الوحيد البهبهاني (رحمه الله) :
من المعروف عن المولى محمد باقر المعروف بالوحيد البهبهاني (قدس سره الشريف) أنه كان إذا قصد زيارة الحسين (عليه السلام) كان يقبّل المكان الذي توضع فيه أحذية الزائرين ويمسح لحيته الشريفة في ذلك المكان ثم يدخل الحرم وعليه آثار الخشوع والخضوع ورقة القلب ثم يزور الإمام الحسين (عليه السلام) مراعيا جميع الشرائظ ويظهر كثيرا من الاحترام والتفجع عند ذكر مصيبة الحسين.
حكم بوجوب قراءة الزيارة!
ورد في كتاب الكلام يجر الكلام للمرحوم الحاج السيد أحمد الزنجاني ; نقلاً عن آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي ; انه قال : في إحدى الليالي في سامراء كنا جالسين على السطح ندرس أنا والمرحوم آقا ميرزا علي (نجل الميرزا الشيرازي) والسيد محمود السنگلجي ; عند الميرزا محمد تقي الشيرازي ; ووفي اثناء الدرس جاء أستاذنا المعظم المرحوم السيد محمد الفشاركي ; وقد بدت على وجهه آثار الحزن والألم وكان واضحا أن السبب في تألمه هو ظهور الوباء في مدينة سامراء. فقال لنا : هل تعتقدون باجتهادي؟ فقلنا : نعم. فقال : وعدالتي؟ قلنا : نعم. فقال : إنني أوجب على كل رجل وامرأة من شيعة سامراء أن يقرءوا زيارة عاشوراء مرة واحدة بالنيابة عن أم الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) نرجس خاتون ويتوسلوا بهذه السيدة الجليلة إلى ولدها العظيم وتستشفع به ليدعو الله تعالى حتى يرفع البلاء عن شيعة سامراء. فامتثل الناس لهذه الفتوى وقرءوا زيارة عاشوراء بتلك النية وكانت النتيجة أن لم يمت أي شخص من شيعة سامراء في الوقت الذي كان يموت كل يوم خمسة عشر نفرا من غير الشيعة .
وتجدر الإشارة إلى أن جميع البلايا التي كانت ترد بعد ذلك كانت تتجه إلى العامة؛ مما حدا بالبعض منهم إلى أن يلتفت إلى أحقيّة المذهب الشيعي ويدخل فيه .
الشيخ مرتضى الأنصاري (رحمه الله)
يقول حفيد الشيخ الأنصاري في معرض حديثه عن حياة جده : (قدس سره الشريف) كان من عادته قراءة زيارة عاشوراء في كل يوم يقرأها مرتين صباحاً ومساءاً وكان شديد المداومة على قرائتها ولما توفي الشيخ الأنصاري (قدس سره الشريف) رآه بعض المؤمنين في المنام فسأله عما جرى له فكان جواب الشيخ : (عاشوراء عاشوراء عاشوراء).
الميرزا المحلاتي :
يقول الفقيه الزاهد العادل الشيخ جواد العربي الذي كان مرجعا للتقليد لبعض شيعة العراق أنه في ليلة 26 صفر 1336 هـ رأى عزرائيل (عليه السلام) في منامه فسلّم عليه وسأله : من أين أنت قادم؟ فقال عزرائيل (عليه السلام) : من شيراز وقد قبضت روح الميرزا إبراهيم المحلاتي. فقال الشيخ جواد : وكيف كانت روحه في عالم البرزخ؟ فقال عزرائيل (عليه السلام) : في أفضل حال وفي أفضل جنان البرزخ وقد وكل الله تعالى له ألف ملك يقومون بخدمته. فقال الشيخ جواد : وأي عمل من أعماله هو الذي أوصله لهذا المقام العالي؟ فقال عزرائيل (عليه السلام) : قراءة زيارة عاشوراء.
وكان الميرزا المحلاتي ; لم يترك قراءة زيارة عاشوراء في الثلاثين سنة الأخيرة من عمره وحتى في أيام مرضه أو مشاغله التي تمنعه من قراءتها كان يتخذ نائبا ليقرأها عنه.
ولما استيقظ الشيخ جواد العربي من المنام ذهب في اليوم الثاني إلى بيت الميرزا محمد تقي الشيرازي ; (الميرزا الثاني) وحينما قص عليه الرؤيا بكى الميرزا الشيرازي ; وحينما سأله الشيخ عن سبب بكائه قال الميرزا الشيرازي : لقد توفي الميرزا المحلاتي وهو فقيه عظيم. فقيل له : إن الشيخ رأى مناما ولا نقطع بمطابقته للواقع. فقال الميرزا : صحيح أنها مجرد رؤيا ولكن رؤيا الشيخ ليست ككل رؤيا!.
وفي اليوم التالي وصل خبر وفاة الميرزا المحلاتي إلى النجف الأشرف عبر التلكراف واتضح صدق رؤيا الشيخ جواد العربي (قدس سره الشريف).
عاشوراء عاشوراء عاشوراء :
ينقل المحدث النوري في كتابه النجم الثاقب عن تاجر من مدينة رشت اسمه السيد احمد بن السيد هاشم الرشتي ; انه قال : عزمت على أداء وظيفة الحج وزيارة بيت الله الحرام في سنة (رحمه الله)280 هـ فسافرت من مدينة رشت إلى مدينة تبريز ونزلت في بيت الحاج صفر علي وهو من التجار المعروفين. ولم تكن في وقتها قافلة متوجهه إلى الحج ولذلك كنت متحيرا أبحث عن وسيلة للسفر. إلى أن قام الحاج جبار ـ الذي هو من أصحاب القوافل المعروفين ـ برحلة تجارية وانضممت أنا إلى قافلته وتحركنا. وفي احد البيوت التي نزلنا بها في تركية أثناء رحلتنا جاء الحاج جبار وقال : أن هذا المنزل الذي نحن فيه مشبوه ومخيف. ولذا استعجلوا في اللحاق بالركب إذ إننا كنا متأخرين عن القوافل الأخرى في كل منزل نزلنا به فتحركنا قبل الصبح بساعتين ونصف أو ثلاث ساعات. وحينما ابتعدنا عن المنزل بمقدار نصف فرسخ أو ثلاثة أرباع الفرسخ اظلمّ الجو وبدأت الثلوج بالتساقط حتى اضطر الركاب إلى تغطية رؤوسهم والإسراع في الحركة وكلما حاولت أن الحق بهم لم أتمكن حتى ابتعدوا عني وبقيت وحدي فنزلت من فرسي وجلست على جانب الطريق. كنت مرتبكا جدا لأنني أحمل معي مبلغا من المال قدره 600 تومانا ولذا قررت أن أبقى في نفس المكان لحين طلوع الشمس على أن ارجع عند الصباح إلى المنزل السابق حتى أجد الدليل وألتحق بالقافلة. وفجأة رأيت أمامي بستانا ورأيت فيه فلاحا يمسك مجرفة ويجرف بها الثلوج عن الأشجار وحينما رآني اقترب مني وقال : من أنت؟ فأجبته قائلاً : ذهب أصحابي وبقيت وحدي في هذه الصحراء لا اعرف من أين طريقي. فقال لي باللغة الفارسية : صلِ صلاة الليل حتى تجد الطريق. فبدأت بالصلاة والدعاء وبعد أن انتهيت من العبادة جاءني مرة أخرى وقال لي : لم تذهب إلى الآن؟ فقلت له : أقسم بالله تعالى إني اجهل الطريق. فقال لي : اقرأ زيارة الجامعة. وأنا لم أكن أحفظ زيارة الجامعة وإلى الآن فإنني لا أحفظها ولكن وقفت في ذلك الوقت وقرأتها عن ظهر قلب. فجاءني مرة أخرى وقال : لم تذهب إلى الآن؟ فبكيت بغير اختياري وقلت له : إني أجهل الطريق. فقال لي : اقرأ زيارة عاشوراء. وأنا لم أكن قد حفظتها والى الآن فإني لا أحفظها ولكنني في ذلك المكان قرأتها عن ظهر قلب مع اللعن والسلام ودعاء علقمة.
وجاءني مرة ثالثة وقال : لم تذهب إلى الآن؟ فقلت : لا. حتى انبلج الصبح فقال لي : أنا سألحقك الآن بإحدى القوافل فركب حمارا ووضع مجرفته على كتفه ثم قال لي : اركب معي فركبت وأخذت عنان فرسي ولكنه أبى أن يتحرك فقال لي الرجل : ناولني عنان الفرس فناولته إياه فوضع المجرفة على كتفه الأيسر وأخذ عنان الفرس بيده اليمنى وتحركنا ومشى الفرس معنا طائعا ثم وضع الرجل يده على ركبتي وقال لي : لماذا لا تصلي صلاة الليل؟ وردد ثلاثا : النافلة النافلة النافلة. ثم قال : لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء؟ عاشوراء عاشوراء عاشوراء. ثم قال : لماذا لا تقرأ الزيارة الجامعة؟ الجامعة الجامعة الجامعة. فقال لي ونحن على تلك الحال : هؤلاء هم أصحابك نزلوا إلى حافة النهر يتوضئون لصلاة الصبح. فنزلت من الحمار لأصعد فرسي فلم أتمكن فنزل هو وأثبت مجرفته في الثلج وأركبني على فرسي وأرجعني إلى أصحابي. في تلك الساعة بدأت أتأمل وأتساءل : من هو يا ترى ذلك الشخص؟ وكيف يتكلم اللغة الفارسية والحال انه لا توجد لغة هناك غير اللغة التركية؟ ولم يكن هناك دين في الغالب غير المسيحية؟ كيف أوصلني بهذه السرعة إلى أصحابي؟ التفتُّ خلفي فلم أجد أحدا ولا أثراً عن ذلك الرجل وعندها التحقت بأصحابي .
لولا الألفين وزيارة عاشوراء!
لما توفي العلامة الحلي (قدس سره الشريف) رآه والده في المنام فسأله عما جرى له في عالم الآخرة فأجابه العلامة قائلاً : لولا الألفين وزيارة الحسين لأهلكتني الفتاوى
وكان العلامة الحلي مداوماً على زيارة الحسين (عليه السلام) وأما كتاب الألفين فهو كتاب صنفه العلامة وأقام فيه ألفي دليل وبرهان على أحقية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالخلافة وتقدمه وأفضليته على البقية وبطلان خلافتهم.
المرحوم الكمباني (رحمه الله)
يُنقل عن المرحوم الكمباني (قدس سره الشريف) أنه اتخذ على نفسه عهدا بأن يقرأ زيارة عاشوراء في كل يوم وأن يقوم كذلك بسائر أعماله من تدريس وتقرير وتهجد وصلوات النافلة وو ... حتى أنه طلب من الباري جل وعلا أن لا يحرمه من قراءة زيارة عاشوراء حتى في اليوم الأخير من عمره الشريف ويموت بعدها وكان الذي طلب فقد قرأ زيارة عاشوراء في يومه الأخير وتوفي في ليلتها .
الميرزا التبريزي (رحمه الله) وزيارة عاشوراء
يقول حجة الإسلام والمسلمين الشيخ غلام رضا التوكلي : في ذات يوم اتصلت بنا امرأة من مدينة طهران وكانت تصر على أن تتكلم مع الشيخ التبريزي (قدس سره الشريف) مباشرة فقلنا لها أن سماحة الشيخ لا يجيب مباشرة على المكالمات الهاتفية فإذا كان لديك موضوع خاص قوليه لنا لنوصله إليه. فقالت : حدثت لي بعض المشاكل مما حداني لأن أقصد مسجد جمكران في مدينة قم المقدسة فواظبت على الذهاب إلى المسجد أربعين ليلة ولكن مشكلتي لم تُحل فرأيت فيما يرى النائم أن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) كان جالسا في ناحية من النواحي بدون أن يُشاهد تفصيلا فتوجهت نحوه ولكنني لم استطع الوصول إليه لكثرة اجتماع الناس من حوله ورأيت مجموعة من الناس في ناحية أخرى اجتمعوا حول رجل دين كبير السن يستفتونه في شؤونهم فقيل لي : إذهبي إلى ذلك الشيخ واعرضي عليه مشكلتك فذهبت إليه ولكن قبل أن أطرح عليه مشكلتي سألته عن اسمه فقال : ميرزا جواد التبريزي . فعرضت عليه المشكلة فأجابني وأرشدني لكيفية حلها ولكنني بعد أن استيقظت من المنام نسيت ما قاله لي فتألمت لذلك كثيرا فسألت بعض رجال الدين في مدينة طهران إن كانوا يعرفون شخصا اسمه جواد التبريزي؟ فقالوا : إنه أحد المراجع في مدينة قم المقدسة. فبحث عن رقم المكتب حتى وجدته والآن أنا اتصل لأستفسر منه حول هذه القضية. يقول الشيخ التوكلي : فذهبت إلى الميرزا التبريزي (قدس سره الشريف) وشرحت له الموضوع وقد استقبل الميرزا الموضوع بكل هدوء ثم بكى . وقال لي : قل لهذه المرأة أن تقرأ زيارة عاشوراء وستُحل مشكلتها إن شاء الله تعالى.