إنَّ جميع أعمال الإنسان ØªØØªØ§Ø¬ إلى عنصر Ù†ÙØ³ÙŠ Ù†Ø§Ø¨Ø¹ من ذات الإنسان ØŒ به يؤدي تلك الأعمال بمستواها الطبيعي والمألو٠، وكلّما ازدادت الأعمال تعقيداً Ø§ØØªØ§Ø¬Øª إلى قوّة Ù†ÙØ³ÙŠØ© مقابلة لها . ÙØ§Ù„Ùوز ÙˆØ§Ù„ÙØ´Ù„ ØŒ والنصر والهزيمة منبعهم الأول هو ذات الإنسان Ù†ÙØ³Ù‡ .
ÙØ§Ù„جندي مثلاً إذا كان مهزوماً ÙÙŠ أعماق Ù†ÙØ³Ù‡ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لا ينال النصر على أعدائه ØŒ ولو كانت بين يديه Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ© Ø§Ù„ÙØªÙ‘اكة Ø› ÙØ§Ù„منهزم ÙÙŠ ذاته يعجز عن أداء أبسط الأعمال .
وإذا كان للعامل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ù‡Ø°Ø§ الدور والتأثير العظيم ÙÙŠ أعمال الإنسان ØŒ Ùقد دأب أساتذة الÙنّ على تصØÙŠØÙ‡ ØŒ وتقويته ÙÙŠ Ù†Ùوس المتعلّمين .
ÙÙÙŠ الÙنون القتاليّة مثلاً يمارس المتعلّم Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª القتاليّة أمام خصم Ù…ÙØªØ±Ø¶ ØŒ ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ يخضع لعمليّة Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© تزرع وتØÙر ÙÙŠ ذاته الثقة بقدراته وقابليّاته ØŒ بØÙŠØ« توثق أركان النصر على أعدائه ÙÙŠ أعماق Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ قبل المباراة معهم ÙÙŠ الواقع .
ومن هذا نستطيع القول أنّ الخطابة شأنها ÙÙŠ ذلك كشأن تلك الÙنون ØŒ ØªØØªØ§Ø¬ ÙÙŠ تربية الخطيب المبتدئ إلى جانبين :
Ø£ Ù€ تعليم Ø§ÙØµÙˆÙ„ وقواعد ÙÙ† الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© .
ب Ù€ تدريب العامل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¹Ù†Ø¯ الخطيب .
الغالبيّة من المبتدئين يساورهم الخو٠ØÙŠÙ†Ù…ا يرتقي المنبر ØŒ وتضطرب Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ويختلّ سلوكه ØŒ ويتخبّط ÙÙŠ أدائه .
ÙØ§Ù„بعض لا يقوي على التغلّب على هذه العقدة ØŒ Ùينهزم عن هذا الميدان بانهزام ذاته ØŒ أو إنّ البعض لا يتجرّأ منذ البدء على الممارسة العمليّة ÙÙŠ الخطابة Ø› لتوغّل الخو٠ÙÙŠ أعماقه ØŒ أمّا البعض الآخر يقاوم تلك المخاو٠ويصارعها إلى أن ينال مراده .
ولمّا كانت لهذه المخاو٠هذا التأثير العظيم على سير الخطيب ØŒ ينبغي أن يق٠الخطيب المبتدئ على أسباب وآثار تلك المخاو٠، وكيÙية علاجها .
آثار Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„
عندما يتعرّض الخطيب لموق٠Ùيه آثاره Ù„Ù„Ù…Ø®Ø§ÙˆÙ ØªØØ¯Ø« ÙÙŠ جسمه عدّة تغيّرات ÙØ³ÙŠÙˆÙ„وجية هامّة تؤثر على وضعه Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø› Ùيؤدّي به إلى اضطراب ملØÙˆØ¸ .
ومن هذه التغيّرات :
Ø£ Ù€ التغيّرات Ø§Ù„ØØ§ØµÙ„Ø© ÙÙŠ الدورة الدمويّة
عندما ÙŠÙ†ÙØ¹Ù„ الإنسان بنØÙˆ عام عند تعرّضه لموق٠Ùيه إثارة للمخاو٠، يزداد سرعة Ø®Ùقان القلب كما تزداد شدّته . وقد Ù„ÙˆØØ¸ أنّ سرعة النبض تزيد أثناء Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ من (72) إلى (150) نبضة ÙÙŠ الدقيقة ØŒ وينتج عن سرعة نبضات القلب وشدّتها زيادة ÙÙŠ كمية الدم التي يرسلها القلب إلى أجزاء البدن Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© Ø› وهذا يؤدّي إلى ازدياد ضغط الدم .
ÙˆÙŠØØ¯Ø« أثناء Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ انقباض الأوعية الدمويّة الموجودة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ØØ´Ø§Ø¡ ØŒ واتّساع ÙÙŠ الأوعية الدمويّة الموجودة ÙÙŠ الجلد ÙˆÙÙŠ الأطرا٠؛ ويؤدّي ذلك إلى Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ الدم الموجود من Ø§Ù„Ø£ØØ´Ø§Ø¡ إلى الأجزاء الخارجية ÙÙŠ البدن وإلى الأطرا٠؛ ولذلك ÙŠØÙ…ر وجه الإنسان , ويشعر Ø¨Ø§Ù„ØØ±Ø§Ø±Ø© تتدÙÙ‚ ÙÙŠ وجهه ÙˆÙÙŠ بدنه(1) .
ب Ù€ التغيّرات التي ØªØØµÙ„ ÙÙŠ الغدد
يزداد نشاط العرق أثناء Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ ممّا يسبب تصبب العرق بشدّة ØŒ وخاصة ÙÙŠ الجبهة ÙˆÙÙŠ اليدين ØŒ ويقلّ نشاط الغدد اللعابية ممّا يسبب Ø¬ÙØ§Ù الØÙ„Ù‚(2) .
ج Ù€ تغيّرات Ø§ÙØ®Ø±Ù‰
ÙŠÙ„Ø§ØØ¸ أثناء Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ أيضاً اضطراب ÙÙŠ التنÙّس ØŒ واتّساع ÙÙŠ شعبتي القصبة الهوائيّة ØŒ كما ÙŠØØ¯Ø« اتّساع ÙÙŠ بؤبؤ العين ØŒ ويزداد التوتر العضلي(3) .
د Ù€ تغيّرات ÙÙŠ نبرة الصوت
ÙˆÙŠØØ¯Ø« Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ تغيّراً هاماً ÙÙŠ نبرات الصوت ØŒ ويعبّر عادة عن ØØ§Ù„Ø© الشعور Ø¨Ø§Ù„ÙØ´Ù„ واليأس بخÙوت الصوت وببطء الكلام , ويعبّر عن ØØ§Ù„Ø© التهيّج والتØÙ…ّس Ø¨Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ الصوت ÙˆØØ¯Ù‘ته .
إنّ Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ ÙŠØØ¯Ø« عادة ØØ§Ù„Ø© من التوتّر ÙÙŠ البدن ØŒ ويمتدّ هذا التوتّر إلى الأوتار الصوتيّة ØŒ ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨ Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø² ØŒ ويؤدّي ازدياد توتّر الأوتار الصوتيّة ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨ Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø² إلى ازدياد ØØ¯Ù‘Ø© الصوت وعلوّه ÙˆØ§Ø±ØªÙØ§Ø¹Ù‡ ØŒ كما يشاهد ÙÙŠ ØØ§Ù„ات الخو٠أو الغضب(4) .
ﻫ Ù€ تأثيرات Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ ÙÙŠ العمليّات العقليّة
لا تسلم العمليّات العقليّة من أسباب Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ Ø› Ùهي تتأثّر كما يتأثّر أعضاء البدن ØŒ ومن تأثيرات Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ :
Ø£ Ù€ ØØµÙˆÙ„ النسيان : لا يتذكَّر Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ ØØªÙ‘Ù‰ الأشياء التي انطباعها قويّ ÙÙŠ ذاكرته .
ب Ù€ Ùقدان القدرة على تنظيم الÙكر : تبدو Ø£Ùكاره ÙˆØØ±ÙƒØ§ØªÙ‡ غير مترابطة ØŒ ÙØªØ±Ù‰ مثلاً المناقش الهادئ الرزين يلجأ ØÙŠÙ† ÙŠÙØÙ… ويرتج عليه إلى Ø§Ù„ØµÙŠØ§Ø ØŒ أو Ø§Ù„Ù„ØØ§Ø ØŒ أو المكابرة ØŒ وإذا به أضØÙ‰ عاجزاً عن الÙهم ØŒ عاجزاً عن Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ ما تنطوي عليه Ù†ÙØ³Ù‡ من شكّ وارتياب ØŒ أو خو٠أو بغض(5) .
ج Ù€ Ø§Ù„ØØ¨Ø³Ø© ÙÙŠ اللسان : وهي ثقل النطق عليه ØŒ وهي ناتجة من عدم ÙˆØ¶ÙˆØ Ù…Ø§ يريد أن يقوله ØŒ أو من الØÙŠØ§Ø¡ والخجل(6) .
د Ù€ إدخال بعض الكلام ÙÙŠ بعض : ومنشأ هذا العيب ÙÙŠ بعض الأØÙˆØ§Ù„ إنّ Ø§Ù„Ø£Ù„ÙØ§Ø¸ بسبب سعة المخيّلة تسبق القصد ØŒ ÙØ§Ù„متكلّم يستعمل Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ ثمّ يتركه إلى سواه قبل أن يتمّ تكوّنه(7) .
تبين لنا ÙÙŠ هذا الكلام أهم ما يعتري الخطيب المبتدئ ØŒ الذي يعاني من الخجل والخو٠والاضطراب ØŒ ولكن المبتدئين يختلÙون ÙÙŠ نسبة تأثّرهم بذلك من جهة الشدّة Ø› لاختلا٠طبائعهم .
رباطة الجأش
نستطيع القول الآن بعد بيان ما تقدّم بأنَّ الخطيب لا يكون خطيباً ØÙ‚ّاً إلاّ ببلوغ مرØÙ„Ø© الاستقرار Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ØŒ والثقة بها ورباطة الجأش ØŒ بØÙŠØ« تزول عن Ù†ÙØ³Ù‡ المخاو٠التي كانت تنتابه ÙÙŠ مرØÙ„Ø© البدء أثناء مقابلة الناس وهو على المنبر .
ÙØ§Ù„خطيب المقتدر هو الذي لا يتعلّق ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ وجل ولا اضطراب ØŒ إنّما يتلذّذ ÙÙŠ أدائه ØÙŠÙ†Ù…ا يكون على المنبر أكثر من بقيّة Ø£ØÙˆØ§Ù„Ù‡ العاديّة .
ÙØ§Ù„خطيب الذي ÙŠÙقال عنه خطيب هو الذي يق٠أمام الجالسين مطمئن Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ØŒ غير مضطرب ولا وجل ØŒ وإلاّ لم يستطع Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø© السامعين ØŒ ولم يؤثّر كلامه Ùيهم . وهم إن Ø£ØØ³Ù‘وا بضعÙÙ‡ واضطرابه صغر ÙÙŠ نظرهم ØŒ وهان هو وكلامه ÙÙŠ أعينهم ØŒ Ùيذهب كلامه هباءً منثوراً .
ولا بدّ أن Ù†Ù„ÙØª الانتباه [ إلى ] أنّ قولنا : ( الذي بلغ مرØÙ„Ø© الثبات والاستقرار Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ±Ø¨Ø§Ø·Ø© الجأش ØÙ‚Ù‘ عليه القول بأنّه خطيب ) , قولنا هذا يتÙÙ‚ مع إتقان وأØÙƒØ§Ù… الجانب الأول من علم قواعد Ùنّ الخطابة وأدائها بالنØÙˆ الصØÙŠØ Ø› وإلاّ ÙØ§Ù„كثير ممّنْ ارتقى المنبر ساعدته قواه Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© وثقته بها على الظهور بالثبات ورباطة الجأش ØŒ ولكنّه طبق Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© مع قواعد Ùنّ الخطابة لم يكن خطيباً بالمعنى الذي يراد من Ùنّ الخطابة .
أسباب المخاو٠وعلاجها
1 Ù€ إنّ السبب العميق الذي يبعث Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ على الشعور Ø¨Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø£Ùˆ Ø§Ù„ÙØ´Ù„ هو ما ÙŠØÙ…له من صورة ذهنيّة عن Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ÙØ§Ù„ذي تمتلئ Ù†ÙØ³Ù‡ بالمخاو٠إنّما تتمركز ÙÙŠ ذهنه صورة Ø§Ù„ÙØ´Ù„ والنقص ØŒ Ùلن ÙŠÙ†ÙØ¹ طبيب ولا دواء لمعالجة هذا الخو٠المتمكّن ÙÙŠ أعماق الذات إلاّ إذا تغلّب Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ على شعوره بالنقص ÙˆØ§Ù„ÙØ´Ù„ Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ سرّ Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¹Ù†Ø¯ اÙولئك الذين ليسوا أكثر خبرة ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© من غيرهم ØŒ هو كامن ÙÙŠ الصورة التي ÙŠØÙ…لونها ÙÙŠ أذهانهم Ù„Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ØŒ لقد تمثّلوا ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… رجالاً ناجØÙŠÙ† .
أمّا اÙولئك الذين توÙّرت لهم مؤهّلات Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ØŒ ومع ذلك أخÙقوا ØŒ ÙØ§Ù„أغلب أنّ Ù†Ùوسهم ØØ§Ùلة بالمخاو٠والشكوك ØŒ وأنّ أسباب تلك Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§ÙˆÙ Ø¥ÙŠØØ§Ø¡Ø§Øª وهميّة غير واقعيّة ÙŠØªÙØ§Ø¹Ù„ معها Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ Ø§Ù„Ø®Ø§Ø¦Ù ÙØªØ«Ø¨Ø· عزيمته عن مواجهة المواقÙ(8) .
ÙØ®Ù„ع صورة Ø§Ù„ÙØ´Ù„ من أعماق Ø§Ù„Ù†ÙØ³ واستبدالها بالثقة بالقدرات والطاقات ØŒ وإØÙ„ال Ù…ØÙ„ّها الثقة Ø¨Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø , خطوة أولى ÙÙŠ معالجة تلك المخاو٠.
ØØ¯Ù‘ÙØ« Ù†ÙØ³Ùƒ دائماً بأنّك تخطب أمام جمهور غÙير ØŒ وبخطاب بليغ ØŒ ØØ¯Ù‘ÙØ« Ù†ÙØ³Ùƒ دائماً بأنّ التوÙيق رÙيق لك لا ÙŠÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ ØŒ ولا تدع غير هذا يتسرّب إلى ذهنك Ùيثبط عزيمتك ويخذلك .
2 Ù€ بعد التغلّب على Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§ÙˆÙ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© ØŒ وخلع صورة Ø§Ù„ÙØ´Ù„ أن يشخّص المبتدئ هدÙÙ‡ منذ البدء Ù€ هدÙÙ‡ ÙÙŠ الخطابة Ù€ ØŒ وأن يعتقد به اعتقاداً راسخاً .
3 Ù€ أن يجمع المبتدئ عزمه وإرادته ØŒ ويØÙ…Ù„ Ù†ÙØ³Ù‡ على الخوض ÙÙŠ ميدان الممارسة العملية Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ Ø£Ù†ÙØ¹ طريق لقتل وخلع تلك المخاو٠الكامنة ÙÙŠ الذات هو Ø§Ù‚ØªØØ§Ù… الأمر المخو٠بعد القناعة بغلبته ØŒ كما قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (( إذا هبت أمراً Ùقع Ùيه Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ شدّة توقّيه أعظم ممّا تخا٠منه ))(9) .
ÙØ§Ù„ذي اعتقد بهد٠وغاية الخطابة ما عليه إلاّ أن يمارس ÙÙŠ الواقع ما يصبو إليه ØŒ Ùقد اقترن مع النكوص Ø§Ù„ØØ±Ù…ان ØŒ ومع الشجاعة ÙˆØ§Ù„Ø§Ù‚ØªØØ§Ù… التوÙيق ÙˆØ§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ØŒ كما قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (( Ù‚ÙØ±Ù†Øª الهيبة بالخيبة ØŒ والØÙŠØ§Ø¡ Ø¨Ø§Ù„ØØ±Ù…ان ))(10) .
وعليك أن تكون أصعب من الصعوبات التي تواجهك أثناء الممارسة العمليّة Ø› ÙØ¥Ù† كنت كذلك سهلت الاÙمور ØŒ وذلَّ لك كلّ شيء . أمّا لو كنت خلا٠هذا ØŒ صار كلّ شيء أقوى من قواك ØŒ Ùيتعذّر عليك التغلّب عليه , وكان Ø§Ù„ÙØ´Ù„ عاقبة أمرك .
4Ù€ Ø¬ÙØ¨Ù„ الإنسان على ØØ¨Ù‘ ذاته ومتعلّقاتها ØŒ ÙÙÙŠ جانب من هذا Ø§Ù„ØØ¨Ù‘ ÙŠØØ±Øµ أن تظهر علاقاته الاجتماعيّة بصورة تتلاءم وتتناسب مع هذا Ø§Ù„ØØ¨Ù‘ Ø› Ùهو يجلب لها كلّ ما يزين صورته ÙˆÙŠØØ³Ù‘نها أمام الناس ØŒ ÙˆÙŠØ¯ÙØ¹ عنها ما يسيء إليها ويخدشها .
وكلّما Ø§Ø±ØªÙØ¹ شأن Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ ومنزلته ÙÙŠ اÙمور الØÙŠØ§Ø© الاجتماعيّة تكوّرت ØÙˆÙ„Ù‡ هالة عظيمة من المخاو٠، Ùيراقب سلوكه ضمن المجتمع مراقبة شديدة يخا٠أن تخدش هذه المنزلة ØŒ Ùيشدّد العزم ويجتهد على الØÙاظ عليها ØŒ ÙÙŠØØ°Ø± ويتجنّب أصغر الاÙمور التي لا تعدّ ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© العاديّة ما يسيء إليه ØŒ ÙˆÙŠØ±ÙØ¶ أيضاً من الآخرين أيّ سلوك يظنّ Ùيه ما يخدش تلك المنزلة .
البعض من الخطباء المبتدئين يأتي إلى الخطابة وهو ÙŠØÙ…Ù„ هذه الصورة ØŒ صورته ضمن المجتمع ØŒ ÙØªÙ†Ø´Ø£ عنده مخاو٠من هذا السبب ØÙŠÙ†Ù…ا يرتقي المنبر تعتلج ÙÙŠ صدره Ù…Ø®Ø§ÙˆÙ Ø§Ù„ÙØ´Ù„ ØŒ وما يترتب على هذا Ø§Ù„ÙØ´Ù„ من الظهور أمام الآخرين بصورة ØªÙ‚Ø¯Ø ÙÙŠ منزلته بينهم ØŒ ÙØªØ£Ø®Ø° هذه الصورة من ذاته مأخذاً عظيماً تسبب له الاضطراب والØÙŠØ±Ø© والقلق .
أمّا علاج هذا التوهّم : ينبغي للخطيب المبتدئ أن يقلع سبب هذا التوهّم ØŒ ÙØ§Ù„مبتلي به عليه أن ÙŠØµØØ نظرته اتّجاه بعض أنماط السلوك الاجتماعي .
أولاً : أن لا يبالغ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ مهما كان شأنه بقيمته ومنزلته Ø› Ùهو ÙÙŠ مجال تعلّم الخطابة ØŒ ÙØ¹Ù„يه أن يعر٠أنّ شأنه ÙÙŠ ذلك شأن المتعلّم الذي ليس له ÙÙŠ البدء غير استعداد التعلّم ØŒ وهذا لا ÙŠÙ‚Ø¯Ø Ø£ØµÙ„Ø§Ù‹ ÙÙŠ مقامه ØŒ ولا ÙÙŠ شأنه ØŒ أمّا أن يضع Ù†ÙØ³Ù‡ أعلى من ذلك ÙØ¹Ù„يه أن يتØÙ…ّل أسباب Ø§Ù„ÙØ´Ù„ .
ثانياً : الإنسان ما عدا مَنْ عصمهم الله تعالى ممزوج بالنقص والعيوب ØŒ ولكنّها Ù…ØªÙØ§ÙˆØªØ© بين Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ نوعاً وشدّة ØŒ Ùكما إنّ الإنسان Ùيه القابلية على النكوص Ùيه القابلية على التكامل والعلوّ , ولا يخرج ذلك إلاّ بالتجربة والعمل Ø› ÙØ¨Ø§Ù„عمل المناسب للنكوص يتراجع Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ ØŒ وبالعمل المناسب Ù„Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙŠØ¹Ù„Ùˆ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ ويسمو .
ÙØ§Ù„نقص والعيب ÙÙŠ القابليات والقدرات ليست اÙموراً Ù‚Ø§Ø¯ØØ© ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ ØŒ ولا Ù…ÙØÙØ·Ù‘Ø© لقيمته ØŒ Ùهي ليست ما يشكّل خطراً ÙÙŠ الوضع الاجتماعي إذا نظر إليها Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ نظرة واقعية .
ثالثاً : لا ÙŠØÙƒÙ… الخطيب المبتدئ على Ù†ÙØ³Ù‡ Ø¨Ø§Ù„ÙØ´Ù„ القطعي إذا لم يوÙّق ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© ÙˆØ§ØØ¯Ø© أو عدّة Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الخطابة منهجها التكرار والمواصلة Ùلا تظهر الثمرة Ùيها Ø¯ÙØ¹Ø© ÙˆØ§ØØ¯Ø© .
ولنعلم أنّ كثيراً ممّن تÙوّقوا ÙÙŠ كثير من الاختصاصات العلميّة والÙنيّة إنّما اتّخذوا من Ø§Ù„ÙØ´Ù„ منطلقاً .
لم يقعد بهم Ø§Ù„ÙØ´Ù„ إلى اليأس والقنوط والتراجع ØŒ إنّما ØÙّز إرادتهم وشجَّعهم على المواصلة والجدّ والسعي والمثابرة ØŒ Ùنالوا أهداÙهم ØŒ وتÙوّقوا على أقرانهم ØŒ ولعلَّ هذا هو Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙØ§Ø¯ من قول أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (( سيئة تسوءك خير عند الله من ØØ³Ù†Ø© تعجبك ))(11) .
Ùقد يخرج Ø§Ù„ÙØ´Ù„ كوامن الطاقات ØŒ وقد يخلد الÙوز ÙˆØ§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¥Ù„Ù‰ الكسل والغرور والجمود Ø› ÙØ¹Ù„يك أن تتقبّل Ø§Ù„ÙØ´Ù„ كما تتقبّل Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ØŒ كلاهما ÙŠØ¯ÙØ¹Ø§Ù† بك إلى العمل والنشاط والمثابرة .
5 Ù€ من الأسباب المهمّة التي تنشأ الاضطراب ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الخطيب المبتدئ هو عدم إتقانه وإØÙƒØ§Ù…Ù‡ للجوانب الÙنيّة ÙÙŠ الخطابة ØŒ Ùينشأ عنده شعور بالمخاو٠من عدم أدائه بالنØÙˆ الصØÙŠØ ØØ§Ù„ ارتقائه المنبر ØŒ وهذا أمر طبيعي ÙÙŠ بداية الممارسة ØŒ Ùلا يكون داعياً لتعظيمه ØØªÙ‘Ù‰ لا يصير عقدة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ يصعب علاجها Ùيما بعد .
ÙØ¹Ù„Ù‰ الخطيب المبتدئ أن يوطّد Ù†ÙØ³Ù‡ على الصبر ØŒ ويعمل ØØªÙ‘Ù‰ تزول منه الأخطاء ØŒ وتثبت عنده القدرة على الأداء الصØÙŠØ .
6 Ù€ على الخطيب المبتدئ أن يراعي مراØÙ„ الممارسة العمليّة للخطابة ويتدرّج Ùيها ØŒ Ùلا يتجاوز مرØÙ„Ø© إلاّ بعد إتقانها وإØÙƒØ§Ù…ها بنØÙˆ تام Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ عدم مراعاة ذلك لا يثمر إلاّ Ø§Ù„ÙØ´Ù„ ØŒ ويكون سبباً لتعظيم المخاو٠عند البعض .
وإذا أردنا تميّز مراØÙ„ الخطابة Ùهي على النØÙˆ التالي :
Ø£ Ù€ مرØÙ„Ø© أداء ( القريض ) بالنØÙˆ المتعار٠عليه عند أهل الÙÙ† وذوق الناس .
ب Ù€ مرØÙ„Ø© الجمع بين ( القريض ) , وقليل من ذكر ( مصائب سيّد الشهداء ) .
ج Ù€ مرØÙ„Ø© أداء خطبة كاملة من ( قريض Ù€ موضوع Ù€ وخاتمة ) .
ولا بدّ أن Ù†Ù„ÙØª الانتباه إلى الاÙمور التالية :
Ø£ Ù€ على الخطيب المبتدئ أن يتبنّى ÙÙŠ البدء Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø¶Ø±Ø§Øª القصيرة Ø› Ùهي أيسر له من ØÙŠØ« الإعداد والأداء ØŒ ويستمر على هذا النØÙˆ إلى أن تكتمل عنده ملكة الخطابة.
ب Ù€ أن يتتلمذ عند أهل الخبرة من أستاذ ÙÙŠ الخطابة ØŒ أو خطيب متكامل ØŒ وأمام ØØ¶ÙˆØ± Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ من المستمعين Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ أخÙÙ‘ وطأة على Ø§Ù„Ù†ÙØ³ .
ج Ù€ يجب على الخطيب المبتدئ أن يمارس ÙØ¹Ø§Ù„يته ÙÙŠ الخطابة ÙÙŠ بدء الممارسة ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙÙ„ أعدّت للتدريب ØŒ وأمام مجموعة من المستمعين الذين لديهم خبرة ÙÙŠ Ùنّ الخطابة Ø› لغرض Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¹ بتوجيهاتهم ØŒ ولا يخرج من دائرة التدريب إلى الممارسة Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ية ÙÙŠ التبليغ إلاّ بعد إذن أستاذ الخطابة أو أهل الخبرة .
7 Ù€ وقد تعود أسباب الخو٠والاضطراب إلى عوامل وراثية وتربوية نشأ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ عليها ØØªÙ‘Ù‰ كبر ØŒ ÙمرØÙ„Ø© الطÙولة تلعب دوراً كبيراً ÙÙŠ صياغة شخصيّة Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ من ØÙŠØ« يشعر أو لا يشعر ØŒ ÙØ¹Ù„اقة الطÙÙ„ بوالديه وإخوته لها أثر بالغ ÙÙŠ تكوين اتّجاهاته ÙˆØ§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„اته Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© ØŒ وكذلك المجتمع الذي عاش Ùيه ØŒ وما عند المجتمع من تقاليد وأعرا٠وقوانين ÙˆØ£ØØ¯Ø§Ø« تؤثّر ÙÙŠ تربية Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ .
وخلاصة الكلام هنا : مَنْ شبَّ على الهرب من المشاكل والصعوبات , استقبل عهد الرجولة Ø®Ø§Ø¦ÙØ§Ù‹ خانعاً منطوياً(12) .
ÙØ¹Ù„Ù‰ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ الذي يعاني من أزمة الخو٠أن يراجع اتّجاهاته Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© ØŒ ويعيد بناء شخصيّته بما يتلاءم مع متطلبات الشخصيّة السويّة .
ما تقدّم كان توسلاً بالأسباب الطبيعيّة يلجأ إليها الخطيب Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø´Ø£Ù†Ù‡ ØŒ وإنّماء قابلياته ÙˆØ±ÙØ¹ عيوبه ØŒ ولا ينبغي له أن يعتمد عليها من غير أن يرجع إلى مسبب الأسباب Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الاعتماد عليها Ùقط يعدّ من أوثق عرى الشيطان .
ÙØ¹Ù„Ù‰ الخطيب أن يتوكّل على الله ( تعالى ) ÙÙŠ جميع أموره ØŒ ويتضرّع إليه بصدق النيّة ØŒ وإخلاص العمل ØŒ طالباً منه تعالى التوÙيق والتسديد ØŒ وإنزال السكينة على القلب ØŒ وإلهام العلم ØŒ وبلوغ المطالب السامية المقدّسة المطلوبة لوجهه تعالى ÙˆØØ¯Ù‡ لا شريك له .
تأثير العادات على الخطيب
غالباً ما تنعكس على الخطيب المبتدئ ما اعتاد عليه من السلوك ÙÙŠ Ø£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ وأقواله وهو ÙÙŠ ØØ§Ù„ أداء خطبة منبريّة ØŒ ÙØ§Ù„ذي اعتاد على سرعة الكلام ÙÙŠ سلوكه العادي يبدو منه ذلك وهو على المنبر ØŒ ومَنْ كان يغلب عليه الهدوء يظهر أيضاً منه ذلك ØŒ وهكذا ÙÙŠ الإشارات ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª .
ÙØ¹Ù„Ù‰ الخطيب هنا أن ÙŠÙ„Ø§ØØ¸ أنّ قواعد Ùنّ الخطابة تقتضي أن ينتزع من سلوكه ما تطبّع عليه من عادات تخال٠هذا الÙنّ ØŒ ونØÙ† نعلم أنّ العادات إذا انطبعت ÙÙŠ شخصيّة Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ تلبّست بها وملكته ØŒ وظهرت ÙÙŠ سلوكه شاء أم أبى . ÙØªØ±Ùƒ العادة Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØØ© ليس ÙÙŠ متناول Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ إلاّ إذا جدّ واجتهد ÙÙŠ الخلاص منها .
وهناك طرق يمكن للخطيب الذي عنده عادات تخال٠Ùنّ الخطابة التوسّل بها لاستبدالها بطبائع هذا الÙنّ ØŒ منها :
1 Ù€ تØÙˆÙŠÙ„ العادة اللاإراديّة إلى عادة إراديّة :
إنّ العادات تصدر من Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ من غير Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬ إلى توجيه شعوره ووعيه الكامل Ø› لأنّها تنساب منه لشدّة التصاقها بشخصيّته . ÙØ¹Ù„Ù‰ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ هنا أن يقوم بنØÙˆ متعمد على ممارسة العادة السيّئة ØŒ وتوجيه الشعور إليها بالتØÙƒÙ‘Ù… ÙÙŠ الاستجابة لها ØŒ وذلك بتغيّر نوع الاستجابة(13) .
2 ـ استبدال استجابة قديمة باستجابة جديدة :
Ø£ Ù€ Ø£ÙØ¶Ù„ طريقة للتخلّص من العادات السيّئة هو استبدالها بعادة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ جيدة .
ب Ù€ ممارسة العادة الجديدة بكلّ ØÙ…اس .
ج Ù€ عدم Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù„Ø¹Ø§Ø¯Ø© السيّئة بالعودة ØŒ وذلك من خلال الإكثار من ممارسة العادة الجديدة ØŒ وتكرارها Ø¨ØµÙØ© دائمة Ø› لغرض تعزيزها Ø¨ØµÙØ© منتظمة ودائمة Ø› ÙØ§Ù„عادات التي لا تعزز ØªÙ†Ø·ÙØ¦(14) .
أسباب الشرود الذهني عند السامع
مهمّة الخطيب أن يجذب ÙˆÙŠØØ§Ùظ على انتباه مستمعيه Ù€ الذي هو توجيه شعورهم وتركيزه Ù€ Ù†ØÙˆÙ‡ Ø› استعداداً Ù„Ù„ØªÙØ§Ø¹Ù„ معه . وليس ذلك أمراً سهلاً Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الخطيب ليس كالمعلّم ØŒ ÙØ§Ù„معلّم بوسعه أن يقول لتلميذه عند شرود ذهنه ( انتبه ) أو غير ذلك , ولا يستطيع ذلك الخطيب Ø› Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù Ø§Ù„ØØ§Ù„ بين الخطابة والتدريس .
ÙÙŠØØªØ§Ø¬ الخطيب التعرّ٠على العوامل التي تبعث على الشرود الذهني عند السامع ØŒ وهي ما توجب الملل والسأم ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ والانصرا٠.
وهناك جملة من العوامل هي :
Ø£ Ù€ عدم السير على Ø§ÙØµÙˆÙ„ وقواعد Ùنّ الخطابة باعث على انصرا٠السامعين عن الخطيب ØŒ ومن ذلك كون الصوت على وتيرة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØŒ أو السرعة الزائدة وغير ذلك .
ÙØ¹Ù„Ù‰ الخطيب أن يتقن ويØÙƒÙ… هذه Ø§Ù„Ø§ÙØµÙˆÙ„ Ø› لينال اهتمام Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙŠÙ† ÙˆØªÙØ§Ø¹Ù„هم معه .
واعلم أنّ مع إتقان هذه Ø§Ù„Ø§ÙØµÙˆÙ„ يبقى Ø§Ù„ØªÙØ§ÙˆØª بين الخطباء Ø› لاختلا٠قدراتهم وقابلياتهم ÙÙŠ كيÙية توظي٠تلك القواعد على المصاديق ØŒ والنماذج التي Ùيها التأثير على السامعين .
ب Ù€ ينبغي للخطيب الذي يريد إبقاء انتباه سامعيه أن لا يستطرد ÙÙŠ موضوعه كثيراً Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الاستطراد غالباً ما يكون مدعاة إلى ØÙŠÙˆØ¯ الانتباه عن الموضوع الأصلي .
مثال ذلك : الإتيان بشواهد كثيرة متعاقبة على Ù…ØÙˆØ± ÙˆØ§ØØ¯ ØŒ كما لو كان Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن الصبر مثلاً وأتى بقصتين متتاليتين ØŒ وأعقبهما Ø¨Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø´Ø±ÙŠÙØ© ØŒ أو الإتيان بتقسيمات أمر ÙØªÙƒØ«Ø± تشعّباته ØŒ أو مع كثرة هذه التشعّبات يدخل ÙÙŠ إبطال بعض وتأييد البعض الآخر Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ ذلك ممّا يوجب ضياع المراد من ذهن السامع ØŒ Ùيذهب عنه انتباهه وتشوّقه .
ج Ù€ بسبب الولاء لأهل البيت (عليهم السّلام) عمل Ù…ØØ¨Ù‘وهم على إبقاء جذوة ذكرهم خالدة على مرّ العصور Ø› ولأجل ذلك ضØÙ‘وا بالغالي والعزيز من Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø£Ù…ÙˆØ§Ù„.
وممّا بقي خالداً بهذا الولاء العظيم مجالس ذكر مصاب سيّد الشهداء (عليه السّلام) ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ صارت تلك المجالس أماكن Ø´Ø±ÙŠÙØ© للذكر يقصدها المؤمنون قاصدين القرب من الباري (عزّ وجلّ) ØŒ ÙØ¹Ù„Ù‰ الخطيب أن يستوعب ذلك جيّداً Ùيعمل على تقويته وتثبيته .
ÙÙÙŠ جانب من هذه المهمّة الملقاة على عاتق الخطيب أن يعر٠أØÙˆØ§Ù„ Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙŠÙ† الروØÙŠØ© والبدنية Ø› ÙÙÙŠ أيّام Ù…ØØ±Ù‘Ù… التي ØªØØªÙ„Ù‘ أهميّة خاصة ÙÙŠ قلوب وعناية Ù…ØØ¨Ù‘ÙŠ أبي عبد الله (عليه السّلام) تكثر المجالس , ÙÙŠØØ¶Ø± العامل والÙÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ÙƒØ§Ø³Ø¨ ØŒ كما ÙŠØØ¶Ø±Ù‡Ø§ الشيخ الكبير والشاب ØŒ ÙˆÙŠØØ¶Ø±Ù‡Ø§ صØÙŠØ البدن وسقيمه ØŒ ÙØ¬Ù…يع هؤلاء على الرغم ما Ùيهم من عناء عملهم اليومي ØŒ وما Ùيهم من وضع صØÙŠ , يأتون إلى المجالس Ø› لغرض الØÙاظ على خلود ذكر سيّد الشهداء (عليه السّلام) ØŒ ولغرض Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¹ بما يقوله الخطيب ÙÙŠ أمر دينهم ودنياهم .
ÙØ¹Ù„Ù‰ الخطيب هنا أن ÙŠÙ„Ø§ØØ¸ ذلك Ùلا يطيل ÙÙŠ مجلسه إلى Ø§Ù„ØØ¯ الذي يوجب Ù†Ùورهم عن المجالس Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الإطالة قد تعمل على إخماد تلك Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ØŒ وهو خلا٠مهمّة الخطيب ÙˆÙˆØ¸ÙŠÙØªÙ‡ .
Ùمراعاة الوقت مع Ø£ØÙˆØ§Ù„ Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙŠÙ† وتلائمه وتناسبه معهم يجلب انتباههم ØŒ ويكسب إقبالهم على الخطيب ØŒ ويثبت النÙوس على الولاء ØŒ ويشجعهم على Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± والمواصلة ØŒ وخلا٠ذلك التجربة والواقع شاهدان على ÙØ´Ù„Ù‡ ØŒ Ùقد ÙŠÙØ³Ù‡Ø¨ الخطيب ÙÙŠ كلامه إلى Ø§Ù„ØØ¯ الذي ÙŠÙ†ÙØ± منه Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙˆÙ† .
وخلاصة ذلك : إنّ من العوامل المهمّة ÙÙŠ جلب انتباه السامعين هو عدم الإطالة عن Ø§Ù„ØØ¯Ù‘ Ø§Ù„Ù…Ø³Ù…ÙˆØ Ø¨Ù‡ من رغبتهم ØŒ والمطابقة بين المدّة الزمنية للمجلس مع Ø£ØÙˆØ§Ù„ Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙŠÙ† الروØÙŠÙ‘Ø© والبدنيّة .
د Ù€ من العوامل الباعثة على انتباه السامع هو ما ÙŠØÙ…له من تهيؤ ذهني للخطابة ØŒ ويراد من ذلك بأنّ السامع يتمركز ÙÙŠ بؤرة شعوره Ø¥ØØ³Ø§Ø³ بأنّ الخطيب سيتناول ÙÙŠ خطبته موضوعاً يشبع Ù†ÙØ³Ù‡ بالرضا والقبول ØŒ Ùكلّ سامع يطلب ÙÙŠ أعماقه أن يرضيه الخطيب Ø¨Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن شيء يثير انتباهه واهتمامه ÙˆØªÙØ§Ø¹Ù„Ù‡ .
ÙØ¥Ø°Ø§ ÙØ¹Ù„ الخطيب ذلك Ùقد ØØ§Ø² على انتباه سامعيه ØŒ وإلاّ Ùقد خسرهم وصار على طر٠مخال٠لتوجيههم وانتباههم .
ÙØ¹Ù„Ù‰ الخطيب أن يختار الموضوعات التي تتضمّن Ø§ØØªÙ…الاً قويّاً ÙÙŠ جلب انتباه السامعين ØŒ كما أن يكون دقيقاً ÙÙŠ اختيار ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ الموضوع .
ومن الجدير بالذكر أنّ الموضوعات المعقّدة ØŒ والموضوعات الساذجة والمتكرّرة لا تثير انتباه السامعين ØŒ بل هي من أقوى الأسباب الباعثة على انصراÙهم وإعراضهم.
أخيراً نودّ أن نذكّر بأنّ بعض Ø£Ø¨ØØ§Ø« علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ أشارت إلى أن الاستماع الطبيعي لكلّ سامع (10) دقائق ØŒ وبعدها ÙŠØØªØ§Ø¬ المتكلّم إلى تزويد المخاطبين بالمثيرات التي ØªØØ§Ùظ على انتباه السامع وتوجهه .
__________________
(1) علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ Ù€ الدكتور اÙميمة علي خان / 124 .
(2) المصدر Ù†ÙØ³Ù‡ .
(3) المصدر Ù†ÙØ³Ù‡ / 125 .
(4) المصدر Ù†ÙØ³Ù‡ / 127 .
(5) Ø§ÙØµÙˆÙ„ علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ Ù€ Ø£ØÙ…د عزّت / 166 .
(6) الخطابة Ù€ Ø§ÙØµÙˆÙ„ها ØŒ تاريخها / 63 .
(7) المصدر Ù†ÙØ³Ù‡ .
(8) كي٠تكسب الثروة والقيادة .
(9) نهج البلاغة 18 / 177 .
(10) نهج البلاغة 18 / 131 .
(11) نهج البلاغة 18 / 174 .
(12) علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ / 150 .
(13) بتصر٠من كتاب علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ومشكلات Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ .
(14) المصدر Ù†ÙØ³Ù‡ .