حياة الامام الحسين قبل مقتله
مقتل الامام عليه السلام

خرج الحسين من المدينة متوجها نحو مكة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب و معه بنوه و إخوته و بنو أخيه الحسن و أهل بيته‏ «1» و هو يقرأ: «فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين».
و لزم الطريق الأعظم فقيل له لو تنكبت الطريق كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب قال: لا و اللّه لا أفارقه حتى يقضي اللّه ما هو قاض.
و دخل مكة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان و هو يقرأ:
«و لما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل» «2».
فنزل دار العباس بن عبد المطلب‏ «3» و اختلف إليه أهل مكة و من بها من المعتمرين و أهل الآفاق و ابن الزبير ملازم جانب الكعبة و يأتي إلى الحسين فيمن يأتيه و كان ثقيلا عليه دخول الحسين مكة لكونه أجل منه و أطوع في الناس فلا يبايع له ما دام الحسين فيها.
و خرج عليه السّلام في بعض الأيام إلى زيارة قبر جدته خديجة فصلى هناك و ابتهل إلى اللّه كثيرا «4».
أفدي الألى للعلى أسرى بهم ظعن‏ وراء حاد من الأقدار يزعجه‏


ركب على جنة المأوى معرسه‏ لكن على محن البلوى معرجه‏
مثل الحسين تضيق الأرض فيه فلا يدري إلى أين مأواه و مولجه‏
و يطلب الأمن بالبطحا و خوف بني‏ سفيان يقلقه منها و يخرجه‏
و هو الذي شرف البيت الحرام به‏ و لاح بعد العمى للناس منهجه‏
يا حائرا لا و حاشا نور عزمته‏ بمن سواك الهدى قد شع مسرجه‏
و واسع الحلم و الدنيا تضيق به‏ سواك إن ضاق خطب من يفرجه‏
و يا مليكا رعاياه عليه طغت‏ و بالخلافة باريه متوّجه‏ .

_______________
(1) تاريخ الطبري ج 6 ص 190.
(2) إرشاد المفيد.
(3) تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 328.
(4) الخصائص الحسينية للشيخ جعفر الشوشتري ص 35 ط تبريز و مقتل العوالم ص 20.