لمّا تأكّد Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وعبيد الله بن زياد أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيت النبوة والقلة التي والتهم ساروا من مكّة ÙÙŠ طريقهم إلى العراق ØŒ وضع Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© بالتشاور مع عبيد الله بن زياد مجموعة من الخطط العسكرية المتكاملة والتي قدّروا أنها بالنتيجة ستؤدي إلى مقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وإبادة أهل بيت النبوة والقلة التي والتهم ØŒ وتعذيبهم قبل القتل ØŒ والتمثيل بهم بعد القتل .
الخطة الاÙولى
1 Ù€ قرّر عبيد الله بن زياد إرسال Ø£Ù„Ù ÙØ§Ø±Ø³ من المعروÙين بموالاتهم المطلقة للنظام الاÙموي ØŒ ويبدو أنهم بأكثريتهم من جيش الشام الذي دربه معاوية على الطاعة العمياء ØŒ وجهّله جهلاً مطبقاً باÙمور الدين , وأسند قيادة هذه القوة إلى ÙØ§Ø±Ø³ شهير وهو Ø§Ù„ØØ± بن يزيد الرياØÙŠ(1) .
ومهمة هذه القوة العسكرية أن ØªØªØØ±Ùƒ , وأن تلاقي الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قبل أن يصل إلى العراق ØŒ وتراقب ØØ±ÙƒØ§ØªÙ‡ وسكناته ØŒ وأن تمنعه من دخول Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , وتمنعه من الرجوع إلى المدينة(2) .
ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ØªØØ±Ù‘كت هذه القوة , ووجدها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ منطقة بانتظاره ØŒ وأينما ØªØØ±Ùƒ الإمام كانت تسايره ÙˆØªØªØØ±Ùƒ قبالته ÙÙŠ الجانب الآخر من الطريق . وراÙقت هذه القوة الإمام من منطقة Ø´Ø±Ø§Ù ØØªÙ‘Ù‰ أوصلته إلى كربلاء ØŒ وأجبرته على النزول Ùيها .
ومن مهمات هذه القوة أن تمنع أي ÙˆØ§ØØ¯ من أهل العراق من الانضمام إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ بØÙŠØ« يبقى الإمام ÙˆØØ¯Ù‡ مع الذين جاؤوا من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø²(3) .
وبقيت هذه القوة قبالة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهله ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ كطليعة لجيش Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ إذا تلاØÙ‚ت Ùيالق الجيش «Ø§Ù„إسلامي» واجتمعت على صعيد ÙˆØ§ØØ¯ ØŒ اشتركت هذه القوة مع بقية الجيش الإسلامي بقتال الإمام وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) .
الخطة الثانية
وكانت خطة يزيد وعبيد الله بن زياد أن يعذّبوا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيت النبوة ومن والاهم قبل أن يقتلوهم ØŒ وأعظم عذاب هو أن ÙŠØØ±Ù…وهم من الماء ØŒ وأن يمنعوه عنهم وعن Ø£Ø·ÙØ§Ù„هم ونسائهم ØØªÙ‘Ù‰ يشرÙوا على الموت من العطش ØŒ عندئذ يسهل على جيش بني اÙميّة أن يبطش بطشته الكبرى بابن النبي وأهل بيت النبوة .
ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ كتب عبيد الله بن زياد كتاباً إلى عمر بن سعد : أمّا بعد , ÙØÙ„ بين Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وبين الماء , ولا يذوقوا منه قطرة ...
وعلى الÙور أرسل عمر بن سعد بن أبي وقاص قوة عسكرية قوامها خمسمئة ÙØ§Ø±Ø³ ØŒ Ùنزلوا على الشريعة ÙˆØØ§Ù„وا بين الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيت النبوة ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„هم ونسائهم وبين الماء , وكانت تلك القوة بقيادة بطل «Ø¥Ø³Ù„امي» اسمه عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ , وقد استماتت تلك القوة Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ للØÙŠÙ„ولة بين الإمام ÙˆØµØØ¨Ù‡ وبين الماء ØŒ ÙˆÙ†ÙØ°Øª بمنتهى الدقة أمر القيادة العليا(4) .
ولقد خاض العباس بن علي ملØÙ…Ø© ØÙ‚يقية ØØªÙ‘Ù‰ ملأ بعض القرب .
ولقد ركّز عبيد الله بن زياد تركيزاً خاصاً على هذه الناØÙŠØ© .
الخطة الثالثة
خصص عبيد الله بن زياد خمسمئة ÙØ§Ø±Ø³ وأعطى قيادتهم لزجر بن قيس الجعÙÙŠ , ومهمة هذه القوة أن تقيم بجسر الصراة لمنع Ù…ÙŽÙ† يخرج من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يريد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
Ùمر ابن عامر بن أبي سلامة بن عبد الله بن عرار الدلاتي ØŒ Ùقال له زجر : قد Ø¹Ø±ÙØª ØÙŠØ« تريد ÙØ§Ø±Ø¬Ø¹ . ÙØÙ…Ù„ عليه وعلى Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ùهزمهم , ومضى وليس Ø£ØØ¯ منهم يطمع ÙÙŠ الدنو منه ØØªÙ‘Ù‰ وصل كربلاء , وانضم إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وقاتل معه ØØªÙ‘Ù‰ Ù‚ÙØªÙ„ بين يديه(5) .
الخطة الرابعة
جمع ابن زياد الناس ÙÙŠ جامع Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ Ùقال : إنكم بلوتم آل أبي سÙيان Ùوجدتموهم كما ØªØØ¨ÙˆÙ† ØŒ وهذا أمير المؤمنين يزيد قد Ø¹Ø±ÙØªÙ…وه Ø› ØØ³Ù† السيرة ØŒ Ù…ØÙ…ود الطريقة ØŒ Ù…ØØ³Ù†Ø§Ù‹ إلى الرعية ØŒ ÙŠÙØ¹Ø·ÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø·Ø§Ø¡ ÙÙŠ ØÙ‚Ù‡ ... يكرم العباد ÙˆÙŠÙØºÙ†ÙŠÙ‡Ù… بالأموال , وقد زادكم ÙÙŠ أرزاقكم مئة مئة ØŒ وأمرني أن اÙÙˆÙّرها عليكم ØŒ وأخرجكم إلى ØØ±Ø¨ عدوه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ§Ø³Ù…عوا له وأطيعوا . ونزل ووÙّر العطاء Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ØŒ وهكذا دخل Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø§Ù„ المعركة ØŒ وهو Ø³Ù„Ø§Ø Ø£Ø¬Ø§Ø¯ معاوية استعماله ØŒ وورث هذه الإجادة يزيد ابنه .
لقد عر٠معاوية وابنه نقطة الضع٠عند بعض النÙوس Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙŠÙØ© Ø› Ùهذا يزيد يعطي عشرة آلا٠، Ùماذا يعطي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ Ùلو أن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أعطاهم عشرة آلا٠ونص٠درهم لباعوا يزيد ØŒ وباعوا عبيد الله بن زياد بنص٠الدرهم , ولكن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لا يتعامل مع المرتزقة ØŒ ولا يتّخذهم عضداً له .
ومن جهة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ÙØ¥Ù†Ù‡ لا يملك المال , ولو ملك المال Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ لشعر أن هذه الأموال للمسلمين , ÙˆÙيها ØÙ‚ الÙقراء والمساكين وابن السبيل ØŒ وأنه ليس من ØÙ‚ّه أن يخرج هذه الأموال عن مصارÙها الشرعيّة ØŒ وأن يخصصها لتثبيت ملك , ولترÙّع الإمام (عليه السّلام) عن ÙØ¹Ù„ ذلك .
لكنّ الاÙمويّÙين لا يعرÙون هذه اللغة Ø› ÙÙƒØ§ÙØ© أموال الدولة عندهم هي ملك Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ ÙˆÙ…ÙØ§ØªÙŠØ خزائنها ÙÙŠ يده ØŒ ينÙÙ‚ منها ما يشاء لمن يشاء بغير ØØ³ÙŠØ¨ ولا رقيب ØŒ وهكذا ÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø¹Ù†Ø© والجبابرة ÙÙŠ الأرض طوال التاريخ البشري .
الخطة الخامسة
بعدما ÙˆÙّر عبيد الله بن زياد العطاء وزاد مئة مئة أمر أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© قائلاً : لا يبقين رجل من Ø§Ù„Ø¹Ø±ÙØ§Ø¡ ØŒ والمناكب ØŒ والتجار , والسكان إلاّ خرج ÙØ¹Ø³ÙƒØ± معي . وأيّما رجل وجدناه بعد يومنا هذا Ù…ØªØ®Ù„ÙØ§Ù‹ عن العسكر برئت منه الذمة(6) .
Ùقدم النخيلة ÙÙŠ جمع Ù…ÙŽÙ† معه ØŒ وبدأت الرعايا الذليلة Ø¨Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ ÙÙŠ معسكر الهوان ØŒ ÙˆØ·Ø§ÙØª الخيل Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لتتأكد من خروج أهلها , Ùوجدوا رجلاً من همدان Ùقتلوه(7) , ولم يبقَ Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ù…ØØªÙ„Ù… إلاّ خرج إلى المعسكر بالنخيلة .
الخطة السادسة
دعا ابن زياد كثير بن شهاب Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø«ÙŠ ØŒ ومØÙ…د بن الأشعث بن قيس ØŒ والقعقاع بن سويد بن عبد الرØÙ…Ù† المنقري ØŒ وأسماء بن خارج Ø§Ù„ÙØ²Ø§Ø±ÙŠ ÙˆÙ‚Ø§Ù„ لهم : طوÙوا ÙÙŠ الناس Ùمروهم بالطاعة والاستقامة , وخوّÙوهم عواقب الاÙمور ÙˆØ§Ù„ÙØªÙ†Ø© والمعصية ØŒ ÙˆØØ«Ù‘وهم على العسكرة .
ÙØ®Ø±Ø¬ÙˆØ§ وداروا Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وبعد ذلك Ù„ØÙ‚وا به إلاّ كثير بن شهاب Ø› ÙØ¥Ù†Ù‡ كان مبالغاً يدور Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , ويأمر الناس «Ø¨Ø§Ù„جماعة» , ÙˆÙŠØØ°Ù‘رهم Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© ØŒ ويخذّل عن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† .
قال البلاذري ÙÙŠ «Ø£Ù†Ø³Ø§Ø¨ الأشراٻ : وضع ابن زياد المناظر على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لئلاّ يجوز Ø£ØØ¯ من العسكر Ø› Ù…Ø®Ø§ÙØ© لأن يلØÙ‚ Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ورتّب Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ù„Ø ØÙˆÙ„ها , وجعل على ØØ±Ø³ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© زجر بن قيس الجعÙÙŠ(8) .
الخطة السابعة
كان عمر بن سعد قد تأمّر على أربعة آلا٠ÙÙŠ مهمة تتعلق بخروج الديلم ØŒ Ùلما كان من أمر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ما كان طلب منه عبيد الله بن زياد أن يتوجّه إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) :
1 Ù€ بجيشه Ø› لأن قتال الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أولى من قتال أهل الديلم الخارجين على Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© .
2 Ù€ ÙˆØ³Ø±Ù‘Ø Ø§Ø¨Ù† زياد أيضاً ØØµÙŠÙ† بن تميم ÙÙŠ أربعة آلا٠، وأمره أن يلØÙ‚ بعمر بن سعد .
3 Ù€ ووجّه ØØ¬Ø§Ø± بن أبجر العجلي ÙÙŠ أل٠.
4 Ù€ ووجّه شبث بن ربعي ÙÙŠ أل٠أيضاً .
5 Ù€ ووجّه يزيد بن يزيد بن رويم ÙÙŠ أل٠أو أقل(9) .
6 Ù€ ومضاير بن رهينة المازني ÙÙŠ ثلاثة آلاÙ(10) .
7 Ù€ ونصر بن ØØ±Ø´Ø© ÙÙŠ ألÙين .
وتكامل عند ابن سعد لست خلون من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… عشرون Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ ØŒ ولم يزل ابن زياد يرسل العشرين والثلاثين والخمسين غدوة وضØÙˆØ© , ونص٠النهار وعشية من النخيلة يمدّ بهم عمر بن سعد ØØªÙ‘Ù‰ تكامل عنده ثلاثون Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ .
وروى الإمام أبو عبد الله Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد الصادق (عليه السّلام) أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) دخل على أخيه Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ÙÙŠ مرضه الذي استشهد Ùيه , Ùلما رأى ما به بكى ØŒ Ùقال له الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) : (( ما يبكيك يا أبا عبد الله ØŸ )) .
Ùقال (عليه السّلام) : (( أبكي لما صÙنع بك )) .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) : (( إنّ الذي اÙوتي إليَّ سمٌّ اÙقتل به , ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله ØŒ وقد Ø§Ø²Ø¯Ù„ÙØª إليك ثلاثون Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ يدعون أنهم من اÙمّة جدنا Ù…ØÙ…ّد ØŒ وينتØÙ„ون دين الإسلام Ø› Ùيجتمعون على قتلك ØŒ وسÙÙƒ دمك ØŒ وانتهاك ØØ±Ù…تك ØŒ وسبي ذراريك ونسائك ØŒ وانتهاب ثقلك ØŒ ÙØ¹Ù†Ø¯Ù‡Ø§ تØÙ„Ù‘ ببني اÙميّة اللعنة ØŒ وتمطر السماء دماً ØŒ ويبكي عليك كلّ٠شيء ØØªÙ‘Ù‰ الوØÙˆØ´ ÙÙŠ الÙلوات , والØÙŠØªØ§Ù† ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± ))(11) .
وكتب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد : إني لم أجعل لك علة ÙÙŠ كثرة الخيل والرجال ØŒ ÙØ§Ù†Ø¸Ø± لا تÙمس٠ولا ØªÙØµØ¨Ø إلاّ وخبرك عندي غدوة وعشية . وكان ÙŠØ³ØªØØ«Ù‡ على Ø§Ù„ØØ±Ø¨ لست خلون من Ù…ØØ±Ù… .
الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وجهاً لوجه مع جيش دولة عظمى
كانت دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© دولة عظمى Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ Ø› Ùقد هزمت الدولتين العظيمتين ÙÙŠ زمانها : ÙØ§Ø±Ø³ ÙÙŠ الشرق , وروما ÙÙŠ الغرب ØŒ ÙˆØÙ„ّت Ù…ØÙ„هما ØŒ واستولت على ÙƒØ§ÙØ© مكتسباتهما .
وكان مجتمع Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© مجتمعاً عسكرياً ØŒ بمعنى أن Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ بجيش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© هو المهنة Ø§Ù„Ù…Ø£Ù„ÙˆÙØ© لغالبية رعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ وهي مصدر رزق هذه الغالبية .
ومن Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø±Ù‚ات أنّ أهل العراق كانوا يمثّلون الشرعيّة الإلهيّة ÙˆÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ÙˆÙ† عنها ØŒ ÙˆÙÙŠ سبيل Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن هذه الشرعيّة دخلوا مع أهل الشام Ø¨ØØ±Ø¨ دموية مريرة ØŒ وانتهت هذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بهزيمة الشرعيّة , وبهزيمة أهل العراق , وبانتصار القوة والواقع , وبتتويج معاوية ملكاً على المسلمين كثمرة طبيعية لانتصار القوة وهزيمة الشرعيّة .
وعلى الرغم من الهزيمة الساØÙ‚Ø© التي ØÙ„ّت بأهل العراق وقلبت كامل المعادلة ØŒ إلاّ أن هذا البلد كان مصدر إزعاج دائم Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الاÙموي Ø› مما اضطّره أن يختار عامل العراق دائماً من المجرمين العتاة Ø› كابن زياد ØŒ وعبيد الله ØŒ ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ ...
ومما ÙØ±Ø¶ على العراق وضع ÙØ±Ù‚Ø© Ù…Ø³Ù„Ù‘ØØ© كبيرة من جيش الشام ØªØØª إمرة ذلك العامل الطاغية ليضمن السيطرة على بلاد العراق ØŒ وليؤمّن طاعة أهل العراق له وخضوعهم Ù„ØÙƒÙ…Ù‡ .
وجيش الشام درّبه معاوية على الطاعة العمياء , وجهّله باÙمور الدين تجهيلاً كاملاً ØŒ ÙØµØ§Ø± جيشه لا يعر٠من الدين إلاّ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وطاعة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© Ø› ÙØ·Ø§Ø¹Ø© Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© هي طاعة الله وطاعة الرسول والتزام بأØÙƒØ§Ù… الدين ØŒ ومعصية Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© هي معصية لله ومعصية للرسول وخروج عن Ø£ØÙƒØ§Ù… الدين .
وانتشرت هذه العقيدة العسكرية الغريبة ÙÙŠ مجتمع دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , وترسّخت بانتصار معاوية وبانتصار جيش الشام .
ركب الإمام (عليه السّلام) ÙÙŠ كربلاء
كان ÙÙŠ العراق ÙØ±Ù‚Ø© كبيرة من جيش الشام , وهذا معلوم بالضرورة ØŒ وكانت العقيدة العسكرية التي رسخها معاوية هي المسيطرة ØŒ وبلوغها كان Ù‡Ø¯ÙØ§Ù‹ لعشّاق العسكرية ومنتسبي جيش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© .
واستطاع عبيد الله بن زياد بدعم Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وتأييده أن يضع ÙƒØ§ÙØ© طاقات وإمكانات دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØªØØª تصرÙÙ‡ Ø› لإنجاز المهمة الخطيرة الموكولة والمتمثّلة بقتل الإمام (عليه السّلام) , وإبادة أهل بيت النبوة إبادة تامة للقضاء على خطرهم الدائم الذي ÙŠØØ¯Ù‚ بالملك الاÙموي .
ÙˆÙÙŠ هذا السياق استطاع عبيد الله أن يجنّد كل القادرين على ØÙ…Ù„ Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ù…Ù† العراقيّين , وأن ÙŠØØ´Ø±Ù‡Ù… مع ÙØ±Ù‚Ø© جيش الشام الموجودة ÙÙŠ العراق , ÙØ¬Ù…ع جيشاً قوامه ثلاثون أل٠مقاتل تدعمه طاقات وإمكانات وموارد دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ ومشرّب بكل علوم ÙˆÙنون وعقائد عسكرية Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© . ومهمة هذا الجيش Ù…ØØµÙˆØ±Ø© بنقطة ÙˆØ§ØØ¯Ø© «Ù‚تل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وإبادة أهل بيت النبوة» .
وليجعل Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته لهذا الجيش Ù…ØµÙ„ØØ© ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ØØ±Ø¨ القذرة أعطى كلَّ ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ هذا الجيش مئة مئة , وهذا مبلغ ضخم ÙÙŠ المقاييس الاقتصاديّة لذلك العصر . ومقابل هذا المبلغ لا يجد أي عنصر من عناصر ذلك الجيش غضاضة ولا ØØ±Ø¬ لو قتل النبيَّ Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ .
ثمَّ إنّ هنالك Ùوائد مؤكدة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ø› ØÙŠØ« Ø³ØªØªØ§Ø Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© لهذا الجيش بنهب رØÙ„ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيته (عليهم السّلام) , وذلك الجيش قد تعوّد أن ينهب المهزوم ØŒ وأن يأكل المغلوب كائناً Ù…ÙŽÙ† كان ولو كان النبيَّ Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ .
ووÙÙ‚ المعتقدات التي غرسها معاوية ÙÙŠ ذلك الجيش Ùلا مانع لدى أي ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ù‡ بأن يقدم على جثّة أي قتيل Ùينزع عنه ثوبه الملطّخ بالدم , ويØÙ…له كغنيمة ليغسله ÙÙŠ ما بعد ويلبسه , أو يبيعه ÙÙŠÙ†ØªÙØ¹ بثمنه . وقد ØØ¯Ø« هذا Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ .
وقد يهبط الجندي إلى أدنى المستويات Ùيأخذ ØØ°Ø§Ø¡ المقتول «Ù†Ø¹Ù„Ù‡» , قال أبو مخن٠: وسÙلب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ما كان عليه Ø› ÙØ£Ø®Ø° سراويله Ø¨ØØ± بن كعب ØŒ وأخذ قيس بن الأشعث Ù‚Ø·ÙŠÙØªÙ‡ ØŒ وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له : الأسود ØŒ وأخذ سيÙÙ‡ رجل من بني نهشل بن دارم .
وقال أبو مخن٠: وجاء الناس على الورس والØÙ„Ù„ والإبل ÙØ§Ù†ØªÙ‡Ø¨ÙˆÙ‡Ø§(12) .
جاء Ø£ØØ¯ عسكر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© إلى ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ§Ù†ØªØ²Ø¹ خلخالها وهو يبكي , Ùقالت له : ما لك ØŸ Ùقال : كي٠لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله ØŸ قالت له : دعني ! قال الجندي : أخا٠أن يأخذه غيري(13) !
هذه طبيعة دين ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† المسلمين وجنوده ØŒ وتلك عقيدتهم العسكرية ØŒ وهذه هي أخلاق «Ø§Ù„جيش الإسلامي» الذي واجه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØØ§Ø±Ø¨Ù‡ ÙÙŠ كربلاء .
ولأجل قتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وإبادة أهل بيت النبوة جمع عبيد الله ثلاثين أل٠مقاتل وسيّرهم إلى كربلاء بعد أن عيّن عمر بن سعد بن أبي وقاص قائداً لهذا الجيش ØŒ وعيّن شمر بن ذي الجوشن مساعداً له .
ووصل «Ø§Ù„جيش الإسلامي» إلى كربلاء ØŒ وعلى رمالها ألقى عصاه , واتّخذ مواضعه القتالية ØŒ ÙˆØ±ÙØ¹ÙˆØ§ درجة استعدادهم إلى الدرجة القصوى ØŒ وانتظروا Ø¨ÙØ§Ø±Øº الصبر أوامر دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ليبدؤوا القتال ØŒ وينÙّذوا المهمة القذرة .
ــــــــــــــــــ
(1) راجع تاريخ الطبري 3 / 305 ØŒ ومقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† للخوارزمي 1 / 229 ØŒ والبداية والنهاية لابن كثير 8 / 186 ØŒ ÙˆØ¨ØØ§Ø± الأنوار 44 / 375 ØŒ وأعيان الشيعة 1 / 597 ØŒ ووقعة الط٠/ 167 ØŒ والأخبار الطوال / 248 ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙØªÙˆØ لابن أعثم 5 / 85 ØŒ ومقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† للخوارزمي 1 / 230 ØŒ واللهو٠/ 33 .
(2) الإرشاد للمÙيد / 225 ØŒ وتاريخ الطبري 3 / 306 , والعوالم 17 / 228 , والموسوعة / 359 .
(3) تاريخ الطبري 3 / 307 , والكامل لابن الأثير 2 / 553 ØŒ والبداية والنهاية لابن كثير 8 / 187 ØŒ وأعيان الشيعة1 / 597 مع اختلا٠واختصار ÙÙŠ الثلاثة الأخيرة ØŒ ووقعة الطÙÙ‘Ù / 173 , والموسوعة / 362 .
(4) راجع تاريخ الطبري 3 / 311 ØŒ والإرشاد / 228 , والكامل لابن الأثير 2 / 556 , ÙˆØ¨ØØ§Ø± الأنوار 44 / 389 , والعوالم 17 / 240 ØŒ ودلائل الإمامة / 78 , والدمعة الساكبة 4 / 344 ØŒ وتاريخ الطبري 3 / 313 ØŒ واللهو٠/ 38 , والعوالم 17 / 239 ØŒ والأخبار الطوال / 255 ØŒ ووقعة الطÙÙ‘Ù / 191 .
(5) الإكليل للهمداني 10 / 87 Ùˆ 101 , ومقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† للمقرّم / 240 .
(6) راجع أنساب الأشرا٠للبلاذري Ø33 Ù€ ترجمة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ومعالم المدرستين للعسكري 3 / 81 Ù€ 82 .
(7) راجع المرجع السابق .
(8) راجع معالم المدرستين للعسكري 3 / 81 Ù€ 83 نقلاً عن أنساب الأشرا٠. «Ø§Ù„مناظر : جمع منظرة , القوم يصعدون إلى أعلى الأماكن ينظرون ويراقبون . ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³Ø§Ù„Ø : جمع Ù…Ø³Ù„ØØ© , قوم ذوو Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙŠØØ±Ø³ÙˆÙ† ويراقبون» .
(9) راجع معالم المدرستين للعسكري 3 / 81 Ù€ 82 كما نقلها عن الطبري , وراجع تاريخ الطبري 6 / 233 Ù€ 270 , وتاريخ ابن الأثير / 19 Ù€ 38 , وابن كثير 8 / 172 Ù€ 198 , والأخبار الطوال للدينوري / 253 Ù€ 261 , وأنساب الأشرا٠للبلاذري / 176 Ù€ 227 , والإرشاد للمÙيد / 210 Ù€ 236 , وأعلام الورى / 231 وما بعدها .
(10) اللهو٠, ومقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† للمقرّم / 242 .
(11) أمالي الصدوق / 71 مجلس 30 ØŒ ÙˆÙÙŠ هامش تذكرة الخواصّ أنهم مئة أل٠، راجع مقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† للمقرم / 242 Ù€ 243 .
(12) راجع معالم المدرستين 3 / 136 ØŒ وراجع الكامل لابن الأثير 4 / 52 «Ø§Ù†ØªÙ‡Ø¨ÙˆØ§ ما ÙÙŠ الخيام» , وتاريخ الطبري 6 / 160 , ومثير Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† / 40 .
(13) راجع سير أعلام النبلاء للذهبي 3 / 204 .