تاريخ كربلاء

يجدر بنا قبل الكلام عن هذه الأبواب ذكر أبواب الصحن الحسيني القديمة لاسيما وإنّ المؤلّف لم يتعرّض لذكرها ، فنقول : إنّ للصحن الحسيني ستة أبواب قديمة مصنوعة كلّها من الأخشاب الفاخرة ، وتعلو كلّ منها عقادة من القاشاني البديع المزخرف تزوقها آيات قرآنية أو أبيات شعرية .
وتقع على جانبي مداخلها مقابر بعض العلماء والسادات ، وهي :
1 ـ باب القبلة : ويقع في الوجه القبلي للحضرة في منتصف الضلع الجنوبي منه ، ويبلغ طول برج مدخلها 15 م ، وعرض قاعدتها 8 م . أمّا الباب فيبلغ ارتفاعها حوالي 5 / 5 م ، وعرضها ثلاثة أمتار ونصف متر ، ويعتبر بناؤها من أقدم الأبواب الأخرى في الحائر . وقد رُفعت هذه الباب حديثاً ، ونصب في محلّها باب جديدة ضخمة مزخرفة بالحفر البارز ، وتحيط إطاراتها زخارف نباتية معمولة من الخشب ، وقد زُوّقت أعلاها بأبيات شعر بالفارسيّة نُقشت بالميناء والفضة .
وهذه الباب أكبر من سابقتها ، وقد نُصبت في النصف من شعبان سنة 1385 هـ ، وهي مُهداة من قبل خالق زادكان .
2 ـ باب الزينبيّة : ويقع في الجهة الغربيّة من الصحن . وقد سمّي بهذا الاسم ؛ لأنّه يؤدّي بالخارج من الصحن إلى ( تل الزينبيّة ) .
3 ـ باب السلطانيّة : ويقع في الجهة الغربيّة أيضاً ؛ وقد سمّي بهذا الاسم نسبة إلى مشيّدها أحد سلاطين آل عثمان ، وتقارب أبعادها أبعاد باب الزينبيّة .
4 ـ باب السدرة : ويقع في زاوية الصحن المطهّر من الجهة الشماليّة الغربيّة ، وقد نُقلت لها مؤخّراً باب القبلة ونصب في مدخلها ، وهي مُهداة من قبل خالق زادكان .
5 ـ بابي الصحن الصغير : وكانتا قبل فتح الشارع المحيط بـ ( الحائر ) من الجهة الشرقيّة ، وقد بقت منه باب واحدة فقط المسمّاة بـ ( باب الشهداء ) .
وقد خطّ في الكاشي الذي فوق الباب من الخارج هذه الأبيات :
أبا الشهداء حسبي فيك منجى يـقيني شـرّ عادية الزمانِ
إذا ما الخطب عبّس مكفهراً وجـدتُ ببابك العالي أماني
وها أنا قد قصدتك مستجيراً لأبـلغ فـيك غايات الأماني
فـلا تـردد يديَّ وأنت بحرٌ يـفيض نداه بالمنن الحسانِ
6 ـ باب قاضي الحاجات : ويقع في الجهة الشرقيّة للصحن الشريف ـ في مقابل سوق العرب ـ وهي من الأبواب القديمة ، تُحلّي جبهتها الخارجيّة زخارف من القاشاني النفيس .
أمّا الأبواب التي نحن بصددها ، فهي :
7 ـ باب الرأس الشريف : ويقع بين باب الزينبيّة وباب السلطانيّة في الضلع الغربي من الصحن الشريف . وقد أنفذ هذا الباب من الإيوان الناصري أو الحميدي ، وهو إيوان معقود بديع الشكل ، جميل الزخرفة ، يحليه القاشاني المقرنص ، وتحيطه كتائب قرآنية وأبيات شعرية اُرخت بسنة 1309 . ويبلغ ارتفاعه حوالي 15 متراً ، وطول قاعدته السفلى 8 م ، وعرضها 5 م ، وهناك ساعة دقّاقة كبيرة فوق برج الباب .
8 ـ باب الكرامة : يقع في الزاوية الشماليّة الشرقيّة من الصحن الشريف ، وهي معقودة بالقاشاني الجميل أيضاً ، وعليها كتائب قرآنية وأشعار فارسيّة .
9 ـ باب الرجاء : ويقع في الزاوية الجنوبيّة من الصحن الشريف .
10 ـ وفي سنة 1960 م قامت لجنة التعميرات بفتح باب جديدة للروضة الشريفة باسم ( باب الصالحين ) في الجهة الشماليّة من الصحن الشريف ، ويقع هذا الباب في إيوان ميرزا موسى الوزير ، ويجري الآن تغليف جدرانها الداخلية وعقودها بالكاشاني النفيس .
ـ وفي سنة 1949 م تبرّع الحاج محمّد حسين الكاشاني بـ ( 23 ) طن من الرخام اليزدي المصقول لجدران الحرم والأروقة .
ـ وفي سنة 1949 م جُدّدت بعض أبواب الحرم الشريف ، وجميع أبواب حجرات الصحن بالخشب الصاج الفاخر من قبل لجنة تعميرات الروضة .
ـ وفي سنة 1950 م قام السيد صبري الخطّاط بكتابة الكُتيبة القرآنية على الكاشي في الحرم الشريف ومسجد الحرم .
ـ وفي سنة 1950 أيضاً جرى بناء الجبهة الشرقيّة التي أُضيفت للروضة وبناء الأواوين وعقدها بالكاشاني النفيس .
ـ وفي سنة 1951 م رُفعت القطع المذهّبة من القبة لغرض إعادة بنائها بصورة متقنة ، فوجدت اللجنة أنّ القبة في حالة تصدّع , ويلزم رفعها لإعادة بنائها مجدّداً ؛ فجرى رفعها حتّى الكُتيبة القرآنية , واُعيد بناؤها وإكساؤها بنفس تلك القطع الذهبيّة بعد تجديد القسم المستهلك منها .
ـ وفي سنة 1953 م جرى تجديد مرايا سقوف الحرم الشريف والأروقة بأكملها .
ـ في سنة 1953 م عقدت مقاولة مع السيد حسين السيد عبد الرحيم الأصفهاني بتجهيز كاشي من أصفهان إلى الروضتين الحسينيّة والعباسيّة ، بعد أن ظهر لللجنة أنّ الكاشي الموضوع محلياً لا يبقى على نقائه وثبات ألوانه بسبب الأملاح الموجودة في التربة .
ـ وفي سنة 1953 م جرى تذهيب القسم العلوي من الإيوان القبلي للروضة الشريفة بواسطة لجنة التعمير .
ـ وفي سنة 1963 قامت لجنة التعميرات بجلب الرخام الإيطالي لإكساء الجدران الخارجيّة المحيطة بالحرم الشريف من جهة الصحن .
ـ وفي سنة 1964 قامت لجنة التعميرات بتعلية الأواوين المعقودة في الجهة الشماليّة من الصحن ؛ لكي تكون بمستوى أواوين الجهة الشرقيّة ، وقد غلّفت بالقاشاني الإيراني البديع .
ـ وفي سنة 1964 حضر المتبرّع قنبر رحيمي متعهد معادن إيران , وأظهر رغبته بتقديم أعمدة من الرخام الفاخر بقطعة واحدة للإيوان القبلي الكبير ( الذهب ) ، وكذلك رخام لجبهة الإيوان المطلة على الصحن ؛ حيث إنّ الإيوان القبلي مسقّف بالخشب , وقد أثّرت فيه حشرة الأرضة والرطوبة ، وسوف تقوم لجنة التعميرات برفعه وتجديده حالما تصل أعمدة المرمر إلى كربلاء ، ولتبليط أرضيته مجدّداً بالمرمر الإيراني ، وكذلك إكساء جدران المذبح بالمرمر .