ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

إنَّ في وجود كلِّ إنسان بصيصُ نورٍ من عالم الغيب و مصباحٌ يسُوقُهُ الى‏ الحقيقة و العدالة و الامانة.
و هذا النور يصل اليه من عالم الغيب و بالامداد الالهي، و يشتدُّ و يقوى‏ اثر الاعمال الصالحة و العلم و المعرفة و التربية المستقيمة، و تصل قوته احياناً الى‏ الاحاطة بتمام باطنه الوسيع و إضاءته الى‏ درجة انعدام كل الظلمة في نفسه.
كما أنَّ سوء التربية و الانغماس بالقبائح و الشهوات و الاقبال على‏ الماديات و اهمال التعلم و الاطلاع على‏ الحقائق و المعارف و المعقولات يوجب ازدياد سمك الحجب و الاغشية التي تمنع القلب عن البصيرة.
كما ان الاشتغال بالمناهي و الملاهي و حبِّ الدنيا و المال و الجاه و المقام و الشهوات يُنسي الانسانَ الحقائق و يُنسيه مصيره و ما يؤول اليه امرُه و مستقبله الذي ينتظرُهُ.
و لكن، و حتى‏ في هذه المرحلة المظلمة، و مهما هوى‏ الإنسان في السقوط و حتى‏ لو صار مصداقاً لقوله تعالى‏: «أولئكِ كالأنعام بَل هُمْ أضَلّ» يبقى‏ بصيص أمل لعودته و يبقى‏ بعض المنافذ و الشبابيك مفتوحة في وجوده تُرجعُه الى‏ عالم الغيب و الحقيقة، و يبقى‏ خلاصُه من متاهات السقوط و الانحدار و من ظلمات الشهوات الحيوانية، ممكناً غيرَ مستحيل.
و سواءُ سميتم ذلك بالإدراك أو الوجدان الواقعي للانسان أو غريزة حب الحقيقة أو الفطرة أو اي اسم آخر فالمهم هو وجودها في الإنسان مهما انحدر، فهذا البصيص من النور و حتى‏ لو كان ضعيفاً و خفيفاً، يتجلى‏ في باطن الإنسان و يُشعره بمسئولية تجاه ربِّه و يُتمُّ الحجّة عليه الى‏ درجة ان الناس جميعاً يتوقعون منه القيام بتكاليفه ووظائفه واحترام شرف إنسانيته، والّا كان مستحقاً للملامة والذمِّ والتوبيخ، بل ومستحقاً للعقاب والتأديب في نظر العقلاء.
ونلاحظ أيضاً إنَّ اولئك الذين يخالفون الانبياء والمناهج السماوية الداعية الى‏ الحق والعدالة والحرية، وفي اشدِّ ساعات المواجهة بينهم، تصدر عنهم احيانا وبلا ارادة بعض عبائر المدح والثناء للأنبياء فتتصرف فيهم فطرتهم السليمة وتوثر فيهم الحقيقة والمعنويات والطهارة فتراهم أحيانا يبكون ويتألمون للأنبياء، ولكنهم يعودون الى‏ ما يقترفون من ذنوب ومعاصي واضطهاد للاخيار و كأن هزّة باطنية تعتورهم وتبعدهم عن واقعهم المرير، ثم يلتفتوا الى‏ حالهم فيعودوا لما نُهوا عنه ويرجعون الى‏ الدرجة الاولى‏ في السُلَّم والى‏ قلعة الانانية والانكار والتمرد.
وتاريخ الإسلام مشحون بإقرارات و اعترافات أشدِّ اعداء الرسول الاكرم (صلى الله عليه و آله) و الائمة الطاهرين باحقيّة هؤلاء الاطهار و صحة منهجهم و سبيلهم.
نعم، إنَّ اعداء أهل البيت (عليهم السلام)، والحاقدين والمتعصبين وعبدة الدنيا والمغرورين الذين اضطهدوا اهل البيت (عليهم السلام)، يشهدون في مواقع عديدة بفضيلة و حقانية أهل البيت و يقرّون ببطلان أنفسهم و يعترفون بان حبّ الدنيا أو العناد و اللجاجة هي التي دفعتهم الى‏ انكار حق اهل البيت (عليهم السلام).
اقراؤا قصة أبي سفيان و الاخنس و ابي جهل في سيرة حياة النبي الاكرم (صلى الله عليه و آله) وكيف انهم كانوا يأتون في الليالي الظلماء وبعيداً عن الانظار وفي الخفاء، لكي يستمعوا الى‏ آيات القرآن المجيد من لسان النبي (صلى الله عليه و آله)، و في النهار يعودون الى‏ محاربته و انكاره و ايذائه.
وإنَّ من عزل علياً (عليه السلام) عن ساحة الاحداث واجلسه الدار، كان يعترف بفضائل ومقام علي (عليه السلام) وكان يعترف بان علياً هو الاكفأ والاقدر والأنسب من بين كل المسلمين بهذا الأمر وهذا معاوية وعمرو بن العاص وفي حياة أمير المؤمنين على‏ (عليه السلام) وبعد شهادته، وفي مجالسهم الخاصة والعامة احياناً، يعترفون بفضائل ومناقب علي (عليه السلام) وعلمه وورعه وتقواه، وتارة كان معاوية يبكي عندما يذكر مناقب أمير المؤمنين ويترحم عليه!!..
وهذا عبد الملك بن مروان، وعندما واجه مشكلة ضرب النقود العويصة- كما يذكر ذلك البيهقي والدميري اضطر الى‏ التماس محمد بن علي الباقر (عليهم السلام) واخذ الحلِّ من علمه الجمِّ، وهكذا كان فقد علمهُ الإمام الباقر (عليه السلام) حلِّ تلك المعضلة. وها هو المنصور الدوانيقي الذي قتل ذراري رسول اللَّه السادات بأفجع صور القتل و أبشعها، و طبقا لاوثق النقولات المعتبرة أنه دسَّ السُمَّ للإمام الصادق (عليه السلام) ‏وقتله، نفس هذا السفاح وطبقا لما يذكره اليعقوبي‏ عن اسماعيل بن علي بن عبد اللَّه بن عباس، ان المنصور بكى‏ على‏ الإمام الصادق (عليه السلام) حتى‏ ابتلّت لحيته من دموع عينيه وكان يقول: انه كان سيد أهل بيته وبقية الاخيار منهم و انه ممّن نزل فيهم قوله تعالى‏: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32]
وهذا هارون الرشيد يعترف ويُقرُّ بمقامات موسى‏ بن جعفر (عليهما السلام) وما ذكره المأمون من قصة احترام هارون الرشيد للإمام موسى‏ بن جعفر و تبجيله، مشهورة و معروفة.
وهكذا سائر الائمة (عليهم السلام) يحدثنا التاريخ أنَّ خلفاء زمانهم و اعدائهم قد اعترفوا بفضلهم و مقامهم و علمهم واهليتهم لحلِّ المعضلات من المسائل و انَّ اولئك الخلفاء كانوا يلوذون بهم ساعات الابتلاء و الشدائد.
ولا يخفى‏ إنَّ اكثر الاعترافات و الاقرار من هؤلاء الظلمة كان من باب السياسة و خداع الرأى العام و رعاية للمصالح الشخصية و النفاق و المراء لإستغفال الناس، و لكنها مع كل ذلك كانت شهادة الاعداء بحسن قبول الناس لأهل البيت و حُسن سيرة المعصومين واتفاق الناس على‏ اهليتهم وصلاحيتهم بل اسبقيّتهم على‏ الاخرين في كل المجالات الى‏ درجة عجز اعدائهم عن اخفائه.
وما ذكرناه من اعتراف الاعداء، ينسحب الى‏ اعداء الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) بوضوح، يقول الاستاذ عباس محمود العقاد: ولكنَّ الجيش الذي أرسله عبيد اللَّه بن زياد لحرب الحسين (عليه السلام) كان جيشاً يحارب قلبه لأجل بطنه و أو يحارب ربِّه لأجل واليه اذ لم يكن فيهم رجلٌ واحد يؤمن ببطلان دعوى‏ الحسين (عليه السلام) أو رجحان حقِّ يزيد، ولم يكن فيهم كافر ينفح عن عقيدة غير عقيدة الإسلام إلّا من طوى‏ قلبه على‏ كفر كمين هو مخفيه و لا نخالهم كثيرين ...
ولو كانوا يحاربون عقيدة بعقيدة، لما لصقت بهم وصمة النفاق ومسبّة الاخلاق، فعداوتهم ما علموا أنّه الحق وشعروا أنَّهُ الواجب أقبح بها من عداوة المرء ما هو جاهله بعقله و معرض عنه بشعوره‏ لأنهم يحاربون الحقَّ وهم يعلمون.
ومن ثمَّ كانوا في موقفهم ذلك ظَلاماً مطبقا، ليس فيه من شعور الواجب بصيصٌ واحدٌ من عالم النور والفداء، فكانوا حقّاً في يوم كربلاء قوة من عالم الظلام‏ تكافحُ قوّة من عالم النور. وروى‏ ابن أعثم أنَّه لما ورد كتاب يزيد بن معاوية الى‏ الوليد بن عقبة و الذي يأمره فيه بقتل الحسين بن علي (عليه السلام) و يعده بالإمارة والجائزة، اغتمَّ الوليد لذلك وقال: «لا حول ولا قوة إلّا باللَّه» واللَّه لو ان يزيدا اعطاني الدنيا بما فيها لما اشتركت بقتل الحسين ابن رسول اللَّه.
يقول الدينوري: عندما اقترح مروان بن الحكم على‏ الوليد، قتل الحسين‏ قال: «وَيْحكَ أتُشيرُ عليَّ بِقَتْلِ الحُسين بنِ فاطمةَ بنت رسول اللَّه و اللَّه ان الذي يُحاسَبُ بِدَمِ الحُسَينِ يَومَ القيامةِ لخفيفُ الميزانِ عند اللَّه»
وهذا يدل على‏ مدى‏ تعجب و استغراب الوليد من جرأة مروان و قلة حيائه، و لم يتوقع حتى‏ من مثل مروان المنافق الحاقد، التفكير في قتل مثل الحسين.
يقول السبط ابن الجوزي، قال الوليد لمروان: «وَاللَّه ما أُحبُّ أنَّ ليَ ما طَلَعَتْ عَليهِ الشّمسُ وإنّي قَتَلتُ حُسيناً.»
و روى‏ ابن الاثير ان الوليد قال: «و اللَّه ما أحبّ انَّ لي ما طَلَعَتْ عليهِ الشمسُ و ما غَرُبَتْ عَنْهُ من مالِ الدنيا و مُلكِها و إنّي قَتَلتُ حُسيناً أنْ قال لا أُبايعُ و اللَّه إنّي لأظنّ أنَّ إمْرَءً يُحاسَبُ بدَمِ‏ الحُسَين لخفيف الميزان عند اللَّه يوم القيامَة.»
و روى‏ الخوارزمي ان مروان حذّر الوليد من التمرد على‏ امر يزيد بقتل الحسين (عليه السلام) فقال له الوليد: «مَهلًا وَيْحَكَ دَعْني من كلامِكَ هذا، و أحْسِنِ القولَ في ابن فاطِمَةَ فانَّهُ بقيَّةُ وُلدِ النَّبيّين.»
و نقل الخوارزمي أيضاً ان الوليد لمّا علم بخروج الحسين (عليه السلام) الى‏ العراق كتب الى‏ ابن زياد: «أمّا بَعْدُ فَإنَّ الحُسينَ بنَ علىٍّ قَدْ تَوجَّهَ الى‏ العِراقِ وهو ابن فاطمةَ البتولِ و فاطمةٌ بنتُ رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله) فاحْذَر يابنَ زياد أنْ تأتي إليهِ بسوءٍ فَتُهيِّجَ على‏ نَفْسِكَ في هذه الدُنيا ما لا يَسُدُّه شيء ولا تَنساهُ الخاصَّة والعامَّة أبداً ما دامَتِ الدُنيا.»
ثمَّ يقول الخوارزمي بعد نقل ذلك: «فَلَمْ يَلْتَفِتْ عَدُوّ اللَّه إلى‏ كتابِ الوَليد.» و يقول ابن الاثير استمهل عمر بن سعدُ عبيد اللَّه بن زياد يوماً حتى‏ ينظر في امره بقتل الحسين (عليه السلام)، فانصرف عمر يستشير نُصَحاءَه، فلم يكن يستشير احداً الّا نهاه‏ و جاء حمزة بن المغيرة بن شعبة و هو ابن اخته فقال: انشدك اللَّه يا خال ان تسير الى‏ الحسين (عليه السلام) فتأثَم بربَّك و تَقطَع رَحمَك! فو اللَّه لان تخرج من دنياك و مالك و سلطان الارض كلِّها لو كان لك خيرٌ من ان تلقى‏ اللَّه بدم الحُسين! قال ابو زهير العبسي: سمعت شبث ابن ربعي ايّام امارة مصعب يقول: لا جزا اللَّه اهل الكوفة خيراً، و منعهم الرشاد، ألا تعجب اننا قاتلنا علياً و من بعده ابنه، و نصرنا آل ابي سفيان، ثم نصرنا آل معاوية و ابن سميّة على‏ ابن عليّ و هو خير اهل الارض؟! «ضلال يا له من ضلال» و روى‏ ابن سعد في الطبقات: ان مرجانة ام عبيد اللَّه بن زياد قالت لابنها: يا خَبيث قَتَلْتَ ابن بنت رسول اللَّه، و اللَّه لا تَرى‏ الجَنَّةَ ابداً»
قال حميد بن مسلم: كان لي صحبه مع عمر بن سعد فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين (عليه السلام) فسألته عن حاله فقال لا تسئل عن حالي فانه ما رجع غائب إلى‏ منزله بشرّ مما رجعتُ به قطعتُ القرابة القريبة و ارتكبت الأمر العظيم. و لما قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى‏ أهله و هو يقول في طريقه: «ما رجع أحد مثل ما رجعت أطعت الفاسق ابن زياد الظالم ابن الفاجر و عصيت الحاكم العدل و قطعت القرابة الشريفة».
وهجره الناس و كان كلما مرّ على‏ ملأ من الناس أعرضوا عنه و كلما دخل المسجد خرج الناس منه و كل من رآه قد سبّه فلزم بيته الى‏ أن قُتل.
و روى‏ ابن الاثير و الطبري: دخلوا (القوم الذين جاؤوا برأس الحسين (عليه السلام) من الكوفة) على‏ يزيد فوضعوا الرأس بين يديه و حدثوه الحديث قال: فسمعت دَوْرَ الحديث هند بنت عبد اللَّه بن عامر بن كُرَيرْ- و كانت تحت يزيد بن معاوية فتقنعت بثوبها و خرجت فقالت: ياأمير المؤمنين أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول اللَّه قال: نعم، فأعْولي عليه و حُدّي على‏ ابن بنت رسول اللَّه و صريخة قريش عجّل عليه ابن زياد فَقَتلَهُ قَتَلَهُ اللَّه. و حتى‏ ابن زياد لما رأى‏ اعتراضات الناس و سخطهم عليه و انَّ نفرة المسلمين و لعنتهم لحقت به، حاول التبري من دم الحسين (عليه السلام) (عليه السلام)، حتى‏ انه حاول اتلاف كل كتبه التي وجهها الى‏ ابن سعد و غيره فيما يرتبط بقتل سيد شباب اهل الجنة (عليه السلام)، قال هشام: عن عوانة قال: قال عبيد اللَّه بن زياد لعُمر بن سعد بعد قتله الحسين (عليه السلام): يا عمر اين الكتاب الذي كتبتُ به اليك في قتل الحسين؟
قال: مَضَيتُ لامرك و ضاع الكتاب! قال: لتجيئني به. قال: ضاع! قال: و اللَّه لتجيئني به. قال: ترك و اللَّه يُقرأ على‏ عجائز قريش اعتذاراً اليهنَّ بالمدينة، أما و اللهِ لقد نصحتُك في الحسين نصيحةً لو نصحتُها أبي سعد بن ابي وقاص كُنتُ قد ادّيت حقه.
قال عثمان بن زياد اخو عبيد اللَّه: صَدَقَ و اللَّه، لوددتُ أنّه ليس من بني زياد رجُلٌ إلّا و في أنفِهِ خِزامةُ الى‏ يوم القيامة و أنَّ حُسيناً لم يُقتل. قال: فو اللَّه ما أنكر ذلك عليه عبيد اللَّه. روى‏ ابو مخنف: قال الناس لسنان بن أنس: قتلتَ الحسين (عليه السلام) بن علي و ابن فاطمة ابنة رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله)؟ قتلت اعظمَ العرب خطراً، جاء الى‏ هؤلاء يريد ان يزيلهم عن ملكهم، فأت امراءَكَ فاطلب ثوابك منهم، لو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلًا. فاقبل على‏ فرسه و كان شاعراً و كانت به لَوْثة فاقبل حتى‏ وقف على‏ باب فسطاط عمر ابن سعد ثم نادى‏ بأعلى‏ صوته:
أوْقِر ركابي فِضَّةً أو ذَهَبا *** أنا قَتَلتُ المَلِك المحَبَّبا
قَتَلْتُ خَيرَ الناسِ أُمّاً و أبَا *** و خيرَهم اذ يُنسبون نَسَباً
فقال عمر بن سعد: أشهَدُ إنَّكَ لمجنون ما صَحَحْتَ قَطْ، أدخلوه عليَّ فلما دخل حَذَفَهُ بالقضيب ثمَّ قال: يا مجنون أتَتَكَلَّم بهذا الكلام! أما و اللَّه لو سمعك ابن زياد لضرب عُنُقك. و مع هذا التنبيه من عمر ابن سعد بسنان، نجد ان خولى‏ بن يزيد حينما جاء الى‏ عبيد اللَّه بن زياد برأس الحسين، أنشد نفس هذه الابيات ...
وفي زماننا يوجد بعض الناس يقدسون اهل البيت (عليهم السلام) و يظهرون المودة و الحب لهم، لكنهم يحاربون مبادئ و اهداف اهل البيت (عليهم السلام)، يبكون لأسر زينب و اخوات زينب من بنات الرسالة، لكنهم لا يكترثون لستر نساءهم و حجابهنَّ، و يتبركون بالقرآن و يباركون اولادهم بحمل القرآن و تعليقه على‏ صدورهم، و يتحرزون به عند سفرهم و لكنهم يخالفون احكام القرآن الكريم.
هذه هي الحقيقة المرّة و هي ان هؤلاء لو كانوا في زمن يزيد لكانوا من جنده و لم يتوانوا عن سلِ سيوفهم في وجه الحسين (عليه السلام) و هؤلاء هم الذين وصفهم الحسين روحى فداه بقولهك‏ : «الناس عبيدُ الدنيا و الدِّينُ لَعَقٌ على‏ ألسِنَتِهِمْ فاذا محصّوا بالبَلاء قَلَّ الدّيّانون.»
«أُفِّ لمثل هؤلاء المسلمين و أُفِّ لمثل إسلامهم!».