوني لذهلوا عن طلب٠غيري )) .
Ùقال له إخوتÙÙ‡ وأبناؤÙÙ‡ , وبنو أخيه وأبناء٠عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± : Ù„ÙÙ…ÙŽ Ù†ÙØ¹Ù„٠ذلك ØŸ! لنبقى بعدَك ! لا أرانا الله ذلكَ أبداً . بدأهم بهذا القول٠العبّاس٠بن عليّ وتابعه الهاشميّون .
ÙˆØ§Ù„ØªÙØª Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) إلى بني عقيل وقال : (( ØØ³Ø¨Ùكم من القتل بمسلم , اذهبوا قد أذÙنت٠لكم )) .
Ùقالوا : إذاً ما يقول الناس٠, وما نقول٠لهم ØŸ! إنَّا تركنا شيخَنا وسيّدنا وبني عمومتÙنا خير الأعمام , ولم نَرم٠معهم بسهم , ولم نطعنْ Ø¨Ø±Ù…Ø , ولم نضربْ بسي٠, ولا ندري ما صنعوا ! لا والله لا Ù†ÙØ¹Ù„ , ولكن Ù†ÙØ¯ÙŠÙƒÙŽ Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ وأموالنا وأهلينا , نقاتل معك ØØªÙ‘Ù‰ Ù†Ø±ÙØ¯ÙŽ Ù…ÙŽÙˆØ±Ø¯ÙŽÙƒ Ø› ÙقبّØÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‡ العيشَ بعدَك(58) .
وقال مسلم٠بن عوسجة : أنØÙ†Ù نخلّي عنك ØŸ! وبماذا نعتذر٠إلى الله ÙÙŠ أداء٠ØÙ‚ّك ØŸ! أمَا والله لا اÙÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ ØØªÙ‘Ù‰ أَطعنَ ÙÙŠ صدورهم برمØÙŠ , وأضربَ بسيÙÙŠ ما ثبت قائمÙÙ‡ بيدي , ولو لم يكنْ معي سلاØÙŒ اÙقاتلهم به Ù„Ù‚Ø°ÙØªÙهم Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© ØØªÙ‘Ù‰ أموت معك .
وقال سعيد٠بن٠عبد الله الØÙ†Ùيّ : والله , لا Ù†ÙØ®Ù„ّيك ØØªÙ‘Ù‰ يعلم الله أنّا قد ØÙظْنا غيبةَ رسولÙÙ‡ Ùيك . أما والله لو علمت٠أنّي اÙقتل٠ثمَّ Ø§ÙØÙŠØ§ , ثمَّ Ø§ÙØØ±Ù‚Ù ØÙŠÙ‘اً , ثمَّ Ø§ÙØ°Ø±Ù‘Ù‰ , ÙŠÙÙØ¹Ù„ بي ذلك سبعينَ مرّة لما ÙØ§Ø±Ù‚تÙÙƒÙŽ ØØªÙ‘Ù‰ ألقى ØÙمامي دونك , وكي٠لا Ø£ÙØ¹Ù„ ذلك وإنَّما هي قتلةٌ ÙˆØ§ØØ¯Ø© , ثمَّ هي الكرامة٠التي لا انقضاءَ لها أبداً ØŸ!
وقال زهير٠بن٠القين : والله , وددت٠أنّي Ù‚ÙØªÙ„ت٠ثمَّ Ù†ÙØ´Ø±ØªÙ ثمَّ Ù‚ÙØªÙ„ØªÙ ØØªÙ‘Ù‰ اÙقتلَ كذا أل٠مرّة , وأنَّ الله (عزَّ وجلَّ) ÙŠØ¯ÙØ¹ بذلك القتل٠عن Ù†ÙØ³ÙÙƒ وعن Ø£Ù†ÙØ³Ù Ù‡Ø¤Ù„Ø§Ø¡Ù Ø§Ù„ÙØªÙŠØ§Ù† من أهل بيتك .
وتكلّم باقي Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ بما يشبه بعضÙÙ‡ بعضاً , ÙØ¬Ø²Ù‘Ø§Ù‡Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) خيراً(59) .
ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„ قيل لمØÙ…ّد بن٠بشير Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ù…يّ : قد Ø§ÙØ³Ùر ابنÙÙƒ بثغر الريّ . Ùقال : ما Ø§ÙØØ¨Ù‘ أن ÙŠÙØ¤Ø³ÙŽØ±ÙŽ ÙˆØ£Ù†Ø§ أبقى بعده ØÙŠÙ‘اً . Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( أنت ÙÙŠ ØÙلّ٠من بيعتي , ÙØ§Ø¹Ù…لْ ÙÙŠ Ùَكاك٠ولدك )) .
قال : لا والله , لا Ø£ÙØ¹Ù„ ذلك , أكلتْني السباع٠ØÙŠÙ‘اً إن ÙØ§Ø±Ù‚ْتÙÙƒ .
Ùقال (عليه السّلام) : (( إذاً أعط٠ابنَكَ هذه الأثوابَ الخمسةَ ليعملَ ÙÙŠ Ùكاك٠أخيه )) . وكان قيمتÙها ألÙÙŽ دينار(60) .
لقد تعلّم هؤلاء من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† السبط (عليه السّلام) دروسَ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡Ù والتضØÙŠØ© , والإخلاص والإباء , ÙØ£Ø¨ÙŽÙˆØ§ أن يخذلوا إمامَهم , أو يخونوا رسول الله (صلّى الله عليه٠وآلÙÙ‡) ÙÙŠ ولده , أو ÙŠÙØ®Ù„ّوا بينه وبين عدوّÙÙ‡ العازم٠على قتله وإن سلموا Ø¨Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø± .
أجل , ÙØªÙ‚دّموا Ø²Ø±Ø§ÙØ§ØªÙ ÙˆÙˆØØ¯Ø§Ù†Ø§Ù‹ , وجاهدوا دونَ الØÙ‚Ù‘ باذلينَ المهجَ Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© بين يدي سيّدهم وإمامهم أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات٠الله عليه) ØØªÙ‘Ù‰ Ø§Ø³ØªÙØ´Ù‡Ø¯ÙˆØ§ جميعاً , ولسان٠الواقع ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ منهم يقول : Ø£ÙŽÙˆÙيت٠يابن رسول الله ØŸ
Ùقد قام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) إلى الصلاة يوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… , Ùوق٠أمامه سعيد٠بن٠عبد الله ÙŠØÙظه , ÙØ§Ø³ØªÙ‚بل السهامَ بجسمه , ØØªÙ‘Ù‰ إذا Ø§ÙØ«Ø®Ù† Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ø³Ù‚Ø· إلى الأرض وهو يقول : اللهمَّ العنْهم لعنَ عاد٠وثمود , وأبلغْ نبيَّك منّي السّلام , وأبلغْه ما لقيت٠من Ø£Ù„ÙŽÙ…Ù Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ أردت٠بذلك ثوابَك ÙÙŠ Ù†ÙØµØ±Ø©Ù ذرّيّة٠نبيّك (صلّى الله عليه٠وآلهÙ)(61) .
ÙˆØ§Ù„ØªÙØªÙŽ Ø¥Ù„Ù‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قائلاً : Ø£ÙŽÙˆÙيت٠يابنَ رسول٠الله ØŸ
قال : (( نعم , أنتَ أمامي ÙÙŠ الجنّة ))(62) . وقضى Ù†ØØ¨Ù‡ .
ولمّا Ø¹Ø±Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) منهم صدقَ النيّة والإخلاص ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¯Ø§Ø©Ù دونه أوقÙَهم على غامض القضاء , Ùقال : (( إنّÙÙŠ غداً اÙقتل , وكلّÙكم تÙقتلونَ معي , ولا
يبقى منكم Ø£ØØ¯ ))(63) .
وكانوا كلّÙهم قد Ø§ÙØ´Ø±Ø¨ÙˆØ§ ØÙبَّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , وأخلاقَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† , ÙØªÙ‚دّموا لا يطلبون إلاّ Ù†ÙØµØ±ØªÙ‡ Ø› يضربون بذلك الأمثالَ الرائعةَ ÙÙŠ الإخلاص والتضØÙŠØ© والمÙواساة . ÙØÙŠÙ† قصد العبّاس (عليه السّلام) Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ضامّاً إليه عشرين راجلاً , تقدّم Ù†Ø§ÙØ¹Ù بن٠هلال الجمليّ (رضوان٠الله عليه) باللواء , ÙØµØ§Ø عمْرÙÙˆ Ø¨Ù†Ù Ø§Ù„ØØ¬Ù‘اج : مَن٠الرجل ØŸ
قال : جئنا لنشربَ من هذا الماء الذي ØÙ„أتمونا عنه .
Ùقال عمرو : اشربْ هنيئاً , ولا تØÙ…لْ إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† منه .
قال Ù†Ø§ÙØ¹ : لا والله , لا أشرب٠منه قطرةً ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù ومَنْ معه Ù…ÙÙ† آلÙÙ‡ ÙˆØµØØ¨ÙÙ‡ عطاشى(64) .
ووق٠عابس٠بن شبيب الشاكريّ (رضوان٠الله عليه) أمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وقال : ما أمسى على ظهر الأرض قريبٌ ولا بعيدٌ أعزَّ عَلَيَّ منك , ولو قدرت٠أنْ Ø£Ø¯ÙØ¹ÙŽ Ø§Ù„Ø¶ÙŠÙ…ÙŽ عنك بشيء٠أعزَّ عَلَيَّ من Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„ÙØ¹Ù„ت . السلام عليك , أشهد٠أَنّي على Ù‡ÙØ¯Ø§Ùƒ ÙˆÙ‡ÙØ¯Ù‰ أبيك .
ومشى Ù†ØÙˆ القوم Ù…ÙØµÙ’Ù„ÙØªØ§Ù‹ سيÙÙŽÙ‡ , وبه ضربةٌ على جبينه , Ùنادى : ألاَ رجل ØŸ ÙØ£ØØ¬Ù…وا عنه Ø› لأنّهم عرÙوه أشجعَ الناس , ÙØµØ§Ø عمر بن سعد : ارضخوه Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© . ÙØ±Ùمي بها , Ùلمّا رأى ذلك ألقى درعَه ÙˆÙ…ØºÙØ±ÙŽÙ‡ وشدَّ على الناس , وإنَّه ليطرد٠أكثرَ Ù…ÙÙ† مئتين , ثمّ تعطّÙوا عليه من كلّ٠جانب٠ÙÙ‚ÙØªÙ„(65) .
ووق٠جون مولى أبي ذرّ Ø§Ù„ØºÙØ§Ø±ÙŠÙ‘ أمامَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يستأذنه , Ùقال (عليه السّلام) :
(( يا جون , إنَّما ØªØ¨ÙØ¹ØªÙŽÙ†Ø§ طلباً للعاÙية , ÙØ£Ù†ØªÙŽ ÙÙŠ إذن٠منّي )) .
أي انصرÙÙ’ عن Ø³Ø§ØØ©Ù المعركة , Ùوقع على قدميه يقبّلÙهما ويقول : أنا ÙÙŠ الرخاء Ø£Ù„ØØ³Ù قصاعَكم , ÙˆÙÙŠ الشدّة أخذلÙكم ! لا والله , لا اÙÙØ§Ø±Ù‚كم ØØªÙ‘Ù‰ يختلطَ هذا الدم٠الأسود مع دمائكم .
ÙØ£Ø°ÙÙ†ÙŽ له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , Ùقَتل خمسةً وعشرين ÙˆÙ‚ÙØªÙ„(66) .
ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ Ø¬Ù…ÙŠØ¹Ù Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ , وهم متأثّرون بمواعظه Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© ÙˆØµØ±Ø§ØØªÙ‡ الطيّبة .
ÙØ§Ù„Ø£Ø®Ù„Ø§Ù‚Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© أبتْ أيّةَ مخادعة , Ùلم ÙŠÙÙ…ÙŽÙ†ÙÙ‘ (سلام الله عليه) Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ بدÙنيا , وإنَّما قال Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ : (( إنّي راØÙ„ÙŒ إلى القتل , إلى الشهادة , Ùمَنْ Ø£ØØ¨Ù‘ÙŽ أن يختار الرØÙŠÙ„ÙŽ معي ÙلْيوطّÙنْ Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ على لقاء٠الله بين السيو٠والأسنّة )) .
واختبر إخلاصَهم وصÙّاهم ØØªÙ‘Ù‰ Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡Ù…٠الله تعالى للشر٠التأريخيّ الشامخ Ø› أن ÙŠÙØ³ØªØ´Ù‡ÙŽØ¯ÙˆØ§ مع سيّد الشهداء Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات الله عليه) , وهم Ø§ÙØ¨Ø§Ø©ÙŒ أوÙياء , ÙØ²Ø¹ÙˆØ§ إلى مضاجع العزّ , وختمÙوا ØÙŠØ§ØªÙŽÙ‡Ù… مرضيّين Ø› لأنّهم نصروا إمامهم وذبّÙوا عنه .
وتنادبتْ للذبÙّ٠عنه عصبةٌ ÙˆØ±ÙØ«Ùوا المعالي أشيباً وشبابا
Ù…ÙŽÙ† ينتدبْهم للكريهة٠ينتدبْ منهم ضراغمةَ Ø§Ù„Ø§ÙØ³ÙˆØ¯Ù غضابا
Ø®Ùّوا لداعي Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ØÙŠÙ† دعاهم٠ورسَوْا بعرصة٠كربلاءَ Ù‡ÙØ¶Ø§Ø¨Ø§
Ø§ÙØ³Ù’دٌ قد٠اتَّخذوا الصوارمَ ØÙلْيةً وتسربلوا ØÙ„ÙŽÙ‚ÙŽ الدروع٠ثيابا
ØªØ®ÙØ°ØªÙ’ عيونÙÙ‡Ùم٠القساطلَ ÙƒÙØÙ„ÙŽÙ‡ وأكÙÙ‘Ùهم Ùيضَ النØÙˆØ±Ù خضابا
يتمايلون كأنّما غنَّى لهم ÙˆÙ‚Ù’Ø¹Ù Ø§Ù„Ø¸Ù‘ÙØ¨Ø§ وسقاهÙم٠أكوابا
برÙقتْ سيوÙÙ‡Ù…Ù ÙØ£Ù…طرت٠الطلى بدمائه والنقع٠ثار Ø³ÙŽØØ§Ø¨Ø§
وكأنّهم مستقبÙلونَ كواعب مستقبلينَ أسنَّةً ÙˆÙƒÙØ¹Ø§Ø¨Ø§
وجدوا الردى Ù…ÙÙ† دون٠آل٠مØÙ…ّد٠عذْباً وبَعدَهم٠الØÙŠØ§Ø©ÙŽ Ø¹Ø°Ø§Ø¨Ø§
ودعاهÙم٠داعي القضاء٠وكلّÙهم ندْبٌ إذا الداعي دعاه٠أجابا
Ùهَوَوْا على Ø¹ÙØ±Ù التراب وإنَّم ضمّوا هناكَ Ø§Ù„Ø®ÙØ±Ù‘َدَ الأترابا
ونأَوا عن الأعداء٠وارتØÙ„وا إلى دار النعيم وجاوروا Ø§Ù„Ø£ØØ¨Ø§Ø¨Ø§ (67)
* * * * *
ÙˆØ¸Ù„Ù‘ÙŽØªÙ Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ø¹Ø¸Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© تأخذ مداها ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚ ØØªÙ‘Ù‰ أثمرتْ عن ÙØ¶ØÙ المتقمّصين لباسَ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإسلاميّة , وكسر٠الإطار الدينيÙÙ‘ المزيّ٠الذي ضربوه أمامَ ØÙƒÙˆÙ…تهم , ÙØ¹Ø§Ø¯ÙŽ Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³Ù Ù„Ø§ ÙŠÙØµØ¯Ù‘قونَ أنَّ بني اÙميّةَ لهم الØÙ‚Ù‘ ÙÙŠ Ø®Ù„Ø§ÙØ©Ù النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) .
وكذلك أثمرتْ عن شعور٠بالإثم Ø› Ùقد تغاÙÙ„ الناس٠زمناً عن وصايا Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ثمّ ما لبثÙوا أن Ø£ÙØ§Ù‚وا على كلماتÙÙ‡ عن Ù„Ø³Ø§Ù†Ù Ø§ÙØ³Ø±ØªÙ‡ , ولم يصبر الكثير٠منهم ØØªÙ‘Ù‰ عزم على الثأر والتكÙير عن الذنب , Ùكانتْ ثورة٠التوّابين , وثورة المدينة , وثورة المختار الثقÙيّ , وثورة مطر٠بن المغيرة , وثورة عبد الرØÙ…Ù† بن Ù…ØÙ…ّد بن الأشعث , وثورة زيد بن عليّ٠بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهم السّلام) .
كلّ ذلك ÙÙŠ سنوات٠قليلة بعد شهادة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات الله عليه) Ø› ØÙŠØ« أثّرتْ وصايا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ أهل بيته , Ùمضَوا ÙŠÙØ¨ØµÙ‘رون الناس ÙÙŠØØ±Ù‘كون ضمائرَهم , ويهزّون مشاعرَهم .
وكان Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد شدّ على قلوب أهل بيته بالصبر والرضا بقضاء الله , Ùلمّا رأى النساءَ يبكينَ عليه ليلةَ عاشوراء , وسمع Ø§ÙØ®ØªÙŽÙ‡ اÙمَّ كلثوم تنادي : واضيعتَنا بعدك يا أبا عبد الله ! عزّاها (عليه السّلام) , وقال لها : (( يا Ø§ÙØ®ØªØ§Ù‡ , تَعَزَّيْ بعزاء٠الله Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ سكَّان السماوات٠يÙنَون , وأهل الأرض كلّهم يموتون , وجميع البريّة يهلكون )) .
ثمّ قال : (( يا Ø§ÙØ®ØªØ§Ù‡ يا اÙمَّ كلثوم , وأنت٠يا زينب , وأنت٠يا ÙØ§Ø·Ù…Ø© (ابنته) , وأنت٠يا رباب (زوجته) , انظرْنَ إذا أنا Ù‚ÙØªÙ„ت٠, Ùلا تشققْنَ عَلَيَّ جيباً , ولا تخمشْنَ عَلَيَّ وجهاً , ولا تقلْنَ هجراً ))(68) .
وكان درساً ÙÙŠ الصبر , ÙˆÙÙŠ العزّة٠والإباء أمامَ أعداء٠الله .
ÙˆÙÙŠ الوداع الثاني لعياله أَمرهم بالصبر , وقال : (( استعدّوا للبلاء , واعلموا أنَّ الله تعالى ØØ§Ù…يكم ÙˆØØ§ÙظÙكم , وسيÙنجيكم من شرّ الأعداء , ويجعل عاقبةَ أمركم إلى خير , ÙˆÙŠÙØ¹Ø°Ù‘ب٠عدوَّكم بأنواع٠العذاب , ÙˆÙŠÙØ¹ÙˆÙ‘ضÙكم عن هذه Ø§Ù„Ø¨Ù„ÙŠÙ‘Ø©Ù Ø¨Ø£Ù†ÙˆØ§Ø¹Ù Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ¹ÙŽÙ…٠والكرامة . Ùلا تشكو , ولا تقولوا بألسنتكم ما ÙŠÙنقص٠من قدْرÙكم ))(69) .
وقد أخذتْ هذه الموعظة٠طريقَها إلى قلوب٠العيال , Ùكان منهم٠الثبات٠والصبر والإباء , والعزّة٠والشموخ . Ùهذه سكينة٠ابنتÙÙ‡ (لم يتضعضع صبرÙها , ولا وهى تسليمÙها للقضاء٠الجاري , ولم ÙŠØªØØ¯Ù‘ث٠المؤرّخون عمّا يناÙÙŠ ثباتَها على الخطوب ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©Ù والشام مع ما لاقتْه من شماتة٠ابن٠مرجانة وابن٠ميسون , ونكتÙÙ‡ بالعود٠رأسَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ...)(70) .
وهذه اÙمّ٠كلثوم تق٠ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ÙØªØ®Ø·Ùبهم قائلة : يا أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , سَوْأةً لكم ! ما لكم خذلتÙÙ… ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ وقتلتموه , وانتهبْتÙÙ… أمواله وورثتموه , وسبيتÙÙ… نساءَه ونكبتموه ØŸ! ÙØªØ¨Ù‘اً لكم ÙˆØ³ÙØÙ‚Ø§Ù‹ !
ويلكم ! أتدرونَ أيّ دواه٠دهتْكم , وأيّ وزْر٠على ظهوركم ØÙ…لتÙÙ… , وأيّ دماء٠سÙكتموها , وأيّ كريمة٠أصبتموها , وأيّ صبيّة٠سلبتموها , وأيّ أموال٠انتهبتموها ØŸ! قتلتÙÙ… خيرَ رجالات٠بعد النبيّ (صلّى الله عليه وآله) , ÙˆÙ†ÙØ²Ø¹ØªÙ الرØÙ…ة٠من قلوبكم , ألاَ إنَّ ØØ²Ø¨ÙŽ Ø§Ù„Ø´ÙŠØ·Ø§Ù† هم٠الخاسرون .
ÙØ¶Ø¬Ù‘ الناس٠بالبكاء , Ùلم ÙŠÙØ±ÙŽ Ø¨Ø§ÙƒÙŠØ©ÙŒ وباك٠أكثر من ذلك اليوم(71) .
وتلك ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ø¨Ù†ØªÙ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† تق٠هي Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لتخطب قائلة : ... أمّا بعد يا أهلَ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , يا أهلَ المكر٠والغدر٠والخيلاء , ÙØ¥Ù†Ù‘ا أهل٠بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا , ÙØ¬Ø¹Ù„ بلاءَنا ØØ³ÙŽÙ†Ø§Ù‹ , وجعلَ علمَه عندنا , ÙˆÙهمَه لدينا Ø› ÙÙ†ØÙ†Ù عيبة٠علمÙÙ‡ , ووعاء٠Ùهمه , ÙˆØÙƒÙ…ته ÙˆØØ¬Ù‘ته على الأرض ÙÙŠ بلاده لعباده . أكرمَنا الله بكرامته , ÙˆÙØ¶Ù‘لَنا بنبيّه Ù…ØÙ…ّد٠(صلّى الله عليه وآله) على كثير٠ممّن خلقَ ØªÙØ¶Ù„اً بيّناً , Ùكذّبتمونا وكÙّرتمونا , ورأيتÙÙ… قتالَنا ØÙ„الاً , وأموالَنا نهباً ...
ويلكم ! أتدرونَ أيَّة يد٠طاعنتْنا منكم , وأيَّة Ù†Ùْس٠نزعتْ إلى قتالنا , أم Ø¨Ø£ÙŠÙ‘ÙŽØ©Ù Ø±ÙØ¬Ù’ل٠مشيتÙÙ… إلينا تبغون Ù…ØØ§Ø±Ø¨ØªÙŽÙ†Ø§ ØŸ! والله , قستْ قلوبÙكم , وغلظتْ أكبادكم , ÙˆØ·ÙØ¨Ùع على Ø£ÙØ¦Ø¯ØªÙƒÙ… , ÙˆØ®ÙØªÙÙ… على سمعكم وبصركم , وسوّل لكم٠الشيطان٠وأملى لكم , وجعل على أبصاركم غشاوةً ÙØ£Ù†ØªÙ… لا تهتدون .
ÙØªØ¨Ù‘اً لكم يا أهلَ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ! أيّ تراث لرسول٠الله (صلّى الله عليه وآله) Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„َكم , وذØÙˆÙ„٠لديكم بما صنعتÙÙ… بأخيه عليÙÙ‘ بن٠أبي طالب جدّي , وبنيه وعترته الطيّبين الأخيار ... ØŸ!
ÙØ§Ø±ØªÙعت٠الأصوات٠بالبكاء٠والنØÙŠØ¨ , وقالوا : ØØ³Ø¨ÙƒÙ يابنةَ الطيّبين Ø› Ùقد Ø£ØØ±Ù‚ت٠قلوبنا , وأنضجت٠نØÙˆØ±ÙŽÙ†Ø§ , وأضرمت٠أجواÙنا . ÙØ³ÙƒØªØªÙ’(72) .
وأمّا العقيلة٠زينب (عليها السّلام) Ùقد أصغتْ بعقلها وقلبها إلى موعظة أخيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) ليلة عاشوراء , ØÙŠØ« قال لها : (( ÙŠØ§ÙØ®ØªØ§Ù‡ , اتّقي الله , وتعزّيْ بعزاء٠الله , واعلمي أنَّ أهلَ الأرض يموتون , وأهل السماء لا يبقون , وأنَّ كلَّ شيء٠هالكٌ إلاّ وجهَه٠تعالى الذي خلَقَ الخلْقَ بقدرته , ويبعث٠الخلْقَ ويعودون , وهو ÙØ±Ø¯ÙŒ ÙˆØØ¯ÙŽÙ‡ . جدّي خيرٌ منّي , وأبي خيرٌ منّي , واÙمّي خيرٌ منّي , وأخي خيرٌ منّي , ولي ولكلÙÙ‘ مسلم٠برسول الله (صلّى الله عليه وآله) Ø§ÙØ³ÙˆØ© .
يا Ø§ÙØ®ØªØ§Ù‡ , Ø£Ù‚Ø³Ù…ØªÙ Ø¹Ù„ÙŠÙƒÙ ÙØ£ÙŽØ¨Ø±Ù‘ÙŠ قسَمي Ø› لا تشقّي عَلَيَّ جيباً , ولا تخمشي عَلَيَّ وجهاً , ولا تدْعي عَلَيَّ بالويل٠والثبور٠إذا أنا هلكت٠))(73) .
وكانت زينب (سلام الله عليها) عند وصيّة٠أخيها Ø› ØÙŠØ« لم يَرَ الأعداء٠منها وهْناً , بل وجدوها تلكَ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ةَ الأبيّة , واللبوةَ الطالبيّة , والمعجزةَ المØÙ…ّديّة , والذخيرةَ الØÙŠØ¯Ø±ÙŠÙ‘Ø© , والوديعةَ Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يّة , ØªØØ¯Ù‘تْ بمواقÙها أهلَ Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ ÙˆØ§Ù„ÙØªÙ† , ÙˆØ£Ø±Ù‡Ø¨ØªÙ Ø§Ù„Ø·Ù‘ÙØºØ§Ø©ÙŽ ÙÙŠ صلابتها , وأدهشت٠العقولَ برباطة٠جأشها , ومثّلتْ أباها عليّاً (عليه السّلام) بشجاعتها , وأشبهتْ اÙمَّها الزهراءَ (عليها السّلام) ÙÙŠ عظمتÙها وبلاغتها .
Ùقد شاهدت إخوانَها , وبني إخوانÙها , وبني عمومتها , وشيعةَ أخيها على الرمال مجزّرين , وشاهدت Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ÙŽ خيامها بعد قتل أخيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ومرّتْ على مصارع الشهداء , وعاشتْ Ù…ØÙ†Ø©ÙŽ Ø§Ù„Ø£Ø³Ø± , ÙˆØ§Ù„Ø³ÙØ± المرير إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , ثمّ الشام , ثمّ من الشام إلى كربلاء , ÙØ§Ù„مدينة المنوّرة .
وقد كانتْ لها مواقÙ٠شجاعة وهي امرأةٌ مكسورة Ø¨ÙØ¬ÙŠØ¹Ø© أهلها Ø› ØÙŠØ« خرجتْ إلى باب Ø§Ù„ÙØ³Ø·Ø§Ø· ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ© الطÙÙ‘ ونادت عمرَ بن سعد : ويلكَ يا عمر ! أيÙقتل أبو عبد الله وأنتَ تنظر٠إليه ØŸ! Ùلم ÙŠÙØ¬Ø¨Ù’ها بشيء , Ùنادتْ : ويØÙƒÙ… ! أما Ùيكم مسلم ØŸ! Ùلم ÙŠÙØ¬Ø¨Ù’ها Ø£ØØ¯(74) .
وبعد أن Ø§ÙØØ±Ù‚ØªÙ Ø§Ù„Ø®ÙŠØ§Ù… , ÙˆØªÙØ±Ù‘Ù‚ØªÙ Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ , زينب٠هي التي تجمع٠النساءَ ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ Ø› تتÙقّدهم , ÙˆØªØªÙØÙ‘Øµ عن الأيتام ØØªÙ‘Ù‰ جمعتْهم ÙÙŠ خيمة٠وجلستْ عندها , وكأنّها لم ØªÙØµÙŽØ¨Ù’ بتلك Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø¹Ø© الأليمة Ø› Ùقد كان منها Ø§Ù„ØØ²Ù… والصبر٠على البلاء ØØªÙ‘Ù‰ جمعت المتشتّت , وعالجت المريض , وهدّأت٠اليتامى , وصبّرت٠الثواكلَ والأرامل .
لقد أخذتْ موعظة٠أخيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) طريقَها إلى قلب زينب , ÙØªØ¹Ø²Ù‘َتْ بعزاء٠الله Ø› Ùوضعتْ يديها ØªØØª جثمانه الموزّع Ø¨Ø§Ù„Ø³ÙŠÙˆÙ Ø±Ø§ÙØ¹Ø©Ù‹ له , وهي تقول : اللهمَّ تقبّلْ منّا هذا القليلَ من القربان(75) .
ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا أراد عبيد الله بن٠زياد قتلَ ابن أخيها عليّ٠بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØµØ§ØØªÙ’ به : يابنَ زياد , ØØ³Ø¨ÙÙƒ من دمائنا . واعتنقتْ عليّاً (عليه السّلام) وقالت : والله لا اÙÙØ§Ø±Ù‚Ù‡ , ÙØ¥Ù† قتلتَه ÙØ§Ù‚تلْني معه(76) .
ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© خطبتْ تلكَ الخطبةَ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© , والتي قال ØØ°ÙŠÙ…٠الأسديّ بعدها : لم أرَ والله خَÙÙØ±Ø©Ù‹ قطّ أنطقَ منها , كأنّها تنطق٠وتÙÙØ±Øº عن لسان عليّ(77) !
ÙˆÙÙŠ مجلس الطاغية عبيد الله بن زياد سألها : ÙƒÙŠÙ Ø±Ø£ÙŠØªÙ ÙØ¹Ù„ÙŽ الله بأهل٠بيتك ØŸ
أجابته على الÙور : ما رأيت٠إلاّ جميلاً , هؤلاء٠قوم كتب الله عليهم٠القتل ÙØ¨Ø±Ø²ÙˆØ§ إلى مضاجعهم , وسيجمع الله بينَك وبينهم ÙØªÙØØ§Ø¬Ù‘ وتخاصم , ÙØ§Ù†Ø¸Ø±Ù’ Ù„Ùمَن٠الÙلَج٠يومئذ٠, ثكلتْكَ اÙمّÙÙƒÙŽ يابنَ مرجانة !
ÙØºØ¶Ø¨ ابن زياد٠واستشاط من كلامها معه(78) .
هذا وهي سبيّة , ØØªÙ‘Ù‰ إذا وصلتْ إلى قصر يزيد بن معاوية , وسمعتْه يقرأ أبيات Ø§Ù„ÙƒÙØ± :
ليت أشياخي ببدر٠شهدو جزَعَ الخزرج من وقع٠الأسلْ
لأهلّوا واستهلّÙوا ÙØ±Ø ثمّ قالوا يا يزيد٠لا ØªÙØ´Ù„Ù’
قد قتلنا القومَ من ساداتÙهمْ وعدلناه Ø¨Ø¨Ø¯Ø±Ù ÙØ§Ø¹ØªØ¯Ù„Ù’
لعبتْ هاشم٠بالمÙلْك٠ÙÙ„ خبرٌ جاءَ ولا ÙˆØÙŠÙŒ نزلْ
لست٠من Ø®ÙندÙÙŽ إن لم أنتقمْ من بني Ø£ØÙ…دَ ما كان ÙØ¹Ù„Ù’
خطبتْ زينب٠(عليها السّلام) خطبتَها المشهورة , وقد قالتْ Ùيها Ùيما قالتْ : ... أظننتَ يا يزيد ØÙŠØ« أخذتَ علينا أقطارَ Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¶Ù ÙˆØ¢ÙØ§Ù‚ÙŽ السماء , ÙØ£ØµØ¨ØÙ†Ø§ Ù†ÙØ³Ø§Ù‚ كما ØªÙØ³Ø§Ù‚ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ø§Ø±Ù‰ , أنَّ بنا على الله هواناً , وبك عليه كرامة , وأنَّ ذلك Ù„Ø¹ÙØ¸ÙŽÙ…٠خطرك عنده , ÙØ´Ù…ختَ بأنÙÙƒ , ونظرتَ ÙÙŠ عطÙÙƒ جذلانَ مسروراً , ØÙŠÙ† رأيتَ الدنيا لك مستوسقة , والاÙمورَ متّسقة , ÙˆØÙŠÙ† ØµÙØ§ لمÙلكÙنا وسلطاننا ØŸ! Ùمهلاً مهلاً , أنسÙيتَ قولَ الله تعالى : { وَلَا ÙŠÙŽØÙ’سَبَنَّ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا أَنَّمَا Ù†ÙمْلÙÙŠ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ خَيْرٌ Ù„ÙØ£ÙŽÙ†Ù’ÙÙØ³ÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنَّمَا Ù†ÙمْلÙÙŠ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ Ù„ÙيَزْدَادÙوا Ø¥ÙØ«Ù’مًا ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙ‡Ùمْ عَذَابٌ Ù…ÙÙ‡Ùينٌ} [آل عمران : 178] (79)ØŸ!
أمÙÙ†ÙŽ العدل يابن الطلقاء , تخديرÙÙƒ ØØ±Ø§Ø¦Ø±ÙŽÙƒ وإماءَك , وسوقÙÙƒ بنات٠رسول الله سبايا ØŸ! ... ثمّ تقول غيرَ مستأثÙÙ… ولا مستعظÙÙ… :
لأهلّوا واستهلّÙوا ÙØ±Ø ثمّ قالوا يا يزيد٠لا ØªÙØ´Ù„Ù’
منØÙ†ÙŠØ§Ù‹ على ثنايا أبي عبد الله سيّد شباب٠أهل٠الجنّة تنكتÙها بمخصرتك ! ... وتهتÙ٠بأشياخك زعمتَ أنّك تÙناديهم ! ÙÙ„ØªØ±ÙØ¯ÙŽÙ†Ù‘ وشيكاً موردَهم , ولتودّنَّ أنّك Ø´Ùللتَ وبÙكمتَ ولم تكن قلتَ ما قلت , ÙˆÙØ¹Ù„تَ ما ÙØ¹Ù„ت .
ÙÙˆ الله , ما ÙØ±ÙŠØªÙŽ Ø¥Ù„Ø§Ù‘ جلْدَك , ولا ØØ²Ø²Ù’تَ إلاّ Ù„ØÙ…ÙŽÙƒ , ولتردنَّ على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بما تØÙ…ّلت من سÙك٠دماء٠ذرّيّته , وانتهكتَ من ØÙرمتÙÙ‡ ÙÙŠ عترتÙÙ‡ ولØÙ…تÙÙ‡ ... ÙˆØØ³Ø¨ÙÙƒ بالله ØØ§ÙƒÙ…اً , وبمØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) خصيماً , وبجبرئيل ظهيراً , وسيعلم Ù…ÙŽÙ† سوّلَ لك ومكّنَكَ من رقاب المسلمين بئسَ للظالمين بدلاً , وأيّكم شرٌّ مكاناً وأضعÙ٠جÙنْداً !
ولئن جرّتْ عَلَيَّ الدواهي مخاطبتَك , إنّي لاَستصغر٠قَدْرَك , وأستعظم٠تقريعَك , وأستكثر توبيخَك ... ألاَ ÙØ§Ù„عجب٠كلّ٠العجب Ù„Ù‚ØªÙ„Ù ØØ²Ø¨ الله النجباء , Ø¨ØØ²Ø¨ الشيطان٠الطلقاء ! ... Ùكدْ كيدَك , واسعَ سعيَك , وناصبْ جهدَك , ÙÙˆ الله لا تمØÙˆ ذÙكْرَنا , ولا تÙÙ…Ùيت٠وØÙŠÙŽÙ†Ø§ , ولا ترخص٠عنك عارها , وهل رأيÙÙƒ إلاّ Ùَنَد , وأيّامÙÙƒ إلاّ عدد , وجمعÙÙƒ إلاّ بدد , يومَ ينادي المنادي : ألاّ لعنة٠الله على الظالمين .
والØÙ…د لله ربّ٠العالمين , الذي ختم لأوّلنا Ø¨Ø§Ù„Ø³Ø¹Ø§Ø¯Ø©Ù ÙˆØ§Ù„Ù…ØºÙØ±Ø© , ولآخرنا بالشهادة والرØÙ…Ø© , ونسأل الله أن ÙŠÙكْمÙÙ„ÙŽ لهم٠الثواب , ويÙوجبَ لهم٠المزيد , ÙˆÙŠÙØØ³ÙÙ†ÙŽ علينا Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , إنَّه رØÙŠÙ…ÙŒ ودود , ÙˆØØ³Ø¨Ùنا الله ونعمَ الوكيل .
Ùلم يملكْ يزيد٠إلاّ أن قال :
يا ØµÙŠØØ©Ù‹ ØªÙØÙ…Ø¯Ù Ù…ÙÙ† صوائØÙ’ ما أهونَ النوØÙŽ Ø¹Ù„Ù‰ النوائØÙ’(80)
* * * * *
لقد أثمرت الموعظة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© عزّةً وإبا�