الدروس المستخلصة منها
الاسباب و الاهداف

الهدف : تعريف الحضور بالدور الفاعل الذي قام به العنصر النسائي في ثورة الطف في مختلف محطاتها والعبر التي يمكن استفادتها من ذلك لواقعنا الحاضر.
تصدير الموضوع : فإلى الله المشتكى، وعليه المعول، فكد كيدك، واسع سعيك ، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أحدنا.."(1)
محاور الموضوع :
1- دور المرأة في الإعداد للثورات على الطواغيت
- عندما تدور الدوائر على المجاهدين وتَدْلَهِمُّ الآفاق يجب على كل شخص أن يهبّ لمساعدتهم ونجدتهم.. هنا يأتي دور النساء..
- صحيح أن الجهاد وُضع عن المرأة لكن الإعداد للجهاد ومساعدة المجاهدين أمر آخر..
- دور المرأة في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)
- في البصرة كانت مارية بنت سعد (رضوان الله تعالى عليها) صاحبة دور كبير في الإعداد للثورة :
- اجتمع أُناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبد القيس يقال لها مارية بنت سعد أو منقذ .. اجتمع هؤلاء الناس أياماً وكانت تتشيّع وكان منزلها لهم مألفاً يتحدثون فيه وقد بلغ ابن زياد إقبال الحسين فكتب إلى عامله في البصرة أن يضع المناظر ويأخذ بالطريق. من هذا المجلس الذي عُقد في بيتها انطلق ستة شهداء على الأقل أو سبعة شهداء فالتحقوا بالإمام الحسين عليه السلام واستشهدوا(2)
- في الكوفة كلنا نعرف الموقف العظيم الذي وقفته طوعة (رضوان الله تعالى عليها)..
- مشى مسلم حتى وصل إلى دار طوعة زوجة أسيد الحضرمي، وكانت تنتظر ولدها بلالاً، فطلب إليها مسلم أن تسقيه ماء، فجاءت بالإناء وسقته ثم دخلت الدار لوضعه، فما أن خرجت ورأت مسلم جالساً على باب الدار قالت له : يا عبد الله ألم تشرب؟ قال : بلى. قالت : فاذهب إلى اهلك، فسكت مسلم ثم عادت فقالت مثل ذلك فسكت! فقالت له :
سبحان الله! يا عبد الله فمر إلى اهلك عافاك الله، فإنه لا يصلح لك الجلوس على بابي ولا أحله لك!!! فقام عندئذٍ مسلم وقال : "يا أمة الله ، مالي في هذا المصر منزل ولا عشيرة، فهل لك إلى أجرٍ ومعروف ؟ ولعلي مكافئك به يوم القيامة؟ فقالت : يا عبد الله وما ذاك؟ فقال : أنا مسلم بن عقيل، كذبني هؤلاء القوم وغروني. فلما عرفته أدخلته بيتاً غير البيت الذي تكون فيه، وفرشت له، وعرضت عليه العشاء"(3)

- في كربلاء وبنفس الروحية والشجاعة التي أقدم فيها الرجال على نصرة الحسين عليه السلام والشهادة بين يديه اقدمت النسوة على مناصرته وتسطير المواقف البطولية بين يديهن وهن يعرفن ان مصيرهن السبي :
- أخذت أم وهب عموداً ثم أقبلت نحو زوجها تقول له : "فداك أبي وأمي! قاتل دون الطيبين ذرية محمد" فأقبل إليها يردها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه، وهي تقول : "لن أدعك دون أن أموت معك" فناداها الحسين عليه السلام "جزيتم من أهل بيت خيراً ، ارجعي رحمك الله إلى النساء ، فإنه ليس على النساء قتال"(4)
- عند خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكة ، جاء إليه أخوه محمد بن الحنفية وأخذ بزمام ناقته، قائلاً له: "يا أخي، ألم تعدني النظر فيما سألتك؟! فأجابه الإمام: "بلى" قال محمد : فما حداك على الخروج عاجلاً؟ فقال الإمام : "أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدما فارقتك، فقال: يا حسين، أخرج فإن الله شاء أن يراك قتيلا! " فقال محمد بن الحنفية : إنا لله وإنا إليه راجعون. فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنتَ تخرج على مثل هذه الحال؟ فقال الإمام عليه السلام : قد قال لي : إن الله شاء أن يراهن سبايا"(5).
- في الشام: فُضح الحُكم الأموي وكُشفت الغشاوة عن أعين المغترين والمغرر بهم
- خطبة الحوراء زينب عليها السلام في مجلس يزيد
3- دور المرأة في عصرنا الحاضر
- الحضور الشعبي في مسيرات التأييد والإنكار والتنديد والتعبير عن الرأي بشكل عام كما فعلت نساء الهاشميات في مشاركتهن في النهضة الحسينية وخروجهم في قافلة المولى عليه السلام.
- الحضور السياسي من خلال تحمل المسؤوليات والمهام التبليغية والإعلامية وقد جسدت هذا الدور عقيلة الهاشميين
سواء في الكوفة أو الشام أو المدينة.
- حماية المجاهدين وتأمين الرعاية والدعم والمساندة والدعاء وقد شهدنا نماذج رائعة للاحتضان في حرب تموز الأخيرة كما فعلت طوعة في شأن مسلم بن عقيل رضوان الله عليه.
- رعاية عوائل الجرحى والأسرى والشهداء ومؤازرتها كما فعلت العقيلة زينب عليها السلام في كربلاء
- إعانة الرجل على اتخاذ الموقف السليم كما فعلت زوجة حبيب بن مظاهر رضوان الله عليه
- تخفيف المعاناة وبلسمة الجراح كما فعلت عقيلة الهاشميين عليها السلام في يوم العاشر وما بعده.
- نشر ثقافة المقاومة والانتصار كما فعلت عقيلة الهاشميين عليها السلام وأختها أم كلثوم عليها السلام في خطبهن الرائعة لأهل الكوفة والشاميين.
- تربية الجيل المقاوم كما فعلت زينب عليها السلام في أبناء الهاشميين.
_______________
1- منتهى الآمال ، ج1، ص 606
2- تاريخ الطبري ، مقتل أبي مخنف
3- رحلة الشهادة، ص 51.
4- رحلة الشهادة، ص91.
5- رحلة الشهادة، ص37.