حياة الامام الحسين قبل مقتله
مقتل الامام عليه السلام

من جملة معجزات النبي المصطفى‏ المهمة هي اخباراته Ùˆ تنبؤاته عن المستقبل Ùˆ احداثه، Ùˆ التي حفظتها لنا الاسناد Ùˆ الوثائق التاريخية المعتبرة، Ùˆ ان من له إطلاع على‏ تاريخ الإسلام سوف لن يتردد أو يشكك في تلك الاخبارات، ذلك أنها قد تحققت بحذافيرها. Ùˆ في زمننا المعاصر، Ùˆ بسبب سيطرة الافكار المادية على‏ الناس، Ùˆ ضعف الارتباط بعوالم الغيب، Ùˆ التشكيك بعالم الحقائق Ùˆ كثرة الاهتمام بالظواهر Ùˆ التجمُّلات Ùˆ الانغماس بالملذات في الماكل Ùˆ الملبس Ùˆ المشرب، قلَّ التأمل Ùˆ التفكير في هذه العوالم Ùˆ الحقائق، Ùˆ ان اكبر ما يشغل بال البشرية الماديّة هو الاكل Ùˆ الشرب Ùˆ اللباس Ùˆ الالتذاذ الجنسي، Ùˆ من أجل هذه التوافه تراهم يُشعلون الحروب Ùˆ يُجَيِّشُون الجيوش، Ùˆ يرتكبون المجازر الجماعية Ùˆ يقترفون آلاف المظالم Ùˆ الجنايات للوصول الى‏ غايتهم تلك.
فالبشرية اليوم تعتبر كل الامور مقدمات لهذه المتطلبات المادية الثلاث، Ùˆ اذا نادت- كذبا او صدقا بالحريات Ùˆ الاستقلال Ùˆ السياسة Ùˆ العدالة Ùˆ القانون Ùˆ المساواة Ùˆ رعاية الحقوق Ùˆ حبّ الوطن Ùˆ نشر العلم Ùˆ الثقافة Ùˆ تأسيس الجامعات Ùˆ الكليّات Ùˆ المعاهد Ùˆ المصانع Ùˆ الشركات Ùˆ مكافحّة الرجعية Ùˆ الدعوة الى‏ التقدمية Ùˆ... الخ فكل ذلك انما هو للوصول الى‏ تلك المطالب الثلاثة، المأكل Ùˆ الملبس Ùˆ الجنس Ùˆ سدِّ حاجتها منها. Ùˆ من هنا نجد أن الانسان لن يصل الى‏ الاستغناء أبداً، بل تزداد رغباته Ùˆ احتياجاته يوماً بعد آخر.
إن الاكل Ùˆ الشرب Ùˆ الالتذاذ الجنسي امرٌ مشترك بين كل البشر Ùˆ كل الحيوانات Ùˆ لكنه ليس قدراً مشتركاً جامعاً للبشرية حول محور واحد يمنعها من التجاوز على‏ بعضها البعض، Ùˆ لا يمكنه ان يُخمدُ نيران الحرص Ùˆ الطمع التي تسعر اوارها في نفس البشرية. Ùˆ هذا القدر المشترك لا يثني احداً من الناس عن التفكير بالاكثار من الاسترباح باي وسيلة كانت حتى‏ بغصب حقوق الآخرين Ùˆ نهب اموالهم.
Ùˆ لسنا في هذا المقام بصدد بيان مضار Ùˆ عواقب المدنيّة المجرّدة عن الإنسانية Ùˆ أنها لا تتناسب مع شأن Ùˆ مقام الإنسان Ùˆ الهدف من خلقه، Ùˆ أنها عاجزة عن حلِّ مشاكل البشرية، فان كل ذلك يحتاج الى‏ بحث مفصل، Ùˆ انما غرضنا الحالي هو أن نبيّن ان البشر اليوم قد غرق في مستنقع الماديات، يسبحُ من اجل التمتع بالحظوظ الحيوانية، Ùˆ انه يتخبط في الظلمات الى‏ درجة الغفلة عن انوار الحقائق Ùˆ مصابيح عوالم ماوراء المادة، Ùˆ إذا كان بعض الناس يرون بصيصاً ضعيفاً لتلك الانوار Ùˆ الحقائق فان انشغالهم بامور الدنيا يؤدي بهم الى‏ نسيان مصدر ذلك النور Ùˆ جهته فَيبقَوْنَ تائهين في ظلماتٍ Ùˆ ظلمات.
إنَّ إدراك Ùˆ فهم الانسان المعاصر، راقٍ الى‏ درجة أنه Ùˆ على‏ الرغم من إنغماسه بالمادة Ùˆ الامور الدنيوية Ùˆ على‏ الرغم من إنَّ زخارف الدنيا تبهر نظره، تترشح منه أحياناً حقائق كبيرة، الا انَّ الماديات Ùˆ قواه الحيوانية Ùˆ نزعاته الهامشية تطغى‏ عليه فتغطي تلك الافرازات الفكرية Ùˆ تحجبها فلا تعُدُّ مؤثرة في حياته Ùˆ لا تقدر على‏ تمزيق تلك الستائر السميكة التي نسجتها دوافعه المادية.
فاذا لم تكن تلك الحُجُب و الستائر الغليظة، و اذا كان الناس اليوم يستغلّون تلك الملكات الاخلاقية العالية، و اذا كان هناك منهج و اطروحة اخلاقية صحيحة، لتعاضدت النهضة الصناعية مع المنهج الاخلاقي المعنوي الصحيح و تمكنامن صناعة دنيا آمنة سعيدةً مستقرةً هادئة.
Ùˆ لكي يقبل الإنسان المعاصر مناهج الانبياء الاصلاحية فكرياً Ùˆ مادياً عليه أن يطالع بدقّة حياة الانبياء Ùˆ سيرتهم ليقف على‏ بعض المواقف التي تعتبر أدلة إطمئنان معقولة للهداية Ùˆ الفلاح.
Ùˆ تاريخ الأنبياء الماضين Ùˆ إنْ لم تكن جزئياته بل Ùˆ حتى‏ بعض الخطوط العامة له، مضبوطة Ùˆ مدونة Ùˆ محفوظة Ùˆ إنْ بقى منها شي فانه قابل للنقاش، Ùˆ لكن تاريخ نبينا الاكرم محمد (صلى الله عليه Ùˆ آله) Ùˆ ائمة الهدى‏ أوصياؤه Ùˆ تلامذته، بقي واضحاً محفوظاً مسنداً بالوثائق Ùˆ المدارك المعتبرة الصادقة، مما يُمكِّنُ المحققين Ùˆ العلماء من الوصول الى‏ حقائق قيمة فيما يرتبط بالنبوة Ùˆ الوحي Ùˆ فلسفة بعث الانبياء.
فاحوال Ùˆ اخلاق النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه Ùˆ آله) Ùˆ حروبه Ùˆ صُلحه Ùˆ سائر ملامح حياته الشريفة، Ùˆ تاريخ حياة والديه Ùˆ اجداده Ùˆ جدّاته Ùˆ اقاربه Ùˆ قومه Ùˆ قبيلته Ùˆ أصحابه، كلها محفوظة مدونة Ùˆ معلومة مسندة، Ùˆ إنَّ بعضها يُعدُّ فوق المعتبر من جهة القيمة السندية، اذ أنّه مقترنٌ بشواهد Ùˆ قرائن توجب اليقين عندنا الى‏ درجة الاحساس بمعاصرة ذلك الزمن Ùˆ العيش فيه، Ùˆ بعضها قد وصل الينا عن طريق أسانيد متواترة كثيرة جداً الى‏ حدِّ الاطمئنان.
Ùˆ من جملة الامور التي تفرض علينا القبول Ùˆ الاطمئنان هو ما يرتبط بموضوعنا Ùˆ هو الاخبار عن المستقبل Ùˆ التنبؤ باحداثٍ تحققت بلا زيادة Ùˆ لا نقصان، Ùˆ هو ما يسمى‏ بالإخبارات الغيبية.
فكل من طالع تاريخ الإسلام، لن يشكّ أبداً بأنَّ الرسول الاعظم (صلى الله عليه Ùˆ آله) قد أخبر عن احداث Ùˆ وقائع مستقبلية، قد حدث قسم منها في فترة حياته Ùˆ تحقق قسم منها بعد التحافه بالرفيق الاعلى‏ كما أخبر، Ùˆ إنَّ مثل هذه الموارد تتعدى‏ العشرات بل المئات من القضايا، Ùˆ إنَّ هذه الاخبارات تورث اليقين خاصة بضم القرائن Ùˆ الشواهد اليها بعد أنْ ثبت صدورها عنه صلوات اللَّه عليه Ùˆ آله بالقطع Ùˆ التواتر.
Ùˆ من جملة تلك الإخبارات، مقتل عمار بن ياسر (رضوان اللَّه تعالى‏ عليه) على‏ يد الفئة الباغية، فمهما كان الإنسان مشككاً الا انه سيذعن بقبول خبر مقتل عمّار الذي صرح ابن حجر Ùˆ غيره بتواتره، مضافاً الى‏ وجود القرائن Ùˆ الشواهد الباعثة على‏ الاطمئنان له. فكتب السيرة Ùˆ الحديث Ùˆ تراجم الصحابة Ùˆ غيرها، ذكرت Ùˆ روت عن رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) انه قال لعمّار: «ØªÙŽÙ‚ْتُلكَ الفِئَةُ الباغيةُ»
Ùˆ قد تكرر ذلك القول من النبي (صلى الله عليه Ùˆ آله) حين بناء المسجد النبوي الشريف في المدينة، Ùˆ في وقت حفر الخندق فيما كان عمارٌ سبّاقاً في العمل، Ùˆ في مواضع اخرى‏ØŒ Ùˆ قد رُوي ذلك الخبر في بعض اسانيده بهذا النحو:
«ØªÙ‚تُلكَ الفئةُ الباغيةُ تدعُوهم الى‏ الجَنَّة Ùˆ يدعوكَ الى‏ النار»
Ùˆ في بعضها: «ØªÙ‚تُلكَ الفئةُ الباغيةُ Ùˆ قاتلُكَ في النار»
Ùˆ في بعضها الاخر: «ØªÙŽÙ‚ْتُلُ عمّارَ الفِئَةُ الباغيةُ»
إنَّ هذا الخبر كان معروفاً عند المسلمين عامةً بل Ùˆ حتى‏ عند المنافقين، Ùˆ من هنا فان عمر بن العاص إضطرب كثيراً عندما سمع بمقتل عمّار الذي يقاتل الى‏ صف سيد الولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)ØŒ فجاء (اي عمرو) الى‏ معاوية قائلًا: لقد قُتِلَ عمّار!!
فقال معاوية: ثمّ ماذا؟
فقال عمرو: سمعت رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) يقول: «ØªÙŽÙ‚ْتُلُ عمّارَ الفِئَةُ الباغيةُ». فاضطرّ معاوية الى‏ الاحتيال للتخلص من تبعة دم عمار أمام جيشه Ùˆ تضليلهم فقال: إنّما قتل عمّار من أخرجه من داره!!
Ùˆ عندما وصل هذا التضليل الى‏ اسماع علي (عليه السلام) قال: على‏ هذا يكون رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) هو الذي قتل حمزة
Ùˆ عندما استشهد عمّار نزل خزيمة بن ثابت (ذو الشهادتين) الى‏ ساحة المعركة Ùˆ كان في جيش علي (عليه السلام) لكنه الى‏ ذلك الوقت لم يقاتل، Ùˆ قد كان مقتل عمار على‏ يد الفئة الباغية دليلًا قاطعاً لخزيمة على‏ حقانية علي (عليه السلام) Ùˆ كان خزيمة يقول: سمعت رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) يقول: «Ø¹Ù…ّارٌ تَقْتُلُهُ الفِئَةُ الباغيةُ»
Ùˆ كان «Ø°Ùˆ الكلاع» أحد قادة جيش معاوية، Ùˆ اميراً على‏ اربعة آلاف فارس، فقال يوماً لمعاوية: كيف تقاتل علياً Ùˆ معه عمار؟
فقال معاوية: سيعود عمّار الينا و يقتلُ معنا.
Ùˆ صادف ان قتل «Ø°Ùˆ الكلاع» قبل استشهاد عمّار، فقال معاوية: لو كان ذو الكلاع حيّا لاخذ نصف العسكر معه الى‏ عليّ‏ عندما نراجع كتب التاريخ، فكما اننا لا نشك بأصل وجود عمّار وياسر Ùˆ سميّة، فكذلك لا نشك باخبار النبي (صلى الله عليه Ùˆ آله) بقتل عمار، Ùˆ كما اننا على‏ يقين من قتل عمار في صفين بيد جيش معاوية كذلك نحن على‏ يقين من أنَّ النبي (صلى الله عليه Ùˆ آله) قد اخبر بشهادته كذلك، Ùˆ قد اعترف عمرو بن العاص Ùˆ معاوية بهذه الحقيقة أيضاً. Ùˆ نظير هذا الخبر، اخبارات غيبية اخرى‏ وردت عن النبي (صلى الله عليه Ùˆ آله) Ùˆ هي مشهورة Ùˆ مسلَّمة كاخباره- صلوات اللَّه عليه Ùˆ آله إن اوّل الناس لحوقاً به من اهل بيته هي ابنتُه فاطمةَ الزهراء عليها السلام Ùˆ كذلك اخباره بخروج عائشة Ùˆ نباح كلاب الحوأب عليها، Ùˆ إخباره بقتال أمير المؤمنين علي ابن ابى طالب (عليه السلام) للناكثين Ùˆ القاسطين Ùˆ المارقين Ùˆ إخباره باستشهاد علي (عليه السلام) Ùˆ اخباره بارتداد بعض الصحابة Ùˆ اخباره بفتوحات المسلمين Ùˆ غير ذلك من الاخبارات، نكتفي بما نقلناه مراعاةً للإختصار، Ùˆ نضيف ان هذا دليلٌ Ùˆ برهان‏ على‏ صحة ادّعاء النبوة من رجل لم يدرس عند أحد Ùˆ يُخبر عن الغيب Ùˆ تتحقق اخباراته بعد ثلاثين أو اربعين او ستين سنة؛ بل Ùˆ حتى‏ بعد الف سنة Ùˆ اكثر Ùˆ اقل. Ùˆ هذا لوحده كافٍ لذوي الايمان Ùˆ البصيرة لاثبات نبوة الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه Ùˆ آله) Ùˆ اثبات نبوات الانبياء Ùˆ ارتباطهم بالسماء.
Ùˆ من جملة اخبارات النبي محمد (صلى الله عليه Ùˆ آله) بالمغيبات هو اخباره باستشهاد ولده الإمام الحسين (عليه السلام) Ùˆ الذي وردت فيه روايات متعدده بطرق اهل السنّة في تواريخهم Ùˆ كتبهم الحديثية Ùˆ تراجمهم فضلًا عن ورودها بطرق الشيعة Ùˆ علمائهم، Ùˆ هذا يدعم صحة تلك الاخبارات Ùˆ يثبتها، مضافاً الى‏ انه يجعلها متواترة بالمعنى‏.
Ùˆ قد ذكّرنا ببعض تلك الروايات فيما مضى‏ØŒ Ùˆ نضيف هنا بعض الروايات الواردة في مصادر معتبرة جداً عند السنة:
1- روى‏ ابن سعد Ùˆ الطبراني عن عائشة أنَّ النبي (صلى الله عليه Ùˆ آله) قال: «Ø£Ø®Ù’بَرني جبرَئيلُ أنَّ الحُسَين يُقتلُ بَعدِي بارضِ الطفِّ Ùˆ جاءني بهذِهِ التُربَةِ فاخبرني أنَّ فيها مضجعَهُ»
Ùˆ في الملاحم روى‏ هذا الحديث بتفصيل زائد، Ùˆ رواه الخليلي في الارشاد عن عائشة Ùˆ ام سَلَمة بهذا اللفظ: «Ø¥Ù†Ù‘ جبرئيلَ أخبرني أنّ إبني الحُسَينُ يُقْتَلُ Ùˆ هذه تربةُ تِلكَ الارض»
Ùˆ في سندٍ آخر عن عائشة، قال رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله): «Ø¥Ù†Ù‘ÙŽ جبرئيلَ أراني التُربَةَ التي يُقْتَلُ عليها الحُسينُ فاشتدَّ غَضَبُ اللَّه على‏ من‏ يَسفِكُ دَمَهُ»
2- روى‏ ابو داود Ùˆ الحاكم عن امِّ الفَضل بنت الحارث أنَّ النبي (صلى الله عليه Ùˆ آله) قال: «Ø£ØªØ§Ù†ÙŠ Ø¬Ø¨Ø±ÙŽØ¦ÙŠÙ„Ù فأخبرني أنَّ أُمّتي سَتَقتُلُ إبني هذا «ÙŠØ¹Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ø­Ø³ÙŠÙ†» Ùˆ أتاني تُربةً من تُربَةٍ حمراء»
3- روى‏ الطبراني Ùˆ ابويعلى عن زينب بنت جحش عن رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) انه قال: «Ø¥Ù†Ù‘ÙŽ جبرئيلَ أتاني Ùˆ أخبرني أَنَّ ابني هذا تَقْتُلُهُ أُمَّتي قلتُ: فأرِني تُربَتَه، فاتاني بتُربةٍ حمراء»
4- روى‏ أحمد ابن حنبل ان النبي الاكرم (صلى الله عليه Ùˆ آله) قال: «Ù„َقَد دَخَلَ عَلَيَّ البَيتَ Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙŒ لم يَدخُل عليَّ قبلَها فقالَ لي: ان إبْنَكَ هَذا حُسيناً مقتولٌ Ùˆ ان شئتَ أرَيتكَ من تُربةِ الارضِ الّتي يُقتَلُ بها قال: فأخرَجَ تُربةً حمراءَ»
5- Ùˆ روى‏ ابن سعد عن ام سلمة ان النبي (صلى الله عليه Ùˆ آله) قال: «Ø£Ø®Ø¨Ø±Ù†ÙŠ Ø¬Ø¨Ø±Ø¦ÙŠÙ„Ù بانّ ابنيَ الحسين (عليه السلام) يقتل..».
Ùˆ روى‏ ابن عساكر عن ام سلمة الحديث بهذا اللفظ: «Ø¥Ù†Ù‘ÙŽ جبرئيلَ أخبرني أنَّ ابني هذا يُقتلُ فاشتدَّ غَضَبُ اللّهِ على‏ مَنْ يَقتُلُه»
Ùˆ عن عبد اللَّه ابن يحيى‏ عن أبيه إنَّه سافر مع علي (عليه السلام) Ùˆ كان على‏ مطهرته فلما حادى‏ بيوتنا Ùˆ هو منطلقٌ الى‏ صفين فنادى‏ علي (عليه السلام): «ØµÙŽØ¨Ø±Ø§Ù‹ يا أبا عبد اللَّه صبراً يا أبا عبد اللَّه صبراً يا أبا عبد اللَّه بشاطئ الفُرات»ØŒ فقلت له: ماذا أبا عبد اللَّه؟ فقال: دخلت على‏ رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) Ùˆ عيناه تفيضان.
قال: قام من عندي جبرئيل (عليه السلام) قبل Ùˆ حدّثني أنَّ الحسين يُقتل بشط الفرات. قال: فقال: هل لك الى‏ ان أشمَّك من تربته؟ فقلت: نعم. فمدَّ يَدَه فقبض قبضةً من تراب فأعطانيها فلم أملك عينيّ أنْ فاضتا.
Ùˆ رواه أحمد بن حنبل Ùˆ ابن الضحاك عن علي (عليه السلام) كما رواه عبد اللَّه بن يحيى‏ عن أبيه عن علي (عليه السلام).
7- روى‏ الخوارزمي ان البيهقي نقل في تاريخه ان النبي (صلى الله عليه Ùˆ آله) قال للحسين (عليه السلام): «Ø¥Ù†Ù‘ÙŽ لك في الجنّة دَرَجَةً لا تَنالُها إلّا بالشهادة»
قال ابو علي السلامي: Ùˆ من هنا كان الحسين (عليه السلام) Ùˆ حينما اجتمعت عليه الجيوش علم انه سيُقتل Ùˆ لذا فانه صبر على‏ ذلك Ùˆ لم يجزع الى‏ ان استشهد عليه افضل السلام.
8- روى‏ السبط ابن الجوزي: لما وصل الحسين (عليه السلام) أرض كربلاء قال: «Ù…ا يقال لهذه الأرض‏ فقالوا كربلاء Ùˆ يقال لها أرض نينوى‏ قرية بها فبكى‏ Ùˆ قال‏: كرب Ùˆ بلاء أخبرتني أُم سلمة قالت: كان جبرئيل عند رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) Ùˆ أنت‏ معي‏ فبكيت فقال رسول اللَّه: دعي ابني فتركتك فأخذك Ùˆ وضعك في حجرة فقال جبرئيل أتحبُّه؟ قال نعم. قال فان أُمتك ستقتله. قال Ùˆ إن شئت أن أريك تربة أرضه التي يقتل فيها. قال نعم. قالت فبسط جبرئيل جناحه على‏ أرض كربلاء فأراهُ إياها.
فلما قيل للحسين (عليه السلام) هذه أرض كربلاء شمها و قال هذه و اللَّه هي الأرض التي أخبر بها جبرئيل رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله) و إنني أقتل فيها.
Ùˆ في رواية قبض منها قبضة فشمها Ùˆ قد ذكر ابن سعد في الطبقات عن الواقدي بمعناه. Ùˆ روى‏ ابن بنت منيع حديثين في هذا الباب عن ام سلمة .
9- ذكر ابن الاثير Ùˆ الطبري Ùˆ آخرون عن رجل من بني فزاره قال: لما كان زمن الحجّاج بن يوسف كنا في دار الحارث بن أبي ربيعة التي في الّتمّارين، التي أقطعت بعد زهير بن القَيْن، من بني عمرو بن يَشكرَ من بَجيلة، Ùˆ كان اهل الشام لا يدخلونها، فكنا مُخْتَبِئين فيها، قال: فقلت للفَزاريّ: حدّثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن عليّ؛ قال: كنا مع زهير بن القيْن البَجَليّ حين أقبلنا من مكة نساير الحسين، فلم يكن شئ أبغض إلينا من أن نسايره في منزل، فإذا سار الحسين تخلف زهير بن القَيْن، Ùˆ إذا نزل الحسينُ تقدّم زهير، حتى‏ نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بُدّاً من أن ننازله فيه، فنزل الحسين في جانب، Ùˆ نزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدى‏ من طعام لنا، إذ أقبل رسولُ الحسين حتى‏ سلّم، ثم دخل فقال: يا زهير بن القَيْن، إنّ أبا عبد اللَّه الحسين بن عليّ بعثني إليك لتأتيَه، قال: فطرح كلّ إنسان ما في يده حتى‏ كأننا على‏ رؤوسنا الطير.
قال أبو مخنف: فحدّثتني دَلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القَيْن، قالت: فقلت له: أيبعث إليك ابن رسول اللَّه ثمّ لا تأتيه! سبحان اللَّه! لو أتيتَه فسمعتَ من كلامه! ثم انصرفت؛ قالت: فأتاه زهير بن القَيْن، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أسفر وجهُه؛ قالت: فأمر بفسطاطه Ùˆ ثَقَله Ùˆ متاعه فقُدّم، Ùˆ حُمل إلى‏ الحسين، ثم قال لأصحابه: مَنْ أحبّ منكم أن يتبعني Ùˆ إلا فإنه آخر العهد، إني سأحدّثكم حديثاً، غَزوْنا بلَنْجَر، ففتح اللَّه علينا، Ùˆ أصبنا غنائم، فقال لنا سَلمان الفارسيّ: أفرِحتم بما فتح اللَّه عليكم، Ùˆ أصبتم من الغنائم! فقلنا: نعم، فقال لنا: «Ø¥Ø°Ø§ أدركتم شباب آل محمد فكونوا اشدّ فرحاً بقتالكم معهم مما أصبتم من الغنائم»ØŒ فأمّا أنا فإنيّ أستَودعكم اللَّه. قال: ثم Ùˆ اللَّه مازال في أوّل القوم حتّى‏ قُتل.
Ùˆ عبارة إبن الاثير هي: «Ø¥Ø°Ø§ أدركتم سيَّد شباب آل محمد فكونوا اشدَّ فرحاً بقتالكم مَعَهُ بما أصبتم اليومَ من الغنائم».
Ùˆ ذكر الطبري «Ø³Ù„مان الباهليّ» بدلًا من سلمان الفارسيّ Ùˆ هو الاصح اذ ان سلمان الباهلي هو الذي قُتل في بَلنجر.
10- روى‏ ابن الاثير عن غرفة الأزدي Ùˆ كان من اصحاب رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) من اهل الصفّة قال: دخلني شكٌ من شأن علي (عليه السلام) فخرجنا مع علي (عليه السلام) إلى‏ شاطئ الفرات فعدل‏ عن الطريق Ùˆ وقف وقفنا حوله فقال Ùˆ أومأ بيده: هذا موضع رواحلهم Ùˆ مناخ ركابهم Ùˆ مهراق دمائهم بأبي من لا ناصر له في الأرض Ùˆ لا في السماء إلّا اللَّه‏ فلما قتل الحسين (عليه السلام) خرجت حتى‏ اتيت المكان الذي قتلوا فيه فاذا هو كما قال ما أخطأ شيئا. قال: فاستغفرت اللَّه مما كان منى من الشك Ùˆ علمت أنَّ عليا (عليه السلام) لم يقدم إلّا بما عهد اليه فيه.
11- رُوي عن سويد بن غفلة حديثٌ أن رجلا أتى‏ أمير المؤمنين (عليه السلام) Ùˆ قال: عبرت وادي القرى‏ Ùˆ قيل لي أن خالد بن عرفطة قد مات فاستغفرت له Ùˆ قال له علي أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يموت حتى‏ يقود جيشا ضالًا Ùˆ صاحب رايته حبيب ابن حمار.
فقام رجل إليه Ùˆ قال: يا أمير المؤمنين أنا أحبك Ùˆ أنا حبيب بن حمار. فقال له علي (عليه السلام) إنك ستكون حامل رايته Ùˆ ستدخل برايتك من هذا الباب Ùˆ أشار إلى‏ الباب الذي كان أمامه.
Ùˆ ما أن مرّت الأيام حتى‏ أرسل إبن زياد عمر بن سعد لحرب الحسين (عليه السلام) Ùˆ كان خالد بن عرفطة أحد قادة الجيش Ùˆ حبيب بن حمار صاحب لوائه Ùˆ وردا من نفس الباب الى‏ مسجد الكوفة Ùˆ صح بذلك إخبار أمير المؤمنين (عليه السلام).
12- روى‏ «Ø§Ù„ملّا» إنَّ علياً (عليه السلام) لما مرَّ بمكان قبر الحسين (عليه السلام) قال:
«Ù‡ÙŠÙ‡ÙÙ†Ø§ مَناخُ رِكابِهمْ Ùˆ هيهُنا مَوضُعُ رحالهم Ùˆ هيهُنا مَهراقُ دمائِهِمْ فتيةٌ مِنْ‏ آل مُحَمَّدِ يُقتلونَ بِهذِهِ العَرَصَةِ تبكي عَلَيهُم السماءُ Ùˆ الأرض»
Ùˆ روى‏ هذا الحديث، الحافظ عبد العزيز الجنابذي في «Ù…عالم العترة الطاهرة» عن الاصبغ بن نباته عن علي (عليه السلام) باختلاف طفيف في الالفاظ.
13- قال ابو حنيفة الدنيوري لمّا ورد الحسين (عليه السلام) Ùˆ اصحابه الى‏ كربلاء فوقف الحر Ùˆ أصحابه امام الحسين Ùˆ منعوهم من المسير Ùˆ قال انزل بهذا المكان فالفرات منك قريب. قال الحسين (عليه السلام) Ùˆ ما اسم هذا المكان؟ قالوا له كربلاء. قال ذات كربٍ Ùˆ بلاء Ùˆ لقد مرَّ أبي بهذا المكان عند مسيره الى‏ صفين Ùˆ أنا معه فوقف فسأل عنه فاخبر باسمه فقال ههنا محط ركابهم Ùˆ ههنا مهراق دمائهم فسئل عن ذلك فقال‏ «Ø«ÙÙ‚Ù„ÙŒ لِالِ مُحمَّدٍ ينزِلونَ ههُنا» Ùˆ رواه الدميري Ùˆ لكنه ذكر كلمة «Ù†ÙØ±ÙŒ» بدل «Ø«Ù‚Ù„ÙŒ»
14- روى‏ الحسن ابن كثير Ùˆ عبد خير أنَّ علياً (عليه السلام) لمّا وصل الى‏ كربلاء وقف Ùˆ بكى Ùˆ قال: «Ø¨Ø£Ø¨ÙÙŠ Ø£ÙØºÙŠÙ„Ù…Ø©ÙŒ يُقتلون هيهُنا، هذا مَناخُ ركابهم Ùˆ هذا مَوضِعُ رِحالِهم، هذا مصرعُ الرَجُلْ»
15- روى‏ الديلمي عن معاذ أنَّ رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) قال: «Ù†ÙØ¹ÙÙŠÙŽ Ø¥Ù„Ù‰Ù‘ÙŽ الحُسينُ Ùˆ أُتِيتُ بتُربَتِهِ Ùˆ أُخبِرتُ بقاتِلِهِ»
16- روى‏ ابن عساكر عن ابن عمر ان رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) قال: «Ù„ا بارَكَ اللّهُ في يزيدَ الطَعان اللّعانِ أما إنَّهُ نُعِيَ اليَّ حبيبي Ùˆ سَخيلي حُسينٌ أُتيتُ بتُربتِهِ Ùˆ رأيتُ قاتِلَهُ اما إنَّهُ لا يُقتلُ بين ظهراني قومٍ فلا ينصروه إلّا عِمَّهُمُ اللَّه بِعِقابٍ»
17- روى‏ ابن عساكر عن علي (عليه السلام) انه قال لعمر بن سعد: كَيفَ أنْتَ إذا أقَمتَ مَقاماً تُخَيَّر فيهِ بينَ المنيُة Ùˆ النار فَتَخْتارَ النارَ»
18- Ùˆ روى‏ البيهقي ان رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) أُخبر بقتل الحسين‏ في الطف Ùˆ هو مكان قريب من الكوفة يعرف بكربلاء.
19- روى‏ ابن ابى الحديد في ضمن خبر عن امير المؤمنين انه قال لتميم بن اسامة بن زهير التميمي Ùˆ كان ابنه الحصين طفلًا رضيعاً Ùˆ أخبره بأن ابنه الحصين هذا سيشترك في قتل ولده الحسين (عليه السلام).
Ùˆ هذا ما حصل فلم يزل الحصين حتى‏ عيّنه ابن زياد على‏ الشرطة Ùˆ أرسله يوم التاسع من المحرم إلى‏ كربلاء ليبلغ عمر بن سعد بقتال الحسين Ùˆ يحذره من امهاله.
20- Ùˆ كذلك ذكر ابن ابى الحديد ضمن إخبار امير المؤمنين بالمغيبات انه‏قال للبداء ابن عازب: «Ø£ÙŠÙÙ‚تَلُ الحُسينُ Ùˆ أنتَ حَيُّ فلا تنصُره» Ø› فقال البراء: «Ù„ا كانَ ذلك يا أمير المؤمنين»
Ùˆ كان البراء حينما قُتل الحسين (عليه السلام) يتذكر هذا الحديث Ùˆ يبكي حسرةً على‏ عدم نصرته للحسين (عليه السلام).
21- نقل الخوارزمي عن شيخ الإسلام الحاكم الجشمي أنّ أمير المؤمنين لما سار إلي صفين نزل بكربلاء و قال لابن عباس: أتدري ما هذه البقعة؟ قال: لا.
قال: لو عرفتها لبكيت بكائي، ثم بكى‏ بكاءاً شديداً، ثم قال: ما لي Ùˆ لآل أبي سفيان. ثم التفت الى‏ الحسين Ùˆ قال: صبراً يا بني فقد لقى‏ أبوك منهم مثل الذي تلقى‏ بعده.
22- يقول اليعقوبي في تاريخه: Ùˆ كان اول صارخة صرخت في المدينة امّ سلمة زوج رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله)ØŒ كان دفع اليها قارورة فيها تربة، Ùˆ قال لها: إن جبرئيل أعلمني ان امَّتي تقتل الحسين (عليه السلام)ØŒ Ùˆ أعطاني، هذه التربة Ùˆ قال لي: إذا صارت دماً عبيطاً فاعلمي أن الحسين (عليه السلام) قد قتل. Ùˆ كانت عندها، فلمّا حضر ذلك الوقت جعلت تنظر إلى القارورة في كلّ ساعة، فلمّا رأتها قد صارت دماً صاحت: وا حسيناه! Ùˆ ابن رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله)! Ùˆ تصارخت النساء من كلّ ناحية، حتى‏ ارتفعت المدينة بالرجة التي ما سُمع بمثلها قط.
Ùˆ روى‏ ابن حجر هذا الحديث عن «Ø§Ù„ملا» Ùˆ ابن أحمد في زيادة المُسند، بتفاوت بسيط Ùˆ روى‏ أنَّ تلك التربة هي تربة مكان قتل الحسين (عليه السلام) . Ùˆ مثل هذه الاخبار المروية عن رسول اللَّه (صلى الله عليه Ùˆ آله) Ùˆ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرة، Ùˆ منها يُعلم أنَّ الشهادة قد كتبت على‏ الحسين (عليه السلام) Ùˆ قد كانت شهادته من اكبر مناقبه Ùˆ فضائله Ùˆ من جملة مقاماته صلوات اللَّه عليه Ùˆ آله اجمعين.