قتل الإمام الحسين وقتل الأنبياء (عليهم السّلام)
ثم ذكر المنشور الذي يبدو أنه مأخوذ ممّا جاء في البداية والنهاية لابن كثير أنّ الأنبياء قُتلوا ، وكذلك قُتل علي ، وعمر , وعثمان , وهؤلاء كلّهم أفضل من الحسين ؛ ولذلك لا يجوز إذا جاء ذكرى الحسين اللطم ... إلخ .
ثمّ استشهد بحديث : ليس منّا من لطم الخدود وشق الجيوب .
ونقول : إنّ هذا الكلام كله أيضاً غير دقيق ولا صحيح , ونلخّص ما نرمي إليه ضمن النقاط التالية :
فظاعة جريمة يزيد (لعنه الله)
بالنسبة إلى قولهم : «إن مقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء» , نقول : إنه غير صحيح ، فإنّ قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) بهذه الصورة التي تم فيها قد كان هو الأفظع والأبشع ، والأعظم خطراً ؛ وذلك لأنه كان يهدف إلى اغتيال جهود جميع الأنبياء كلهم ، وذلك بالقضاء على دين الإسلام الذي جاء به خاتم الرسل (صلّى الله عليه وآله) الذي هو الدين الأتم والأكمل ، ونبيّه هو الأشرف والأفضل من كلِّ ما ومَن خلق الله , والذي هو ثمرة جهود وتضحيات جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين ؛ من النبي آدم (عليه السّلام) إلى النبي الخاتم (صلّى الله عليه وآله) .
أوصياء نبينا أفضل
وأمّا بالنسبة لتفضيل الأنبياء على الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فإننا نقول : إنّ أوصياء نبينا الأعظم (صلّى الله عليه وآله) أفضل وأشرف من سائر الأوصياء ، بل هم أفضل من كلِّ من عدا نبينا (صلّى الله عليه وآله) كما تدلّ عليه النصوص الكثيرة التي أثبتت أن آدم ، ونوحاً ، وإبراهيم ، ويونس ، وغيرهم من الأنبياء (عليهم السّلام) قد توسّلوا إلى الله بهم ، وطلبوا الفرج والغوث من الله بواسطتهم .
وإذا كان الأمر كذلك فلا تصل النوبة إلى الحديث عن كونهم أفضل من عمر بن الخطاب ، ومن عثمان بن عفان ، فكيف إذا كان هؤلاء قد اعتدوا على بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أيضاً بالضرب ، وأسقطوا جنينها حتّى ماتت واجدة على أبي بكر وعمر كما صرح به البخاري وغيره !
وكيف إذا كان الصحابة والتابعون قد نقموا على عثمان حتّى قُتل بحضرتهم ، وبمشاركة منهم , فهل يصح بعد هذا المقايسة بين هؤلاء وبين الإمام الحسين (عليه السّلام) فضلاً عن السعي لتفضيلهم عليه ؟!
اللطم على الإمام الحسين (عليه السّلام) مطلوب لله تعالى
أمّا ما ادعاه المنشور من أنه لا يجوز إذا جاءت ذكرى الإمام الحسين (عليه السّلام) اللطم وما شابه , فهو غير صحيح أيضاً ، بل هو مستحب ومطلوب ومحبوب لله تعالى ، خصوصاً إذا كان فيه إدانة للباطل وتأييد للحق ، وتربية للنفوس على مقت الظلم ورفضه ، والبراءة من الظالمين والمفسدين .
ونحن نكتفي في هذا السياق بالتذكير بما يلي : أيهما أعظم ؛ هل لطم الصدور والخدود أعظم , أم البكاء حتّى العمى الحقيقي أعظم ؟
فإن القرآن قد صرح بأنّ النبي يعقوب (عليه السّلام) قد بكى على ولده النبي يوسف (عليه السّلام) ـ الذي كان حياً ـ حتّى ابيضّت عيناه من الحزن ، بل هو قد كاد أن يهلك من ذلك ، قال تعالى : {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} [يوسف: 84، 85].
حديث لطم الخدود , لا يدلّ
بالنسبة لحديث : «ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهليّة» , نقول : إنه لا بدّ أن يكون ناظراً إلى من يفعل ذلك استعظاماً واعتراضاً على قضاء الله لمجرد موت عزيز له .
وقد ألمح العسقلاني ، والقاري ، والكرماني ، والقسطلاني ، والمناوي إلى ذلك ؛ فقد ذكروا أن السبب فيه ـ أي في هذا النهي ـ ما تضمنه ذلك من عدم الرضا بالقضاء أو نحو ذلك .
والدليل على ذلك :
أولاً : إنه (صلّى الله عليه وآله) قال : ليس منّا مَن لطم الخدود ... إلخ , مع أن الذي يلطم صدره وخده في المصاب ، أو يشقّ جيبه لا يخرج من الدين ، فلا يصح أن يقال : ليس منا .
أمّا إذا فعل ذلك اعتراضاً على الله سبحانه ، كما ربما يصدر من بعض ضعفاء الإيمان ، فإنه لا يكون من أهل الإيمان حقيقة ؛ لأنّ المؤمن لا يعترض على ربه , وينطبق عليه مضمون هذا الحديث بصورة حقيقية .
ثانياً : إنّ ممّا يدل على ذلك أيضاً ذيل الحديث ، أعني قوله : ودعا بدعوى الجاهليّة ؛ فإن من يدعو بدعوى الجاهليّة ، ويعود إلى التزام رسومها ، ويترك ما يدعوه إليه الإسلام لا يكون من أهل الإيمان والإسلام .
وبذلك يظهر أنه لا مجال للتأويلات الباردة التي يحاولون المصير إليها ، والسعي إلى حمل قوله (صلّى الله عليه وآله) : ليس منا ... على المجاز ، فراجع .
1 ـ وقد قال الكرماني : إلاّ أن يفسر دعوى الجاهليّة بما يوجب الكفر ، نحو تحليل الحرام ، أو عدم التسليم لقضاء الله ، فحينئذ يكون النفي حقيقة .
وقال المناوي : وهو يدل على عدم الرضا ، وسببه ما تضمّنه من عدم الرضا بالقضاء . فهذا الحديث ليس ناظر إلى ما هو من قبيل اللطم في عاشوراء الذي هو لأجل إعزاز الدين ، وإظهار الحب لأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) ، وإحياء شعائر الله تعالى .
2 ـ وقد روى الخوارزمي أن دعبلاً أنشد الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قصيدته التائية ، ومنها قوله :
أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدّلا وقد مـات عطشاناً بشطِّ فـراتِ
إذاً للطمت الخدَّ فاطمُ عنده وأجريت دمع العين في الوجناتِ
فلم يعترض عليه الإمام (عليه السّلام) ، ولو بأن يقول له : إنّ أمنا فاطمة (عليها السّلام) لا تفعل ذلك ؛ لأنه حرام , بل هو (عليه السّلام) قد بكى وأعطى الشاعر جائزة ، وأقرّه على ما قال .
والإمام الرضا (عليه السّلام) لا يمكن أن يخفى عليه مثل هذا الحكم الشرعي في أمر هو محل ابتلاء الناس , ولا بدّ أن يكون الناس قد بدؤوا بممارسته منذ الأيام الأولى لوقوع الفاجعة . ويشير إلى ذلك ما ورد في النص التالي :
3 ـ لمّا مرّوا بالسبايا على الإمام الحسين (عليه السّلام) وأصحابه صاحت النساء ، ولطمن وجوههن ، وصاحت زينب (عليها السّلام) : يا محمّداه ! ولم يعترض عليهنّ الإمام السجاد (عليه السّلام) ، ولم نسمع أن أحداً من الاُمّة قد خطَّأهن في ذلك .
4 ـ وحين ارتجز الإمام الحسين (عليه السّلام) في كربلاء :
يا دهرُ اُفٍّ لك من خليلِ كم لك في الإشراق والأصيلِ
سمعته السيدة زينب (عليها السّلام) ، فشقّت ثوبها ، ولطمت وجهها ، وخرجت حاسرة تنادي : وا ثكلاه ! وا حزناه ! إلخ .
5 ـ وممّا يدل على عدم حرمة اللطم في موت الأنبياء والأوصياء وأبناء الأنبياء ، خصوصاً الذين ليس على الأرض أحد يساميهم أو يساويهم ، ما رواه أحمد وغيره ، وهو : عبد الله ، عن أبيه ، عن يعقوب ، عن أبيه ، عن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، قال : سمعت عائشة تقول : مات رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) بين سحري ونحري ، وفي دولتي ، لم أظلم فيه أحداً ؛ فمن سفهي وحداثة سني أنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) قُبض وهو في حجري ، ثمّ وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء ، وأضرب وجهي .
قال محمّد سليم أسد عن هذا الحديث بهذا الإسناد : وهذا إسناد صحيح .
ورواه أبو يعلى ، عن جعفر بن مهران ، عن عبد الأعلى ، عن محمّد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد ، عن أبيه .
وقال محمّد سليم أسد : إسناده حسن من أجل جعفر .
وروي أيضاً عن سعيد بن المسيب مثل ذلك .
ونحن إنما نستدل على هؤلاء بما عندهم ، وفي كتبهم , على قاعدة : «ألزمواهم بما ألزموا به أنفسهم» .
6 ـ إنّ مجرد أن يضرب الإنسان نفسه لمصيبة تحلّ به ليس حراماً ؛ فقد روى أحمد ، عن روح ، عن محمّد بن أبي حفصة ، عن ابن شهاب ، عن محمّد بن عبد الرحمان ، عن أبي هريرة أنّ أعرابياً جاء يلطم وجهه ، وينتف شعره ، ويقول : ما أراني إلاّ قد هلكت !
فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( وما أهلكك ؟ )) .
قال : أصبت أهلي في رمضان !
قال (صلّى الله عليه وآله) : (( تستطيع أن تعتق رقبة ... )) إلخ .
حيث يلاحظ أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) لم يعترض عليه ، ولم ينهه عما يفعله بنفسه .
7 ـ كما أنّ ابن عباس يروي لنا قضية طلاق النبي (صلّى الله عليه وآله) لنسائه ، وفي حديثه : قال عمر : فدخلت على حفصة وهي قائمة تلتدم ، ونساء النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) قائمات يلتدمن , فقلت لها : أطلّقك رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) ... ؟ إلخ .
ابنُ أبي أوفى فهم خطأً
وأمّا ما رواه أحمد ، عن علي ، عن عاصم ، عن الهجري أن عبد الله بن أبي أوفى كان في جنازة ابنته ، فسمع امرأة تلتدم ـ وقال مرة : ترثي ـ , فقال : مه ، ألم أنهكن عن هذا ؟ إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان ينهى عن المراثي . لتفض إحداكن من عبرتها ما شاءت .
أمّا هذه الرواية فإنّ سياق الكلام يشير إلى أنّ الحديث إنما هو عن المراثي [التي كانت شائعةً] في تلك الأيام ؛ حيث إنّ النساء كنّ ينحن بالباطل ، ويذكرن في نوحهن أموراً لا حقيقة لها وينسبنها للميت ، وقد ورد النهي الأكيد عن ذلك .
وهذا هو الأنسب بقول ابن أبي أوفى : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان ينهى عن المراثي . وتكون كلمة «تلتدم» خطأً ، وهي من تصرفات الرواة . وحتّى لو كانت رواية تلتدم هي الأصح ، فإن النهي عن المراثي لا يستلزم النهي عن اللدم واللطم .
ولعل ابن أبي أوفى قد فهم ذلك خطأً , أو أنه أراد أن يساير الجو الضاغط والسياسة المتبعة منذ منع عمر بن الخطاب وأبو بكر السيدةَ فاطمة الزهراء (عليها السّلام) من البكاء على ما أصابها بمجرد وفاة أبيها (صلّى الله عليه وآله) ؛ حيث صارت السياسة تقضي بالمنع من البكاء على الميت مدة من الزمن كما هو مذكور في كتابنا «الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) » ، وذلك حين الحديث عن شهداء غزوة أحد ، وبكاء النبي (صلّى الله عليه وآله) على عمّه حمزة (عليه السّلام) , فراجع .
ما ورد عن أهل البيت (عليهم السّلام) هو الحجة
وأخيراً نقول : إنّه حتّى لو لم يكن أهل السنة قد ذكروا ذلك وسواه في مصادرهم ، فإنّ ما روي عن أهل البيت (عليهم السّلام) من طرق شيعتهم الأبرار كافٍ في إثبات جواز ، بل رجحان ما يقومون به في مناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ؛ من لطم وبكاء ... , وهو الحجة لهم .
وإنما هم يذكرون ما روي من طرق سائر الفرق ، انطلاقاً من قاعدة : «ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم» .
ويدل على صحة مسلك الشيعة الإماميّة في ذلك حديث الثقلين الذي اعتبر أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وآله) والقرآن الحجةَ على أهل الدنيا إلى يوم القيامة ، وأوجب على الاُمّة التمسك بهما إلى يوم القيامة .
ويدل على ذلك أيضاً حديث : (( مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ؛ مَن ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وهوى )) .
ولأجل ذلك ، ولأجل أنّ اُصول المناظرة تفرض ذلك ، نقول : إنه ليس من حق الآخرين أن يستدلوا على الشيعة بما ليس في كتب الشيعة , بل اللازم هو أن يبحثوا معهم أولاً موضوع الإمامة ، ودلالات حديث الثقلين وغيره ، فإذا ظهر الحق فيها فإنّ على الجميع أن يلتزم به وبما يقتضيه .
وأمّا الاحتجاج بروايات سفيانيّة على مَن لا يؤمن بنهج آل أبي سفيان , فهو ظلم قبيح ، وجبرية ظاهرة الفظاظة والغلظة ، أعاذنا الله منها ومن شرورها .
لماذا المأتم للحسين دون علي (عليهما السّلام)
بقي أن نشير إلى السؤال الذي ورد في المنشور ، من أنه : لماذا لا يفعل الشيعة في مناسبة قتل الإمام علي (عليه السّلام) ، أو يحيى بن زكريا كفعلهم في عاشوراء ؟ ولماذا لا يفعل السنة مثل ذلك في مناسبة قتل عمر بن الخطاب أو عثمان ؟
ونقول :
أوّلاً : إنّ الشيعة يحيون مناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السّلام) ، ويلطمون صدورهم فيها أيضاً .
ثانياً : إنّ هناك فرقاً بين ما جرى للإمام علي (عليه السّلام) وبين ما جرى للإمام الحسين (عليه السّلام) في كربلاء ؛ فإنّ الإمام علياً (عليه السّلام) قتله شخص أنكرت عليه ذلك الاُمّة بأسرها ، وأعلنت بالبراءة منه ومن فعله , ولم تلتزم بتبرئته ، ولم ترتض نهجه ، ولا خطّأت الإمام علياً (عليه السّلام) ، ولا شككت فيه .
ولكن الذي قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) هو من يضع نفسه في موقع الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، ويسعى أتباع السفياني والسفيانيّة باسم العلم والدين ليس فقط لتبرئته من دم الإمام الحسين (عليه السّلام) ، بل هم قد تعدوا ذلك إلى محاولات التلويح والتصريح بإدانة الإمام الحسين (عليه السّلام) نفسه ، واعتباره هو الباغي , والطالب للدنيا ، والذي لا يعرف المصالح من المفاسد , و.. و.. كما تقدم .
وليتمكنوا بذلك من إسقاط الإمامة بإسقاط الإمام رغم الاعتراف بأنه ليس على وجه الأرض أحد يساويه أو يساميه .
ثالثاً : إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) قد أقام للإمام الحسين (عليه السّلام) المآتم ، وعقد له مجالس البكاء ، ولم يفعل ذلك بالنسبة للإمام علي (عليه السّلام) ، ولا بالنسبة للنبي يحيى بن زكريا (عليهما السّلام) , فراجع كتاب «سيرتنا وسنّتنا» للعلامة الأميني ؛ للاطلاع على جانب من النصوص والمصادر .
لماذا لا يُقام المأتم لعمر بن الخطاب وعثمان ؟
وأمّا لماذا لا يقيم أهل السنة مأتماً لعمر وعثمان , فإننا نقول في جوابه :
أوّلاً : أمّا عمر بن الخطاب فإنّ قاتله رجل يزعم البعض أنه مجوسي ـ وإن كنّا نحن نشك في صحة هذا الإدعاء ـ ؛ لأنه رأى نفسه في موقع المظلوم . والمطالَب بإقامة العزاء لعمر إنما هم أهل السنة ، فلعل سبب إحجامهم عن هذا هو حتّى لا تنكشف اُمور لا يحبون كشفها .
ثانياً : أمّا عثمان فإنه قد قُتل برضاً من الصحابة ، وبمشاركة منهم ، فإقامة الذكرى له سوف تكشف أيضاً أموراً يحرص محبوه على التستر عليها ، وعلى أن ينساها الناس .
ثالثاً : لعل أهل السنة لا يقيمون العزاء لعثمان لأنهم ملتزمون بحرمة إقامة مثل هذه الشعائر ؛ لأنهم فهموا بعض الأحاديث خطأً كما أوضحناه ، أو لأنهم ملتزمون بسياسات خلفائهم حسبما أشرنا إليه .