حمل الشمر في جماعة من أصحابه على ميسرة الحسين فثبتوا لهم حتى كشفوهم و فيها قاتل عبد اللّه بن عمير الكلبي فقتل تسعة عشر فارسا و اثني عشر راجلا و شد عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فقطع يده اليمنى «1» و قطع بكر بن حي ساقه.
فأخذ أسيرا و قتل صبرا «2» فمشت إليه زوجته أم وهب و جلست عند رأسه تمسح الدم عنه و تقول: هنيئا لك الجنة أسأل اللّه الذي رزقك الجنة أن يصحبني معك فقال الشمر لغلامه رستم اضرب رأسها بالعمود فشدخه و ماتت مكانها و هي أول امرأة قتلت من أصحاب الحسين «3».
و قطع رأسه و رمى به إلى جهة الحسين فأخذته أمه و مسحت الدم عنه ثم أخذت عمود خيمة و برزت إلى الأعداء فردها الحسين و قال: ارجعي رحمك اللّه فقد وضع عنك الجهاد فرجعت و هي تقول: اللهم لا تقطع رجائي فقال الحسين لا يقطع اللّه رجاءك «4».
و حمل الشمر حتى طعن فسطاط الحسين بالرمح و قال عليّ بالنار لأحرقه على أهله فتصايحت النساء و خرجن من الفسطاط و ناداه الحسين يا ابن ذي الجوشن أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي أحرقك اللّه بالنار! و قال له شبث بن ربعي: أمر عبا للنساء صرت؟ ما رأيت مقالا أسوأ من مقالك و موقفا أقبح من موقفك فاستحى و انصرف.
و حمل على جماعته زهير بن القين في عشرة من أصحابه حتى كشفوهم عن البيوت «5».
______________
(1) مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 217.
(2) حكى هذا ابن الأثير و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 13 أن شماله قطعت بعد أن قطعت يمينه.
(3) الطبري ج 6 ص 251 و في مسند أحمد ج 2 ص 100 طبعة أولى عن ابن عمر: مرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم في غزاة غزاها بامرأة مقتولة فنهى عن قتل النساء و الصبيان.
(4) تظلم الزهراء ص 113.
(5) تاريخ الطبري ص 251 ج 6 و اختصره الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 16.