لما نظر الحسين إلى كثرة من قتل من أصحابه قبض على شيبته المقدسة و قال: اشتد غضب اللّه على اليهود إذ جعلوا له ولدا، و اشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، و اشتد غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس و القمر دونه، و اشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم. أما و اللّه لا أجيبهم إلى شيء مما يريدون حتى القى اللّه و أنا مخضب بدمي. ثم صاح أما من مغيث يغيثنا! أما من يذب عن حرم رسول اللّه «1»! فبكت النساء و كثر صراخهن.
و سمع الأنصاريان سعد بن الحارث و أخوه أبو الحتوف استنصار الحسين و استغاثته و بكاء عياله و كانا مع ابن سعد فمالا بسيفيهما على أعداء الحسين و قاتلا حتى قتلا «2».
____________
(1) اللهوف ص 57.
(2) الحدائق الوردية مخطوط.