حياة الامام الحسين قبل مقتله
مقتل الامام عليه السلام

[ركب الحسين (عليه السّلام)] فرسه Ùˆ أخذ مصحفا Ùˆ نشره على رأسه Ùˆ وقف بإزاء القوم Ùˆ قال: يا قوم إن بيني Ùˆ بينكم كتاب اللّه Ùˆ سنة جدي رسول اللّه صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم‏ «1».
ثم استشهدهم عن نفسه المقدسة و ما عليه من سيف النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و لامته و عمامته فأجابوه بالتصديق فسألهم عما أقدمهم على قتله قالوا: طاعة للأمير عبيد اللّه بن زياد، فقال عليه السّلام:
تبا لكم أيتها الجماعة Ùˆ ترحا أحين استصرختمونا Ùˆ الهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم Ùˆ حششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا Ùˆ عدوكم فأصبحتم إلبا لاعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم Ùˆ لا أمل أصبح لكم فيهم، فهلا لكم الويلات! تركتمونا Ùˆ السيف مشيم Ùˆ الجأش طامن Ùˆ الرأي لما يستحصف، Ùˆ لكن أسرعتم إليها كطيرة «2» الدبا Ùˆ تداعيتم عليها كتهافت الفراش ثم نقضتموها فسحقا لكم يا عبيد الأمة Ùˆ شذاذ الأحزاب Ùˆ نبذة الكتاب‏ Ùˆ محرفي الكلم Ùˆ عصبة الاثم Ùˆ نفثة الشيطان Ùˆ مطفئي السنن! Ùˆ يحكم أهؤلاء تعضدون Ùˆ عنا تتخاذلون! أجل Ùˆ اللّه غدر فيكم قديم Ùˆ شجت عليه أصولكم Ùˆ تأزرت فروعكم فكنتم أخبث ثمرة، شجى للناظر Ùˆ أكلة للغاصب!
ألا Ùˆ إنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة Ùˆ الذلة Ùˆ هيهات منا الذلة يأبى اللّه لنا ذلك Ùˆ رسوله Ùˆ المؤمنون Ùˆ حجور طابت Ùˆ طهرت Ùˆ انوف حمية Ùˆ نفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا Ùˆ إني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد Ùˆ خذلان الناصر. ثم أنشد أبيات فروة بن مسيك المرادي‏ «3»:
فإن نهزم فهزامون قدما و إن نهزم فغير مهزمينا
Ùˆ ما أن طبنا «4» جبن Ùˆ لكن‏ منايانا Ùˆ دولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس‏ بكلكله أناخ بآخرينا

أما و اللّه لا تلبثون بعدها إلا كريثما يركب الفرس، حتى تدور بكم دور الرحى و تقلق بكم قلق المحور، عهد عهده إلي أبي عن جدي رسول اللّه:
«ÙØ£Ø¬Ù…عوا أمركم Ùˆ شركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي Ùˆ لا تنظرون إني توكلت على اللّه ربي Ùˆ ربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم».
ثم رفع يديه نحو السماء و قال: اللهم احبس عنهم قطر السماء و ابعث عليهم سنين كسني يوسف و سلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة فإنهم كذبونا و خذلونا و أنت ربنا عليك توكلنا و إليك المصير.
Ùˆ اللّه لا يدع أحدا منهم إلا انتقم لي منه قتلة بقتلة Ùˆ ضربة بضربة Ùˆ إنه لينتصر لي Ùˆ لأهل بيتي Ùˆ اشياعي‏.
__________________
(1) تذكرة الخواص ص 143.
(2) بالكسر فالفتح- تاج العروس.
(3) نقلناها من اللهوف ص 54 و رواها ابن عساكر في تاريخ الشام ج 4 ص 333 و الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 6 و في نقليهما خلاف لما هنا و قال ابن حجر في الإصابة ج 3 ص 205 : وفد فروة بن مسيك بالتصغير على النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم سنة تسع مع مذحج و استعمله النبي على مراد و مذحج و زبيد، و في الاستيعاب سكن الكوفة أيام عمر و ذكر ابن هشام في السيرة بهامش الروض الأنف ج 2 ص 344 لما كانت الوقعة بين مراد و همدان انشأ أبياتا تسعة و لم يكن فيها البيت الثالث و الرابع، و في اللهوف ذكر سبعة مع البيتين. و في الأغاني ج 19 ص 49 نسب الفرزدق إلى خاله العلاء بن قرظة قوله:
إذا ما الدهر جر على أناس‏ بكلكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين .. الخ.
و ذكر ابن عساكر في تاريخ الشام ج 4 ص 334 و الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 7 الأول و الثاني و لم ينسباهما إلى أحد.
و نسبهما المرتضى في الأمالي ج 1 ص 181 إلى ذي الإصبع العدواني و في عيون الأخبار لابن قتيبة ج 3 ص 114 و شرح الحماسة للتبريزي ج 3 ص 191 أنها للفرزدق.
و في الحماسة البصرية ص 30 أنهما من قصيدة فروة بن مسيك و يرويان لعمر بن قعاس.
(4) الطب بالكسر : الإرادة و العادة.