حياة الامام الحسين قبل مقتله
مقتل الامام عليه السلام

تقدم عمر بن سعد نحو عسكر الحسين Ùˆ رمى بسهم Ùˆ قال اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى ØŒ ثم رمى الناس‏ «1» فلم يبق من أصحاب الحسين أحد إلا اصابه من سهامهم‏ «2» فقال عليه السّلام لأصحابه: قوموا رحمكم اللّه إلى الموت الذي لا بد منه، فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم. فحمل أصحابه حملة واحدة «3» Ùˆ اقتتلوا ساعة فما انجلت الغبرة إلا عن خمسين صريعا «4».

سطت ورحى الهيجاء تطحن شوسها Ùˆ وجه الضحى في نقعها متنقب‏
تهلل بشرا بالقراع وجوهها Ùˆ كم وجه ضرغام هناك مقطب‏
Ùˆ تلتذ أن جاءت لها السمر تلتوي‏ Ùˆ للبيض أن سلت لدى الضرب تطرب‏
اعزاء لا تلوي الرقاب لفادح‏ Ùˆ لا من الوف في الكريهة ترهب‏
فما لسوى العلياء تاقت نفوسهم‏ Ùˆ لم تك في شي‏Ø¡ سوى العز ترغب‏
فلو أنّ مجدا في الثريا لحلقت‏ إليه Ùˆ شأن الشهم للمجد يطلب‏
فأسيافهم يوم الوغى تمطر الدما Ùˆ أيديهم من جودها الدهر مخضب‏
Ùˆ ما برحت تقري المواضي لحومها Ùˆ من دمها السمر العواسل تشرب‏
إلى أن تهاوت كالكواكب في الثرى‏ Ùˆ ما بعدهم يا ليت لا لاح كوكب‏ «5»
تهاووا فقل زهر النجوم تهافتت‏ Ùˆ أهووا فقل شم الجبال تهدم‏ «6»

Ùˆ خرج يسار مولى زياد Ùˆ سالم مولى عبيد اللّه بن زياد فطلبا البراز فوثب حبيب Ùˆ برير فلم يأذن لهما الحسين فقام عبد اللّه بن عمير الكلبي من «Ø¨Ù†ÙŠ Ø¹Ù„ÙŠÙ…» Ùˆ كنيته أبو وهب Ùˆ كان طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين شريفا في قومه شجاعا مجربا فأذن له Ùˆ قال احسبه للأقران قتالا. فقالا له من أنت؟ فانتسب لهما فقالا: لا نعرفك ليخرج إلينا زهير أو حبيب أو برير Ùˆ كان يسار قريبا منه فقال له:
يا ابن الزانية أو بك رغبة عن مبارزتي ثم شد عليه بسيفه يضربه و بينا هو مشتغل به إذ شد عليه سالم فصاح أصحابه قد رهقك العبد فلم يعبأ به فضربه سالم بالسيف فاتقاها عبد اللّه بيده اليسرى فأطار أصابعه و مال عليه عبد اللّه فقتله و اقبل إلى الحسين يرتجز و قد قتلهما.
Ùˆ أخذت زوجته أم وهب بنت عبد اللّه بن النمر بن قاسط، عمودا Ùˆ اقبلت نحوه تقول له فداك أبي Ùˆ أمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم فأراد أن يردها إلى الخيمة فلم تطاوعه Ùˆ أخذت تجاذبه ثوبه Ùˆ تقول: لن ادعك دون أن أموت معك‏ فناداها الحسين جزيتم عن أهل بيت نبيكم خيرا إرجعي إلى الخيمة فإنه ليس على النساء قتال فرجعت‏.
_________________
(1) الخطط المقريزية ج 2 ص 287.
(2) مقتل العوالم ص 84.
(3) اللهوف ص 56.
(4) البحار عن محمد بن أبي طالب.
(5) من قصيدة للشيخ حسون الحلي «Ø´Ø¹Ø±Ø§Ø¡ الحلة» ج 2 ص 104.
(6) من قصيدة للحجة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء «Ù‚دس سره» طبعت في كتابنا «Ù‚مر بني هاشم».