تاريخ كربلاء

اعلم انّه قد كثرت أقوال علماء العامة في مدفن رأس الحسين عليه آلاف التحية و الثناء، و لا يفيدنا ذكر أقوالهم، و المشهور عند علماء الشيعة انّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) جاء بالرأس و بسائر الرءوس الى كربلاء يوم الاربعين فالحقها بالابدان، و هذا بعيد جدا بحسب سائر الروايات.
ففي احاديث كثيرة انّ رجلا من الشيعة سرق الرأس الشريف و دفنه عند أمير المؤمنين (عليه السلام) في ناحية رأسه الشريف، و لذا استحب زيارته في ذلك الموضع، و قد دلّت‏ الرواية المتقدّمة على انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله)أخذ الرأس الشريف معه‏ ، و لا شك انّ الرأس و البدن انتقل الى أشرف الأماكن و التحق الرأس بالبدن في عالم القدس و ان لم يعلم كيفيته».
(انتهى كلام العلامة المجلسي رحمه اللّه) يقول المؤلف:
لا يصح ما ورد في آخر رواية الاعمش من انّ عمر بن سعد هلك في طريقه الى الريّ، و ذلك لانّ المختار قتله في بيته بالكوفة و استجيب دعاء الحسين (عليه السلام) في حقّه حيث قال له:
و سلط عليك من يذبحك بعدي على فراشك.
روى أبو حنيفة الدينوري عن حميد بن مسلم انه قال: كان عمر بن سعد لي صديقا فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين، فسألته عن حاله، فقال: لا تسأل عن حالي فانّه ما رجع غائب الى منزله بشّر ما رجعت به، قطعت القرابة القريبة، و ارتكبت الأمر العظيم‏ .
و في تذكرة السبط انّه: و هجره الناس و كان كلّما مرّ على ملأ من الناس اعرضوا عنه، و كلما دخل المسجد خرج الناس منه، و كل من رآه سبّه، فلزم بيته الى أن قتل، ألا لعنة اللّه عليه‏ .