حياة الامام الحسين قبل مقتله
مقتل الامام عليه السلام

لما قرأ ابن زياد كتاب ابن سعد قال : هذا كتاب ناصح مشفق على قومه Ùˆ أراد أن يجيبه فقام الشمر «1» Ùˆ قال : أتقبل هذا منه بعد أن نزل بأرضك Ùˆ اللّه لئن‏ رحل من بلادك Ùˆ لم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة Ùˆ تكون أولى بالضعف Ùˆ الوهن ØŒ فاستصوب رأيه Ùˆ كتب إلى ابن سعد : أما بعد إني لم ابعثك إلى الحسين لتكف عنه Ùˆ لا لتطاوله Ùˆ لا لتمنيه السلامة Ùˆ لا لتكون له عندي شفيعا انظر فإن نزل حسين Ùˆ أصحابه على حكمي فابعث بهم إليّ سلما Ùˆ إن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم Ùˆ تمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون ØŒ فإن قتل حسين فأوطى‏Ø¡ الخيل صدره Ùˆ ظهره Ùˆ لست أرى أنه يضر بعد الموت Ùˆ لكن على قول قلته لو قتلته لفعلت هذا به فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع Ùˆ إن أبيت فاعتزل عملنا Ùˆ جندنا Ùˆ خل بين شمر بن ذي الجوشن Ùˆ بين العسكر فإنّا قد أمرناه بذلك‏ «2».
فلما جاء الشمر بالكتاب قال له ابن سعد: ويلك لا قرب اللّه دارك و قبح اللّه ما جئت به و إني لأظن أنك الذي نهيته و افسدت علينا أمرا رجونا أن يصلح، و اللّه لا يستسلم حسين فإن نفس أبيه بين جنبيه.
فقال الشمر: أخبرني ما أنت صانع اتمضي لأمر أميرك؟ Ùˆ إلا فخل بيني Ùˆ بين العسكر، قال له عمر: أنا أتولى ذلك Ùˆ لا كرامة لك Ùˆ لكن كن أنت على الرجالة «3».
________________
(1) في البداية لابن كثير ج 8 ص 188 كان الحسين يحدث أصحابه في كربلا بما قاله جده صلى اللّه عليه و آله و سلم: كأني انظر إلى كلب ابقع يلغ في دماء أهل بيتي و لما رأى الشمر ابرص قال هو الذي يتولى قتلي! و في الأعلاق النفيسة لابن رسته ص 222 كان الشمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين ابرص. و في ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 449 كان شمر بن ذي الجوشن أحد قتلة الحسين عليه السّلام فليس للرواية بأصل و لما قيل له كيف أعنت على ابن فاطمة قال: إن امراءنا امرونا فلو خالفناهم كنا أشد من الحمر الشقاء قال الذهبي و هذا عذر قبيح فإنما الطاعة في المعروف. و في كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص 303 و ما بعدها. طبع مصر: كان شمر بن ذي الجوشن مع أمير المؤمنين عليه السّلام في صفين، و خرج من أصحاب معاوية (أدهم بن محرز) يطلب المبارزة فخرج إليه شمر بن ذي الجوشن و اختلفا بضربتين، ضربه أدهم على جبينه فأسرع السيف حتى خالط العظم و ضربه شمر فلم يصنع فيه شيئا، فرجع الشمر إلى عسكره يشرب الماء و أخذ رمحا و قال:
(إني زعيم لأخي باهلة بطعنة إن لم أمت عاجلة
و ضربة تحت الوغى فاصلة شبيهة بالقتل أو قاتلة)

فحمل على أدهم و هو ثابت فطعنه فوقع عن فرسه و حمله أصحابه فانصرف شمر ...
Ùˆ في نفح الطيب للمقريزي ج 1 ص 143 مطبعة عيسى البابي مطبوعات دار المأمون أن الصميل بن حاتم بن الشمر بن ذي الجوشن كان رأس المضرية متحاملا على اليمانية «Ùˆ هذه العبارة واردة في طبعة بيروت ج 1 ص 222 تحقيق محمد محيي الدين».
و في حاشية الكتاب، كان حاتم بن الشمر مع أبيه في الكوفة و لما قتل المختار شمر بن ذي الجوشن هرب ابنه إلى قنسرين. و في ص 145 ذكر أن الصميل كان واليا على سرقسطة ثم فارقها و تولى على طليطلة. و في كتاب الحلة السيراء لابن الأبار ج 1 ص 67 لما ظهر المختار بالكوفة فر الشمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين بن علي إلى الشام بأهله و ولده، فأقام بها في عز و منعة، و قيل قتله المختار وفر ولده إلى أن خرج كلثوم بن عياض القشيري غازيا إلى المغرب، فكان الصميل ممن ضرب عليه البعث في أشراف أهل الشام و دخل الأندلس في طاعة بلج بن بشر و هو الذي قام بأمر المضرية في الأندلس عندما أظهر أبو الخطار الحسام بن ضرار الكلبي العصبية لليمانية و مات الصميل-
- في سجن عبد الرحمن بن معاوية سنة 142 و كان شاعرا. و في تاريخ علماء الأندلس لابن الفوطي ج 1 ص 234 باب الشين، شمر بن ذي الجوشن الكلاعي من أهل الكوفة هو الذي قدم برأس الحسين عليه السّلام على يزيد بن معاوية و لما ظهر المختار هرب بعياله منه ثم خرج كلثوم بن عياض غازيا المغرب و دخل إلى الأندلس في طالعة بلج، و هو جد الصميل بن حاتم بن شمر القيسي صاحب الفهري 1 ه و الأصح ما ذكره الدينوري في الأخبار الطوال 296 أن شمر بن ذي الجوشن قتله أصحاب المختار بالمذار و بعث برأسه إلى محمد بن الحنفية و في الاعلاق النفيسة لابن رسته ص 222 كان الشمر بن ذي الجوشن ابرص و في تاريخ الطبري ج 7 ص 122 و كامل ابن الأثير ج 4 ص 92 حوادث سنة 65 كان الشمر ابرص يرى بياض برصه على كشحه.
(2) ابن الأثير ج 4 ص 23.
(3) الطبري ج 6 ص 236.