س 1. تقوم أحد دور النشر سنوياً بإصدار نشرة ثقافية في شهر محرم الحرام حيث تطرح الملحمة الحسينية لجمهور المؤمنين وإيصال الفكر الإسلامي من خلال ما طرحه سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
ومن هذا المنطلق نرجو من سماحتكم التفضل بالاجابة على الاستفسارات التالية بغية نشرها لتعم الفائدة على جمهور المؤمنين.
1. ما هو دور المنبر الحسيني ومدى تأثيره في مجتمعتاتنا؟
2. ماهي رسالتكم لأصحاب الحسينيات والمتولّين عليها؟
3. ماهي رسالتكم لخطباء المنبر الحسيني؟
4. ما هي رسالتكم لجمهور المجالس الحسينية؟
ج 1: غير خاف عليكم وعلى جميع المؤمنين ما للمنبر الحسيني من فوائد ومدى تأثيره في مجتمعاتنا من الهداية إلى الأحكام الشرعية وما للتضحية في سبيل الله من الأجر والثواب.
ج 2: لأصحاب الحسينيات ومتولّيها أوّلًا الأجر والثواب لقيامهم بإدارة شؤونها، وعليهم ثانياً أن يسلكوا مع المرتادين سلوكاً مرضياً لهم ومرضيّاً لله تعالى. وفق الله الجميع لإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام).
ج 3: حضرات السادة خطباء المنبر الحسيني حفظهم الله ووفقهم لمراضيه هم أعرف بما يجب عليهم من إرشاد المستمعين بتلاوة الآيات القرآنية وذكر أحاديث أهل البيت عليهم أفضل التحية والسلام.
ج 4: رسالتي لهم الاتعاظ بالمواعظ والعمل بها ليصبح الجمهور أُمّه مسلمة مؤمنة موالية لأهل البيت (عليهم السلام).
س 2. ما هي نصيحتكم حول الاهتمام بالمساجد والحسينيات بشكل عام؟
ج: قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 18]
والمساجد والحسينيات من شعائر الله وشعائر الإسلام وشعائر المذهب، فتعظيمها وتكريمها بأي صورة شرعية وعمرانها بالاجتماع فيه لإقامة الجماعات وقراءة القرآن وتعلّم الأحكام واستماع الحديث وسيرة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وفضائلهم ومناقبهم ومصائبهم سيّما مصائب مولانا سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فذلك كلّها من تعظيم شعائر الله، وقد قال تعالى: (وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ، ولهذه المظاهر والمجامع فوائد جليلة كثيرة تزيد بها شوكة الإسلام والمسلمين ورفع مستواهم الثقافي، فمن لا يستفيد من اجتماعات هذه المساجد والمجامع يكون في معرض الوقوع في شبكات الملحدين والمبدعين.
ومن عمران المساجد والحسينيات حفظها عن كلّ ما ينفر الطباع السليمة من الحضور فيها، وذلك بحفظ نظافتها، ورعاية آدابها الشرعية والعرفية، وتنزيهها عن الاشتغال بالأُمور الدنيوية التي لا ترتبط بالدين ومصالح المسلمين.
س 3. ماهي نصائحكم للراثين على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في أيّام محرم الحرام؟
ج: أنصح من يتصدى لرثاء الحسين عليه وعلى أصحابه الكرام أفضل التحيةوالسلام في محرم الحرام وغيره من الأيّام أن يذكر المطالب الصحيحة من الأُصول والكتب المعتبرة، وأن يتجنّب الكذب والغناء واستعمال آلات اللهو. وعلى الجملة اجتناب جميع منافيات غرض الشارع المقدس وما قصده سيد الشهداء بقيامه، وإخلاص النية ليدرك أجر إقامة العزاء. والله هو الموفق والمعين.
س 4. بلدان الاغتراب مملوءة بمظاهر المادية والكفر والإباحية .. وكل شيء فيها يشجع على ذلك من القوانين إلى وسائل الأعلام إلى التربية في المدارس بل حتّى الإنسان والأطفال، وقد اضطرتنا الظروف إلى العيش في هذه الأجواء.
ولا يخفى عليكم انّ أنجع وسيلة للحفاظ على ديننا ودين أبنائنا هي إقامة المجالس الحسينية، فهي أفضل طريق لتزكية النفوس وتعليمها وربطها عاطفياً بشريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) وإقامة هذه المجالس تحتاج إلى نفقات عالية من تجهيز القاعات التي تقام فيها، والأجهزة الصوتية، وما يوزع فيها من وجبات طعام وشراب، والهدايا التي تدفع للعلماء والخطباء والرواديد والشعراء الذين يحيون هذه المجالس خصوصاً أنّ بعضهم يُدعى من خارج هذه البلدان فتدفع إليهم نفقات سفرهم ... ويتسابق المؤمنين لتغطية هذه النفقات من خالص أموالهم لا ممّا يجب عليهم من الخمس والزكاة ونحوهما من الفرائض المالية، فإنّهم يصرفونها في وجوهها التي حدّدها الشارع الأقدس، بل يدفع الكثير منهم زيادة على ذلك مساعدات إلى الفقراء من ذوي رحمهم وأهل بلدهم، وقد نمت واتّسعت تلك المجالس واتّسعت النفقات باتّساعها حيث بلغت نفقات بعضها عشرين ألف دولار في عشرة أيام؛ ولذا فقد ظهرت أخيراً موجة عنيفة من التشكيك مفادها أنّ مساعدة فقراء وأيتام البلدان الإسلامية كالعراق أفضل من ذلك، فأيّهما أفضل وأكثر ثواباً عند الله عزوجل، إقامة المجالس الحسينية في الظروف المذكورة أم مساعدة الفقراء؟
ج: إنّ الاهتمام بإقامة أمثال هذه المجالس والمراسم وصرف المال الكثير بلغ ما بلغ هو رمز لحياتنا ومن شعائر ديننا ومذهبنا، وبها تحفظ هويتنا الإسلامية وشخصيتنا المذهبية، ولا يقوم مقامها أي عمل آخر. وغير خاف أنّ فوائدها الاجتماعية ومنافعها السياسية قوية جداً، إذ بها يحيا الإيمان في النفوس، وبها يزداد الحب لله ولرسوله ولأئمتنا- سلام الله عليهم- وحب الخير والإحسان والإيثاروالعزم على التضحية والانفاق في سبيل الله وبذل المال لمعونة ا لمعوزين والفقراء وإنشاء الجمعيات الخيرية والمستشفيات والمساجد وغيرها.
فاللازم على القائمين بأمثال هذه الشعائر المقدّسة والمشرفين عليها أن يكونوا خبراء بمعاني هذه البرامج المباركة، ومالها من الفوائد الإيمانية والتربوية والأخلاقية والسياسية، وينبغي لنا أن نمعن النظر إلى باطنها عن ظاهر وإلى حقيقتها من مجازها، بل الواجب هو الالتزام بمفاهيم ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ومعانيها القيمية ومقاصدها العظيمة التي منها العطف على الفقراء والمحرومين وإدارة شؤونهم (من أصبح ولم يهتم بأُمور المسلمين فليس منهم) فإن مجالسنا شعائر كلّها لا تخلو من الدعوة إلى مافيه حياة الأُمة وخيرها وسعادتها وبها نهتدي إلى أهل البيت وهدي الحسين- سلام الله عليهم أجمعين- وهدي مولانا وصاحب أمرنا بقية الله أرواح العالمين له الفداء. ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
س 5. كلمة حول عاشوراء لمجلة التوعية الصادرة عن جمعية التوعية الإسلامية في البحرين أيام عاشوراء كيف يجب أن تكون؟
ج: إقامة العزاء للمعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يجب أن تكون متمحضة ببيان فضائل أهل البيت (عليهم السلام) المتّخذة من خطبهم وبياناتهم ومواعظهم (عليهم السلام)، وبعيدة عن كلّ ما يشين بها من استعمال الآلات الموسيقية المتداولة في هذا الزمان، كي لا تكون مهزلة الأجانب والأعداء، خاصة أيام عاشوراء فهي من المصائب العظيمة المقرحة لقلوب الأعداء فضلًا عن الأحبة وشيعتهم، وتكون موجبة لمرضاتهم- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- وفق الله الجميع لتعظيم هذه الشعائر.
س 6. ماهي النصيحة التي تقولونها للخطباء؟
ج: وصيتي لهم أن يعملوا بما يقولونه للناس، ويجعلوا التقوى شعاراً لأنفسهم، ويعملوا لله، ويحذروا عن موعظة الناس وتحذيرهم عن الإكباب على الدنيا لجلب حب الناس وتوجّههم إليهم، فإنّ ذلك موجب للحسرة والندامة.
والحاصل: أنّ عملهم هو عمل الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وشؤونهم فوق سائر الشؤون، ولا يعلم أجر عملهم إلّا الله تبارك وتعالى، فلابدّلهم من المحافظة على هذا الشأن، وأدعو لهم أن يوفّقهم الله لذلك.
س 7. تخرج في ذكرى وفيات أهل البيت (عليهم السلام) العديد من المواكب العزائية السيارة التي تطرح فيها مصائب أهل بيت العصمة والطهارة، وتحيي ذكرهم من خلال القصائد التي تلقى من قبل بعض المؤمنين، وما يصاحبها من لطم على الصدور حزناً وأساً على مصاب أهل البيت (عليهم السلام). وفي الآونة الأخيرة أُثير حول بعض هذه المواكب الكثير من الإشكالات وعلامات الاستفهام من قبل العامة، ولهذه توجّهنا لسماحتكم بالأسئلة كالتالي:
1. في رأيكم الشريف هل إقامة مثل هذه المواكب أمر راجح شرعاً وعقلًا، أم أنّ الأولى تركها وعدم إقامتها؟
2. هل مثل هذه المواكب تعتبر إحياء للشعائر الإلهية التي أمر الله بإحيائها، أم أنّها بدعة ليست في الدين من شيء؟
3. هل هناك إشكال شرعي في إقامة العزاء على أهل البيت (عليهم السلام) على الصورة المذكورة سابقاً؟
4. تتخلل القصائد الملقاة أثناء مواكب العزاء المزبور إشارات تتعلّق بالوضع الاجتماعي والعقائدي ومصالح المسلمين العامة مع ذكر مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، فهل في ذلك إشكال شرعي؟
5. هل يجوز للمؤمنين التنازل عن إقامة مثل هذه المواكب بذريعة التعرض للضغوط الداخلية والخارجية التي تخطط لمحو مراسم العزاء الحسيني؟
6. ما هو الحكم في حالة تعرض المواكب المزبورة لبعض المضايقات التي تهدف لتحجيمها ومحوها في سبيل إطفاء نور أهل البيت (عليهم السلام) وإخماد ذكرهم وتضييق الخناق على أتباع المذهب الحق للتنازل عن معتقداتهم؟ وما هو واجب علماء الدين ووجهاء الطائفة في مثل هذه الحالة؟
7. هل يجوز للآباء منع أبنائهم من الذهاب لإحياء مراسم العزاء الحسيني؟
8. ما هو واجب العلماء تجاه هذه المواكب؟
ج: وأمّا ما ذكرتم من الأسئلة حول المواكب الشريفة التي تطرح فيهامصائب أهل البيت (عليهم السلام) وتحيي بها أمجادهم الخالدة وتضحياتهم المباركة في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى وحفظ الدين والشريعة والمثل الإنسانية العليا، فلا شك ولا ريب في أنّها من أعظم ما رغب فيه الشرع المقدّس، وأنّها من الشعائر التي يجب على كلّ مسلم بل على كلّ إنسان يحترم الحق والعدل وكرامة الإنسان ومقاومة الاستكبار، أن يشارك فيها ويؤيّدها.
ولا شكّ أنّ القصائد والشعارات التي تلقى في هذه المراسم وترشد الناس إلى حقوقهم الاجتماعية والسياسية والاهتمام بأُمور المسلمين العامة وأمثالها ممّا يستفاد له من هذا الفرصة الحسينية العظيمة- أُمور محبوبة لله تعالى، لأنّها توجب تقوية المؤمنين ضد أعداء الدين والمستكبرين. أمّا التنازل عن إقامة هذه المواكب وأمثالها بذريعة أنّها تعرض المؤمنين لضغوط داخلية أو خارجية فمعناه التنازل عن القيم الإنسانية والمطالبة بالعدالة الاجتماعية. وأعداء هذه المواكب {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} [الصف: 8] نعم ينبغي أن لا يكون إقامة هذه المواكب تعريضاً للنفوس للهلاك وإراقة الدماء، وأن يكون بالأساليب الحكمية المقبولة.
وعلى هذه فعلى الآباء تشجيع أبنائهم إلى الذهاب والمشاركة في إحياء هذه المراسم والاستفادة ممّا فيها من الدروس والعظات.
وعلى العلماء تفهيم الناس ما في مواكب النهضة الحسينية من الحقائق والمعارف الدينية.
س 8. كتب الصحفي المصري المعروف الدكتور نبيل شرف الدين في شبكة هجر الثقافة بتاريخ 4/ 5/ 2000 م موضوعاً بعنوان (المشهد الحسيني في القاهرة) قال فيه: على باب ضريح الإمام الحسين في القاهرة لوحة رخامية كبيرة كتب عليها بالذهب الحديث النبوي الشريف: الحسن والحسين مني ... من أحبهما أحببته، ومن أبغضهما أبغضته ...
وداخل المسجد أكبر ثريا «نجفة» في العالم العربي (كما يؤكّد إمام المسجد)، وهي للحق آية الجمال والبهاء، ووزنها (كما هو مثبت في دليل تاريخ الضريح وصاحبه) يصل إلى خمسة أطنان من الكريستال المحلّى بالذهب الخالص، وقوائمها من الفضة الخالصة.
أمّا السجاد فحدث ولا حرج، فقد تبرع العام الماضي أحد كبار التجار من طائفة البهرة (الذين يقيمون حول الضريح) بسجادة فارسية تعود إلى القرن العاشر الميلادي، وحجمها يبلغ 16 متراً مربعاً، وهي من الحرير الخالص، وقد فرشت في المقام (الضريح) الذي يقع في الجانب الشرقي داخل المسجد .. ويعقد داخل المسجد يومياً أكثر من خمسمائة عقد قران تصل أيام الخميس والجمعة إلى الألف، حيث يحرص آلاف المصريين على عقد قرانهم داخل المسجد الحسيني، وبعضهم يأتي من مدن مصرية بعيدة قد تبتعد عن القاهرة أكثر من سبعمائة كيلومتراً.
للحسين، ومسجده، وضريحه، ومشهده منزلة خاصة في نفوس المصريين (السنة).
وفي شهر رمضان يستحيل على المرء أن يجد موضعاً لقدم في هذا الميدان المعروف بالمشهد الحسيني. واسألوا الدكتور جمال الصباغ كيف كان يسير هناك حينماتقابلنا في رمضان أنا وهو والأخ حازم محرز ... باعة لكل شيء. من المصوغات الذهبية إلى التحف اليدوية ... مكتبات ضخمة ... مقاهي شديدة الجمال ... مطاعم شهيرة ... حلقات ذكر ... ندوات دينية وأُخرى ثقافية ... مواكب زواج ... سياح أجانب يقفون مذهولين لروحة المكان وتلك الأعداد الغفيرة من الزوار ...
كلّ هذا في كفة ... و «مجاذيب الحسين» في كفة أُخرى، فهناك حول الضريح تجد عشرات ممّن ارتدوا «الخرقة الصوفية» وتركوا بيوتهم وأعمالهم واستأنسوا بالحسين، أقاموا حول الضريح يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، يأكلون ما يجود عليهم به أهل الخير (وما أكثرهم هناك) ويصلّون الصلوات الخمس في المسجد.
في رمضان لست مضطراً لأن تدفع نقوداً لكي تفطر إذا ما كنت في ميدان الحسين، فأهل الخير يحملون آلاف الوجبات ويقدّمونها مجاناً للصائمين وعابري السبيل. وفي كلّ شهور السنة يحرص الكثير من الأغنياء على توزيع زكواتهم وصدقاتهم على الناس حول الضريح.
أمّا في صلاة العيدين فحدث ولا حرج. تغسل الأرض والله العظيم غسلًا لا تكاد تميز بين عامل النظافة الموظف رسمياً لهذا الغرض، وبين مئات الشباب والشيب الذين يشمرون عن سواعدهم ويحملون «المقشات» ليكنسوا الميدان، بعضهم أطباء ومهندسون وضباط وأساتذة جامعات وتجار أثرياء. كلّهم يعتقدون أن الله تعالى سيبارك الميدان لهم عندما يتواضعون ويكنسون الميدان ويرشون الماء.
في الفجر يحضر الموكب الرسمي لرئيس الجمهورية ومعه كلّ الوزراء وشيخ الأزهر، ويحظر سير السيارات في هذا الميدان وكافة الشوارع المؤدية إليه، ويتجاوز عدد المصلين المليون شخص كلّ عيد تستمع لابتهالات الشيخ سيد النقشبندي وإنشاد الشيخ ياسين التهامي حتّى يرفع المؤذن الأذان: الله أكبر الله أكبر، فيتحول الكون كلّه لمستمعين لهذا النداء السماوي الجليل.
عجائز أتين من أقصى الصعيد حملن بضع قروش يوزعنها وفاء لنذر تحقّق، سيدات يتعلّقن بأستار الضريح راجيات تحقيق أملهن في إنجاب طفل حرمن منه، أو عودة ابن غريب اضطرته الحياة الصعبة للرحيل في بلاد الله، وثمة رجل طاعن في السن يذرف دمعة حرّى وهو يناجي صاحب الضريح قضاء حاجة يعلمها الله وحده.
يتعامل الناس هنا في مصر مع الحسين كأنّه مازال حياً داخل الضريح.
يتحاكمون إليه في منازعاتهم ...
بعضهم يرسل إليه خطابات عبر البريد وصلت خلال العام الماضي إلى أكثر من مليون رسالة كما أكدت هيئة البريد المصرية التي تسلمها لخدام الضريح.
المرسل إليه: حضرة الإمام سيد شهداء الجنة الحسين بن علي رضوان الله عليهما وصلاته. العنوان: القاهرة مسجد الإمام الحسين.
رائحة العطور تغمر أنوف زوار الضريح، وأنوار لا تنطفئ ولم تنطفئ منذ قرون وجلال لا يضاهيه حتّى ضريح السيدة زينب التي يحلو للمصريين إطلاق عدة ألقاب عليها، منها «أم العواجز» و «رئيسة الديوان» و «الطاهرة».
في المسافة الممتدة بين الضريحين تقع أجمل وأبهى أحياء القاهرة. الدرب الأحمر .. القلعة .. الحسينية .. باب الخلق .. باب النصر .. باب الفتوح .. الباطنية .. الجمالية .. الكحكيين .. المغربلين .. الخ.
لأهل البيت في مصر منزلة لا يشعر بها إلّا من يعرف المصريين جيداً، فحينما حاول بعض المتطرفين ذات يوم تفجير قنبلة في منطقة الحسين «خان الخليلي» لم يسلمهم الناس للشرطة، بل فتكوا بهم، فحينما وصلت قوات الأمن لم تجد سوى جثت هامدة، ولم يزل الفاعل مجهولًا حتّى اليوم، فقد تفرقت دماؤهم بين القبائل.
ماهو تعليق المرجع الديني آية الله العظمى الصافي مد ظله على موضوع الدكتور نبيل شرف الدين؟
ج: اطّلع سماحة المرجع الديني الكبير الشيخ لطف الله الصافي مد ظله على موضوع الكاتب المصري، فتفضل بكتابة ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد والصلاة، إني لا أقدر على وصف ما حصل لي من الوجد والشوق، والإحساس بالقرب والحضور، والجلوس على بساط المحبة والأُنس والخشوع لله تعالى. عند ما طالعت ما كتبه بعض الأدباء العارفين عن الحالات العطرة والروحانية القدسية، التي تحصل لزوار مشهد مولانا سيد أهل الإباء، وواحد أهل المباهلة والعباء، أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، في مصر، القطعة الشريفة من وطننا الإسلامي الكبير، التي حازت شرف ولاء أهل البيت (عليهم السلام) من أوّل ما أشرق عليها نور شمس الدعوة المحمدية والرسالة الإلهية.
لقد كررت مطالعة هذا التصوير الجميل لمظاهر الولاء ومحبة النبي والآل صلوات الله عليهم، والاجتماعات والاحتفالات والحلقات في مشاهدهم النورانية، العامرة بذكر الله تعالى وعبوديته.
إنّ مشهد الإمام الحسين (عليه السلام)، من البيوت التي إذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، بل هو من أفاضلها كما رواه السيوطي، ولو لمن يكن بيت علي وفاطمة الزهراء وسيدي شباب أهل الجنة، بعد بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أفضل تلك البيوت، فبيت من يكون؟!
وجدت نفسي بعد قراءة هذا المقال مفعمة شوقاً وحضوراً بالله تعالى، ورغبةً في زيارة هذا الضريح الشريف والمشهد الجليل، الذي تسطع منه أنوار الجمال المحمدي والجلال العلوي، المشعة من جلال الله تعالى وجماله الأزلي السرمدي.
وهي معان يدركها ويشعر بها من يدرك بحقيقة إيمانه بالله ورسوله ما لهذه المشاهد المرفوعة التي تخدمها ملائكة الله تعالى، من قدر عند الله تعالى ورسوله.
وجدت نفسي كأنّي في مصر، في جوار الضريح الشريف والحضرة الحسينية، بين إخواني الزائرين المصريين الوالهين، الموالين لأهل البيت (عليهم السلام)، وهم يتبرّكون بالمقام ويغتنمون الفوز فيه بالصلاة والابتهال ومناجاة الله تعالى، يطلبون حاجاتهم من ربهم عنده، ويصلّون على النبي، وعلى شهيد الإخلاص والإباء، شهيد معالم الإنسانية الكبرى، شهيد كل المكارم، أبي عبد الله الحسين، حسين التضحية والجهاد والإيثار، حسين الصبر والشجاعة، حسين الإسلام والإنسانية.
اللهم كحّل بصري بمشاهدة تراب ضريحة في مصر وكربلاء.
نعم، وجدت نفسي في هذه البقعة المباركة التي شرفها الله تعالى بكرامة الانتساب إلى سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فرأيت بعين قلبي ملائكة الله تعالى محدقين بها.
فهنيئاً لزوار تلك البقعة المباركة، طور تقرب أولياء الله، ومهبط ملائكة الله.
وهنيئاً لإخواننا أهل مصر ما هم فيه من جوار ضريح سيد شباب أهل الجنة.
هنيئاً لهم هذا الفوز العظيم. ثم هنيئاً لهم ما هم فيه من ولاء أهل البيت (عليهم السلام).
هنيئاً لهم جميعاً .. لشيوخهم وشبابهم، رجالهم ونسائهم، علمائهم وتلاميذهم، أساتيذهم وطلاب جامعاتهم. فيا ليتنا معهم فنفوز بما يفوزون به عند هذا الضريح المبارك.
ويا مولاي يا حسين، يا أبا عبد الله، يا بن رسول الله، يا من استنقذت عباد الله بتضحيتكم الكبرى، من جهالة الضلالة. أشهد أنّك رفعت أعلام الدين، وكسرت صولة المستكبرين والمستعبدين، ونصرت الله ورسوله، مجاهداً صابراً. وأشهد أنّ الله يحب من أحبك، ويبغض من أبغضك، وأن الله طهركم يا أهل البيت من الرجس تطهيراً.
س 9. يوجد من يشكّك في زيارة عاشوراء المباركة، حيث يناقش في سندها، ويتوصّل في النهاية إلى أنّها ضعيفة السند ولا يمكن الاعتماد عليها من هذه الناحية، ويناقشها من حيث المتن بأنّ هذه الزيادة وقع التزوير فيها من قبل أيدي أثيمة، وذلك بالتزوير فيها في الفقرتين اللتين تكرران مائة مرة (فقرة اللعن) و (فقرة السلام)، وكذلك التزوير وقع في هذه الزيارة في الفقرة اللاحقة لهاتين الفقرتين وهي فقرة: (اللهم خصّ أنت أول ظالم باللعن مني ...). ثم يطرح تساؤلًا فيقول: لماذا هذه الاهتمام بهذه الزيارة وإثارة هذه الموضوع؟! ثم يطرح اقتراحاً حول الزيارة فيقول: ألا ينبغي ترك مثل هذا الحديث وعدم شغل الأُمّة بمثل هذه المواضيع؟ ثم يطرح جواباً على التساؤل السابق فيقول: لابد أن نعرف أنّ زيارة عاشوراءالذي أُدخل عليها التزوير والتحريف اشتملت على لعن الخلفاء ولها أخطار متعدّدة على الساحة الإسلامية عامّة وعلى الساحة الشيعية خاصة، ثم يذكر بعض الأُمور التي يتصوّرها هو أنّها خطر على الساحة الإسلامية عامّة وعلى الساحة الشيعية خاصة بسبب زيارة عاشوراء. ثم يتحامل على علماء الشيعة ويعرض بهم، حيث إنّهم يعتبرون الزيارة من جوهر التشيّع، ويقول أيضاً: بلغت الحالة أن بالغ البعض في هذه الزيارة حتّى أصبحت من المقدّسات عند الشيعة، وجعلها الكثير منهم من الأوراد التي تكرر في الأيام والليالي.
ويترتب على ذلك عدة أسئلة.
ما هو رأيكم المبارك في هذه الزيارة من حيث السند، ونريد من سماحتكم جواباً مفصّلًا حول ذلك؟
ج: زيارة عاشوراء مضافاً إلى اعتبار سندها تشتمل على المضامين العالية واستحباب قراءتها ثابت. ولا يتوجّه على سندها ومتنها إشكال.
س 10. هناك من يصرّ على حذف اللعن من زيارة عاشوراء ويقول: إنّ اللعن حرام وغير جائز، فهل يجوز حذف اللعن، أم هذا يمثل خطاً سياسياً يوماً ما؟
وهل يجوز لي أنا العالم الصغير التصرف في مثل هذه الأُمور؟
ج: لا يجوز التصرف في ما ورد من الأدعية والزيارات، وينبغي الاهتمام بها وقراءتها كما وردت. والذي يصر على حذف اللعن من زيارة عاشوراء بحجة حرمة اللعن فهو إمّا جاهل، أو جاحد. وقدورد اللعن في أكثر من أربعين آية من القرآن المجيد. هدانا الله وإيّاه إلى الصراط المستقيم ولعن الكافرين والجاحدين.
س 11. هل هذه الزيارات صحيحة وثابتة عندكم لأنّ هناك من يشكّك في صحّتها؟ 1. زيارة عاشوراء 2. الزيارة الجامعة الكبيرة 3. زيارة الأربعين 4. دعاء العهد.
ج: الزيارات المذكورة معتبرة جدّاً على أنّها مشتملة على مضامين عالية ومعارف إسلامية، والتشكيك في اعتبارها لا مورد له.
س 12. ما هي أوثق الكتب التي يمكن أن يستخلص منها واقعة الطف؟
ج: الكتب المعتبرة في هذا الموضوع: الإرشاد للشيخ المفيد، واللهوف في قتلى الطفوف، والإقبال للسيد ابن طاوس، وكشف الغمة للإربلي، وكنز المصائب لابن قولويه، وبحار الأنوار الجزء (45) للعلّامة المجلسي- أعلى الله مقامهم-.
س 13. ما هي أوثق الكتب التي يمكن أن نستخلص منها واقعة الطف؟
ج: راجع مقتل السيد المقرم وإبصار العين وغيرهما.
س 14. هل الرواية الواردة في زفاف القاسم بن الحسن يوم عاشوراء صحيحة أم لا؟
ج: راجعوا كتاب مدينة المعاجز الجزء 2 المعجزة 48.
س 15. ما حكم الشبيه والتماثيل التي تقام في ذكرى زفاف القاسم؟
ج: زفاف القاسم غير ثابت لدينا، وحرمة الشبيه والتمثيل في المناسبة المذكورة غير معلومة.
س 16. هل هذه الرواية صحيحة: إنّ القاسم توسّل بعمّه ورجاه حتى يمنحه الرخصة في القتال ولكنّ عمه رفضَ أن يفرّطَ به وقال له: (يابن الأخ أنت من أخي علامة، وأُريد أن تبقى لأتسلّى بك) فجلسَ القاسم مهموماً حزيناً باكيَ العين وفجأةً تذكرَ أنّ أباه الحسن كان قد ربط له عوذة في كتفه الأيمن وقال له: (إذا أصابك همٌّ وغم فعليك بحلّ العوذة وقراءتها وفهم معناها، واعمل بكل ما تراه مكتوباً فيها)، لقد مضت السنون ولم يمرّ به همّ مثل الهم الذي يكتنفه الآن، ففرصة الشهادة في سبيل الله قد تضيع من يده، وأي همّ- أيها الشباب- أكبر من تضييع نعيم الآخرة وثوابها العظيم ودرجاتها العليا، فقرر القاسم فتح العوذة، وفعلًا فتحها، فرأى فيها: يا ولدي قاسم، أُوصيك أنّك إذا رأيت عمّك الحسين في كربلاء وقد أحاطت به الأعداء، فلا تترك البراز والجهاد لأعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا تبخل عليه بروحك؟
ج: الثابت أنّ القاسم بن الحسن (عليه السلام) استشهد في كربلاء بين يدي عمه الحسين صلوات الله عليه، وقد نصت على ذلك مصادر التاريخ والحديث والمقاتل الشريفة والزيارات، وكان (عليه السلام) في سن البلوغ أو أقل.
والرواية المذكورة في السؤال منقولة بالمعنى، وأصلها ما رواه بعضهم كالمحقق البحراني (رحمه الله) ، عن الفخري: (قال: روي أنّه لما آل أمر الحسين (عليه السلام) إلى القتال بكربلاء وقتل جميع أصحابه ووقعت النوبة على أولاد أخيه الحسن (عليه السلام) جاء القاسم بن الحسن (عليهما السلام) وقال: يا عم الإجازة لأمضي إلى هؤلاء الكفّار. فقال له الحسين (عليه السلام): يابن أخي أنت من أخي علامة وأُريد أن تبقى لأتسلّى بك ولم يُعطهِ إجازة للبراز. فجلس مهموماً مغموماً باكي العين حزين القلب ... إلى آخره. وفيها قصة عقد الإمام الحسين (عليه السلام) للقاسم على ابنته فاطمة، وهو أمر محتمل. وبما أن سند الرواية غير تام فإذا أراد القارئ أن يقرأه، فينبغي أن يقول مثلًا جاء في بعض الروايات.
س 17. يذكر الخطباء الكرام على منابرهم وفي مصائب كربلاء مواقف من السيدة الجليلة ليلى والدة علي الأكبر (عليه السلام) وأنّها كانت واقفة تنظر إلى وجه الإمام الحسين (عليه السلام) حينما خرج علي إلى الميدان وأنّ الله استجاب دعاءها إلى آخر القصة. ولكن البعض يشكّك في وجود السيدة ليلى في كربلاء، باعتبار أنّه لم يعثر هو على ذلك في مصدر معتبر، فما هو رأيكم الشريف؟
علماً بأنّ مثل هذه القضايا التاريخية ليست كالمسائل الشرعية الإلزامية التي هي بحاجة إلى سلسلة اسناد صحيحة، ويكفي فيها ما ورد في بعض الكتب، مضافاً إلى نقل العديد من الخطباء العلماء الأتقياء ذلك على المنبر الحسيني، وقد أخذوه صدراً عن صدر، وربّما قرأوه في بعض المصادر المعتبرة التي لم تصل بأيدينا؟
ج: الموضوع المذكور ونحوه يرجع فيه إلى كتب المقاتل المعتبرة، ونقل الخطيب عن كتاب أو شخص جائزوإن كان خلاف الواقع، إلّا أن يعلم بكذبه، فالأولى أن يذكر اسم الكتاب أو الشخص المنقول عنه.
س 18. كما تعلمون لقد وقع الخلاف الشديد حول بعض قضايا كربلاء والمرويّات عنها، فأسئلتي هي كما يلي:
1: هل ثبت لديكم وجود (ليلى) أُمّ الأكبر (عليهما السلام) في أرض كربلاء، أم أنّها كانت مفارقة للحياة آنذاك، كما يقال؟
2: هل الرواية المنقولة حول أُمّ البنين مع بشر بن حذلم ثابتة لديكم، أمّ أنّ أُمّ البنين- هي الأُخرى- قد فارقت الحياة حسب ما يقال؟
3: وهو الأهمّ، هل عقد قران القاسم بن الإمام الحسن (عليهما السلام) على البنت المسمّاة له ثابت لديكم أم لا؟ فإن كان الجواب بالسلب، فهل هناك مانع شرعي من الإتيان بها على المنبر، لا على نحو الحقيقة، وإنّما تعبير للمواساة باعتبار أنّ القاسم شاب لم يزف ونريد أن نزفه، فهل في هذا الأمر إشكال؟
ج: المناسب نقل واقعة الطف الأليمة عن الكتب والمقاتل المشهورة المعتبرة، ونقل ما في بعض الكتب المختلف فيه لا بأس به.
س 19. ما حكم ما يقرأه الخطباء الكرام من لسان الحال في أيام عاشوراء؟
ج: لا بأس بما يقرأ من لسان الحال.
س 20. هل يجوز للخطيب الحسيني أن يقول كلام عن لسان حال المعصوم؟
ج: إن كان موافقاً للحال، وصرّح بأنّه لسان الحال فلا بأس به.
س 21. ازاداد الجدل والحديث في مجتمعاتنا كما في كلّ عام حول مسألة التطبير، حيث (يناقشها الكثير من العامة وخاصة الشباب منهم) كلّ يريد إقناع الآخر بفتوى مرجعه، وفي غالب الأحيان يتم التعرض إلى العلماء بالنقيصة والإهانة، خصوصاً وكما تعلمون أنّ العلماء مختلفون بين الحرمة والجواز، فأناشدكم بالله وبحق سيد الشهداء الإمام الحسين إن تجيبوا على الأسئلة التالية:
1. ما حكم التطبير (ضرب القامة) الذي يعدّ مظهراً من مظاهر الحزن ومواساة لسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء؟ ونرجو من سماحتكم التفضّل إن كان محرماً أو مباحاً؟ (نرجو توضح جانبي الضرر والإهانة للدين في الجواب)؟
2. هل هذه المسألة خلافية بين العلماء؟ وإذا كانت كذلك هل يجوز لنا ذكر العلماء الذين يختلفون معكم في الفتوى؟
3. هل يجوز لنا مناقشة العلماء الذين يختلفون معكم في الفتوى؟
4. هل يجوز لنا مناقشة العامة (العوام) الذين يقلدون من يختلفون معكم في الفتوى؟
5. هل يجب علينا إقناع العامة (العوام) الذين يقلدون من يختلفون معكم في الفتوى؟
6. كيف ينبغي أن يكون عليه النقاش في هذه المسألة؟ وما نصيحتكم في هذه الجانب؟
7. ما هي فلسفة التطبير؟ وهل التبرّع بالدم يعادل التطبير من الجزع والحزن على مصيبة أبي عبد الله الحسين؟ أفيدونا مشكورين؟
8. وهل التبرع بالدم في يوم عاشوراء يعدُ شعيرة من شعائر الإمام الحسين؟
9. ما هو رأي سماحتكم في قضية ضرب السيدة زينب (عليها السلام) لرأسها بمقدمة المحمل؟ وما صحّة الخبر هذه الرواية؟
10. هل يجوز ردع أو منع أو مقاطعة أو التصدي أو لعن أو سب أو ضرب من يعمل التطبير في نظركم أو احتقارهاو التشهير به بين الناس الذين لا يؤيدون التطبير، علماً بأنّ الذين يطبّرون يستندون إلى فتوى مرجعهم؟
ج: التطبير في تفسير ما لم يضر ضرراً معتداً به جائز، ولا دليل على حرمته، وعلى الفئتين المحترمتين التآلف والتلازم والاتحاد في تعظيم الشعائر الحسينية وبلا تعرض لبعضهم البعض، والخبر المذكور مذكور في بعض الكتب إلّا أنّه لا يمكن الاعتماد عليه. ولكن لا غرابة في متنه بملاحظة شدة المصائب الواردة (عليهم السلام).
س 22. نود معرفة رأيكم بالشعائر الحسينية بجميع أقسامها (اللطم، البكاء، الضرب بالزنجير، التطبير، موكب المشاعل، المشي على الجمر) ما هو رأيكم الشريف؟
ج: الشعائر الحسينية لها أحكام خاصة والقيام بالأُمور المذكورة في السؤال إن لم تكن ضارة فلا بأس بها.
س 23. نحن يوجد لدينا كثير من الروايات والموارد التي تدل على أنّ الرسول محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحتجم برأسه وحتّى في مصادر أخواننا السنة، فهل يجوز لنا التطبير بنية الحجامة؟
ج: للحجامة شرائط ومقررات، وهي كيفية خاصة لا يقوم التطبير مقامها، وهي سنّة مستحبة، والمستحب غير واجب.
س 24. يقام في بلاد الغرب وغيرها من البلدان عزاء الإمام الحسين ومناسبات إسلامية أُخرى، وهناك بعض المظاهر التي تصاحب العزاء لم يألفها أهل تلك البلاد لا من الناحية الثقافية ولا من الناحية الاجتماعية ممّا يجعل المسلمين من أتباع أهل البيت تحت دائرة الضوء الإعلامي السلبي، ووصف تلك المظاهر بالتخلّف والإساءة للإسلام والمسلمين ومن تلك المظاهر اللطم وضرب الزنجيل وشق الرأس (التطبير).
1. ما هو حدود اللطم الجائز؟
2. هل يجوز للرجال إظهار صدورهم أمام النساء خلال اللطم بصورة مباشرة، أو من خلال عرضهابالكاميرات التلفزيونية؟
ج 1 و 2: لكم بمزيد التوفيق في هذا الشهر المبارك، إن كان اللطم مجرداً وغير مقرون ببعض المحرمات كاستعمال آلات الهو وكشف الصدر أمام النساء فلا بأس به، وأمّا النظر إلى صدر الرجال في التلفزيون فإن كان بقصد التلذذ فهو حرام، والأحوط تركه مطلقاً.
س 25. هل يجوز اللطم الجارح الذي يؤدي إلى إخراج الدماء من صدر اللاطم ممّا يسبب في تنجيس نفسه أو من حوله من اللطّامة أو المعزّين، أو سقوط قطرات منه على أرض المصلّي أو المسجد؟
ج: في مفروض السؤال إن لم يكن الجرح معتداً به فلا بأس به، وتنجيس المسجد غير جائز.
س 26. هل سمعتم أو قرأتم أنّ الدم النجس للمتطبّر تبرك به المرضى فحصل لهم الشفاء، أو النساء العقيمات قد حملن، أو لعاجزين عن الحركة قد تحرّكوا، هذا ما يثيره بعض الناس من الذين يخالفون حرمة التطبير، ويعملون خلاف الحكم الشرعي تحت هذه الحجّة؟
ج: جعل الشفاء في تربة مولانا أبي عبد الله الحسين سيد الشهداء سلام الله عليه.
س 27. ما هو رأي سماحتكم في التقاليد التي تمارس في ذكرى سيد الشهداء (عليه السلام) مثل شق الرؤوس (التطبير) والضرب بالسلاسل على الأكتاف (الزنجير) واللطم الشديد على الصدور والرؤوس والذي يسبب الإدماء؟
ج: لو لم تضر الأُمور المذكورة ضرراً معتداً به فلا بأس بها في ذكرى مصاب سيد الشهداء (عليه السلام).
س 28. إنّنا شباب من البحرين قد نزلت بنا مشكلة أوجبت تمزّق الطائفة، وذلك بسبب وجود مجموعة قامت بالتطبير في اليوم العاشر من المحرم الحرام مؤاساة لسيد الشهداء (عليه السلام) متّبعين بذلك من يقول من الفقهاء، وهناك مجموعة أُخرى من الشباب يتّبعون من يقول بعدم جواز ذلك، وهؤلاء قاموا بمواجهة المطبّرين وذلك بالتسقيط والتفسيق والمقاطعة، فهل يجوز الوقف موقف هؤلاء الذين يواجهون التطبير أم لا يجوز؟ علماً بأنّ هناك من أهل العلم من يحرض على مواجهة المطبّرين.
ج: في مفروض السؤال على الشباب الأعزاء أن يتجنّبوا في هذه الموارد الاختلاف والمواجهة فإنّهما مضران بالدنيا والآخرة، ولكلّ منهم العمل على فتوى مرجع تقليده، ولا إشكال في ذلك.
س 29. هل يجوز ضرب النفس المبرح بالسلاسل وإخراج الدم من الجسم والصراخ بقول يا حسين من أجل إظهار الشعائر الحسينية؟
ج: لا بأس بذلك ما لم يوجب ضرراً معتداً به، وكذلك الصراخ بقول يا حسين.
س 30. نود معرفة الحكم الشرعي لما يلي: يقوم بعض الرواديد بإصدار بعض الأشرطة الحسينية التي يتعمّد فيها استخدام ألحان أهل اللهو والطرب بشكل واضح وصريح بحيث لا يخفى ذلك على الألحان المستخدمة في هذه الإصدارات التي بدأت تحظى بإقبال الشباب كثيراً، ما حكمها إذا تيقّنا من لهويتها فضلًا عن كونها مطربة؟
خصوصا وأنّهم- أي الرواديد والمنتجين- يحتجّون بأنّ استخدام ألحان أهل الفسق ... واللهو والغناء تجذب الشباب الفاسق لاستماع مثل هذه الإصدارات، فهل يجوز الترويج لهم واستماع إصدارتهم؟
ج: ألحان أهل اللهو والطرب محرمة وفي العزاء الحسيني تشتد الحرمة، وجذب الشباب غير مجوز لارتكاب المحرمات.
س 31. هل يجوز البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) في الصلاة؟ وقد رأيت حديثاً فيه أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى على الحسين شهيد فخ وهو في الصلاة، فعن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بفخ فنزل فصلى ركعة فلمّا صلّى الثانية بكى وهو في الصلاة، فلمّا رأى الناس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي بكوا، فلمّا انصرف قال: ما يبكيكم؟ قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يا
رسول الله، قال: نزل عليّ جبرئيل لما صلّيت الركعة الأُولى فقال لي: يا محمد إنّ رجلًا من ولدك يقتل في هذا المكان وأجر الشهيد معه أجر شهيدين.
ج: الظاهر جواز ذلك، لأنّه ليس أمر دنيوي بل أمر أُخروي أو ما يرجع إليه، والرواية المذكورة نقلها عن أبي الفرج الاصفهاني في «مقاتل الطالبيين» العلّامة المجلسي ليس من طرقنا المعروفة، وعلى أيّة حال هي لا تنافي ما ذكرنا.
س 32. يوجد بعض الشباب المؤمنين من أبناء الشعب العراقي المظلوم والذين كانوا يذهبون مشياً على الأقدام إلى كربلاء المقدسة لزيارة سيد الشهداء، وقد جاءوا إلى إيران الإسلامية، وقد حال الظالمون بينهم وبين زيارة العتبات المقدّسة في العراق فقاموا بالذهاب على العقيدة الموجودة عندهم إلى زيارة الإمام الرضا (عليه السلام) مشياً على الأقدام من مناطق عديدة وأعادوا تلك الشعائر، فهل يوجد تأييد من قبل الشريعة المقدّسة حول المشي؟ وهل يوجد فيه فضل؟
ج: في مفروض السؤال ماوقفت على نص خاص دال على خصوصية التشرّف ماشياً إلّا أنّه يمكن القول برجحان ذلك وترتّب الثواب عليه، لأنّ ذلك يعدّ عند العرف تعظيماً للمزور، كما يمكن استفادة ذلك مما دلّ على رجحان المشي إلى بيت الله الحرام وإلى زيارة مولانا سيّد الشهداء (عليه السلام)، لأنّ الملاك والمناط في كلّ ذلك تعظيم الشعائر وتكريم المزور وأداء التواضع والأدب، وإن كان ذلك في بعض مصاديقه أتمّ وآكد.
س 33. ما حكم ممارسة التجارة- منها البيع والشراء- أيام التحريم كيوم وفاة الرسول أو يوم العاشر من المحرم؟
ج: التجارة في الأيّام المذكورة غير محرّمة، والمتوقّع من المؤمن الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) ترك حوائجه فيها كتركه لها عند مصابه بفقد أعزائه لا سمح الله.
س 34. هل يجوز استخدام الآلات الموسيقية المستخدمة في الغناء المحرم في الإنشاد الديني؟ وكيف يمكن أن أُفرّق بين الغناء أو الإنشاد المحرم سماعه وما يجوز سماعه؟
ج: لا يجوز ذلك مطلقاً، وكذلك الصوت الغنائي.
س 35. هل يمكن أن يقال: أن الشعائر الحسينية واجب كفائي على المسلمين، لأنّ الدين حسيني البقاء، فلولا وجود مجالس العزاء واللطم والرثاء على أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) لاضمحل الدين؟
ج: نعم إقامة الشعائر الحسينية عليه وعلى أصحابه الكرام أفضل التحية والسلام من الواجبات الكفائية.
س 36. لماذا سلالة الإمام الحسين لم تسمّى باسمه أحد أولادها على أنّ هناك الإمام الحسن المجتبى والحسن العسكري لماذا لا نرى أحد من الأئمة اسمه حسين؟
ج: أسماء الأئمة- سلام الله عليهم أجمعين- منتخبة قبل ولادتهم من قبل الله تعالى ومصرّح بها في الأحاديث النبوية، وهي مذكورة في كتب الفريقين، وهو لا يسأل عمّا يفعل، وحسب تتبعنا في الروايات لم نجد نصاً على ذلك، ولعلّه من جملة خصائص الحسين (عليه السلام)، وما قيل أو يقال في هذه المقام ليس إلّا احتمال معتبر ما لم يثبت بدليل.
س 37. هل يجوز صرف عائد وقف مسجد أو وقف حسينية (مأتم) الزائد منه في سبل الخير المشار إليها في السؤال السابق؟
ج: لا يجوز فيصرف في الجهة الموقوف عليها بنحو أحسن وأبسط كمّاً وكيفاً وفي أمكنة متعدّدة.
س 38. إذا كانت حظيرة للسمك في البحر أوقف على أحد المعصومين (عليهم السلام) كالزهراء الصديقة (عليها السلام) وعين جهة مصرف الوقف لإقامة العزاء في يوم وفاة ذلك المعصوم في حين أنّ عائدات الحظيرة المزبورة تزيد بكثير عن حاجة مصرف جهة الوقف، فهل يجوز صرف الزائد على وفيات ومواليد بقية المعصومين (عليهم السلام) مع أنّ صاحب الوقف قد قيّد الوقف بهذه الآية {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} [البقرة: 181] .
وهل يجوز صرف العائد الزائد المزبور في الكتب المؤلفة حول حياتهم (عليهم السلام) لمطلق سبل الخير المتقدّمة؟
ج: لو زاد عن جهة مصرفه في يوم عيّنه الواقف ولو يبسط جهة المصرف من حيث الحسن والجودة فيبقى زائداً بلا مصرف يجوز صرفه في وفيات سائر المعصومين (عليهم السلام) لقربه إلى نظر الواقف بخلاف المواليد.
س 39. هنالك بعض الأطوار والألحان الرزينة الخالية من الترجيع وضعت للأغاني، فهل جائز أخذ هذه الأطوار والألحان وتوظيفها لخدمة أهل البيت (عليهم السلام) مدحاً ورثاءً من قبل الخطباء والرواديد والمدّاحين لهم (عليهم السلام)؟
ج: في مفروض السؤال إن لم تعد عرفاً من الغناء ولم تكن مصحوبة باستعمال آلات اللهو والطرب فلا بأس بها، ومع ذلك ينبغي التحفّظ على قداسة المراسم التي تقام لخدمة المذهب وإظهار الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) وجزاكم الله خير جزاء العاملين. لئلّا تضاهي- العياذ بالله- مجالس اللهو عند العرف.
س 40. ما هو الترجيع بنظركم؟
ج: الترجيع الذي به يوصف الصوت الغنائي هو الترجيع المطرب المناسب لمجالس اللهو. والله العالم والموافق العاصم.
س 41. هل يجوز لنا نحن الشيعة الإمامية الاثنا عشرية لعن الخلفاء الثلاثة صريحاً على منابرنا وفي مجالسنا العامة التي تعقدها مراكزنا الإسلامية في هذه البلدان ممّن لا يدينون بديننا؟
وإذا حضر شخص تلك المجالس لعدم علمه بما سيقوله خطيبهم ثم بدأ باللعن الصريح ومن مكبرات الصوت فهل يجوز الاستمرار بحضور المجلس أم تجب المبادرة إلى تركه؟
ج: إن كان الوضع كما ذكرتم وكان الإعلان بما ذكر سبباً لإثارة الفتنة وضعف صف المسلمين شيعة وسنة فلا يجوز التصريح المذكور، واللازم أن يكون إجراء برامج المجالس والاحتفالات تحت إشراف العقلاء العارفين الخبراء بالأوضاع والمقتضيات والظروف المختلفة لتكون مساعيهم الجميلة المشكورة موجبة لإعلاء كلمة الإسلام وإعزاز مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ومعرفة حقهم وحقيقتهم.
س 42. إنّني على سفر إلى مقام السيدة زينب (عليها السلام) فأحببت أن أسألكم هل يجوز لي الجلوس في الصحن في حالة الحيض؟
ج: نعم يجوز.
س 43. ما هو رأي سماحتكم بسماع الأناشيد الإسلامية المصاحبة للموسيقى.
ج: ذلك لا يجوز.
س 44. ما هو الحكم الشرعي في مسألة التصفيق في الاحتفالات ا لتي تقام في الحسينيات والمساجد لمناسبات ولادة الأئمة الأطهار؟
ج: بما أنّ التصفيق بنظرنا أمر لهوي لا يجوز مطلقاً، سواء في الاحتفالات المذكورة أم في أمثالها.
س 45. هل يجوز زيارة الأئمة في العراق وخصوصاً الحسين- صلوات الله عليهم أجمعين- في ظل الأوضاع الراهنة والفوضى ومع احتمال حدوث الخطر على النفس، مع العلم أنّ المكلّفين في احتمالهم الضرر مختلفون، فمنهم يحتمله بنسبة 10% والآخر 20% وهكذا، والخلاصة أنّه ماهو الاحتمال الذي إذا حصل للمكلف تحرم عليه الزيارة؟ أليس هناك استثناء بالنسبة للحسين (عليه السلام) مع وجود الروايات الخاصة التي تحذر من ترك زيارته خوفاً؟
ج: حكم السفر المذكور يختلف بحسب الأشخاص والحالات، والضابط هو أنّه مع احتمال الخطر عقلائياً لا يجوز، والتشخيص بعهدة الشخص المسافر.
س 46. أرجو من سماحتكم التكرم وتزويدي بنص خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في مجلس يزيد؟
خ: خطبة السيدة زينب التي ارتجلتها في مجلس الطاغية يزيد- عليه لعائن الله- من أنفس الخطب وأجلّها وأعظمها متناً وفصاحة وبلاغة، ولا غرو في ذلك أنّ منشئتها بنت سيدة نساء العالمين والإمام أميرالمؤمنين الوالدين الكريمين وأُخت الإمامين الهمامين الحسن والحسين، المرباة في تلك الحجور الطاهرة- عليهم أفضل صلاة المصلين- وهي معروفة مشهورة مدوّنة في أغلب كتب المقاتل والمؤلفات المخصوصة في حياة السيدة زينب سلام الله عليها.
س 47. هل رجع السبايا إلى كربلاء يوم الأربعين أم لا؟ وإذا لم يرجعوا فمن أعاد الرؤوس إلى الأجساد؟
ج: رجوع السبايا من الشام إلى كربلاء منقول في التاريخ وغير مستبعد، وعلى فرض عدم رجوعهم يوم الأربعين لا ينفي رجوعهم بعده.
س 48. هل يجوز ردّ المستمع مطلقاً على الخطيب عندما يخطأ في نقل الحديث، أو الآية الشريفة، أو المسألة الشرعية، أو الحادثة التأريخية، أو الشعر، وفي حال كونه مدقق للمنبر بحيث يستلزم انتقاصه وخفض حرمته ووهن شخصيته واستحقار الحاضرين له.
ج: في مفروض السؤال ليس للمستمع الرد إن كان الخطأ في تلاوة آية أو ذكر حديث أو شعر أو تاريخ. نعم في المسائل الدينية والأحكام الشرعية مع جهل المستمعين بالحكم الذي قد يكون سبباً للضلال فلا بدّ حينئذ من التذكير قبل فوت الأوان وتشتت الجمع، لكن لا بصورة مهينة للخطيب ومستخفة به.
س 49. ورد في زيارة الناحية المقدسة المروية عن الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف: «فلما رأين النساء جوادك مخزياً، ونظرن سرجك عليه ملوياً، برزن من الخدور ناشرات الشعور على الخدود لاطمات الوجوه سافرات وبالعويل داعيات، وبعد العز مذلّلات، وإلى مصرعك مبادرات» فما هو تفسير وقوله (عليه السلام) ناشرات الشعور؟
ج: المراد من نشر الشعر تفريقه، وهو أمر متعارف عند النساء في المصائب، وهو غير ملازم لرؤية الأجنبي.
س 50. هل يجوز التصفيق ابتهاجاً بمواليد أهل البيت (عليهم السلام) في المأتم والحسينيات؟
ج: التصفيق أمر لهوي لا يجوز في المناسبات المذكورة، وينبغي أن يذكر فيها مناقب أهل البيت وفضائلهم وسيرتهم العملية، لتوجب معرفة الناس بشؤونهم (عليهم السلام) واقتداء الناس بهم في أفعالهم وأقوالهم.
س 51. نشاهد المجالس الحسينية عبر القنوات الفضائية- وكذلك نحضر مجالس عاشوراء- ولكّننا نرى وجود أشخاص يقومون بضرب أنفسهم بالسلاسل وغيرها، فهل يجوز ضرب الجسد بمثل هذه الأدوات؟
ج: لا بأس به ما لم يوجب ضرراً معتدّاً به.
س 52. هل يجوز في رأي سماحتكم طرح القضايا السياسية وهموم الأُمّة الإسلامية والهموم التي تشغل الساحة، سواء على الصعيد الوطني أو الإسلامي أو العالمي؟
ج: يجوز للمطّلع على القضايا السياسية ويحسن تأديتها وبيانها طرحها على الأُمّة الإسلامية، بل قد يجب.
س 53. نحن نملك استديو إسلامي، وفي بعض الأحيان تأتي لنا أعمال تسجيل صوت فتيات مؤمنات ملتزمات في خدمة الإسلام وخدمة أهل البيت (عليهم السلام) فنقوم نحن بتسجيلهم وهن يؤدين الأناشيد الإسلامية فهل يجوز ذلك شرعاً؟
ج: كل ما يكون معرضاً لإثارة الشهوة للأجانب أو تترتب عليه مفسدة أُخرى فهو محرم.
س 54. نحن نعلم من خلال سؤالنا لأحد العلماء أنّ ارتفاع صوت المرأة بذكر الله سبحانه ومدح آل البيت (عليهم السلام) أو رثائهم بحيث يسمعه الأجنبي لا أشكال فيه بشرط عدم إظهار الليونة أو ما يثير في الصوت وما إلى ذلك .. هل يوجد فتوى شرعية من المراجع العظام تؤكّد هذاالقول. نرجو مساعدتنا في هذا الأمر للرد على المشتبهين الذين ينكرون على الأخوات الفاضلات خروج صوتهن إلى خارج الحسينية عند قراءة دعاء