خرج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من المدينة متوجّهاً إلى مكة بأهله وإخوته وبني عمومته Ùˆ بعض الخواصّ من شيعته ØŒ ولم يبقَ إلاّ أخوه Ù…ØÙ…د بن الØÙ†Ùية ØŒ ÙˆØ£ÙØ§Ø¯Øª بعض المصادر التاريخية بأنّ الإمام (عليه السلام) أقام ÙÙŠ بيت العباس بن عبد المطلب Ùيما ØªØØ¯Ù‘ثت مصادر أخرى عن إقامته (عليه السلام) ÙÙŠ Ø´ÙØ¹Ù’ب عليّ ØŒ وأقام الإمام (عليه السلام) ÙÙŠ مكة أربعة أشهر وأياماً من ذي Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© ØŒ كان Ùيها مهوى القلوب ØŒ ÙØ§Ù„تÙÙ‘ ØÙˆÙ„Ù‡ المسلمون يأخذون عنه الأØÙƒØ§Ù… ويتعلّمون منه الØÙ„ال Ùˆ Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… ØŒ ولم يتعرّض له أمير مكة ÙŠØÙŠÙ‰ بن ØÙƒÙŠÙ… بسوء ØŒ ÙˆØÙŠØ« ترك الإمام(عليه السلام) وشأنَه Ùقد عزله يزيد بن معاوية عنها ØŒ واستعمل عليها عمرو بن سعيد بن العاص. ÙˆÙÙŠ شهر رمضان من تلك السنة (60 هـ ) ضمّ إليه المدينة ØŒ وعزل عنها الوليد بن عتبة ØŒ لأنّه كان معتدلا ÙÙŠ موقÙÙ‡ من الإمام(عليه السلام) ولم يستجب لطلب مروان.
رسائل أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إلى الإمام (عليه السلام) :
وقد عر٠الناس ÙÙŠ مختل٠الأقطار امتناع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عن البيعة ÙØ§ØªÙ‘جهت إليه الأنظار Ùˆ بخاصّة أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ Ùقد كانوا يومذاك من أشدّ الناس نقمةً على يزيد Ùˆ أكثرÙهم ميلا إلى الإمام(عليه السلام) ÙØ§Ø¬ØªÙ…عوا ÙÙŠ دار سليمان ابن صرد الخزاعي Ùقام Ùيهم خطيباً Ùقال : (إنَّ معاوية قد هلك ØŒ وإنّ ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ قد تقبّض على القوم ببيعته ØŒ وقد خرج إلى مكة ØŒ وأنتم شيعته وشيعة أبيه ØŒ ÙØ¥Ù† كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدو عدوّه ÙØ§ÙƒØªØ¨ÙˆØ§ إليه وأعلموه ØŒ وإنْ Ø®ÙØªÙ… Ø§Ù„ÙØ´Ù„ والوهن Ùلا تغرّوا الرجل ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ قالوا : لا ØŒ بل نقاتل عدوّه Ùˆ نقتل Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ دونه. قال: ÙØ§ÙƒØªØ¨ÙˆØ§ إليه ØŒ Ùكتبوا إليه :
(بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ (عليهما السلام) من سليمان بن صرد والمسيّب بن نَجَبَة ÙˆØ±ÙØ§Ø¹Ø© بن شدّاد البجلي ÙˆØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©.
سلام عليك ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ا Ù†ØÙ…د إليك الله الذي لا إله إلاّ هو.
أمَّا بعد ØŒ ÙØ§Ù„ØÙ…د لله الذي قصم عدوّك الجبّار العنيد ØŒ الذي انتزى على هذه الأمة ÙØ§Ø¨ØªØ²Ù‘ها أمرها، وغصبها Ùيئها، Ùˆ تأمّر عليها بغير رضىً منها، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها، وجعل مال الله دÙوْلةً بين جبابرتها وأغنيائها ØŒ ÙØ¨Ø¹Ø¯Ø§Ù‹ له كما بعدت ثمود، إنّه ليس علينا إمام غيرك ØŒ ÙØ£Ù‚بل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الØÙ‚Ù‘ ØŒ وانّ النعمان بن بشير ÙÙŠ قصر الإمارة ØŒ وإننا لم نجتمع معه ÙÙŠ جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ØŒ ولو قد بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه ØØªÙ‰ نلØÙ‚Ù‡ بالشام إن شاء الله تعالى) .
ثم سرّØÙˆØ§ بالكتاب مع عبد الله بن Ù…ÙØ³Ù’مَع الهَمْداني Ùˆ عبد الله بن وال وأمروهما بالنجاء ÙØ®Ø±Ø¬Ø§ مسرعين ØØªÙ‰ قدما على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) بمكة لعشر مضين من شهر رمضان ØŒ ولبث أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يومين بعد تسريØÙ‡Ù… بالكتاب ØŒ ÙˆØ£Ù†ÙØ°ÙˆØ§ قيس بن Ù…ÙØ³Ù’Ù‡ÙØ± الصيداوي وعبد الله وعبد الرØÙ…Ù† ابني شداد Ø§Ù„Ø£Ø±ØØ¨ÙŠ ÙˆØ¹Ù…Ø§Ø±Ø© بن عبد السَلولي إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ومعهم Ù†ØÙˆ من مائة وخمسين صØÙŠÙةً من الرجل والاثنين والأربعة ØŒ ثم لبثوا يومين آخرين وسرّØÙˆØ§ إليه هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الØÙ†ÙÙŠ ØŒ وكتبوا إليه:
(بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليهما السلام) من شيعته من المؤمنين والمسلمين.
أمَّا بعد ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ الناس ينتظرونك ØŒ لا رأي لهم غيرك ØŒ ÙØ§Ù„عجل العجل ØŒ ثم العجل العجل والسلام).
ثم كتب شبث بن ربعي ÙˆØØ¬Ù‘ار بن أبجر ويزيد بن Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø« بن رÙوَيْم وعروة بن قيس وعمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ù‘اج الزبيدي ومØÙ…د بن عمير التميمي : (أمَّا بعد ØŒ Ùقد اخضرّ الجَناب وأينعت الثمار ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ شئت ÙØ§Ù‚دم على جند لك مجنّدة ØŒ والسلام).
جواب الإمام (عليه السلام) على رسائل الكوÙيّين :
تتابعت كتب الكوÙيّين كالسيل إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وهي تدعوه إلى المسير والقدوم إليهم لإنقاذهم من ظلم الأمويين وبطشهم ØŒ وكانت بعض تلك الرسائل ØªÙØÙŽÙ…Ù‘ÙÙ„ÙÙ‡ المسؤولية أمام الله والأمة إن تأخّر عن إجابتهم ØŒ ورأى الإمام Ù€ قبل كلّ شيء Ù€ أنْ يختار للقياهم سÙيراً له ÙŠÙØ¹ÙŽØ±Ù‘ÙÙÙ‡ باتّجاهاتهم وصدق نيّاتهم ØŒ وقد اختار ثقته Ùˆ كبير أهل بيته مسلم بن عقيل ØŒ وهو من أمهر الساسة وأكثرهم قدرةً على مواجهة الظرو٠الصعبة والصمود أمام Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« الجسام ØŒ وزوّده برسالة رويت بصور متعدّدة، من بينها النصّ الذي رواه ØµØ§ØØ¨ الإرشاد ØŒ وهي كما يلي :
(بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين : أمّا بعد ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ هانئاً Ùˆ سعيداً قَدÙما عليّ بكتبكم، وكانا آخر من قَدÙÙ…ÙŽ عليّ من رسلكم، وقد Ùهمت٠كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جÙلّكم: أنّه ليس علينا إمام، ÙØ£Ù‚بلْ لعلّ الله أن يجمعنا بك على الØÙ‚Ù‘ والهدى، وإنّي باعث إليكم أخي وابنَ عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، ÙØ¥Ù†Ù’ كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي٠ملئكم وذوي Ø§Ù„ØØ¬Ù‰ ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ù„ منكم على مثل ما قدمتْ به رسلÙكم، وقرأت٠ÙÙŠ كتبكم ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ أقدم٠إليكم وشيكاً إن شاء الله، Ùلعمري ما الإمام إلاّ Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الØÙ‚Ù‘ Ø§Ù„ØØ§Ø¨Ø³Ù Ù†ÙŽÙØ³Ù‡ على ذات الله ØŒ والسلام).
ØªØØ±Ù‘Ùƒ مسلم بن عقيل Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
لقد أكّد المؤرّخون أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) أرسل مسلم بن عقيل مع قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبد الله السلولي وعبد الله وعبد الرØÙ…Ù† ابني شدّاد Ø§Ù„Ø£Ø±ØØ¨ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ بعد أنْ أمره (بالتقوى وكتمان٠أمرÙÙ‡ واللط٠بالناس ØŒ ÙØ¥Ù†Ù’ رأى الناس مجتمعين مستوسقين عجّلَ إليه بذلك).
ÙˆÙÙŠ النص٠من شهر رمضان انطلق مسلم من مكة Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ÙØ¹Ø±Ù‘ج
على المدينة ÙØµÙ„ّى ÙÙŠ مسجد رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) وودّع مَنْ Ø£ØÙŽØ¨Ù‘ÙŽ من أهله وواصل مسيره إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©.
وتعدّدت أقوال المؤرّخين بشأن المكان الذي نزل Ùيه مسلم بن عقيل بعد أنْ وصل إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ ÙØ«Ù…ّة مَنْ قال : إنّه نزل ÙÙŠ دار المختار بن أبي عبيدة ØŒ وقيل : نزل ÙÙŠ بيت مسلم بن عوسجة ØŒ وقيل : ÙÙŠ بيت هاني بن عروة.
وعندما علم الكوÙيّون بوصول مبعوث Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) إلى مدينتهم ; ازدØÙ…وا للقائه Ùˆ بيعته، ÙˆØØ³Ø¨ قول بعض المؤرّخين Ùقد أقبلت الشيعة تختل٠إليه ØŒ Ùلمّا اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وهم يبكون وبايعه الناس ØŒ ØØªÙ‰ بايعه منهم ثمانية عشر Ø£Ù„ÙØ§Ù‹.
رسالة مسلم بن عقيل إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) :
ظلّ مسلم بن عقيل يجمع القواعد الشعبية ويأخذ البيعة للإمام (عليه السلام) وتوالت الوÙود تقدم ولاءها ØŒ Ùˆ الجماهير تعلن عن استبشارها. وقد Ù„Ø§ØØ¸Ù†Ø§ كي٠أنّ الناس كانوا يبكون وهم يسمعون مسلماً يقرأ عليهم رسالة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) التي Ùيها ÙŠØÙŠÙ‘يهم ويعلن استعداده للقدوم إليهم وقيادة الثورة على الØÙƒÙ… الطاغي.
وبعد أن Ù„Ø§ØØ¸ مسلم كثرة الأنصار; بادر بالكتابة إلى الإمام(عليه السلام) ناقلا إليه صورةً ØÙŠÙ‘Ø© Ù„Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« والوقائع التي تجري أمام عينيه ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وقيّم له
الموق٠وأعرب عن ØªÙØ§Ø¤Ù„ه٠وسأله القدوم.
وقد جاء ÙÙŠ رسالة مسلم للإمام(عليه السلام): (أَمّا بعد، ÙØ¥Ù† الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ثمانية عشَر Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ØŒ ÙØ¹Ø¬Ù‘Ù„ ØÙŠÙ† يأتيك كتابي، ÙØ¥Ù†Ù‘ الناس كلَّهÙÙ… معك ØŒ ليس لهم ÙÙŠ آل معاوية رأي ولا هوىً).
رسالة الإمام (عليه السلام) إلى زعماء البصرة :
وذكر المؤرخون أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù€ بعد أن قرّر التوجّه إلى العراق Ù€ بعث رسالة إلى زعماء البصرة جاء Ùيها: (أمّا بعد ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ الله اصطÙÙ‰ Ù…ØÙ…ّداً ( صلَّى الله عليه وآله) من خلقه ØŒ وأكرمه بنبوّته ØŒ واختاره لرسالته ØŒ ثم قبضه إليه ØŒ وقد Ù†ØµØ Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø¯Ù‡ وبلّغ ما أرسل به ØŒ Ùˆ كنّا أهلَه Ùˆ أولياءه Ùˆ أوصياءه وورثته Ùˆ Ø£ØÙ‚Ù‘ÙŽ الناس بمقامه ÙØ§Ø³ØªØ£Ø«Ø± علينا قومنا بذلك، ÙØ±Ø¶ÙŠÙ†Ø§ وكرهنا Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© ÙˆØ£ØØ¨Ø¨Ù†Ø§ العاÙية ØŒ Ùˆ Ù†ØÙ† نعلم أنّا Ø£ØÙ‚ّ٠بذلك الØÙ‚Ù‘ المستØÙ‚Ù‘ علينا ممّن تولاّه ØŒ وقد بعثت٠رسولي إليكم بهذا الكتاب ØŒ وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ السنّة قد Ø£Ùميتت والبدعة قد Ø£ÙØÙŠÙŠØª ØŒ ÙØ¥Ù†Ù’ تسمعوا قولي أهدكم إلى سبيل الرشاد).
وقد بعث(عليه السلام) عدّة نسخ من هذه الرسالة إلى كلّ٠من : مالك بن مسمع البكري والأØÙ†Ù٠بن قيس ØŒ والمنذر بن الجارود ØŒ Ùˆ مسعود بن عمرو ØŒ وقيس ابن الهيثم وعمرو بن عبيد بن معمر، ويزيد بن مسعود النهشلي ØŒ وأرسل الإمام(عليه السلام) النسخ مع مولىً له يقال له: سليمان أبو رزين.
ولم يجب على رسالة الإمام(عليه السلام) غير٠الأØÙ†Ù بن قيس Ùˆ يزيد بن مسعود، أمّا المنذر بن الجارود Ùقد سلّم رسول Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلى ابن زياد Ù€
وكان ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ والياً على البصرة Ù€ ÙØµÙ„به عشية الليلة التي خرج ÙÙŠ ØµØ¨ÙŠØØªÙ‡Ø§ إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©. وكانت ابنة المنذر زوجة ابن زياد ÙØ²Ø¹Ù… المنذر أنّه كان يخشى أن يكون الرسول مدسوساً من ابن زياد لكش٠نواياه.
جواب الأØÙ†Ù بن قيس :
وأمّا الأØÙ†Ù بن قيس Ù€ وهو Ø£ØØ¯ زعماء البصرة Ù€ Ùقد أجاب على رسالة الإمام(عليه السلام) برسالة كتب Ùيها هذه الآية الكريمة ولم يزد عليها: {ÙÙŽØ§ØµÙ’Ø¨ÙØ±Ù’ Ø¥Ùنَّ وَعْدَ اللَّه٠ØÙŽÙ‚Ù‘ÙŒ وَلَا يَسْتَخÙÙَّنَّكَ الَّذÙينَ لَا ÙŠÙوقÙÙ†Ùونَ} [الروم : 60]
وهذا الجواب يعكس مدى تخاذله وتقاعسه ÙÙŠ مواجهة الظلم والمنكر.
جواب يزيد بن مسعود النهشلي :
واستجاب الزعيم الكبير يزيد بن مسعود النهشلي إلى تلبية نداء الØÙ‚Ù‘ØŒ ÙØ§Ù†Ø¯Ùع بوØÙŠ Ù…Ù† إيمانه Ùˆ عقيدته إلى نصرة الإمام، ÙØ¹Ù‚د مؤتمراً عامّاً دعا Ùيه القبائل الموالية له وهي :
1 Ù€ بنو تميم . 2 Ù€ بنو ØÙ†Ø¸Ù„Ø© . 3 Ù€ بنو سعد .
وانبرى Ùيهم خطيباً Ùكان ممّا قال : إنَّ معاوية مات ØŒ ÙØ£Ù‡ÙˆÙ†Ù’ به والله٠هالكاً ومÙقوداً ØŒ ألا إنّه قد انكسر باب الجور والإثم ØŒ وتضعضعت أركان الظلم ØŒ وكان قد Ø£ØØ¯Ø« بيعة عقد بها أمراً ظنّ أنّه قد Ø£ØÙƒÙ…Ù‡ ØŒ Ùˆ هيهات الذي أراد ØŒ اجتهد والله ÙÙØ´Ù„ , وشاور ÙØ®Ø°Ù„ ØŒ وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ± يدّعي Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© للمسلمين ØŒ ويتأمرّ عليهم بغير رضىً منهم مع قصر ØÙ„Ù… وقلّة علم ØŒ لا يعر٠من الØÙ‚Ù‘ موطأ قدميه ØŒ ÙØ£Ùقسم بالله قسماً مبروراً لَجÙهادÙÙ‡ على الدين Ø£ÙØ¶Ù„ من جهاد المشركين.
وهذا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ وابن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ذو الشر٠الأصيل ØŒ والرأي الأثيل. له ÙØ¶Ù„ لا يوص٠، وعلم لا ينزÙ. وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه ØŒ ÙˆÙ‚ÙØ¯Ù…Ù‡ وقرابته من رسول الله (صلَّى الله عليه وآله). يعط٠على الصغير، ÙˆÙŠÙØØ³Ù† إلى الكبير ÙØ£ÙƒØ±Ù… به راعي رعية ØŒ Ùˆ إمام قوم Ùˆ جبت لله به Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© ØŒ وبلغت به الموعظة. Ùلا تعشوا عن نور الØÙ‚Ù‘ ØŒ Ùˆ لا تسكعوا ÙÙŠ وهد الباطل ... والله لا ÙŠÙÙ‚ØµÙ‘ÙØ± Ø£ØØ¯ÙƒÙ… عن نصرته إلاّ أورثه الله الذلّ ÙÙŠ ولده ØŒ والقلّة ÙÙŠ عشيرته ØŒ وها أنا قد Ù„ÙŽØ¨ÙŽØ³Ù’ØªÙ Ù„Ù„ØØ±Ø¨ لامَتها وادَّرَعْت٠لها Ø¨ÙØ¯ÙرْعÙها. من لم ÙŠÙقْتَلْ ÙŠÙŽÙ…ÙØªÙ’ , Ùˆ Ù…ÙŽÙ† يهرب لم ÙŠÙØª ØŒ ÙØ£ØØ³Ù†ÙˆØ§ رØÙ…كم الله رد الجواب).
ولما أنهى النهشلي خطابه ; انبرى وجهاء القبائل ÙØ£Ø¸Ù‡Ø±ÙˆØ§ الدعم الكامل له ØŒ ÙØ±Ùع النهشلي رسالة للإمام (عليه السلام) دلّت على شرÙÙ‡ ونبله Ùˆ هذا نصها :
أمّا بعد ØŒ Ùقد وصل إليَّ كتابك ÙˆÙهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ Ø¨ØØ¸Ù‘ÙŠ من طاعتك والÙوز بنصيبي من نصرتك، وإنّ الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير ودليل على سبيل نجاة ØŒ Ùˆ أنتم ØØ¬Ù‘Ø© الله على خلقه ووديعتÙÙ‡ ÙÙŠ أرضه، ØªÙØ±Ù‘عتم من زيتونة Ø£ØÙ…دية، هو أصلها وأنتم ÙØ±Ø¹Ù‡Ø§ØŒ ÙØ£Ù‚دم سعدت بأسعد طائر، Ùقد ذلّلت لك أعناق بني تميم، وتركتهم أشد تتابعاً ÙÙŠ طاعتك من الإبل الضمأى لورود الماء يوم خمسها وقد ذلّلت لك رقاب بني سعد، Ùˆ غسلت درن قلوبها بماء Ø³ØØ§Ø¨Ø© مزن ØÙŠÙ† استهلّ برقÙها Ùلمع)
ويقول بعض المؤرّخين : إنّ الرسالة انتهت إلى الإمام(عليه السلام) ÙÙŠ اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… بعد مقتل Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأهل بيته ØŒ وهو ÙˆØÙŠØ¯ ÙØ±ÙŠØ¯ قد Ø£ØØ§Ø·Øª به القوى الغادرة ØŒ Ùلمّا قرأ الرسالة قال(عليه السلام) : (آمنك الله من Ø§Ù„Ø®ÙˆÙØŒ وأرواك يوم العطش الأكبر) .
ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الإمام بلغه قتله Ùَجَزع لذلك، وذابت Ù†ÙØ³Ù‡ أسىً ÙˆØØ³Ø±Ø§Øª.
موق٠والي Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
كان النعمان بن بشير والياً على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وقتذاك، ومع أنّه كان عثماني الهوى وأموي الرغبة لكنّه لم يكن راضياً عن Ø®Ù„Ø§ÙØ© يزيد، وبعد موت معاوية انضم إلى عبد الله بن الزبير وقاتل ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ معه.
وعليه ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لم يتّخذ Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ متشدّداً من نشاطات مسلم بن عقيل ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ ولم ÙŠÙنقل عنه ÙÙŠ تلك المرØÙ„Ø© Ø§Ù„ØØ³Ù‘اسة سوى Ø®ÙØ·Ø§Ø¨ ألقاه ÙÙŠ جمع الكوÙيين كان Ù€ كما يتصور Ù€
Ù„Ø±ÙØ¹ العتب والتظاهر بأنّه يقوم بواجبه كوال تابع Ù„ØÙƒÙˆÙ…Ø© الشام، وقد ذكر ÙÙŠ خطابه :
(أمّا بعد، ÙØ§ØªÙ‘قوا الله عبادَ الله ولا تسارعوا إلى Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ù‚ة، ÙØ¥Ù†Ù‘ Ùيها تَهلÙك٠الرجال ÙˆØªÙØ³Ùَك٠الدماء ÙˆØªÙØºÙ’صَب٠الأموال، إنّي لا Ø£Ùقاتل مَنْ لا يقاتلني، ولا آتي على من لم يأت عليَّ، ولا Ø£Ùنبّه نائمكم ولا Ø£ØªØØ±Ù‘Ø´ بكم ولا Ø¢Ø®ÙØ°Ù بالقر٠ولا الظÙنَّة ولا التهمة، ولكنّكم إنْ أبديتم ØµÙØØªÙƒÙ… لي ونكثتم بيعتكم ÙˆØ®Ø§Ù„ÙØªÙ… إمامكم، ÙÙˆ الله الذي لا إله غَيرÙÙ‡ َلأضربنّكم بسيÙÙŠ ما ثبت قائمه ÙÙŠ يدي ولو لم يكن لي منكم ناصر، أما أنّي أرجو أن يكون Ù…ÙŽÙ† يعر٠الØÙ‚Ù‘ منكم أكثرَ Ù…Ùمَّنْ يرديه٠الباطل).
Ùقام إليه عبد الله بن مسلم بن ربيعة Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ù…ÙŠ ØÙ„ي٠بني أمية Ùقال: إنَّه٠لا ÙŠÙØµÙ’Ù„ÙØÙ Ù…Ø§ ترى أيّها الأمير إلاّ Ø§Ù„ØºÙØ´Ù’Ù…ÙØŒ وأنّ هذا الذي أنت عليه Ùيما بينك وبين عدوّك رأي٠المستضعÙين، Ùقال له النعمان: لئن أكون من المستضعÙين ÙÙŠ طاعة الله Ø£ØØ¨Ù‘٠إليّ Ù…Ùنْ أن أكون من الأعزّين ÙÙŠ معصية الله.
أنصار الأمويين يتداركون Ø£Ùمورهم :
كانت Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© تضمّ آنذاك ÙØ¦Ø©Ù‹ من أنصار الأمويين والمعارضين لأهل البيت(عليهم السلام) وبين هذه Ø§Ù„ÙØ¦Ø© كان بعض المناÙقين الذين يتظاهرون بالتشيّع لأمير المؤمنين(عليه السلام) Ùيما كانوا ÙŠÙØ¨Ù’Ø·ÙÙ†Ùونَ Ù…ØØ¨Ù‘Ø© الأمويين، الأمر الذي ساعدهم ÙÙŠ اختراق صÙو٠شيعة أهل البيت(عليهم السلام) والتجسس Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ØÙƒÙ… الأموي، وكان من بين هؤلاء عبد الله Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ù…ÙŠØŒ الذي عاب على النعمان رأيَه كما Ù„Ø§ØØ¸Ù†Ø§ قبل قليل، Ùقد كتب رسالةً إلى يزيد جاء Ùيها: (أمّا بعد، ÙØ¥Ù†Ù‘ مسلم بن عقيل قد قَدÙÙ…ÙŽ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ùˆ بايعته الشيعة Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ بن أبي طالب، ÙØ¥Ù† يكن لك ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØØ§Ø¬Ø© ÙØ§Ø¨Ø¹Ø«Ù’ إليها رجلا قويّاً ÙŠÙ†ÙØ° أمرك، ويعمل مثل عملك ÙÙŠ عدوّك، ÙØ¥Ù†Ù‘ النعمان بن بشير رجل ضعي٠أو هو يتضَعَّÙÙ).
ويضي٠المؤرّخون أنّه كتب إليه Ù€ يعني إلى يزيد Ù€ عمارة بن عقبة بنØÙˆ كتابه Ù€ يعني كتاب Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ù…ÙŠ Ù€ ثم كتب إليه عمر بن سعد بن أبي وقّاص مثلَ ذلك.
قلق يزيد واستشارة السيرجون :
Ù‚ÙŽÙ„ÙÙ‚ÙŽ يزيد كثيراً من الأخبار التي وصلته من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ وهي ØªØªØØ¯Ù‘Ø« عن موق٠الكوÙيّين من الØÙƒÙ… الأموي ومبايعتهم للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙØ¯Ø¹Ø§ يزيد السيرجون الذي كان يعدّ غلاماً لمعاوية Ùقال له: ما رأيك ØŸ Ù€ إنّ ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ قد Ø£Ù†ÙØ° إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© مسلم بن عقيل يبايع له، وقد بلغني عن النعمان ضع٠وقول سيء، Ùَمَنْ ترى أن أستعمل على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŸ ØŒ وكان يزيد عاتباً على عبيد الله ابن زياد ØŒ Ùقال له السيرجون: أَرأيت لو يشير إليك معاوية ØÙŠÙ‘اً هل كنتَ آخذاً برأيه؟ قال : بلى. ÙØ£Ø®Ø±Ø¬ السيرجون عهد عبيد الله بن زياد على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ
وقال: هذا رأي معاوية، مات وقد أمر بهذا الكتاب، ÙØ¶Ùمّ المصرَيْن (يعني Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والبصرة والتي كان والياً عليها أيام معاوية) إلى عبيد الله، Ùقال له يزيد: Ø£ÙØ¹Ù„Ù. إبعث بعهد عبيد الله ابن زياد إليه... ثم دعا مسلم بن عمرو الباهلي Ùˆ كتب إلى عبيد الله معه كتاباً جاء Ùيه :
(أمّا بعد ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ كتب إليَّ شيعتي من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يخبرونني أنّ ابن عقيل Ùيها، يجمع الجموع ليشق عصا المسلمين، ÙØ³Ø± ØÙŠÙ† تقرأ كتابي هذا ØØªÙ‰ تأتيَ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ÙØªØ·Ù„ب ابنَ عقيل طَلَب Ø§Ù„Ø®ÙØ±Ø²Ø©Ù ØØªÙ‰ تثقÙÙ‡ ÙØªÙوثÙÙ‚ÙŽÙ‡ أو تقتله أو تنÙÙŠÙŽÙ‡Ù ØŒ والسلام).
توجّه عبيد الله بن زياد إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
استلم عبيد الله بن زياد كتاب يزيد بن معاوية ØŒ ÙØ§Ù†Ø·Ù„Ù‚ ÙÙŠ اليوم الثاني Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ùˆ معه مسلم بن عمرو الباهلي وشريك بن الأعور Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø«ÙŠ ÙˆØØ´Ù…Ù‡ وأهل بيته ØŒ ØÙŠØ« ينتظر أهلÙها قدومَ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùˆ معظمهم لا يعر٠شخصية الإمام ولم تكن قد التقته من قبل، وقد تعجّل ابن زياد الانتقال إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ليصلها قبل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام).
باغت ابن زياد جماهير Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وهو ÙŠÙØ®ÙÙŠ معالم شخصيتÙÙ‡ Ùˆ يتستّر على ملامØÙ‡ ØŒ Ùقد تلثّم ولبس عمامةً سوداء ØŒ ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØ®ØªØ±Ù‚ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والناس ترØÙ‘ب به وتسلّÙم٠عليه ÙˆØªØ±Ø¯Ù‘ÙØ¯ : Ù…Ø±ØØ¨Ø§Ù‹ بك يا ابن رسول الله قدمت خير مقدم.
ÙØ³Ø§Ø¡Ù‡ ما سمع ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙˆØ§ØµÙ„ السير Ù†ØÙˆ قصر الإمارة ØŒ ÙØ§Ø¶Ø·Ø±Ø¨ النعمان
وأطلّ من Ø´Ø±ÙØ§Øª القصر يخاطب عبيد الله بن زياد ØŒ وكان هو أيضاً قد ظنّ أنّه الإمام ÙØ®Ø§Ø·Ø¨Ù‡ : أنشدك الله إلاّ ما تنØÙ‘يتَ، والله٠ما أنا بمسلّÙÙ… إليك أمانتي، وما لي ÙÙŠ قتالك من إرب ... .
صمت ابن زياد ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙ‚ØªØ±Ø¨ من باب القصر ØŒ ØØªÙ‰ شخّص النعمان أنّ القادم هو ابن زياد، ÙÙØªØ الباب ودخل ابن زياد القصر وأغلق بابه وباتَ ليلته ØŒ وباتت Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© على وجل وترقّب ÙˆÙÙŠ منعط٠سياسي خطير.
Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات ابن زياد للسيطرة على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
Ùوجئ أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بابن زياد عند Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø ÙˆÙ‡Ùˆ ÙŠØØªÙ„Ù‘ القصر بالنداء : الصلاة جامعةً ØŒ Ùقام خطيباً ÙÙŠ الجموع Ø§Ù„Ù…ØØªØ´Ø¯Ø© ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙمنّي المطيع والسائر ÙÙŠ ركب السياسة القائمة بالأماني العريضة ØŒ ويهدّد ويتوعّد المعارضة والمعارضين ÙˆØ§Ù„Ø±Ø§ÙØ¶ÙŠÙ† Ù„ØÙƒÙˆÙ…Ø© يزيد ØŒ ØØªÙ‰ قال: . . سوطي وسيÙÙŠ على مَنْ ترك أمري وخال٠عهدي.
ثم ÙØ±Ø¶ على Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙŠÙ† مسؤولية التجسّس على المعارضين ØŒ وهدّد مَنْ لَمْ ÙŠÙØ³Ø§Ù‡Ù… ÙÙŠ هذه العملية ويÙÙ†ÙŽÙÙ‘ÙØ°Ù’ هذا القرار بالعقوبة وقطع المخصّصات المالية ØŒ Ùقال : (... Ùمن يجيء لنا بهم Ùهو بريء ØŒ Ùˆ مَنْ لم يكتب لنا Ø£ØØ¯ÙŒ Ùليضمن لنا ÙÙŠ Ø¹ÙŽØ±Ø§ÙØªÙ‡ أن لا يخالÙÙَنا منهم مخال٠، ولا يبغي علينا منهم باغ ØŒ Ùَمَنْ لَمْ ÙŠÙŽÙْعَلْ برئت منه الذمّة ÙˆØÙ„ال لنا دمÙÙ‡ ومالÙÙ‡ وأيّÙما عري٠وجد ÙÙŠ Ø¹Ø±Ø§ÙØªÙ‡ من Ø¨ÙØºÙŠØ© أمير المؤمنين Ø£ØØ¯ لم ÙŠØ±ÙØ¹Ù‡ الينا صÙلب على باب داره وألغيت.
تلك Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø§ÙØ© من العطاء).
وقد كان ابن زياد Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ§Ù‹ ÙÙŠ أوساط الكوÙيّين بالقسوة والشدّة، Ùكان من الطبيعي أن ÙŠÙØÙ’Ø¯ÙØ«ÙŽ Ù‚Ø¯ÙˆÙ…ÙÙ‡ Ùˆ خطابÙÙ‡ الشديد اللهجة هزّةً عند المعارضين لسياسته، ÙÙ„Ø§ØØª بوادر النكوص والتخاذل والإرجا٠تظهر على الكوÙيّين وقياداتهم، من هنا اعتمد مسلم بن عقيل وسيلةً جديدة للسير ÙÙŠ ØØ±ÙƒØªÙ‡ Ù†ØÙˆ الهد٠المطلوب. ÙØ§Ù†ØªÙ‚Ù„ إلى دار هانئ بن عروة وجعل يتستّر ÙÙŠ دعوته ÙˆØªØØ±ÙƒØ§ØªÙ‡ إلاّ عن خلّص Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ وهانىء يومذاك سيّد بني مراد ÙˆØµØ§ØØ¨ الكلمة المسموعة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والرأي المطاع.
موق٠مسلم من اغتيال ابن زياد :
لقد كان مسلم بن عقيل Ù€ رضوان الله تعالى عليه Ù€ ÙŠØÙ…Ù„ رسالةً ساميةً وأخلاقاً ÙØ§Ø¶Ù„Ø© اكتسبها من بيت النبوّة، كما كان يملك درايةً بكلّ تقاليد وأعرا٠المجتمع الذي كان ÙŠØªØØ±Ù‘Ùƒ Ùيه، ÙÙÙŠ موق٠كان يمكن Ùيه لمسلم ابن عقيل أن يغتال ابن زياد Ø±ÙØ¶ ذلك لاعتبارات شتّى.
Ùقد روي أنّ شريك بن الأعور ØÙŠÙ† نزل ÙÙŠ دار هانئ بن عروة مرض مرضاً شديداً، ÙˆØÙŠÙ† علم عبيد الله بن زياد بذلك قدم لعيادته، وهنا Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø´Ø±ÙŠÙƒ على مسلم أن يغتال ابن زياد، Ùقال: إنّما غايتك Ùˆ غاية شيعتك هلاك هذا الطاغية، وقد أمكنك الله منه وهو صائر إليّ ليعودني، Ùقم وأدخل الخزانة ØØªÙ‰ إذا اطمأنّ عندي ÙØ§Ø®Ø±Ø¬ إليه ÙØ§Ù‚تله، ثم صر إلى قصر الإمارة ÙØ§Ø¬Ù„س Ùيه ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لا ينازعنّك Ùيه Ø£ØØ¯ من الناس.
ولمس مسلم كراهية هانئ أن يقتل عبيد الله ÙÙŠ داره، ولم يأخذ مسلم Ø¨Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø Ø´Ø±ÙŠÙƒØŒ ÙˆØÙŠÙ† خرج عبيد الله قال شريك Ø¨ØØ³Ø±Ø© وألم لمسلم : ما منعك من قتله؟ قال مسلم: منعني منه خلّتان: Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا كراهية هانىء لقتله ÙÙŠ منزله، ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ قول رسول الله(صلَّى الله عليه وآله): (إنّ الإيمان قيد Ø§Ù„ÙØªÙƒ لا ÙŠÙØªÙƒ مؤمن).
الغدر بمسلم بن عقيل :
اتّخذ ابن زياد كلّ وسيلة مهما كانت دنيئة للقضاء على الوجود السياسي ÙˆØ§Ù„ØªØØ±Ù‘Ùƒ الذي برز منذراً بالخطر بوجود مسلم بن عقيل على النظام الأموي، وسارع للقضاء على مسلم بن عقيل وكلّ الموالين له قبل وصول الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وليتمكّن بذلك من Ø¥ÙØ´Ø§Ù„ الثورة ØŒ ÙØ¯Ø¨Ù‘ر خطّةً للتجسّس على ØªØØ±Ù‘كات مسلم ومكانه والموالين له ØŒ واستطاع أن يكتش٠مخبأه وأن يعلم بمقرّه Ùكانت بداية تخاذل الناس عن الصمود ÙÙŠ مواجهة الظلم.
لقد استطاع الوالي الجديد عبيد الله بن زياد أن ÙŠÙØÙ’ÙƒÙÙ…ÙŽ الØÙŠÙ„ةَ والخداع ليقبضَ على هانئ بن عروة الذي آوى رسول Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙˆØ£ØØ³Ù† Ø¶ÙŠØ§ÙØªÙ‡ واشترك معه ÙÙŠ الرأي والتدبير، Ùقبض عليه وقتله بعد ØÙˆØ§Ø± طويل جرى بينهما ØŒ وألقى بجثمانه من أعلى القصر إلى الجماهير Ø§Ù„Ù…ØØªØ´Ø¯Ø© ØÙˆÙ„Ù‡ ØŒ ÙØ§Ø³ØªÙˆÙ„Ù‰ الخو٠والتخاذل على الناس ØŒ وذهب كلّ Ø¥Ùنسان إلى بيته وكأنّ الأمر لا يعنيه.
ولمّا علم مسلم بما جرى لهانىء ورأى تَخاذÙÙ„ÙŽ عشيرته Ù…Ø°ØØ¬ الغنية بعددها وعدَّتÙها خرج ÙÙŠ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ونادى مناديه ÙÙŠ الناس وسار بهم Ù„Ù…ØØ§ØµØ±Ø© القصر، واشتد Ø§Ù„ØØµØ§Ø± على ابن زياد وضاق به أمرÙه، ولكنّه استطاع بدهائه ومكره أن يتغلّب على المØÙ†Ø© ÙˆÙŠÙØ®Ø°Ù‘ÙÙ„ÙŽ الناسَ عن مسلم.
لقد دسّ ابن زياد ÙÙŠ أوساط الناس أشخاصاً ÙŠÙØ®ÙŽØ°Ù‘Ùلونهم ويتظاهرون بالدعوة إلى ØÙظ الأمن والاستقرار وعدم إراقة الدماء ØŒ ÙˆÙŠØØ°Ù‘رون من قدوم جيش جرّار من الشام بهد٠كسب الوقت ÙˆØªÙØªÙŠØª قوى الثوار. واستمرّ الموق٠كذلك والناس ØªÙ†ØµØ±Ù ÙˆØªØªÙØ±Ù‘Ù‚ عن مسلم. وبدخول الليل صلّى بمن بقي معه وخرج من المسجد الجامع ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ لا ناصر له ولا مؤازر ولا مَنْ يَد٠لّÙÙ‡ على الطريق ØŒ وأقÙÙ„ الناس أبوابهم ÙÙŠ وجهه، Ùمضى ÙŠØ¨ØØ« عن دار يأوي إليها ÙÙŠ ليلته تلك ØŒ ÙˆÙيما هو يسير ÙÙŠ ظلمة الليل وجد امرأةً على باب دارها وكأنّها تنتظر شيئاً ØŒ ÙØ¹Ø±Ù‘Ùها Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ وسألها المبيت عندها إلى Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø , ÙØ±ØÙ‘بت به وأدخلته بيتها وعرضت عليه العشاء ÙØ£Ø¨Ù‰ أن يأكل شيئا ØŒ وعر٠ولدها بمكانه وكان ابن زياد قد أعدّ جائزة Ù„Ùمَنْ يخبره عنه ØŒ وما كاد Ø§Ù„ØµØ¨Ø ÙŠØªÙ†Ùّس ØØªÙ‰ أسرع ولدها إلى القصر وأخبر Ù…ØÙ…د بن الأشعث بمكان مسلم بن عقيل ØŒ Ùˆ Ùور وصول النبأ إلى ابن زياد أرسل قوّة كبيرة من جنده بقيادة ابن الأشعث إلى المكان الذي Ùيه مسلم، وما أن سمع بالضجّة ØØªÙ‰ أدرك أنّ القوم يطلبونه ÙØ®Ø±Ø¬ إليهم بسيÙÙ‡.
وقد اقتØÙ…وا عليه الدار ÙØ´Ø¯Ù‘ عليهم يضربهم بسيÙÙ‡ ØØªÙ‰ أخرجهم من الدار، ثم عادوا إليه ÙØ´Ø¯Ù‘ عليهم كذلك، مع انّهم تكاثروا عليه بعد أن Ø§ÙØ«Ø®Ù† Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙØ·Ø¹Ù†Ù‡ رجل من خلÙÙ‡ ÙØ®Ø±Ù‘ إلى الأرض ÙØ§Ùخذ أسيراً ÙˆØÙ…Ù„ على بلغة وانتزع الأشعث سيÙÙ‡ وسلاØÙ‡ وأخذوه إلى القصر ÙØ§ÙدْخÙÙ„ÙŽ على ابن زياد ولم يسلّم عليه، وجرى بينهما ØÙˆØ§Ø± طويل كان Ùيه ابن عقيل (رضوان الله عليه) رابط الجأش منطلقاً ÙÙŠ بيانه قويّ Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ة، ØØªÙ‰ أعياه أمرÙÙ‡ ÙˆØ§Ù†ØªÙØ®Øª أوداجه وجعل يشتم عليّاً ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ثم أمر أجهزته أن يصعَدوا به إلى أعلى القصر ويقتلوه ويرموا جسده إلى الناس ÙˆÙŠØ³ØØ¨ÙˆÙ‡ ÙÙŠ شوارع Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ثم يصلبوه إلى جانب هانىء بن عروة ØŒ هذا وأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وقو٠ÙÙŠ الشوارع لا ÙŠØØ±Ù‘كون ساكناً وكأنّهم لا يعرÙون من أمره شيئاً.
وكان مسلم قد طلب من ابن الأشعث أن يكتب إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) يخبره بما جرى ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وينصØÙ‡ بعدم الشخوص إليهم، Ùوعده ابن الأشعث بذلك، ولكنّه لم ÙŠÙ٠بوعده.