حياة الامام الحسين قبل مقتله
مقتل الامام عليه السلام

الكتاب : ، ج‏2، ص68-79.
المؤلف : .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[في تقريض رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم عليا و فاطمة و الحسن و الحسين، و أنه لو كان الحلم رجلا لكان عليا و لو كان العقل رجلا لكان الحسن، و لو كان السخاء رجلا لكان الحسين، و لو كان الحسن شخصا لكان فاطمة].
- [و أيضا قال الخوارزمي‏] و ذكر ابن شاذان هذا [قال‏] حدثني النقيب أبو الحسن محمد بن محمد الحسني‏ عن أحمد بن إبراهيم، عن محمد بن زكريا، عن العباس [بن‏] بكّار، عن أبي بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لعبد الرحمن بن عوف: يا عبد الرحمن أنتم أصحابي و عليّ بن أبي طالب مني و أنا من عليّ، فمن قاسه بغيره‏ فقد جفاني و من جفاني [فقد] آذاني.
يا عبد الرحمن إن اللّه تعالى أنزل عليّ كتابا مبينا و أمرني أن أبيّن للناس ما نزّل إليهم ما خلا عليّ بن أبي طالب فإنّه لم يحتج إلى بيان، لأن اللّه تعالى جعل فصاحته كفصاحتي و درايته كدرايتي.
و لو كان الحلم رجلا لكان عليا، و لو كان العقل رجلا لكان الحسن، و لو كان السخاء رجلا لكان الحسين‏ و لو كان الحسن شخصا لكان فاطمة بل هي أعظم.
إن فاطمة ابنتي خير أهل الارض عنصرا و شرفا و كرما.
[قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم: كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم و عصبتهم‏].
- أنبأني الشيخ كمال الدين عليّ بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهراباني، أنبأنا مؤرّخ بغداد الإمام الحافظ محبّ الدين محمد بن محمود بن الحسن ابن النجار إجازة، أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبي المكارم المطرّزي إجازة، أنبأنا الإمام أخطب خوارزم [أبو] المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي‏ قال:
أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي قال:
أخبرني الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ رحمه اللّه، قال: أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ أنبأنا أبو محمد الخراساني حدثنا أبو بكر ابن أبي العوام، حدثنا أبي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن شيبة ابن نعامة، عن فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة الكبرى قالت:
قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): كلّ بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم و عصبتهم‏ .
و [أيضا ورد] في الباب عن جابر بن عبد اللّه [الأنصاري‏] .
[طروق أسامة بن زيد بن حارثة باب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و خروج رسول اللّه إليه مشتملا على الحسن و الحسين و قوله: هذان ابناي و ابنا ابنتي اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبّهما].
- و بهذا الإسناد [الذي تقدّم آنفا] عن الإمام أبي بكر هذا، أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثنا محمد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمد، حدّثنا خالد بن مخلّد، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد اللّه بن أبي بكر ابن زيد، أخبرني مسلم بن أبي سهل، أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة، أخبرني أبي أسامة بن زيد، قال:
طرقت رسول اللّه‏ (صلى الله عليه واله) ذات ليلة لبعض الحاجة، فخرج النبيّ (صلى الله عليه واله) و هو مشتمل على شي‏ء لا أدري ما هو؟ فلمّا فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف [عنه‏] فإذا حسن و حسين على ركبتيه فقال: هذان ابناي و ابنا ابنتي اللّهمّ إنّك تعلم أني أحبّهما، فأحبّهما، اللهمّ إنك تعلم أني أحبّهما فأحبّهما.
أورد هذا الحديث أبو عيسى الترمذي الحافظ رضي اللّه عنه في جامعه‏ و زاد في آخره: «و أحبّ من يحبّهما» و قال: «على وركيه» مكان [قوله في حديثنا هذا]: ركبتيه.
[دخول ريحانتيّ رسول اللّه الحسن و الحسين عليهم السلام بستان ابن عباس و تناولهما الطعام ثم خروجهما و أخذ ابن عباس الركاب لهما و قوله في جواب من قال له: أتمسك لها الركاب و أنت أكبر منهما: هذان ابنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أو ليس مما أنعم اللّه عليّ به أن أمسك لهما؟].
- أنبأني محمد بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن عبد السميع إجازة، أنبأنا شاذان القمّي قراءة عليه، عن محمد بن عبد العزيز، عن أبي عبد اللّه ابن أحمد ابن عليّ، قال: أنبأنا عليّ بن إبراهيم أن والده أخبره [و] قال: حدثنا جدّي قال:
حدثنا الصيرايي‏ قال: حدثنا محمد بن العباس المرقب، قال: حدثنا عبيد بن إسحاق العطار، قال: حدثنا قطر [ي‏] الخشاب [مولى طارق‏]، عن مدرك بن زياد قال:
كنت مع ابن عباس في حائط فجاء الحسن و الحسين فسألا الطعام فأكلا ثمّ قاما، فأمسك لهما ابن عباس الركاب‏ فقلت: أتمسك [الركاب‏] لهذين [و أنت أكبر منهما]؟ فقال: ويحك هذان ابنا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) [أو ليس هذا مما أنعم اللّه عليّ به أن أمسك لهما و أسوّي عليهما] .
فضيلة محكمة القواعد مبيّنة العقائد [في أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لما عرج به رأى على باب الجنّة مكتوبا: لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه عليّ حبيب اللّه الحسن و الحسين صفوة اللّه و فاطمة أمة اللّه على مبغضيهم لعنة اللّه‏].
- أنبأني الحكيم العلامة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي تغمّده اللّه برحمته، أنبأنا خالي الإمام نور الدين عليّ بن محمد السعدي‏ إجازة أنبأنا برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرّزي، أنبأنا أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي‏ قال: أنبأني مهذّب الأئمة أبو المظفّر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني نزيل بغداد، قال: أنبأني محمد بن الحسين بن عليّ المقرئ قال: أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد الشاهد، قال: حدثنا هلال بن محمد بن جعفر، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد الحلواني، قال: حدثنا محمد بن إسحاق المقرئ قال: حدّثنا عليّ بن حمّاد الخشّاب‏ قال: حدثنا عليّ [بن محمد] المديني قال: حدثنا وكيع بن الجرّاح،
قال: حدثنا سليمان بن مهران، قال: حدثنا جابر: عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): لمّا عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة: لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه، عليّ حبيب اللّه الحسن و الحسين صفوة اللّه، فاطمة أمة اللّه، على مبغضيهم لعنة اللّه.
قال الإمام أخطب خوارزم رحمه اللّه: و مما قلت في أهل البيت عليهم السلام:
يزيد لظى من رام [أن‏] يتسفّلوا و أن يردّوا في مهاوي المهالك‏
و قد رشح العدل المهيمن حالهم‏ بمنزلة قعساء فوق الكواكب‏
فضائلهم ليست تعدّ فتنتهي‏ و إن عدّدت يوما قطار السحائب‏
قال [الخوارزمي‏]: و من خذلان مبغضهم المستحكم القواعد و إدبارهم المستحصف المعاقد و غوايتهم التي حشرتهم إلى دار البوار، و شقاوتهم التي كبّتهم على مناخرهم في دركات النار [أنه‏] حملهم بغض أحبّاء اللّه و أحباء رسوله على أن أنكروا أن يكون أولاد عليّ من فاطمة أولادا لرسول اللّه [صلى اللّه عليه و آله و سلم‏] [و] من ذلك [المبغضين‏] الحجّاج المحجوج الحقود الحرج على ما [يتلى عليك في الحديث التالي‏].
[احتجاج يحيى بن يعمر قدس اللّه نفسه بالقرآن الكريم على أعتى عفريت من عفاريت بني أميّة، و استدلاله بمحكم كتاب اللّه على أن الحسن و الحسين أولاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و إلقامه الخصم العنيد حجر الحجّة و إخماد نباحه‏]
- [قال الخوارزمي‏] أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ زين الدين و الأئمة عليّ بن أحمد العاصمي رحمه اللّه، قال: أنبأنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد، قال: أنبأنا والدي شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي‏ قال: أنبأنا أبو الحسين ابن بشران العدل، قال: أنبأنا أبو عمرو ابن السمّاك، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدّثنا داوود بن عمرو، قال: [حدثنا] صالح بن موسى، قال: حدثنا عاصم- هو ابن بهدلة-: عن يحيى بن يعمر العامري قال: بعث إليّ الحجّاج فقال: يا يحيى أنت الذي تزعم أنّ ولد عليّ من فاطمة ولد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)؟ [قال‏]: قلت له: إن آمنتني تكلّمت. قال: فأنت آمن. قلت له: نعم أقرأ عليك كتاب اللّه، إنّ اللّه يقول: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ} [الأنعام: 84، 85] و عيسى كلمة اللّه و روحه ألقاها إلى العذراء البتول و قد نسبه اللّه تعالى إلى إبراهيم عليه السلام: قال:
[فقال الحجاج‏] ما دعاك إلى نشر هذا و ذكره؟ قلت: بما استوجب اللّه عزّ و جلّ على أهل العلم في علمهم‏ {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187] قال: صدقت لا تعودنّ لذكر هذا و لا نشره.
و كان النبيّ (صلى الله عليه واله) يقول: «كلّ بني أمّ ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم و عصبتهم».
و الأخبار في أن النبيّ (صلى الله عليه واله) كان يسمّي الحسن و الحسين ابنيه كالحصى لا تعدّ و لا تحصى، و قد ابتلى المكابر الحجّاج بالمحجاج يحيى بن يعمر المؤيّد من اللّه بالجواب الصواب، الذي أوتي عند رسوله فصل الخطاب، و من ثقابة فهمه و غزارة علمه أن أخذ بكظمه حين تلا عليه آية فيها أنّ عيسى من ذرّيّة إبراهيم و هو يدلي إليه بأمّه، و ألقمه جندلة حجّة فدمت مجرى أنفاسه، و أوضح له الحجّة بمثل موضحة رأسه، و تركه يهيم في وادي وسواسه.
- أنبأني عبد الحميد بن فخار الموسوي، عن النقيب أبي طالب ابن عبد السميع إجازة عن شاذان بن جبرئيل القمّي قراءة عليه عن أبي عبد اللّه ابن عبد العزيز عن أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن [عليّ‏] النطنزي قال: أنبأنا عليّ بن إبراهيم أن والده أخبره، قال: حدثنا جدي قال: حدثنا الطبراني‏ قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه الحضرمي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة [كذا] قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن شيبة بن نعامة عن فاطمة الصغرى:
عن فاطمة الكبرى قالت: قال النبيّ (صلى الله عليه واله): إن اللّه عزّ و جلّ جعل ذرية كل بني [أم‏] عصبة ينتمون إليها إلّا ولد فاطمة عليها السلام [فأنا وليهم و أنا عصبتهم‏] .
[مرور رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم على صبيان يلعبون و معهم ريحانته الحسين بن عليّ و تقدمه صلى اللّه عليه و آله و سلم على القوم و تلطفه لأخذ ابنه الحسين ثم أخذه إيّاه و تقبيله له‏].
- حدّثنا محمد بن عبد الواحد الطاهري قال: حدثنا محمد بن عبد الغفّار المؤدّب، قال: أنبأنا أبو الحسن‏ أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر المعدّل، قال: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد بعسكر، قال: حدثنا صالح بن أحمد بن صالح، قال: حدّثنا أزهر بن جميل، قال: حدّثنا الفضل بن العلاء، عن ابن خيثم‏ عن سعيد ابن أبي راشد:
عن يعلى بن مرّة [العامري‏] أن النبيّ (صلى الله عليه واله) خرج من منزله فإذا الحسين بن عليّ عليهما السلام يلعب مع صبيان، فاستقبل النبيّ‏ (صلى الله عليه واله) أمام القوم فبسط يده فطفق الغلام يفرّ [هاهنا] [مرّة] و هاهنا [مرة] و رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه و الأخرى في فأس رأسه ثم أقنعه فقبّله‏ .