قال المؤرّخون : كان خروج مسلم بن عقيل رØÙ…Ø© الله عليه Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي Ø§Ù„ØØ¬Ø© سنة ستين، وقتلÙÙ‡ يوم الأربعاء لتسع خلون منه يوم Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ وكان توجّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† صلوات الله عليه من مكة إلى العراق ÙÙŠ يوم خروج مسلم Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ù€ وهو يوم التروية Ù€ بعد Ù…Ùقامه بمكة بقية شعبان وشهر رمضان وشوّالاً وذا القعدة وثماني ليال خلون من ذي Ø§Ù„ØØ¬Ø© سنة ستين، وكان(عليه السلام) قد اجتمع إليه مدةَ Ù…Ùقامه بمكة Ù†ÙŽÙَرٌ من أهل Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² ÙˆÙ†ÙØ± من أهل البصرة انضمّوا إلى أهل بيته ومواليه.
ولمّا أراد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) التوجّه إلى العراق طا٠بالبيت وسعى بين Ø§Ù„ØµÙØ§ والمروة وأØÙ„Ù‘ من Ø¥ØØ±Ø§Ù…Ù‡ وجعلها عمرةً، لأَنّه لم يتمكّن من تمام Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ Ù…Ø®Ø§ÙØ© أن ÙŠÙقْبَضَ عليه بمكة ÙÙŠÙنْÙَذ به إلى يزيد بن معاوية، ÙØ®Ø±Ø¬(عليه السلام) مبادراً بأهله وولده ومن انضمّ إليه من شيعته، ولم يكن خبر مسلم قد بلغه.
لماذا اختار الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) الهجرة إلى العراق؟
رغم كلّ ما قيل من تØÙ„يل ودراسة لوضع المجتمع الكوÙÙŠ وما ينطوي عليه من إثارة سلبيات يتكهّن بأغلبها المØÙ„ّلون من دون جزم ÙØ¥Ù†Ù‘نا نرى أنّ اختيار الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) الهجرة إلى العراق كان لأسباب منها :
1 Ù€ إنّ التكلي٠الإلهي Ø¨Ø±ÙØ¹ الظلم ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والأمر بالمعرو٠والنهي عن
المنكر يشمل جميع المسلمين بلا استثناء، إذ أنّنا لا نجد ÙÙŠ النصوص التاريخية ما يدلّل على قيام قطر من الأقطار الإسلامية Ø¨Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© لمواجهة الØÙƒÙ… الأموي سوى العراق الذي وق٠ضدّهم منذ أن ظهر الأمويون ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© السياسية ÙˆØØªÙ‰ سقوطهم.
2 Ù€ إنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) لم يعلن دعوته لمواجهة ظلم الأمويين ÙˆÙØ³Ø§Ø¯Ù‡Ù… والنهوض لإØÙŠØ§Ø¡ الرسالة يوم Ø·Ùلب منه مبايعة يزيد، بل كانت تمتدّ دعوته ÙÙŠ العمق الزمني إلى أبعد من ذلك، ولكن لم نرَ نصوصاً تاريخية تدلّل على استجابة شعب من شعوب العالم الإسلامي لنداء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ونهضته غير العراق، Ùكانت الدعوات الكثيرة والملØÙ‘Ø© موجّهة إليه تعلن الولاء والاستعداد لتأييد النهضة ومواجهة الØÙƒÙ… الأموي Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯.
3 Ù€ لم يكن أمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من خيار لاختيار بلد آخر غير العراق، لأنّ بقية الأقطار إمّا أنها كانت مؤيّدة للأمويين ÙÙŠ توجّهاتهم وسياساتهم، أو خاضعة مقهورة، أو أنّها كانت غير Ù…ØªØØ¶Ù‘رة وغير مستعدّة للاستجابة للنهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©. على أنّ كثيراً من شعوب العالم الإسلامي كانت ÙÙŠ ذلك الØÙŠÙ† إمّا ÙƒØ§ÙØ±Ø© أو ØØ¯ÙŠØ«Ø© عهد بالإسلام، أو غير عربية بØÙŠØ« يصعب التعايش والتعامل معها; ممّا كان سبباً لتضييع ثورة الإمام وجهوده.
4 Ù€ كانت Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© تضمّ الجماعة Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© التي بناها الإمام علي (عليه السلام) والقاعدة الجماهيرية التي تتعاط٠مع أهل البيت (عليهم السلام) ÙØ£Ø±Ø§Ø¯ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أن لا يضيع دمه وهو مقتول لا Ù…ØØ§Ù„ة، كما أراد أن يعمّق لإيمان ÙÙŠ النÙوس ويجذّر الولاء لأهل البيت (عليهم السلام)ØŒ وكان العراق أخصب أرض تستجيب لذلك، وسرعان ما بدأت الثورات ÙÙŠ العراق بعد استشهاد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام)ØŒ ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø§Ù‚ القاعدة العريضة لنشر مبادئ ÙˆÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ أهل البيت(عليهم السلام) إلى العالم الإسلامي ÙÙŠ السنين اللاØÙ‚Ø©.
5 Ù€ إنّ اختيار أيّ بلد غير العراق سيكون له أثره السلبي، إذ يتّخذه أعداء الإسلام وأهل البيت(عليهم السلام) أداة عار وشنار للنيل من مقام الإمام وأهداÙÙ‡ السامية، ÙˆÙŠÙØ³Ù‘ر خروجه إليه على أنّه هروب من المواجهة Ø§Ù„ØØªÙ…ية، ÙÙŠ الوقت الذي كان يهد٠الإمام (عليه السلام) إلى Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ØØ±ÙƒØ© الرسالة ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ«Ù„ الأخلاقية وتأجيج Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ø¬Ù‡Ø© والتصدّي للظلم والظالمين. ÙˆØØªÙ‰ على ÙØ±Ø¶ اختياره (عليه السلام) بلداً آخر ÙØ¥Ù†Ù‘ سلطة الأمويين ستنال منه وتقضي عليه دون أن ÙŠØÙ‚ّق أهدا٠رسالته التي جاء من أجلها.
6 Ù€ لمّا كان العراق يصارع الأمويين كانت أجواؤه مهيّئة لنشر الإعلام الثوري لنهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وأÙكاره، ومن ثمّ ÙØ¶Ø بني Ø£Ùمية وتستّرهم بالشرعية وغطاء الدين، ÙˆØØªÙ‰ النزعة العاطÙية المزعومة ÙÙŠ العراقيّين Ùقد كانت سبباً ÙÙŠ ديمومة وهج الثورة وأÙكارها كما نرى ذلك ØØªÙ‘Ù‰ عصرنا هذا.
ولعلّ هناك أسباباً لا ندركها، لا سيَّما ونØÙ† نرى أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) كان على بيّنة واطلاع من نتيجة الصراع، وكان على Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بالظرو٠الموضوعية المØÙŠØ·Ø© بمسيرته وعلى علم بطبيعة التكوين الاجتماعي والسياسي للمجتمع الذي كان يتوجّه إليه من خلال وعيه السياسي Ø§Ù„ØØ§Ø°Ù‚ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù†ØµØ§Ø¦Ø Ø§Ù„ØªÙŠ قدّمها إليه عدد من الشخصيات ÙØ¶Ù„اً عن عصمته عن الزلل والأهواء، كما نعتقد; Ùلم يكن اختياره العراق منطلقاً لثورته العظيمة، إلاّ عن دراية وتخطيط رغم الجريمة النكراء التي نتجت عن تخاذل الناس وتركهم نصرة إمامهم ولØÙˆÙ‚ العار بهم ÙÙŠ الدنيا والآخرة.
ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª الإمام(عليه السلام) عند وداعه مكة :
صدرت عن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) عدّة ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª عند ما كان يعتزم مغادرة مكة والتوجّه إلى العراق، وكانت بعض هذه Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª تمثّل أجوبته(عليه السلام) على من أشÙÙ‚ عليه أو مَنْ ندّد بخروجه، وقد تمثّل خطابه للناس بصورة عامة، Ùنذكر٠منها هنا:
1 Ù€ روى عبد الله بن عباس عن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بشأن ØØ±ÙƒØªÙ‡ Ù†ØÙˆ العراق قوله(عليه السلام): (والله لا يَدَعÙونَنÙÙŠ ØØªÙ‰ يستخرجوا هذه العَلْقَةَ من جوÙÙŠØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ ÙØ¹Ù„وا سÙÙ„Ù‘ÙØ· عليهم مَنْ يذلّهم ØØªÙ‰ يكونوا أذلَّ من Ùَرْم المرأة).
2 Ù€ كان Ù…ØÙ…د بن الØÙ†Ùية ÙÙŠ يثرب Ùلمّا علم بعزم الإمام(عليه السلام) على الخروج إلى العراق توجّه إلى مكة، وقد وصل إليها ÙÙŠ الليلة التي أراد(عليه السلام) الخروج ÙÙŠ ØµØ¨ÙŠØØªÙ‡Ø§ إلى العراق، وقصده Ùور وصوله ÙØ¨Ø§Ø¯Ø±Ù‡ قائلا: (يا أخي إنّ أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© قد Ø¹Ø±ÙØª غدرهم بأبيك وأخيك، ويساورني خو٠أن يكون ØØ§Ù„Ùƒ ØØ§Ù„ من مضى، ÙØ¥Ù† أردت أن تقيم ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ù… ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ أعز من Ø¨Ø§Ù„ØØ±Ù… وأمنعهم).
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ الإمام(عليه السلام): (Ø®ÙØª أن يغتالني يزيد بن معاوية، ÙØ£ÙƒÙˆÙ† الذي ØªØ³ØªØ¨Ø§Ø Ø¨Ù‡ ØØ±Ù…ة٠هذا البيت) ØŒ Ùقال Ù…ØÙ…د: (ÙØ¥Ù†Ù’ Ø®ÙØª ذلك ÙØ³Ø± إلى اليمن أو بعض نواØÙŠ Ø§Ù„Ø¨Ø±Ù‘ ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ أمنع الناس به، ولا يقدر عليك Ø£ØØ¯)ØŒ قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): (أنظر Ùيما قلت).
ولمّا كان وقت السَØÙŽØ± بلغه شخوصÙÙ‡ إلى العراق وكان يتوضّأ ÙØ¨ÙƒÙ‰
وأسرع Ù…ØÙ…د إلى أخيه ÙØ£Ø®Ø° بزمام ناقته وقال له: (يا أخي، ألم تعدني Ùيما سألتك؟) قال الإمام(عليه السلام): (بلى ولكنّي أتاني رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) بعد ما ÙØ§Ø±ÙŽÙ‚ْتÙÙƒ وقال لي: يا ØØ³ÙŠÙ†ØŒ Ø§ÙØ®Ø±Ø¬ ÙØ¥Ù†Ù‘ الله شاء أن يراك قتيلا)ØŒ Ùقال Ù…ØÙ…د: Ùما معنى ØÙ…ل٠هؤلاء النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ØŒ وأنت خارج على مثل هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ØŸ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ الإمام(عليه السلام): (قد شاء الله أن يراهن سبايا).
ولم يكن Ø§ØµØ·ØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) لعيالاته ØØ§Ù„Ø© غريبة على المجتمع العربي والإسلامي، Ùقد كان العرب ÙŠØµØ·ØØ¨ÙˆÙ† نساءَهم ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ وكذا ÙØ¹Ù„ النبي(صلَّى الله عليه وآله) ÙÙŠ غزواته Ùقد كان يقرع بين نسائه، أمّا بالنسبة إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙØ¥Ù†Ù‘ Ø§ØµØ·ØØ§Ø¨Ù‡ لعائلته ÙÙŠ ØØ±ÙƒØªÙ‡ إنّما كان لأجل أن يكون وجودها معه بمثابة ØØ¬Ù‘Ø© قوية على المسلمين لنصرته، Ùمن تولّى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ويسعى لنصرته ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عنه ÙØ£ÙˆÙ„Ù‰ له أن ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ عنه وهو بين أهله. وإن اختل٠مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ùما ذنب عيالاته وهنّ بنات النبي(صلَّى الله عليه وآله) خاصة أنّ الخلا٠بزعم الأمويين إنّما هو لأجل Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©.
3 Ù€ ذكر المؤرخون أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) لمّا أراد الخروج من مكة ألقى خطاباً Ùيها، جاء Ùيه: (Ø®ÙØ·Ù‘ÙŽ الْمَوْت٠على ÙˆÙلْد٠آدم مَخَطّ الْقÙلادة على Ø¬ÙŠØ¯Ù Ø§Ù„ÙØªØ§Ø©ØŒ وما أولهني إلى أسلاÙÙŠ Ø§ÙØ´ØªÙŠØ§Ù‚ يعقوب إلى ÙŠÙˆØ³ÙØŒ وخÙيّر لي مصرعٌ أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطّعها Ø¹ÙØ³Ù’لان٠الÙلوات٠بينَ النواويس وكربلاء، Ùيملأنَّ منّي أكراشاً Ø¬ÙˆÙØ§Ù‹ وأجربةً Ø³ÙØºØ¨Ø§Ù‹ØŒ لا Ù…ØÙŠØµ عن يوم Ø®ÙØ·Ù‘ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوÙّينا Ø£ÙØ¬ÙˆØ± الصابرين، لن تشذّ عن رسول الله(عليهم السلام) Ù„ÙØÙ’Ù…ÙŽØªÙه، وهي مجموعة له ÙÙŠ ØØ¸ÙŠØ±Ø© القدس، ØªÙŽÙ‚ÙØ±Ù‘٠بهم عينÙه، ويÙنْجَز٠بهم وعدÙه، مَنْ كان باذلا Ùينا مهجتَه وموطّÙناً على لقاء الله Ù†ÙŽÙْسَه ÙَلْيَرْØÙŽÙ„Ù’ معنا , ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ راØÙ„ Ù…ÙØµØ¨ØØ§Ù‹ إن شاء الله تعالى).
ÙŠÙØ¨ÙŽÙŠÙ‘Ùن٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª أنّه مصمّم على عدم مبايعة يزيد; قياماً بتكليÙÙ‡ الإلهي، Ù…ÙˆØ¶ØØ§Ù‹ سبب خروجÙÙ‡ من مكة ØŒ مخبراً عن المصير الذي ينتظره وأهل بيته جميعاً، داعياً إلى Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ به من كان Ù…ÙوَطّÙناً على لقاء الله Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ معلÙناً أنّ الله تعالى قرن رضاه برضا أهل٠البيت(عليهم السلام).
خلاصة الثورة ÙÙŠ رسالة :
بوعي القائد الرسالي ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¦ÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø¸ÙŠÙ… والثائر من أجل العقيدة صمّم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) بØÙ†ÙƒØ© ودراية المسير من مكة إلى العراق، بعد أن Ø£ÙˆØ¶Ø Ø¬Ø§Ù†Ø¨Ø§Ù‹ كبيراً من أهداÙÙ‡ وأسباب نهضته ØŒ وقد تطايرت أخباره إلى أرجاء العالم الإسلامي.
وكتب الإمام(عليه السلام) إلى بني هاشم ÙÙŠ يثرب رسالةً يدعوهم Ùيها إلى Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© الأخيرة لنصرة الإسلام والمبادئ والقيم الإلهية والتألّق ÙÙŠ سماء التضØÙŠØ© ÙÙŠ الدنيا، وخلود الذكر الطيّب والبقاء عنواناً للØÙ‚Ù‘ والعدل والإباء والÙوز ÙÙŠ أعلى درجات الجنّة ÙÙŠ الآخرة، Ùقد جاء Ùيها بعد البسملة :
(من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ إلى أخيه Ù…ØÙ…د ومن قبله من بني هاشم : أمّا بعد، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ من Ù„ØÙ‚ بي منكم استشهد، ومن لم يلØÙ‚ بي لم يدرك Ø§Ù„ÙØªØØŒ والسلام).
ولمّا وردت رسالة الإمام(عليه السلام) إلى بني هاشم ÙÙŠ يثرب، بادرت Ø·Ø§Ø¦ÙØ© منهم إلى Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ به ليÙوزوا Ø¨Ø§Ù„ÙØªØ والشهادة بين يدي Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله(صلَّى الله عليه وآله).
ملاØÙ‚Ø© السلطة للإمام (عليه السلام) :
ولم ÙŠØ¨Ø¹ÙØ¯ الإمام(عليه السلام) كثيراً عن مكة ØØªÙ‰ لاØÙ‚ته Ù…ÙØ±Ø²Ø© من الشرطة بقيادة ÙŠØÙŠÙ‰ بن سعيد، Ùقد بعثها والي مكة عمرو بن سعيد لصدّ الإمام(عليه السلام) عن Ø§Ù„Ø³ÙØ±ØŒ وجرت بينهما مناوشات ØØªÙ‰ ØªØ¯Ø§ÙØ¹ Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ان واضطربوا بالسياط وامتنع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ منهم امتناعاً قوياً.
ÙÙŠ التنعيم :
ومضى ركب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) لا يلوي على شيء، ÙˆÙÙŠ طريقهم بمنطقة التنعيم صادÙوا إبلا قد يَمَّمت وَجْهَها شطرَ الشام وهي تØÙ…Ù„ الهدايا ليزيد بن معاوية قادمةً من اليمن، ÙØ§Ø³ØªØ£Ø¬Ø± من أهلها جÙمالا لرØÙ„Ù‡ ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وقال Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§: مَنْ Ø£ØØ¨Ù‘ أن ينطلق معنا إلى العراق ÙˆÙيناه ÙƒÙØ±Ø§Ø¡Ù‡ ÙˆØ£ØØ³Ù†Ù‘ا ØµØØ¨ØªÙ‡ØŒ وَمَنْ Ø£ØØ¨Ù‘ أن ÙŠÙØ§Ø±Ù‚نا ÙÙŠ بعض الطريق أعطيناه كراءه على ما قطع من الطريق، Ùمضى معه قوم وامتنع آخرون.
ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØ§Ø :
وواصل الإمام مسيره ØØªÙ‰ وصل Ø§Ù„ØµÙØ§Ø ÙØ§Ù„تقى Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ الشاعر ÙØ³Ø£Ù„Ù‡ عن خبر الناس خلÙÙ‡ Ùقال Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚: قلوبÙهم معك والسيو٠مع بني Ø£Ùمية ØŒ والقضاء ينزل من السماء. Ùقال أبو عبد الله(عليه السلام): صدقت، لله٠الأمر، ÙˆØ§Ù„Ù„Ù‡Ù ÙŠÙØ¹Ù„ ما يشاء، وكلّ يوم ربّنا هو ÙÙŠ شأن، إن نزل القضاء بما Ù†ØØ¨Ù‘ ÙÙ†ØÙ…د الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن ØØ§Ù„ القضاء دون الرجاء Ùلم يتعدَّ مَنْ كان الØÙ‚ّ٠نيّتَه والتقوى سريرَتَهÙ.
ثمّ واصل الإمام(عليه السلام) مسيرته بعزم وثبات، ولم يثنه عن عزيمته قول Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ ÙÙŠ تخاذل الناس عنه وتجاوبهم مع الأمويين.
كتاب الإمام(عليه السلام) لأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
ولمّا واÙÙ‰ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø± من بطن ذي الرّÙمّة Ù€ وهو Ø£ØØ¯ منازل Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ من طريق البادية Ù€ كتب كتاباً لشيعته من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يعلمهم بالقدوم إليهم، ولم يكن(عليه السلام) قد وصله خبر ابن عقيل، هذا نصّه :
(بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… , من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين :
سلام عليكم ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ Ø£ØÙ’مَد٠إليكم الله الذي لا إله إلاّ هو. أمّا بعد ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ كتاب مسلم بن عقيل جاءني ÙŠÙØ®Ø¨Ø±Ù†ÙŠ Ùيه Ø¨ØØ³Ù† رأيكم واجتماع مَلَئكم على نصرنا والطلب بØÙ‚ّنا، ÙØ³Ø£Ù„ت الله أن ÙŠÙØØ³Ù† لنا الصنيع، وأن ÙŠÙØ«ÙŠØ¨ÙƒÙ… على ذلك أعظم الأجر، وقد شَخَصْت٠إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© يوم التروية،
ÙØ¥Ø°Ø§ قدم عليكم رسولي ÙØ§Ù†ÙƒÙ…شوا ÙÙŠ أمركم ÙˆØ¬ÙØ¯Ù‘وا، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ قادم عليكم ÙÙŠ أيّامي هذه، والسلام عليكم ورØÙ…Ø© الله وبركاته).
وقد بعث (عليه السلام) الكتاب بيد قيس بن Ù…ÙØ³Ù‡Ø± الصيداوي.
إجراءات الأمويين :
سرى نبأ مسير الإمام(عليه السلام) Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بين الناس ÙØ§Ø¶Ø·Ø±Ø¨ الموق٠الأموي، وشعرت السلطات Ø¨Ø§Ù„Ø®ÙˆÙ ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø¬ØŒ ÙˆØªØØ¯Ù‘ثت الركبان بأنباء الثائر العظيم، ÙØªÙ†Ø§Ù‡Ù‰ الخبر إلى عبيد الله بن زياد ØŒ ÙØ£Ø¹Ø¯Ù‘ رجاله وجنده ØŒ ووضع خطّة لقطع الطريق أمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) والØÙŠÙ„ولة دون وصوله إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ÙØ¨Ø¹Ø« مدير شرطته Ø§Ù„ØØµÙŠÙ† بن نمير التميمي ØŒ Ù…ÙƒÙ„Ù‘ÙØ§Ù‹ إيّاه بتنÙيذ المهمّة، ÙØ§Ø®ØªØ§Ø± Ø§Ù„ØØµÙŠÙ† موقعاً استراتيجياً يسيطر من خلاله على طريق مرور الإمام(عليه السلام)ØŒ Ùنزل بالقادسية واتّخذها مقرّاً لقيادته.
اعتقال الصيداوي وقتله :
انطلق قيس بن Ù…ÙØ³Ù‡Ø± الصيداوي برسالة الإمام Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا وصل القادسية اعتقله Ø§Ù„ØØµÙŠÙ† بن نمير، ÙØ¨Ø¹Ø« به إلى عبيد الله بن زياد، Ùقال له عبيد الله: إصعد ÙØ³Ø¨Ù‘ الكذّاب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ، ÙØµØ¹Ø¯ قيس ÙØÙ…Ø¯ الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها الناس، إنَّ هذا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ خير خلق الله ابن ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) وأنا رسوله إليكم، وقد ÙØ§Ø±Ù‚ته ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø± ÙØ£Ø¬ÙŠØ¨ÙˆÙ‡ ØŒ ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ØŒ ÙˆØ§Ø³ØªØºÙØ± لعليّ بن أبي طالب وصلّى عليه ØŒ ÙØ£Ù…ر عبيد الله أن ÙŠÙØ±Ù…Ù‰ به من Ùوق القصر، ÙØ±Ù…وا به ÙØªÙ‚طّع.
وروي : أنّه وقع على الأرض Ù…ÙƒØªÙˆÙØ§Ù‹ ÙØªÙƒØ³Ù‘رت عظامه وبقي به رمق، ÙØ¬Ø§Ø¡ رجل يقال له عبد الملك بن عمير اللخمي ÙØ°Ø¨ØÙ‡ØŒ Ùقيل له ÙÙŠ ذلك وعÙيبَ عليه، Ùقال : أردت٠أن أريØÙ‡.
مع زهير بن القين :
وانتهت قاÙلة الإمام إلى (زرود) ÙØ£Ù‚ام (عليه السلام) Ùيها بعض الوقت، وقد نزل بالقرب منه زهير بن القين البجلي وكان عثمانيّ الهوى، وقد ØØ¬Ù‘ بيت الله ÙÙŠ تلك السنة، وكان يساير الإمام ÙÙŠ طريقه ولا ÙŠØØ¨Ù‘ أن ينزل معه Ù…Ø®Ø§ÙØ©ÙŽ Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ به إلاّ أنّه اضطرّ إلى النزول قريباً منه، ÙØ¨Ø¹Ø« الإمام(عليه السلام) إليه رسولا يدعوه إليه، وكان زهير مع جماعته يتناولون الطعام، ÙØ£Ø¨Ù„غه الرسول مقالة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ°Ø¹Ø± القوم وطرØÙˆØ§ ما ÙÙŠ أيديهم من طعام، وكأنَّ على رؤوسهم الطير، Ùقالت له امرأته: Ø³Ø¨ØØ§Ù†ÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‡! أيبعث إليك ابن٠بنت رسول الله ثم لا تأتيه؟ لو أتيته ÙØ³Ù…عتَ من كلامه ثم Ø§Ù†ØµØ±ÙØªÙŽ. ÙØ£ØªØ§Ù‡ زهير بن القين، Ùما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهÙه، ÙØ£Ù…ر Ø¨ÙØ³Ø·Ø§Ø·Ù‡ وثقله وراØÙ„ته ومتاعه ØŒ ÙÙ‚ÙÙˆÙ‘ÙØ¶ÙŽ ÙˆØÙÙ…ÙÙ„ إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ثم قال لامرأته : أنت٠طالق ØŒ إلØÙ‚ÙŠ بأهلك ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ لا Ø£ØØ¨ أن ÙŠÙØµÙŠØ¨ÙŽÙƒÙ بسببي إلاّ خير. وقال Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡: من Ø£ØØ¨Ù‘ منكم أن يتبعني وإلاّ Ùهو آخر العهد إنّي Ø³Ø£ØØ¯Ø«ÙƒÙ… ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ : إنّا غزونا Ø§Ù„Ø¨ØØ± ÙÙØªØ الله علينا وأصبنا غنايم، Ùقال لنا سلمان Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠ Ø±ØÙ…Ø© الله عليه : Ø£ÙŽÙÙŽØ±ÙØÙ’ØªÙÙ… بما ÙØªØ الله عليكم وأصبتم من الغنائم؟ قلنا: نعم ØŒ Ùقال : إذا أدركتم سيّد شباب آل Ù…ØÙ…د Ùكونوا أشدّ ÙØ±ØØ§Ù‹ بقتالكم معه ممّا أصبتم اليوم من الغنائم. ÙØ£Ù…ّا أنا ÙØ£Ø³ØªÙˆØ¯Ø¹ÙƒÙ… الله. قالوا: ثم Ù€ والله Ù€ مازال ÙÙŠ القوم مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ØØªÙ‰ قتل رØÙ…Ø© الله عليه.
أنباء الانتكاسة تتوارد على الإمام(عليه السلام) :
ها هي Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© تضطرب وتموج، والانتكاسة الخطيرة قد Ù„Ø§ØØª ملامØÙ‡Ø§ØŒ وبدأ ميزان القوى يميل Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø³Ù„Ø·Ø© الأÙموية، والوهن بدأ يدبّ والانØÙ„ال يسري ÙÙŠ أوساط المعارضة، وبدأ الإرهاب والتجسس والرشوة ØªÙØ¹Ù„ ÙØ¹Ù„تها، ÙØªÙ„اشت المعارضة ونكص المبايعون، ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة وقيس بن Ù…ÙØ³Ù‡Ø± الصيداوي، ÙˆØ³ÙØ¬ÙÙ†ÙŽ المختار بن عبيدة الثقÙÙŠØŒ وانقلبت أوضاع Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© على أعقابها.
وواصل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) المسير، وليس لديه معلومات جديدة عن تطور Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø«ØŒ ÙØ£Ø±Ø³Ù„ عبد الله بن يقطر إلى مسلم بن عقيل ليستجلي Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚ÙØŒ إلاّ أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø§ÙØ®Ø¨Ø±ÙŽ ÙÙŠ الطريق ÙÙŠ موضع يدعى (الثعلبية) بانتكاسة الثورة واستشهاد مسلم بن عقيل، أمّا رسوله الثاني هذا إلى مسلم Ùقد وقع أسيراً أيضاً بيد جنود Ø§Ù„ØØµÙŠÙ† Ùنقل إلى ابن زياد ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ وكان كرسول Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) السابق مثالا للصلابة والجرأة والإخلاص.
ووصل خبر أسر الرسول واستشهاده إلى الإمام(عليه السلام) ÙÙŠ موضع يدعى (زبالة) وهكذا Ø±Ø§ØØª تتوارد على الإمام أنباء الانتكاسة، ÙˆÙ„Ø§ØØª له بوادر النكوص الخطير، وشعر بالخذلان ونقض العهد، Ùوق٠ÙÙŠ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأهل بيته يبلغهم بما استجدّ من الØÙˆØ§Ø¯Ø«ØŒ ويضع أمامهم الØÙ‚ائق، ليكونوا على بصيرة من الأمر، Ùقال لهم: (بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ…ØŒ أمّا بعد، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ قد أتانا خبر ÙØ¸ÙŠØ¹ قتل٠مسلم بن عقيل Ùˆ هانيء بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتÙنا، Ùمن Ø£ØØ¨Ù‘ÙŽ منكم الانصرا٠ÙلينصرÙÙ’ ÙÙŠ غير ØØ±Ø¬ ليس معه ذمام).
ÙØªÙرّق الناس عنه وأخذوا يميناً وشمالا، ØØªÙ‰ بقي ÙÙŠ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الذين جاءوا معه من المدينة ÙˆÙ†ÙØ± يسير ممن انضموا إليه، وإنَّما ÙØ¹Ù„ ذلك لأنّه(عليه السلام) علم أنّ الأعراب الذين اتّبعوه إنّما اتّبعوه وهم يظنّون أنَّه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة٠أهله، Ùكره أن يسيروا معه إلاّ وهم يعلمون على ما يقدمون. Ùلمّا كان السَØÙŽØ± أمر Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŽÙ‡ ÙØ§Ø³ØªÙ‚َوْا ماءً وأكثروا، ثم ساروا.
لقاء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) مع Ø§Ù„ØØ±Ù‘ :
وبينما كان الإمام(عليه السلام) يسير بمن بقي معه من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ المخلصين وأهل بيته وبني عمومته; إذا بهم يرون Ø£Ø´Ø¨Ø§ØØ§Ù‹ مقبلة من Ù…Ø³Ø§ÙØ§Øª بعيدة، وظنّها بعضهم Ø£Ø´Ø¨Ø§Ø Ù†Ø®ÙŠÙ„ØŒ ولكن لم يكن الذي شاهدوه أشجار النخيل، ولكنّها جيوش زاØÙة، ÙØ¨Ø¹Ø¯ قليل تبيّن لهم أنّ تلك Ø§Ù„Ø£Ø´Ø¨Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø¨Ù„Ø© عليهم هي Ø£Ù„Ù ÙØ§Ø±Ø³ من جند ابن زياد بقيادة Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بن يزيد الرياØÙŠØŒ أرسلها ابن زياد لتقطع الطريق على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وتسيّره كما يريد، ولمّا اقتربوا من ركب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) سألهم عن المهمّة التي جاءوا من أجلها، Ùقال لهم Ø§Ù„ØØ±Ù‘: لقد أمرنا أن نلازمكم ونجعجع بكم ØØªÙ‰ ننزلكم على غير ماء ولا ØØµÙ†ØŒ أو تدخلوا ÙÙŠ ØÙƒÙ… يزيد وعبيد الله بن زياد.
وجرى ØÙˆØ§Ø± طويل بين الطرÙين وجدال لم يتوصّلا Ùيه إلى نتيجة ØØ§Ø³Ù…Ø© ترضي الطرÙين، Ùلقد أبى Ø§Ù„ØØ±Ù‘ أن يمكّÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ Ù…Ù† الرجوع إلى Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² أو سلوك الطريق المؤدّية إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ وأبى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) أن يستسلم ليزيد وابن زياد ØŒ وكان ممّا قاله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهو واق٠بينهم خطيباً: (أيّها الناس! إنّي لم آتÙكم ØØªÙ‰ أتتني كتبÙكم ÙˆÙ‚Ø¯Ù…ÙØªÙ’ عليّ Ø±ÙØ³ÙÙ„ÙÙƒÙÙ…ØŒ أن٠أقدم علينا، ÙØ¥Ù†Ù‡ ليس لنا إمام، لعلّ الله أن يجمعنا بك على Ø§Ù„Ù‡ÙØ¯Ù‰ والØÙ‚Ù‘ÙØŒ ÙØ¥Ù† كنتم على ذلك Ùقد جئتكم ÙØ£Ø¹Ø·ÙˆÙ†ÙŠ Ù…Ø§ أطمئن٠إليه من عهودكم ومواثيقكم، وإن لم ØªÙØ¹Ù„وا وكنتم لمقدمي كارهين اÙنْصَرَÙْت٠عنكم إلى المكان٠الذي جئت٠مÙنه إليكم). ÙØ³ÙƒØªÙˆØ§ عنه ولم يتكلّم Ø£ØØ¯ منهم بكلمة، Ùقال Ù„Ù„ØØ±Ù‘ : (أتريد أن تصلّيَ Ø¨Ø£ØµØØ§Ø¨ÙƒØŸ) قال: لا، بل ØªÙØµÙ„ّي أنت ونصلّي بصلاتك، ÙØµÙ„ّى بهم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام).
وبعد أن صلّى الإمام(عليه السلام) بهم العصر خاطبهم بقوله: (أمّا بعد، ÙØ¥Ù†Ù‘كم إنْ تتّقوا الله وتعرÙوا الØÙ‚Ù‘ لأهله تكونوا أرضى لله عنكم، ونØÙ† أهل بيت Ù…ØÙ…ّد وأولى بولاية هذا الأَمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرينَ Ùيكم Ø¨Ø§Ù„Ø¬ÙˆÙ’Ø±Ù ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø¯ÙˆØ§Ù†ÙØŒ وإنْ أبيتم إلاّ الكراهية لنا والجهل بØÙ‚ّنا، وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم وقدمت به عليَّ Ø±ÙØ³ÙÙ„ÙÙƒÙÙ… Ø§Ù†ØµØ±ÙØª عنكم) ØŒ Ùقال له Ø§Ù„ØØ±Ù‘: أنا والله ما أدري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر، Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) لبعض Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡: (يا عقبة بن سمعان، أخرج الخرجين اللّذين Ùيهما كتبهم إليَّ) ÙØ£Ø®Ø±Ø¬ÙŽ Ø®Ø±Ø¬ÙŠÙ† مملوءين ØµÙØÙÙØ§Ù‹ Ùنثرت بين يديه. Ùقال له Ø§Ù„ØØ±Ù‘: إنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك وقد Ø£ÙÙ…ÙØ±Ù’نا إذا Ù†ØÙ† لقيناك ألاّ Ù†ÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ ØØªÙ‰ Ù†ÙقدÙÙ…ÙŽÙƒÙŽ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© على عبيد الله.
Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): (الموت أدنى إليك من ذلك) ثم قال Ù„Ø£ÙŽØµØØ§Ø¨Ù‡: (قوموا ÙØ§Ø±ÙƒØ¨ÙˆØ§)ØŒ ÙØ±ÙƒØ¨ÙˆØ§ وانتظروا ØØªÙ‰ ركبت نساؤهم، Ùقال Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡: (انصرÙوا)ØŒ Ùلمّا ذهبوا لينصرÙوا ØØ§Ù„ القوم بينهم وبين Ø§Ù„Ø§Ù†ØµØ±Ø§ÙØŒ Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ù„Ù„ØØ±Ù‘: (ثَكَلَتْكَ أمك ما تريد؟)ØŒ قال له Ø§Ù„ØØ±Ù‘: أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل Ø§Ù„ØØ§Ù„ التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل كائناً مَنْ كان ØŒ ولكن والله ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلاّ Ø¨Ø£ØØ³Ù† ما نقدر عليه.
النزول ÙÙŠ أرض الميعاد :
أقلقت الأخبار عن تقدّم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ابن زياد وأعوان السلطة الأÙموية، ÙØ£Ø³Ø±Ø¹ بكتابه إلى Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بن يزيد الرياØÙŠ ÙŠØ·Ù„Ø¨ Ùيه أن لا ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨ØªÙ‚Ø¯Ù‘Ù… الإمام ØØªÙ‰ تلتØÙ‚ به جيوش بني Ø£Ùمية وتلتقي به بعيداً عن Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© خشية أن يستنهض أهلها ثانية، وليستغل ابن زياد ظرو٠المنطقه الصعبة للضغط على الإمام(عليه السلام) واستسلامه.
وبغباء Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ±Ù الساذج وجهالته ردّ ØØ§Ù…Ù„ كتاب ابن زياد على Ø£ØØ¯ Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ù€ يزيد بن مهاجر Ù€ Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ عمّا جاء به قائلا: أطعت إمامي ووÙيت ببيعتي، Ùقال له ابن مهاجر: بل عصيت ربّك وأطعت إمامك ÙÙŠ هلاك Ù†ÙØ³Ùƒ وكسبت العار والنار، وبئس الإمام إمامك، قال الله تعالى : {وَجَعَلْنَاهÙمْ أَئÙمَّةً يَدْعÙونَ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ النَّار٠وَيَوْمَ الْقÙيَامَة٠لَا ÙŠÙنْصَرÙونَ} [القصص: 41].
ÙˆØØ§Ù„ت جنود ابن زياد قاÙلة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) دون الاستمرار ÙÙŠ المسير، Ùقد منعهم جيش Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بن يزيد وأصرّوا على أن ÙŠØ¯ÙØ¹ÙˆØ§ الإمام(عليه السلام) Ù†ØÙˆ عراء لا خضرة Ùيها ولا ماء.
وكان زهير بن القين متØÙ…ّساً لقتال جيش Ø§Ù„ØØ±Ù‘ قبل أن يأتيهم المدد من قوات بني Ø£Ùمية، Ùقال Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): (إنّ قتالهم الآن أيسر علينا عن قتال غيرهم)ØŒ ولكنّ الإمام(عليه السلام) Ø±ÙØ¶ هذا الرأي لأنّ القوم لم يعلنوا ØØ±Ø¨Ø§Ù‹ عليه بعد، وما كان ذلك الموق٠النبيل إلاّ لما كان ÙŠØÙ…له الإمام من Ø±ÙˆØ ØªØªØ³Ø¹ للأمة جمعاء، وأيضاً لعظيم رسالته التي ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ عنها وقÙيَمه٠التي كان يسعى إلى بنائها ÙÙŠ الأمة رغم أنّها بدت تظهر العداء Ø³Ø§ÙØ±Ø§Ù‹ ضدّه ØŒ Ùقال (عليه السلام) : (ما كنت لأبدأهم بقتال).
وكان نزول الإمام ÙÙŠ كربلاء ÙÙŠ يوم الخميس الثاني من Ù…ØØ±Ù… سنة Ø¥ØØ¯Ù‰ وستين ØŒ ثم Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø²Ù‡ÙŠØ± على الإمام(عليه السلام) أن يلجأوا إلى منطقة قريبة يبدو Ùيها بعض Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„ØªØØµÙŠÙ† لمواجهة الجيش الأموي لو نشبت المعركة.
وسأل الإمام(عليه السلام) عن اسم هذه المنطقة Ùقيل له: كربلاء، عندها دمعت عيناه وهو يقول: (اللهم أعوذ بك من الكرب والبلاء)ØŒ ثم قال: (ذات كرب وبلاء، ولقد مرّ أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صÙّين وأنا معه ÙÙˆÙ‚ÙØŒ ÙØ³Ø£Ù„ عنه ÙØ§Ùخبر باسمه Ùقال: ها هنا Ù…ØØ·Ù‘ ركابهم، وهاهنا مهراق دمائهم، ÙØ³Ø¦Ù„ عن ذلك Ùقال: ثقل لآل بيت Ù…ØÙ…د
ينزلون هاهنا).
قبض الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) قبضةً من ترابها ÙØ´Ù…ّها وقال: (هذه والله هي الأرض التي أخبر بها جبرئيل رسول الله أننّي اÙقتل Ùيها ØŒ أخبرتني أم سلمة).
ÙØ£Ù…ر الإمام(عليه السلام) بالنزول ونصب الخيام إلى ØÙŠÙ† ÙŠØªÙ‘Ø¶Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø± ويتّخذ القرار النهائي لمسيرته.
جيش Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ينطلق بقيادة عمر بن سعد :
ÙˆÙÙŠ تلك الأثناء خرج عمر بن سعد من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ÙÙŠ جيش قدّرته بعض المصادر بثلاثين Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ØŒ وبعضها بأكثر من ذلك، ÙˆÙÙŠ رواية ثالثة: إنّ ابن زياد قد Ø§Ø³ØªÙ†ÙØ± Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وضواØÙŠÙ‡Ø§ Ù„ØØ±Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùˆ توعّد كلَّ مَنْ يقدر على ØÙ…Ù„ Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø¨Ø§Ù„Ù‚ØªÙ„ ÙˆØ§Ù„ØØ¨Ø³ إن لم يخرجْ Ù„ØØ±Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†.
وكان من نتائج ذلك أن امتلأت السجون٠بالشيعة واختÙÙ‰ منهم جماعة، وخرج مَنْ خرج Ù„ØØ±Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من أنصار الأمويين وأهل الأطماع ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠÙ† كانوا يشكّلون أكبر عدد ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ أمّا رواية الخمسة آلا٠مقاتل التي تبنّاها بعض المؤرّخين Ùمع أنّها من المراسيل، لا تؤيّدها الظرو٠والملابسات التي تØÙŠØ· Ø¨ØØ§Ø¯Ø« من هذا النوع الذي لا يمكن Ù„Ø£ØØ¯ أن يقدÙÙ…ÙŽ عليه إلاّ بعد أن ÙŠÙØ¹Ùدَّ Ø§Ù„Ø¹ÙØ¯Ù‘ÙŽØ© لكلّ Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…الات، ويتّخذ جميع Ø§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø·Ø§ØªØŒ وبخاصة إذا كان خبيراً بأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وتقلّباتهم وعدم ثباتهم على أمر من الأÙمور.
وتوالت قطعات الجيش الأموي بزعامة عمر بن سعد ÙØ£ØØ§Ø·Øª Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وأهله ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ ÙˆØØ§Ù„ت بينهم وبين ماء Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª القريب منهم. وقد جرت Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© بين عمر بن سعد والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) Ø£ÙˆØ¶Ø Ùيها الإمام(عليه السلام) لهم عن موقÙÙ‡ وموقÙهم ودعوتهم له، وألقى عليهم كل Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ ÙÙŠ سبيل إظهار الØÙ‚ØŒ وبيّن لهم سوء ÙØ¹Ù„هم هذا وغدرهم ونقضهم للوعود التي وعدوه بها من نصرته وتأييده، وضرورة القضاء على Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯.
ولكن عمر بن سعد كان أداة الشرّ المنÙّذة Ù„Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والظلم الأموي، Ùكانت غاية همّته هي تنÙيذ أوامر ابن زياد بانتزاع البيعة من الإمام(عليه السلام) ليزيد أو قتله وأهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ متجاهلاً ØØ±Ù…Ø© البيت النبوي بل ÙˆØØ§Ù‚داً عليه كما جاء ÙÙŠ رسالته لعمر: أن ØÙلْ بين Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وبين الماء، Ùلا يذوقوا قطرة كما صÙنع بالتقي الزكي عثمان بن Ø¹ÙØ§Ù†.