حياة الامام الحسين قبل مقتله
مقتل الامام عليه السلام

جاء شمر الى كربلاء في يوم الخميس الموافق للتاسع من محرم الحرام، فلما قدم على ابن سعد بكتاب ابن زياد و قرأه عمر قال له عمر: ما لك ويلك لا قرب اللّه دارك و قبّح اللّه ما قدمت به عليّ و اللّه انّي لأظنّك انّك نهيته أن يقبل عما كتبت به إليه و أفسدت علينا أمرا كنا قد رجونا أن يصلح، لا يستسلم و اللّه الحسين، انّ نفس ابيه لبين جنبيه.
فقال له شمر: أخبرني بما أنت صانع، أ تمضي لأمر أميرك تقاتل عدوّه و الّا فخلّ بيني و بين الجند و العسكر، قال: لا و لا كرامة لك و لكن أنا أتولى ذلك دونك، فكن أنت على الرجّالة.
و جاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين (عليه السلام) فقال: أين بنو أختنا؟ يعني العباس و جعفر و عبد اللّه و عثمان بني عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) (لانّ امهم أم البنين كانت من قبيلة بني كلاب و شمر أيضا من تلك القبيلة) فقال الحسين (عليه السلام) لهم: أجيبوه و ان كان فاسقا فانّه قريبكم.
فخرج هؤلاء السعداء الى ذلك الشقي و قالوا له: ما تريد؟ فقال: انتم يا بني أختي آمنون فاتركوا الحسين و كونوا مع يزيد، فناداه العباس (عليه السلام): تبت يداك و بئس ما جئتنا به من أمانك يا عدو اللّه، أ تأمرنا أن نترك أخانا و سيدنا الحسين بن فاطمة عليهما السّلام و ندخل في طاعة اللعناء أولاد اللعناء، أ تؤمنوننا و ابن رسول اللّه لا أمان له.
فرجع شمر لعنه اللّه الى عسكره مغضبا، ثم نادى عمر بن سعد: يا خيل اللّه اركبي Ùˆ بالجنّة أبشري، فركب الناس حتى زحف نحوهم بعد العصر في اليوم التاسع Ùˆ الحسين (عليه السلام) جالس‏ امام بيته محتبيا بسيفه اذ خفق برأسه على ركبته‏ .
روى الكليني عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: «ØªØ§Ø³ÙˆØ¹Ø§Ø¡ يوم حوصر فيه الحسين (عليه السلام) Ùˆ أصحابه بكربلاء Ùˆ اجتمع عليه خيل أهل الشام Ùˆ أناخوا عليه، Ùˆ فرح ابن مرجانة Ùˆ عمر بن سعد بتوافر الخيل Ùˆ كثرتها Ùˆ استضعفوا فيه الحسين (عليه السلام) Ùˆ أصحابه، Ùˆ أيقنوا انّه لا يأتي الحسين (عليه السلام) ناصر Ùˆ لا يمدّه أهل العراق (ثم قال:) بأبي المستضعف الغريب» .
و لما سمعت زينب الضجة دنت من أخيها فقالت: يا أخي أ ما تسمع الاصوات قد اقتربت؟ فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال: انّي رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله)الساعة في المنام فقال لي: انّك تروح إلينا، فلطمت أخته وجهها و نادت بالويل، فقال لها الحسين (عليه السلام): ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك اللّه.
ثم قال له العباس يا أخي أتاك القوم، فنهض ثم قال: يا عباس اركب بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم و تقول لهم ما لكم و ما بدا لكم و تسألهم عمّا جاء بهم، فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا فيهم زهير بن القين و حبيب بن مظاهر، فقال لهم العباس: ما بدا لكم و ما تريدون؟ قالوا: قد جاء أمر الامير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم، فقال: فلا تعجلوا حتى ارجع الى أبي عبد اللّه.
فرجع يركض الى الحسين (عليه السلام) يخبره الخبر فقال (عليه السلام): ارجع إليهم فان استطعت أن تؤخرهم الى غدوة و تدفعهم عنا العشية لعلنا نصلّي لربنا الليلة و ندعوه و نستغفره، فهو يعلم انّي قد كنت أحب الصلاة له و تلاوة كتابه و كثرة الدعاء و الاستغفار، فمضى العباس إليهم و أخذ منهم التأجيل لتلك الليلة .
قال السيد: توقف عمر بن سعد لعنه اللّه في أجابة العباس فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي: Ùˆ اللّه لو انّهم من الترك Ùˆ الديلم Ùˆ سألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف Ùˆ هم آل محمد (صلى الله عليه واله)فأجابوهم الى ذلك‏ .
و قال الطبري انّه: قال قيس بن الاشعث: أجبهم الى ما سألوك، فلعمري ليصبحنّك بالقتال غدوة، فقال: و اللّه لو أعلم أن فعلوا ما أخرجتهم العشية .
فأمهل عمر بن سعد الحسين (عليه السلام) تلك الليلة Ùˆ أرسل رسولا إليه مع العباس (عليه السلام) يقول: انّا قد اجّلناكم الى غد فان استسلمتم سرحناكم الى أميرنا عبيد اللّه بن زياد Ùˆ ان أبيتم فلسنا تاركيكم‏ .