حياة الامام الحسين قبل مقتله
مقتل الامام عليه السلام

اوّل من تقدم للقتال من جيش عمر بن سعد يسار مولى زيد بن ابيه و سالم مولى ابن زياد، فخرج إليهما من أصحاب الحسين (عليه السلام) عبد اللّه بن عمير الكلبي، فقالا له:
من أنت؟ قال: أنا عبد اللّه بن عمير، قالا: لسنا نعرفك اذهب فليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر.
و كان يسار متقدم على سالم فقال له عبد اللّه: يا ابن الفاعلة و بك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، ثم شدّ عليه فضربه بسيفه حتى برد و انّه لمشتغل بضربه اذ شدّ عليه سالم فصاح به‏
ج‏1، ص: 647
أصحابه: قد رهقك العبد فلم يشعر به حتى غشيه فبدره بضربة اتقاها ابن عمير بيده اليسرى فطارت أصابع كفه ثم شدّ عليه فضربه حتى قتله و أقبل و قد قتلهما جميعا و هو يرتجز و يقول:
ان تنكروني فأنا ابن كلب‏ حسبي ببيتي في عليم‏ حسبي‏
انّي امرؤ ذو مرّة و عصب‏ و لست بالخوّار عند النّكب‏
ثم حمل عمرو بن الحجاج على ميمنة أصحاب الحسين (عليه السلام) فيمن كان معه من أهل الكوفة فلما دنا من اصحاب الحسين (عليه السلام) جثوا له على الركب و اشرعوا بالرماح نحوهم، فلم تقدم خيلهم على الرماح فذهبت الخيل لترجع فرشقهم أصحاب الحسين (عليه السلام) بالنبل فصرعوا منهم رجالا و جرحوا منهم آخرين.
و جاء رجل من بني تميم يقال له عبد اللّه بن حوزة فاقدم على عسكر الحسين (عليه السلام) فوقف و قال: يا حسين يا حسين، قال الامام (عليه السلام): ما تريد؟ قال: أبشر بالنار، فقال: كلّا انّي أقدم على رب رحيم و شفيع مطاع، فقال الحسين (عليه السلام) لأصحابه: من هذا؟ قيل: هذا ابن حوزة التميمي، فقال (عليه السلام): اللهم حزه الى النار، فاضطرب به فرسه في جدول فوقع و تعلقت رجله اليسرى بالركاب و ارتفعت اليمنى فشدّ عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمنى و عدا به فرسه يضرب رأسه بكل حجر و مدر حتى مات و عجل اللّه بروحه الى النار، و نشب القتال فقتل من الجميع جماعة .