مَنْ دÙÙ† Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŸ ومتى وكي٠؟
من القواعد العامّة والثابتة عند الشيعة هي أنّ المعصوم لا يجهّزه ولا يدÙنه إلاّ معصوم مثله Ø› ÙØ±Ø³ÙˆÙ„ الله (صلّى الله عليه وآله) مثلاً جهّزه ودÙنه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكذلك سيّدة النساء ÙØ§Ø·Ù…Ø© (عليها السّلام) قام الإمام (عليه السّلام) بغسلها وتجهيزها ودÙنها ليلاً ÙˆØ¹ÙØ§ موضع قبرها ØØ³Ø¨ وصيّتها (عليها السّلام) والإمام علي (عليه السّلام) جهّزه ودÙنه ابنه الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) . . . وهكذا كلّ إمام أو معصوم قام بتجهيزه المعصوم الآخر .
والآن السؤال هو : مَنْ الذي دÙÙ† Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مع العلم أنّ ابنه الإمام زين العابدين (عليه السّلام) كان أسيراً بأيدي الأعداء ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŸ
نقول : أجل كان علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† زين العابدين (عليه السّلام) أسيراً بأيدي الأعداء ولكن تمكّن من الخروج من السجن ليلاً مساء الثاني عشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… ووصل إلى كربلاء ØµØ¨ÙŠØØ© الثالث عشر منه ودÙÙ† أباه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØµØØ¨Ù‡ بمعونة رهط من بني أسد كانوا هناك .
ولمّا ÙØ±Øº من مواراتهم جميعاً وعرّÙهم بمواقع قبور Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ والهاشميّÙين وأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس ÙˆØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر عند ذلك عرّÙهم Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ وطلب إليهم أن يقوموا Ø¨Ø¶ÙŠØ§ÙØ© الزائرين ودلالتهم وتعريÙهم ثمّ ودّعهم وعاد إلى سجن عبيد الله بن زياد ليلاً دون أن يشعر به Ø§Ù„ØØ±Ù‘اس .
وكانت عمته العقيلة زينب (عليها السّلام) قد Ø§ÙØªÙ‚دته تلك الليلة ولمّا عاد أخبرها أنّه مضى لمواراة جثمان أبيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØµØØ¨Ù‡ .
نعم لقد دÙÙÙ† جسد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ الثالث عشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… أي بعد مقتله بثلاثة أيّام ولكنّ رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بقي على Ø£Ø·Ø±Ø§Ù Ø§Ù„Ø±Ù…Ø§Ø ÙˆØ¨Ø£ÙŠØ¯ÙŠ الأعداء وبين يدي ابن زياد ويزيد (لعنهما الله) ØØªÙ‘Ù‰ أعاده الإمام زين العابدين (عليه السّلام) إلى كربلاء عندما رجع من الأسر وألØÙ‚Ù‡ بالجسد الشري٠وذلك بعد أربعين يوماً من مقتله أي ÙÙŠ العشرين من شهر ØµÙØ± .
هذا Ø£ØµØ Ø§Ù„Ø£Ù‚ÙˆØ§Ù„ وأقربها إلى الاعتبار عند المØÙ‚قين . وهناك أقوال Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ÙÙŠ ØªØØ¯ÙŠØ¯ مدÙÙ† رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† غير أنّ الذي عليه الشيعة هو القول الأول أعني أنّ الإمام السجّاد أعاده إلى كربلاء ودÙنه مع الجسد .
وبهذه المناسبة تكوّنت زيارة الأربعين ØÙŠØ« ØªÙØ¯ المواكب العزائيّة وآلا٠الزائرين إلى كربلاء يوم العشرين من شهر ØµÙØ± Ùكأنّهم يقومون بدور الاستقبال للإمام السجّاد وبنات الرسالة العائدين من الشام ومعهم رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت يجدّدون Ø§Ù„Ø§ØØªÙال بذكرى مرور أربعين يوماً على شهادة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
وأوّل مَنْ قام بهذه الزيارة عÙواً ومن غير قصد إلى المناسبة المذكورة هو Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙŠÙ„ جابر بن عبد الله الأنصاري (رØÙ…Ù‡ الله) الذي عظم عليه نبأ قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وهو ÙÙŠ المدينة ÙØ®Ø±Ø¬ منها متوجّهاً إلى كربلاء لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) . ÙˆØ§ØµØ·ØØ¨ معه رجلاً ÙŠÙقال له : ابن عطية وغلاماً له وصاد٠وصوله إلى كربلاء يوم التاسع عشر من ØµÙØ± أي قبل ورود أهل البيت (عليهم السّلام) بيوم ÙˆØ§ØØ¯ .
Ùلمّا وصل جابر إلى كربلاء توجّه إلى شاطئ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ÙØ§ØºØªØ³Ù„ وغسل ثيابه ثمّ توجّه Ù†ØÙˆ القبور الطاهرة بهدوء وخشوع وكان ÙŠØ³Ø¨Ù‘Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ ويهلّله ويقول Ù„ØµØ§ØØ¨Ù‡ ابن عطية : قصّر Ø§Ù„Ø®ÙØ·Ø§ ÙÙŠ زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : إن لزائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بكلّ خطوة ØØ³Ù†Ø© عند الله تعالى .
ولمّا أتمّ جابر زيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) توجّه إلى قبور الشهداء ØÙˆÙ„Ù‡ وسلّم عليهم ÙˆØÙŠÙ‘اهم Ø£ØØ³Ù† تØÙŠÙ‘Ø© ثمّ قال لهم : أشهد أننا قد شاركناكم Ùيما أنتم Ùيه من الأجر الجزيل عند الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ .
Ùقال له ابن عطية : وكي٠نكون شركاءهم ÙÙŠ أجرهم وثوابهم مع أننا لم نضرب بسي٠ولم نطعن Ø¨Ø±Ù…Ø ÙˆØ§Ù„Ù‚ÙˆÙ… كما ترى قد بذلوا Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… وضØÙ‘وا بكلّ ما لديهم Ùكي٠نكون شركاءهم ØŸ!
Ùقال جابر : نعم يابن عطية لقد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : مَنْ Ø£ØØ¨Ù‘ عمل قوم Ø£ÙØ´Ø±Ùƒ معهم ÙÙŠ عملهم . وإنّ نيّتي ونيّة Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ ما مضى عليه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ .
والخلاصة : لقد التقى جابر بن عبد الله الأنصاري ÙÙŠ اليوم الثاني بالإمام زين العابدين (عليه السّلام) عند قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) واستمع منه إلى ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ ما جرى هناك Ùكثر البكاء والعويل ØÙˆÙ„ قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأÙقيمت المآتم من قبل أهل السواد والنواØÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠÙ† كانوا قد ØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆØ§ لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وللسّلام على زين العابدين (عليه السّلام) وبنات الرسالة . واستمروا على تلك Ø§Ù„ØØ§Ù„ ثلاثة أيّام ثمّ بعد ذلك ارتØÙ„ زين العابدين (عليه السّلام) بالعائلة من كربلاء مواصلاً سيره Ù†ØÙˆ المدينة المنوّرة .
شقيقات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كم عددهنَّ ØŸ ومَنْ هنَّ ØŸ
المشهور بين المؤرّخين أنّ بنات ÙØ§Ø·Ù…Ø© (عليها السّلام) اثنتان : زينب العقيلة ÙˆØ§ÙØ®ØªÙ‡Ø§ اÙمّ كلثوم . والمشهور بينهم أيضاً أنّ اÙمّ كلثوم هذه تزوّجها عمر بن الخطاب غير أنّ بعض المØÙ‚ّقين ينÙÙŠ وجود اÙمّ كلثوم بتاتاً ويرى أنّ زينب العقيلة كانت تÙكنّى باÙمّ كلثوم وأنّها هي البنت الوØÙŠØ¯Ø© Ù„ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء (عليها السّلام) Ø› ويستند ÙÙŠ رأيه هذا على ظواهر تاريخية :
منها : أنّه لم يرد لها Ù€ أي لاÙمّ كلثوم Ù€ ذكر ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø¯Ø« ÙˆÙØ§Ø© ÙØ§Ø·Ù…Ø© (عليها السّلام) ØÙŠØ« أوصت ببعض الأشياء التي تعود لها إلى زينب وأوصتها باÙمور تتعلّق Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ولم يرد ÙÙŠ وصاياها ذكر لاÙمّ كلثوم .
ومنها أيضاً : أنّ كثيراً من قضايا كربلاء والسبي من خطب وكلمات وأعمال تÙنسب تارة إلى زينب وتÙنسب Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ إلى اÙمّ كلثوم تارة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ø› الأمر الذي يدلّ على أنّ زينب واÙمّ كلثوم ÙˆØ§ØØ¯Ø© يعبّر عنها تارة بالاسم وتارة بالكنية .
وهناك بعض الخبراء من علمائنا الأعلام يقرّ بوجود اÙمّ كلثوم كبنت ثانية Ù„ÙØ§Ø·Ù…Ø© (عليها السّلام) ولكن ينÙÙŠ تزويجها من عمر بن الخطاب Ù†Ùياً قاطعاً ومنهم Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© الجليل الشيخ المÙيد (قدس سرّه) ÙÙŠ أجوبة المسائل السروية ØÙŠØ« يقول (رØÙ…Ù‡ الله) : والخبر Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙŠ Ø£Ù†Ù‘ أمير المؤمنين (عليه السّلام) زوّج اÙمّ كلثوم من عمر بن الخطاب خبر لم تثبت ØµØØªÙ‡ Ø› لأنّ مصدره الأول والوØÙŠØ¯ هو الزبير بن بكار وهو غير مأمون ولا موثوق به Ø› لأنّه مشهور بالعداوة لعلي (عليه السّلام) وأهل بيته Ùهو متّهم Ùيما يروي عنهم لا يوثق بخبره .
هذا Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى أنّه مضطرب ÙÙŠ نقله لهذا الخبر ومختل٠ÙÙŠ روايته ممّا يدلّ على كذب الخبر ووهن الرواية والله أعلم .
وأمّا زينب الكبرى ÙØ¥Ù†Ù‘ها عقيلة آل أبي طالب وسيّدة النساء بعد اÙمّها ÙØ§Ø·Ù…Ø© ووصيّة أخيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وكاÙلة الإمام زين العابدين (عليه السّلام) . وعلى العموم هي شريكة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ ØØ±ÙƒØªÙ‡ المباركة وثورته المقدّسة وشقيقة Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) ÙÙŠ أشر٠نسب ورضاع ونشأة .
انتقلت من أصلاب طاهرة إلى Ø£Ø±ØØ§Ù… مطهّرة ورضعت من ثدي الإيمان والعصمة ونشأت ÙÙŠ ØØ¬Ø± النبوّة والإمامة ودرجت ÙÙŠ بيت الوØÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø±Ø³Ø§Ù„Ø© Ø› Ùكانت (عليها السّلام) نموذجاً ØµØ§Ù„ØØ§Ù‹ ومثالاً صادقاً لأهل ذلك البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً .
ومن ثمّ Ø£ÙØ§Ø¯Øª بعض الأخبار بأنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان ينظر إلى العقيلة زينب نظرته إلى اÙمّها ÙØ§Ø·Ù…Ø© من ØÙŠØ« الإجلال ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªØ±Ø§Ù… وكان ÙŠØØ¯Ù‘ثها ÙˆÙŠØØ¯Ù‘Ø« ثقات Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ بالمØÙ† الجسام التي أمامها وبالدور البطولي الذي ينتظرها ÙÙŠ أعظم صراع بين الخير والشرّ ÙÙŠ التاريخ .
والواقع : إنّ الدور الذي قامت به العقيلة زينب ÙÙŠ تلك الثورة لا يقل صعوبة ولا تأثيراً ÙÙŠ نصرة الدين من دور Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ø› Ùهي بØÙ‚Ù‘ بطلة كربلاء ظهرت على Ù…Ø³Ø±Ø ØªÙ„Ùƒ الØÙˆØ§Ø¯Ø« المؤلمة والمواق٠الرهيبة بأجلى مظاهر البطولة وأعلى مستويات الشجاعة Ø› من ØÙŠØ« الصبر والاستقامة ورباطة الجأش وامتلاك الأعصاب تماماً كما وصÙها هذا السيّد الأديب [ØÙŠØ«] قال :
بـأبي التي ورثتْ مصائبَ اÙمّÙها Ùـغدتْ تـقابلÙها بـصبر٠أبـيها
لمْ تلهو عن جمع٠العيال٠و ØÙظÙهمْ Ø¨Ù€ÙØ±Ø§Ù‚٠إخـوتÙها ÙˆÙـقد٠بـنيها
وقال الآخر :
قـد ورثتْ زينب عن اÙمّها كلّ الذي جرى عليها وصار
وزادت٠الـبنت٠عـلى اÙمّها من دارÙها تÙهدى إلى شرّ دار
وإنْ شئت هلمّ معي لنستعرض آيات باهرات عن بطولة العقيلة زينب (عليها السّلام) وشجاعتها : لمّا صرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) خرجت السيّدة زينب متوجّهة إليه تشقّ طريقها بين الجماهير وتتخطّى القتلى والجرØÙ‰ ØØªÙ‘Ù‰ وصلت إلى مصرع أخيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ùوجدته Ø¨ØØ§Ù„Ø© ØªÙØªØª القلوب وتقطّع الأكباد وتجري الدموع دماً . Ùكان المتوقّع منها طبعاً وهي Ø§ÙØ®ØªÙ‡ الثكلى وشقيقته Ø§Ù„Ù…ÙØ¬ÙˆØ¹Ø© به أقول كان المتوقّع منها أنْ تÙقد كلّ تماسك وتوازن وتشقّ جيبها وتنشغل بالصراخ والعويل واللطم والبكاء وما شاكل ذلك .
ولكنّها لمْ ØªÙØ¹Ù„ شيئاً من هذا القبيل أبداً Ø› بل جلست عند رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بهدوء ووقار ومدّت يديها ØªØØª ظهر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØ±ÙØ¹Øª رأسه عن الأرض وأسندته إلى صدرها ÙˆØ±ÙØ¹Øª طرÙها Ù†ØÙˆ السماء وقالت وهي خاشعة خاضعة بين يدي الله تعالى : اللّهمَّ تقبّل منّا هذا القربان . اللّهمَّ تقبّل منّا هذا Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ .
يوم Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± :
الأسير عادة يظهر عليه آثار الذلّ والاستكانة أمام آسره وخاصّة المرأة مهما كانت عظيمة وقويّة ولكنّها [إذا] وقعت ÙÙŠ أسر العدو تلين الكلام معه وتطلب عطÙÙ‡ وشÙقته Ø› أمّا عقيلة آل أبي طالب وبنت أمير المؤمنين (عليه السّلام) ÙØ¥Ù†Ù‘ها ما ذلّت ولا خضعت بالقول لأيّ من اÙولئك الطغاة الغالبين .
تخاطب القائد Ø§Ù„ÙØ§ØªØ عمر بن سعد يوم Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± عندما قدّم النياق إلى النساء للركوب قالت : ويلك يابن سعد ! سوّد الله وجهك أتأمر الأجانب أن يركبونا ونØÙ† بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ØŸ! قل لهم Ùليتباعدوا عنّا ØØªÙ‘Ù‰ يركب بعضنا بعضاً .
وقالت لعبيد الله بن زياد ذلك الطاغي المتجبّر لمّا سألها قائلاً : كي٠رأيت صنع الله بأخيك وأهلك ØŸ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ØªÙ‡ قائلة : ما رأيت إلاّ جميلاً Ø› اÙولئك قوم كتب الله عليهم القتل ÙØ¨Ø±Ø²ÙˆØ§ إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم ÙØªØØ§Ø¬ وتخاصم ÙØ§Ù†Ø¸Ø± لمَنْ الÙلج يومئذ ثكلتك اÙمّك يابن مرجانة !
وقالت ليزيد بن معاوية وهي أسيرة بين يديه ÙˆÙÙŠ المجلس العام : أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك ØØ±Ø§Ø¦Ø±Ùƒ وإماءك وسوقك بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سبايا ØŸ! ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك إنّي لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك لكن العيون عبرى والصدور ØØ±Ù‘Ù‰ ÙØ§Ø³Ø¹ÙŽ Ø³Ø¹ÙŠÙƒ وكد كيدك وناصب جهدك Ø› Ùوالله لا تمØÙˆ ذكرنا ... .
والله يا يزيد ما ÙØ±ÙŠØª إلاّ جلدك ولا ØØ²Ø²Øª إلاّ Ù„ØÙ…Ùƒ وهل رأيك إلاّ Ùند وجمعك إلاّ بدد وأيامك إلاّ عدد وسيعلم مَنْ سوّى لك ومكّنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً !
ألا ÙØ§Ù„عجب كلّ العجب من قتل ØØ²Ø¨ الله النجباء بأيدي ØØ²Ø¨ الشيطان الطلقاء ! وهذه الأيدي تنط٠من دمائنا والأÙواه٠تتØÙ„ّب من Ù„ØÙˆÙ…نا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعÙّرها اÙمّهات Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø¹Ù„ . . . اللّهمَّ خذ لنا بØÙ‚ّنا وانتقم لنا ممّن ظلمنا واØÙ„Ù„ غضبك على مَنْ سÙÙƒ دماءنا وقتل ØÙماتنا .
والخلاصة : إنّها (سلام الله عليها) ما ظهر عليها ذلّ الأسر وضع٠السبي أبداً Ø› لقد قابلت الØÙˆØ§Ø¯Ø« الجسام والمصائب العظام بشجاعة ÙØ§Ø¦Ù‚Ø© ورباطة جأش .
ومن الجدير بالذكر Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى ما سبق : أنّ رجلاً من الشخصيات كان ØØ§Ø¶Ø±Ø§Ù‹ ÙÙŠ مجلس يزيد Ùنظر إلى ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليها السّلام) ÙØ§Ù„ØªÙØª إلى يزيد وقال : يا أمير أطلب منك أنْ تهب لي هذه الجارية تكون خادمة عندي .
وقبل أنْ يردّ عليه يزيد بشيء قامت إليه الØÙˆØ±Ø§Ø¡ زينب (عليها السّلام) وقالت له : صه يا لكع الرجال ! ما جعل الله ذلك لك ولا لأميرك .
Ùقال يزيد : إنّ ذلك لي ولو شئت أنْ Ø£ÙØ¹Ù„ Ù„ÙØ¹Ù„ت .
Ùقالت له العقيلة (عليها السّلام) : كلاّ إلاّ أنْ تخرج عن ملّتنا وتدين بدين غير ديننا .
ÙØºØ¶Ø¨ يزيد وقال : إنّما خرج عن الدين أبوك وأخوك .
ÙØ±Ø¯Ù‘ت عليه السيّدة زينب (عليها السّلام) قائلة : بدين الله ودين جدّي وأبي وأخي اهتديت أنت وأبوك وأخوك إنْ كنت مسلماً .
ولمّا لم يجد يزيد جواباً قال لها : كذبت يا عدوة الله .
Ùقالت (عليها السّلام) : أنت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك .
ÙØ³ÙƒØª يزيد وما ردّ عليها وسكتت زينب (عليها السّلام) .
ÙØ£Ø¹Ø§Ø¯ الرجل الشامي مقالته وقال : يا أمير هب لي هذه الجارية تكون خادمة لي .
Ùقال له يزيد : وهب الله لك ØØªÙاً قاضياً ويلك ! أتعرÙها والتي تنهاك عنها ØŸ
Ùقال الرجل : لا ولكنّك تقول هؤلاء خوارج خرجوا عليّ Ùقتلت الرجال وسبيت النساء .
Ùقال يزيد : ويلك ! أمّا التي تريدها خادمة ÙÙŠ بيتك Ùهي ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي Ø› وأمّا التي تمنعك عنها Ùهي عمّتها زينب بنت علي بن أبي طالب .
Ùلمّا سمع الرجل ذلك قال : ويلك يا يزيد ! أتقتل آل بيت رسول الله وتسبي نساءهم ØŸ!
وهكذا وبمثل هذه المواق٠الرائعة أعطت السيّدة زينب (عليها السّلام) المثل الأعلى للمرأة المسلمة المثالية كي٠تتغلّب على عواطÙها ÙÙŠ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø§Øª Ø§Ù„ØØ±Ø¬Ø© وكي٠تسيطر على غرائزها بقوّة العقل والتÙكير الواعي Ø› ÙØªØ³Ø§Ù‡Ù… بذلك ÙÙŠ خدمة الدين والعدل ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العامّة مع الØÙاظ على عزّتها وكرامتها .
وهذا ممّا يؤكّد لنا القول : بأنّ المرأة Ø£Ù†ÙØ¹ عنصر ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© إنْ أخضعت عواطÙها لإرادة العقل والتÙكير الواعي وجنّدت قواها لخدمة Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© الØÙ‚يقية وأنّها تكون أضرّ وأخطر عنصر ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© إذا جعلت من Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ آلة طيّعة للشهوات والغرائز الØÙŠÙˆØ§Ù†ÙŠØ© وسارت وراء عواطÙها بدون قيد من عقل ولا رادع من ضمير ولا وازع من دين Ø› ÙØªÙƒÙˆÙ† بذلك أقوى Ø³Ù„Ø§Ø Ø¨ÙŠØ¯ الشيطان .
نهاية المطا٠:
وأخيراً عادت السيّدة زينب من الأسر إلى مدينة جدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله) وبدأت Ùيها ØØ±Ø¨Ù‡Ø§ الدعائية ونضالها الإعلامي ضدّ الاÙمويّÙين Ø› وذلك بعقد المجالس والاجتماعات النسائية العامّة وسرد المصائب والمØÙ† التي لاقاها أهل البيت (عليهم السّلام) من الاÙمويّÙين وأعوانهم ØØªÙ‘Ù‰ تركت الرأي العام ÙÙŠ المدينة المنوّرة كبركان يقذ٠اللعنات على يزيد وأتباعه واستشعر ØÙƒÙ‘ام المدينة بالخطر Ø› ÙØ£Ø±Ø³Ù„وا الرسل والرسائل إلى يزيد ينذرونه بخطر الثورة ÙÙŠ المدينة إنْ بقيت السيّدة زينب Ùيها مستمرة على عملها هذا .
Ùلمّا وق٠يزيد على ØÙ‚ائق الاÙمور الجارية هناك بعث إلى ØØ§ÙƒÙ… المدينة يأمره بإبعاد زينب (عليها السّلام) منها إلى مصر أي إلى أيّ بلد آخر غير المدينة المنوّرة ÙØ¸Ù†Ù‘ الوالي أنّ يزيد يقصد إبعادها إلى بلاد مصر خاصة .
ÙØ®Ø±Ø¬Øª زينب مع نساء قومها إلى مصر واستقبلها والي مصر بإجلال وإكرام وعاشت هناك مواصلة ÙƒÙØ§ØÙ‡Ø§ الدعائي بجدّ ونشاط إلى أن ÙØ§Ø¬Ø£Ù‡Ø§ الأجل Ø§Ù„Ù…ØØªÙˆÙ… ÙÙŠ الخامس عشر من رجب المبارك سنة خمس وستين للهجرة عن عمر ناهز الستين عاماً ودÙÙنت هناك .
ÙØµÙ„وات الله وسلامه عليها واللعنة الدائمة على أعدائها وظالميها أبد الدهر .
هذا وهناك أقوال وأخبار Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ عن ÙˆÙØ§ØªÙ‡Ø§ ومدÙنها (سلام الله عليها) منها الخبر القائل : بأنّها بقيت ÙÙŠ المدينة المنوّرة ØØ²ÙŠÙ†Ø© نادبة باكية على أخيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى أن ماتت Ùيها ودÙنت ÙÙŠ البقيع على الرغم من عدم وجود قبر معلوم لها هناك .
ومنها الخبر الذي Ù…ÙØ§Ø¯Ù‡ : أنّها (عليها السّلام) هاجرت مع زوجها عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± الطيّار إلى الشام عام المجاعة وكان لعبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± ضياع ومزارع ØÙˆÙ„ دمشق Ùهاجر إليها مع عائلته وبقيت السيّدة زينب هناك إلى أن توÙيت ودÙنت ØÙŠØ« مكان قبرها المعرو٠اليوم ÙÙŠ ضواØÙŠ Ø¯Ù…Ø´Ù‚ .
وأخيراً الخبر الذي يقول : بأنّ السيّدة زينب (عليها السّلام) ماتت ÙÙŠ الشام وهي ÙÙŠ السبي ولم ترجع إلى المدينة ماتت أيّام السبي ÙÙŠ الشام ودÙنت هناك كما ماتت قبلها السيّدة رقية بنت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليها السّلام) ودÙنت ÙÙŠ مرقدها المعرو٠داخل دمشق .
هذه مجموعة الأخبار والأقوال التي قيلت عن مكان ÙˆÙØ§Ø© السيّدة زينب بنت علي (عليها السّلام) ومرقدها الشري٠ولكنّ القول الأول أشهرها بين المؤرّخين وأوثقها رأي الخبراء والله أعلم .
والظاهر الذي لا يبعد عن الاعتبار هو أنّ السيّدة زينب الكبرى بنت ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء (عليها السّلام) هي التي مرقدها ÙÙŠ مصر وأمّا التي ÙÙŠ الشام Ùهي زينب الصغرى بنت الإمام أمير المؤمنين (عليها السّلام) من غير ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء (عليها السّلام) ولم أق٠على ترجمة واÙية Ù„ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ وأسباب دÙنها هناك .
وهذا من جنايات التاريخ على آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) Ø› ØÙŠØ« أهمل الكثير من Ø£ØÙˆØ§Ù„هم وسيرتهم وكثيراً ما نسب الأكاذيب ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¡Ø§Øª إلى بعضهم بغرض التشويه لسمعتهم ÙˆØ§Ù„ØØ·Ù‘ من كرامتهم ( وَسَيَعْلَم٠الّذÙينَ ظَلَمÙوا أَيّ Ù…Ùنقَلَب ÙŠÙŽÙ†Ù‚ÙŽÙ„ÙØ¨Ùونَ ) .
ÙˆÙÙŠ الختام نتساءل ونقول مع الأديب Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ السيّد Ø¬Ø¹ÙØ± الØÙ„ّي (رØÙ…Ù‡ الله) :
مـا ذنب٠أهل Ø§Ù„Ø¨ÙŠØªÙ ØØªÙ‰ مـنـهـم٠أخـلَوا ربوعَهْ
تـركوهم٠شتّى مصارعهمْ وأجـمـعـهـا Ùـضيعَهْ
Ùـمكابد لـلسمّ قد سÙقيتْ ØÙ€Ø´Ù€Ø§Ø´Ù€ØªÙ€Ù‡Ù نـقـيعَهْ
ومـضـرّج بالسيÙ٠آثرَ عـزّه وأبـى خـضوعَهْ
Ùˆ مـصـÙّـد لله سلّمَ أم ر مـا قـاسـى جـميعَهْ
وسـبيّة بـاتت Ø¨Ø£ÙØ¹Ù‰ ال هـمّ مـهـجـتها لسيعَهْ
ØÙـمـلتْ ودائـعÙكمْ إلى مَنْ ليس يعرÙ٠ما الوديعَهْ
آل الـرسـالـة٠لم تزل كـبدي لـرزئكم٠صديعَهْ