ودع عياله (عليه السّلام) ثانياً Ùˆ أمرهم بالصبر Ùˆ لبس الأزر Ùˆ قال : استعدوا للبلاء Ùˆ اعلموا أن اللّه تعالى ØØ§Ù…يكم Ùˆ ØØ§Ùظكم Ùˆ سينجيكم من شر الأعداء Ùˆ يجعل عاقبة أمركم إلى خير Ùˆ يعذب عدوكم بأنواع العذاب Ùˆ يعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم Ùˆ الكرامة Ùلا تشكوا Ùˆ لا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم «1».
ØÙ‚ا لو قيل بأن هذا الموق٠من أعظم ما لاقاه سيد الشهداء ÙÙŠ هذا اليوم «2» ÙØ¥Ù† عقائل النبوة تشاهد عماد أخبيتها Ùˆ سياج صونها Ùˆ ØÙ…Ù‰ عزها Ùˆ معقد شرÙها مؤذنا Ø¨ÙØ±Ø§Ù‚ لا رجوع بعده Ùلا يدرين بمن يعتصمن من عادية الأعداء Ùˆ بمن العزاء بعد Ùقده! Ùلا غرو إذا اجتمعن عليه Ùˆ Ø§ØØ·Ù† به Ùˆ تعلقن بأطراÙÙ‡ بين صبي يئن Ùˆ والهة أذهلها المصاب Ùˆ Ø·Ùلة تطلب الأمن Ùˆ أخرى تنشد الماء! إذا Ùما ØØ§Ù„ سيد الغيارى Ùˆ مثال الØÙ†Ø§Ù† Ùˆ هو ينظر «Ø¨Ø¹Ù„مه الواسع» إلى ودائع الرسالة Ùˆ ØØ±Ø§Ø¦Ø± بيت العصمة Ùˆ هن لا يعرÙÙ† إلا سج٠العز Ùˆ ØØ¬Ø¨ الجلال، كي٠يتراكضن ÙÙŠ هذه البيداء Ø§Ù„Ù…Ù‚ÙØ±Ø© بعولة مشجية Ùˆ Ù‡ØªØ§Ù ÙŠÙØ·Ø± الصخر الأصم Ùˆ Ø²ÙØ±Ø§Øª متصاعدة من Ø£ÙØ¦Ø¯Ø© ØØ±Ù‰! ÙØ¥Ù† ÙØ±Ø±Ù† ÙØ¹Ù† السلب Ùˆ إن تباعدن Ùمن الضرب Ùˆ لا Ù…ØØ§Ù… لهن غير الإمام الذي انهكته العلة:
Ùلو أن أيوبا رأى بعض ما رأى لقال بلى هذا العظيمة بلواه
اما عقيلة بني هاشم «Ø²ÙŠÙ†Ø¨ الكبرى» ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ تبصر هذا Ùˆ ذاك ÙØªØ¬Ø¯ عروة الدين الوثقى عرضة Ù„Ù„Ø§Ù†ÙØµØ§Ù… Ùˆ ØØ¨Ù„ النبوة آيلا إلى الانصرام Ùˆ منار الشريعة إلى الخمود Ùˆ شجرة الإمامة إلى الذبول.
تنعى ليوث البأس من ÙØªÙŠØ§Ù†Ù‡Ø§ Ùˆ غيوثها إن عمت البأساء
تبكيهم بدم Ùقل بالمهجة Ø§Ù„ØØ±Ø§ تسيل العبرة الØÙ…راء
ØÙ†Øª Ùˆ لكن الØÙ†ÙŠÙ† بكا Ùˆ قد Ù†Ø§ØØª Ùˆ لكن نوØÙ‡Ø§ ايماء «3»
Ùˆ Ø§Ù„ØªÙØª Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلى ابنته سكينة التي يصÙها Ù„Ù„ØØ³Ù† المثنى «Ø¨Ø£Ù† الاستغراق مع اللّه غالب عليها» ÙØ±Ø¢Ù‡Ø§ Ù…Ù†ØØ§Ø²Ø© عن النساء باكية نادبة Ùوق٠عليها مصبرا Ùˆ مسليا Ùˆ لسان ØØ§Ù„Ù‡ يقول:
هذا الوداع عزيزتي Ùˆ الملتقى يوم القيامة عند ØÙˆØ¶ الكوثر
ÙØ¯Ø¹ÙŠ Ø§Ù„Ø¨ÙƒØ§Ø¡ Ùˆ للأسار تهيأي Ùˆ استشعري الصبر الجميل Ùˆ بادري
Ùˆ إذا رأيتيني على وجه الثرى دامي الوريد مبضعا ÙØªØµØ¨Ø±ÙŠ «4»
Ùقال عمر بن سعد: Ùˆ ÙŠØÙƒÙ… اهجموا عليه ما دام مشغولا Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ Ùˆ ØØ±Ù…Ù‡ Ùˆ اللّه إن ÙØ±Øº لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم، ÙØÙ…Ù„ÙˆØ§ عليه يرمونه بالسهام ØØªÙ‰ ØªØ®Ø§Ù„ÙØª السهام بين أطناب المخيم Ùˆ شك سهم بعض أزر النساء ÙØ¯Ù‡Ø´Ù† Ùˆ أرعبن Ùˆ صØÙ† Ùˆ دخلن الخيمة ينظرن إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كي٠يصنع ÙØÙ…Ù„ عليهم كالليث الغضبان Ùلا يلØÙ‚ Ø£ØØ¯Ø§ إلا بعجه بسيÙÙ‡ Ùقتله Ùˆ السهام تأخذه من كل ناØÙŠØ© Ùˆ هو يتقيها بصدره Ùˆ Ù†ØØ±Ù‡ «5».
Ùˆ رجع إلى مركزه يكثر من قول لا ØÙˆÙ„ Ùˆ لا قوة إلا باللّه العظيم «6» Ùˆ طلب ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„ ماء Ùقال الشمر: لا تذوقه ØØªÙ‰ ترد النار Ùˆ ناداه رجل: يا ØØ³ÙŠÙ† ألا ترى Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª كأنه بطون الØÙŠØ§ØªØŸ Ùلا تشرب منه ØØªÙ‰ تموت عطشا Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه السّلام: اللهم أمته عطشا، Ùكان ذلك الرجل يطلب الماء Ùيؤتى به Ùيشرب ØØªÙ‰ يخرج من Ùيه Ùˆ ما زال كذلك إلى أن مات عطشا «7».
Ùˆ رماه أبو Ø§Ù„ØØªÙˆÙ الجعÙÙŠ بسهم ÙÙŠ جبهته Ùنزعه Ùˆ سالت الدماء على وجهه Ùقال: اللهم إنك ترى ما أنا Ùيه من عبادك هؤلاء العصاة، اللهم Ø£ØØµÙ‡Ù… عددا Ùˆ اقتلهم بددا Ùˆ لا تذر على وجه الأرض منهم Ø£ØØ¯Ø§ Ùˆ لا ØªØºÙØ± لهم أبدا.
Ùˆ ØµØ§Ø Ø¨ØµÙˆØª عال: يا أمة السوء بئسما Ø®Ù„ÙØªÙ… Ù…ØÙ…دا ÙÙŠ عترته أما إنكم لا تقتلون رجلا بعدي ÙØªÙ‡Ø§Ø¨ÙˆÙ† قتله بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم اياي Ùˆ ايم اللّه إني لأرجو أن يكرمني اللّه بالشهادة ثم ينتقم لي منكم من ØÙŠØ« لا تشعرون.
Ùقال Ø§Ù„ØØµÙŠÙ†: Ùˆ بماذا ينتقم لك منا يا ابن ÙØ§Ø·Ù…ة؟ قال يلقي بأسكم بينكم Ùˆ يسÙÙƒ دماءكم ثم يصب عليكم العذاب صبا «8».
Ùˆ لما ضع٠عن القتال ÙˆÙ‚Ù ÙŠØ³ØªØ±ÙŠØ ÙØ±Ù…اه رجل Ø¨ØØ¬Ø± على جبهته ÙØ³Ø§Ù„ الدم على وجهه ÙØ£Ø®Ø° الثوب Ù„ÙŠÙ…Ø³Ø Ø§Ù„Ø¯Ù… عن عينيه رماه آخر بسهم Ù…ØØ¯Ø¯ له ثلاث شعب وقع على قلبه Ùقال: بسم اللّه Ùˆ باللّه Ùˆ على ملة رسول اللّه Ùˆ Ø±ÙØ¹ رأسه إلى السماء Ùˆ قال: إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيري!!
ثم اخرج السهم من Ù‚ÙØ§Ù‡ Ùˆ انبعث الدم كالميزاب «9» Ùوضع يده ØªØØª Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø Ùلما امتلأت رمى به Ù†ØÙˆ السماء Ùˆ قال: هوّن علي ما نزل بي أنه بعين اللّه Ùلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض «10»! ثم وضعها ثانيا Ùلما امتلأت لطخ به رأسه Ùˆ وجهه Ùˆ Ù„ØÙŠØªÙ‡ Ùˆ قال: هكذا اكون ØØªÙ‰ ألقى اللّه Ùˆ جدي رسول اللّه صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم Ùˆ أنا مخضب بدمي Ùˆ أقول: يا جدي قتلني Ùلان Ùˆ Ùلان «11».
Ùهوى بضاØÙŠØ© الهجير ضريبة ØªØØª Ø§Ù„Ø³ÙŠÙˆÙ Ù„ØØ¯Ù‡Ø§ المسنون
ÙˆÙ‚ÙØª له الاÙلاك ØÙŠÙ† هويّه Ùˆ تبدلت ØØ±ÙƒØ§ØªÙ‡Ø§ بسكون
Ùˆ بها نعاه Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙŠÙ‡ØªÙ Ù…Ù†Ø´Ø¯Ø§ عن قلب والهة بصوت ØØ²ÙŠÙ†
أضمير غيب اللّه كي٠لك القنا Ù†ÙØ°Øª وراء ØØ¬Ø§Ø¨Ù‡ المخزون
و تصك جبهتك اليسو٠و إنها لو لا يمينك لم تكن ليمين
ما كنت ØÙŠÙ† صرعت مضعو٠القوى ÙØ£Ù‚ول لم ØªØ±ÙØ¯ بنصر معين
أما و شيبتك الخضيبة إنها لأبر كل إليّة و يمين
لو كنت تستام الØÙŠØ§Ø© لأرخصت منها لك الاقدار كل ثمين
أو شئت Ù…ØÙˆ عداك ØØªÙ‰ لا يرى منهم على الغبراء شخص قطين
لأخذت Ø¢ÙØ§Ù‚ البلاد عليهم Ùˆ Ø´ØÙ†Øª قطريها بجيش منون
ØØªÙ‰ بها لم تبق Ù†Ø§ÙØ® ضرمة منهم بكل Ù…ÙØ§ÙˆØ² Ùˆ ØØµÙˆÙ†
لكن دعتك لبذل Ù†ÙØ³Ùƒ عصبة ØØ§Ù† انتشار ضلالها المدÙون
ÙØ±Ø£ÙŠØª أن لقاء ربك باذلا Ù„Ù„Ù†ÙØ³ Ø£ÙØ¶Ù„ من بقاء ضنين
ÙØµØ¨Ø±Øª Ù†ÙØ³Ùƒ ØÙŠØ« تلتهب الظبى ضربا يذيب ÙØ¤Ø§Ø¯ كل رزين
Ùˆ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ تطØÙ† شوسها Ø¨Ø±ØØ§ØªÙ‡Ø§ Ùˆ الرعب يلهم ØÙ„Ù… كل رصين
Ùˆ السمر كالأضلاع Ùوقك تنØÙ†ÙŠ Ùˆ البيض تنطبق انطباق جÙون
Ùˆ قضيت Ù†ØØ¨Ùƒ بين اظهر معشر ØÙ…لوا بأخبث أظهر Ùˆ بطون «12»
Ùˆ أعياه نز٠الدم ÙØ¬Ù„س على الأرض ينوء برقبته ÙØ§Ù†ØªÙ‡Ù‰ إليه ÙÙŠ هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ مالك بن النسر ÙØ´ØªÙ…Ù‡ ثم ضربه بالسي٠على رأسه Ùˆ كان عليه برنس ÙØ§Ù…تلأ البرنس دما Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†: لا أكلت بيمينك Ùˆ لا شربت Ùˆ ØØ´Ø±Ùƒ اللّه مع الظالمين ثم ألقى البرنس Ùˆ اعتم على القلنسوة «13».
________________
(1) جلاء العيون للمجلسي Ø¨Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠØ©ØŒ Ùˆ هنا شيء لم يتنبه له Ø£ØØ¯ Ùˆ هي إرادة بيان أمرين عدم القتل Ùˆ عدم السلب ÙØ¥Ù† تعليل لبس الأزر بالØÙ…اية Ùˆ Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة مع أن Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا كا٠ÙÙŠ التعري٠بأن اليد العادية لا تمد إليهم، يكون الاتيان بهما مع بعد غرض بلوغه أعلى مراتب البلاغة دليل على أن المقصود من Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا بيان عدم السلب Ùˆ من الثاني عدم القتل.
(2) هذا هو الظاهر من وصية الصديقة الزهراء للمجلسي أعلى اللّه مقامه بقراءته مصيبة ولدها عند الوداع. كما ذكره النوري ÙÙŠ دار السلام ج 1.
(3) من قصيدة لكاش٠الغطاء «Ù‚ده».
(4) للخطيب شيخ مسلم ابن الخطيب الشيخ Ù…ØÙ…د علي الجابري النجÙÙŠ رØÙ…هما اللّه تعالى.
(5) مثير Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† للعلامة الشيخ شري٠آل ØµØ§ØØ¨ الجواهر «Ù‚ده».
(6) اللهو٠ص 67.
(7) مقاتل أبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ ص 47 Ø· إيران Ùˆ تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 338 Ùˆ ØÙƒØ§Ù‡ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± ج 10 ص 254 طبع كمبني عن أبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ Ùˆ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± ج 10 ص 203 نقلا عن المÙيد Ùˆ السيد ابن طاووس Ùˆ ابن نما: اشتد العطش Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùقصد Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ÙØØ§Ù„ÙˆØ§ بينه Ùˆ بين الماء.
(8) مقتل العوالم ص 98ØŒ Ùˆ Ù†ÙØ³ المهموم ص 189ØŒ Ùˆ مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34.
(9) Ù†ÙØ³ المهموم ص 189ØŒ Ùˆ مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34 Ùˆ اللهو٠ص 68.
(10) تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 338 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34.
(11) مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34 و اللهو٠ص 70.
(12) ديوان السيد ØÙŠØ¯Ø± الØÙ„ÙŠ رØÙ…Ù‡ اللّه.
(13) كامل ابن الأثير ج 4 ص 31 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 35.