ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه
قال الشيخ كمال الدين رحمه الله الفصل الخامس فيما ورد في حقه من جهة النبي (صلى الله عليه واله) قولا و فعلا و هو فصل مستحلى الموارد و المصادر و مستعلى المحامد و المآثر مسفر عن جمل المناقب السوافر مشعر بأن الحسن و الحسين (عليه السلام) أحرزا على المعالي وأفخرا المفاخر فإن رسول الله (صلى الله عليه واله) خصهما من مزايا العلاء بأتم معنى و منحهما من سجايا الثناء كل مثنى فأفرد وثنى و مدح و أثنى و أنزلهما ذروة السناء الأسنى فأما ما يخص الحسن (عليه السلام) فقد تقدم في فضله وأما تمام المشترك و ما يخص الحسين فهذا أوان إحراز خصله.
فمنه حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أخرجه الإمام أحمد بن حنبل و الترمذي كل منهما في صحيحة يرويه عنه بسنده و قد تقدم طرف منه في فضل فاطمة (عليه السلام) وجملة الحديث أن حذيفة قال لأمه دعيني آتي رسول الله (صلى الله عليه واله) فأصلي معه و أسأله أن يستغفر لي و لك فأتيته و صليت معه المغرب ثم قام فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال من هذا حذيفة قلت نعم قال ما حاجتك قلت تستغفر لي و لأمي فقال غفر الله لك و لأمك إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط من قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي و يبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة و أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنه ما أخرجه الترمذي أيضا أن النبي (صلى الله عليه واله) أبصر حسنا و حسينا فقال اللهم إني أحبهما فأحبهما.
ومنه ما رواه ابن الجوزي رحمه الله بسنده في صفة الصفوة عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال إن هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني يعني الحسن و الحسين.
ومن المشترك جملة تقدمت في فضل الحسن (عليه السلام) فلا حاجة إلى إعادتها هاهنا.
ومنه ما أخرجه أيضا الترمذي بسنده عن يعلى بن مرة قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.
ومنه ما نقله الإمام محمد بن إسماعيل البخاري الترمذي رضي الله عنهما بسندهما كل واحد منهما في صحيحة عن ابن عمر و سأله رجل عن دم البعوض فقال ممن أنت فقال من أهل العراق فقال انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض و قد قتلوا ابن النبي (صلى الله عليه واله) و سمعت النبي (صلى الله عليه واله) يقول هما ريحانتاي من الدنيا .
وروي أنه سأله عن المحرم يقتل الذباب فقال يا أهل العراق تسألوني عن قتل الذباب و قد قتلتم ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) و ذكر الحديث و في آخره و هما سيدا شباب أهل الجنة.