ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© النبي (صلَّى الله عليه وآله) والرسالة الإسلامية Ù…Ø³Ø§ØØ© واسعة لبيت عليّ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© وأبنائهما(عليهم السلام) ومعاني ودلالات عميقة ØÙŠØ« إنّه البيت الذي Ø³ÙŠØØªØ¶Ù† الرسالة ويتØÙ…ّل عبء Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ومسؤولية صيانة الدين والأمة.
وكان لا بدّ لهذا البيت أن ينال القسط الأوÙÙ‰ ÙˆØ§Ù„ØØ¸Ù‘ Ø§Ù„Ø£ÙˆÙØ± من Ùيض ØØ¨Ù‘ النبي(صلَّى الله عليه وآله) ورعايته وأبوته، Ùلم يدّخر النبيّ(صلَّى الله عليه وآله) وسعاً أن يروّي شجرته المباركة ÙÙŠ بيت علىّ(عليه السلام) ويتعهّدها ØµØ¨Ø§Ø Ù…Ø³Ø§Ø¡ مبيّناً أنّ مصير الأمة مرهون بسلامة هذا البيت وطاعة أهله كما يتجلّى ذلك ÙÙŠ قوله (صلَّى الله عليه وآله) : (إنّ علياً راية الهدى بعدي وإمام أوليائي ونور من أطاعني)
ÙˆØÙŠÙ† أشرقت الدنيا بولادة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام); أخذ مكانته السامية ÙÙŠ قلب النبي(صلَّى الله عليه وآله) وموضعه الرÙيع ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الرسالة.
وبعين الخبير البصير والمعصوم المسدّد من السماء وجد النبي(صلَّى الله عليه وآله) ÙÙŠ الوليد الجديد وريثاً للرسالة بعد ØÙŠÙ†ØŒ ثائراً ÙÙŠ الأمة بعد زيغ وسكون، Ù…ØµÙ„ØØ§Ù‹ ÙÙŠ الدين بعد Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù واندثار، Ù…ØÙŠÙŠØ§Ù‹ للسنّة بعد تضييع وإنكار، ÙØ±Ø§Ø النبيّ(صلَّى الله عليه وآله) يهيّئه ويعدّه Ù„ØÙ…Ù„ الرسالة الكبرى مستعيناً ÙÙŠ ذلك بعواطÙÙ‡ وساعات يومه، وبهديه وعلمه; إذ عمّا قليل سيضطلع بمهام الإمامة ÙÙŠ الرسالة الخاتمة بأمر الله تعالى.
Ùها هو(صلَّى الله عليه وآله) يقول: (Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ابناي من Ø£ØØ¨Ù‘هما Ø£ØØ¨Ù‘ني، ومن Ø£ØØ¨Ù‘ني Ø£ØØ¨Ù‘Ù‡ الله، ومن Ø£ØØ¨Ù‘Ù‡ الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار)
وهل Ø§Ù„ØØ¨ إلاّ مقدمة الطاعة وقبول الولاية؟ بل هما بعينهما ÙÙŠ المآل.
لقد كان النبي(صلَّى الله عليه وآله) يتألّم لبكائه ويتÙقّده ÙÙŠ يقظته ونومه، يوصي أمه الطاهرة ÙØ§Ø·Ù…Ø© صلوات الله عليها أن تغمر ولده المبارك بكلّ مشاعر الØÙ†Ø§Ù† والرÙÙ‚
ØØªÙ‘Ù‰ إذا درج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) صبيّاً ÙŠØªØØ±Ù‘Ùƒ شرع النبي(صلَّى الله عليه وآله) ÙŠÙ„ÙØª نظر الناس إليه ويهيّئ الأجواء لأن تقبل الأمة وصاية ابن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) عليها، Ùكم تأنّى النبيّ(صلَّى الله عليه وآله) ÙÙŠ سجوده ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يعلو ظهره(صلَّى الله عليه وآله) ليظهر للأمة ØØ¨Ù‘Ù‡ له وكذا مكانته، وكم سارع النبي يقطع خطبته ليلق٠ابنه القادم Ù†ØÙˆÙ‡ متعثّراً ÙÙŠØ±ÙØ¹Ù‡ معه على منبره ØŸ كلّ ذلك ليدلّ على منزلته ودوره الخطير ÙÙŠ مستقبل الأمة.
ÙˆØÙŠÙ† قدم ÙˆÙØ¯ نصارى نجران ÙŠØØ§Ø¬Ø¬ النبي (صلَّى الله عليه وآله) ÙÙŠ دعوته إلى الإسلام وعقيدة التوØÙŠØ¯ الخالص وامتنع عن قبولها رغم ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„ØÙ‚ أمر الله تعالى بالمباهلة، ÙØ®Ø±Ø¬ النبي(صلَّى الله عليه وآله) إليهم ومعه خير أهل الأرض تقوىً ÙˆØµÙ„Ø§ØØ§Ù‹ وأعزّهم على الله مكانةً ومنزلةً: عليّ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهم السلام)ØŒ ليباهل بهم أهل Ø§Ù„ÙƒÙØ± والشرك ÙˆØ§Ù†ØØ±Ø§Ù المعتقد، ÙˆÙ…ÙØ¯ÙŽÙ„ّلاً بذلك Ù€ ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت Ù€ على أنّهم أهل بيت النبوة وبهم تقوم الرسالة الإسلامية، ÙØ¹Ø·Ø§Ø¤Ù‡Ù… من أجل العقيدة لا ينضب.
وما كان من النصارى إذ رأوا وجوهاً مشرقة ÙˆØ·Ø§ÙØØ© بنور التوØÙŠØ¯ والعصمة Ø› إلاّ أن تراجعوا عن المباهلة وقبلوا بأن يعطوا الجزية عن يد٠وهم صاغرون .
لقد كانت هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© القصيرة التي عاشها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) مع جدّه (صلّى الله عليه وآله) من أهمّ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø§Øª وأروعها ÙÙŠ تأريخ الإسلام كلّه ØŒ Ùقد وطّد الرسول (صلّى الله عليه وآله) Ùيها أركان دولته المباركة ØŒ وأقامها على أساس العلم والإيمان ØŒ وهزم جيوش الشرك ØŒ وهدم قواعد Ø§Ù„Ø¥Ù„ØØ§Ø¯ ØŒ وأخذت الانتصارات الرائعة تترى على الرسول (صلّى الله عليه وآله) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الأوÙياء ØÙŠØ« أخذ الناس يدخلون ÙÙŠ دين الله Ø£Ùواجاً .
ÙˆÙÙŠ غمرة هذه الانتصارات Ùوجئت الأمة بالمصاب الجلل ØÙŠÙ† توÙّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)ØŒ ÙØ®ÙŠÙ‘Ù… الأسى العميق على المسلمين وبخاصة على أهل بيته (عليهم السلام) الذين أضنتهم المأساة ØŒ ولسعتهم ØØ±Ø§Ø±Ø© المصيبة بغياب شخص النبيّ (صلّى الله عليه وآله) .
ميراث النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لسبطيه (عليهما السلام) :
ولمّا علمت سيّدة نساء العالمين أنّ لقاء أبيها بربّه عَزَّ وجَلَّ قريب أتت بابنيها Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السلام) Ùقالت : يا رسول الله إن هذان إبناك Ùورّثهما شيئاً ØŒ Ùقال (صلّى الله عليه وآله) : أمّا Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙØ¥Ù†Ù‘ له هيبتي وسؤددي، وأمّا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ¥Ù†Ù‘ له شجاعتي وجودي.
وصيّة النبي (صلَّى الله عليه وآله) بالسبطين(عليهما السلام) :
ووصّى النبي(صلَّى الله عليه وآله) الإمام عليّاً برعاية سبطيه، وكان ذلك قبل موته بثلاثة أيام، Ùقد قال له: سلام الله عليك أبا Ø§Ù„Ø±ÙŠØØ§Ù†ØªÙŠÙ†ØŒ أوصيك Ø¨Ø±ÙŠØØ§Ù†ØªÙŠÙ‘ÙŽ من الدنيا، ÙØ¹Ù† قليل ينهدّ ركناك، والله Ø®Ù„ÙŠÙØªÙŠ Ø¹Ù„ÙŠÙƒØŒ Ùلمّا قبض رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) قال عليّ: هذا Ø£ØØ¯ ركني الذي قال لي رسول الله(صلَّى الله عليه وآله)ØŒ Ùلمّا ماتت ÙØ§Ø·Ù…Ø©(عليها السلام) قال عليّ: هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله
لوعة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) :
ØØ¶Ø± الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) عند جدّه الرسول(صلَّى الله عليه وآله) ØÙŠÙ†Ù…ا كان يعاني آلام المرض ويقترب من Ù„ØØ¸Ø§Øª Ø§Ù„Ø§ØØªØ¶Ø§Ø±ØŒ Ùلمّا رآه ضمّه إلى صدره وجعل يقول: (ما لي وليزيد؟! لا بارك الله Ùيه). ثمّ غشي عليه طويلاً، Ùلمّا Ø£ÙØ§Ù‚ أخذ يوسع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† تقبيلاً وعيناه تÙيضان بالدموع، وهو يقول: (أما إنّ لي ولقاتلك Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ بين يدي الله عَزَّ وجَلَّ)
ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø§Øª الأخيرة من عمره الشريÙ(صلَّى الله عليه وآله) ألقى السبطان(عليهما السلام) Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…ا عليه وهما ÙŠØ°Ø±ÙØ§Ù† الدموع والنبي(صلَّى الله عليه وآله) يوسعهما تقبيلاً، ÙØ£Ø±Ø§Ø¯ أبوهما أمير المؤمنين(عليه السلام) أن ينØÙ‘يهما عنه ÙØ£Ø¨Ù‰(صلَّى الله عليه وآله) وقال له: (دعهما يتزوّدا منّي وأتزوّد منهما ÙØ³ØªØµÙŠØ¨Ù‡Ù…ا بعدي إثرة)
ثمّ Ø§Ù„ØªÙØª(صلَّى الله عليه وآله) إلى عوّاده Ùقال لهم: قد Ø®Ù„Ù‘ÙØª Ùيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ÙØ§Ù„مضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي، إنّهما لن ÙŠÙØªØ±Ù‚ا ØØªÙ‰ يردا علىّ الØÙˆØ¶
الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ عهد Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡
Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ عهد أبي بكر :
لقد كان أهل البيت (عليهم السلام) بما Ùيهم Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السلام) Ù…ÙØ¬ÙˆØ¹ÙŠÙ† Ø¨ÙˆÙØ§Ø© الرسول (صلَّى الله عليه وآله)ØŒ وألم المأساة يهيمن على قلوبهم وهم مشغولون بجهاز أعظم نبيّ عرÙÙ‡ التاريخ الإنساني ØŒ إذ توجّهت إليهم صدمةٌ أخرى Ø¶Ø§Ø¹ÙØª آلامهم وبدّدت آمالهم التي غرسها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ÙÙŠ Ù†Ùوسهم ونÙوس الأمة.
إنها صدمة مصادرة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© وتنØÙŠØ© الإمام علي (عليه السلام) عن Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ù‚ÙŠØ§Ø¯Ø© ومصادرة المنصب الذي نصبه Ùيه الرسول (صلَّى الله عليه وآله) بأمر الله تعالى.
وكانت هذه الصدمة Ø§Ù„Ø¹Ù†ÙŠÙØ© بداية Ù„Ù…ÙØ³Ù„سل القلق والاضطهاد الذي ÙØ±Ø¶Ù‡ الخط Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… بعد الرسول (صلَّى الله عليه وآله) على أهل بيت الرسول (صلَّى الله عليه وآله); لتØÙ‚يق العزل التام والإبعاد الكامل لهم عن موقع القيادة بعد الرسول (صلَّى الله عليه وآله).
لوعة شهادة الزهراء (عليها السلام) :
كان Ù„ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلَّى الله عليه وآله) وقع مؤلم ÙÙŠ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الطاهرة، وهو لم يكن بعد قد أنهى ربيعه الثامن.
وما هي إلاّ مدّة قصيرة وإذا Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙŠÙÙØ¬Ø¹ باستشهاد أمه ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت رسول الله بتلك الصورة المأساوية بعد أن ظلّت تعاني من الظلم والقهر وألم اغتصاب ØÙ‚ّها طوال الأيام التي عاشتها بعد أبيها(صلَّى الله عليه وآله) Ùكانت تنعكس معاناتها ÙÙŠ روØÙ‡ Ø§Ù„Ù„Ø·ÙŠÙØ© ; إذ كان كلّما نظر إلى أمه بعد ÙˆÙØ§Ø© أبيها شاهدها باكيةً Ù…ØØ²ÙˆÙ†Ø© القلب منكسرة الخاطر.
وقد روي أنّها سلام الله عليها ما زالت بعد أبيها معصّبة الرأس ØŒ ناØÙ„Ø© الجسم ØŒ منهدّة الركن، باكية العين، Ù…ØØªØ±Ù‚Ø© القلب، يغشى عليها ساعة بعد ساعة، وتقول لولديها: أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويØÙ…لكما مرّةً بعد مرّة؟ أين أبوكما الذي كان أشدّ الناس Ø´Ùقةً عليكما، Ùلا يدعكما تمشيان على الأرض؟ ولا أراه ÙŠÙØªØ هذا الباب أبداً ولا ÙŠØÙ…لكما على عاتقه كما لم يزل ÙŠÙØ¹Ù„ بكما.
وروي أن الزهراء(عليها السلام) بعد ÙˆÙØ§Ø© أبيها(صلَّى الله عليه وآله) كانت ØªØµØ·ØØ¨ Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŠÙ† معها إلى البقيع ØÙŠØ« تظلّ تبكي إلى المساء، Ùيأتي أمير المؤمنين(عليه السلام) Ùيعود بهم إلى البيت.
ونقل الرواة عن أسماء بنت عميس قصّة استشهادها Ù…ÙØµÙ‘لاً ØŒ وقد جاء Ùيها أنّ Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليهما السلام) دخلا البيت Ø¨ÙØ¹ÙŽÙŠØ¯ ÙˆÙØ§Ø© أمهما Ùقالا: يا أسماء! ما ÙŠÙنيم أمنا ÙÙŠ هذه الساعة؟! قالت: يا ابني رسول الله ليست أمكما نائمة، بل ÙØ§Ø±Ù‚ت روØÙ‡Ø§ الدنيا. Ùوقع عليها Ø§Ù„ØØ³Ù† يقبّلها مرةً ويقول: يا أماه ! كلّميني قبل أن ØªÙØ§Ø±Ù‚ روØÙŠ Ø¨Ø¯Ù†ÙŠ. قالت : وأقبل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يقبّل رجلها ويقول: يا أماه ! أنا ابنك Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كلّميني قبل أن يتصدّع قلبي ÙØ£Ù…وت. قالت لهما أسماء: يا ابني رسول الله! انطلقا إلى أبيكما عليّ ÙØ£Ø®Ø¨Ø±Ø§Ù‡ بموت أمكما، ÙØ®Ø±Ø¬Ø§ ØØªÙ‰ إذا كانا قرب المسجد Ø±ÙØ¹Ø§ أصواتهما بالبكاء، ÙØ§Ø¨ØªØ¯Ø±Ù‡Ù…ا جميع Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©ØŒ Ùقالوا: ما يبكيكما يا ابني رسول الله ØŸ لا أبكى الله أعينكما.
وجاء ÙÙŠ نصّ آخر أنّه بعد أن ÙØ±Øº أمير المؤمنين(عليه السلام) من تغسيل الزهراء(عليها السلام) نادى: يا أم كلثوم! يا زينب! يا سكينة! يا ÙØ¶Ù‘Ø©! يا ØØ³Ù†! يا ØØ³ÙŠÙ†! هلمّوا
وتزوّدوا من أمكم، Ùهذا Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ù‚ØŒ واللقاء الجنّة. ÙØ£Ù‚بل Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليهما السلام) وهما يناديان : وا ØØ³Ø±Ø©Ù‹ لا ØªÙ†Ø·ÙØ¦ أبداً من Ùقد جدّنا Ù…ØÙ…د المصطÙÙ‰ وأمنا ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء!
Ùقال أمير المؤمنين علىّ(عليه السلام): إنّي Ø£ÙØ´Ù‡Ø¯Ù الله أنّها قد ØÙ†Ù‘ت وأنّت ومدّت يديها وضمّتهما إلى صدرها مليّاً، وإذا بهات٠من السماء ينادي: يا أبا Ø§Ù„ØØ³Ù†! Ø§Ø±ÙØ¹Ù‡Ù…ا Ùلقد أبكيا والله ملائكة السماوات.
وذكرت أكثر الروايات أنّ Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليهما السلام) ØØ¶Ø±Ø§ مراسم الصلاة على جنازة أمهما (عليها السلام) وتولّى غسلها وتكÙينها أمير المؤمنين(عليه السلام)ØŒ وأخرجها من بيتها ومعه Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ الليل، وصلّوا عليها
لقد ÙØ¬Ø¹ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وخلال ÙØªØ±Ø© قصيرة Ø¨ØØ§Ø¯Ø«ØªÙŠÙ† عظيمتين مؤلمتين: الأولى ÙˆÙØ§Ø© جدّه رسول الله(صلَّى الله عليه وآله)ØŒ والثانية استشهاد والدته ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت الرسول (صلَّى الله عليه وآله) بعدما جرى عليها من أنواع Ø§Ù„Ø¬ÙØ§Ø¡ والظلم.
وإذا أضÙنا إلى ذلك مأساة غصب ØÙ‚وق أبيه أمير المؤمنين(عليه السلام) ومأساة إبعاده عن Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠ Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ø¬Ù„ÙŠØ³ بيته; تجلّت لنا شدّة المØÙ† والمصائب التي Ø£ØØ§Ø·Øª Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وهو ÙÙŠ صغر سنّه .
ولقد تعمّقت مصائب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) بسبب أنواع Ø§Ù„ØØµØ§Ø± Ø§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆØ¶ من Ù‚ÙØ¨Ù„ خطّ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© وقتذاك على Ø£ØµØØ§Ø¨ الرسول(صلَّى الله عليه وآله) الأوÙياء لخطّه الرسالي وعلى علي بن أبي طالب أمير المؤمنين(عليه السلام) بشكل خاص، مثل منع الخمس وسائر الØÙ‚وق من الوصول إليه، كما تجلّى ذلك Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ÙÙŠ تأميم (ÙØ¯Ùƒ) والذي كان من أهداÙÙ‡ ممارسة ضغوط مالية أخرى على أهل بيت النبيّ(صلَّى الله عليه وآله) وأبناء أمير المؤمنين(عليهم السلام).
Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ عهد عمر بن الخطاب :
ÙˆÙÙŠ عهد عمر بن الخطاب اتّخذ Ø§Ù„ØØµØ§Ø± أبعاداً أكثر خطورة، Ùقد ذكر المؤرّخون أنّ عمر ØØ¸Ø± على Ø£ØµØØ§Ø¨ الرسول(صلَّى الله عليه وآله) الخروج من المدينة إلاّ بترخيص منه، وقد طال Ø§Ù„ØØ¸Ø± أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ØØªÙ‰ مثّل هذا الأمر نمطاً آخر من الضغوط التي مورست على أهل بيت الوØÙŠ Ø§Ù„Ø·Ø§Ù‡Ø±ÙŠÙ† .
أجل لقد أدّت هذه الممارسات القهرية والمواق٠الظالمة إلى إقصاء عليّ أمير المؤمنين(عليه السلام)ØŒ وجعلته جليس بيته، ومن ثم تغييبه عن الميادين السياسية والاجتماعية ØØªÙ‰ صار نسياً منسياً، وإن كان Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© يرجع إليه ÙÙŠ بعض المسائل Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§ØŒ ولعلّ السبب ÙÙŠ عدم إبعاده عن المدينة، هو ØØ§Ø¬ØªÙ‡ إليه ÙÙŠ القضايا التي كانت تستجد Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ©ØŒ ولم يكن بمقدور Ø£ØØ¯ غير عليّ(عليه السلام) أن يقدّم الØÙ„Ù‘ المقبول لها.
وبالØÙƒÙ…Ø© السديدة والصبر الجميل كظم أمير المؤمنين(عليه السلام) غيظه متغاضياً عن ØÙ‚ّه الذي استأثر به عمر بعد أبي بكر من دون ØÙ‚Ù‘ شرعي ولا ØØ¬Ù‘Ø© بالغة، ÙˆÙÙŠ كلّ ذلك عاش Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) مع آلام أبيه(عليه السلام)ØŒ ورأى كيÙية تعامله مع Ø§Ù„ØØ¯Ø«ØŒ وهو ÙŠØÙ…Ù„ هموم الأمة الإسلامية ويقلقه مصيرها، إنّه يتذكّر كي٠كان رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) يؤثر عليّاً على كل من عداه ويوصي به الأمة المرّة بعد المرّة، ولكنّه الآن مقصيٌّ عن مقامه، Ùما كان يملك إلاّ أن يكتم Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³Ù‡ ومشاعره.
يروى : أنّ عمر ذات يوم كان يخطب على المنبر Ùلم يشعر إلاّ ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) قد صعد إليه وهو يهتÙ: (انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك) , وبهت عمر واستولت الØÙŠØ±Ø© عليه، ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØµØ¯Ù‘Ù‚Ù‡ ويقول له: صدقت لم يكن لأبي منبر، وأخذه ÙØ£Ø¬Ù„سه إلى جنبه، وجعل ÙŠÙØØµ عمّن أوعز إليه بذلك قائلاً له: من علّمك؟ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): (والله ما علّمني Ø£ØØ¯) وقد كان الØÙ‚ يقضي بأن لا يكتÙÙŠ عمر بالتصديق الكلامي Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† من دون إعادة ØÙ‚ّه ÙÙŠ ÙØ¯Ùƒ والخمس إليه، وإعادة ØÙ‚Ù‘ والده ÙÙŠ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© إليه ØŒ إطاعةً لله وللرسول (صلَّى الله عليه وآله) .
ويروى أيضاً : أنّ عمر كان معنيّاً بالإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ØØªÙ‰ طلب منه أن يأتيه إذا عرض له أمر. وقصده Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) يوماً ومعاوية عنده، ورأى ابنه عبد الله ÙØ·Ù„ب(عليه السلام) الإذن منه Ùلم يأذن له ÙØ±Ø¬Ø¹ معه، والتقى به عمر ÙÙŠ الغد Ùقال له: ما منعك يا ØØ³ÙŠÙ† أن تأتيني؟ قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): (إنّي جئت وأنت خال بمعاوية ÙØ±Ø¬Ø¹Øª مع ابن عمر) قال عمر: أنت Ø£ØÙ‚Ù‘ من ابن عمر، ÙØ¥Ù†Ù‘ما أنبت ما ترى ÙÙŠ رؤوسنا الله ثم أنتم .
Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ عهد عثمان :
بخÙلق الرسالة وآداب النبوة ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ السامية أطلّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) على مرØÙ„Ø© الرجولة ÙÙŠ العقد الثالث من العمر، يعيش أجواء أبيه Ø§Ù„Ù…ØØªØ³Ø¨ وهو يرى اللعبة السياسية تتلوّن ÙˆØ§Ù„Ù‡Ø¯Ù ÙˆØ§ØØ¯ØŒ وهو أن لا يصل عليّ(عليه السلام) وبنوه إلى زعامة الدولة الإسلامية بل تبقى Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بعيدة عنهم، Ùهاهو ابن الخطّاب لا يكتÙÙŠ بØÙ…Ù„ الأمة على ما لا تطيق من Ø¬ÙØ§Ø¡ رأيه وطبعه وأخطاء اجتهاداته; ØØªÙ‘Ù‰ ابتلاها بالشورى السداسيّة التي انبثقت منها Ø®Ù„Ø§ÙØ© عثمان.
ولقد وص٠الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) هذه المرØÙ„Ø© وهو الذي آثر Ù…ØµÙ„ØØ© الدين والأمة على ØÙ‚ّه الخاص ÙÙŠ الزعامة ÙØµØ¨Ø± صبراً Ù…ÙØ±Ù‘اً ØØªÙ‘Ù‰ قال: ÙØµØ¨Ø±Øª ÙˆÙÙŠ العين قذى، ÙˆÙÙŠ الØÙ„Ù‚ شجا، أرى تراثي نهباً، ØØªÙ‰ مضى الأوّل لسبيله، ÙØ£Ø¯Ù„Ù‰ بها إلى ابن الخطّاب بعده، ÙØµÙŠÙ‘رها ÙÙŠ ØÙˆØ²Ø© خشناء يغلظ كلمها ويخشن مسّها، ويكثر العثار Ùيها، ÙØµØ¨Ø±Øª على طول المدّة وشدّة المØÙ†Ø©ØŒ ØØªÙ‰ إذا مضى لسبيله جعلها ÙÙŠ جماعة زعم أنّي Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ØŒ Ùيالله وللشورى، متى اعترض الريب Ùيّ مع الأوّل منهم ØØªÙ‰ صرت Ø£Ùقرن إلى هذه النظائر؟! .
وازدادت Ù…ØÙ†Ø© أهل البيت(عليهم السلام) ÙˆØªØ¶Ø§Ø¹ÙØª مهمّتهم صعوبةً، وهم يواجهون عصراً جديداً من Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ وهو عصر يتطلّب جهوداً أضخم وسعياً أكبر لكي لا تضيع الأمة والرسالة، ولكنّ لوناً متميزاً من المعاناة القاسية بدأ ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ يصبغ ØÙŠØ§Ø© الأمة الإسلامية، ÙØ¥Ù†Ù‘ خيار رجالها من ØµØØ§Ø¨Ø© رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) يهانون ويضربون وينÙون ÙÙŠ الوقت الذي تتسابق على مراكز الدولة شرارها من الطلقاء وأبنائهم، ØªØØª ظلّ ضع٠عثمان وجهله بالأمور Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ وعصبيّته القبليّة الأÙموية Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ أخرى.
وعاش Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) معاناة الأمة وهي ØªÙ†ØªÙØ¶ على ÙØ³Ø§Ø¯ ØÙƒÙ… عثمان ÙÙŠ مخاض عسير، ÙØªÙ…تدّ الأيادي المظلومة Ù„ØªØ²ÙŠØ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… بقوّة السيÙ.
ÙˆÙÙŠ خطبة الإمام علي (عليه السلام) Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© بالشقشقيّة والتي وص٠Ùيها Ù…ØÙ†Ø© الأمة بتولّي Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة دÙّة الØÙƒÙ… قبله تصوير دقيق لما جرى ÙÙŠ ØÙƒÙ… عثمان بن عÙّان; إذ قال(عليه السلام) :
إلى أن قام ثالث القوم Ù†Ø§ÙØ¬Ø§Ù‹ ØØ¶Ù†ÙŠÙ‡ بين نثيله ØŒ ومعتلÙÙ‡ ØŒ وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع , إلى أن انتكث عليه ÙØªÙ„Ù‡ ØŒ وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته
موق٠مع أبي ذرّ Ø§Ù„ØºÙØ§Ø±ÙŠ :
أمعن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© عثمان بن Ø¹ÙØ§Ù† ÙÙŠ التنكيل بالمعارضين والمندّدين بسياسته غير مراع ØØ±Ù…Ø© أو كرامة Ø£ØØ¯ من ØµØØ§Ø¨Ø© الرسول(صلَّى الله عليه وآله) الذين طالتهم يداه، ÙØµØ¨Ù‘ عليهم جام غضبه وبالغ ÙÙŠ ظلمهم وإرهاقهم، وكان أبو ذر Ø§Ù„ØºÙØ§Ø±ÙŠ Ù€ وهو أقدم Ø£ØµØØ§Ø¨ الرسول(صلَّى الله عليه وآله) الذين سبقوا إلى الإسلام - ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ من المندّدين بسياسة عثمان ÙˆØ§Ù„Ø±Ø§ÙØ¶ÙŠÙ† لها، وقد نهاه عثمان عن ذلك Ùلم ينته، ÙØ§Ù„تاع عثمان وضاق به ذرعاً ÙØ£Ø¨Ø¹Ø¯Ù‡ إلى الشام، ÙˆÙÙŠ الشام أخذ أبو ذر يوقظ الناس ويدعوهم إلى Ø§Ù„ØØ°Ø± من السياسة الأÙموية التي كان ينتهجها معاوية ابن أبي سÙيان والي عثمان الأموي على الشام.
لقد غضب معاوية على ØØ±ÙƒØ© أبي ذرّ وكتب إلى عثمان يخبره بخطره عليه، ÙØ§Ø³ØªØ¯Ø¹Ø§Ù‡ إلى المدينة، لكن هذا Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙŠÙ„ واصل مهمّة الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر ÙˆØ§Ù„ØªØØ°ÙŠØ± من خطر الأÙموية الدخيلة على الإسلام والمسلمين، ÙØ±Ø£Ù‰ عثمان أنّ خير وسيلة للتخلّص من معارضة أبي ذر هي Ù†Ùيه إلى جهة نائية لا سكن Ùيها، ÙØ£Ù…ر بإبعاده إلى الربذة موعزاً إلى مروان بن الØÙƒÙ… بأن يمنع المسلمين من مشايعته وتوديعه، ولكنّ أهل الØÙ‚Ù‘ أبوا إلاّ Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© عثمان، Ùقد انطلق لتوديعه Ù€ بشكل علني Ù€ الإمام علي(عليه السلام) ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù†Ø§Ù†(عليهما السلام) وعقيل وعبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± وعمّار بن ياسر رضي الله عنهم.
وقد نقل المؤرّخون كلمات ØÙƒÙŠÙ…Ø© وساخنة للمودّعين استنكروا خلالها الØÙƒÙ… العثماني الجائر ضدّه، وقد جاء ÙÙŠ كلمة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ما نصّه :
يا عمّاه! إنّ الله تبارك وتعالى قادر أن يغيّر ما قد ترى ØŒ إنّ الله كلّ يوم هو ÙÙŠ شأن ØŒ وقد منعك القوم دنياهم، ومنعتهم دينك، Ùما أغناك عمّا منعوك، وأØÙˆØ¬Ù‡Ù… إلى ما منعتهم؟ ÙØ§Ø³Ø£Ù„ الله الصبر، واستعذ به من الجشع والجزع، ÙØ¥Ù†Ù‘ الصبر من الدين والكرم، وإنّ الجشع لا يقدّم رزقاً والجزع لا يؤخّر أجلاً.
وبكى أبو ذر بكاءً مرّاً ØŒ ÙØ£Ù„قى نظرة الوداع الأخيرة على أهل البيت(عليهم السلام) الذين أخلص لهم الودّ وأخلصوا له، وخاطبهم بقوله: (رØÙ…كم الله يا أهل بيت الرØÙ…ة، إذا رأيتكم ذكرت بكم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)ØŒ ما لي بالمدينة سكن ولا شجن غيركم، إنّي ثقلت على عثمان Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² كما ثقلت على معاوية بالشام، وكره أن أجاور أخاه وابن خاله بالمصرين ÙØ§ÙÙØ³Ø¯ الناس عليهما ÙØ³ÙŠÙ‘رني إلى بلد ليس لي به ناصر ولا Ø¯Ø§ÙØ¹ إلاّ الله ØŒ والله ما أريد إلاّ الله ØµØ§ØØ¨Ø§Ù‹ØŒ وما أخشى مع الله ÙˆØØ´Ø©)
الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ عهد الدولة العلوية
انتهى ØÙƒÙ… Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة بمقتل عثمان ØŒ وانتهت بذلك خمسة وعشرون عاماً ØŒ من العناء الناشئ عن إقصاء الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) عن الØÙŠØ§Ø© السياسية والاجتماعية للمسلمين.
وقد أيقن المسلمون أنّ الإمام عليّاً(عليه السلام) هو القائد الذي ÙŠØÙ‚ّق آمالهم وأهداÙهم ويعيد لهم كرامتهم ØŒ وأنّهم سينعمون ÙÙŠ ظلال ØÙƒÙ…Ù‡ Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© والمساواة والعدل ÙØ£ØµØ±Ù‘وا على مبايعته Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©.
لكن وللأس٠الشديد Ùقد جاءت قناعة الأمة هذه متأخرةً كثيراً ØŒ ØÙŠØ« أصيبت الأمة بأمراض خطيرة ÙˆØ§Ù†ØØ±Ø§Ùات كبيرة ØŒ وغابت عنها Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªØ¶ØÙˆÙŠØ© والقيم الإيمانية ØŒ وتسربلت بالأطماع ÙˆØ§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ¹ الشخصية ØŒ ÙˆØ§Ù†ØØ¯Ø±Øª Ù†ØÙˆ التوجّهات Ø§Ù„ÙØ¦ÙˆÙŠØ© الضيّقة. من هنا أعلن الإمام علي(عليه السلام) Ø±ÙØ¶Ù‡ الكامل Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡Ù… قائلاً لهم: لا ØØ§Ø¬Ø© لي ÙÙŠ أمركم، Ùمن اخترتم رضيت.
وذلك لعلمه(عليه السلام) بأنّه من الصعب جدّاً أن يعيد إلى المجتمع الأØÙƒØ§Ù… الإسلامية التي بدّلها Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ وغيّروها باجتهاداتهم الخاطئة، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡(عليه السلام) كان يعر٠جيّداً أنّ المجتمع الذي نشأ على تلك الأخطاء سيق٠بوجهه وسيعمل جاهداً على مناجزته والØÙŠÙ„ولة بينه وبين تØÙ‚يق مخطّطاته السياسية Ø§Ù„Ù‡Ø§Ø¯ÙØ© إلى تØÙ‚يق العدل والقضاء على الجور. هذا وإنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) مع سابقته Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯Ø© إلى الإسلام ÙˆØÙ†ÙƒØªÙ‡ السياسية ومؤهّلاته القيادية العظيمة لم يستطع الوقو٠بوجه Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù الذي سرى إلى جميع Ù…ÙØ§ØµÙ„ المجتمع
الإسلامي ØŒ ولم يتمكّن من إعادة هذا المجتمع إلى طريق الØÙ‚Ù‘ والعدالة Ø§Ù„Ù„Ø§Ù‘ØØ¨ ØŒ إذ ÙˆÙ‚ÙØª ÙÙŠ وجهه ÙØ¦Ø§Øª من المناÙقين ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ¹ÙŠÙŠÙ† ومن كان ÙŠØÙ…Ù„ ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ البغض والكره لله ولرسوله، وقد أكّد ذلك ÙÙŠ خطبته الشقشقية بقوله(عليه السلام): Ùلمّا نهضت٠بالأمر نكثت Ø·Ø§Ø¦ÙØ© ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنّهم لم يسمعوا كلام الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ يقول : (تÙلْكَ Ø§Ù„Ø¯Ù‘ÙŽØ§Ø±Ù Ø§Ù„Ù’Ø¢Ø®ÙØ±ÙŽØ©Ù نَجْعَلÙهَا Ù„ÙلَّذÙينَ لَا ÙŠÙØ±ÙيدÙونَ عÙÙ„Ùوًّا ÙÙÙŠ الْأَرْض٠وَلَا Ùَسَاداً ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ø¹ÙŽØ§Ù‚ÙØ¨ÙŽØ©Ù Ù„ÙÙ„Ù’Ù…ÙØªÙ‘ÙŽÙ‚Ùينَ) بلى والله لقد سمعوها ووعوها ولكنّهم ØÙ„يت الدنيا ÙÙŠ أعينهم وراقهم زبرجها
مع أبيه(عليه السلام) ÙÙŠ Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø© :
لقد بادر الإمام علي(عليه السلام) إلى إعادة الØÙ‚Ù‘ إلى نصابه والعدل إلى سيادته، Ù…ØÙŠÙŠØ§Ù‹ سنّة رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) ÙÙŠ الأمة منتهجاً الطريق القويم.
وما أسرع ما ÙˆÙ‚ÙØª قوى الضلال ضد Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª الإمام(عليه السلام) ÙÙŠ مجال الإدارة ÙˆÙÙŠ مجال توزيع الأموال ÙˆÙÙŠ مجال العدل ÙÙŠ القضاء ÙˆÙÙŠ مجال مراعاة شؤون الرسالة وشؤون المسلمين!
ولم يتردّد (عليه السلام) ÙÙŠ Ø§Ù„ØªØØ±Ù‘Ùƒ Ù„ÙØ¶Ø خط Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ والقضاء على Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ واجتثاث جذوره لتسلم الرسالة والأمة منه، وقام هو وأهل بيته(عليهم السلام) يخوضون غمار Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن الإسلام مقتدين برسول الله(صلَّى الله عليه وآله) . وشارك الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙÙŠ جميع Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ التي شنّها المناÙقون ضدّ الإمام علي(عليه السلام).
وكان يبرز إلى Ø³Ø§ØØ© القتال Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ المقدّسة كلّما اقتضى الأمر ÙˆØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ والده(عليه السلام) وقد سجّل المؤرّخون خطاباً للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وجّهه لأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لدى ØªØØ±ÙƒÙ‡Ù… إلى صÙّين، جاء Ùيه بعد ØÙ…د الله تعالى والثناء عليه: يا أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©! أنتم Ø§Ù„Ø£ØØ¨Ù‘Ø© الكرماء والشعار دون الدثار، جدّوا ÙÙŠ Ø¥Ø·ÙØ§Ø¡ ما وتر بينكم وتسهيل ما توعّر عليكم، ألا إنّ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ شرّها وريع وطعمها ÙØ¸ÙŠØ¹ØŒ Ùمن أخذ لها أهبتها واستعدّ لها Ø¹ÙØ¯Ù‘تها، ولم يألم ÙƒÙلومها قبل ØÙ„ولها ÙØ°Ø§Ùƒ ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ØŒ ومن عاجلها قبل أوان ÙØ±ØµØªÙ‡Ø§ واستبصار سعيه Ùيها ÙØ°Ø§Ùƒ Ù‚ÙŽÙ…ÙÙ† أن لا ÙŠÙ†ÙØ¹ قومَه وإن يهلك Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ نسأل الله بقوّته أن يدعمكم بالÙيئة.
ØØ±Øµ الإمام علي(عليه السلام) على سلامة Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŠÙ†(عليهما السلام) :
قاتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙÙŠ معركة صÙّين كما قاتل ÙÙŠ معركة الجمل، مع أنّ بعض الروايات Ø£ÙØ§Ø¯Øª بأنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) كان يمنع Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŠÙ† (عليهما السلام) من النزول إلى Ø³Ø§ØØ© القتال خشية أن ينقطع نسل رسول الله(صلَّى الله عليه وآله); إذ كان(عليه السلام) يقول: إملكوا عنّي هذا الغلام لا ÙŠÙŽÙ‡ÙØ¯Ù‘َني، ÙØ¥Ù†Ù‘ني Ø£Ù†ÙØ³Ù بهذين Ù€ يعني Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السلام) Ù€ على الموت لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)
وجاء ÙÙŠ نصوص أخرى أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) كان يبعث ابنه Ù…ØÙ…ّد ابن الØÙ†Ùية إلى Ø³Ø§ØØ§Øª القتال مرّات عديدة دون أن ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù„ØØ³Ù†ÙŠÙ†(عليهما السلام) بذلك، وقد سئل ابن الØÙ†Ùية عن سرّ ذلك ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨: (إنّهما عيناه وأنا يمينه Ùهو ÙŠØ¯ÙØ¹ عن عينه بيمينه) ويعكس هذا الجواب مدى ما كان ÙŠØØ¸Ù‰ به Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø§Ù† عند الإمام علي(عليه السلام) .
وتÙيد الأخبار بأنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ظلّ مع أبيه بعد صÙّين أيضاً ÙÙŠ جميع Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« مثل قضية التØÙƒÙŠÙ… ومعركة النهروان.
ومعلوم أنّ Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« التي عايشها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مع أبيه(عليهما السلام) كانت مأساوية ومرّة جدّاً، وقد بلغت المأساة ذروتها عندما تآمر الخوارج على قتل أسمى نموذج للإنسان الكامل Ù€ بعد رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) Ù€ أي عندما ضرب المجرم عبد الرØÙ…Ù† بن ملجم المرادي الخارجي إمامه أمير المؤمنين(عليه السلام) على رأسه بالسي٠وهو ÙÙŠ Ù…ØØ±Ø§Ø¨ العبادة.
وصايا أمير المؤمنين(عليه السلام) للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) :
تدلّ٠وصايا أمير المؤمنين(عليه السلام) لولده Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) على شدّة اهتمامه به ÙˆÙ…ØØ¨Ù‘ته له، وقد جاء ÙÙŠ نهج البلاغة أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) لمّا ضربه ابن ملجم (لعنه الله) أوصى Ù„Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بالوصية التالية :
(أوصيكما بتقوى الله ØŒ وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ØŒ ولا ØªØ£Ø³ÙØ§ على شيء منها زÙÙˆÙÙŠÙŽ عنكما، وقولا بالØÙ‚Ù‘ØŒ واعملا للأجر وكونا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً. أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم ÙˆØµÙ„Ø§Ø Ø°Ø§Øª بينكم; ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ سمعت جدّكما(صلَّى الله عليه وآله) يقول : (ØµÙ„Ø§Ø Ø°Ø§Øª البين Ø£ÙØ¶Ù„ من عامّة الصلاة والصيام) . الله الله ÙÙŠ الأيتام! Ùلا تغبّوا Ø£Ùواههم ØŒ ولا يضيعوا Ø¨ØØ¶Ø±ØªÙƒÙ…. والله الله ÙÙŠ جيرانكم! ÙØ¥Ù†Ù‘هم وصيّة نبيّكم، ما زال يوصي بهم ØØªÙ‰ ظننّا أنّه سيورّثهم . والله الله ÙÙŠ القرآن! لا يسبقكم بالعمل به غيركم. والله الله ÙÙŠ الصلاة! ÙØ¥Ù†Ù‘ها عمود دينكم. والله الله ÙÙŠ بيت ربّكم! لا تخلوه ما بقيتم، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ إن ØªÙØ±Ùƒ لم تÙناظروا. والله الله ÙÙŠ الجهاد بأموالكم ÙˆØ£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… وألسنتكم ÙÙŠ سبيل الله! وعليكم بالتواصل Ùˆ التباذل ØŒ وإيّاكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر Ùيولّى عليكم شراركم، ثمّ تدعون Ùلا يستجاب لكم. ثم قال: يا بني عبد المطلب! لا ألÙينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون: Ù‚ÙØªÙ„ أمير٠المؤمنين. ألا لا تقتلنّ بي إلاّ قاتلي. اÙنظروا إذا أنا متّ٠من ضربته هذه ÙØ§Ø¶Ø±Ø¨ÙˆÙ‡ ضربةً بضربة، ولا تÙمثّلوا بالرجل; ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ سمعت رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) يقول : (إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور)
وثمّة وصية أخرى قيّمة وجامعة خاصّة بالإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ذكرها ابن شعبة ÙÙŠ تØÙ العقول، ونØÙ† ننقلها لأهمّيتها ØÙŠØ« تضمّنت ØÙƒÙ…اً غرّاء ووصايا أخلاقية خالدة. وإليك نصّ ما رواه ابن شعبة عن الإمام علي(عليه السلام):
(يا بÙنيّ! أوصيك بتقوى الله ÙÙŠ الغنى والÙقر، وكلمة الØÙ‚Ù‘ ÙÙŠ الرضى والغضب، والقصد ÙÙŠ الغنى والÙقر، وبالعدل على الصديق والعدوّ، وبالعمل ÙÙŠ النشاط والكسل، والرضى عن الله ÙÙŠ الشدّة والرّخاء، أي بنيّ ماشرٌ بعده الجنّة بشرّ، ولا خير بعده النار بخير، وكلّ نعيم دون الجنة Ù…ØÙ‚ور، وكلّ بلاء دون النار عاÙية.
واعلم يا بÙنيّ! أنّه Ù…ÙŽÙ† أبصر عيب Ù†ÙØ³Ù‡ Ø´ÙØºÙ„ عن عيب غيره، ومَن تعرّى من لباس التقوى لم يستتر بشيء من اللباس، ومَن رضي بقسم الله لم ÙŠØØ²Ù† على ما ÙØ§ØªÙ‡ØŒ ومَن سلّ سي٠البغي قتل به، ومَن ØÙر بئراً لأخيه وقع Ùيه، ومَن هتك ØØ¬Ø§Ø¨ غيره Ø§Ù†ÙƒØ´ÙØª عورات بيته، ومَن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره، ومن كابد الأمور عطب، ومن اقتØÙ… الغمرات غرق، ومن أعجب برأيه ضلّ، ومن استغنى بعقله زلّ، ومَن تكبّر على الناس ذلّ، ومَن خالط العلماء ÙˆÙقّر. ومن خالط الأنذال ØÙقّر. ومَن سÙÙ‡ على الناس Ø´ÙØªÙ…ØŒ ومَن دخل مداخل السوء اتّهم، ومَن Ù…Ø²Ø Ø§Ø³ØªØ®ÙÙ‘ به، ومَن أكثر من شيء عر٠به، ومَن كثر كلامه كثر خطؤه، ومَن كثر خطؤه قل ØÙŠØ§Ø¤Ù‡ØŒ ومَن قلّ ØÙŠØ§Ø¤Ù‡ قلّ ورعه، ومَن قلّ ورعه مات قلبه، ومَن مات قلبه دخل النار.
أي بنيّ! من نظر ÙÙŠ عيوب الناس ورضي Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ بها ÙØ°Ø§Ùƒ الأØÙ…Ù‚ بعينه، ومَن تÙكّر اعتبر، ومَن اعتبر اعتزل، ومَن اعتزل سلم، ومَن ترك الشهوات كان ØØ±Ù‘اً، ومَن ترك Ø§Ù„ØØ³Ø¯ كانت له Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© عند الناس.
أي بÙنيّ! عزّ المؤمن غناه عن الناس ØŒ والقناعة مال لا ÙŠÙ†ÙØ¯ ØŒ ومَن أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، ومَن علم أنّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ Ùيما ÙŠÙ†ÙØ¹Ù‡ .
أي بنيّ! العجب ممّن يخا٠العقاب Ùلم يكÙÙ‘ØŒ ورجا الثواب Ùلم يتب ويعمل.
أي بنيّ! الÙكرة تورث نوراً والغÙلة ظلمة والجهالة ضلالة ØŒ والسعيد من وعظ بغيره، والأدب خير ميراث، ÙˆØØ³Ù† الخلق خير قرين، ليس مع قطيعة الرØÙ… نماء ولامع Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ± غنى. أي بÙنيّ! العاÙية عشرة أجزاء تسعة منها ÙÙŠ الصمت إلاّ بذكر الله ØŒ ÙˆÙˆØ§ØØ¯Ø© ÙÙŠ ترك مجالسة السÙهاء.
أي بنيّ! Ù…ÙŽÙ† تزيّا بمعاصي الله ÙÙŠ المجالس أورثه الله ذلاًّ ØŒ ومن طلب العلم علم. أي بنيّ! رأس العلم الرÙÙ‚ØŒ ÙˆØ¢ÙØªÙ‡ الخرق، ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب، ÙˆØ§Ù„Ø¹ÙØ§Ù زينة الÙقر، والشكر زينة الغنى ØŒ كثرة الزيارة تورث الملالة، والطمأنينة قبل الخبرة ضد Ø§Ù„ØØ²Ù… ØŒ وإعجاب المرء Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ يدلّ على ضع٠عقله. أي بÙني ØŒ كم نظرة جلبت ØØ³Ø±Ø©ØŒ وكم من كلمة سلبت نعمة.
أي بنيّ! لا شر٠أعلى من الإسلام، ولا كرم أعزّ من التقوى، ولا معقل Ø£ØØ±Ø²Ù من الورع، ولا Ø´Ùيع Ø£Ù†Ø¬Ø Ù…Ù† التوبة ØŒ ولا لباس أجمل من العاÙية ØŒ ولا مال أذهب Ø¨Ø§Ù„ÙØ§Ù‚Ø© من الرضى بالقوت، ومن اقتصر على بÙلغة Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ù تعجّل Ø§Ù„Ø±Ø§ØØ© وتبوّأ Ø®ÙØ¶ الدعة.
أي بÙنيّ! Ø§Ù„ØØ±Øµ Ù…ÙØªØ§Ø التعب ومطيّة النصب وداع إلى التقØÙ‘Ù… ÙÙŠ الذنوب ØŒ والشره جامع لمساوئ العيوب ØŒ ÙˆÙƒÙØ§Ùƒ تأديباً Ù„Ù†ÙØ³Ùƒ ما كرهته من غيرك ØŒ لأخيك عليك مثل الذي لك عليه، ومن تورّط ÙÙŠ الأمور بغير نظر ÙÙŠ العواقب Ùقد تعرّض للنوائب ØŒ التدبير٠قبل العمل يؤمنك الندم، من استقبل وجوه الآراء عر٠مواقع الخطأ، الصبر جÙنّة من Ø§Ù„ÙØ§Ù‚ة، البخل جلباب المسكنة، Ø§Ù„ØØ±Øµ علامة الÙقر، وصÙول Ù…ÙØ¹Ø¯Ù… خير من جا٠مكثر، لكل شيء قوت وابن آدم قوت الموت.
أي بÙنيّ! لا تؤيّس مذنباً، Ùكم من عاك٠على ذنبه Ø®ÙØªÙ… له بخير، وكم من مقبل على عمله Ù…ÙÙØ³Ø¯ ÙÙŠ آخر عمره، صائر إلى النار.
أي بÙنيّ! كم من عاص نجا، وكم من عامل هوى، من ØªØØ±Ù‘Ù‰ الصدق Ø®Ùّت عليه المؤن، ÙÙŠ Ø®Ù„Ø§Ù Ø§Ù„Ù†ÙØ³ Ø±ÙØ´Ø¯Ùها، الساعات٠تنتقص الأعمار، ويلٌ للباغين من Ø£ØÙƒÙ… Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين وعالم ضمير المضمرين.
يا بÙنيّ! بئس الزاد٠إلى المعاد العدوان٠على العباد، ÙÙŠ كلّ Ø¬ÙØ±Ø¹Ø© شرق، ÙˆÙÙŠ كلّ أكلة غصص، لن تÙنال نعمة إلاّ Ø¨ÙØ±Ø§Ù‚ أخرى.
ما أقرب Ø§Ù„Ø±Ø§ØØ© من النصب ØŒ والبؤس من النعيم، والموت من الØÙŠØ§Ø©ØŒ والسقم من Ø§Ù„ØµØØ©! ÙØ·ÙˆØ¨Ù‰ لمن أخلص لله عمله وعلمه ÙˆØØ¨Ù‘Ù‡ وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته ÙˆÙØ¹Ù„Ù‡ وقوله، وبخ بخ لعالم عمل ÙØ¬Ø¯Ù‘ØŒ وخا٠البيات ÙØ£Ø¹Ø¯Ù‘ واستعدّ، إن Ø³ÙØ¦Ù„ Ù†ØµØØŒ وإن ØªÙØ±Ùƒ صمت، كلامه صوابٌ، وسكوته من غير عيّ جواب.
والويل لمن بÙلي Ø¨ØØ±Ù…ان وخذلان وعصيان، ÙØ§Ø³ØªØØ³Ù† Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ ما يكرهه من غيره، وأزرى على الناس بمثل ما يأتي.
واعلم أي بÙنيّ! أنّه من لانت كلمتÙÙ‡ وجبت Ù…ØØ¨Ù‘ته، ÙˆÙّقك الله لرشدك، وجعلك من أهل طاعته بقدرته، إنّه جواد كريم.
الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مع أبيه (عليهما السلام) ÙÙŠ Ù„ØØ¸Ø§ØªÙ‡ الأخيرة :
كان آخر ما نطق به أمير المؤمنين (عليه السلام) هو قوله {Ù„ÙÙ…ÙØ«Ù’ل٠هَذَا Ùَلْيَعْمَل٠الْعَامÙÙ„Ùونَ } [Ø§Ù„ØµØ§ÙØ§Øª : 61] ØŒ ثمّ ÙØ§Ø¶Øª روØÙ‡ الزكية ØŒ تØÙّها ملائكة الرØÙ…Ù† ØŒ Ùمادت أركان العدل ÙÙŠ الأرض ØŒ وانطمست معالم الدين.
لقد مات ملاذ المظلومين ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ±ÙˆÙ…ين الذي كرّس جهده لإقامة دولة تÙنهي دور الإثرة والاستغلال وتقيم العدل والØÙ‚Ù‘ بين الناس.
وقام سبطا رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) بتجهيز أبيهما المرتضى(عليه السلام) ÙØºØ³Ù‘لاه وأدرجاه ÙÙŠ Ø£ÙƒÙØ§Ù†Ù‡. ÙˆÙÙŠ الهزيع الأخير من الليل ØÙ…لاه إلى قبره ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù Ø§Ù„Ø£Ø´Ø±ÙØŒ وقد واروا أكبر رمز للعدالة والقيم الإنسانية المثلى كما اعتر٠بذلك خصومه. وكتب المؤرّخون : أنّ معاوية لمّا بلغه مقتل الإمام علي(عليه السلام) خرج واتّخذ يوم قتله عيداً ÙÙŠ دمشق! Ùقد تØÙ‚ّق له ما كان يأمله، وتمّ له ما كان يصبو إليه من اتّخاذ الملك وسيلة لاستعباد المسلمين وإرغامهم على ما يكرهون
الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ عهد أخيه الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليهما السلام)
ØØ§Ù„Ø© الأمة قبل Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ù…Ø¹ معاوية :
لم يكن ØªÙØªÙ‘ت٠أركان المجتمع الإسلامي Ù€ الذي كان يؤمن بأقدس رسالة سماوية وأعظمها وأشملها Ù€ ÙÙŠ ظلّ ØÙƒÙ… معاوية بن أبي سÙيان وليد جهود آنيّة، Ùقد بدأ Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù من يوم Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ إذ تولّى زمام اÙمور الأمة Ù…ÙŽÙ† كان لا يملك Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø¡Ø© والقدرة المطلوبة، وإنّما تصدّى لها من تصدّى على أساس العصبية القبلية
ويشهد لذلك قول أبي بكر: ÙˆÙلّيت أمركم ولست بخيركم.
ÙˆØ§Ù†ØØ¯Ø±Øª الأمة ÙÙŠ واد آخر يوم ميّز عمر بن الخطاب ÙÙŠ العطاء بين المسلمين Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ§Ù‹ سنّة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ومبتدعاً نظاماً طبقياً جديداً، ØØªÙ‰ إذا ØÙƒÙ… عثمان بن عÙّان; Ø§Ø³ØªÙØÙ„ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ واستشرى ÙÙŠ جهاز الØÙƒÙ… والإدارة، ØÙŠÙ† سيطر ÙØ³Ù‘اق الناس وشرارهم على أمور الناس ÙØ±Ø§ØÙˆØ§ يعيثون ÙÙŠ الأمة ÙØ³Ø§Ø¯Ø§Ù‹ كالوليد بن عقبة والØÙƒÙ… بن العاص وعقبة بن أبي معيط وسعيد بن العاص وعبد الله بن سعد بن أبي سرØ.
ÙˆØ£ØµØ¨ØØª العائلة الأÙموية التي لم ØªÙ†ÙØªØ على الإسلام لتشكل قوّة اقتصادية جرّاء نهبهم لثروات الأمة، وعطايا عثمان لهم بغير ØÙ‚ØŒ وتغلغلوا ÙÙŠ أجهزة الØÙƒÙ…ØŒ وتمكّن معاوية بن أبي سÙيان خلال ولايته على الشام منذ عهد عمر أن ÙŠÙنشئ مجتمعاً ÙˆÙÙ‚ ما تهوى Ù†ÙØ³Ù‡ Ø§Ù„ØØ§Ù‚دة على الإسلام والنبي(صلَّى الله عليه وآله)
وأهل بيته(عليهم السلام)ØŒ Ùقد دخل هو وأبوه الإسلام مقهورين موتورين يوم ÙØªØ مكة، ودخل ÙÙŠ عداد الطلقاء، بعد أن كان قد Ùقد جدّه وخاله وأخاه ÙÙŠ الصراع ضد الإسلام قبل ÙØªØ مكّة.
على أنّ طوال هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© Ù€ منذ ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلَّى الله عليه وآله) إلى نهاية ØÙƒÙ… عثمان Ù€ لم يعتن٠النظام Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… بالدعوة الإسلامية ونشرها وترسيخها ÙÙŠ النÙوس، ولم يسع لاجتثاث العقد والأمراض والعادات القبلية، بل كان همّ Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين هو Ø§Ù„Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªÙˆØØ§Øª طمعاً ÙÙŠ توسعة الدولة وزيادة الأموال. وقد عمل الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) منذ ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلَّى الله عليه وآله) جاهداً على أن لا تÙقد الأمة شخصيتها الإسلامية ÙˆØØ§ÙˆÙ„ تقليل Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùها، Ùكان يتدخّل ÙˆÙŠÙØ¹Ùين Ø§Ù„ÙØ¦Ø© Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© تارةً باللين ÙˆØ§ÙØ®Ø±Ù‰ بالشدّة متجنّباً الصدام المباشر معهم، لأجل استرداد ØÙ‚ّه الشرعي ÙÙŠ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ مؤثراً Ù…ØµÙ„ØØ© الإسلام العامّة على ما سواها من المصالØ.
لقد ÙØ¬Ø¹Øª الأمة بمصلØÙ‡Ø§ الكبير Ù€ يوم استشهد الإمام علي (عليه السلام) Ù€ وانهارت بين يدي الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي(عليهما السلام) بعد أن أنهكتها ØØ±ÙˆØ¨ Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¶Ø¯ الناكثين والقاسطين والمارقين; إذ أسرعت القوى Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ÙŠØ© والمناÙقة ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù‚دة على الإسلام إلى الوقو٠ÙÙŠ وجه الإمام علي (عليه السلام) متنكرة لأوامر الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ورسوله (صلَّى الله عليه وآله) غير مبالية Ø¨Ù…ØµÙ„ØØ© الأمة، بالرغم من تجسيده للزعامة الØÙ‚يقية التي تقود إلى منهج الØÙ‚Ù‘ والعدل الإلهي ØŒ وهم يعلمون بشرعيته التي اكتسبها من الرسالة والرسول (صلَّى الله عليه وآله).
وهذا ما كان يشكّل خطراً ØÙ‚يقياً من شأنه أن يلغي وجودهم من المجتمع الإسلامي، ولهذا كانت ØØ±ÙˆØ¨ : الجمل وصÙّين ثم النهروان.
ورأى الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) أن ينهض بالأمة مواصلاً مسيرة Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆÙ…ÙˆØ§Ø¬Ù‡Ø© Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§ÙØŒ ولكنّ الجموع آثرت السلامة والركون إلى Ø§Ù„Ø±Ø§ØØ© ØŒ ÙØ§Ø¶Ø·Ø±Ù‘ الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) إلى Ø§Ù„ØµÙ„Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ù‡Ø§Ø¯Ù†Ø© مع معاوية Ù€ وهو Ø§Ù„Ù…ØªØØµÙ‘Ù† القويّ ÙÙŠ بلاد الشام Ù€ على شروط وعهود مهمّة، ليضمن سلامة الصÙوة الخيّرة من الأمة، وليبني قاعدة جماهيرية أكثر وعياً وأعمق إيماناً برسالتها الإسلامية، كي لا ÙŠÙمسخ المجتمع المسلم ولا تÙÙ…ØÙ‚ الرسالة; إذ ليس السي٠دائماً هو الÙيصل ÙÙŠ ØØ§Ù„ات النزاع، ÙØ±Ø¨Ù…ا كان للكلمة والمعاهدة أثر أبلغ ÙÙŠ مرØÙ„Ø© خطرة، ØÙŠØ« الهد٠هو صيانة الرسالة الإسلامية ÙˆØÙظ الأمة الإسلامية ÙÙŠ كلّ الأØÙˆØ§Ù„ØŒ ÙˆÙ„ÙŠØªÙ‘Ø¶Ø Ø¯ÙˆØ± Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ والعداء الذي كان يتّسم به بنو Ø£Ùمية وما كان ÙŠÙØ¶Ù…ÙØ±Ù‡Ù ØÙƒÙ‘امهم للإسلام.
ولقد وق٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) إلى جانب أخيه الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) وعايش جميع Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« التي مرّ بها أخوه، وكانا على Ø§ØªÙ‘ÙØ§Ù‚ تامّ ÙÙŠ الرأي ÙˆØ§Ù„Ù…ÙˆÙ‚ÙØŒ يعاضده ÙÙŠ توجيه الأمة وإنقاذها بعد أن رأى كي٠أنّ Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ© تكاملت أدواره ÙÙŠ هذه المرØÙ„ة، وقد سرى هذا Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù ÙÙŠ جسد الأمة ØØªÙ‰ غدت لا تتØÙّز لنهضة الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) ولا تستجيب لأوامره.
ÙˆØ£ØØ§Ø· الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) بكلّ ما دبّره معاوية من المكائد والدسائس، ÙˆØ£ØµØ¨ØØª الأكثرية من جيش العراق ÙÙŠ قبضة معاوية بن أبي سÙيان وطغمته، بعد أن كان يمثّل جيش العراق العمود الÙقري لجيش الإمام علي(عليه السلام).
ولم يكن ليخÙÙ‰ على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) أنّ المعركة Ù€ لو قدّر للإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† أن يدخلها مع معاوية Ù€ ستكون Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ø®ÙŠØ±ØŒ وستنتهي ØØªÙ…اً إمّا بقتل Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وجميع الهاشميّين وخÙلَّص شيعتهم، أو ستنتهي بأسرهم، ÙÙŠ الوقت الذي ØªØØªØ§Ø¬ Ùيه الأمة الإسلامية إلى وجود الإمام المعصوم بينها لإنقاذ ما تبقّى وبناء ما تهدّم; ÙØ¥Ù†Ù‘ الرسالة الإسلامية خاتمة الرسالات ولابدّ من إتمام ما بناه الرسول (صلَّى الله عليه وآله) والإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام).
ومن ذلك تبيّن أنّ ما رواه بعض المؤرّخين من أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) كان كارهاً لما ÙØ¹Ù„Ù‡ الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) وأنّه قال له: (أنشدك الله أن لا تصدّق Ø£ØØ¯ÙˆØ«Ø© معاوية وتكذّب Ø£ØØ¯ÙˆØ«Ø© أبيك) وأنّ Ø§Ù„ØØ³Ù† قال له: (Ø£ÙØ³ÙƒØª أنا أعلم منك) ... يتبيّن أنّ هذه المرويّات لا أساس لها من Ø§Ù„ØµØØ©.
هذا Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) كان أبعد نظراً وأعمق غوراً ÙÙŠ الأمور ومعطياتها من Ø£ÙØ°Ø§Ø° عصره الذين قدّروا Ù„Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام)موقÙÙ‡ الØÙƒÙŠÙ… الذي لم يكن هناك مجال لاختيار موق٠سواه، وكان(عليه السلام) Ø£Ø±ÙØ¹ شأناً من أن تخÙÙ‰ عليه Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© التي أدركها غيره Ùيما ÙØ¹Ù„Ù‡ أخوه ØØªÙ‰ يق٠منه ذلك الموق٠المزعوم.
ولا يشكّ المعتقدون بإمامة وعصمة الإمامين Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŠÙ†(عليهما السلام) ÙÙŠ عدم ØµØØ© الروايات التي ØªØØ¯Ù‘ثت عن معارضة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) لموق٠أخيه الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) من Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ù…Ø¹ معاوية.
ÙØ¥Ø°Ø§ كان Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø§Ù† (عليهما السلام) إمامين Ù…ÙØªØ±Ø¶ÙŠ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¹Ø©; كان كلّ ما قاما به هو Ù…ØØ¶ التكلي٠الإلهي، وطبقاً لما أراده الله تعالى لهما، Ùليس ثمّة مجال لمثل تلك الروايات.
ويشهد على قولنا هذا روايات معتبرة تعارض تلك الروايات غير الصØÙŠØØ©ØŒ منها ما يلي:
1 Ù€ قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): Ù†ØÙ† قوم ÙØ±Ø¶ الله طاعتنا، وأنتم تأتمّون بمن لا يعذر الناس بجهالته.
2 Ù€ سأل رجل أبا Ø§Ù„ØØ³Ù† الإمام الرضا(عليه السلام) Ùقال: طاعتك Ù…ÙØªØ±Ø¶Ø©ØŸ Ùقال: نعم، قال: مثل طاعة عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)ØŸ Ùقال : نعم.
3 Ù€ عن أبي Ø¬Ø¹ÙØ±(عليه السلام) قال: قال له ØÙ…ران: Ø¬ÙØ¹Ù„ت ÙØ¯Ø§ÙƒØŒ أرأيت ما كان من أمر عليّ ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهم السلام) وخروجهم وقيامهم بدين الله عَزَّ وجَلَّ وما أصيبوا من قتل الطواغيت إيّاهم ÙˆØ§Ù„Ø¸ÙØ± بهم ØØªÙ‰ Ù‚ÙØªÙ„وا أو غلبوا؟ Ùقال أبو Ø¬Ø¹ÙØ±(عليه السلام): يا ØÙمران! إنّ الله تبارك وتعالى قد كان قدّر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه ÙˆØØªÙ…Ù‡ ثمّ أجراه، ÙØ¨ØªÙ‚دّم علم ذلك إليهم من رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) قام عليّ ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وبعلم٠صمت من صمت منّا.
4 Ù€ وعن عظيم أخلاق Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù…Ù‡ لأخيه Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام)قال الإمام Ù…ØÙ…د الباقر(عليه السلام): ما تكلّم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بين يدي Ø§Ù„ØØ³Ù† إعظاماً له.
5 Ù€ قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إنّ معاوية كتب إلى Ø§Ù„ØØ³Ù† بن عليّ (صلوات الله عليهما) أن أقدم أنت ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ عليّ، ÙØ®Ø±Ø¬ معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري Ùقدموا الشام، ÙØ£Ø°Ù† لهم معاوية، وأعدّ لهم الخطباء ... ثمّ قال: يا قيس! قم ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ØŒ ÙØ§Ù„ØªÙØª إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ينظر ما يأمره، Ùقال: يا قيس! إنّه إمامي ( يعني Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) ).
Ø§ØØªØ±Ø§Ù… الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لبنود ØµÙ„Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) :
استشهد الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) سنة (49) أو (50) للهجرة ØŒ ومات معاوية سنة (60) للهجرة، ÙˆÙÙŠ هذه المدة كانت الإمامة والقيادة للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ولم تجب عليه طاعة Ø£ØØ¯ØŒ لكنّه(عليه السلام) ظلّ ملتزماً ببنود معاهدة Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ø§Ù„ØªÙŠ عقدها أخوه الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) مع معاوية، Ùلم يصدر عنه أيّ موق٠ينتهك به بنود المعاهدة المذكورة. بل لمّا طالبه بعض الشيعة بالقيام والثورة على معاوية، أوصاهم بالصبر والتقية مشيراً إلى التزامه بالمعاهدة، وأنّه سيكون ÙÙŠ ØÙلّ٠من المعاهدة بموت معاوية.
رسالة جعدة بن هبيرة إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) :
كان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب من أخلص الناس للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وأكثرهم مودّة له، وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلØÙ‘ون عليه ÙÙŠ مراسلة الإمام للقدوم إلى مصرهم Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ليعلن الثورة على ØÙƒÙˆÙ…Ø© معاوية، ÙØ¯Ùع جعدة رسالة إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) هذا نصها: (أمّا بعد، ÙØ¥Ù† من قبلنا من شيعتك متطلّعة Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… إليك، لا يعدلون بك Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ØŒ وقد كانوا عرÙوا رأي Ø§Ù„ØØ³Ù† أخيك ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ وعرÙوك باللين لأوليائك والغلظة على أعدائك والشدّة ÙÙŠ أمر الله، ÙØ¥Ù† كنت ØªØØ¨Ù‘ أن تطلب هذا الأمر ÙØ£Ù‚دم علينا، Ùقد وطنّا Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ على الموت معك).
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) بقوله: (أمّا أخي ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ أرجو أن يكون الله قد ÙˆÙّقه وسدّده، وأمّا أنا Ùليس رأيي اليوم ذاك، ÙØ§Ù„صقوا رØÙ…كم الله بالأرض، واكمنوا ÙÙŠ البيوت، ÙˆØ§ØØªØ±Ø³ÙˆØ§ من الظنّة ما دام معاوية ØÙŠÙ‘اً، ÙØ¥Ù† ÙŠÙØØ¯Ø« الله به ØØ¯Ø«Ø§Ù‹ وأنا ØÙŠÙ‘ كتبت إليكم برأيي، والسلام).
يتبيّن ممّا تقدّم أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ù€ انطلاقاً من مسؤوليته الشرعية Ù€ اتّبع أخاه الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) ÙÙŠ مسألة Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ù…Ø¹ معاوية، وقد قبله والتزم به طيلة ØÙƒÙ… معاوية، بل إنّ عشرات الشواهد تؤكّد أنّهما كانا منسجمين ÙÙŠ تÙكيرهما ونظرتهما إلى الأمور ومعطياتها ومتّÙقين ÙÙŠ كلّ ما جرى وتمّ التوصل إليه.
وكما نسبوا إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ذلك Ùقد نسبوا إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) أيضاً أنّه كان على خلا٠مع أبيه! ÙÙŠ كثير من مواقÙÙ‡ السياسية قبيل Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ وخلالها. ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الهد٠من أمثال هذه المزاعم هو زرع الشكّ ÙÙŠ Ù†Ùوس الأمة بالنسبة للموقع الريادي للإمامين الشرعيين Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليهما السلام) بغية إيجاد Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© والاختلا٠كي يبتعد الناس عنهما.
استشهاد الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) :
أقام الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© أيّاماً بعد أن ØµØ§Ù„Ø Ù…Ø¹Ø§ÙˆÙŠØ©ØŒ ثمّ عاد مع أخيه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وجميع أهل بيته إلى المدينة، ÙØ£Ù‚ام بها كاظماً غيظه لازماً منزله منتظراً لأمر ربّه جَلَّ اسمه وكما ذكرنا ÙØ¥Ù†Ù‘ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ø±ÙØ¶ Ø§Ù„ØªØØ±Ù‘Ùƒ ضد معاوية ما دام ØÙŠÙ‘اً، التزاماً بمعاهدة Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ø§Ù„ØªÙŠ كان قد عقدها أخوه Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام) معه.
وقد اهتمّ الإمامان(عليهما السلام) ÙÙŠ المدينة بالعبادة وترسيخ العقيدة الإسلامية ÙÙŠ Ù†Ùوس الناس ÙˆØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„Ø£ØÙƒØ§Ù… الإسلامية للناس وإرشادهم وهدايتهم والعمل من أجل تربية جيل واع يتØÙ…ّل مسؤوليته تجاه الظلم ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù Ø§Ù„ØØ§ØµÙ„ ÙÙŠ مسيرة الأمة. ÙˆÙÙŠ هذه السنوات العشر Ù€ كما دوّنته جملة من مصادر التاريخ الإسلامي Ù€ قد ØØ¯Ø«Øª عدّة مناوشات كلامية من جانب الإمامين Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليهما السلام) بالنسبة Ù„ØªØµØ±ÙØ§Øª معاوية وجملة من عناصر بلاطه .