عباد الله الأبرار ، وشيعة حيدر الكرّار ، اخلعوا حلل القرار ، وتجافوا عن نمارق البهجة والإصطبار ، فقد عصفت بمراسم الفخار ، زعازع حوادث الأقدار واجتثّت أصول المراتب والأقدار ، ذات عواصف وأغيار ، أخلت أواهل تلك الديار ، فلا حارس ولا سمّار ، تبكي عليهم الأوراد والأذكار ، وتندبهم الوحوش والأطيار دارت بهم رحى الفجّار ، فغدوا عباديد بكلّ ديار ، ليس لقتيلهم مزار يزار ، ولا أسيرهم يفدى ولا يجار ، ولا ربائبهم تصان في الأستار ، بل هتكت بين الرامق والنظار ، يطاف بها المدن والأمصار ، على الأقتاب والأكوار ، ولله درّ من قال :
بلغ المرادي المراد وأورد
الحسن الرديّ وقضى الحسين شهيدا
غدروا به إذ جاءهم من بعد ما
أسدوا إليه مواثقاً وعهودا
قتلوا به بدراً فأظلم ليلهم
فغدوا قياماً في الضلال قعودا
وحموه أن يرد المباح وصيّروا
ظلماً له ظامي الرماح ورودا
فسمت إليه أماجد عرفت به
قصد الطريق فأدركوا المقصودا
نفر حوت جلّ الثناء وتسنّمت
ذلل المعالي والداً ووليدا
من تلق منهم تلق كهلاً أو فتى
علم الهدى بحر الندى المورودا
وتبادرت طلق الأعنّة لا ترى
الغمرات إلاّ المايسات الغيدا
فكأنّما قصد القنا بنحورها
درر يفصّلها الطعان عقودا
واستنزلوا دار البقا فأحلّهم
غرفاتها فغدى النزول صعودا
فتظنّ عينك أنّهم صرعى وهم
في خير دار فارهين رقودا
وأقام معدوم النظير فريد بيت
المجد معدوم النصير فريدا
يلقى القفار صواهلاً ومناصلا
ويرى النهار قصاطلا وبنودا
ساموه أن يردوا الهوان أو المنيّة
والمسوّد لا يكون مسودا
روي في كتاب « الملهوف على قتلى الطفوف » أنّه لمّا تفانى أصحاب الحسين (عليه السلام) ولم يبق معه إلاّ أهل بيته وهم ولد أمير المؤمنين (عليه السلام) وولد جعفر وولد عقيل وولد الحسن السبط وولده (عليه السلام) ، اجتمعوا وجعل يودّع بعضهم بعضاً وعزموا على الحرب ، فأوّل من برز منهم عبد الله بن مسلم بن عقيل ، وشدّ على القوم وهو يرتجز ويقول :
اليوم ألقى مسلماً وهو أبي
وفتية بادوا على دين النبيّ
ليسوا بقوم عرفوا بالكذب
لكن خيار وكرام النسب
من هاشم السادات أهل الحسب
فقاتل حتّى قتل في ثلاث حملات ثمانية وتسعين فارساً ، ثمّ قتله عمر بن صبيح الصيداوي وأسد بن مالك (1).
ثمّ برز من بعده محمّد بن مسلم ، فقاتل حتّى قتل ، وقاتله محمّد بن علي الأزدي ولقيط بن إياس الجهني (2).
ثمّ برز من بعده جعفر بن عقيل ، وشدّ على القوم بسيفه وهو يرتجز ويقول :
أنا الغلام الأبطحي الطالبي
من معشر في هاشم وغالب
ونحن حقّاً سادة الذوائب
هذا حسين أطيب الأطائب
من عترة البرّ التقيّ العاقب
فقتل تسعة عشر رجلاً ، ثم قتله بشر بن سوط الهمداني (3).
ثمّ برز من بعده أخوه عبدالرحمان بن عقيل ، فقتل سبعة عشر فارساً ، ثمّ قتله عثمان بن خالد الجهني (4).
ثمّ برز من بعده أخوه عبد الله الأكبر بن عقيل ، فقتله عثمان بن مسلم (5).
وبرز عبد الله الأكبر بن عقيل ، فقتله عثمان بن خالد الجهني (6).
ثمّ برز من بعده محمّد بن أبي سعيد بن عقيل الأحول ، فقتله لقيط بن ياسر الجهني (7).
ثمّ برز من بعده محمّد بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، فقاتل حتّى قتل عشرة أنفس ، ثمّ قتله عامر بن نهشل التميمي (8).
ثمّ برز من بعده عون بن عبد الله بن جعفر ، فقاتل حتّى قتل رحمة الله عليه (9).
ثمّ خرج من بعده القاسم بن الحسن (عليه السلام) وهو غلام صغير لم يبلغ الحلم كان وجهه فلقة القمر ، فلمّا نظر الحسين (عليه السلام) إليه اعتنقه وجعلا يبكيان حتّى غشى عليهما ، فلمّا أفاقا استأذن القاسم الحسين في البراز ، فأبى أن يأذن له ، فلم يزل الغلام يقبّل يديه ورجليه حتّى أجازه ، فخرج ودموعه تسيل على خدّيه ، فكرّ على الجموع ، بالصارم اللموع ، وهو ينشد ويقول :
إن تنكروني فأنا ابن الحسن
سبط النبيّ المصطفى والمؤتمن
هذا حسين كالأسير المرتهن
بين أناس لاسقوا صوب المزن
فقاتل قتالاً يحيّر عقول أرباب العقول وصبر على احتساء كأس البلاء المهول ، حتّى قتل على صغر سنّه وشدّة عطشه خمسة وستّين رجلاً.
قال حميد بن مسلم : كنت في عسكر ابن سعد ، وكنت أنظر إلى هذا الغلام وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ، ما أنسى أنّها كانت اليسرى ، فقال عمر بن سعد الأزدي : والله لأشدّنّ عليه.
فقلت له : سبحان الله ، وما تريد بذلك ؟ أما والله لو ضربني ما بسطت يدي إليه بسوء ، يكفيك هؤلاء الّذين تراهم قد احتوشوه.
فقال : والله لأقتلنّه. فشدّ عليه ، فما ولي حتّى ضرب رأسه بالسيف ، فوقع الغلام لوجهه وصاح : « يا عمّاه ». فجلى الحسين عنه كما يجلى الصقر ، ثم شدّ شدّة ليث مغضب ، فضرب عمراً قاتل القاسم بالسيف ، فاتّقاده بيده فأطنّها من المرفق ، فصاح صيحة هائلة ، فحملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوا عمراً من الحسين (عليه السلام) فوطأته الخيل حتّى هلك لا رحمه الله تعالى.
قال حميد بن مسلم : فانجلت الغبرة وإذا بالحسين (عليه السلام) قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجله الأرض والحسين يقول : « بعداً لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك ».
ثمّ قال : « قد عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا يغني عنك شيئاً ، هذا يوم والله كثر واتره وقلّ ناصره ». ثمّ حمله صلوات الله عليه على صدره.
قال حميد : كأنّي أنظر إلى رِجلي الغلام تخطّان في الأرض وقد وضع صدره على صدره ، فقلت في نفسي : ما يريد أن يصنع به ؟ فجاء حتّى وضعه بين القتلى من أهل بيته (10).
ثمّ برز من بعده أخوه عبد الله بن الحسن (عليه السلام) فقاتل قتالاً شديدا حتّى قتل أربعة عشر رجلاً ، ثم قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي (11).
ثمّ برز من بعده أخوه أبو بكر بن الحسن (عليه السلام) فقتله عقبة الغنوي (12).
ثمّ برز من بعده علي بن الحسين ، وكان من أصبح الناس وجهاً ، وأحسنهم خلقاً ، فاستأذن أباه في القتال فأذن له ، ثم نظر إليه الحسين نظرة آيس منه وأرخى (عليه السلام) عينيه على خدّيه وبكى ، ثمّ قال : « اللهمّ اشهد عليهم أنّه قد برز إليهم غلام أشبه الناس برسولك خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً وسمتاً » (13)
قال الراوي : فتقدّم عليّ نحو القوم ونظر إلى صفوفهم فشدّ عليه بسيفه وهو يرتجز ويقول :
أنا علي بن الحسين بن علي
من عصبة جدّ أبيهم النبيّ
والله لا يحكم فينا ابن الدعّي
أطعنكم بالرمح حتّى ينثني
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي
ضرب غلام هاشمي علوي
فلم يزل يقاتل حتّى ضجّ الناس لكثرة من قتل منهم ، حتّى روي أنّه قتل على ما هو فيه من العطش مئتين وعشرين رجلاً ، ثمّ رجع إلى أبيه وقد أصابته جراحات كثيرة ، فقال : يا أبت ، العطش قد قتلني ، وثقل الحديد أجهدني ، فهل إلى شربة من الماء سبيل أتقوّى بها على الأعداء ؟
فبكى الحسين (عليه السلام) وقال : « وا غوثاه ، يا بُني قاتل قليلاً فما أسرع أن تلقى جدّك محمّدا (صلى الله عليه واله) فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً ».
ثمّ قال : « يعزّ على محمّد وعليّ أن تدعوهما فلا يجيبوك ، وتستغيث بهما فلا يغيثوك ، يا بُني ، هات لسانك ».
فأخذ لسانه فمصّه ودفع إليه خاتمه وقال : « أمسكه في فيك وارجع إلى قتال عدوّك ». فرجع إلى القتال وشدّ على الرجال وهو يقول :
الحرب قد بانت لها الحقائق
وظهرت من بعدها المصادق
والله ربّ العرض لا نفارق
جموعكم أو تغمد البوارق
فلم يزل يقاتل حتّى قتل تمام ثلاث مئة ، ثمّ ضربه مرّة بن منقذ العبدي على مفرق رأسه ضربة صرعته وتناوشه الناس بأسيافهم ، ثمّ إنّه اعتنق فرسه فاحتمله الفرس إلى عسكر الأعداء فقطّعوه بأسيافهم إرباً إرباً ، فلمّا بلغت روحه التراقي نادى رافعاً صوته : « يا أبتاه ، هذا جدّي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبداً ، وهو يقول : العجل العجل ، فإنّ لك كأساً مذخورة حتّى تشربها الساعة».
فصاح الحسين (عليه السلام) وقال : « قتل الله قوماً قتلوك ، ما أجرأهم على الرحمان وعلى انتهاك حرمة الرسول ، على الدنيا بعدك العفا ».
قال حميد بن مسلم : فكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادي بالويل والثبور ، وتقول : وا حبيباه ، يا ثمرة فؤاداه ، يا نور عيناه ، يا ابن أخاه. فسألت عنها ، قيل لي : هي زينب بنت علي ، وجاءت وانكبّت على جسد عليّ بن الحسين (عليه السلام) ، فجاء الحسين إليها وأخذ بيدها وردّها إلى الفسطاط ، وأقبل (عليه السلام) بباقي فتيانه وقال : « احملوا أخاكم رحمكم الله ». فحملوه من مصرعه فجاءوا به حتّى وضعوه عند الفسطاط (14).
ثمّ خرج من بعده أبو بكر بن علي ، واسمه عبد الله ، فلم يزل يقاتل حتّى قتله زحر بن بدر النخعي وعبد الله بن عقبة الغنوي (15).
ثمّ برز من بعده عمر بن علي وحمل على زحر قاتل أخيه فقتله واستقبل القوم ، فلم يزل يقاتل حتّى قُتل (16).
ثمّ برز من بعده عثمان بن علي ، وحمل على القوم وهو يقول :
إني أنا عثمان ذو المفاخر
شيخي عليّ ذو الفعال الطاهر
وابن عمّ للنبيّ الطاهر
أخي حسين خيرة الأخاير
وسيّد الكبار والأصاغر
بعد الرسول والوصي الناصر
فلم يزل يقاتل حتّى رماه حرملة بن كاهل ، وقيل : خوليّ بن يزيد ، على جبينه ، فسقط عن جواده ، واحتزّ رأسه رجل من أبان بن دارم (17).
ثمّ برز من بعده أخوه جعفر بن علي ، فجاهد وأبلغ في الجهاد ورتّب قواعد الضرب والجلاد ، فرماه خوليّ الأصبحي فسقط إلى الأرض فمات (18) ، فعندها صاح الحسين (عليه السلام) : « صبراً يا بني عمومتي ، صبراً يا أهل بيتي ، فو الله لا رأيتم بعد هذا اليوم هواناً » (19).
وروى النعماني في غيبته (20) أنّ الحسين لمّا رأى مصارع فتيانه وأحبّته عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى : « هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله؟ [ هل من موحّد يخاف الله فينا ؟ ] (21) هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟ هل من معين يرجو ما عند الله بإعانتنا » ؟
فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدّم الى باب الخيمة وقال لزينب : « ناوليني ولدي الصغير حتّى أودّعه ». فأخذه فأومأ إليه ليقبّله ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال الحسين (عليه السلام) لزينب : « خذيه » ، ثمّ تلقّى الدّم بكفّيه ، فلمّا امتلأتا رمى بالدم إلى نحو السماء ثمّ قال : « هوّن علَيّ ما نزل بي أنّه بعين الله ».
قال الباقر (عليه السلام) : « فلم يسقط من ذلك الدم قطرة واحدة » (22).
ثمّ إنّه دنى من الخيمة ونادى : « يا سكينة ، يا فاطمة ، يا زينب ، يا أم كلثوم ، عليكنّ منّي السلام ».
فنادته سكينة : استسلمت للموت يا أبت ؟
قال : « كيف لا يستسلم من لا ناصر له ولا معين ».
فقالت : يا أبت ، ردّنا إلى حرم جدّنا رسول الله.
فقال : « هيهات ، لو ترك القطا لنام ».
فتصارخن النساء ، فسكتهنّ (23) ، ثمّ خرج ونادى : « قرّبن إلَيّ فرسي واسردنّ علَيّ سلاحي ». فقرّبن إليه فرسه فركب ووقف قبالة القوم وسيفه مصلت في يده آيساً من الحياة عازماً على الموت وهو يقول :
أنا ابن عليّ الطهر من آل هاشم
كفاني بهذا مفخراً حين أفخر
وجدّي رسول الله أكرم من مشى
ونحن سراج الله في الأرض نزهر
وفاطم أمّي من سلالة أحمد
وعمّي يدعى ذو الجناحين جعفر
وفينا كتاب الله أنزل صادقاً
وفينا الهدى والوحي بالخير يذكر
ونحن أمان الله للخلق كلّهم
نسّر بهذا في الأنام ونجهر
ونحن ولاة الحوض نسقي محبّنا
بكأس رسول الله ما ليس ينكر
وشيعتنا في الناس أكرم شيعة
ومبغضنا يوم القيامة يخسر
قال : ثم إنّه (عليه السلام) دعا الناس الى البراز ، فلم يزل يَقتل كلّ من دنا منه من عيون الرجال حتّى قتل منهم مقتلة عظيمة ، ثمّ حمل على الميمنة وهو يقول :
الموت خير من ركوب العار
والعار أولى (24) من دخول النّار
فقتل منهم ما شاء الله ، ثمّ حمل على الميسرة وهو ينشد ويقول :
أنا الحسين بن علي
آليت أن لا أنثني
أحمي عيالات أبي
أمضي على دين النبي (25)
قال الراوي : واشتدّ العطش بالحسين ، فركب المسناة (26) يريد الفرات وأخوه العبّاس معه ، فاعترضه خيل ابن سعد لعنه الله واقتطعوا عنه أخاه العبّاس ، فكمن له زيد بن ورقاء وحكيم بن الطفيل فقتلاه ، فلمّا قتل العباس بكى الحسين بكاءاً شديداً ونادى : « الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي » (27).
وفي ذلك يقول الشاعر :
اليوم آل إلى التفرّق جمعنا
اليوم حلّ من البنود نظامها
اليوم سار عن الكتائب كبشها
اليوم بان عن اليمين حسامها
اليوم نامت أعين بك لم تنم
وتسهّدت أخرى فعزّ منامها
أشقيق روحي هل تراك علمت إذ
غودرت وانثالت عليك لئامها
إن خلت طبقت السماء على الثرى
أو دكدكت فوق الربى أعلامها
لكن أهان الخطب عندي أنّني
بك لاحق أمر قضى علاّمها
قال حميد بن مسلم : فو الله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأنصاره وأصحابه أربط جأشاً منه ، وإنّه كانت الرجال تشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب ، ولقد كان صلوات الله عليه يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر ، ثمّ يرجع إلى مركزه وهو يقول : « لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم » (28).
ثمّ إنّه لم يزل يقاتلهم حتّى حالوا بينه وبين رحله ، فصاح بهم : « ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون ».
قال : فناداه الشمر لعنه الله : ما تقول يا ابن فاطمة ؟
فقال (عليه السلام) : « أقول أنا الّذي أقاتلكم وتقاتلوني والنساء ليس عليهنّ جناح ، فامنعوا عتاتكم وجهّالكم عن التعرّض لحرمي ما دمت حيّاً ».
فقال له الشمر : لك ذلك يا ابن فاطمة. ثمّ صاح شمر : اليكم عن حرم الرجل واقصدوه في نفسه ، فلعمري لهو كفؤ كريم.
قال : فقصدوه القوم فجعل يحمل فيهم وهو مع ذلك يطلب شربة من الماء فلا يجدها ، فلمّا اشتدّ به العطش حمل بفرسه على الفرات ، وكان عليه عمرو بن الحجّاج والأعور السلمي مع أربعة آلاف رجل ، فكشفهم عن الفرات ، واقتحم الفرس المورد (29).
فلمّا أحسّ الفرس ببرد الماء أولغ برأسه ليشرب فناداها الحسين (عليه السلام) : « أنت عطشان وأنا عطشان ، والله لا ذقت الماء حتّى تشرب ». فلمّا سمع الفرس كلام الحسين رفع رأسه ولم يشرب كأنّه فهم الكلام ، فقال له الحسين (عليه السلام) : « إشرب فأنّا أشرب ». فمدّ الحسين (عليه السلام) يده وغرف غرفة من الماء فناداه فارس من القوم : يا أبا عبد الله ، تتلذّذ بشرب الماء وقد هتك حرمك ؟! فنفض الماء من يده وحمل على القوم وكشفهم عن الخيمة ، فإذا هي سالمة (30).
قال : فجعل الحسين (عليه السلام) يطلب الماء والشمر لعنه الله يقول : لا تذوقه أو ترد النّار !
فقال له رجل منهم : إلاّ ترى يا حسين إلى ماء الفرات يلوح كأنّه بطون الحيّات ، والله لا تذوق منه قطرة أو تموت عطشاً !
فقال الحسين (عليه السلام) : « اللّهم أمته عطشاً ».
قال : والله لقد كان ذلك الرجل يقول : اسقوني ماء فيؤتى له بعسّ من الماء لو شرب منه خمسة لكفاهم ، فيشرب حتّى يثغر (31) ثمّ يقول : اسقوني قتلني العطش ! فلم يزل كذلك حتّى مات لا رحمه الله (32).
قال : ثمّ رماه حرملة بن كاهل فوقع السهم في جبهته ، فسالت الدماء على وجهه ولحيته ، فانتزع السهم وهو يقول : « اللهمّ إنك ترى ما يصنع بي هؤلاء العصاة اللهمّ فاحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً ، ولا تغفر لهم أبداً ».
ثمّ حمل عليهم في أمرّ ساعة من ساعات الدنيا فجعل لا يلحق بأحد منهم إلاّ اختطف رأسه بسيفه عن جسده ، والسهام تأخذه من كلّ مكان ، وهو يلتقيها بصدره ونحره ويقول : « يا أمّة السوء ، بئسما خلفتم محمّداً في عترته ، أما إنّكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله فتهابوا قتله بل يهون عليكم قتلكم إيّاي ذلك ، وأيم الله إنّي لأرجو أن يكرمني الله بالشهادة ».
قال : ثمّ إنّه لم يزل يقاتل حتّى أصابه ـ كما نقل ـ ألف وتسع مئة جراحة ، وكانت السهام في جلده كالشوك في جلد القنفذ ، وروي أنّها كانت كلّها في مقدّمه ، فوقف يستريح إذ أتاه حجر فوقع في جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح عن وجهه فأتاه سهم محدود مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره ، وقيل : في قلبه ، فقال (عليه السلام) : « بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله 9 ». ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : « إلهي ، إنّك تعلم أنّهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبيّ غيره ».
ثمّ أخذ السهم فأخرجه من قفاه ، فانبعث الدم كأنّه ميزاب ، فوضع يده على الجرح ، فلما امتلأت رمى به إلى السماء فما رجع من ذلك الدم قطرة ، وما عرفت الحمرة في السماء حتّى رمى الحسين (عليه السلام) بدمه ، ثمّ وضع يده ثانية فلّما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته وقال : « هكذا ألقى الله وأنا مخضب بدمي مغصوب علَيّ حقي وأقول : يا جدّاه ، قتلني فلان وفلان ».
ثمّ ضعف عن القتال ، وكلّما أتاه رجل انصرف عنه كراهية أن يلقى الله بدمه حتّى أتاه رجل من كنده يقال له « مالك بن النسر » لعنه الله ، فشتم الحسين (عليه السلام) وضربه بالسيف على رأسه الشريف فقطع البرنس ووصل السيف إلى فرقه فامتلأ البرنس دماً ، فقال له الحسين (عليه السلام) : « لا أكلت بها ولا شربت ، وحشرك الله مع الظالمين ». ثمّ رمى البرنس عن رأسه واستدعا بخرقة وشدّ بها رأسه ، ولبس قلنسوة واعتمّ عليها (33).
قال : ثمّ انهم لبثوا هنيئة ثمّ داروا عليه وأحاطوا به ، فخرج عبد الله بن الحسن (عليه السلام) وهو غلام لم يراهق ، فخرج من عند النساء يشتدّ حتّى وقف إلى جنب الحسين (عليه السلام) ، فلحقته زينب لتحبسه ، فقال الحسين (عليه السلام) لها : « احبسيه يا أختاه ». فأبى وامتنع امتناعاً شديداً وقال : لا والله لا أفارق عمّي الحسين. فأهوى أبجر بن كعب ـ وقيل : حرملة الأسدي ـ إلى الحسين بالسيف فاتّقاها الغلام وقال : ويلك يا ابن الخبيثة ، أتقتل عمّي ؟ وتلقّى السيف بيده فأطنّها إلى الجلد فإذا هي معلّقة ، فنادى الغلام : يا عمّاه. فأخذه الحسين (عليه السلام) وضمّه إلى صدره وقال : « يا ابن أخي ، اصبر على ما نزل بك ، فإنه بعين عناية الله ، فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين ».
قيل : ورماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه في حِجر عمّه (34).
ثمّ إنّ الشمر لعنه الله حمل على فسطاط الحسين (عليه السلام) فطعنه بالرمح ثمّ قال : عليَّ بالنار لأحرقه على مَن فيه.
فقال له الحسين (عليه السلام) : « أنت الداعي بالنار لتحرق بيتي على أهلي ، أحرقك الله بالنار ». فجاء شبث بن ربعي فوبّخه ، فاستحيى وانصرف (35).
قال : فنادى الحسين (عليه السلام) وقال : « ابعثوا لي ثوباً لا يرغب فيه أحد أجعله تحت ثيابي لئلا أجرّد منه ». فأتي له بثوب فردّها وقال : « ذلك لباس من ضربت عليه الذلّة ». ثمّ إنّه أخذ ثوباً خلقاً فجعله تحت ثيابه ، فلمّا قتل جرّدوه منه.
ثم استدعى بسراويل من حبرة فمزّقها لئلا يسلبونها ، فلمّا قتل جرّدوه منها (36).
قال : فأعيا عن القتال وكفّ عن الجدال ، فنادى شمر لعنه الله : ما وقوفكم ؟ وما تنتظرون بالرجل ؟ احملوا عليه ثكلتكم أمّهاتكم.
فرماه الحصين بن تميم في فيه ، وأبو أيوب الغنوي في حلقه ، وطعنه صالح بن وهب المزني في خاصرته طعنة سقط بها عن فرسه على خدّه الأيمن ، ثمّ قام صلوات الله عليه (37).
قال الراوي : فلمّا سقط الحسين (عليه السلام) خرجت زينب بنت عليّ (عليه السلام) من الفسطاط وهي تنادي : « وا أخاه ، وا سيّداه ، ليت الموت أعدمني الحياة ، وليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل ، يا عمر بن سعد ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه » ؟!
قال : ودموع عمر تسيل على خدّيه ولحيته وهو يصرف وجهه عنها (38).
قال حميد بن مسلم : كأنّي أنظر إلى الحسين (عليه السلام) وهو قائم وعليه جبّة خزّ وقد تحاماه النّاس ، فنادى شمر : ويلكم ، اقتلوه ، ثكلتكم أمّهاتكم ».
فضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى فأهوى إليه الحسين بسيفه فبرا حبل عاتقة وخرّ صريعاً ، فأومأ إليه آخر بسيف وضربه على كتفه الشريف ضربة كبا منها على وجهه ، فطعنه سنان النخعي في ترقوته ثمّ انتزع الرمح وطعنه ثانية في فؤاده ورماه بسهم في نحره فسقط وجلس قاعداً.
فقال عمر بن سعد لعنه الله لرجل عن يمينه : ويحك ، انزل إلى الحسين فأرِحه ، فقد قطع نياط قلوبنا بأنينه.
فابتدر خوليّ ليحتزّ رأسه فأرعد. قيل : فجاء سنان والشمر لعنه الله والحسين بآخر رمق يلوك لسانه من شدّة الظمأ ، فرفسه الشمر لعنه الله برجله وقال : يا ابن أبي تراب ، ألست تزعم أن أباك على حوض النبي يسقي مَن أحبّه ، فاصبر حتّى تأخذ الماء من يده.
وروى هلال بن نافع قال : كنت حاضراً يوم الطف إذ صرخ صارخ : أبشر أيّها الأمير ، فهذا الشمر قد قتل الحسين.
قال هلال : فخرجت لأنظر إليه فوقفت عليه وهو يجود بنفسه ، فو الله ما رأيت قتيلاً مضمّخاً بدمه أحسن منه ولا أنور وجهاً ، ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيبته عن الفكرة في قتلته ، فسمعته في تلك الحالة يستسقي ماء ، فقال له رجل : لا تذوق الماء أو ترد الحامية فتشرب من حميمها ! فسمعته يقول : « أنا أرد الحامية ؟! إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، بل أرد على جدّي رسول الله (صلى الله عليه واله) وأشرب من كأسه من ماء غير آسن ، وأشكو إليه ما صنعتموه بي وما ارتكبتموه منّي ».
قال : فغضبوا حتّى كأنّ الله لم يجعل في قلوبهم من الرحمة شيئاً.
قال : فجلس الشمر على صدره وما زال يضرب بالسيف في نحره حتّى احتزّ رأسه المكرم (39).
وكان ذلك باليوم العاشر من شهر المحرم سنة إحدى وستّين من الهجرة بكربلاء.
ولله درّ من قال :
حتّى إذا قرب المدى وبه
طاف الردى وتقاصر العمر
أردوه منعفراً يمجّ دما
منه الضبا والذبل السمر
تطأ الخيول إهابه ولها
منه إذا هي أعرضت طمر
ظام يبلّ أوام غلّته
ريا بفيض نجيعه النحر
بأبي القتيل ومن بمصرعه
ضعف الهدى وتضاعف الكفر
بأبي الذي أكفانه نسجت
من عثير وحنوطه عفر
ومغسّل بدم الوريد فلا
ماء أعدّ له ولا سدر
بدر هوى من أوجه فبكى
لخمود نور ضيائه البدر
هوت النسور عليه عاكفة
وبكاه عند طلوعه النسر
وبكت ملائكة السماء له
حزناً ووجه الأرض مغبّر
فعلى الأطائب من آل بيت محمّد فليبك الباكون ، وإيّاهم فليندب النادبون ، وليضجّ الضاجّون ، أين الحسن وأين الحسين ؟ وأين أبناء الحسين ؟ صالح بعد صالح ، وإمام بعد إمام ، أين الخيرة بعد الخيرة ؟ أين الشموس الطالعة ؟ أين الأقمار المضيئة ؟ أين الشهب الواضحة ؟ أين الأعلام اللائحة؟ (40) أو لا تكونون يا إخواني كمن أورت هذه المصائب الفادحة في فؤاده نيران الأحزان الجائحة فأرسل شآبيب دموعه ، وطلّق أبكار نومه وهجوعه ، ورثاه بما صوّره الخاطر , وأسكب عليه دمعه القاطر ، ولله درّه فيما حبّر وحرّر ، وصلّى الله على محمّد وآله الغرر
__________________
(1) ما عثرت على مقتل أولاد عقيل في الملهوف المطبوعة عندي ، بل رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 26.
وقال المفيد ; في الإرشاد : 2 : 107 : ثمّ رمى رجل من أصحاب عمر بن سعد يقال له « عمرو بن صبيح » عبد الله بن مسلم بن عقيل ; بسهم ، فوضع عبد الله يده على جبهته يتّقيه ، فأصاب السهم كفّه ونفذ إلى جبهته فسمّر به ، فلم يستطع تحريكها ، ثمّ انتهى إليه آخر برمحه فطعنه في قلبه فقتله.
ومثله في الكامل لابن الأثير : 4 : 74 ، وتاريخ الطبري : 5 : 447 عن أبي مخنف ، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج : ص 98.
(2) ورواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 97.
(3) ورواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 26 ، ولم يذكر قاتله.
ورواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 97 وقال : قتله عروة بن عبد الله الخثعمي.
(4) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 26 وفيه : فحمل وهو يقول :
أبي عقيل فاعرفوا مكاني
من هاشم وهاشم إخوان
فينا حسين سيّد الأقران
وسيد الشباب في الجنان
ورواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 96 وفيه : قتله عثمان بن خالد بن أسيد الجهني وبشير بن حوط القايضي.
ورواه المفيد في الإرشاد : 2 : 107.
(5) في الأصل « عبد الله الأكبر بن عقيل » كرّر مرتين ، قاتِلُ أحدهما عثمان بن مسلم وقاتِل الثاني عثمان بن خالد الجهني. ولم أعثر على عبد الله بن الأكبر بن عقيل ، غير ما قتله عثمان بن خالد الجهني ، كما سيأتي. ولفظة الأكبر لم تكتب أوّلاً بل استدركت فيما بين السطور.
(6) رواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 97.
(7) رواه أبو مخنف في وقعة الطف : ص 248 ، وأبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 98.
(8) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 26 ، وفيه : فحمل وهو يقول :
نشكو إلى الله من العدوان
فِعال قوم في الردى عميان
قد تركوا معالم القرآن
وأظهروا الكفر مع الطغيان
وأشار إليه أبو مخنف في وقعة الطف : ص 247 ، وأبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 95 ، والمفيد في الإرشاد : 2 : 107.
(9) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 27 وفيه : فحمل وهو يقول :
إن تنكروني فأنا ابن جعفر
شهيد صدق في الجنان أزهر
يطير فيها بجنان أخضر
كفى بهذا شرفاً في معشر
فقاتل حتّى قتل ، قيل : قتله عبد الله بن قطبة.
(10) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 27 مع اختلافات لفظية.
ورواه أبو مخنف في وقعة الطف : ص 244 وعنه الطبري في تاريخه : 5 : 447.
ورواه المفيد في الإرشاد : 2 : 107 ، وأبو الفرج في مقاتل الطالبيّين : ص 92 ، والسيّد ابن طاووس في الملهوف : ص 167.
(11) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 28 وفيه : وهو يقول :
إن تنكروني فأنا ابن حيدرة
ضرغام آجام وليث قسورة.
(12) رواه أبو مخنف في وقعة الطف : ص 248 وفيه : ورمى عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسن بن علي بسهم فقتله. ومثله في تاريخ الطبري : 5 : 448.
(13) قال الخوارزمي في المقتل 2 : 30 : فتقدّم علي بن الحسين وأمّه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وهو يومئذ ابن ثمان عشرة سنة ، فلمّا رآه الحسين رفع شيبته نحو السماء وقال : « اللهمّ أشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك محمّد صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، كنّا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه ، اللهمّ فامنعهم بركات الأرض وإن منعتهم ففرّقهم تفريقاً ومزّقهم تمزيقاً واجعلهم طرائق قدداً ولا ترض الولاة عنهم أبداً ، فإنهم دعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا ليقاتلونا ويقتلونا ».
ثمّ صاح الحسين بعمر بن سعد : « ما لك قطع الله رحمك ولا بارك لك في أمرك ، وسلّط عليك من يذبحك على فراشك ، كما قطعت رحمي ، ولم تحفظ قرابتي من رسول الله ».
ثمّ رفع صوته وقرأ : { إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ 33 : آل عمران / 3 ].
(14) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 30.
ورواه أبو مخنف في وقعة الطف : ص 241 وعنه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 115 ، والمفيد في الإرشاد : 2 : 106 ، وابن طاووس في الملهوف : ص 166.
وانظر الكامل لابن الأثير : 4 : 74.
(15) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 28 وفيه : ثمّ تقدّم إخوة الحسين (عليه السلام) عازمين على أن يقتلوا من دونه ، فأوّل من تقدّم منهم أبو بكر بن علي واسمه عبد الله ، وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن ربعي بن مسلم بن جندل بن نهشل بن دارم التيمية ، فبرز أبو بكر وهو يقول :
شيخي عليّ ذو الفخار الأطول
من هاشم الصدق الكريم المفضل
هذا الحسين ابن النبيّ المرسل
نذود عنه بالحسام الفيصل
تفديه نفسي من أخ مبجّل
يا ربّ فامنحني ثواب المجزل
فحمل عليه زحر بن قيس النخعي فقتله ، وقيل : بل رماه عبد الله بن عقبة الغنوي فقتله.
(16) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 28 .
(17) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 29.
ورواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 89 وفيه : قتل عثمان بن علي وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، وقال الضحاك المشرفي في الإسناد الأوّل الّذي ذكرناه آنفاً أنّ خولي بن يزيد رمى عثمان بن علي بسهم فأوهطه ، وشدّ عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله ، وأخذ رأسه.
وعثمان بن علي الّذي روى عن علي أنه قال : « إنّما سمّيته باسم أخي عثمان بن مضعون ».
(18) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 29 وفيه : ثمّ خرج من بعده أخوه جعفر بن علي وأمّه أم البنين أيضاً وهو يقول :
إنّي أنا جعفر ذو المعالي
نجل علي الخير ذو النوال
أحمي حسيناً بالقنا العسّال
وبالحسام الواضح الصقال
(19) رواه السيّد ابن طاووس في الملهوف : ص 167.
(20) ما عثرت على الحديث في غيبة النعماني ، وله مصادر كما سيأتي.
(21) من الملهوف.
(22) رواه السيّد ابن طاووس في الملهوف : ص 168 وفيه : « قطرة إلى الأرض ».
ورواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 32.
(23) إلى هنا رواه المجلسي في البحار : 45 : 47 عن بعض الكتب ولم يذكر اسمه.
(24) في الهامش عن نسخة : « خير ».
(25) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 32 و 33 ، والإربلي في كشف الغمة : 2 : 231 مع اختلافات لفظية ، والمجلسي في البحار : 45 : 48 ـ 49 بدون اسناد إلى كتاب معين مع اختلافات في الألفاظ.
(26) المسناه : تراب عال يحجز بين النهر والأرض الزراعية. ( تاج العروس : 10 : 185 « سنى » ).
(27) رواه ابن طاووس في الملهوف : ص 170.
رواه المفيد في الإرشاد : 2 : 109.
(28) رواه ابن طاووس في الملهوف : ص 170.
ورواه أبو مخنف في وقعة الطف : ص 252 ، والمفيد في الإرشاد : 2 : 11.
(29) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 33 ، وابن طاووس في الملهوف : 171 ، وأبو مخنف في وقعة الطف : 252.
(30) ورواه ابن شهر آشوب في المناقب : 4 : 65 « في آياته بعد وفاته » عن أبي مخنف ، عن الجلودي.
(31) الثغرة : الثلمة. وفي مقاتل الطالبيين : « حتّى خرج من فيه ».
(32) ورواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 117 مع اختلاف.
(33) رواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 34 ـ 35 مع اختلاف في بعض الألفاظ.
وروى قسماً منه السيّد ابن طاووس في الملهوف : ص 172.
(34) ورواه السيّد ابن طاووس في الملهوف : ص 173.
(35) ورواه السيّد ابن طاووس في الملهوف : 3 : 173.
(36) ورواه السيّد ابن طاووس في الملهوف : ص 174.
(37) ورواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 35 ، والسيد ابن طاووس في الملهوف : ص 174 ـ 175.
(38) ورواه الخوارزمي في المقتل : 2 : 35 مع اختلافات لفظية.
وروى قسم الأوّل منه السيد ابن طاووس في الملهوف : ص 175.
(39) ورواه السيّد ابن طاووس في الملهوف : ص 176 ـ 177 مع اختلافات لفظية.
(40) من قوله : « فعلى الأطائب » إلى هنا اقتباس من دعاء الندبة.